جهاد 2000
12-04-2012, 09:25 PM
عمر سليمان.. "حصان طروادة" أم "قنبلة تعمية"؟
الخميس 20 جمادى الأولى 1433 الموافق 12 إبريل 2012
You can see links before reply
علاء البشبيشي
بينما كان المصريون يبيتون في العراء، داخل ميادين مصر؛ لانتزاع حريتهم واستعادة كرامتهم، كان عمر سليمان، نائب المخلوع، في ضيافة قناة (اي بي سي) الأميركية، يحاول إقناع الغرب بأن "التيار الإسلامي هو الذي يدفع هؤلاء الشباب"، وأن "هذا ليس فكرهم، ولكنه قادم من الخارج". حتى حينما أحرجته المذيعة بسؤال: هل تؤمن بالديمقراطية؟"، استدركَ مستثنيًا إجابته بالإيجاب: "لكن متى نفعل ذلك؟ حينما يصبح لدى الناس هنا ثقافة الديمقراطية"؛ ليهين 90 مليون مصري.سألته المذيعة، التي كانت لهجتها توحي بالإحباط من إجاباته الصادمة: "نعرف ما الذي تريده المعارضة، فما الذي تريده أنت من المعارضة؟! هنا أجاب نائب المخلوع، مباشرة: "أريد أن تعرف المعارضة أننا، في هذا الوقت المحدود، لا يمكننا أن نقوم إلا بما قاله الرئيس مبارك".وأخيرًا أتاحت له المذيعة الفرصة لتوجيه رسالة "إلى الشباب الصامدين في ميدان التحرير"، فقال: نستطيع فقط أن نقول لهم: اذهبوا إلى منازلكم، وعودوا إلى عملكم"، وحدثهم –ياللعجب- ليس عن دماء الشهداء، بل عن السياح الذين ينبغي أن يعودوا، وعن الاقتصاد الذي يجب أن يحافظوا عليه!هذا الحوار وحده- بعيدًا حتى عن تاريخه المخزي في دعم نظام المخلوع، وإفشال معظم الملفات التي تصدى لرعايتها- كفيلٌ بنسف أي مستقبل سياسي للرجل، لولا أنه (استجاب للإرادة الشعبية)، وأعلن ترشحه لرئاسة مصر، وهي المسرحية التي قُتِلت تمثيلا على أكثر من خشبة مسرح سياسي، بيدَ أن الرجل لم يستحِ من تكرارها بإملال.وكما كان سيناريو الثورة مفاجئًا للجميع، يعيش المصريون الآن سيناريوهاتٍ لم يكن أحدهم يتخيلها منذ نجحت ثورتهم في الإطاحة بمبارك في 11 فبراير 2012، وفي الأفق تلوح مفاجآت أكثر غرابة.
جلاد الـ (سي آي إيه)
سليمان، الذي نشأ في بيئة فقيرة جدًا بصعيد مصر، وصفته جان ماير، في مجلة نيويوركر (You can see links before reply)، بأنه "رجل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في مصر فيما يتعلق بعمليات الترحيل السرية." وهو البرنامج الذي تقوم خلاله وكالة المخابرات الأمريكية باختطاف الإرهابيين المشتبه بهم من أنحاء العالم وإرسالهم إلى مصر للاستجواب بوحشية في كثير من الأحيان.وفي كتابها (الجانب المظلم (You can see links before reply=onepage&q=omar%20suleiman&f=false))، نقلت ماير عن إدوارد ووكر، الذي أصبح فيما بعد سفير أميركا في مصر، قوله: كان سليمان يدرك مساوئ "بعض الأمور السلبية التي يتورط فيها المصريون، من تعذيب وخلافه. لكنه لم يكن متحفظًا، بالمناسبة".كتب عنه ستيفن جراي في كتابه (الطائرة الشبح (You can see links before reply=onepage&q=Suleiman&f=false))، حول برنامج الترحيل السري التابع للمخابرات الأميركية: "سجل مصر في مجالَي حقوق الإنسان وقمع الديمقراطية كان محل انتقاد سنوي من قبل الكونجرس ووزارة الخارجية (الأمريكية). لكن في الخفاء، كان هناك رجال من أمثال عمر سليمان، أقوى رجل مخابرات في مصر والشرطي السري، يقومون بعملنا، هذا النوع من العمل الذي لم يكن لدى الدول الغربية رغبة في القيام به بنفسها."
