برومثيوس
03-09-2009, 11:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله
" سحقاً للسخرية إن كانت سخرية "
الفهمُ الخاطئ كافى لجعلَ أحدَهم أكثرَ حماقةٍ من أن يـتخيلَ صرصوراً يلعبُ في أنفه ! ، هذا ليس مقالاً عن الحشرات او عن رياضة اللعب بالأنف ، فمن البديهي أنه ليس للصرصور إصبع ليلعب به في أنفه ! ( ولا انا فاضي احكي أصلاً في القرف ده ) ، أما بعد تلك المقدمة المقززة فقد أتسببُ بإعياءٍ لإحداهن أو لأحدِهم .. وبــــالطبع ومما لا شك فيه هذا لــــــــن يمنعني من الشروع ِ في الحـديثِ عن [ مضمون ٍ] استلزمَ إتخاذِ قرار ٍ بإخراجه وكتابته ، وبالنسبة لشخص ٍكسول ٍ[ مثلي ] فهذا يُعني إنجازاً يفوق إتخاذ إجراء بصُنع ِقنبلة نيتروجينية !
لا شك أن [ الأدب ] الساخر موجودٌ بالفعل وقد بلغَ من الشهرة عتياً ، أكثر مما تخيلَ مُبتدعيه .. فلا شئ أصعب من سربلة الحقيقة بقميص ِالضحكَ وإلباسها ثوبَ الفُكاهة .. ولا أصعب من أن تُضحكَكَ شر البلية .. ولكن السؤال ما هي الكتابة الساخرة وما هو الأدب الساخر الهادف ؟
بالنسبة لتحليلَ الكلمة : فالأدب : هو ما يَأْدِبُ الناسَ إلي المحامد وينهاهم عن المقابح ويُقال أيضاً أنه هو الظُرف وحُسن التناول ، كما ورد في الكثير من المعاجم العربية الأصيلة ولهذا صار الأدبُ درباً عقلياً راقياً مميزاً منعوتاً بأسمي الصفات والتي تجعلَ من مُنتهجيه أكثر الناس حكمة وإدراكاً ، اما بشأن ِ السخرية : فهي الاستهزاء والهزء بالشئ او منه ولذلك فقد كان ( الكوكتيل ) مزيجَ الأدبِ والسخريةِ قد جعلَ مِنْهُمَا مُعادلة ً هدفـُها الأولُ والأخيرُ تحسينَ وضع ٍ ولفتِ إنتباهْ .. قد تكون سخرية من وضع او من حال جامع وليس إهانة شخص بعينه مما لا يضفي علي الأمر إلا الغرور الأجوف ْ...
وهذا ما كان يفعله تماماً ( برنارد شو (You can see links before reply D8%B1%D8%AF_%D8%B4%D9%88) ) و ( عزيز نيسين (You can see links before reply D9%86) ) - ولمن لا يعرفُهما فقد صنعتُ لكم إرتباطاً تشعبياً يؤدي بكم لمعرفتهم بشكل كافٍ يُمكنكم من فهمى – من أعظم من كتب أدب السخرية في نظرى ( الضعيف ) بعيداً عن الإهنافِ والهزل ِ والنكتة الرخيصة التي أصابت أغلب الكتابات الآن .. فتجد أحدَهم مثلاً يكتب مقالاً طويلاً عريضاً ( وعيونه زرقا وابن حلال وعنده اوضتين بعفشة ميه بقاعده عربي ) قد يكون تجربة لحبر قلم ٍ جديد او ( زي ما تقول زهق ) وفي النهايةِ يكتبُ سطرين قبلهم كلمة ( يجب ) وبهذا قد صارَ كاتباً ساخراً يستحقُ الإنضمام ِ لمُنتهجي الأدب ِ الساخرْ .. وعندما تواجههُ بذلك فاسمع ما لا يسرْ إذن : " أنا كاتب ساخر، انت بتفهم في السخرية ؟ إنت تعرف شئ عن كُتّاب السُخرية ؟ بزمة أهلك تعرف حاجة عن ( برنارد شو ) ؟ تعرف حاجة عن ( محمود حلبسه ) ؟ تعرف حاجة عن ( ذكي مشينكاح ) ؟ إنت طوفولة الحشرة .. حمااااااار " .. وبما أن سيلُ شتائم ٍ من شخص ٍٍأحمق ٍ لا يستحقُ مَجْهودَ " استدعاءِ الدماغ الصورة الصوتية للحروف فإصدار أمر لـلجهاز العصبي المركزى بنطق الصوت ومن ثّمَ نقلُ الأمر من العصبي المركزي لـلعصبي الطرفي وبدوره يقوم بنقل الأمر لعضلات الشفاه لتنقبض وتنبسط ووفي نفس الوقت يقوم ...... بص الموضوع أكبر مني ومنك ومن كوكو الأرض ده كله " بالنسبةِ لي هذا شخصياً أمر صعب للغاية أصعب من ( انك تحدد سكسوكتك وانت بتندغ لبانة ) وبالتالي فلا داعي أصلاً للرد علي أمثاله ممن لا يعرفون شيئاً سوي بعض العبارات والـ (هنتات - التذكيرات) التي يذكرها بعض [ الظرفاء ] من مُروجى النكت الرخيصة الرديئة .. فيقول مثلاً احدهم " الله يرحمك يابرنارد شو لما كنت بتقول كذا كذا " وبذلك أصبح صاحبنا عليماً ( ببرنارد شو ) وربما يكشف لنا عن صلة قرابة وطيدة تُعرّفنا أن ( بنت خالة امه اللي هيا زوجة جده كانت تمتلك كتاباً لبرنارد شو وكُتِبَ عليه إهداء لحامله .. ويصر علي تلك العلاقة مع إن جده طلق بنت خالة أمة أصلاً ، غريبة بجد ! )
السخرية بجانبها الأخلاقي تَكمُن في كونها درباً أخلاقياً وفناً بارزاً .. لا يجعل من الناس أضحوكة لغيرهم او لنفس ِ الكاتبْ .. بل يجعلهم في درجة من الوعى والإنتباه لا يتوافران في الحالةِ العادية .. الكتابة الهزيلة لا تصنع كاتب .. والسخرية من أشخاص بعينهم لا تصنع سوي أحمق كبير .. وفي النهاية ( وفي الانجاز ) .. " أردنا أن نصلح لا أن نسوء ، أردنا أن ننفع لا أن نجرح ، وأن نهذب أخلاق الناس لا أن نثلبهم ونفترى عليهم " – ( إراسم ) واسمح لي يا ( إراسم ) أن أُضيف " أردنا أن نجعل أنفسنا نلتزم أكثر .. لإن الإنسان غالباً ما يلتزم بما يقول .. فعيب علي المرء نهيه علي خلق ٍ هو فاعله " ..
بقلم / أحمد رضا
28/8/2009
أحد المُشتركين في مُسابقة : أفضل كاتب
" سحقاً للسخرية إن كانت سخرية "
الفهمُ الخاطئ كافى لجعلَ أحدَهم أكثرَ حماقةٍ من أن يـتخيلَ صرصوراً يلعبُ في أنفه ! ، هذا ليس مقالاً عن الحشرات او عن رياضة اللعب بالأنف ، فمن البديهي أنه ليس للصرصور إصبع ليلعب به في أنفه ! ( ولا انا فاضي احكي أصلاً في القرف ده ) ، أما بعد تلك المقدمة المقززة فقد أتسببُ بإعياءٍ لإحداهن أو لأحدِهم .. وبــــالطبع ومما لا شك فيه هذا لــــــــن يمنعني من الشروع ِ في الحـديثِ عن [ مضمون ٍ] استلزمَ إتخاذِ قرار ٍ بإخراجه وكتابته ، وبالنسبة لشخص ٍكسول ٍ[ مثلي ] فهذا يُعني إنجازاً يفوق إتخاذ إجراء بصُنع ِقنبلة نيتروجينية !
لا شك أن [ الأدب ] الساخر موجودٌ بالفعل وقد بلغَ من الشهرة عتياً ، أكثر مما تخيلَ مُبتدعيه .. فلا شئ أصعب من سربلة الحقيقة بقميص ِالضحكَ وإلباسها ثوبَ الفُكاهة .. ولا أصعب من أن تُضحكَكَ شر البلية .. ولكن السؤال ما هي الكتابة الساخرة وما هو الأدب الساخر الهادف ؟
بالنسبة لتحليلَ الكلمة : فالأدب : هو ما يَأْدِبُ الناسَ إلي المحامد وينهاهم عن المقابح ويُقال أيضاً أنه هو الظُرف وحُسن التناول ، كما ورد في الكثير من المعاجم العربية الأصيلة ولهذا صار الأدبُ درباً عقلياً راقياً مميزاً منعوتاً بأسمي الصفات والتي تجعلَ من مُنتهجيه أكثر الناس حكمة وإدراكاً ، اما بشأن ِ السخرية : فهي الاستهزاء والهزء بالشئ او منه ولذلك فقد كان ( الكوكتيل ) مزيجَ الأدبِ والسخريةِ قد جعلَ مِنْهُمَا مُعادلة ً هدفـُها الأولُ والأخيرُ تحسينَ وضع ٍ ولفتِ إنتباهْ .. قد تكون سخرية من وضع او من حال جامع وليس إهانة شخص بعينه مما لا يضفي علي الأمر إلا الغرور الأجوف ْ...
