المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم .................... الذي فيه بكيت ـــــــــ قصة قصيرة جدا لها ذكرى مريــرة جدا



محمد عبد العظيم وسية
06-09-2009, 03:57 PM
كان أخي أستاذ طارق ممدوح زكي ـــ الطارق بخير دائما .
قد أقام مسابقة قديما عن أفضل قصة قصيرة عن الكادر .
وكنت كتبت هذه القصة المتواضعة ... وضاعت وظللت فترة طويلة أبحث عنها حتى وفقني الله ودلني أخي أستاذ شريف على مكانها .. فأردت أن أحتفظ بها هنا في منتدانا الجميل

مجرد ذكرى تسجل أحداثا عشناها جميعا ـ
ــــــــــــ
والآن ........ إليكم القصة القصيرة :




حوار ساخن مع الكادر


استيقظت على طرق باب عنيف ...
فزعت ،
وقمت .. في منتصف ليلة من ليالي الشتاء الشديد ، الرياح تزمجر ، والأمطار تجتاز كل حدود الأبواب والنوافذ بكل قوة ، وأصوات الرعد تهز البيت بأكمله ..
فتحت الباب فوجدت رجلا غريبا لم أره من قبل .
وبالطبع قلت له : تفضل يا أخي فالجو شديد البرودة ...
نظر إليّ نظرة غريبة ودخل دون أن يتكلم ..
قلت له : من أنت ؟ ! وفيم جئت ؟؟
قال : أما عن اسمي فأنا وبكل فخر ( كادر المعلمين ) .
وأما عن سؤالك عن سبب مجيئي .. فقد جئت إليك : كي أحدث تغييرا كبيرا في حياتك المادية والنفسية والاجتماعية والمهنية والتخصصية .
قلت : له يا عفاك الله ... هل ستفعل كل ذلك دفعة واحدة ؟؟ وأنا لم أتعرف عليك إلا منذ دقائق ؟؟

قال : نعم ... ونفذ دون اعتراض .



قلت : وما برنامجك ؟

قال :
أولا : سأرفع من شأنك أدبيا ، وأجعلك أهلا لمهنتك عن طريق امتحانات ثلاث .

قلت : شفاك الله وعافاك .. جئت لترفع من شأني أدبيا ومهنيا الآن وتريد أن تختبرني وقد وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ؟؟
هل تعرف يا ولدي أنني أخرجت أجيالا لا حصر لها ،كلهم الآن من أعمدة ورجال هذا البلد ؟؟
هل تعرف يا ولدي أنك لم تجئ الآن إلا لإهانتي ؟؟
قال : لا مجال لهذا الكلام .. نفذ القرارات ولا تناقش ..

قلت : أمري لله .. أكمل يا ولدي .
قال : وسأرفع من شأنك مهنيا ولغويا وسأمتحنك في طرق التدريس والتربية ، وسأمتحنك في اللغة العربية .
قلت : أو بعد هذه السنين الطوال جئت لتختبرني في مهنتي ؟؟
وهناك الكثير والكثير من المعلمين .. لا علاقة له باللغة العربية تماما ..
فكيف ستختبره هكذا فجأة ودون سابق إنذار ؟؟
قال : قلتُ لك نفذ ولا تضيع وقتي ،، فأنا في مهمة ولن يوقفني أحد مهما كان .
قلت : أكمل .
قال : وسأرفع من شأنك اجتماعيا أمام الناس ، لأنك إن اجتزت اختباراتي الثلاثة .. فقد حصلت على إجازة التعليم وهي شهادة تؤكد أنك تصلح للتعليم .
قلت : وإن لم أجتز اختباراتك ... فأحطم نفسيا ومهنيا وماديا وأدبيا ، ولن يكون لي مكان بين الطلاب والمعلمين بعد الآن ، وأولى بي أن أنعزل عن الناس حتى الموت .
قال : أنا لا أعرف مثل هذه العواطف ، نفذ دون اعتراض .
قلت : قد علمتُ يا ولدي الكادر ... أنك ذهبت لزيارة الطبيب وقد أعطيته كل ما ستعطيني إياه دون اختبارات .
فلماذا هذه التفرقة .
وأنت تعلم أننا ورثة الأنبياء .
قال : هي تعليمات لا نقاش فيها .
قلت : أكمل .
قال : وسأرفع من شأنك ماديا ، فإن اجتزت الاختبارات الثلاثة فسوف يزيد مرتبك زيادة كبيرة جدا .
قلت : زيادة بإذن الله ستناسب موجة الغلاء العالية التي أغرقت كل شيء ؟؟
قال : ليس عندي فكرة عن الغلاء ........ الغلاء عندكم أنتم ، ونحن لم ولن نشعر به .
قلت : حسبي الله ونعم الوكيل ( في سري )
وفي جهري قلت : إذن أكمل .
قال : انتهى كلامي واستعد للامتحان بعد ساعات .
قلت : كيف أستعد للامتحان فجأة ؟ هل هذا عدل ؟
وقمت مسرعا واتصلت بأصدقائي ...
فمنهم من صدقني
ومنهم من كذبني ..
واتفقت مع كل أصدقائي ومعارفي أن نجتمع لنعرف ماذا نفعل مع هذا الزائر الغريب الذي جاء ليرفع من شأننا في الظاهر ،، ويحط من قدرنا في الباطن .
وبالفعل . اجتمعنا واتحدنا وتعاونا وتعارفنا على شخصيات عظيمة من معلمي هذه الأمة .
ــــــــ
ودخلنا الامتحان العجيب .
وعند النتجية .........
بكيــــــــــــــــــــتُ
على أحبابي وأصدقائي الذين لم يجتازوا هذه الاختبارات العجيبة .
بكيتُ فعلا بقلبي ... وحاولتُ أن أساعدهم أنا وإخوة لي كثيرون .
ولكن هيهاااااااااااااااات .. فقد أصابت أنفسهم انكسارة شديدة .
ــــــــــ
ورجعتُ غرفتي
وأغلقتُ الباب غلقا محكما .
وكتبتُ رسالة إلى هذا الزائر الغريب .
كتبتُ له فيها :
أيها المدعو الكادر ..
إن كان هدفك لما فعلته بنا خيرا ـــ وأنا أشك في ذلك ـــ فجزاك الله خيرا .
وإن كان هدفك إهانتنا وإذلالنا أمام مجرد مليمات لا ولن تسمن ولن تغني من جوع .

