الأسرة.. سلطة وشرطة وثواب وعقاب
دولة صغيرة قوامها الأب والأم «سلطة» وشعب يتمثل فى الأولاد، ولكل دولة نظام ومن يخالف النظام عليه تحمل نتيجة خطئه والتى تبدأ من التهديد والوعيد بالحرمان من امتيازات محددة، وتنتهى عند الإيذاء البدنى بأشكاله المختلفة كالضرب بالأيدى أو بالشبشب، بشد الشعر أو بالربط فى رجل الكنبة، أساليب مختلفة من العقاب يمارسها الأهل مع أبنائهم بدافع التربية إلا أنها تأتى بنتائج عكسية عندما يكون الأسلوب نفسه «خطأ».دكتورة زينب بشرى، استشارى طب نفس الأطفال تقول: أولا يجب أن نبتعد تماما عن العقاب البدنى بجميع أشكاله ولو كانت بسيطة لأن الطفل يتعود مع الوقت عليها وبالتالى لا تكون مجدية فى تقويمه، بل على العكس تؤدى به إلى العدوانية والاضطراب النفسى.
ثانيا: قبل توقيع العقاب على الطفل لابد من معرفة هل هو مدرك أنه ارتكب خطأ أم لا فإذا كان مدركاً لخطئه أوقع عقاباً عليه كحرمانه من شىء محبب له جدا سواء مشاهدة تليفزيون أو لعبة معينة أو الذهاب للنادى أو حبسه فى غرفة «مضيئة» بمفرده لمدة نصف ساعة ولابد أن تكون مضيئة حتى لا يصاب بالهلع وندخل فى مشكلة أخرى.
ثالثا: لابد من لفت انتباهه إلى الخطأ واذا استمر فيه يكون العقاب على قدر الخطأ، ويجب أن ننتبه إلى تصرفاتنا أمام الطفل فلا ألومه على الكذب وهو يرى والده أو والدته تكذب.
رابعا: يفضل عدم إذاعة الخطأ الذى ارتكبه الطفل بين أفراد العائلة، وأن يقوم الطرف الذى شاهد هذا الخطأ بمعاقبة الطفل، فإذا شاهدت الأم ابنها يكسر لعبة أخيه فلا تقول له «لما يجى بابا هاقوله».
خامسا: يجب أن ننتبه لكلامنا مع الطفل فلا نهدد بعقاب لا نستطيع تنفيذه فلا تقول له مثلا «مش هاتنزل معايا» وهى تعلم أنها لا تستطيع أن تتركه بمفرده، لأن بذلك تفقد مصداقيتها
سادسا: أما فى سن المراهقة فلابد من وجود حالة صداقة بين الأهل والأبناء تسمح بأن يكون هناك حوار دائم بينهما والمناقشة فى الخطأ قبل وقوعه كالسجائر مثلا لابد أن ينبه الأب ابنه لخطورتها ومشاكلها ويعرفه الأسباب، وأن يكون الأب نفسه غير مدخن حتى يشعر الابن بالصدق، لكن لا يجوز أن أقوم بشم رائحة فمه وتفتيش ملابسه كما يفعل البعض.
المفضلات