جهاد 2000
23-03-2012, 12:55 PM
كيف استقبل الإعلام نبأ استشهاد خطاب؟! .. تابع معنا سيرة القائد خطاب في ذكرى مقتله
Date: 2012-03-21 01:41:23
رغم أن خطاب عربي مسلم ، ورغم أنه قائد عظيم معروف لدى دول العالم ورؤسائها من الرئيس الأمريكي غرباً إلى الإمبراطور الياباني شرقاً ، ورغم أن بوش توسل إليه في بداية حربه لأفغانستان بعدم التدخل في هذه الحرب لمعرفته بخطورة ثقل هذا البطل ، وبالرغم من جنون الرئيس بوتين الروسي منه ، وبالرغم من أشياء كثيرة أخرى فلم تبدِ أي قناة عربية ماعدا الجزيرة له اهتماماً ، بل استمرت في الرقص والعربدة ، ولعل رقصة من غانية أو كأساً من عاهرة أو ضحكة من مغنية فاجرة خير لها من صورة القائد العظيم خطاب . كل هذا من أجل إشغال الشعوب عن نصرة إخوة لهم في بقاع شتى يلاقون أصناف العذاب والهوان ، ومرة أخرى تكشف قناة الجزيرة فضائح إعلامنا العربي ، فهي أول وأكثر قناة تناولت الخبر ؛ بل تناولته من خلال محبي خطاب وليس من قِبَل أعدائه ، ووضعت له برنامجاً خاصاً ، وأعادت لقاءات تمت معه لتعطي صورة واضحة في معنى التميز في متابعة الحدث ، وكأنا بها تقول : أين نحن وأين غيرنا ، وأظن لو أن قناة عربية أخرى تناولته لاستضافت مجرماً يكره الجهاد وأهله ليلطخ به صفة الإرهاب والإجرام .
أما القنوات الغربية فكانت خيراً من قنواتنا في متابعة الحدث بقوة ، ففي روسيا قطع البث التلفازي من أجل عرض بيان وزارة الدفاع الخاص باستشهاد خطاب ، وعرض عدة مرات في تلك الليلة واليوم التالي ، ووزعت التبريكات من خلال مشاركات المشاهدين ، ووضعت اللقاءات التي تحدثت عن هذا النصر الروسي ، واستطاعت قنواتهم أن تجعل شعبها يعيش أياماً هي من أسعد أيامه يتذكر بها أيام مجده الزائل ، وأقيمت برامج كاملة عن حياة خطاب ونوقشت فيها أفكاره العسكرية وخططه التي وصفها أحد خبراء الروس في برنامج عرض يوم السبت الماضي بأنها " جهنمية " ووصفها خبير آخر بأنها " شيطانية " .
ولم تغفل الـ بي بي سي ولا الـ سي إن إن هذا الحدث ، فتحدثت عنه بإسهاب كعادة القنوات الإخبارية التي تحترم نفسها وليس كقنواتنا التي تخصصت في ضياع شبابنا ، ومحاولة إلصاقهم بقدوات فاسدة ماجنة.
مستقبل الجهاد في الشيشان بعد رحيل خطاب
مفكرة الإسلام : "لو قضوا عليه حقًا فذلك ضربة قاضية للإرهاب"
هذا تصريح الرئيس الروسي بويتن عقب توارد الأنباء باستشهاد خطاب قائد المجاهدين العرب في الشيشان غدرا و في ثنايا هذا الكلام نلمح إدراكا جيدا لمكانة هذا القائد في الجهاد الشيشاني و لكن هل يعتبر موته حقا ضربة قاصمة للجهاد في الشيشان ؟
و لنبدأ القصة من أولها
في عام 1989م خرج الجيش الروسي من أفغانستان يجر أذيال الهزيمة بعد أن تمرغت القوة العظمى في وحل أرض الأفغان ، وكانت هذه من المسامير التي دقت في نعش الاتحاد السوفييتي ، وعلى أثره بدأت جمهوريات الاتحاد السوفييتي في التفكك … وقوض الاتحاد السوفيتي ، وبقي الروس يحافظون على الاتحاد الروسي الذي من ضمنه شمال القوقاز الشيشان وداغستان وأنقوشيا وغيرها .
وكان جوهر دوداييف الشيشاني ضابطاً كبيراً في الجيش الروسي ، فعاد إلى بلاده حاكماً فيها ، وبدأ يطرح فكرة الاستقلال بالشيشان عن الاتحاد الروسي منذ 1992م ، والروس يلوحون باجتياح الشيشان ، فقام جوهر بتعبئة الشيشانيين خلال سنتين ، حيث أعلن الاستقلال عن روسيا في 1994م
و في مرسوم رئاسي تم اجتياح الجيش الروسي دولة الشيشان فجر يوم الأحد الموافق 8/7/1415 ودخلوها من ثلاثة محاور، وقاومهم الشيشان ببسالة وأسروا 47 جندياً واستولوا على العديد من الدبابات وحاملات الجنود وحرقوا بعضها، وأسقطوا بعض الطائرات وقد اعترف الروس بذلك.
