((الفصل الثانى))
من يوميات بابا عمر وماما ساره
الحلقة الأولى
قالت سارة:
فى طريق العوده للقاهره و من ساعة ركوب الطائره و انا لا ارى امامى الا يحيى , حتى انى كنت اغمض عينى حتى اراه اوضح , كأن الله قد مد لى حبال الصبر فقط لكى اؤدى مناسكه طالما كنت فى رحاب بيته المحرم , لكن بمجرد مغادرتى عدت مره اخرى الام الملهوفه التى لا تقوى على فراق ولدها , و بالرغم من انى كنت اكلمه يوميا , لكن حضنه و رائحته الطفوليه و كل تفاصيله التى اصبحت جزء منى لا تفارقنى منذ ركوبى الطائره, ايضا احس ان عمر عاد لى , عاد باكمله , منذ شهور كنت فقدت هذا الاحساس و الان و بفضل الله وحده عاد لى حبيبى و زوجى , لم اعده بذكائى لكن الله اعاده و قربت بيننا الرحله النورانيه اكثر و اكثر
يا ريت نقدر نكررها ..... لكن المره الجايه حاجيب يحي اه ما الحرم كان مليان عيال يعنى اشمعنى ابنى انا
قال عمر:
يا ترى سامحتينى يا ساره ؟ و يا ترى سامحتنى يا رب على خطأى , يا عمر ده كان مجرد تفكير
لا لا لا, لا صغيرة مع استكبار و لا كبيرة مع استغفار ............ استغفرك ربى و اتوب اليك
لكنى لا عذر لى الا انى انسان و كان الانسان ظلوما جهولا اللهم باعد بيننا و بين خطايانا كما باعدت بين المشرق و المغرب , و لقد عاهدتك يا رب امام بيتك المحرم ان اعطى كل دقيقه من اهتمامى خارج عملى لساره و يحيى و ان اجعل منهما درعا يقينى الخطأ
قالت سارة :
ايه كل الاجراءات دى ساعه عشان نطلع من المطار يعنى يا ربى نيجى من السعوديه فى ساعه و نطلع من المطار فى ساعه و نصف لكن والله عندهم حق فى الاجراءات دى كلها . ده احنا الوحيدين تقريبا اللى مش معانا مروحه و بطانيه , ده انا خفت يشكو فينا عشان الموضوع ده , مشكلة الشعب الطيب ده انه بيحول كل سفريه حتى العمره الى مهرجان للسياحه و التسوق
يقولو علينا ايه فى السعوديه ما عندناش بطاطين فى مصر ؟ و بعدين و الله سألت نفسى كتير . ليه السعوديه بتستورد بطاطين اساسا ده هناك ما فيش شتا و الجو حر نار . وكمان ما تنفعش فيه مراوح خالص , حتحس انك قاعد قدام السيشوار , لكن الرفاق المصريين فى المطار عرفونى السعوديه بتجيب بطاطين و مراوح ليه و الله تلاقيها مستورده من مصر , الحمد لله يا عمر ان ماما فكرتنا بموضوع الهدايا ده و الا كان حايبقى شكلنا عره اوى
قال عمر :
و الله يا ساره انا مش فاهم ليه كل واحد يباركلى ع العمره لازم اديله طاقيه او سبحه انما اغلى حاجه جبناها من هناك هى مية زمزم و اوعى تنسى تشربى يحيى منها
قالت سارة:
بس انا مش عارفه الناس دى لقت وقت ازاى تعمل شوبنج كده ده احنا طول النهار كنا فى الحرم و حتى لما خلصنا العمره بتاعتنا عملنا عمره تانيه انت لوالدك و انا لجدتى الله يرحمهم جميعا هوه ده الهدف الحقيقى
قال عمر:
معلش يا ساره تفكيرك مش زى غيرك ربنا يتقبل منا و منهم هو اعلم بالنوايا
قالت سارة:
مهما حكيت مش حاقدر اوصف لحظة لقائى انا و يحيى , زى ما يكون غايبه عنى بقالى سنين , نسيت اسلم على ماما و بابا واحمد اخى ما شفتش فى الدنيا لحظتها غيره و نزلت دموعى غصب عنى و ده طبيعى
لكن هوه تنزل الدموع من عينيه بالشكل ده و هوه ما بيقولشى غير ماما ماما و باحس انه بيعاتبنى اكتر منه بينادينى بيقولى كنتى فين يا ماما كل ده انا حاسه دموعه بتقول كده يا حبيبى يا بنى ربنا ما يحرمنى من حضنك يا رب , بس مش كده يا يحيى عايزه اسلم على الخلق شكلنا بقه وحش فى المطار
قال عمر:
يا عينى عليك يا عمر انت باين عليك ما لكش حد فى الدنيا حتى ابنك مش راضى يسلم عليك و حماتك ما سلمتش الا عشان ساره ايدها ما كانتش فاضيه , انما ايه اللى بين ساره و يحي ده ؟ اشمعنى انا
انا عايزه يحضنى ويمسك وشى و يبص لى زى ما بيبصلها كده و ايه كم البوس ده سبحانك يارب .........
.لكن حماتى ما نسيتش برضه تديله كلمتين هوه و اللى خلفه , هوه من لقى احبابه نسى اصحابه كده يقولو كنا بنعذبك يا سى يحيى هى كل الرجاله كده و اللا ايييييه , انما الشهاده لله الست و الله عملت الواجب و زياده روحنا البيت لقيناه زى الفل و بط و حمام احمدك يا رب ده انا بطنى نشفت من الفراخ المشويه
قالت سارة:
يا حبيبتى يا امى , ربنا يبارك فى عمرك و يخليكى يا رب , البيت زى الفل و الاكل محطوط ع الترابيزه و لا العروسه فى يوم دخلتها , دى كمان حاولت تاخد يحيى عشان ارتاح لكن بصراحه لا يحيى وافق و لا انا كمان وبعدين انا حاسه دلوقت ان عيلتى ما تكملش من غير يحي يعنى بقينا تلاته فى واحد ....
قال عمر:
اناحادخل اشوف الرسايل على الميل بتاعى يا ساره لحد ما تفضى الشنط
قالت سارة:
تمتمت فى سرى (اه ربنا يستر من ايملات الشركه و زمايلنا اللى فى الشركه)
خرج عمر بعد دقيقتين ووجهه متغير جدا
فيه خبر مش كويس خالص يا ساره
************
الحلقة الثانية
مرت لحظه كانها الدهر حتى تكلم عمر
الشركه بتصفى اعمالها فى مصر عشان المشروعات بتاعتها انتهت هنا خلاص , و باعته نوت ان كل مهندس عليه يوفق اوضاعه يا اما ياخد مكافاه يا اما يقدم على السفر لفرع الشركه الجديد فى هولندا عشان هما محتاجين هناك ناس واخده خبره فى نفس المكان .
قالت سارة:
لله الامر من قبل و من بعد . انت خضتنى اوى يا عمر يعنى احنا كنا مولودين فى الشركه دى سبحانه الذى يغير ولا يتغير و انت اصلا مهندس عبقرى ودلوقت كمان خدت خبره هايله فى الشركه دى ممكن ناخد المكافاه و نعمل مشروع او حاجه أو حتى تشوف شركه تانيه
قال عمر :
انت فاكره المكافاه دى يعنى تكفى ايه فى الايام دى , و انا كمان مبقاليش فى الشركه فتره طويله و بعدين حالاقى فين شركه تدينى المرتب ده .... انا متهيالى اننا نسافر احسن يا ساره
قالت سارة:
نسافر بره ... وكمان اوروبا يعنى ناس تانيه و مجتمع تانى و نظره تانيه لينا كمسلمين هناك.
اول مره يجيلى الخاطر ده .. اسيب مصر واسيب اهلى , ده انا بحب حتى ريحة الشارع فى مصر ..حتى المكروباص بحبه .بلدى و مهما حصل هى اولى بى .. ليه ما نقدرش نعيش فيها بكرامه ؟
صحابى اللى كان بييجى لازواجهم شغل بره كانو بيخافو من الحسد رغم انى كنت باشفق عليهم
بلد غريبه و ناس تانيه و جو تانى و ماما .... ياخرابى لو ماما عرفت
مش كفايه اختى اللى سافرت دبى بعد الجواز و ماما كل عيد و كل جمعه حتى تقلبها مناحه عشان اسراء واحشاها و دلوقت ما عادش ليها غيرى انا واحمد اقوم انا كمان اسافر و اسيب البلد , دى ماما تروح فيها , و بعدين حاعمل ايه انا فى الغربه دى و انا جربتها و انا صغيره مع ماما و بابا وكنت كل اجازه اسيب مصر و دمعتى على خدى عشان السنه الطويله اللى حاقضيها هناك , يا رب افرجها من عندك و انا مش حاقول غير قدملنا اللى فيه الخير
قال عمر:
انت مش بتكلمى ليه يا ساره ساعدينى فى الاختيار الصعب ده
قالت سارة:
هه معلش يا عمر اصلى سرحت . بص يا عمر مش لازم شركه بنفس المرتب ده ربنا هوه الرزاق و بيبارك فى القليل واللى حيساعدك فعلا هوه اللى طول عمره بيساعدك قوم صلى العشاء و صلى صلاة استخاره و اللى رايده ربنا هوه اللى حايكون
قال عمر:
افرجها من عندك يارب انا عملت اللى على و قدمت فى شركات هنا فى مصر كتير جدا . لكن مش حايجيلى شغل فى يوم و ليله , كمان الشركه مديانى مهله عشان اقرر بعدها ممكن يروح على السفر , و ساره ما بتتكلمش لكن انا حاسس انها رافضه السفر رفضاً باتاً , مش عارف ايه اللى حصلها , وهى اللى طول عمرها بتتغنى بوقوف الست جنب جوزها . لكن لما الامر بيخص والدتها و اهلها خلاص تنسى جوزها خالص
وانا مش حاقدر اسافر لوحدى و اعيش بره كده وحدي , ده انا كنت حاتجنن لما قعدت كام يوم من غيرها هى و يحيي و الشقه بقت زى الاسطبل فى اربعه و عشرين ساعه , كمان الفرص هنا ضيقه و كل صحابى و قرايبى بينصحونى بالسفر وكمان دى هولندا يعنى دوله متقدمه فى كل حاجه و حاتعلم كتير انا حاحاول اقنع ساره بالسفر وربنا معايا
وأثناء الغداء
قال عمر:
انت عارفه يا ساره انى سالت اصحابى اللى عاملين مكاتب هندسيه يعنى هنا فى مصر وعرفت ان اقل مبلغ نبدأ بيه حوالى سبعمية تمنيمة الف جنيه
قالت سارة:
يا خبر ابيض ليه يعنى كل ده
قال عمر:
ده احنا بس محتاجين شقه مقر للمكتب بالشىء الفلانى ده غير التصاريح و الموافقات والسجل التجارى وموافقة الضرائب
قالت سارة:
الحمد لله يا عمر انك بدات تفكر فى كده و انت عارف و الله ربنا حايسهلها ما نشارك صحابك دول طيب
قال عمر:
نشاركهم ازاى يعنى يا ساره دول هما نفسهم زهقانين وعايزين يقفلوا الشركات الكبيره مش سايبه فرصه لحد صغير فى السوق
قالت سارة :
يعنى ايه يا عمر عايزنا نسافر و كمان هولندا يعنى بلد لا نعرف لغتها و لا نقدر نتعايش فيها ؟
قال عمر:
ما نقدرش ليه يعنى
قالت سارة:
عشان حاجات كتيراختلاف العادات و التقاليد ,التربيه اللى حانربيها لابننا مش اتفقنا نربيه عالاسلام والسنه ازاى يعنى نعمل كده وهو فى مدرسته و فى بيته و فى وسط اصحابه مش حيلاقى الا كل عداء للاسلام و كراهيه لينا
قال عمر:
بصى يا ساره اللى عايز يربى ولاده مش محتاج يتحجج بالمجتمع احنا فى البيت حانصلى و نقر القران كعادتنا و هوه حايطلع يلاقى كده فيكون زينا بفطرته السليمه و ربك هو الهادى
قالت سارة:
و حاتعمل ايه لما حد يعايره و لا يقوله انه ارهابى زى ما بنسمع و لا لما حد يقلعنى الحجاب عشان ما يبقاش شكلى متخلف ولا لما افتح الجرنال اليومى العادى الاقى حاجه مسيئه لدينى و لحبيبى صلى الله عليه و سلم انت مش عارف المسلمين هناك متعذبين ازاى من ساعة حداشر سبتمبر
قال عمر:
و قد بدا صوته يعلو :
بصى يا ساره انا فاهمك كويس جدا و ما تتذاكيش على انت مش عايزه تمشى من جنب مامتك و اخواتك عشان انت فاكره نفسك لسه صغيره و لازم العيله حواليكى ما اختك اهيه سافرت و هى لسه عروسه و الحمد لله كويسه ايه المشكله يعنى
قالت سارة:
ايه اللى جاب سيرة ماما و بابا دلوقتى , وانا بكلمك كلام موضوعى جدا وبعدين حتى الكلام عن ماما وبابا قمة الموضوعيه ازاى اسيبهم وهما فى السن ده و محتاجين لى جنبهم , و اظن والدتك يوم ما احتاجتلنا لقتنى انا وانت جنبها ولا هى يعنى الانانيه عشان انت ما عندكش دلوقت حد فى مصر تقلق عليه
************
الحلقة الثالثة
قالت سارة:
اخر مره اتكلمنا فيها انا وعمر و المناقشه انتهت بانه ساب الاكل و قام عشان اعتقد انى باعايره بوقوفى جنب والدته ولأول مره الاقيه زعلان ومش قادره اصالحه ، كل اللى عملته انى اتصلت باكتر من صديقه لى عايشين فى النمسا وفى فرنسا وفى منهم واحده اخدت الجنسيه كمان وسالتهم عن حياتهم فى البلاد دى
واحده فيهم اضطرت تخلع الحجاب فعلا عشان تلاقى شغل و قالت انها بتحتشم ع الاخر لكن ما تغطيش شعرها
ممكن تغطيه بشابو او اى حاجه لكن تلف طرحه حول وجهها توصم بالارهاب علطول
وصديقتى التانيه محجبه بس دى معاها الجنسيه , ساعات تتعرض لمضايقات فى الشارع بس هى ما بتشتغلش
وكمان ولادها كلهم بيدرسو بالالمانى فاصبح من الصعب عليهم العوده رغم انها تريدها و تتمناها من قلبها
طيب انا ايه اللى يغصبنى , دى بلدهم يصدروا قوانين بحظر الحجاب بحظر التجول حتى هما احرار
واحنا كمان احرار اننا ما نعيشش هناك وربنا قال ان ارضه واسعه لنلتمس فيها الرزق , ليه نضيق اختيارتنا و نختار نعيش فى مكان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر
ده المسلمين الاوائل و قبلهم المصطفى صلى الله عليه و سلم ساب احب ارض الله الى الله (مكه) عشان اهلها اذو المسلمين و فروا بدينهم منها , لماذا لانجعل الحياه اكثر سهوله بلا تعقيدات ولا ضغوط
وعمر طبعا مش مصدق ابدا ان دى اسبابى الحقيقيه و نظرية المؤامره بتاعته بدات تدخل ماما طرف فى الموضوع رغم انها ما تعرفش حاجه اصلا , الله يهديك يا عمر
قال عمر:
انا مش مصدق نفسى , دى ساره اللى وقفت جنبى قبل كده بكل قوتها و باعت حتى دهبها عشانى , انا مش مقتنع انى لو عشت بره عقيدتى او دينى حيتأثروا , انا اقدر استعصم لدينى وعرضى فى اى مكان
بس تاثير البيئه ع الاطفال ؟ يمكن ساره عندها حق فى دى .