عدو الإسلاميين
إحدى السمات الثابتة في مهنة سليمان هو التزام العداء تجاه الإسلاميين، في الداخل والخارج، بحسب فورين بوليسي (You can see links before reply)؛ لهذا السبب؛ ظل طويلا، أحد المسئولين في القاهرة الذين حاولوا بعنف الحد من تنامي قوة حماس في قطاع غزة المجاورة. في أحد الوثائق التي سربها ويكيليكس عن وزارة الخارجية، وعد سليمان وسيطًا إسرائيليًا بمنع انتخابات السلطة التشريعية الفلسطينية لعام 2006، حيث كان يُتوقع أن تحقق الجماعات الإسلامية مكاسب كبيرة، قائلا بوضوح: "لن تكون هناك انتخابات في يناير. نحن سنعتني بذلك."فشل سليمان في أن يفعل ذلك، وفازت حماس بأغلبية المجلس التشريعي الفلسطيني. لكنه عمل في وقت لاحق على التفاوض لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ومحاولة المصالحة بين بين حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكحن انعدام ثقته في المنظمة بقيت على حالها. بعد فوز حماس في الانتخابات، قال سليمان (You can see links before reply): "أنا أعرف هؤلاء الناس.إنهم الإخوان المسلمون، ولن يتغيروا. هم كاذبون، والشيء الوحيد الذي يفهمونه هو القوة."وبعد الحسم العسكري الذي نفذته حماس في غزة في يونيو 2007، تعاون سليمان مع الجهود الإسرائيلية لوقف دخول البضائع من الدخول إلى القطاع كوسيلة لإضعاف الحركة الإسلامية. كشفت ويكيليكس (You can see links before reply) عن وثيقة تعود إلى ديسمبر 2007، جاء فيها: سليمان "أخبرنا بأن مصر تريد أن تجوع غزة، دون أن تموت."
حارس مبارك
بدأ نجم سليمان في الصعود عام 1995، عندما أقنع مبارك، رغم اعتراضات وزارة الخارجية، بركوب ليموزين مصفحة أثناء حضور قمة الاتحاد الأفريقي في أثيوبيا. بعد وقت قصير من وصوله إلى إثيوبيا (You can see links before reply)، نصب له متشددون إسلاميون كمينًا، وفتحوا الرصاص الذي استقر في جسد الليموزين، ونجا مبارك بسبب احتياطات سليمان.منذ تلك الحادثة، ازداد دور سليمان على نحو مطرد باعتباره واحدا من أكثر الموثوقين لدى مبارك في الشئون الأمنية. يقول جنرال مصري متقاعد (You can see links before reply): "إنه يخبر مبارك بكل ما يحدث. بعد 22 عاما في السلطة، كان الحرس القديم المحيط بمبارك يخبر الرئيس بما يعتقدون أنه يرغب في سماعه، لكن سليمان كان يخبره بما هو عليه."واستحق بذلك لقب "رجل مبارك، وذراعه اليمنى"، كما حلا للصحف الغربية وصفه، خلال تغطيتها لنبأ خوضه السباق الرئاسي.
حبيب إسرائيل
بمجرد إعلانه الترشح، لاحقته صوره (You can see links before reply) الودودة مع أبرز قادة إسرائيل، ولم يفيده كثيرا إعلان بنيامين بن أليعازر أنه "جيد لإسرائيل (You can see links before reply)". وليس سرًا أن سليمان ظل لفترة طويلة نقطة التواصل الأكثر موثوقية لدى إسرائيل مع نظام مبارك. قال مسئول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست (You can see links before reply) إن سليمان يتمتع بعلاقات عمل جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنهما يتشاركان القلق من تزايد النفوذ الإيراني. رئيس الموساد السابق، مئير داجان (You can see links before reply)، الذي كان نظير سليمان لسنوات، أيضًا توقع في نوفمبر 2011 أن يصبح سليمان رئيس مصر القادم.كلما كانت هناك أزمة تتعلق بحماس، كان سليمان يتوسط للتوصل إلى حل. كجزء من محاولاته للتفاوض من أجل الوصول لوقف إطلاق نار في غزة، عمل مسئول المخابرات على تأمين الإفراج (You can see links before reply) عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط-رغم أم ذلك لم يحدث إلا بعد الإطاحة بنظام مبارك، وتوصل الطرفين إلى صفقة لتبادل الأسرى. أحد الوثائق التي سربها ويكيليكس وتعود إلى العام 2007 (You can see links before reply) أشارت إلى القيادة المصرية كانت تضغط لتحقيق المزيد من التدخل الإسرائيلي في غزة، وليس العكس-لدرجة دعوة إسرائيل لإعادة تأسيس تواجدهم في ممر فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة بطول تسعة كيلومترات بين غزة ومصر. "في أعظم لحظات إحباطهم، زعم (المشير محمد حسين) طنطاوي وسليمان أن الجيش الإسرائيلي سيكون موضع ترحيب في حال أقدم على إعادة احتلال محور فيلادلفيا، إذا اعتقد أن ذلك سيوقف التهريب". بحسب البرقية المسربة.