ولقد رفض البرلمان الروسي هذا التدخل ودعا النائب يوشينكوف الذي قاد المفاوضات في جروزني إلى تظاهرات شعبية وسط موسكو وحذر رئيس الوزراء الروسي السابق جيدار من حدوث أفغانستان أخرى في الشيشان داعياً يلتسن إلى التراجع عن استعمال القوة، وكانت ردود الفعل الغربية على هذا التدخل باردة وعلى استحياء بدعوى أن الأمر شأن داخلي أما العدوان وانتهاك حقوق الإنسان فلا قيمة لها مادام الأمر يخص المسلمين فقد قال وزير خارجية أمريكا: إنه يؤيد التدخل الروسي وهو شأن داخلي أما وزير الخارجية البريطاني فقد قال زيادة عن ذلك: إن وجود الشيشان مستقلةً فيه تهديد للأمن الأوربي، مع الأمل بتسوية سلمية سريعة! ولا يستبعد أن الروس قد أخذوا إشارة خضراء من الاجتماعات الأوربية الأخيرة بخصوص هذا الاجتياح.
وعندما وضعت روسيا قواتها في حالة تأهب في 14/12/1994، ثم بدأت القتال بعد ذلك: كان مقرراً لهذه الحرب ألا تستغرق وقتاً طويلاً، حتى إن وزير الخارجية الروسي قد صرح بأن المهمة العسكرية في الشيشان لن تستغرق أكثر من ساعات معدودة، ومما يدل على أن الروس كانوا جادين في إنهاء هذه الحرب بسرعة: أنهم حشدوا لغزو الشيشان 150 ألف مقاتل، بينما لم يحشدوا لغزو أفغانستان إلا نصف هذا العدد، ولكن الذي حدث أن المعركة طالت وزادت أعباؤها مما أوقع يلتسين في ورطة، ووجد الروس أنفسهم غارقين في مستنقع حرب عصابات ومما زاد من ورطة الرئيس الروسي وعده بتخفيض عجز الميزانية الروسية بنسبة كبيرة لعام 1995، ولكن تلك الحرب عرقلت برامجه من أجل الوفاء بهذا الوعد، وأصبح حصوله على مساعدات آتية من الغرب محل شك، نظراً لأن صندوق النقد الدولي له حساسيات خاصة به فيما يتعلق بالأزمات الداخلية في الدول التي تتعامل معه.
ومما يدل على شدة اضطراب يلتسين من عدم انتهاء هذه الحرب بسرعة: أن قواته ظلت تقصف العاصمة الشيشانية بشراسة وجنون ـ غير عابئة بالأصوات التي تنبعث من هنا وهناك منادية بوقف القتال ـ ووصلت به العجلة إلى حد اعتبار الحرب منتهية بمجرد الاستيلاء على قصر الرئاسة الذي تسلمه الروس مدمراً تماماً وخالياً، ثم أعلن بوقاحة أن مهمة الجيش قد انتهت وأن الشرطة تتولى فرض النظام، ولكن ظهر بعد ذلك أن المقاتلين الشيشان لا يزالون يقاومون الجيش الروسي في مناطق مختلفة من العاصمة جروزني.
وقد أدى استمرار القتال، وبالتالي استمرار الانقسامات في المواقف داخل الحكومة والجيش الروسي إلى المزيد من الإرباك لـ يلتسين.
وبعد عشرين شهراً من القتال واستنزاف القوات الروسية داخل الشيشان ، وبخاصة عملية غروزني بقيادة شامل التي حوصر فيها أكثر من سبعة آلاف جندي روسي : اضطر الروس للخروج من أرض الشيشان أذلاء صاغرين تحت مظلة مصالحة من أهم بنودها : أن يرجأ موضوع استقلال الشيشان خمس سنوات من عام 1996م ، وأن تخرج القوات الروسية من أرض الشيشان ، وألا تتدخل في شؤونها الداخلية.
الغزو الروسي الثاني
في رمضان عام 1418هـ بدأ المجاهدون بزعامة خطاب و باسييف بعملية كبيرة على أكبر قاعدة عسكرية روسية على مستوى القوقاز ، وتقع في داغستان ، فقاموا بتدميرها وكان ذلك الأمر الذي أدى بالحكومة الداغستانية إلى ضرب العمل الدعوي داخل داغستان واعتقال قياداته العلمية ؛ مما جعل بعضهم يفر بدعوته إلى خارج البلاد .استنجد المجاهدون بإخوانهم فجاء مدد وتفرقت الشرطة الداغستانية واستنجدت بالروس الذين جاءوا بأعداد كبيرة إلى القرية وحاصروها ، وبدءوا الضرب عليها بالطائرات والمدافع فاستنجد المجاهدون بإخوانهم في الشيشان الذين دخلوا من محافظة بوتليخ و فاجاءوا الروس واستولوا على ثلاث قرى ومطار عسكري . وتسارعت الأحداث وتدفقت القوات الروسية ، واستخدموا جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة في مواجهة المجاهدين .