احنا لينا اقارب فى اوروبا اولادهم سابو البيت فى سن ستاشر والقانون هناك يحمى حرية الشاب تماما .
بقى كده يا يحى بعد التعب و التربيه دى كلها تسيبلى البيت و تروح تعيش مع صاحبتك
منك لله يا ساره خليتى الفار يلعب فى عبى ليه بس ده انا كنت خلاص على وشك ادخل النهارده للمدير واخد القرار , لكن لا مش حاعمل حاجه الا لما نوافق عليها سويا , بس هوه انا اساسا عارف اكلمها دى طول النهار على الانترنت مع ابناؤنا فى الخارج بتعمل تحقيقاتها ومداولاتها
الله يهديكى يا ساره
قالت سارة:
الظاهر يا ساره حاتضطرى تطلعى شهرزاد من علبتها بعد طول اختفاء ..يا رب يفتكر ان عيد جوازنا بكره , بس حتى لو ما فتكرش كفايه الهم اللى هوه فيه ربنا معاه , بدات خطة عمل عيد الجواز4 منذ الصباح الباكر, طبعا نظافة شاملة للشقه بواسطه الشغاله اللى كمان خدت يحيى ودته لماما وانا نزلت اعمل عمرة موتور عند الكوافير
طلبت ان نفس البنت اللى كانت عملتلى ماكياج فرحى تعملى ماكياج زيه بالظبط و جبتلها صورة الفرح معايا و فعلا عملته زى يومها بالضبط و بنفس الالوان , وعملت سيشوار ياااااه ده شعرى طول قوى ما اكتشفتش كده الا بعد ما شفته فى المرايه , كان بقاله شهر عباره عن كلكيعه كبيره فى راسى كل اللى اعرفه عنها انها ما بتخلنييش انام كويس ع المخده
روحت البيت و كنت محضره الاكل من امبارح فى التلاجه و ما كانش على الا التسخين بس وفى خلال الوقت ده طلعت من الدولاب ذكرى غاليه اوى فستان فرحى ..........ياااااه احلى ايام عمرى والمفاجاه انه زى ماهوه
انا فضلت انى افصل فستان تمليك مش غالى بدل ما ااجر فستان رهيب بنفس التكلفه , عشان انا عندى حاجات كده فى دماغى بخصوص الارتباط النفسى و الحنين وهو ده اللى مخلينى كارهه اسيب بلدى
ويادوب بدات عينى تدمع و افتكر اغنية مصرهى امى ......بلدى بلدى يا بلدى
يييه ايه اللى جاب بلدى دلوقت بقه ركزى يا شهرزاد قصدى يا ساره
و المفاجاه الكبيرة انى باقفل السوسته ...... قفلت و بصيت فى المرايه ........ مش اعجاب بنفسى والله . لكن حسيت انى حتى احلى من يوم فرحى
مافيش القلق الجامد بتاع الفرش و مافيش السهر الطويل قبلها عشان الفستان وعشان الجزمه وعشان و عشان وكمان ما فيش التقفيله اللى تحت الفستان لزوم الحجاب ..,
اكملت زينتى بوضع البارفان وبعدين اطلقت بخور احضرته لى احدى صديقاتى من الكويت وقالتلى ان الجرام بالشىء الفلانى وطفيت نور الشقه كله الا نور صغير فى المدخل وبعدين احترت اقعد فين
انا جربت موضوع الاسهم ده و اتبع الاشارات و بتاع قبل كده
ايه رايك يخش يلاقيكى فى وشه المره دى عشان تبقى صدمه قصدى مفاجاه جامده
شلت الترابيزه المدوره الصغيره اللى فى مدخل الشقه وقعدت
قال عمر:
معلش يا عمر خليك انت الكبير , النهارده عيد جوازنا , خرجت بدرى من الشغل و اشتريت هديه لساره , سلسله ذهبيه و فيها دلايه صغيره على شكل قلب , يمكن تحس ان فعلا قلبى معاها و احضرت تورته صغيره و روحت بافتح باب الشقه شميت روايح جميله دوختنى بصراحه .... دى ريحة بخور دى و لا بارفان و اللا ايه ده و بعدين لقيت قدامى اجمل منظر ممكن يشوفه زوج محب و عاشق
ورده بيضاء مفتحه فى مدخل البيت و مش شايف غير الدائره البيضاء الكبيره و حبيبة عمرى حاطه وشها فى الارض و شعرها الجميل مغطى ظهرها و اكتافها و اول ما دخلت رفعت وشها باجمل ابتسامه و اجمل عينين حبيتهم فى حياتى وحسيت ان النور جه .........
يا شيخه عايزانى اقعد فى مصر و اشحت على باب السيده حاشحت بس ما بعدش عنك ابدا
وقلت اللى قدرت اقوله ساعتها : ما شاء الله !!!!!!! ......
قالت سارة:
ياه وحشتنى الكلمه دى من زمان ... دى اغلى كلمه قلتهالى و اول كلمه قلتهالى فاكر يا عمر
قال عمر:
ما أنا ما لقيتش حاجه اقولها زمان و لا حاجه اقولها دلوقت الا الكلمه دى.... ما شاء الله
قالت سارة:
جلس عمر الى جوارى على الارض و اكتشفت انه لم ينس عيد زواجنا و انه احضر لى هديه و فتحها ...
الله يا عمر ده كتير اوى ... ده انا مكسوفه منك اوى انا ما جبتش هديه عشان ......
وضع عمر يده على شفتى قبل ان اكمل ..............
و همس ..............انتى هديتى ........................
و سكتت شهرزادعن الكلام المباح
************
الحلقة الرابعه
قال عمر:
صحيح انا مش مقتنع اوى بوجهة نظر ساره , و صحيح انها قالت لى خلاص اللى تشوفه يا حبيبى اعمله , لكن انا صليت استخاره امبارح و طلبت من الله يهدينى للصواب و انا واثق انى حاشوف علامه النهارده يا تخلينى اقبل على السفر او تخلينى اتراجع و اسيبها على الله
وصلت الشركه لقيت واحده شعرها اصفر ما شفتهاش قبل كده بتقولى صباح الخير يا باشمهندس عمر
بادقق كويس ما صدقتش عينى , دى آيه , قصدى المهندسه ايه , ده انا شايفها اول امبارح و كانت بالحجاب ايه اللى حصل؟؟؟
كل المكتب كان بيبص لها و يتعجب لكن ماحدش جروء على انه يسالها ,انا سالتها
ايه التغيير ده يا باشمهندسه آيه خير ايه اللى حصل
ابدا انت عارف ان الوفد اللى جاى من هولندا حايقابل الستاف النهارده وانا قررت انى لازم اسافر
قال عمر :
طيب ايه اللى يمنع انك تحافظى برضه على التزامك يا باشمهندسه! هوه ده يتعارض مع الشغل ؟
لا مش حيتعارض مع الشغل لكن اذا كنت فى روما فافعل ما يفعله اهل روما
قال عمر:
المثل ده وحش اوى على فكره ومعناه بالضبط ان الانسان يكون امعه , وده اللى نهى عنه الرسول صلى الله عليه و سلم (( لايكن احدكم امعه يقول اذا احسن الناس احسنت و ان أساؤوا أسأت ))
اظن دى حريه شخصيه يا باشمهندس عمر و اللا انت خايف انى آخد المركز اللى انت بتحلم بيه فى هولندا ؟؟
قال عمر :
باحلم بيه ! فى هولندا ! اعوذ بالله انتى للدرجه دى فهمتينى غلط انا كان همى مصلحتك ومش مصدق التغيير ده اللى حصلك ، انا حتى ما قررتش لسه اعمل مقابله مع الوفد الهولندى
بص يا باشمهندس عمر بك دلوقت الحجاب بره علامه على الارهاب يعنى مجرد ما المدير الهولندى يشوفنى بيه خلاص حاكون اترفضت و مافيش لى اى امل وانا نفسى اسافر بره تانى واشوف الدنيا واتعلم الجديد, ايه العيب فى كده , من ساعة ما جيت هنا و انا باصطدم بعقليات متخلفه وانا واثقه ان ربنا حيسامحنى عشان فى شيوخ افتو اذا كنت قاعد بره وكان من الصعب عليك انك تنفذ دينك بكل حذافيره ممكن ربنا يسامحك على بعض التجاوزات
قال عمر:
و ده مين اللى قال كده بقه مفتى القناه السادسه ؟؟؟؟
امال فين فمن استعصم لدينه وعرضه ........ وفين من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب
و فجاه سكت خالص لما لقيت نفسى باكرر كلام ساره بالضبط , يعنى هى كانت عندها برضه حق ادى واحده كانت محجبه و حاتخلع حجابها عشان هولندا وشويه فلوس زياده و ياريتها فقيره او محتاجه
هييه انت رحت فين . ما كنتش فاكره نظرتك كده لاى واحده مش محجبه يعنى تبقى مش مسلمه
قال عمر:
لا من فضلك انا مين عشان احكم مين مسلمه و مين لا ده ربنا سبحانه و تعالى اللى بيحكم لكن بئس الاسم الفسوق بعد الايمان
ازاى تسمح لنفسك تقولى الفسوق انت تخطيت حدودك على فكره انا ما كانش لازم اتكلم معاك و لا ارد عليك اساسا ............
قال عمر:
يا باشمهندسه الفسوق مش لازم يكون المقصود بيه الانحراف لكن اى انسان يحيد عن الطريق السليم اللى كان رسمه لنفسه يكون اسمه كده و انا متاسف يا انسه آيه وارجو ما تزعليش منى , بعد اذنك .......
يااه يا آيه انت مش عارفه اد ايه ساعدتينى فى اتخاذ القرار
ده انا مش حاروح هولندا مخصوص عشان ما شوفكيش تانى , ازاى فى يوم من الايام قارنتك بساره اساسا ؟؟
و بعد المقابلات مع كل من يريد السفر من المهندسين اعلنت اللجنه اسماء المسافرين و على راسهم طبعا الانسه آيه التى نالت كل الاعجاب و التقدير من اللجنه وطلب مدير فرع القاهره الاجتماع بعمر و بعد جلسه مطوله معه , خرج عمر وعلى وجهه سعاده و رضا لم يعرفهما منذ عاد من العمره و جرى على الموبايل
قالت سارة:
منذ الصباح الباكر اعد الدقائق و انظر للهاتف ليبلغنى عمر بقراره النهائى فى موضوع السفر , بعد سلسله من صلوات الاستخاره خلال الايام السابقه , كففت عن محاولة اقناعه , و حتى لم اعد اذكر والدى او والدتى و تركت امرى كله بين يدى الله (اللهم فارج الهم كاشف الغم رحمان الدنيا والاخرة و رحيمهما انت ترحمنا فارحمنا برحمة تغننا بها عمن سواك يا رب)
وبعد ساعات طويله من القلق رن جرس الموبايل ..................بيد مرتعشه رددت على عمر ..................و حين ابلغنى بالخبر لم استطع الرد ,فقد سجدت لله شكرا فى مكانى و عينى مليانه بالدموع
يا ما انت كريم يا رب
************
الحلقة الخامسة
قالت سارة:
يا مانت كريم يا رب . اه يا سامع دعاي وعالم بشكواى معقوله ييجى الحل كده من عندك يا رب
معقول يكون فيه لجنة متابعه الشركه حاتسيبها فى مصر لمتابعة المشروعات المنفذه و اللجنه دى تلاته بس وعمر يتعين رئيسهم , سبحانك يا الهى , يعنى الشركه الاجنبيه لم تعلن عن لجنة المتابعه عشان تضمن ان كل الكفاءات الكبيره تطمع فى السفر لهولندا عشان ما فيش حل غير كده فى مصر , و يكون النتيجه ان حبيبى عشان ما قدمش فى هولندا وعشان هوه من اكفا المهندسن الموجودين كان اول واحد مرشح لرئاسة لجنة المتابعه , اول حاجه عملتها بعد ما عمر بلغنى الخبر انى سجدت لله شكرا احمدك يا رب حمدا كثيرا
انا كنت عارفه انت اللى حاتحلها من عندك و برضه اتعلمت ما احكمش راييى واتشدد لان فى النهايه قدر الله نافذ ,ان الله بالغ امره, قد جعل الله لكل شىء قدرا
قال عمر:
انا مش سعيد بحل موضوع الشغل قد مانا سعيد عشان خاطر ساره دى بعد ما كانت خلاص وافقت على انى اعمل اللى انا شايفه , لكن ربنا سبحانه و تعالى اعلم من الجميع , سبحان الذى هدانا و ما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله
قالت سارة:
عارف مامتك كلمتنى النهارده من مكه وقالت لى انى وحشتها شفت المعجزه دى بقه مش غريبه معجزتين فى يوم واحد كده شغلك و كمان وحشت مامتك !! ,
قال عمر:
هاها حرام عليكى يا شيخه دى بتحبك والله بس هى ماما مش بتعرف تبين عواطفها
قالت سارة:
مانا قلت لها انها هى كمان وحشتنا و طلبت منها ترجع بقه
قال عمر:
بجد يا ساره قلتلها كده جزاكى الله كل خير حتى لو مش حاتيجى اهى برضه تحس اننا مرحبين بيها
قالت سارة:
لا ما انا نسيت اقولك انها جايه فعلا
قال عمر:
بس دى ما قالتليش حاجه خالص عن الرجوع
قالت سارة:
ماهى اصلها عاملاهالك مفاجاه جميله ان شاء الله حاتيجى الخميس الجاى شفت بقه لو كنا سافرنا دلوقتى كان حيبقى وضعها ايه ؟
قال عمر:
عندك حق و الله , شوفى حكمة ربنا يعنى صحيح كانت ماما حاتعمل ايه دلوقت لو انا مش فى مصر ؟؟
قالت سارة:
تمتمت ساره فى سرها مانا اللى استاهل , مالها هولندا ,لا يابت الحمد لله برضه اهى هولندا فيها كفار و ممكن الواحد يتاذى فى دينه , لكن لما قعدت فى بلدك اهى جايه لك اهيه اللى حاتكفر سيئاتك كلها باذن الله
وصلت حماتى فى معادها يوم الخميس بس الشهاده لله قابلتنى مقابله جميله و كانت مشتاقه ليحيى اوى اوى و قالت انه ماشاء الله كبر اوى , و لما روحنا البيت قالت لى انها حلمت بيى . و لما قلت لها خير يا طانط
ال ايه و هى بتعمل عمره مع بنتها غفلت فى الحرم بعد صلاة الفجر وحلمت بى وكنت طفله صغيره ملفوفه فى بطانيه واحد لابس ابيض بيدينى ليها و يقولها بنتك اهيه و بعدين كشفت عنى البطانيه لقتنى حاضنه بنت صغيره جدا و قلت لها دى مريم بنتى , و رددت (( و انى اسميتها مريم ))
و قالت لى : لو ربنا اراد و جبت بنت بقه يا ساره تسميها مريم اتفقنا؟؟ ..............