كذابٌ أشِر
ادعاء سليمان أن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين "هددوه بالقتل، يراه البعض مجرد انعكاسٍ لوعيه، أو لا وعيه، وكشفٍ للطريقة التي يفكر بها هذا القادم من أعماق نظامٍ اعتاد التلفيق والتزوير.لكن كيف لذكاء رجل مخابرات أن يتفتق عن التصريح الذي نشرته جريدة الأخبار الحكومية في 9 أبريل 2012، أن "إذا كنتُ مديرا للمخابرات، ونائبا للرئيس لبضعة أيام، فإن ذلك لا يعني أنني جزء من النظام الذي ثار الشعب ضده". إلا إذا كان يفكر في انتهاج سياسة بول جوبلز، وزير الدعاية الألماني في عهد هتلر "اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بد من أن يصدق الناس في النهاية". يُرجح ذلك أسلوب الدعاية الذي انتهجه أحد المسوقين لحملته حين قال، بين يدي "منى الشاذلي"-أول المسوقين لحملته الانتخابية: إن عمر سليمان ترشح لإنقاذ الثورة!لذلك اعتبر كثيرون مجرد ترشحه للرئاسة إهانة للثورة، واستهانة بدماء الشهداء الذين اتهمهم بأنه "مأجورون" أيام الثورة الأولى، وبدوري أعتبر مجرد الحديث عن إمكانية فوزه إهانة لقدرات الشعب المصري العقلية.
تفسيران
يرى البعض أنه (حصان طروادة) الذي دفع به المجلس العسكري للالتفاف على الثورة، وإعادة إنتاج النظام السابق، وأنه امتداد لـ (الكنز الاستراتيجي لإسرائيل)، لكن آخرون ينفون أن يكون العسكر، وحتى القوى الخارجية، بهذا الغباء، ليدفعوا بمن حظي على لقب (مبارك 2) منذ لحظة إعلانه الترشح، وخيَّره الساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي بين شعارين لحملته الانتخابية (نحمل المنفاخ لمصر) أو (كلكم خالد سعيد)!الفريق الأخير، الذي يرى في المجلس العسكري بقية من ذكاء، يحذر من أن "عمر سليمان" قد يكون مجرد وسيلة لتشتيت الانتباه (قنبلة تعمية) هدفها تمرير "عمرو موسى"، بعد تنحية آخرين بسبب أي موانع مختلقة، ثم اغتيال المتبقين شعبيا عبر منصة الإعلام النووية التي يمولها رجال أعمال الفلول.ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لن يحظى بتأييد أكثر من 10% من المصريين في الانتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في 23 مايو 2012، لكن هذا التأييد يمكن أن يزداد مع نشاط الحملة الانتخابية، وتحديدا إذا استطاع تقديم نفسه كمنافسٍ بديلٍ لمرشح الإخوان المسلمين، م. خيرت الشاطر، الأمر الذي يبدوا أن سليمان فطن له مبكرا، وأعانه عليه جوقة من الإعلاميين، بل ويساهم فيه بعض المواطنين على المقاهي أو في المواصلات العامة، بخبثٍ أو بحسن نية.لكن اللافت أن البعض يخلع عليه بعض الصفات الـ"سوبرمانية"، التي إن كان حقًا يمتلكها لاستطاع إنقاذ "سيده" وإيقاف الثورة. وللمخلصين من هؤلاء لابد من نصيحة: لا تصنعوا "غولا" تُخيفون به "ماردكم"، وانتظروا فقط حتى يفتح فمه، وتسقط عنه هالة (الصمت)!
