أ / الطيب الشنهوري
16-05-2014, 07:01 PM
الكِنايةُ
أَمَّا الكِنايةُ فهِيَ لفظٌ أُرِيدَ بهِ لازمُ معناهُ مَعَ جوازِ إرادةِ المعنى مَعَهُ. فهيَ تُخالفُ المجازَ مِن جهةِ جوازِ إرادةِ المعنى الحقيقي معَ إرادةِ لازمِهِ
نحوُ: زيدٌ طويلُ النِّجَادِ تُريدُ طولَ القَامَةِ، وزيدٌ مهزولُ الفصِيلِ، أَوْ كثيرُ الرَّمَادِ كنايةٌ عَنْ كرمِهِ،
ونحْوُ:
إنَّ السَّمَاحَةَ وَالمرُوءَةَ والنَّدَى : فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ
كنايةٌ عن ثبوتِ هذهِ الصفاتِ لهُ.
* من كتاب تحفةُ الإخوانِ في علمِ البيانِ
للشيخ العلامة أحمد الدردير المالكي رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الكنايةُ :
لفظٌ أطلقَ وأريدَ به لازمُ معناهُ مع جوازِ إرادة ذلك المعنَى .
تقولُ العربُ : فلانةٌ بعيدةُ مهوَى القُرط.
انظر في هذا المثال تجد أن ( مهوى القرط ) هو المسافةُ من شحمة الأذن إلى الكتف، وإذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم أنْ يكون العنق طويلاً ، فكأن العربي بدل أنْ يقول : "إن هذه المرأة طويلة الجيد أو العنق " أعطانا تعبيرا جديدا يفيد اتصافها بهذه الصفة .
وهذا ما يسمى (الكناية).
تقول الخنساء في أخيها صخر:
طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ كثيُر الرمادِ إذا ما شتا.
تصف الخنساء أخاها بأنه طويل النجاد ، رفيع العماد ، كثير الرماد .
تريد أنْ تدل بهذه التراكيب على أنه شجاع ، عظيم في قومه ، جواد ، فعدلت عن التصريح بهذه الصفات إلى الإشارة إليها والكناية عنها ؛ لأنه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه ، ويلزم من طول الجسم الشجاعة عادة .
ثم إنه يلزم من كونه رفيع العماد أن يكون عظيم المكانة في قومه وعشيرته .
كما أنه يلزم من كثرة الرماد كثرةُ حرق الحطب، ثم كثرة الطبخ، ثم كثرة الضيوف ، ثم الكرم .
ولما كان كل تركيب من التراكيب السابقة ، وهي : طويل النجاد ، ورفيع العماد ، وكثير الرماد ، كُنيَ به عن صفة لازمة، لمعناه ، كان كلُّ تركيبٍ من هذه وما يشبهه (كناية عن صفة).
قال الشاعر :
الضَّاربين بكلِّ أبيضَ مخذَمٍ : والطاعنينَ مجامعَ الأضغانِ .
في هذا المثال أراد الشاعر وصف ممدوحيه بأنهم يطعنون القلوب وقت الحرب فانصرف عن التعبير بالقلوب إلى ما هو أملح وأوقع في النفس وهو " مجامعُ الأضغان " ، لأنَّ القلوب تُفهم منه إذ هي مجتمع الحقد والبغض والحسد وغيرها.
وإذا تأملت هذين التركيبين وهما: " بنت عدنان " و " مجامع الأضغان " رأيت أنَّ كلاً منهما كُني به عن ذات لازمة لمعناه أي كني به عن موصوف، لذلك كان كل منها (كناية عن موصوف).
أَمَّا الكِنايةُ فهِيَ لفظٌ أُرِيدَ بهِ لازمُ معناهُ مَعَ جوازِ إرادةِ المعنى مَعَهُ. فهيَ تُخالفُ المجازَ مِن جهةِ جوازِ إرادةِ المعنى الحقيقي معَ إرادةِ لازمِهِ
نحوُ: زيدٌ طويلُ النِّجَادِ تُريدُ طولَ القَامَةِ، وزيدٌ مهزولُ الفصِيلِ، أَوْ كثيرُ الرَّمَادِ كنايةٌ عَنْ كرمِهِ،
ونحْوُ:
إنَّ السَّمَاحَةَ وَالمرُوءَةَ والنَّدَى : فِي قُبَّةٍ ضُرِبَتْ عَلَى ابْنِ الحَشْرَجِ
كنايةٌ عن ثبوتِ هذهِ الصفاتِ لهُ.
* من كتاب تحفةُ الإخوانِ في علمِ البيانِ
للشيخ العلامة أحمد الدردير المالكي رحمه الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الكنايةُ :
لفظٌ أطلقَ وأريدَ به لازمُ معناهُ مع جوازِ إرادة ذلك المعنَى .
تقولُ العربُ : فلانةٌ بعيدةُ مهوَى القُرط.
انظر في هذا المثال تجد أن ( مهوى القرط ) هو المسافةُ من شحمة الأذن إلى الكتف، وإذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم أنْ يكون العنق طويلاً ، فكأن العربي بدل أنْ يقول : "إن هذه المرأة طويلة الجيد أو العنق " أعطانا تعبيرا جديدا يفيد اتصافها بهذه الصفة .
وهذا ما يسمى (الكناية).
تقول الخنساء في أخيها صخر:
طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ كثيُر الرمادِ إذا ما شتا.
تصف الخنساء أخاها بأنه طويل النجاد ، رفيع العماد ، كثير الرماد .
تريد أنْ تدل بهذه التراكيب على أنه شجاع ، عظيم في قومه ، جواد ، فعدلت عن التصريح بهذه الصفات إلى الإشارة إليها والكناية عنها ؛ لأنه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه ، ويلزم من طول الجسم الشجاعة عادة .
ثم إنه يلزم من كونه رفيع العماد أن يكون عظيم المكانة في قومه وعشيرته .
كما أنه يلزم من كثرة الرماد كثرةُ حرق الحطب، ثم كثرة الطبخ، ثم كثرة الضيوف ، ثم الكرم .
ولما كان كل تركيب من التراكيب السابقة ، وهي : طويل النجاد ، ورفيع العماد ، وكثير الرماد ، كُنيَ به عن صفة لازمة، لمعناه ، كان كلُّ تركيبٍ من هذه وما يشبهه (كناية عن صفة).
قال الشاعر :
الضَّاربين بكلِّ أبيضَ مخذَمٍ : والطاعنينَ مجامعَ الأضغانِ .
في هذا المثال أراد الشاعر وصف ممدوحيه بأنهم يطعنون القلوب وقت الحرب فانصرف عن التعبير بالقلوب إلى ما هو أملح وأوقع في النفس وهو " مجامعُ الأضغان " ، لأنَّ القلوب تُفهم منه إذ هي مجتمع الحقد والبغض والحسد وغيرها.
وإذا تأملت هذين التركيبين وهما: " بنت عدنان " و " مجامع الأضغان " رأيت أنَّ كلاً منهما كُني به عن ذات لازمة لمعناه أي كني به عن موصوف، لذلك كان كل منها (كناية عن موصوف).