فاعلم جيدا ..

أننا لم نخسر شيئا ــ بفضل الله .
بل كسبنا كل شيء
1ــ التعارف ....... فلولا زيارتك .. لما تعرفنا على مجموعة من أمهر وأفضل معلمي مصر .
2ــ الصداقة ........ ولولا زيارتك ما اكتسبنا صداقات جديدة غيرت نظرتنا للتعليم بأكمله .
3ــ التعاون ......... ولولا زيارتك ما تعاونا وكنا على قلب رجل واحد .
4ــ المحبة الخالصة لله ............ ولولا زيارتك ما جمع الحب والإخلاص بيننا .

ـــــــــ وأخيرا ... إن كان بيننا خاسر ............ فهو أنت .. أيها الزائر الغريب .

ووضعت الرسالة في ظرف وخرجت وأرسلتها إلى عنوان هذا الكادر .

وعدت إلى غرفتي ... لأنام وآخذ قسطا من الراحة
وبالفعل نمت نوما عميقا ..
ثم استيقظت منه على أصوات احتفالات ، فقمت مبتسما
فوجدت غرفتي وقد ملأها كل أحبابي وأصدقائي الذين عرفتهم منذ شهور بسبب هذا الكادر
وقد زفوا إليّ خبرا جميلا ..
بأن رابطة معلمي مصر قد نجحت نجاحا مبهرا ..
وبأن منا من صار له كلمة مسموعة في كل مكان
يدافع عن المعلم ، ويتصدى لمن يريد النيل من كرامته .
ويغير الصورة المشهوة التي رسمها الإعلام عنه .
بل وأكثر من ذلك .
تم القضاء نهائيا على الدروس الخصوصية
لأن مرتب المعلم أصبح يعادل مرتب أكبر مهندس بترول .
وامتلأت المدارس بالطلاب ، وعادت فيها الحياة التي سلبت منها منذ سنوات طويلة .
وعاد النشاط في المدرسة .
وأصبح المعلم في بلدنا مصر له سلطة عليا يحترمه الوزير نفسه ، ويقدره أيما تقدير .
ــــــــ
وفجأة سمعت طرقا عنيفا على الباب أشد من أول مرة
فاستيقظت وإذا بي كنت أحلم .
وفتحت الباب فوجدت المدعو الكادر
واقفا على الباب
وبيده ورقة صغيرة
أعطاها لي
وانصرف
ـ
دخلت
جلست
فتحتها
قرأتها
نزلت قطرة من عيني فابتلت الورقة
عندما قرأت فيها
أنني لم أجتز اختباراتهم العقيمة .

مسيو وليد عسكر
16-09-2009, 07:51 PM
راائع يا محمد
حوار داخلي متناغم ومكتوب بحرفيه شديدة احييك عليها
من اروع ما قرات لك سابقا ولو تتذكر انك فزت بهذا العمل بالمركز الاول
منتظرين منك اعمالا مماثلة 000بارك الله فيك

ابلة هدى
16-09-2009, 08:52 PM
موضوع رائع عن قصة جميلة
وايام جميلة ايضا
شفاك الله وعافاك استاذ محمد وتعود الينا بصحة وسلامة
وياريت يتم اضافة مشاركة استاذ شريف ايضا واتذكر انها كانت شعرا
كان قد نظمه بحرفنة الحقيقة
اقتراح ارجوا ان ينفذ استكمالا لهذه الروائع
تقبل تحياتى وتقديرى

منى عبد الحافظ
19-09-2009, 10:59 PM
لوكانت هى قصة حقا
فسحقا للكادر
أما لو كانت فكاهة فلنبكى على الكادر وسنينه

free angel
21-09-2009, 12:21 AM
جميلة جداااااااااااا يامستر
بجد اسلوبك اكثر من رائع