ما هو المقصود بالنمو المهني ؟ وما هي مسوغاته ؟
تتسم عملية إعداد المعلمين بأنها عملية متصلة ومستمرة ومتكاملة في آن واحد ، فهي تبدأ من اللحظة الأولى عند الالتحاق بإحدى كليات التربية أو كليات المعلمين ، ولا تنتهي عند التخرج من هذه الكليات ، ولكنها مستمرة مدى الحياة الوظيفية والمهنية للمعلمين أثناء عملهم ، ولذلك فإن إعداد المعلم قبل العمل وتدريبيه في أثنائه يمثلان جناحي النمو المهني والارتقاء العلمي للمعلم .
وبناء على ذلك فإن عملية تدريب المعلمين يجب ألا تكون عشوائية ولكن عملية منظمة محددة بأهدافها وخططها تأخذ مدة زمنية كافية لتنفيذها ، وتهيأ كل الظروف والتسهيلات لإنجاحها ، وهذا ليس بغرض تحقيق النمو المهني والتربوي للمعلم فحسب ، بل من أجل التجديد والتطوير في المجالات التربوية المختلفة التي من أهمها إعداد القادة التربويين من معلمين ومديري مدارس ومشرفين تربويين ومديري تعليم لرفع كفاية المعلم وتزويده بالمهارات والثقافة العلمية والتربوية والمهنية التي تتطلبها طبيعة عمله الذي يمارسه ، رفع كفاية الإنتاجية من تفاعل اجتماعي ، وتكوين علاقات إيجابية مع زملائه وطلابه وزيادة إنتاجيته من الناحية العملية التي تظهر في تحصيل الطلاب وسلوكهم ، وبذلك ترتفع كفاية النظام التعليمي الداخلية والخارجية بشكل عام .
مسوغات النمو المهني للمعلم فتتمثل بما يأتي :
أولاً: التفجر المعرفي وما ينتج عنه من تغير سريع واتساع في المعارف والمعلومات وما يفرض على المعلم من حاجة مستمرة للنمو المهني لمواكبة الجديد من المعارف والمعلومات .
ثانياً : التطور التقني المتسارع وما يفرضه على المعلم من حاجة للنمو المهني في مجال إتقان المهارات المطلوبة .
ثالثاً : تطور مفهوم التربية من مفهوم ضيق يعنى بالجانب العقلي إلى مفهوم واسع يعنى بمختلف جوانب شخصية المتعلم ، وما يترتب عليه من حاجة المعلم إلى نمو مهني في التنمية الشاملة .
رابعاً : ظهور مفاهيم عالمية مثل العولمة والجودة وغيرهما وما يترتب على ذلك من مقارنة لأداء المعلم المصرى بأداء زملائه المعلمين في مختلف أنحاء العالم في ضوء التكلفة والإتقان .
وبذا يتضح لنا أن النمو المهني المستمر للمعلم شرط أساس لنجاحه في القيام بمهام عمله المتجددة والمتطورة ، والتدريب التربوي المتواصل هو الوسيلة المناسبة لهذا النمو والمحافظة على استمراره .
أهمية التدريب التربوي للمعلم :
تتضح أهمية التدريب التربوي للمعلم بالجوانب الآتية :
أولاً : تمكين المعلمين من القيام بمهامهم المتجددة والمتطورة بكفاءة أفضل .
ثانياً : يقع التدريب في مجال الاستثمار وليس في مجال الاستهلاك مما دفع كثير من الدول المتقدمة إلى أن تتبارى في زيادة مخصصات التدريب في ميزانياتها .
ثالثاً: تمكين المعلمين من مواكبة المستجدات العالمية حتى يستطيع مواجهة حاجات الأفراد الذين يتعلمون على يديه .
رابعاً: يساعد المعلمين على توظيف واستثمار كفاءتهم استثماراً تعاونياً ، لتحقيق الأهداف التربوية التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها .
خامساً: يساعد المعلمين في تحقيق ذواتهم ، ويشعرهم بأنهم أصبحوا على درجة عالية من الكفاءة ، وهذا الشعور يولد لديهم الإحساس بالتميز والتفوق والاستقرار والأمن الوظيفي .
سادسا: التدريب التربوي وسيلة مناسبة لتغيير الاتجاهات السالبة نحو التجديد في المهنة وتطويرها وبناء اتجاهات موجبة ورفع سقف الطموحات .
التخطيط العلمي لبرامج تدريب المعلمين :
نعيش في عصر يتسم بالتسارع في مجالات الحياة كافة ، وفي عصر تميز بمعطياته التقنية وبالانفجار المعرفي ، لذلك تسعى الدول جاهدة إلى تنمية مهارات القوى البشرية العاملة لديها . ونحن بصدد الحديث عن النمو المهني للمعلم الذي يعد محور التطوير في العمل التربوي ، عن طريق الحاقه ببرامج التدريب المتنوعة التي تقدمها له الجهات ذات العلاقة . وهناك عوامل هامة يجب على مصمم البرنامج التدريبي أخذها بعين الاعتبار حتى يحصل على نتائج إيجابية عند تطبيق برنامجه ، وأهم هذه العوامل :
1- التعرف على الأهداف التي يسعى نظام التدريب التربوي إلى تحقيقها .
2- التعرف على الأثر الذي سيحدثه البرنامج التدريبي عند تطبيقه .
3- درجة ترابط البرنامج التدريبي مع سلسلة البرامج التدريبية الأخرى لتحقيق مفهوم تكامل نظام التدريب .
4- التركيز على الجوانب النظرية والتطبيقية .