***********
هل هناك علاقة بين "أزمة دبي" وما حدث لهشام طلعت مصطفي؟ السؤال ليس عبثيا بل قائما علي ما آلت إليه الأوضاع في دبي والتي كشفت عن سيطرة ست مؤسسات مالية علي الأوضاع هناك، بشكل قاد إلي إشهار الإفلاس المتوقع، والذي سيدفع إلي ذهاب أصول البلد إلي غير أهلها. نحن بصدد مخطط، تم الإعداد له بعناية بالغة، ومنذ البداية كان هناك حرص شديد علي عدم دخول أية أطراف عربية إلي دبي. لم يكن مسموحا لأي كيان اقتصادي مهما كانت ضخامته أن يقتنص أية مشاريع هناك.. كثيرون حاولوا.. وانسحبوا بمجرد أن ظهرت لهم بوادر استحالة نجاحهم في ذلك.. ووحدها مجموعة طلعت مصطفي هي التي أصرت علي إكمال الطريق إلي آخره، لكن قبيل نجاحها في اقتناص مشروعين في غاية الضخامة، وحين كانت المجموعة قاب قوسين أو أدني من الفوز بهما، تم الإعلان عن توّرط هشام طلعت مصطفي في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم ليذهب المشروعان لمنافسين آخرين، من اللاعبين الأساسيين في الإمارة! نعود ونكرر أن كل ذلك تم التخطيط له بعناية بالغة: ديون لأجل محدود أو قصير المدي تستثمر في عقارات تبني علي مدي أطول؛ العقارات لا يمكن تسييلها إلا بعد بناء المشاريع وتسليمها، فإذا تأخر التسليم، يستحيل البيع أو التأجير لتسديد الديون، فيعجز أصحاب العقارات عن الدفع، يطلبون إعادة هيكلة الديون لتلافي الإفلاس، أو يبحثون عمن يشتري "الأصول العقارية" ؛ تعرض عليهم أسعار يعتبرونها بخسة، وتكون النتيجة أشبه بالإفلاس، إذ تتبخر الثروة.. وهنا يأتي دور المشتري الجاهز.. الذي يعرض شراء الأرض بما عليها ومن عليها، وهو في هذه الحالة "اليهود"!! هنا، نجد مهما وضروريا أن نستشهد بما ذكره فريد الديب في سياق دفاعه عن هشام طلعت مصطفي، والذي أكد فيه أنه "كانت هناك بعض الجهات تخشي نجاح هشام طلعت مصطفي وتحاول جاهدة توقيف هذا النجاح المستمر، خاصة الإخوة الموجودين في الإمارات ومنهم شركة داماك وشركة إعمار، وهما الشركتان اللتان دخلت معهما مجموعة هشام طلعت في منافسة وحققت شركات هشام مكاسب، بينما حققت الشركات الأخري خسائر بفضل امتلاك مجموعة طلعت مصطفي الخبرة البشرية. الديب أكد أيضا أن حسين سجواني حاول استقطاب العمال والخبرة في مجموعة طلعت مصطفي، إلا أن هشام اكتشف هذا وأرسل عدة خطابات شديدة اللهجة إلي صاحب الشركة، والذي وعده بأن الأمر لن يتكرر مرة أخري. وقال الديب إن شركة إعمار التي بدأت العمل في مصر بمشروع سيدي عبد الرحمن في الساحل الشمالي وقدمت الشركة عرضا بمبلغ 280 مليون في حين عندما دخل هشام في المناقصة وصلت إلي مليار، وهو ما لم ينسه محمد العبار صاحب إعمار إذ اعتبر أن هشام سبب خسائره في هذا المشروع، كما أنه بسبب وجود شركة داماك في مصر وحصولها علي أراض من الحكومة المصرية وجمعها أموال المصريين في مشروع القاهرة الجديدة وعدم تنفيذ الشركة أيا من الالتزامات قامت الحكومة بسحب 60% عن طريق بنك الإسكان والتعمير، بعد أن فشل في استقطاب العمالة البشرية من شركات طلعت مصطفي، وقال الديب إن اتحاد إعمار وداماك يعتبر السبب الأساسي في إصرار محسن السكري علي الزج باسم هشام طلعت في القضية. فإذا أضفنا إلي ما سبق وجود فرصة وشيكة لدخول مجموعة طلعت مصطفي أرض دبي من خلال مشروعين في منتهي الضخامة، يكون السؤال عن علاقة ما يحدث في دبي الآن بما حدث لهشام طلعت مصطفي، سؤالا منطقيا وفي محله تماما.



مزيد من التفاصيل...