الله على الرؤيا جميله و اسم جميل البنت فى الحلم رزق واسع , بس اسم مريم ده صحيح غالى اوى ، و بعدين الرؤيا بعد الفجر بتكون باذن الله صادقه , اول مره فى حياتى احس فعلا ان ام عمر زى امى بالضبط و حضنتها بحب جارف و هى كمان سبحانك يا مؤلف القلوب يا رب
انا فعلا حاسه انى مش مضبوطه بقالى كام يوم و عندى حالة نوم فظيعه و الله يكرمها حماتى بتقوم الصبح هى اللى بتعمل الاكل .................بعد كام يوم اتاكدت
قالت سارة:
عمر انا عندى ليك خبر
************
الحلقة السادسة
قالت سارة:
هل اعراض الحمل مختلفه هذه المره عن المره الاولى , ام هى انا التى كبرت و اختلفت و اصبحت اكثر احتمالا , هل فعلا تكتسب المراه قدره على التكيف بعد اول مره للحمل ، هل يقل خوفها الغريزى و الطبيعى على الجنين و على نفسها و تنقطع الكوابيس المتصله بصحة الطفل و بحياة الام نفسها ؟
خلال حملى فى يحيى كلما كنت اقرا عن عرض من اعراض الحمل افوجأ باصابتى به فى نفس اليوم ، اما الان فاحس بقدرتى على التكيف , ايضا وجود حماتى رفع الكثير عن كاهلى لان العرض الوحيد الذى لم اتخلص منه هو النوم الكارثى بمعنى انى انام تمانيه عشر ساعه فى اليوم ؟؟!!
و لقد توصلت لحل رائع لكل مشاكلى مع حماتى بالاضافه الى ان الغربه و عيشتها مع ابنتها بالخارج جعلتها تحس بشعور الابنه التى تحتاج لكل لحظة حب و حنان من زوجها .......... الله يهديها
قال عمر:
كنت حامل هم حمل ساره المره دى بسبب اللى شفته فى حملها المره الاولانيه , نرفزه و عصبيه و خوف مرضى ، لكن المره دى حاسس بيها هاديه و رايقاااه حتى وشها اصبح اكثر جمالا
اما مشاكل ماما معاها اصبحت من الماضى بعد ان توصلت ساره لمفتاح سر الحياه !!
طلبت منى بنفسها الا الاطفها او ادللها فى وجود ماما , و ان اعجب دائما بالاطباق التى تعدها ماما اكثر من التى تعدها ساره ، لئيمه ساره دى و بكده تتولى ماما الاكل كل يوم عشان ابنها حبيبها هاهاها
لدرجة ان ماما اصبحت الان حين تختلى بى تطلب منى ان اتلطف شويه مع ساره عشان هى حامل و مره قالتلى يا عمر يا بنى رفقا بالقوارير
سبحانه مغير الاحوال...........
و فى يوم دعتنى ماما لتناول القهوه معها فى البلكونه عصرا و كانت ساره نائمه كالعاده
ام عمر : عمر انا عايز اكلمك فى حاجه كده بخصوص الشقه بتاعتى
عمر : خير يا ماما
ام عمر : يعنى المكان هنا بقه ضيق عشان ماشاء الله يحى كبر و كمان لما ساره تقوم بالسلامه حايكون الوضع اسوأ
عمر : اوعى يا ماما تفكرى ترجعى بيتك انتى ماليه علينا البيت و كمان ساره ما بقتش تستغنى عن وجودك و لا حتى يحيى
ام عمر : انا ما قلتش كده انا كمان ما قدرش ع الوحده ، صحيح فى غيرى ستات بتقعد لوحدها عمر بحاله لكن انا يا عمر ما قدرش، بص يا بنى الشقه دى كانت تمليك و باسم ابوك الله يرحمه يعنى حقك انت و اخواتك ورث يعنى ، انا عايزاك تبيعها و تدى كل واحده من اخواتك نصيبها و انت كمان تاخد نصيبك و نصيبى عليه و تبيع الشقه دى و تجيب شقه واسعه شويه تكفينا كلنا
فكر عمر معقول ماما تسيب شقتها و موطن ذكرياتها تتباع كده ، كمان دى فى مصر الجديده و شقه جميله يعنى تجيب مبلغ كبير ، ربنا يخليكى يا امى
رد عمر على امه : الله يخليكى لينا يا ماما انت متاكده يا ماما ، طبعا انا بيتى هوه بيتك طول عمرى و من بعدى كمان لكن انا خايف تندمى على القرار ده
ام عمر : يا حبيبى انا مش حاعيش قد ما عشت و انا نفسى اشوفك انت و مراتك و ولادك مبسوطين ، و حتى ساره بقت زى بنتى دلوقت و عايزاك تفرحها بنفسك عشان انا ما قلتلهاش حاجه لحد دلوقت
لم يتمالك عمر نفسه و انهال على راس امه بالقبلات و هو يتمنى لها طول العمر و يعدها انها على راسه ما دامت حياته
و فى هذه اللحظه صحت ساره من النوم و ووجدت هذا الموقف الدرامى و لم تتمالك نفسها من الدهشه الممزوجه بالسعاده الغامره حين علمت بما تنتويه حماتها
عمر : بس لازم نسرع يا ساره فى البحث عن مشترين للشقتين و كمان عايزين شقه حلوه كده واسعه تكفينا يا حبيبتى
ساره : انا من بكره حاكلم احمد اخويا ينزل معايا نلف على شقق و كمان حادور على النت ممكن الاقى حاجه كويسه
عمر : طبعا انا عارف ان الاسعار نار بس حتى لو لقينا شقه اغلى من ثمن الشقتين ممكن نقسط الباقى
بس ربنا يسهل و نلاقى حاجه كويسه يا رب
و بدات ساره فعلا رحلة البحث من ثانى يوم ، كان اسهل شىء ايجاد مشترين حيث ان شقة حماتها متميزه وفى مكان متميز ، كمان شقة عمر رغم صغرها فقد احاط بها العمار من كل جانب و بعد ان كانت ساره تصفها انها قبل السويس بكام كيلو اصبحت بقدرة قادر بعد التجمع الخامس و الاول فى وسط البلد .....
عمر : الحمد لله بعت شقة ماما بثمن مناسب جدا لكن بعد توزيع الانصبه و منهم نصيب ماما الذى رفضت تماما ان المس قرشا منه ، اصبح الباقى لا يكفى الا مقدم شقه جيده و معانا ربنا عشان نبيع شقتنا كمان
ساره شافت انه مش المفروض نبيع كل محتويات شقة ماما فا حتفظت بالصالون و السفره و غرفة نوم ماما القديمه و انا مش فاهم ليه بس هى اجرت غرفه و خزنت فيها هذه المقتنيات التى وصفتها بانها لا تعوض
و بالفعل بعد رحلة بحث مع اخوها احمد ربنا يكرمه لانى كنت مشغول ع الاخر وفقنا الله فى شقه رائعه
واسعه و مشمسه و فيها حمام فى اوضة النوم و ثلاث اوض كبيره و ريسبشن رائع
بس يادوب كل الفلوس اللى معانا تكفى مقدم و الباقى ربنا يقدرنا على اقساطه ، ساره و ماما شايفين ان احنا باذن الله بقليل من الحكمه نقدر نوفى الاقساط دى على خمس سنين عشان العماره كانت ملك لوالد صاحب احمد من الكليه عشان كده كان مهاود معانا فى فترة الاقساط
قالت سارة:
اكتشفت ان الشقه الجديده اوسع من شقتنا بمراحل و ان فرشى كله مش حايبان لو اتحط فيها ،خاصة انى كنت شاريه غرفة نوم سفره سبور و صغيره و يا دوب الانتريه يتحط فى ركن و الصالون فى ركن و الباقى حانقضيه كده مساحات فاضيه على راى كابتن محمود بكر
عشان كده طلبت من عمر ما يتصرفش فى فرش مامته
بس طبعا كانت حالته سيئه من الزمن و اثره
فقررت انى انزل اشترى شوية اقمشه جديده و اتفق مع نجار شاطر و استورجى كويس و كانت النتيجه اكثر من مبهره
حتى غرفة نوم حماتى اللى كانت شبه القطع الفرعونيه ، بقت زى اوضة العروسه بعد ما غيرت لونها و خليتها حاجه تانيه خالص
طبعا كل ده من غير ما اقول لعمر و اعتمدت على مدخراتى البسيطه عشان ربنا كان عالم باللى هوه فيه ، علطول سرحان و شايل الهم
و فى وسط ده كله افتكرت حنان صاحبتى اللى رفضت عريس اتقدملها عشان شقته ضيقه ؟
ثقافة شقة العمر دى كانت زمان ، كان الناس تعيش و تموت فى مكان واحد ، لكن لو كل اتنين امنوا ببعض و عرفو ان ممكن يبدأوا بداية بسيطه و فيما بعد ربنا حايساعدهم كانت مشكلة عدم الزواج دى انتهت تماما .
و كل المجهود ده عملته و انا حامل و مع ذلك كنت سعيده سعاده لا توصف بكل فرشه دهان بتتعمل فى الشقه و طبعا الباشمهندس عمر تدخل بلمساته المعماريه الرائعه , بس برضه ذوق الستات لا يعلى عليه
يعنى اشتريت حاجات بسيطه باسعار قليله جدا و مع ذلك عملت فرق
شريط ديكو و رق حائطر دباديب ملونه لغرفة يحيى ، و زيه بس برسومات ناعمه لغرفة نومى و لغرفة حماتى ، سجاده صغيره بس الوانها جميله فى مكان فاضى ما فيهوش موبيليا و عليه مخدات ملونه
المهم ان يوم دخولى شقتى الجديده و انا فى منتصف شهرى الثامن كنت سعيده زى يوم دخلتى يمكن اكتر كمان ......
اللهم لك الحمد
قال عمر :
لحد دلوقت انا مش مصدق الطاقات الفنيه و الابداعيه اللى تفجرت عند ساره ، و اللى هى نفسها ما كانتش عارفاها فى نفسها
و كله كوم و اللى عملته فى فرش ماما كوم تانى
ماما عيطت و حضنت ساره لما شافت اوضتها و ما عرفتش ان دى اوضتها القديمه الا بعد فتره تدقيق و خاصة ان ساره حرصت على وضع صوره كبيره لماما و بابا و كمان لى انا و اخواتى من واحنا صغيرين لدلوقت و كمان صور للاحفاد كلهم و ماما سمت الحائط ده فى اودتها حائط الذكريات
كمان ساره عملت ركن فى غرفة ماما و حطت عليه المصحف على حامل كبير عشان ماما تقرا القران بحروف كبيره من غير ما تضطر تشيله و كان منظره و سجاده الصلاه تحته و السبحه على الحائط غايه فى الجمال
و انا باقول ليه ساره كانت حريصه فى ايام الفرش و اللمسات الاخيره تاخد مامتها و اخوها و ما تاخدنيش معاها
و فى اول يوم لينا فى بيتنا الجديد حسيت انى باتولد من جديد ، و اول حاجه عملتها انى صليت صلاة شكر عميق لله انا و ماما و ساره و حتى يحيى حبيبى كان ورانا بيقلدنا فى حركات الصلاه
و بعد الصلاه دخلت ساره الحمام و بعدين سمعت صوتها بتصرخ
الحقنى يا عماااااااااااااااااااااار .................................
************
الحلقه السابعه
افاقت ساره لتجد نفسها محاطه بالاجهزه و موصل بذراعيها كانيولا و جهاز قياس للنبضات و الضغط
اخر ما تذكرته هو دخولها الحمام ثم الرعب القاتل الذى انتابها عندما فوجئت بنافورة دم تخرج منها
ونادت بصوت واهن يحيى ابنى ......عمر .......ايه اللى حصل
و فى لمح البصر هرع عمراليها قائلا :حمد الله على السلامه يا حبيبتى
ساره :ايه اللى حصل يا عمر
عمر :الظاهر انك بذلتى مجهود جامد فى الشقه يا ساره ، فحصلت لك ولاده مبكره لكن انت احسن دلوقتى و الدكتور طمنا
عليكى
ساره :فين البيبى انا مش سامعه صوت ليه
فجاءت امها مسرعه تقول :مريم بخير و زى الفل الحمد لله بس هى...........
ساره :مريم ؟ انا جبت بنت فعلا .الحمد لله و الشكر لله ,هى فين يا ماما ، شكلها ايه ، .......
سارع عمر :هى فى الحضانه يا حبيبتى عشان ناقصه نمو شويه لكن ان شاء الله حاتبقى كويسه
ساره باكيه :يا حبيبتى يا بنتى انا عايزه اشوفها عايزه ارضعها و احضنها
و طفقت ساره تتلمس بطنها فى شوق كانما انتزعت منها قطعه من قلبها ، لا لقد انتزعت منها فعلا
عمر :لا يا ساره ما تعيطيش كده هى ان شاء الله بخير و بكره ياما تشيليها و ترضعيها . و.......
ساره :بكره ؟ انا عايزه بنتى دلوقتى و دينى يا عمر عندها
و حاولت القيام من سريرها لكنها كانت اضعف من ان تتحرك فارتدت واهنه فى مكانها
وهنا جرى اخاها اليها :يا حبيبتى ما تخافيش عليها هى بخير و شبهك و زى القمر ما تخافيش مش شبهى هاها
ساره :انت هنا يا احمد خدنى ليها عشان خاطرى نفسى اشوفها ارجوك يا احمد
تدخل عمر :انتظرى ثوانى انا حانادى للدكتور أجيب كرسى متحرك ثوانى
خرج عمر من الغرفه لكن ساره لم تطق الانتظار فنزعت الكانيولا من ذراعها و جهاز النبضات بشده و صاحت باكيه :شلنى يا
احمد و دينى اشوف بنتى دلوقتى
فاحتار احمد ماذا يفعل لكنه فوجىء بامه تامره :معلش يا احمد ريحها الحضانه قدامنا
وطى احمد و شال ساره زى الطفله و تعلقت هى فى رقبته و هى بتفتكر لما كانت بتشيله و هو لسه بيبى صغير و دلوقت ما
شاء الله بقه راجل
وهناك امام زجاج الحضانه طلبت منه الا يدلها على طفلتها لانها ستهتدى اليها وحدها بقلبها
وفعلا لم يخبرها احمد اين طفلتها
وفى وسط الاطفال نزلت دموع ساره و هى تبحث بعينى راسها عن مريم بعد ان راتها بعينى قلبها
وجدت طفله نائمه مستكينه و براءه الدنيا فى وجهها الصغير
و سالت احمد و هى تشير اليها
هى دى يا احمد ؟ هى دى مريم ؟
رد احمد من بين دموعه :ايوه يا حبيبتى شفتى بقه انها كويسه و نايمه زى الملاك يا للا نرجع بق ه
ساره :انت بتعيط يا احمد ........للدرجه دى متاثر
احمد :لا لا انا بس دراعى اتملخ يا للا بقه نرجع ماشى
فكرت ساره :
دايما الرجاله كده يكرهو حد يشوفهم متاثرين و دموعهم نازله ، لا تقريبا هوه فعلا دراعه واجعه مانا لسه والده ووزنى بتاع
تمانين كيلو مش شويه يعنى و اشفقت عليه و طلبت منه اننا ترجع الاوضه
و سبحان الله رجعت ساره غرفتها فى حال غير الحال كانت مبتسمه و هادئه بمجرد ان رات صغيرتها و اطمانت عليها
و فوجىء عمر بها عندما دخل تجلس على الكرسى و ليس على السرير و الدموع فى عينيها و هى تقول انا شفت بنتنا يا عمر
انا شفت مريم ، اللهم لك الحمد و الشكر
رد عمر :حمد لله على سلامتك انت دى اهم حاجه عندى ، ماما كلمتنى دلوقتى و بتقول يحيى عايز يشوفك ضرورى
ساره :خليه ييجى حد يجيبهولى احسن انا حاسه انى بقالى سنين ما شفتوش
ساره :طيب انا حاروحلها تانى دلوقتى
عمر :لا لازم تلبسى لبس تانى معقم و تستعدى عشان تدخلى عندها الحضانه
و فى اللحظه التى لمست ساره خد مريم الناعم بيدها ، و احست بمعجزة الميلاد للمره التانيه فى حياتها ، امنت اكثر بالايه
الكريمه ) و فى انفسكم افلا تبصرون )
فعلا سبحان من اخرج كيانا من كيان
اللهم انى اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم ، اللهم اهدها يا رب و اجعلها من الهادين المهتدين
عندما ولدت يحيى تخيلت انى لن اقدم على هذا العمل مره اخرى اطلاقا فى حياتى
لكن هانذا و مريم بين يدى
عمر:الحمد لله ساره و مريم تجاوزن مرحلة الخطر ، لقد ابيض شعر راسى خوفا عندما ابلغنىعندما ابلغنى الطبيب ان هناك خطوره على حياة
ساره لو استمر الحمل ، و تمنيت من الله ان يحفظهما الاثنتان من كل سوء ، و ما هو على الله ببعيد ، اللهم لك الشكر و الحمد
يا الله
شقه جديده و ابنه فى نفس اليوم
انا حاسس ان مريم دى حاتكون وش السعد على ابوها
لكن يحيى محتاج لى اوى اليومين دول
لما رحت البيت لقيته زعلان و بيعيط و حاسس ان الدنيا فضيت حواليه
برضه احنا محتاجين نعامله معامله خاصه الايام الجايه عشان ما يحسش ان هوه اتركن على الرف
برضه الاطفال ما يفهموش
اخيرا خرجنا من المستشفى و معانا القموره مريم ، دى جميله اوى ، ده راييى انا بس ؟ مش عارفه بس ما حدش يستجرى
يقول عليها نص كلمه ؟ هما عايزين البنت تبور من اولها و لا اييه ؟؟
حبيبى يحيى و حشنى اوى ، و تصرفاته بقت غريبه اوى
أصر ينام جنبى رغم انه بقاله سنه كامله بينام فى اوضته
و كمان شافنى بغير لمريم الحفاضات راح عملها على نفسه رغم انه معملش الموضوع ده من مده طويله
كمان دخلت الحمام و خرجت لقيته بيحاول يشيل مريم من سريرها!!
