اسلام مجدي
27-08-2009, 03:39 PM
الوفاء بالوعد وخطورة إخلافه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .
إن الوفاء بالوعد من صفات المؤمنين ومن أخلاق الصالحين وخصال ذوي المروءات الناجحين كما أن عدم الوفاء يوقع في الكذب ويذيق الموعود مرارة الإنتظار ولو لم يكن في ذلك إلا أنه علامة من علامات المنافقين الذين توعدهم الله بأشد العقوبات . فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضى الله عنه : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان
وقد أمر الله عباده بالوفاء واحترام المواثيق وأوجب على المؤمن رعاية العهد وحرم عليه خيانة ونقض عراه فقال تعالى : ] بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ [ (آل عمران : 76) .
وامتدح الله تعالى إسماعيل عليه السلام بذلك في قوله تعالى : ] وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ [ (مريم : 54)
وكذا امتدح الله تعالى من وفى بعهده من المؤمنين كما في قوله تعالى : ] مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [ (الأحزاب : 23) . وهى نزلت في أنس بن النضر عم أنس بن مالك رضى الله عنه في قصته المشهورة عند البخاري وغيره ، وفي أمثاله
والوفاء بالوعد وسيلة إلى نيل الدرجات العالية عنده تبارك وتعالى حيث قال : ] وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُم [ (البقرة : 40) .
وأيضاً العهد والغدر مما يسأل عنه يوم القيامة قال تعالى : ] وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً [ (الإسراء : 34) ، وقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي سعيد رضى الله عنه : " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته " .
وقد جعل الإسلام الوفاء بالعهد من لوازم الدين فقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد و ابن حبان في صحيحه من حديث أنس رضى الله عنه : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " قوى سنده الذهبي . والآيات في ذلك كثيرة معلومة وكذا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ومن فعله وكذا ما ضربه الصحابة رضى الله عنهم ومن بعدهم من القرون المفضلة أروع مثال في الوفاء بالوعد وإبراره .
إذا تبين هذا فليعلم ما أصيب به الكثير في هذه الأزمان وللأسف الشديد من إخلاف الوعد وعدم الوفاء به سواء كان ذلك في اللقاء في وقت معين أو في مال يؤخذ ويعد الآخذ بإرجاعه في وقت كذا وكذا ثم يصبح المحسن المعطي يطارد ذلك الآخذ المستدين من مكان لآخر ويدخل في ذلك الشفعاء والوسطاء من أجل إسترداد حقه ويصل الأمر في ذلك إلى أن المستدين قد يحتال وقد يكذب وهو المتسبب في ذلك .
فالواجب على العاقل اللبيب أن يفي بعهده وإن حصل له ما يمنع من وفاءه أن يقدم الاعتذار لمن وعده قبل ذلك ويستبيحه ، إذ أن الموعود قد ينتظر وقد يلغى بعض أعماله وبعض ما كان به مرتبطاً بناء على هذا الوعد الذي لزمه .
فإذا لم يحضر ذلك الواعد فقد يصيب عري الثقة والمحبة ما يصيبها من الخلل وكذا ضياع الوقت وبعض المصالح مع ما قد يحصل من زرع العداوة والبغضاء . فعلى هدا يجب على المؤمن أن يفكر قبل أن يعد سواء كان كذلك في زمن معين أو جهد معين أو مال معين أو غير ذلك حتى يفي بوعده لأنه إذا وعد فقد أعطى بوعده ذلك وثيقة يجب عليه أن ينفذها وينهض بتبعاتها وأن يلزم نفسه الفاء بها
ولنتدبر قوله تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ )) صدق الله العظيم ونسال الله ان يجعلنا من الموفين بالعهود
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد .
إن الوفاء بالوعد من صفات المؤمنين ومن أخلاق الصالحين وخصال ذوي المروءات الناجحين كما أن عدم الوفاء يوقع في الكذب ويذيق الموعود مرارة الإنتظار ولو لم يكن في ذلك إلا أنه علامة من علامات المنافقين الذين توعدهم الله بأشد العقوبات . فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضى الله عنه : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان
وقد أمر الله عباده بالوفاء واحترام المواثيق وأوجب على المؤمن رعاية العهد وحرم عليه خيانة ونقض عراه فقال تعالى : ] بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ [ (آل عمران : 76) .
وامتدح الله تعالى إسماعيل عليه السلام بذلك في قوله تعالى : ] وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ [ (مريم : 54)
وكذا امتدح الله تعالى من وفى بعهده من المؤمنين كما في قوله تعالى : ] مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [ (الأحزاب : 23) . وهى نزلت في أنس بن النضر عم أنس بن مالك رضى الله عنه في قصته المشهورة عند البخاري وغيره ، وفي أمثاله
والوفاء بالوعد وسيلة إلى نيل الدرجات العالية عنده تبارك وتعالى حيث قال : ] وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُم [ (البقرة : 40) .
وأيضاً العهد والغدر مما يسأل عنه يوم القيامة قال تعالى : ] وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً [ (الإسراء : 34) ، وقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي سعيد رضى الله عنه : " لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع له بقدر غدرته " .
وقد جعل الإسلام الوفاء بالعهد من لوازم الدين فقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد و ابن حبان في صحيحه من حديث أنس رضى الله عنه : " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له " قوى سنده الذهبي . والآيات في ذلك كثيرة معلومة وكذا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ومن فعله وكذا ما ضربه الصحابة رضى الله عنهم ومن بعدهم من القرون المفضلة أروع مثال في الوفاء بالوعد وإبراره .
إذا تبين هذا فليعلم ما أصيب به الكثير في هذه الأزمان وللأسف الشديد من إخلاف الوعد وعدم الوفاء به سواء كان ذلك في اللقاء في وقت معين أو في مال يؤخذ ويعد الآخذ بإرجاعه في وقت كذا وكذا ثم يصبح المحسن المعطي يطارد ذلك الآخذ المستدين من مكان لآخر ويدخل في ذلك الشفعاء والوسطاء من أجل إسترداد حقه ويصل الأمر في ذلك إلى أن المستدين قد يحتال وقد يكذب وهو المتسبب في ذلك .
فالواجب على العاقل اللبيب أن يفي بعهده وإن حصل له ما يمنع من وفاءه أن يقدم الاعتذار لمن وعده قبل ذلك ويستبيحه ، إذ أن الموعود قد ينتظر وقد يلغى بعض أعماله وبعض ما كان به مرتبطاً بناء على هذا الوعد الذي لزمه .
فإذا لم يحضر ذلك الواعد فقد يصيب عري الثقة والمحبة ما يصيبها من الخلل وكذا ضياع الوقت وبعض المصالح مع ما قد يحصل من زرع العداوة والبغضاء . فعلى هدا يجب على المؤمن أن يفكر قبل أن يعد سواء كان كذلك في زمن معين أو جهد معين أو مال معين أو غير ذلك حتى يفي بوعده لأنه إذا وعد فقد أعطى بوعده ذلك وثيقة يجب عليه أن ينفذها وينهض بتبعاتها وأن يلزم نفسه الفاء بها
ولنتدبر قوله تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ )) صدق الله العظيم ونسال الله ان يجعلنا من الموفين بالعهود