وهذا ما كان يفعله تماماً ( برنارد شو (You can see links before reply D8%B1%D8%AF_%D8%B4%D9%88) ) و ( عزيز نيسين (You can see links before reply D9%86) ) - ولمن لا يعرفُهما فقد صنعتُ لكم إرتباطاً تشعبياً يؤدي بكم لمعرفتهم بشكل كافٍ يُمكنكم من فهمى – من أعظم من كتب أدب السخرية في نظرى ( الضعيف ) بعيداً عن الإهنافِ والهزل ِ والنكتة الرخيصة التي أصابت أغلب الكتابات الآن .. فتجد أحدَهم مثلاً يكتب مقالاً طويلاً عريضاً ( وعيونه زرقا وابن حلال وعنده اوضتين بعفشة ميه بقاعده عربي ) قد يكون تجربة لحبر قلم ٍ جديد او ( زي ما تقول زهق ) وفي النهايةِ يكتبُ سطرين قبلهم كلمة ( يجب ) وبهذا قد صارَ كاتباً ساخراً يستحقُ الإنضمام ِ لمُنتهجي الأدب ِ الساخرْ .. وعندما تواجههُ بذلك فاسمع ما لا يسرْ إذن : " أنا كاتب ساخر، انت بتفهم في السخرية ؟ إنت تعرف شئ عن كُتّاب السُخرية ؟ بزمة أهلك تعرف حاجة عن ( برنارد شو ) ؟ تعرف حاجة عن ( محمود حلبسه ) ؟ تعرف حاجة عن ( ذكي مشينكاح ) ؟ إنت طوفولة الحشرة .. حمااااااار " .. وبما أن سيلُ شتائم ٍ من شخص ٍٍأحمق ٍ لا يستحقُ مَجْهودَ " استدعاءِ الدماغ الصورة الصوتية للحروف فإصدار أمر لـلجهاز العصبي المركزى بنطق الصوت ومن ثّمَ نقلُ الأمر من العصبي المركزي لـلعصبي الطرفي وبدوره يقوم بنقل الأمر لعضلات الشفاه لتنقبض وتنبسط ووفي نفس الوقت يقوم ...... بص الموضوع أكبر مني ومنك ومن كوكو الأرض ده كله " بالنسبةِ لي هذا شخصياً أمر صعب للغاية أصعب من ( انك تحدد سكسوكتك وانت بتندغ لبانة ) وبالتالي فلا داعي أصلاً للرد علي أمثاله ممن لا يعرفون شيئاً سوي بعض العبارات والـ (هنتات - التذكيرات) التي يذكرها بعض [ الظرفاء ] من مُروجى النكت الرخيصة الرديئة .. فيقول مثلاً احدهم " الله يرحمك يابرنارد شو لما كنت بتقول كذا كذا " وبذلك أصبح صاحبنا عليماً ( ببرنارد شو ) وربما يكشف لنا عن صلة قرابة وطيدة تُعرّفنا أن ( بنت خالة امه اللي هيا زوجة جده كانت تمتلك كتاباً لبرنارد شو وكُتِبَ عليه إهداء لحامله .. ويصر علي تلك العلاقة مع إن جده طلق بنت خالة أمة أصلاً ، غريبة بجد ! )
السخرية بجانبها الأخلاقي تَكمُن في كونها درباً أخلاقياً وفناً بارزاً .. لا يجعل من الناس أضحوكة لغيرهم او لنفس ِ الكاتبْ .. بل يجعلهم في درجة من الوعى والإنتباه لا يتوافران في الحالةِ العادية .. الكتابة الهزيلة لا تصنع كاتب .. والسخرية من أشخاص بعينهم لا تصنع سوي أحمق كبير .. وفي النهاية ( وفي الانجاز ) .. " أردنا أن نصلح لا أن نسوء ، أردنا أن ننفع لا أن نجرح ، وأن نهذب أخلاق الناس لا أن نثلبهم ونفترى عليهم " – ( إراسم ) واسمح لي يا ( إراسم ) أن أُضيف " أردنا أن نجعل أنفسنا نلتزم أكثر .. لإن الإنسان غالباً ما يلتزم بما يقول .. فعيب علي المرء نهيه علي خلق ٍ هو فاعله " ..
بقلم / أحمد رضا
28/8/2009
أحد المُشتركين في مُسابقة : أفضل كاتب