الخميس 20 جمادى الأولى 1433 الموافق 12 إبريل 2012
You can see links before reply
علاء البشبيشي
بينما كان المصريون يبيتون في العراء، داخل ميادين مصر؛ لانتزاع حريتهم واستعادة كرامتهم، كان عمر سليمان، نائب المخلوع، في ضيافة قناة (اي بي سي) الأميركية، يحاول إقناع الغرب بأن "التيار الإسلامي هو الذي يدفع هؤلاء الشباب"، وأن "هذا ليس فكرهم، ولكنه قادم من الخارج". حتى حينما أحرجته المذيعة بسؤال: هل تؤمن بالديمقراطية؟"، استدركَ مستثنيًا إجابته بالإيجاب: "لكن متى نفعل ذلك؟ حينما يصبح لدى الناس هنا ثقافة الديمقراطية"؛ ليهين 90 مليون مصري.سألته المذيعة، التي كانت لهجتها توحي بالإحباط من إجاباته الصادمة: "نعرف ما الذي تريده المعارضة، فما الذي تريده أنت من المعارضة؟! هنا أجاب نائب المخلوع، مباشرة: "أريد أن تعرف المعارضة أننا، في هذا الوقت المحدود، لا يمكننا أن نقوم إلا بما قاله الرئيس مبارك".وأخيرًا أتاحت له المذيعة الفرصة لتوجيه رسالة "إلى الشباب الصامدين في ميدان التحرير"، فقال: نستطيع فقط أن نقول لهم: اذهبوا إلى منازلكم، وعودوا إلى عملكم"، وحدثهم –ياللعجب- ليس عن دماء الشهداء، بل عن السياح الذين ينبغي أن يعودوا، وعن الاقتصاد الذي يجب أن يحافظوا عليه!هذا الحوار وحده- بعيدًا حتى عن تاريخه المخزي في دعم نظام المخلوع، وإفشال معظم الملفات التي تصدى لرعايتها- كفيلٌ بنسف أي مستقبل سياسي للرجل، لولا أنه (استجاب للإرادة الشعبية)، وأعلن ترشحه لرئاسة مصر، وهي المسرحية التي قُتِلت تمثيلا على أكثر من خشبة مسرح سياسي، بيدَ أن الرجل لم يستحِ من تكرارها بإملال.وكما كان سيناريو الثورة مفاجئًا للجميع، يعيش المصريون الآن سيناريوهاتٍ لم يكن أحدهم يتخيلها منذ نجحت ثورتهم في الإطاحة بمبارك في 11 فبراير 2012، وفي الأفق تلوح مفاجآت أكثر غرابة.
جلاد الـ (سي آي إيه)
سليمان، الذي نشأ في بيئة فقيرة جدًا بصعيد مصر، وصفته جان ماير، في مجلة نيويوركر (You can see links before reply)، بأنه "رجل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في مصر فيما يتعلق بعمليات الترحيل السرية." وهو البرنامج الذي تقوم خلاله وكالة المخابرات الأمريكية باختطاف الإرهابيين المشتبه بهم من أنحاء العالم وإرسالهم إلى مصر للاستجواب بوحشية في كثير من الأحيان.وفي كتابها (الجانب المظلم (You can see links before reply=onepage&q=omar%20suleiman&f=false))، نقلت ماير عن إدوارد ووكر، الذي أصبح فيما بعد سفير أميركا في مصر، قوله: كان سليمان يدرك مساوئ "بعض الأمور السلبية التي يتورط فيها المصريون، من تعذيب وخلافه. لكنه لم يكن متحفظًا، بالمناسبة".كتب عنه ستيفن جراي في كتابه (الطائرة الشبح (You can see links before reply=onepage&q=Suleiman&f=false))، حول برنامج الترحيل السري التابع للمخابرات الأميركية: "سجل مصر في مجالَي حقوق الإنسان وقمع الديمقراطية كان محل انتقاد سنوي من قبل الكونجرس ووزارة الخارجية (الأمريكية). لكن في الخفاء، كان هناك رجال من أمثال عمر سليمان، أقوى رجل مخابرات في مصر والشرطي السري، يقومون بعملنا، هذا النوع من العمل الذي لم يكن لدى الدول الغربية رغبة في القيام به بنفسها."