انا حاسه انه عايز اربعه و عشرين ساعه مراقبه
ده صحيح زى ما بيقولو الخلفه التانيه غير الاولى خالص فى كل حاجه
عشان بيكون فى طفل اول عنده مشاكله و عنده احساس بعدم الامان بعد ما كان الكل فى الكل
عشان كده طلبت من عمر يشترى مرجيحه ليحيى و يقوله ان اخته هى اللى جابتها
و كان رد يحيى:
دابتها منين دى اثاثا مث بتعلف تمثى ( جابتها منين دى اساسا مش بتعرف تمشى)
رد عليه عمر :لا هى اللى قالت لنا نجيبها عشان يحيى
يحيى :هى مث بتعرف تتكلم بلدو ايه ده ؟؟
و جرى غاضبا و تركنا
طب نعمل ايه بس ما عدش فيه حد اهبل خااالص
لكنى بعدها اقنعته ان اخته بتحبه اوى عشان هوه اخوها الكبير الجميل و حياخد باله منها لما تكبر
كمان قللت من حملى لمريم طالما هى ما بترضعش او بتغير
و باشيل يحيى و ساعات كمان اطلب من عمر ياخده يخرجه و يوديه الملاهى او النادى عشان يغير جو
و جاء عمر اليوم يطالب ان ياخذ مريم ليحلق لها راسها
ساره :بص يا عمر ايام يحيى انا رضيت عشان قلت اهو راجل و الراجل ما يعيبوش الا جيبه
لكن الا بنتى لو حلقت لها يا عمر حاكتئب و كل ما اشوفها قرعه حاعيط عشان خاطرى بلاااااش تحلق لها و حيات اغلى حاجه
عندك
و انضمت لى حماتى لاول مره فى التاريخ المعاصر و قالت لعمر
لا يابنى شوف انت تصدقت بكام فضه عن يحيى و ادفع نفس
القيمه من غير ما تحلق للبنت خليها كده دى شعرها جميل و ناعم خساره.................
************
الحلقه الثامنه
عمر :لاول مره اجد نفسى حائراً ، صحيح البنت صعبانه على و مش عايز احلق راسها لكن دى سنه يا ناس ، بس اللقب اللى
اطلقته عليها ساره (الشحاته الصغيره ) خلاها تصعب على ، ساره سمتها كده عشان لما اتولدت ما كانش عندها و لا اى حاجه
تلبسها و اخو ساره نزل من المستشفى اشترى لها سالوبيت عشان تروّح بيه بدل ما نلفها فى ملايه و ده بسبب الولاده المبكره
طبعا و ظروف العزال
ساره :انت لو حلقتلها قرعه حاتبقى شحاته رسمى، ده حتى الايس كاب بتاع اخوها ضاع فى العزال ،و مش فاضل غير اننا
ندهن لها راسها مرهم كبريت و تنزل بيها الموالد نشحت
عمر ضاحكا :ايه يا ساره ؟ جبت الكلام البيئه ده منين ؟ بصى هى بصراحه راسها صغيره و طريه اوى عشان كده بلاش نحلق
لها و انا حاتصدق بضعف ما تصدقت به عن يحيى
ساره :ربنا يخليك لى يا عمر يا حبيبى و يكرمك عشان كمان التصوير وكده الحمد لله انك اقتنعت بس انا عايزه منك طلب
عمر : انت تؤمرى يا ام العيال ،حاجيب لها كل الهدوم اللى انت عايزاها باذن الله
ساره :حلوه اوى ام العيال دى هاها ، و مش باكلم ع اللبس ,بص يا سيدى انا مش عايزه اعمل علب و لا بونبون و لا اى
حاجه من دى ، نعمل عقيقه شرعيه و بس ، و عايزاك تخرج الفلوس اللى كان المفروض تتصرف فى الحاجات دى كلها لوحدة
رعاية الاطفال ناقصين النمو .الحضّانات يعنى ،ما تتصورش اليومين اللى قعدتهم مريم شفت مآسى لامهات مش قادرين على
دفع مصاريف الحضانات ،دى بتوصل حوالى ميتين جنيه فى اليوم لما يكون الطفل حالته متاخره و محتاج انابيب تغذيه و تنفس
و كده ,تخيل ان انسان ممكن يروح منه ضناه عشان مش قادر يدفع للحضّانه و ده كمان لو لقى واحده فاضيه
عمر : طيب يا حبيبتى ما نتبرع و اعمل برضه السبوع
ساره :خلينا واقعيين يا عمر احنا لسه عندنا اقساط الشقه و انت ما دفعتش قليل فى الولاده عشان كانت قيصريه و عشان كده
عايزين نلم نفسنا شويه و عموما يا سيدى كل ما تزود الصدقات يكون احسن ،تخيل لو ما كانش ربنا لطف بى انا و مريم كان
زماننا فى المستشفى لسه و كان زمانها فى الحضانه عايزين نشكر الله على اللطف الكبير ده
عمر :عندك حق انت طول عمرك قلبك كبير يا ساره ربنا يخليكى لى
و فى هذه الاثناء دخلت ساره غرفتها لانها سمعت صوت مريم تبكى و فوجئت بيحيى يحملها ,كادت تفقد النطق من خوفها ان
تقع منه و لكنها لم تصرخ او تستفزه فقط اقتربت منه فى هدوء شديد و بمنتهى اللطف
وقالت :بص يا يحي يا حبيبى دى لسه نونو ممكن تقع منك و تتعور عشان خاطرى حط ايدك فى ضهرها كده و انت شايلها و
تعالى اقعد جنبى على السرير
يحيى : حاضر يا ماما ححط ايدى اهه انا كت بث بثكتها عثان كانت تعيط ،مث انت قلتى انا اخوها كبير و ثاطر
ساره :شاطر بس ما تشيلهاش لوحدك لما تعوز تشيلها تعالى قولى و انا احطهالك على حجرك اوكى حبيبىو رد يحيى و هو سعيد :بجد تخلينى اثيلها
ساره :ايوه بس و انا جنبك اتفقنا
و فى هذه الاثناء كانت ساره استخلصت مريم من بين يدى يحى و دخل عمر و عندما هم بتوبيخ يحي اسكتته ساره بنظره عرف
معناها
و بعد ما خرج يحيى من الغرفه
عمر :لا الولد ده ما ينسكتش عليه يا ساره كان ممكن البنت تتعور هى ناقصاه ،ايه رايك اقدمله فى حضانه
ساره : اولا الحمد لله انك ما زعقتلوش انا مش عايزاه يتعقد و يحس انها سبب عذابه فى الحياه و لاحظ انه كان ملك متوج فى
البيت يعنى هى خدت برضه جزء كبير من اهتمامنا ، و لو حاولنا نوديه حضانه دلوقت حايفتكر ان ده عقاب ليه و ان مريم هى
السبب و يكرهها انا راييى نستنى شويه و كل الامور ان شاء الله حاتتظبط
و في هذه الاثناء دق جرس الباب فخرج عمر ليفتح
و كانت والدة ساره و اخاها و معهم حقيبه كبيره
فاستقبلتهم والدة عمر :اهلا اهلا اتفضلو
والدة ساره :اهلا بيكى يا حبيبتى
والدة عمر :انتى بايته معانا النهارده و الا ايه تنورينا و الله
والدة ساره ضاحكه :لا مش حاينفع بقه عشان امتحانات احمد و مش قادره اسيبه و البركه فيكى انتى ،انا عارفه انك حاتحطى
ساره فى عينيكى و هنا دخلت ساره و قبلت امها و كلها فضول ايضا لتعرف سر الحقيبه
احمد :مفاجاه يا ساره ما تخطرش على بالك اسراء بعتت لك الشنطه دى من دبى مع مامة واحد صاحبى لسه واصله
ساره :فيها ايه الشنطه دى
احمد :دى مش عشانك دى عشان البرنسيسه الصغيره حبيبة خالها كلها هدوم ايه بقه سينييه
ساره :لا ما تهذرش يعنى مش حاتبقى الشحاته الصغيره خلاص
احمد :شحاتة مين دى حاتبقى نجمة سينما ،اه و الله كلهم بيعملو شوبنج فى دبى ،استنى بس لما اخوكى يتخرج و ان شاء الله
يشتغل هناك ،ندر عليا لاغرقكم هاهاها
وفتح احمد الحقيبه و انبهرت ساره بما رات ,فساتين صغيره و معها احذيتها المنمنمه مثل قطع البون بون و فيونكات شعر و
سالوبيتات و بيجامات ايه ده كله احمدك يا رب
و نظر اليها عمر نظره ذات مغزى فهمتها على الفور
كان عمر يحس ان ساره اطيب انسانه فى الدنيا ،تنازلت عن سبو ع ابنتها ، وحتى لم تطلب ملابس جديده لها ،حتى لا تثقل
عليه فكافاها الله فى لحظتها
عمر :بس اسراء كده تعبت نفسها اوى و الله
ام ساره :هى بتقول من بعد خيرك يا عمر و هى ما تنساش وقفتك انت و ساره معاها و مشاوير الجهاز اللى تعبت قلبكو فيها
عمر :ربنا يكرمها و تترد لها فى الفرح دايما يا رب
ام عمر :مانا برضه كنت باكلم اختك النهارده فى البحرين و قالت لى انها حاتجيب حاجات لمريم و هى جايه
تمتمت ساره رجعت ريمه لعادتها القديمه
ساره : ربنا يخليهم لنا كلهم يا ماما و يقدرنا على رد جمايلهم دى
هنا دخل عليهم يحيى مقتحما و هو يصيح الحئى يا ماما ، الحقى مريم...................
************
الحلقه التاسعة
عمر : جرينا كلنا استجابه ليحيى و دخلنا غرفة النوم و حملت ساره مريم التى كانت قد ارجعت بعض اللبن و الظاهر انها كانت
على وشك الاختناق به فقد كانت تكح و شرقانه ,قامت ساره وامها بالتربيت على ظهر البنت و النفخ فى راسها و غسلن وجهها
حتى ارتاحت و عادت الى حالتها الطبيعيه و الحمد لله
ووجدت نفسى احمل يحيى و اقبله و اقول :يا حبيبى يا يحيى انت شاطر اوى انت انقذت اختك
يحيى :ماما قالت يحيى ثاطر ياخد باله من اخته عثان كده أعدت خادى بالى عليها جامد و انتو كلكو بله فى الصاله طلع من بق النونه لبن و أعدت تكح تكح بس كحتها زوغيله زيها عشان كده ما حدس سمعها غيلى انا بث
احمد :ربنا يخليك يا يحى انت بطل
يحيى :لا انا مث بطل انا باثمهندث زيك انت و بابا يا خلّولى
احمد :ايه بقه خلّولى دى هاهاهاها
يحيى :بادلعك يا خالو مث انت تقولى يويو ثاعات كده
ساره :كاد قلبى ينخلع عندما وجدت مريم على هذه الحال ، لكن الحمد لله تنفسها انتظم و اصبحت افضل ، و اخذ عمر يحيى
حبيبى ليشترى له بعض الحلوى لكى يكافئه و ايضاً ليزيل شعوره بالذنب ناحيته ، و الله ياما قلت ادفع بالتى هى احسن حتى مع
الاطفال مش بس مع الكبار و بعد قليل لاحظت ماما ان وجه مريم ليس على ما يرام و انه مائل للزرقه قليلا
فقالت :ايه رايك يا ساره اخدها انا و احمد و انزل للدكتور سعيد جنبنا هنا و يطمنا عليها دى من ساعة ما خرجت من الحضّانه ما
حدش شافها و لازم يتعمل متابعه برضه زى ما كنتى بتعملى مع يحيى
ساره :طيب نستنى عمر و البس وأجى معاكم
احمد :لا انتى لسه تعبانه و ما فكتيش سلك العمليه تنزلى فين ؟ كلمى بس عمر قولى له ان البنت خارجه مع خالها عشان ما
يصحش برضه تخرج من غير اذن ابوها
ساره ضاحكه :بس سوق على مهلك يا خلّولى عشان خاطرى
احمد :عيب عليكى ده انا عمرى حتى ما حكيت العربيه ................
و كلمت ساره زوجها فعلا و نصحها ان ترسل معهم ملف مريم الذى كان معها فى المستشفى
ساره :تاخرت ماما و احمد حوالى ساعه عند الطبيب و عند عودتهما لاحظت انهما لم يكونا على ما يرام رغم ان احمد استمر
يضحك معى و يلاعب يحيى ، كما طمأنتنى ماما ان الطبيب وجدها بخير الحمد لله و اعطاها دواء للمغص عند اللزوم فقط ,ثم
فوجئت بماما تطلب بابا و تطلب منه ان يحضر حقيبة ملابس صغيره لها وهو قادم لزيارتى لانها تريد ان تمكث معى
ساره :ليه يا ماما انامش عايزه اعطلك و انا عارفه ان احمد عنده امتحانات و محتاجلك
الام :لا ماهو قاللى انه حايذاكر مع صحابه و حايسهر يعنى انا زى قلتى فى البيت لكن انت لسه حركتك بطيئه و محتاجالى
ساره :كان ميعاد فك السلك فى اليوم التالى و حضرت الطبيبه بنفسها لفكه فى المنزل و قضيت ساعات الصباح و انا مرعوبه
و خايفه موت من فك السلك ,انا اصلا خايفه عشان فى سلك ، حاسه انى فرخه كده و حاشينها و مخيطينها ايه ده ؟ ,اول مره
فى حياتى اعمل عمليه و يكون فيها خياطه ، و كل ما ابص على شكل السلك ده ادوخ لوحدى ,رغم انه عليه بلاستر من بره و
مش باين ، يا رب فك السلك يكون سهل يا رب
عمر :غبت عن شغلى النهارده عشان فك السلك اللى ساره عاملاله قضيه ، كلنا قلنالها انه مش مؤلم لكن هيه خايفه موت و
حاسه انها و العياذ بالله ممكن تفقد حياتها اثناء العمليه الانتحاريه بتاعة فك السلك
وجاءت اللحظه الحاسمه و حضرت الطبيبه و سالتها ساره عن امكانية تخديرها فضحكت بشده
واغمضت ساره عيناها بشده وكزت على اسنانها و امسكت بيدى من جهه و يد امها من جهه اخرى
و قامت الطبيبه بتعقيم مكان الجرح و ساره لا تزال على وضعها ثم ....
