المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المثنى



أ / الطيب الشنهوري
28-09-2013, 11:02 AM
المثنى

- شروط التثنية :

1- أن يكون الاسم مفردا فلا يثنى المثنى ولا الجمع بنوعيه السالم والمكسر (1)
2- أن يكون الاسم معربا فلا يثنى الاسم المبني ولا يجمع ومن هذا أسماء الشرط والاستفهام وأسماء الأفعال
وأما ذان وتان من أسماء الإشاره واللذان واللتان من الأسماء الموصولة فسيأتي الخلاف فيها في بابها والراجح أنها ليست من بات التثنية حقيقة
3- أن يكون الاسم غير مركب تركيب مزج أو تركيب إسناد أما المزج فنحو : بعلبك وسيبويه ونفطويه فالأكثر على منع تثنيته(2) لعدم سماع ذلك عن العرب وأما الإسناد في نحو :تأبط شرا وشاب قرناها وجاد الحق فقد أجمع النحاة على منع تثنيته بزياده في آخره(3) وأما الأعلام المضافة نحو عبد الله وأبو بكر فيثنى صدر الاسم فيقال : عبدا الله ، أبوا بكر(4)
4- التنكير : فلا يثنى العلم وهو باق على علميته فإذا أريد تثنيته قدر تنكيره والأحسن أذا ثني العلم أن يحلى بالألف واللام عوضا عما سلب من العلمية مثال ذلك : محمد عند بثنيته قدر أنه لا يدل على رجل متعين معروف بهذا الاسم ثم ثني فقيل محمدان
وهذا المثنى يدل على رجلين اسم كل منهما : محمد ومن ثم يحسن إدخال الألف واللام على صيغة المثنى لقصد التعريف فيقال المحمدان فتكون الألف واللام عوضا عما سلب منه العلمية (5)
5- أن يتفق الاسمان في اللفظ والوزن والمعنى : مثل : زيد وزيد فنقول : زيدان
6- أن يكون الاسم الذي يراد تثنيته له مثيل فلا يثنى ما لا مثيل له كلفظ الجلالة : الله ولكن يثنى لفظ إله فيقال إلهان لأنه يطلق على المعبود بحق او بباطل
7- ألا يستغنى عن تثنيته بتثنية غيره فلا يثنى بعض للاستغناء عنه بتثنية جزء ولا سواء للاستغناء عنه بسيان تثنية سي(2)
8- أن يكون في التثنية فائدة فلايثنى كل ولايجمع لعدم الفائدة من ذلك وكذلك : أحد لافادته العموم فهو مختص بالنفي
______________________________________

(1) وجوز ابن مالك تثنية جمع التكسير واسم الجمع ومن تثنية اسم الجمع قوله تعالى يوم التقى الجمعان وقد عد من تثنية جمع التكسير
(2)جوز الكوفيون تثنية بعلبك وجمعه واختاره ابن هشام الخضراوي وابن أبي الربيع وأما سيبويه فذهب بعضهم الى جواز تثنيته وجمعه فيقال :سيبويهان سيبويهون ورأي آخرون حذف عجزه فيقال سيبان سيبون وهو رأي ليس بذاك وليس ثمة مانع من تثنيته على تمامه فإذا أردت التثنية بعير ما جاء مما ليس مجمعا عليه فإنك تستعمل ذوا و ذوي للمذكر وذواتا وذواتي للمؤنث فتقول جاء ذَوَا سيبويه ورأيت ذَوَي نفطويه
(3)لايجوز في تثنية المركب الإسنادي إلا استعمال ذَوَا وذَوَي للمذكر وذواتا وذواتي للمؤنث فنقول : جاء ذَوَا جاد الحق ورأيت ذَوَي تأبط شرا ومررت بذواتي شاب قرناها
(4) وجوز الكوفيون تثنية جزئي الاسم فتقول: جاء أبوا البَكْرَيْن
(5) ويستنثى من ذلك جماديان اسما الشهرين فلا يدخل عليهما أل لان التثنية لم تسلبهما العلمية
(6) لا تثنى أسماء العدد غير المئة وألف خلافا للأخفش للاستغناء عنها إذ يغني عن تثنية ثلاثة قولنا : ستة وعن تثنية خمس قولنا عشر

نحو العربية ج 1 ص 75-76-77

.................................................. ........

- لغة في المثنى : لزوم المثنى الألف :

ورد عن بعض قبائل العرب لزوم المثنى الألف في الرفع والنصب والجر وهي لغة معزوة لكنانة ونبي الحارث بن كعب وبني العنبر وبني الهيجيم وبطون من ربيعة وبكر بن وائل وزبيد وخثعم همدان وفزارة وعذرة ومن شواهد هذه اللغة قوله تعالى : قالوا إن هذان لساحران(1) في القراءة بتشديد إن قوله صلى الله عليه وسلم لاوتران في ليلة والأصل لاوترين لوقوعه بعد لا النافية للجنس وقول الشاعر:
تزود منا بين أذناه طعنة دعته إلى هابي التراب عقيم
وتقدم في مبحث الأسماء الستة قول الشاعر :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
ويكون الإعراب في مثل هذه الحالة بتقدير الحركات على الألف كالمقصور او بالأحرف وتكون الألف نائبة عن الياء في حالتي النصب والجر والإعراب الأول أولى وأثبت
__________________

وفي الآية تخريجات أخرى على غير هذه اللغة والقراءة بتشديد إن هي قراءة نافع وحمزة والكسائي وأبي بكر عن عاصم

_نحو العربية ج1 ص78

.................................................. ................

