حديث آخر الأسبوع
بقلم جلال عامر ١١/ ٣/ ٢٠١٠عودت عينى على رؤياك، وقد تعودت يوم «الخميس» أن أراجع ما كتبته طوال أيام الأسبوع وأضعه بجوارى وأبكى على الحب الضائع، ففى السياسة الآن كل الكلام عن «فوق» وكأن «تحت» العمارة نظيف وبسبب انقطاع المياه تعتمد الأدوار العليا على الأمطار والأدوار السفلى على «المعونات»،
لذلك أتذكر وسطية «أرسطو»، «فالشجاعة» تقع بين الجبن والتهور، و«الكرم» يقع بين البخل والإسراف، و«الضبعة» تقع بين الإسكندرية ومطروح،
لذلك إذا صليت غداً فى جامع كبير سوف أستمع إلى خطبة مكتوبة وموقع عليها بالاستلام، وإذا صليت فى زاوية صغيرة سوف أخرج بعد الخطبة لأقرر أن أسافر إلى «دبى» لأقتل أى شخص هناك سواء بجواز سفر مزور أو بتحويل رصيد،
لذلك فخير الأمور الوسط، وعندما أنشأ رجال السادات منبر «الوسط» تبنوا فكرة «أرسطو» وكانوا يرفعون شعاراً يقول (عايز تنبسط خش الوسط) وقد تطور المنبر فيما بعد إلى «حزب مصر» ثم إلى «الحزب الوطنى» ثم إلى «اتحاد الملاك» وأصبح كل من يريد أن ينبسط يدخل الوسط..
وعندما كبرت وأصبحت غنياً بالفيتامينات والمعادن اكتشفت كم كنت طفلا فقيراً يعتقد أن الناس تربى «الفراخ» لحراسة المنازل وعندما غنى الفنان «محمد فوزى» لجيلى عن الواد عادل الذى أعطاه الدكتور حقنة كبيرة لأنه لا يشرب اللبن الصبح لم أفهم ما يقصده وظننت أنها حملة تطعيم ثم مات الرجل واختفى لبن الأطفال..
وقد تطورت أفكار «أرسطو» على يد العرب فإذا كانت إرادة الله تقع بين «كن فيكون» فإن مصير الأمة يقع بين «تولى وتوفى» كما استخدموا «أرسطو» فى تعريف الساندوتش بأنه شاطر ومشطور وبينهما ما يؤكل وأحياناً ما يُسرق.. وكانت الطبقة الوسطى تقع بين المشروعات الكبرى والقروض الصغيرة قبل أن يلحقوها بإبل الصدقة..
المهم عندما مات «الإسكندر» تلميذ «أرسطو» قبض الحكام الجدد على «أرسطو» وعذبوه وحاكموه ونفوه بتهمة أنه صاحب «الفكر الجديد» الذى أضاع وباع «أثينا»، وأنه هو الذى كان دائماً يلح على «الإسكندر» ويهمس فى أذنه (عايز تنبسط خش الوسط).