خلاص يا ساره
ساره وهى لا تزال تكز على اسنانها و تغمض عيناها :خلاص طهرتى الجرح
الطبيبه :لا يا حبيبتى خلاص فكيت السلك
ساره و قد فتحت عيناها مشدوهه :و النبى صحيح ده حضرتك ايدك خفيفه اوى
ضحكت الطبيبه و اتكسفت من نفسى كسفه بعد ان لميت العيله كلها و طلع الموضوع سهل الحمد لله .......
فى الايام التاليه رغم تحسن صحتى و قدرتى على الحركه ظلت امى معنا ، و تحملت مناغشات حماتى مع ان لكل منها غرفه
الان حيث نزلت ماما على غرفة يحيى و حماتى فى مقرها المفضل كما هى
و لاحظت انه كلما بكت مريم جاءت ماما مسرعه و حملتها و هدهدتها
رغم انها كانت ايام يحيى تامرنى بعدم حمله كثيرا عشان ما ياخدش على الشيل
ايضا هى حريصه جدا على مواعيد رضاعتها و على طعامى انا شخصيا و طول النهار تعمل لى مغات و حلبه عشان اللبن يزيد
لا فيه حاجه غير طبيعيه ، صحيح البنت الحمد لله كويسه ، لكن انا مش مطمئنه
حضر احمد مساء بعد ان انهى امتحانه و احضر هديه لمريم و لى ,كانت عباره عن جهاز اتصال يوضع فى حجرة مريم و معه
سماعه لاسلكيه تكون معى فى المنزل بحيث كلما بكت اسمعها و اذهب اليها
كانت هديه رائعه بحق
ساره :شكرا يا احمد يا حبيبى ربنا يخليك لى ، بس دى غاليه و انا كده كلفتك كتير
احمد :يا ستى اصل انا ابويا راجل مرتاح يعنى الحمد لله هاها
ساره :انا فى حاجه عايزه اسالك عنها و انت عمرك ما كذبت على يا احمداحمد و قد بدا يضطرب :عينينا دا انت تامرى يا جميل هى ماما فين بالحق
قالت ساره و هى تحاول ان تجعله يعترف
ساره :ماما نايمه شويه و ما تحاولش تهرب من كلامى و بص فى عينى ، انا حاسه ان فى حاجه مش طبيعيه و ماما كده
لمحت لى ان الدكتور قالكم حاجه بس انا مش فاهمه منها ممكن تفهمنى
احمد :افهمك ايه بس البنت مالها ماشاء الله زى الفل ، بس ماما مهتمه بيها عشان كانت مولوده صغيره شويه بس اد ى
الحكايه ، كمان الدكتور قال ما حدش ينرفز مريم عشان صغيره و بنت سبعه و نص و ممكن تكون عصبي ه
ساره :انت مش اخويا يا احمد انت ابنى ، و انا مربياك مع ماما ، و مهما حاولت مش حاتدارى على
و اسهل حاجه انى اخدها اوديها تانى للدكتور او حتى لدكتور تانى عشان اطمئن لكن انا عايزاك انت تقولى الحقيقه ، كمان انت
عارف انى ست مؤمنه و حاتقبل قضاء الله مهما كان ،عشان نعم ربنا على كتيره وما أقدرش اصلا اعدها ، فلو حتى ابتلانى
بمرض او حاجه فى جسمى او فى جسم اولادى حارضى و حاصبر
عند هذه النقطه بدات دموع ساره فى النزول رغما عنها و هنا قال احمد وقد ظهر عليه التاثر الشديد
ما تعيطيش يا ساره ارجوكى انا حاقولك على كل حاجه ............
************
الحلقه العاشره
عمر :دخلت من باب المنزل اليوم وجدت زوجتى الغاليه تبكى و شقيقها الاصغر يربت على كتفيها و يحاول تهدئتها و امها تجرى
من داخل المنزل لتعرف ما يبكى ساره
ساره :عمر الحمد لله انك جيت يا عمر ياللا ننزل دلوقتى حالا لدكتور سعيد
عمر :خير يا ساره حد من الولاد فيه حاجه
ساره :لا بس انا متاكده انه قال حاجه لماما و احمد و هما مش عايزين يقولولى
ام ساره :يا بنتى اهدى ما حصلش حاجه انا حاقولك
عمر :خير يا طنط انا قلقت كده اوى
ام ساره :بص يا عمر يا بنى الدكتور قاللى بالنص كده البنت مولوده ناقصه نمو و ده ممكن يكون هوه السبب فى عدم انتظام
ضربات قلبها اللى بيقولو عليه لغط فى القلب
ساره :يا خبر لغط فى القلب
و اغشى على ساره فى لحظتها
لحسن الحظ كانت لازالت بجوار احمد و ان كانت واقفة على قدميها فالتقطها احمد و جرت ام عمر التى حضرت من الداخل هى
الاخرى لتحضر بعضا من الكولونيا
احمد :اهو عشان كده ما كناش عايزين نقول حاجه دلوقتى يا ابيه عمر الدكتور قال الحاله دى غير مؤكده ممكن تكون بسبب
الولاده المبكره حتى نصح ما نعملش اشعات و لا اى فحص تانى الا بعد لما البنت تتم اربعين يوم عشان يكون الفحص دقيق
رد عمر و هو يهوى على ساره محاولا افاقتها :انت متاكد يا احمد ؟ طيب ما قلتوش ليه من الاول
ام ساره :مانت شفت اهه لما قلنا حصل ايه ، احنا قلنا نستنى يمكن الفحص يطلع سلبى و ان شاء الله نتجنب المشاكل دى كلها
و نتجنب اننا نتعب ساره نفسيا لحد بعد اسبوعين و ده الميعاد اللى اخدناه من الدكتور و احمد حجز فى القصر العينى لان جهاز
القلب ده مش موجود غير عندهم بس و الحمد لله اننا لقينا حجز
و جيت بنفسى يابنى انفذ تعليمات الدكتور مع مريم لحد ما الاسبوعين دول يعدوا على خير
كانت ساره قد بدات تفيق و تحرك راسها يمنه و يسره و دموعها تجرى بلا انقطاع :
عمر مريم يا عمر ياللا نروح للدكتور
اعاد عمر عليها ما قالته امها ثم قال احمد وهو يحاول تلطيف الجو :
شفتى بقه انتى عملتى ايه و الله الموضوع مش مستاهل كل ده و ان شاء الله يطلع كله على فشوش ،امال فين بقه الصبر و انا
صابره و انا جامده و الكلام المتين ده حرام عليكى نفسك و الله يا ساره
ماما كان عندها حق لما فضلت نسكت لحد ميعاد الفحص عشان ما تعيشيش فى القلق ده
ساره :ايوه و عشت انت و هى فى القلق يا حبيبى و سبت مذاكرتك و كل يوم و التانى جاى و كمان ماما سابتك انت وباب ا, انا
فعلا كويسه دلوقتى والله بس انا دخت بس عشان ما كلتش و كده
لازم ترجعى البيت يا ماما دلوقتى لو سمحتى و انا اقدر اخد بالى من مريم كويس لحد ميعاد الفحص و اللى ربنا رايده لينا يكون
باذن الله
ردت ام ساره وقد المها انت تترك ابنتها :طيب يا بنتى اللى تشوفيه بس انا عايزاكى تاخدى بالك منها و من نفسك الاولو التفتت الى ام عمر :و النبى ساره و مريم امانه فى ايديكى
ام عمر :انا عارفه انها حاتبقى زى الفل باذن الله ، مش انا مبشراكى بيها يا ساره لما كنت باعمل عمره انا و بنتى و قلت لك
ربنا حايديكى مريم انشاء الله ، اللى اداهالك مش حايضيعها منك باذن الله
جرى ايه يا ساره ده انت اللى كنتى بتعلمينا الحاجات دى يا بنتى
احمد :انتى محسسانى انك رايحه الحجاز ياماما انا حاجيبك بكره الصبح و انا نازل الجامعه ياحبيبتى والله ، بس اصلى انا و
بابا خلينالك البيت .......و للا بلاش حاتشوفى دلوقتى بنفسك ، بعدين كلها كام يوم و اخلص امتحانات و نبقى براحتنا ع
الاخر
ام ساره :ياللا يا حبيبى انا هاحضر شنطتى اهه خللى بالك من نفسك يا بنتى
ساره : يا رب ، يا من انت ارحم من الام بوليدها ، احفظ على نعمتك يا رب و احرس مريم و يحيى و ابوهم يا الله ، اللهم لا
تسئنى فيهم يا رب العالمين ، اللهم اجعلنا عبيد رخاء لا عبيد ابتلاء يا رب ،و ان حكمت علينا بالبلاء فافرغ علينا صبرا يرضينا
بقدرك يا الله
عمر: ما كنتش فاكر ان غلاوة مريم عندى بقت كده ، كل شويه ادخل اوضتها و اتحسس وشها الصغير و اتخيل هل ممكن يوم
ادخل يكون المهد ده فاضى ؟ اللهم لا نسالك رد القضاء و لكنا نسالك اللطف فيه يا ارحم الراحمين, انا دخلت على جوجل
النهارده و طلعت قايمه بالامراض التى تصيب الرضع و تكون عيوب فى القلب سواء ثقب او ضيق فى الصمام الميترالى و
حاجت تانيه كتير ، كلها بتبدا باللغط ده
زمان كان يا اما ربنا يحكم بالشفاء ، يا اما تعيش عمرها مريضه لحد امر الله ما ينفذ ، لكن العمليات تطورت دلوقتى ولله الحمد
,انا حتى راسلت مكتبنا فى هولندا و طلبت من السكرتيره هناك تعملى بحث عن المستشفيات لو اضطريت اسفرها بره ,دلوقت
بس فهمت ، لما كنت باشوف حد بيبيع عفش بيته عشان ابنه يتعالج , فعلا ما فيش اغلى من الضنا
مرت الايام بطيئه و ساره تراقب مريم مراقبه اكثر من لصيقه ، و تلاحظ لون وجهها و اظافرها حتى لو تحولت الى الازرق
تجرى الى الطبيب كما قالت والدتها ، كذلك حرصت على غذائها حتى ان وزنها تضاعف بامر الله و اصبحت جميله كالقمر ,و
بدات تناغى و تبتسم ، و كلما مر يوم ، ازداد تعلق ساره بها اكثر ، و حتى يحيى احس ان شيئا غير طبيعيا يجرى ، فقلل من
شقاوته و اصبح يشترك فى الاطمئنان على الننه كل حين كما علمته امه ,حتى لم يعد يغار منها ، كان يخاف عليها و يحس بامه
تبكى بجواره ليلا ، اذ هجرت غرفتها و انتقلت لغرفة يحيى حتى تتيح لعمر ان ينام ليصحو مبكرا لعمله
وهيهات ان تسمح مريم لاحد بالنوم ,كانت تغفو لحظات فقط و تصحو معظم الليل ، و كانت ساره تحرص الا تتركها تبكى لحظه
واحده فتهدهد و تحنو و قد تعطيها حماما دافئا كى تهدأ و لا ترهق قلبها و رئتاها
و فى اليوم المحدد للكشف حضر احمد ووالدته و اخذهم عمر جميعا فى سيارته للقصر العينى
وفى الطريق طلبت ساره طلبا غريبا ,طلبت ان تذهب الى استديو تصوير و تصور مريم ، احست انها تريد ان تحتفظ بذكرى هذا
اليوم سواء كانت حزينه او سعيده ، كل ما يتعلق بمريم يجب ان تحتفظ به
و نفذ لها عمر رغبتها
وفى القصر العينى
بهتت ساره مما رات , مئات الاطفال و اهلهم ، لا يرجون من الله الا شفاء اطفالهم ، و يبدو عليهم البؤس الشديد ، حتى عندما
اخذت ساره تتجول بعينيها بين الاطفال ، كلهم مشتركون فى البؤس و الهزال و الضعف ، و منهم الرضع و منهم على اعتاب
المراهقه ، اللهم اشفى مرضانا جميعا يا رب
طالت فترة الانتظار واخيرا جاء دور مريم
دخلت ساره و عمر بالطفله ووضعها عمر على سرير الكشف
و كان الطبيب يجلس وظهره لساره وامامه شاشة كبيره , وما ان مر بالماسح على صدر الطفله ، حتى ظهرت امامه خطوط و
احصائيات و رسومات بيانيه ، لم تفقه منها ساره شيئا و اغمضت عينيها وبسطت كفيها امام وجهها تدعو الله و قلبها معلق بما
سيقوله الطبيب
و بعد لحظات مرت كالدهر قال :
انا قريت تقرير الدكتور سعيد على فكره و هو كان تشخيصه صحيح ، حالة اللغظ كانت كاذبه بسبب الولاده المبكره ، لكنها
اختفت تماما دلوقتى , ما شاء الله البنت زى الفل و تقدرو تروحوا و ما تحملوش هم الحكايه تانى ابدا
لم تدرى ساره بنفسها الا و جبهتها تلمس أرض العياده التى تبللت بدموعها
دموع الشكر ،انها لم تتصور ان تستجاب دعواتها ، كم انت رحيم يا الهى
اللهم انى احمدك حمدا كثيرا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك يا رب العالمين يا الله
************
الحلقة الحادية عشر
ساره : الحمد لله اطمنا على مريم ، و كلما مرت الايام ازدادت بحمد الله جمالا و شقاوه ,لكن الجمال مش كل حاجه ، المهم
الاخلاق , انا مش مصدقه اللى بتعمله فى ده ، اخدت على الشيل و الهدهده و الدلع ، و عايزه كل ما تقول واء ، تلاقى نفسها يا
اما اتشالت يا اما اتفرجت ع التلفزيون ، يا خدت حمام و قعدت تلعب فى الميه ,الفتره اللى كنا خايفين فيها عليها دى ، الظاهر
هى دى فترة تكوين الشخصيه ، و صدقونى الشخصيه اللى تكونت مش عاجبانى خالص خالص ,اه يا يحى يا حبيبى ، ده انت
كنت لقطه و الله ، بس انا كنت باتبطر ,اهى جاتلك اللى تربيكى يا ست ساره ,اولا ما بتنامش اكثر من ساعه متصله ، و
بالنهار ، و الساعه دى هى اللى بتحددها يعنى مش حاجه معروفه و هى ملتزمه بيها ,وساعات تسرح كده شويه و تغفل و
تحسبها على نومه ,واخر الليل ، حيلى يتهد لحد ما تنام ,وانا بس اصلى العشا و اغير هدومى و.......لسه باحط راسى على
المخده
اسمع
اهىء اهىء
اكدب نفسى و اقول لا يا بت ده عند الجيران فوق لكن انتى بنتك نامت الحمد لله و احاول اغمض
اسمع تانى
اهىء اهىء اهىء
يا مرك يا ساره ,معقوله حسبت العشر دقايق دول نومه ,قال ايه ماما بتقولى سيبيها تعيط
اصل العياط ده مش عياط و خلاص ,ده مستويات مختلفه و طبقات صوتيه غير بعض
يعنى لو طنشت بقه ، تسمع سارينة الاسعاف علطول ،و يحيى يصحى وعمر مش بيصحى عشان انا لسه سايباله الاوضه ينام
براحته، وشاطر بس يقولى ، مالها مريم و الله انتو ظالمينها ماهى ساكته اهيه
عشان فعلا هى طول النهار سعيده و جميله ، و طول الليل .........يا رب اهديها
عمر :البنت مريم دى عسل ، حبيبة ابوها ، اول ما تشوفنى ادخل من الباب تيجى جرى بالمشايه على و تضحكلى و ترفع ايديها
عشان اشيلها ، و بقت تحط خدها على وشى عشان ابوسها ، صحيح زى ما قالوا البنات حنينين ,لكن حبيبى الاولى يحيى
برضه ، ما برضاش اشيلها الا لما ابوسه و اسلم عليه ، و البجاحه بقه انها هى اللى بتغير منه وتعيط عشان عايزانى ، ايه ده
البنات غياره ليه كده ؟
بس مش عارف ساره بتشتكى منها ليه ، رغم انها لذيذه و بتضحك ,اول مره احس ساره بعيد عنى كده
وقال ايه انا كنت باشتكى من انشغالها لما ربنا ادانا يحيى ، امال دلوقتى
انا تقريبا ما باشوفهاش غير يا اما بتحط الاكل ، يا اما بتشيله ، يا بترضع مريم ,خاصة ان ماما ضغطها عالى اليومين دول و