عدو الإسلاميين
إحدى السمات الثابتة في مهنة سليمان هو التزام العداء تجاه الإسلاميين، في الداخل والخارج، بحسب فورين بوليسي (You can see links before reply)؛ لهذا السبب؛ ظل طويلا، أحد المسئولين في القاهرة الذين حاولوا بعنف الحد من تنامي قوة حماس في قطاع غزة المجاورة. في أحد الوثائق التي سربها ويكيليكس عن وزارة الخارجية، وعد سليمان وسيطًا إسرائيليًا بمنع انتخابات السلطة التشريعية الفلسطينية لعام 2006، حيث كان يُتوقع أن تحقق الجماعات الإسلامية مكاسب كبيرة، قائلا بوضوح: "لن تكون هناك انتخابات في يناير. نحن سنعتني بذلك."فشل سليمان في أن يفعل ذلك، وفازت حماس بأغلبية المجلس التشريعي الفلسطيني. لكنه عمل في وقت لاحق على التفاوض لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ومحاولة المصالحة بين بين حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكحن انعدام ثقته في المنظمة بقيت على حالها. بعد فوز حماس في الانتخابات، قال سليمان (You can see links before reply): "أنا أعرف هؤلاء الناس.إنهم الإخوان المسلمون، ولن يتغيروا. هم كاذبون، والشيء الوحيد الذي يفهمونه هو القوة."وبعد الحسم العسكري الذي نفذته حماس في غزة في يونيو 2007، تعاون سليمان مع الجهود الإسرائيلية لوقف دخول البضائع من الدخول إلى القطاع كوسيلة لإضعاف الحركة الإسلامية. كشفت ويكيليكس (You can see links before reply) عن وثيقة تعود إلى ديسمبر 2007، جاء فيها: سليمان "أخبرنا بأن مصر تريد أن تجوع غزة، دون أن تموت."
حارس مبارك
بدأ نجم سليمان في الصعود عام 1995، عندما أقنع مبارك، رغم اعتراضات وزارة الخارجية، بركوب ليموزين مصفحة أثناء حضور قمة الاتحاد الأفريقي في أثيوبيا. بعد وقت قصير من وصوله إلى إثيوبيا (You can see links before reply)، نصب له متشددون إسلاميون كمينًا، وفتحوا الرصاص الذي استقر في جسد الليموزين، ونجا مبارك بسبب احتياطات سليمان.منذ تلك الحادثة، ازداد دور سليمان على نحو مطرد باعتباره واحدا من أكثر الموثوقين لدى مبارك في الشئون الأمنية. يقول جنرال مصري متقاعد (You can see links before reply): "إنه يخبر مبارك بكل ما يحدث. بعد 22 عاما في السلطة، كان الحرس القديم المحيط بمبارك يخبر الرئيس بما يعتقدون أنه يرغب في سماعه، لكن سليمان كان يخبره بما هو عليه."واستحق بذلك لقب "رجل مبارك، وذراعه اليمنى"، كما حلا للصحف الغربية وصفه، خلال تغطيتها لنبأ خوضه السباق الرئاسي.
حبيب إسرائيل
بمجرد إعلانه الترشح، لاحقته صوره (You can see links before reply) الودودة مع أبرز قادة إسرائيل، ولم يفيده كثيرا إعلان بنيامين بن أليعازر أنه "جيد لإسرائيل (You can see links before reply)". وليس سرًا أن سليمان ظل لفترة طويلة نقطة التواصل الأكثر موثوقية لدى إسرائيل مع نظام مبارك. قال مسئول إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست (You can see links before reply) إن سليمان يتمتع بعلاقات عمل جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنهما يتشاركان القلق من تزايد النفوذ الإيراني. رئيس الموساد السابق، مئير داجان (You can see links before reply)، الذي كان نظير سليمان لسنوات، أيضًا توقع في نوفمبر 2011 أن يصبح سليمان رئيس مصر القادم.كلما كانت هناك أزمة تتعلق بحماس، كان سليمان يتوسط للتوصل إلى حل. كجزء من محاولاته للتفاوض من أجل الوصول لوقف إطلاق نار في غزة، عمل مسئول المخابرات على تأمين الإفراج (You can see links before reply) عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط-رغم أم ذلك لم يحدث إلا بعد الإطاحة بنظام مبارك، وتوصل الطرفين إلى صفقة لتبادل الأسرى. أحد الوثائق التي سربها ويكيليكس وتعود إلى العام 2007 (You can see links before reply) أشارت إلى القيادة المصرية كانت تضغط لتحقيق المزيد من التدخل الإسرائيلي في غزة، وليس العكس-لدرجة دعوة إسرائيل لإعادة تأسيس تواجدهم في ممر فيلادلفيا، وهي منطقة عازلة بطول تسعة كيلومترات بين غزة ومصر. "في أعظم لحظات إحباطهم، زعم (المشير محمد حسين) طنطاوي وسليمان أن الجيش الإسرائيلي سيكون موضع ترحيب في حال أقدم على إعادة احتلال محور فيلادلفيا، إذا اعتقد أن ذلك سيوقف التهريب". بحسب البرقية المسربة.