- الملحق بالمثنى :
هي أسماء جاءت على صورة المثنى وأعربت كإعرابه مع أن بعض الشروط السابقة التي عرضناها غير متحققة فيها ونتناول في الملحق ما يأتي :

أ- كلا وكلتا : بشرط إضافتهما إلى ضمير فإذا أضيفا إلى اسم ظاهر أعربا إعراب الاسم المقصور وشاهد ذلك قوله تعالى : إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف كلاهما معطوف على أحدهما مرفوع مثله وعلامة رفعه الألف لأنه ملحق بالمثنى والضمير في محل جر بالإضافة
ومثال آخر تعلمت المسألتين كلتيهما في حال النصب وفزت بالجائزتين كلتيهما في حال الجر وعلة إلحاق هذه الاسمين بالمثنى أن معناهما معنى المثنى ولكن لفظهما كلفظ المفرد(1) فليس فيهما أثر للتثنية وأما الألف التي في آخرهما فهي من أصل الكلمة

ب- اثنان وثنتان ثنتان(2) : وعلة الألحاق في هذه الأسماء أنها لا مفرد لها من لفظها فلا يقال إثن ولا ثنت(3) قال تعالى : وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد وقال عنترة : فيهما اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسحم

ج- التغليب : تأتي بعض الأسماء سماعا عن العرب على صورة المثنى على الرغم من أنها تدل على اثنين مختلفين اسما ولادلة واختلال شرط الاتفاق هو علة الإلحاق فتعرب إعراب المثنى وومن ذلك : الأبوان والمراد الاب والام غلب الاب على الام والقمران غلب القمر على الشمس والعمران غلب عمر على أبي بكر ومن ذلك الوالدان والبصرتان والمروتان(4) ومنه أيضا الأبيضان والأسودان (5)وذكر العلماء تعليلات لهذا التغليب لا تقوم بها حجة(6) إنما هو السماع وحسبنا

د- ما جاء على صورة المثنى وهو اسم علم مثل : زيدان حمدان سلمان وعلة الإلحاق فيه أنه جاء على صورة المثنى ولكنه مع ذلك دال على مفرد ومعلوم أن شرط التثنية أن تدل على اثنين ومن ذلك قولهم : حسنين ومحمدين وعَوضين كذا وصوابه بكسر العين مما سمي به المثنى فهو ملحق بالمثنى والراجح إعرابه بالحركات من غير تنوين لا بالحروف فنقول
جاء زيدان وحسنين ورأيت زيدان وحسنين ومررت بزيدان(7) وحسنين
__________________________________

(1) ولذلك يعود الضمير عليهما مفردا ومثنى ومنه قوله تعالى كلتا الجنيتين آتت أكلها فا الضمير في آتت على لفظ كلتا المفرد وقد جمع الشاعر بين اللغتين بقوله : كلاهما حين جد الجري بيهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
فقد أعاد ضمير التثنية في أقلعا على معنى التثنية في كلا وأعاد الضمير في رابي مفردا على لفظ كلا
(2) هذه لغة تميم
(3) وقيل إنهما مثنيان حقيقة والأصل إثن وليس بذاك !
(4) البصرتان هما البصرة والكوفة المروتان الصفا والمروة
(5) الأبيضان اللبن والماء والأسودان التمر والماء وفيهما تغليب لوصف اللبن والتمر على الماء
(6) ومن ذلك قولهم أنه في الأبوان غلب الآباء لأنهم أشرف . كذا! وفي القمران غلب المذكر على المؤنث وفي العمران غلب عمر لأن مدة خلافته أطول .فتأمل !! وهي تعليلات غير ناهضة فيقيننا أن البدوي حين نطق بها في صحرائه لم يراع هذه التقديرات ولكنها جرت على سليقته ولعل الأولى أن يقال في العمران إنما غلب عمر على أبي بكر لما في الثاني من التركيب وقس على هذا
(7)يجوز في زيدان وأشباهه أن يعرب إعراب الممنوع من الصرف فيجر بالفتحة

نحوُ العربية ج1 ص79-80-81-82
.................................................. ...................

- نون المثنى :
تكون نون المثنى وماألحق به مكسورة وذلك للفرق بين نونه ونون جمع المذكر السالم وقد ورد في بعض لغات العرب فتح هذه النون قال حميد بن ثور(2) :
على أحوذييَنَ استقلت عشية فما هي إلا لمحة وتغيب
ويكون الفتح مع الياء كالذي تقدم ومع الألف أيضا كقول الشاعر : أعرف منها الجيد والعينانا(3) ومنخرين أشبها ظبيانا
وقد مر بنا أنه هذه النون عوض عن تنوين المفرد وهذا أثبت الأقوال وقيل هي عوض من حركة الإعراب قيل عوض عنهما معا وفي المسألة غير ماذكرنا
ونذكر هنا بأن هذه النون تسقط عند الإضافة كما يسقط التنوين في المفرد عند الإضافة ومن ذلك الحديث : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
___نحوُ العربية ج1 ص84___________________