صحتها مش ولا بد عشان كده ساره شايله الحمل كله ، بس برضه مش كده ، ده انا نسيت يعنى ايه نقعد مع بعض قدام
التلفزيون ، اما عن الخروجات و الفسح ,دى بقت من الخيال العلمى خلاص ,و بعد تفكير طويل قررت احاول اعمل حاجه
اساعدها بيها
مفاجاه
عمر داخلا من باب الشقه :السلام عليكم ، ساره يا ساره عندى ليكى مفاجاه
ردت ساره من المطبخ بصوت خفيض :وطى صوتك انا ما صدقت البنت نايمه عشان احط الاكل ، مفاجاه ايه ؟
عمر :معلش كنت بادور عليكى ، انا جبتلك شغاله يا ساره ، و مقيمه كمان
ساره وهى تحاول استعادة ذاكرة الابتسام :لا والله ،احلف ، ربنا يخليك لى يا عمورتى ، الحمد لله ، عالم بحالى و غنى عن سؤالى ، بس انا مارضتش اتقل عليك عشان اقساط الشقه و انت مش ناقص
عمر :لا مانا موصى البواب من اسبوع يجيبلى واحده من بلدهم ، من الصعيد ، ما تضربشى فى العالى و زمانه طالع بيها و
ترجعي بقه تفضى كده و تروقى
و بعد قليل رن جرس الباب و فتحت ساره وجدت البواب و معه طفله صغيره ظنتها ساره فى البدايه ابنته
ساره :اهلا يا عم رجب ، بنتك دى ؟
عم رجب :لا يا هانم دى الشغاله اللى موصينى عليها البيه
صعقت ساره من رده :الشغاله ، دى صغيره اوى يا عم رجب ، انا يا دوب اربيها مع مريم و يحيى
تدخل عمر :عندها كام سنه دى يا عم رجب
عم رجب :دى عمرها اتناشر سنه ولهلوبه يا بيه و اشتغلت فى بيوت قبل كده كاتير وعاتعجبك خالص ، بس ما تنسانيش فى
الحلاوه ,واستدار عم رجب و ترك الفتاه و مضى
ساره :اسمك ايه يا حبيبتى
البنت :اسمى نهى و انت اسمك ايه
ساره :اسمى مدام ساره ,عاشت الاسامى يا نهى
البنت :لا ماهو ده مش اسمى الحجيجى ، اسمى الحجيجى ريهام
ضحكت ساره فى سرها و قالت ايه ريهام اللى بيدلعوها نهى دى امال فين زكيه و فتحيه و ام السعد و الناس دى ؟
سالتها ساره و قد بدات تبدو مثل ماما ساميه فى برنامج عروستى :عندك كام سنه يا نهى
ردت نهى :انى مش عارفه بس انى هناك من زمان
تمتم عمر و كمان هبله ربنا يستر
اشارت ساره لعمر انها تريد الحديث معه على انفراد :بص يا عمر دى طفله يعنى حرام و الله ، انا قلبى مش حايطاوعنى
اشغلها ، و شكلها ما يزيدش عن تمن سنين ، ده تشغيلها جريمه
عمر :مايمكن صحيح كبيره وشكلها كده ، و بعدين يا ستى على الاقل انتى حاتكونى طيبه معاها و تعامليها كويس ، لكن غيرك
ممكن يبهدلها ، نجربها بس و لو ما نفعتش نمشيها مش حانخسر حاجه
حضرت ساره الغداء و وضعت لنهى طعامها الذى انهته بشهيه كبيره ، بعد ان طلبت بصله من ساره لتاكلها معه ،ثم اخدتها
للحمام لتبدا مهمه مستحيله فى نظافة نهى
ساره :لا صحيح البنت دى مش عندها عشره اتناشر سنه ، ده ممكن تكون عندها تلاتين سنه ، ده كم القذاره دى لا يمكن يكون
اتعمل فى عشر سنين بس ,وبعد الحمام خرجت نهى من الحمام مختلفه تماما ، و طلبت من ساره كرسى لتقف عليه و تعمل
المواعين
ساره :حاتعرفى و لا حاتكسرى الدنيا
نهى :حاعرف يا مدام بس جوليلى السلك فين والصابون و حاتشوفى
قامت ساره بعمل الشاى لها و لعمر و لحماتها ، و لاول مره منذ فتره جلسوا جميعا فى غرفة المعيشه يتناولون الشاى
ثم تطوعت ام عمر ان تتابع مريم ، حتى تنام ساره قليلا
و بعد ساعه صحت ساره لتجد نهى فى المطبخ و قد انزلت جميع الاوانى و الحلل ، و تغسل بهمه شديده جدا
و سمع كل من بالمنزل صوت ساره وهى تصرخ ,ايه اللى عملتيه ده يا شيخه ، الله يسامحك
لم يعرف عمر حين راى المنظر هل يضحك ام يبكى
نهى غسلت بعض اوانى التيفال بالسلك الالمونيوم ، و ازالت الطبقه السوداء من عليه ، و كانت فى طريقها لانهاء الباقى
عمر :ليه يا ساره ما حذرتيهاش
ساره :وانا كنت اعرف منين انها حاتفتح الدواليب و تطلع الحلل اللى لسه جديده و تغسلها ، لا حول و لا قوة الا بالله ، ليه كده
يا بنتى بس
نهى :معلش و النبى يا مدام ، و الله ما كنت اعرف ، و النبى اضربينى بشويش ، بلاش بالجامد والنبى احسن الناس اللى كنت
عندهم كانو بيضربونى بالجامد
ساره و قد صعب عليها حال البنت :انا مش حاضربك خالص ، ما تخافيش ، بس ما تعمليش حاجه من دماغك عشان خاطرى
ماشى
نهى :حاضر والله خلاص سماح النوبه
اما يحيى فقط ظل طول النهار ينظر لنهى و لا يكلمها ، كانه يريد ان يسال من هذا المخلوق الغريب ، احنا ناقصين ، مش كفايه
السارينه التانيه
و فى المساء اعدت ساره لنهى مكانا صغيرا لتنام فيه ، عباره عن حجره صغيره ملحقه بالمطبخ و ضعت فيها ساره فرشه
صغيره
وقبل الفجر صحت ساره لارضاع مريم ، فاحست باحد الى جوارها فى السرير ، ظنته يحيى ، فاذا بها
يانهار ابيض
نهى
اصحى يا بنت ايه اللى جابك هنا
ردت نهى :معلش و النبى يا مدام اصلى بخاف جوى جوى ، و مش باعرف انام لوحدى واصل ، و انكسفت انام جنب الاستاذ
عمر ، و حماة حضرتك غالجه الباب على نفسها
تمتمت ساره :جنب مين يا حبيبتى ، اه و حماتى صحيح ما هى اروبه و عارفه ان فيه نفس غريب فى البيت
لم ترد ساره على نهى بكلمه و لكنها قامت لتوقظ عمر ليصلى الفجر و همست :خلاص والله العظيم ، بعد كده حاتلاقى مكنه فى
قلب البيت ، حاعمل كل حاجه و كمان حاتزوق و اسرح شعرى ، عارف حتلاقى فنانه استعراضيه مستنياك ,بس عشان خاطرى
يا شيخ
بلاش نهى
************
الحلقه الثانية عشر
الحمد لله اخيرا اقتنع عمر بانه يمشى نهى بالمعروف وده مش بس عشان كلامى معاه
لا ,لانه رجع من الشغل فى نفس اليوم لقه يحيى بيغنى , ييجى ع المحطه ييجى , وادبحله البطه ,ييجى و يصفق بكلتا يداه ثم
يزغرد و يقول لولولولى ,ابويا ايجه تعالى يا به يا ماريم ابوكى ايجه
و لما عرف ان الست نهى خلتنى نايمه جنب مريم الصبح و خرجت
اه خرجت ,ولولا البواب لقاها ماشيه فى الشارع كانت حاتتوه و تجيبلنا داهيه ,كانت تلك هى القشه التى قصمت ظهر البعير
كانت رايحه فين ؟
سؤال كويس ,انا برضه سالتها السؤال ده فاجابت : جعت يا مدام نزلت اجيب طعميه من البتانونى
و لما سالت عن كنه هذا البتانونى عرفت انه بتاع الطعميه اللى عندهم فى البلد و انها كانت متاكده ان حدانا قصدى عندنا
بتانونى فى القاهره ، حاجه بديهيه يعنى يكون فيه بتانونى لكل مواطن
و كان القرار النهائى باعادتها الى البلد حيث البتانونى و كل المتع التى اعتادتها
و حاولت انا انظم حياتى اكتر ,يعنى بدل ما ادفع مرتب نهى ، اشتريت غسالة اطباق بالقسط ، و اتفقت مع ماما تبعتلى شغالتها
مرة اسبوعيا ، و بدات اغرس فى يحيى مبادىء صغيره ، زى انه ممكن يشيل لعبه فى الصندوق بعد ما يخلص ، يعلق هدومه
بعد ما عملتله شماعه مناسبه لطوله خلف باب غرفته ، كمان بيساعدنى احيانا بانه يناولنى ملابس او حفاضات لاخته ,والله
مش عيب ، البنت زى الولد و ممكن اى انسان يضطر فى وقت من الاوقات انه يعيش لوحده ,اقل حاجه يقدر يخدم نفسه ,حتى
عمر بدا يحس بى اكتر ، و يشيل هدومه فى الدولاب و حذاءه فى مكانه و الله الموضوع مش عقده و بالتعاون كل شىء ممكن
عمر : مع مرور الوقت مريم ابتدت تهدى شويه ، و ساره بدات ترجع تانى شويه شويه زى زمان ، و الله ساعات تصعب على
لدرجة انى انا عمر باشا اشيل حاجتى و هدومى ، و اعمل لنفسى الشاى و كمان الفطار المتين .؟
عجبت لك يا زمن ، بس بتصعب على اصحيها الصبح و انا عارف انها قضت سهره سعيده مع الحان الاستاذه مريم ، برضه لما
باحس انها سايبه اوضتها عشان لما مريم تصحى ما تزعجنيش ، ده بيخلينى احس انه عيب على اصحيها تعملى الفطار ، ربنا
بس يقدرها على البيت و العيال ، ولو ماما صاحيه بتقوم معايا بالواجب ، و ان ماحصلش ، امرى لله ، فطر نفسك يا عم عمر
و طبعا موضوع نهى ده انتهى تماما ، لانى روحت فى يوم لقيت يحيى بيردد اهازيج غريبه غير انها كانت حاتتوه و تجيب لنا
داهيه الحمد لله ربنا ستر
ساره : رن جرس الباب عصرا واذا به احمد جاء بعد ان انهى اخر امتحانات الترم الثانى ، منذ ان كبر و اضحى رجلا ، اصبح
دخوله منزلى عيدا بالنسبه لى ، و الله لا ادرى متى كبر هذا الطفل الذى كنت اشارك امى فى حمله و تربيته ، و كذلك كنت
اساعده فى مذاكرته ,كل ما اعرفه ، انه فجاه اصبح رجلا يعتمد عليه ، و بعد ان قضيت سنوات طفولتى اتمنى وجود اخ اكبر
لى ، يخرج معى و يذهب بى الى النادى و المدرسه كصديقاتى
و جدت اخى الاكبر اخيرا ,انه فقط اصغر منى سنا ,لكنه فعلا يجعلنى احس ان لى سندا و عائله ، خاصة بعد سفر اسراء الى
دبى
دخل احمد كعادته محملا بالحلوى للطفلين و استقبلاه بالمظاهره المعتاده ، واخذ يداعبهما و يدللهما
ثم طلب منى ان يتكلم معى انا و عمر فى موضوع
احمد :ابيه عمر انت عارفه انك انت وساره بالنسبه لى بقيتو نموذج للزيجه الناجحه باسم الله ما شاء الله ، و انا كان نفسى
من ساعة ما وعيت عليكم ، ان ربنا يرزقنى بزوجه صالحه تكون لى سند زى ساره و انى اكون مراعى ربنا فيها زيك يا ابي ه
عمر :ياه يا ابو حميد ، انت كبرت للدرجه دى و كمان عايز تتجوز
احمد :مش بالضبط يعنى ، مش ضرورى جواز ، ممكن تقول حتى خطوبه او ارتباط ، حاجه تحمى الواحد فى الزمن ده ، انت
لا تتخيل يا ابيه الدنيا اتغيرت ، و اصبح الولد اللى مش مصاحب او مضبط مع بنت , عرة صحابه ، و انا بصراحه ما عنديش
استعداد اعشم حد من غير ما اكون قد كلمتى
ساره :يا حبيبى يا احمد ، انت حقيقى كبرت و فاضلك سنه واحده و تتخرج ، بس مش كان احسن تستنى بعد التخرج عشان ما
تنشغلش
احمد :ماهو ده اللى انا عايز رايكم فيه ، دلوقت انا حاسس بميل معين ناحية زميله لى و صديقه عزيزه فى الكليه ، و حاسس
انها كمان بتبادلنى نفس الشعور بس خايف
عمر :من ايه ؟
احمد :من حاجات كتير ، اولا انا حاسس ان اى زيجه مبنيه على الحب بتفشل ، و الاتنين ما بيكونوش سعداء ، بل بالعكس بقه
الزيجات اللى بتتم عن طريق المعارف و الاهل زيكم كده هى اللى بتنجح
ساره :لا طبعا يا احمد ، مش معنى انى انا و عمر الحمد لله سعداء مع بعض ان ده النموذج اللى الكل لازم يمشى عليه ، انا
وعمر سعداء عشان طلبنا السعاده ، طلبناها من ربنا و عملنا عشان نوصلها ، فربنا ساعدنا على بلوغ هدفنا ، و اى اتنين
ممكن يعملو زينا ، احنا مش بنشترى العلاقه جاهزه يا احمد
لا دى زى الغزل ، اللى لازم تسهر علي خيوطه يوم و را يوم عشان يكمل ,لكن فكرة ان العلاقه لو بدات بحب بتختم بنكد و
التخريف ده مش صحيح
احمد :طيب تفسرى بى ايه شكوى اسراء كل شويه انها مش مبسوطه و انها عايزه ترجع ، رغم انها اتجوزت عن حب ، و
حازم كان زميلها فى الكليه و عارفاه من سنين
عمر :انا متفق مع ساره يا احمد و تفسيرى لموضوع اسراء ، هو عدم تعودها على الغربه ، او عدم تعودها على حازم شخصيا
، لان الحب و الخطوبه حاجه ، و الجواز و العشره حاجه تانيه
ساره :استنى هنا ، مالها اسراء ، مانا لسه مكلماها و ما قالتليش حاجه يا احمد
احمد :انتى عارفه يا ساره انها ما بتحبش تشكى بس انا حاسس بيها ، لما باكلمها على النت باحس من بين كلامها انها مش
سعيده ، يعنى مثلا راحت لقته محضرلها شغل عشان تنزل بعد ما وصلت دبى باسبوع واحد تشتغل ، و حاجات تانيه يعنى ممكن
تكلميها فيها ، بس هى عارفه انك مش فاضيه عشان ظروفك و ظروف الولاد ، و كمان مش بترضى تقلق ماما ، فكان دايما
الكلام معايا انا اسهل ، و انت عارفه ان سننا قريب من بعض و هى كانت صاحبتى ، و بصراحه هى اللى قالتلى اوعى تتجوز
اللى بتحبها
عمر :ده كلام غريب يا احمد ، اللى ينفع فى حاله مش لازم يطبق على جميع الحالات ، و اللى ترتاح معاها و ترتاح معاك اكيد
حاتكون احسن من اللى ما تعرفهاش اصلا
احمد :انا خايف كمان من اعتبارات السن المتقارب ، و انها يعنى تكون واخده على اوى ، و مش مديانى احترام ى
ساره :لا الاحترام بين الزوجين ما لوش اى علاقه بالسن اهم حاجه الشخصيه ، هى اللى تدفعك لاحترامها مش سن الشخص
احمد :يعنى يا ساره فكرك اتوكل على الله و افاتحها بعد الامتحانات ؟ اهلها محترمين اوى و فيه تكافؤ بيننا فى كل شىء تقريب ا
عمر :اهو دى برضه حاجه من اهم اشتراطات الزواج ، التكافؤ ، يعنى كله تمام انا مش فاهم ترددك يا احمد
احمد :طيب انا عايزك يا ساره تكلمى ماما و بابا فى الموضوع عشان انا محرج اوى ، و كمان مش حاقدر اكلم البنت فى اى
حاجه الا لما اكون فعلا عارف انى ممكن اخطبها
ساره :اطمئن يا حبيبى انا حاكلم ماما و هى تتصرف ، ياه يا احمد انا مش مصدقه انك كبرت اوى كده !