كذابٌ أشِر
ادعاء سليمان أن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين "هددوه بالقتل، يراه البعض مجرد انعكاسٍ لوعيه، أو لا وعيه، وكشفٍ للطريقة التي يفكر بها هذا القادم من أعماق نظامٍ اعتاد التلفيق والتزوير.لكن كيف لذكاء رجل مخابرات أن يتفتق عن التصريح الذي نشرته جريدة الأخبار الحكومية في 9 أبريل 2012، أن "إذا كنتُ مديرا للمخابرات، ونائبا للرئيس لبضعة أيام، فإن ذلك لا يعني أنني جزء من النظام الذي ثار الشعب ضده". إلا إذا كان يفكر في انتهاج سياسة بول جوبلز، وزير الدعاية الألماني في عهد هتلر "اكذب ثم اكذب ثم اكذب فلا بد من أن يصدق الناس في النهاية". يُرجح ذلك أسلوب الدعاية الذي انتهجه أحد المسوقين لحملته حين قال، بين يدي "منى الشاذلي"-أول المسوقين لحملته الانتخابية: إن عمر سليمان ترشح لإنقاذ الثورة!لذلك اعتبر كثيرون مجرد ترشحه للرئاسة إهانة للثورة، واستهانة بدماء الشهداء الذين اتهمهم بأنه "مأجورون" أيام الثورة الأولى، وبدوري أعتبر مجرد الحديث عن إمكانية فوزه إهانة لقدرات الشعب المصري العقلية.
تفسيران
يرى البعض أنه (حصان طروادة) الذي دفع به المجلس العسكري للالتفاف على الثورة، وإعادة إنتاج النظام السابق، وأنه امتداد لـ (الكنز الاستراتيجي لإسرائيل)، لكن آخرون ينفون أن يكون العسكر، وحتى القوى الخارجية، بهذا الغباء، ليدفعوا بمن حظي على لقب (مبارك 2) منذ لحظة إعلانه الترشح، وخيَّره الساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي بين شعارين لحملته الانتخابية (نحمل المنفاخ لمصر) أو (كلكم خالد سعيد)!الفريق الأخير، الذي يرى في المجلس العسكري بقية من ذكاء، يحذر من أن "عمر سليمان" قد يكون مجرد وسيلة لتشتيت الانتباه (قنبلة تعمية) هدفها تمرير "عمرو موسى"، بعد تنحية آخرين بسبب أي موانع مختلقة، ثم اغتيال المتبقين شعبيا عبر منصة الإعلام النووية التي يمولها رجال أعمال الفلول.ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه لن يحظى بتأييد أكثر من 10% من المصريين في الانتخابات الرئاسية المزمع انعقادها في 23 مايو 2012، لكن هذا التأييد يمكن أن يزداد مع نشاط الحملة الانتخابية، وتحديدا إذا استطاع تقديم نفسه كمنافسٍ بديلٍ لمرشح الإخوان المسلمين، م. خيرت الشاطر، الأمر الذي يبدوا أن سليمان فطن له مبكرا، وأعانه عليه جوقة من الإعلاميين، بل ويساهم فيه بعض المواطنين على المقاهي أو في المواصلات العامة، بخبثٍ أو بحسن نية.لكن اللافت أن البعض يخلع عليه بعض الصفات الـ"سوبرمانية"، التي إن كان حقًا يمتلكها لاستطاع إنقاذ "سيده" وإيقاف الثورة. وللمخلصين من هؤلاء لابد من نصيحة: لا تصنعوا "غولا" تُخيفون به "ماردكم"، وانتظروا فقط حتى يفتح فمه، وتسقط عنه هالة (الصمت)!