و بعد ان انصرف احمد
قال عمر :كل يوم باصدق قول الرسول صلى الله عليه و سلم :لازال الخير فى امتى الى يوم يبعثون
رغم كل البلاوى اللى بنسمع عنها من الشباب و كم الانحراف و الاستهتار
الاقى حد زى احمد يخلينى احس ان الدنيا لسه بخير ، انت عارفه يا ساره انا باعتبره زى اخويا بالضبط عشان انا ماليش اخ و
عشان اتربى وسطينا انا لما خطبتك كان لسه طفل
ساره :هوه برضه بيحبك يا عمر و عاملك مثله الاعلى ، انت تستاهل تكون كده ، ربنا يخليك لى و لولادك ، بعد اذنك بقه
حاشوف السماعه فين وادخل على النت شويه يا عمر عشان اكلم اسراء احسن احمد قلقنى عليها اوى
و بعد قليل من اتصال الاختان و بعد الكلام المعتاد فوجئت ساره بصوت اسراء يتهدج و تبدا فى البكاء
اسراء :انا تعبانه يا ساره اوي
ساره :مالك يا حبيبتى ، احمد لمحلى عن حاجه كده بس انتى عمرك ما اشتكيتى لى ، فيكى ايه ؟
اسراء :حاسه انى غلطت و استعجلت فى الجوازه دى ، من ساعة ما جيت و انا باتعذب و باكتم فى قلبى عشان ماما ما
يزديدش قلقها على ، لكن خلاص ما عدتش قادره استحمل ، انا عايزه ارجع مصر النهارده قبل بكره ، باختصار شديد ، عايزه
اتطلق
************
الحلقه الثالثة عشر
ساره :الطلاق دى كلمه دى كبيره اوى ، و يتهز لها عرش الرحمن و مش محتاجه اقولك ان الست اللى تطلبها دون بأس
،تحرم عليها ريحة الجنه ، انا مش حادلعك اكتر من كده ، و لا حاقولك مالك، بس اللى بتقوليه ده لا يصدق ، ايه اللى ممكن
يحصل بين اتنين فى مده ما تتجاوزش سنه عشان يقرروا ينفصلوا
اسراء :حازم ما قررش حاجه ده قرارى انا ولازم يوافق عليه انا ما تجوزتش عشان اعيش تعيسه و متبهدله و كمان بعيد عن اهلى
ساره :و الله ده كان اختيارك ، انتى قلتى لماما و بابا بصريح العباره كده باحبه و مش حاتجوز غيره ، و لو ما تجوزتوش
حافضل طول عمرى من غير جواز
اسراء :ده انسان ما عندوش ريحة الاحساس ، ما فيش مشاعر خالص ، فين الكلام اللى كان هارينى بيه ايام الخطوبه ، فين
الاغانى اللى كان بيبعتهالى كل شويه على الموبايل ، فين كلمة بحبك اللى كان يقولها فى اول المكالمه و يختم بيها كمان ، كل
ده اختفى ، بقه انسان بشع كل همه الفلوس ، و حتى مرتبى بيخلينى احوشه كل شهر فى حسابى و ما يسمحليش اصرف حاجه
، و قال ايه اصل البلد هنا مغريه ، و ممكن نصرف اللى بنكسبه و اكتر و نرجع يا مولاى كما خلقتنى
و الشقه اللى عايشه فيها ، خانقانى زياده ، صحيح هى نضيفه و مفروشه كويس ، لكن اوضه واحده ، يعنى اخرج من
اوضتى الاقى نفسى على باب الشقه خلاص
ساره :يا اسراء انا معظم صحباتى مسافرين اوروبا و كمان الخليج و اللى كلهم متفقين عليه ، ان الايجارات غاليه جدا فى
البلاد دى ، و برضه الواحد ما عندوش ضيوف زى مصر و لا حاجه ، ايه احيتاجاتك يعنى فى الدنيا غير اوضة نوم و ترابيزة
اكل و انتريه تقعدى عليه انتى و جوزك ، و بعدين اللى تطلب الطلاق دى يبقى لا سمح الله جوزها بيخونها ، بيستغلها ،
بيضربها ,لكن ده الراجل حتى فلوسك بيخليكى تحطيها فى حسابك انتى ،ليه بس البطر ده ؟
انتى فاكره نفسك فى مصر عايزه شقه اربع اوض و صاله ، انتى نسيتى ان ماما هى الى اصرت يكون ليكى شقه فى مصر ان
شالله ايجار و تتفرش قبل ما تمشى ، و حضرتك كنتى مش عايزه حاجه غير حازم ، و فين و فين لما سمعتى الكلام ، ايه اللى
غيرك دلوقتى ، فين الحب العظيم ، انهار عند اول مطب ؟ دلوقتى بقت الشقق مهمه ؟
اسراء :ماهو المصيبه ان الحب ما عادش موجود استحمل ليه بقه ؟
ساره :انا مستغربه اوى يا اسراء ، الحب ده يا ماما مش الكلام و الخروج و الفسح و التسبيل زى ما السينما بتصوره ، الحب
ده شعور عميق جواكى بتكنيه لبنى ادم ، و تفضلى حاسه بيه طول عمرك مهما حصل ، و بعدين تعالى هنا ، انتى عملتى ايه
عشان تغذى الحب ده ، حاولتى تمشى له خطوه يمكن يمشى هوه خطوتين ؟
اسراء :انتى بتتكلمى ازاى انا لى كرامتى برضه ، حاتعملى زى ستى و ستك بقه لما كانت تقعد متزوقه لجوزها و لابسه الى على الحبل ، و محضره العشاء و مستنياه ، اللى بيحبنى يحبنى زى مانا فى اى حاله
مش عشان عامله فى نفسى العمايل
ساره :يوه جتك وكسه يا منيله ، انتى مش بتعملى العمايل ؟ اتارى الراجل طهق منك و ده عشان ايه ؟ عشان كرامتك ؟ ده
كرامتك فى انك تكونى زوجه صح ، و حكاية الاكل دى مش النقطه انه ياكل ، المهم انه يحس انك تعبتى نفسك و فكرتى هوه
بيحب ايه و عملتيه عشانه ، و زينتك لجوزك دى حاجه ترفع قيمتك عنده و عند الله كمان ، و لا انتى شاطره تتزوقى بس و
انتى خارجه ؟ طيب جربى تعملى العمايل كده ، و انتى تلاقى امير الرومانسيه معاكى فى البيت .
اسراء :هاهاها انتى سهل تقولى كده عشان متجوزه راجل مثالى
ساره :على فكره ما فيش حاجه اسمها راجل مثالى ، كل انسان فيه عيوب و ميزات ، و اكبر ميزه فى عمر انه متدين و
بيراعى ربنا فى كل تصرف ، اما انا ياستى ممكن احكيلك قصايد عن اللى كنت باعمله لعمر و احنا لسه فى شهر العسل ، ده انا
مره فرشت البيت كله ورد و حطيت اسهم على الارض تشير للاوضه اللى انا فيها ، عشان يحس انى مستنياه على نار ، هل
فكرت فى كرامتى بقه و قلت انا لسه فى شهر العسل ، لازم يكون عبد ذليل لجمالى و حلاوتى ، لا طبعا ، بالعكس انا كبرت فى
عينيه اكتر و اكتر
اسراء :بس انتى عمرك ما حكيتى لى عن حاجه زى دى
ساره :ايوه عشان دى اسرار بين الست و جوزها ، لكن ربنا عالم انى باحكيلك الوقتى عشان غرضى خير ، نفسى تعرفى ان
الحياه اللى انتى شايفاها ناجحه و براقه من بره دى ، ياما تعبنا عشان نوصلها ، انا و عمر كمان ، انا برضه لى عيوبى و هو
استوعبها ، و قدرنا نمشى مع بعض الايام ، و اهم حاجه كل واحد فينا يراعى ربنا يا اسراء ، انتى عارفه لما تقفى حتى تغسلى
الاطباق و انتى موجهه نيتك لله ، كده كده انتى حاتغسليهم ، لكن اخلاص النيه ده ، هو سبب كل نجاح فى الحياه
بصى يا اسراء ، بابا دايما كان يقول ان سنه اولى جواز دى بتكون زى المكنه الجديده اللى لسه التروس فيها ما لانتش و ما
خدتش على بعضها و بتحتك ببعضها و بتعمل مشاكل ، و مع الايام التروس بتنعم و بتلين و الحياه بتكون احسن ، بس لازم ندى
نفسنا فرصه ، انتى ما انكرتيش على جوزك لا خلق و لا دين ، بس مجرد انه مش رومانسى ، و عايز يعمل قرشين فى غربته
دى عشان يرجع و ينتهى من الهم ده ، و ده حقه
اسراء :ما الناس حوالينا اهم عايشين حياتهم ، و بيصرفوا باليمين و الشمال و عربيات ايه و شوبنج ايه و فسح كل يوم
ساره :يا ريت ما تقارنيش نفسك بحد ، دى اكبر مصيبه فى الحياه ، ظروفهم ممكن تكون مختلفه ، ممكن يكونوا اكبر منك
بكتير و لهم وضعهم فى البلد مش زيكم لسه بادئين ، ممكن يكونوا حايعيشوا فيها علطول ، لكن اللى اعرفه ان حازم نفسه يبنى
نفسه عشان ترجعوا و تعملوا حاجه هنا فى بلدكم ، اللى فهمته من حازم ان غربته دى مرحله ، عايز يعديها باقصى سرعه ،
عشان يكون له مستقبل فى بلده
اسراء :بس مش معنى كده ان احنا نموت هنا عشان نعيش بعدين
ساره :يعنى ايه تموتوا ، ما بتاكلوش مثلا ؟
اسراء :لا مش كده ، بس يا ساره انتى لو جيتى دبى حاتلاقى وهم حاجات ما شفنهاش فى حياتنا ، نفسى اعيش الجو ده ، وانسى التحويش و انسى الفلوس ، و افتكر بس انى مع حبيبى
ساره :و الله انا كنت بابقى سعيده مع حبيبى و احنا فى شقه خاله فى اسكندريه ، اكتر من اى مكان فى العالم ، اطلبى السعاده
يا اسراء ،اطلبيها من ربنا ، و اعملى اللى عليكى عشان توصليلها ، و بعد كده ارمى اللوم على غيرك
اسراء :حاضر يا ساره ، هاحاول ، و خليكى معايا ارجوكى احسن انا فعلا حاسه بالوحده اوى اوى
ساره :انا معاكى على طول بقلبى و حادعى ربنا يوفقك و ينور طريقك ، ويوم ما تعوزى تكلمينى ابعتيلى مسج بس ع الموبايل
، فى ثوانى اكون معاكى ع الشات ، و بلاش الكلام ده تقوليه لماما عشان هى اى كلمه حاتسمعها بخصوص حازم ، حاتقولك
علطول ، مش قلت لك ، ارجعى بقه يا ختى ، و ياريت بلاش تكسرى مجاديف المسكين اخوكى بخصوص الحب و جواز الحب ،
العيب فينا احنا مش فى الحب ، بنتوقع حاجات كبيره و نبنى امال جامده جدا ، على الحب ده ، مع ان الحب ده مجرد شعور
يكفى لبدايه موفقه ، لكن مش لحياه كامله موفقه ، دى ربنا بس اللى يقدر يوفقنا ليها .
اسراء :طيب هاجرب نصايحك يا ست الحكيمه ، و ان شاء الله نتكلم قريب
اشترت ساره كارت اتصال و كلمت حازم على الموبايل وهو فى عمله ، و اوصته خيرا باختها ، و طلبت منه ان يعطف عليها
لكونها وحيده فى الغربه و تحتاج الى كل لمسه حنان منه
حازم :و الله يا ساره انتى عارفه انا باحبها قد ايه ، بس الشغل ما بيرحمش ، و التفكير و الضغوط مخليه الواحد فعلا قرب
ينسى يعنى ايه مشاعر ، بس دى حاجات تتحس لازم هى برضه تحس بى
ساره :ايوه يا حازم ، انا عارفه انك بتحبها ، لكن الكلمه الطيبه صدقه يا اخى ، يعنى بدل ما الواحد يقول سلام عليكم ، يقول
سلام عليكم يا حبيبتى ، مش حاتفرق كام حرف ، اسراء طول عمرها رومانسيه و بتحبك موت ، و انا متاكده انك ممكن تاكل
عقلها بكلمتين حلوين
حازم :هى اشتكت لك من حاجه يا ساره
ساره :ابدا ، انا بس حسيت فى صوتها بالوحده و الغربه و انها محتاجه قلب حنين ، انت عارف فى كلمه كانت الفلاحه تقولها
لجوزها زمان ,تقوله ليلة الدخله :تركت اهلى و ملت لك ، و النبى تعطف ع الغريب
وهى فعلا غريبه ، و انت كمان ، لكن انت الراجل اللى تقدر تحتوى مشاكل الغربه والبعد عن الاهل ، ربنا يسمعنا عنكم خير يا
حازم ، وبالمناسبه انا عارفه ان اجازتكم قربت ، عايزين بقه نقضى اسبوع مع بعض كلنا عيله واحده فى المصيف ، ايه رايك ؟
حازم :يا ريت و الله انا مش قادر استنى الاجازه تيجى ، لو حجزتم فى مكان يا ريت تشوفولنا معاكم عشان نصيف كلنا و
سلامى للباشمهندس عمر
ساره :هوه بيسلم عليك كمان يا حازم ، مع السلامه
و بعد انتهاء المكالمه ، دخلت ساره على عمر الغرفه
ساره :انا عايزه اكلمك فى موضوع مهم جدا
عمر :عينينا يا ام يحيى
ساره :تسلم عينيك ، لازم نبتدى نقدم ليحيى فى المدارس
عمر :مدارس ؟ هوه يحيى حايروح كام مدرسه ؟
ساره :انا توقعت برضه انك ما عندكش فكره ، بص يا سيدى ، فى تنسيق للمدارس عشان الاولاد يدخلوا كى جى وان ، و
امتحانات للقدرات ، و اختبارات للذكاء ، و مقابلات شخصيه ليه و لينا احنا كمان ، عشان كده لازم نقدم فى اكتر من مدرسه ،
بس انت ادعى ربنا يوفقه و يتقبل فى واحده منهم
عمر :و مين قال بس انى حادخله مدرسه ببلاش ، يا حبيبتى انا حاوديه مدرسه خاصه لغات ، و بعدين قدرات ايه و بتاع ايه ،
انا ابنى شديد شديد يعنى .
ساره :هاهاها ، و انت فاكر كل ده عشان المدرسه ببلاش ، ده الكلام ده بيحصل فى المدارس الخاصه اللى مصاريفها شىء و
شويات بس
عمر :يعنى ادفع فلوس ، وانا وابنى نتبهدل اختبارات كمان ؟
ساره :ده اللى بيحصل فعلا ، وعشان الضغط الشديد على المدارس ، ده المدارس الكويسه هى اللى بتعمل كده ، وانت عارف
اهم حاجه دلوقت ان الواحد يعلم ولاده احسن تعليم ممكن
عمر :طيب ان شاء الله على اول السنه الدراسيه نقدم و خلاص
ساره :يا عمر و الله انت واخد المواضيع ببساطه زياده عن اللزوم ، احنا لازم نقدم من دلوقتى ، ده حتى كده اتاخرنا ،و بعدين
فيه حاجات تانيه لازم نعملها عشان حاتبقى كويسه فى السى فى بتاعة يحيى
غرق عمر فى الضحك و هوه يردد السى فى هاهاها هاهاها
ساره :بطل ضحك بقه ، ده انت و انا لازم نكتب احنا خريجين كليات ايه و مدارس ايه ، و مشتركين فى انهى نادى ، و كمان
لازم نصيف السنه دى ان شاء الله فى مارينا .
عمر :مارينا ؟؟؟
************
الحلقه الرابعة عشر
ساره :ايوه مارينا ، مره نشوفها فى حياتنا يعنى يجرى ايه ؟
عمر :يا ساره يا حبيبتى انتى واحده زرتى بيت الله تقولى كده بمنتهى البساطه ، نروح مارينا ؟ معقوله
ساره :و الله بدات تفكرنى بزكى رستم ، لما قال لفاتن حمامه ، و مش مكسوفه من نفسك يا هانم و انتى بتقولى مارينا قصدى اللونا بارك ايه اللى حايتغير فينا لما نروح مارينا ، رب هنا رب هناك و عمرنا ما نعمل حاجه تغضبه ابدا
عمر :لو عايزه مصيف اوديكى شقة خالى فى اسكندريه ؟؟ و ايه علاقة مارينا بمدرسة يحيى ,انا مش فاهمك النهارده خالص
ساره :احنا بنروح هناك كل سنه يا عمر من يوم ما اتجوزنا ومش معقول يعنى نتقل على الناس اكتر من كده وبعدين انت مش
عارف ان يحيى حايسالوه فى المدرسه بنصيف فين ، ده ابن بنت خالتى ما اتقبلش فى مدرسه عشان قال انهم صيفوا فى
جمصه ، و ابن بنت عمتى ما اتقبلش عشان كتبوا فى السى فى انهم اعضاء فى نادى السكه الحديد
عمر :و مالها جمصه يعنى ؟ و عيبه ايه نادى السكه ، و المدرسه علاقتها ايه بالحاجات دى اساساً
ساره :مش ستايل ، لازم نصيف ستايل السنه دى بقه و كمان حازم و اسراء و ماما و بابا و احمد ، ،كلنا عايزين نصيف سوا
و كمان ناخد مامتك تغير جو .فرصه بقه نشوف مارينا دى بتتكلم عن ايه عشان خاطرى يا عمر
مره واحده بس و مش حاطلب تكرارها ، لمجرد العلم بالشىء
عمر :بس انا اعرف ان ايجارات الشقق هناك نار واحنا بالمنظر ده حانعوز نأجر عماره من بابها عشان الجيش الجرار ده ،
اسالى كده عن الايجارات ، بس ما عتقدش ماما حترضى تيجى معانا
ساره :سيب مامتك على انا ، واحنا حانقسم الايجار علينا ان شاء الله
و بعد ايام من البحث و الاستعانه بصديق واتنين كادت ساره تفقد الامل عندما عرفت ان الايجارات تتراوح
من الف الى ثلاثة الاف جنيه .........................فى اليوم
يالهوى ، لا ربنا ما يرضاش كده برضه ، ده حتى لو عمر رضى يدفع انا مش حاوافق ، ده حتى يبقى حرام علينا
وبينما هى تفكر فى مصيف اخر وجدت اخاها احمد يتصل على الموبايل
احمد :لقيتلك حتة فيلا ، جميله و بجنينه ، صحيح مش ع البحر علطول ، بس ترى البحر بوضوح ، صحيح هى لزق جنب
البوابه ,بس اهى اسمها فيلا و بجنينه عشان تكفينا ، و جنبها حمام سباحه حلو ينفع العيال ، و ايجارها مناسب جدا ، حتى
بابا قرر يدفعه كله و يعزمك انت و ابيه عمر و كمان اسراء و جوزها ، و فرصه نلطف الجو معاه شويه
ساره :و دى لقيتها ازاى يا اروبه انت
احمد :دى بتاعة والد واحد صاحبى و هما مسافرين بره الصيف ده و مش رايحين مارينا اصلا ، الاول ما كانش راضى ياخد
منى فلوس خالص بس انا اصريت ، فمامته بعد محايله وافقت اننا ندفع يعنى مبلغ رمزى كده ، و كمان هما مش بياجروها بس
قالوا اكيد احنا حانحافظ عليها عشان معرفه ، و بالمره ندفع شوية استحقاقات هناك صيانه و ميه و حاجات كده عشان ماحدش
فاضى يروح يدفع .
ساره :ندفع اوى يا سيدى ، ربنا يكرمهم يا رب انا مبسوطه اننا حانكون مع بعض اكتر ما انا مبسوطه بمارينا ، دى اسراء
وحشتنى موت
احمد :بتقول انها دلوقتى احسن و حازم اتحسن معاها اوى من ساعة ما فتحت قلبها و كلمته على اللى مضايقها و حسنت
معاملتها معاه ، فاستعادت بقه ذاكرة الحب الضائع هاهاها
مرت الايام و عادت اسراء من دبى ، و اول ما رأت امها و اخوتها بدا الجميع فى البكاء ، عجيب امر المصريين ، يحزنوا يبكوا
و يفرحوا يبكوا ، فى اللقاء و فى الوداع برضه لازم يبكوا
و حملت اسراء مريم و رفضت ان تتنازل عنها لاى احد ، اذ كانت اول مره تراها ، اما المفاجاه ان يحيى تذكر خالته رغم الوقت
و انه كان صغيرا حين سافرت و تعلق بها و قبلها `
وفى الطريق الى منزل عائلة ساره اخبرتهم اسراء انها فى بداية الحمل ، فطارت الام من السعاده وانشرح صدر ساره عندما
وجدت اختها بدات تتقبل حياتها و تسعد بها ، و كان احمد اكثرهم فرحه بعودة اسراء
و بعد الغداء فى منزل الام ، طلب حازم من اسراء التوجه لمنزلهم
اسراء :حاضر يا حبيبى انا جايه اهه
ام ساره :طيب يا بنى ما تخش تريح الاوض كتير و انا محضرالكم اوضة اسراء القديمه عشان لما تيحى تبقى براحتك
رد حازم فى اقتضاب :معلش يا طنط عشان بس افضى الشنط و اكون براحتى
همست ساره لامها :سيبيهم براحتهم يا ماما ، استحملنا سنه ممكن نستحمل كمان يوم
و بعد نزول اسراء كانت الام تستشيط غضبا من حازم الذى حرمها من ابنتها طوال عام كامل ، و ايضا ابى الا ان ياخذها الان
فقالت ساره تهدىء امها :
معلش يا ماما اعذريه ، ده جاى من سفر و تعبان ، و لسه كمان حتلاقيه عايز يروح يشوف اهله ، ده انا ما كنتش مصدقه لما
وافق ييجى من المطار علينا الاول ، و بعدين يا جماعه احنا حناخد وقت لحد ما حازم ياخد علينا و يحبنا ، ما تنسوش المشاكل
بتاعة الشقه و الجهاز و الفرح ، اكيد لسه ماثره عليه ، يا ما نصحتك يا ماما و قلت لك ان المشاكل دى حاتعدى و مش حايفضل
الا مرارتها بعد الجواز
الام :يا بنتى انا كنت خايفه على اختك ، و زى اى ام كنت باحاول اامن مستقبل بنتى ، كنت اسيبه ياخدها و يسافر من غير شقه
و لا جهاز ، اهى الشقه نفعته و خلته يتنطط علينا اهه
ساره :عايزين يا ماما نزيل الرواسب دى كلها و نفتح قلبنا لحازم ،عشان خاطر اسراء مش اكتر
الام :و الله انا باحبه ، و كل كلمه قلتها كانت فى مصلحتهم الاتنين ، و مادام بنتى سعيده و مرتاحه معاه ، انا مش عايزه حاجه
من الدنيا
عمر :ساره دى ، اول ما تحط حاجه فى دماغها لازم تعملها ، لقت فيلا فى مارينا ، و بسعر كويس ، و بدات استعدادها للمصيف
قال ايه عايزه تجيب مايوه لمريم ، انا ما عنديش بنات تلبس مايوهات ، بس مش حازعل ساره المره دى ، لكن اول ما تتم
تلات سنين ممنوع منعا باتا ، و يحيى طول النهار يتمرن سباحه ، بيلبس العوامه الجديده و يقعد فى البانيو
بس اللى غايظنى ان ساره رايحه جايه تشترى حاجات كده زى ما يكون رايحين الصحرا ، صحابها حذروها من الاسعار هناك
فقررت تاخد خزين العمر كله ، اللى ما توقعتوش بقه ، فرحة ماما بالمرواح لمارينا ، انا كنت متخيل انها مش حاترضى تروح ،
لكن لقيتها فاقت كده و صحتها اتحسنت و ايدها بايد ساره فى الشراء و عمل المنين و الطقوس الغريبه اللى شغالين فيها دى ،
الاقوى من كده بقه
اختى دينا جت هى وطارق جوزها من بره ، و لما ماما قالت لها على مارينا ، قررت هى و جوزها و ولادها ييجو هما كمان فى
نفس الوقت معانا ، و لما مالقوش حجز فى حته ، ساره و مامتها اصروا انهم ينزلوا معانا ، الطف بينا يارب ، ده احنا محتاجين
كده ناجر شارع بحاله مش عماره
ساره :ما كنتش فاكره ان الاعداد للمصيف مرهق كده ، انا هلكت عشان اشترى لمريم المايوه ، انا واسراء ودينا بقه اكتشفنا اختراع
جديد ، عمرى ما شفته فى حياتى قبل كده ، مايوه شرعى هاها
فى الاول استغربت ، منين مايوه و منين شرعى ؟ بس لما شفناه لقيناه فعلا مغطى الجسم كله و له طرحه كمان بتتلبس على
الراس ، و فستان صغير فوقه ، رحنا اشترينا تلاته ، ده احنا مانزلناش البحر من زمن
اما مايوه مريم اللى فيه اتنين سنتى قماش طلع اغلى من المايوه بتاعى اللى استهلك توب كامل عشان ينفذوه
كمان عملنا حسابنا انا و ماما و وحماتى و قسمنا شغل الامن الغذائى علينا ، حضرنا حاجات كتير عشان الوقت هناك يبقى كله
فسحه .
و فى فجر يوم الجمعه انطلقنا كلنا انا مع عمر و والدته بسيارته و احمد يحمل معه امى وابى و اسراء و زوجها و دينا اخت
عمر و زوجها و ابناءها فى سيارتهم
و كان الطريق طويلا ، و توقفنا عند ماستر لزوم العيال تفطر و تروح التواليت ، و وصلنا اخيرا لبوابات جمهورية مارينا ، كان
معانا كارتين فقط لدخول مارينا ، اصر احمد انه عمر ياخد واحد و طارق زوج دينا ياخد التانى ، و قال :
احمد :عيب عليكى ، كروت ايه بس ,هاتخلى الاولاد ياخدوا عليا كده فى مارينا
المفاجاه انه فعلا دخل كده هاهاها
رفع يده بكل ثقه للحارس ، فخاف ان يساله عن الكارت
عمر :الواد اخوكى ده عسل و الله ، ياما عملها قبل كده فى
المعموره و المنتزه ، و دايما بتفلح معاه ، على رايه ، المهم الثقه
ساره :وصلنا اخيرا للفيلا التى يبدو انها لم تفتح منذ عام مضى ، انها واسعه و مريحه لكنى احترت ادور على البحر اللى تراه الفيلا
بوضوح .
احمد :واضح انها ترى البحر فعلا ، فى التلفزيون هاها ، مش تحمدو ربنا ، مش كفايه انكم فى مارينا
و بعدها ذهب الرجال لصلاة الجمعه ، وبدانا المهمه المستحيله فى تنظيف الفيلا و فرشها ، و قسمنا انفسنا على الغرف ، مثل
المعسكر الكشفى ، و انطلقت امى تردد
مافيهاش حاجه حصيرة الصيف واسعه
و ذلك حتى تخفف الحرج عن حماتى و دينا
يا رب يخليكى يا امى
عمر :احيانا الواحد بيحمد ربنا على انه راجل ، ذهبنا لصلاة الجمعه و تركنا شئون التنظيف و التوضيب للسيدات ، حماهم الله ، و
صلينا فى الجامع القريب من الفيلا ، و الله عمار يا مصر ، انا قلت حلاقى الجامع فاضى ، لكن ما شاء الله كان ممتلئا عن اخره
، و كمان فيه ناس فارشه فى الشارع
وعدنا و كنت اول من دخل الفيلا
فوجئت بمنظر غريب جدا
و صرخت
حراميه حراميااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
المفضلات