و منذ ذلك التاريخ تدور المعارك و حرب العصابات بين المجاهدين و الروس و قد قام المجاهدون بعمليات ناجحة على مدار السنوات القليلة الماضية تمكنوا فيها من إرهاق الدولة الروسية عسكريا و سياسيا و استنزافها اقتصاديا و في المقابل فإن الجهاد لا يمضي سهلا هينا فمن سنته تعالى أنه لابد فيه من تضحيات و بأساء و ضراء و زلزال حتى يدخل المجاهدون الجنة .
و قد ابتلى الله المؤمنون مؤخرا باستشهاد القائد العسكري للمجاهدين خطاب في عملية غادرة .
و يبقى السؤال الأهم و ماذا بعد و ما هو مستقبل الجهاد في الشيشان بعد خطاب؟ .
و للإجابة على هذا السؤال لابد من اتباع منهج تحليلي يراعي الأمور الآتية :
1 - عناصر القوة في الجهاد الشيشاني .
2 - ما يمثله خطاب في المنظومة السابقة .
و على ضوء هذين العنصرين نستطيع أن نستكشف حجم الخسارة في الجهاد الشيشاني .
Date: 2012-03-21 01:41:23
رغم أن خطاب عربي مسلم ، ورغم أنه قائد عظيم معروف لدى دول العالم ورؤسائها من الرئيس الأمريكي غرباً إلى الإمبراطور الياباني شرقاً ، ورغم أن بوش توسل إليه في بداية حربه لأفغانستان بعدم التدخل في هذه الحرب لمعرفته بخطورة ثقل هذا البطل ، وبالرغم من جنون الرئيس بوتين الروسي منه ، وبالرغم من أشياء كثيرة أخرى فلم تبدِ أي قناة عربية ماعدا الجزيرة له اهتماماً ، بل استمرت في الرقص والعربدة ، ولعل رقصة من غانية أو كأساً من عاهرة أو ضحكة من مغنية فاجرة خير لها من صورة القائد العظيم خطاب . كل هذا من أجل إشغال الشعوب عن نصرة إخوة لهم في بقاع شتى يلاقون أصناف العذاب والهوان ، ومرة أخرى تكشف قناة الجزيرة فضائح إعلامنا العربي ، فهي أول وأكثر قناة تناولت الخبر ؛ بل تناولته من خلال محبي خطاب وليس من قِبَل أعدائه ، ووضعت له برنامجاً خاصاً ، وأعادت لقاءات تمت معه لتعطي صورة واضحة في معنى التميز في متابعة الحدث ، وكأنا بها تقول : أين نحن وأين غيرنا ، وأظن لو أن قناة عربية أخرى تناولته لاستضافت مجرماً يكره الجهاد وأهله ليلطخ به صفة الإرهاب والإجرام .
أما القنوات الغربية فكانت خيراً من قنواتنا في متابعة الحدث بقوة ، ففي روسيا قطع البث التلفازي من أجل عرض بيان وزارة الدفاع الخاص باستشهاد خطاب ، وعرض عدة مرات في تلك الليلة واليوم التالي ، ووزعت التبريكات من خلال مشاركات المشاهدين ، ووضعت اللقاءات التي تحدثت عن هذا النصر الروسي ، واستطاعت قنواتهم أن تجعل شعبها يعيش أياماً هي من أسعد أيامه يتذكر بها أيام مجده الزائل ، وأقيمت برامج كاملة عن حياة خطاب ونوقشت فيها أفكاره العسكرية وخططه التي وصفها أحد خبراء الروس في برنامج عرض يوم السبت الماضي بأنها " جهنمية " ووصفها خبير آخر بأنها " شيطانية " .
ولم تغفل الـ بي بي سي ولا الـ سي إن إن هذا الحدث ، فتحدثت عنه بإسهاب كعادة القنوات الإخبارية التي تحترم نفسها وليس كقنواتنا التي تخصصت في ضياع شبابنا ، ومحاولة إلصاقهم بقدوات فاسدة ماجنة.
مستقبل الجهاد في الشيشان بعد رحيل خطاب
مفكرة الإسلام : "لو قضوا عليه حقًا فذلك ضربة قاضية للإرهاب"
هذا تصريح الرئيس الروسي بويتن عقب توارد الأنباء باستشهاد خطاب قائد المجاهدين العرب في الشيشان غدرا و في ثنايا هذا الكلام نلمح إدراكا جيدا لمكانة هذا القائد في الجهاد الشيشاني و لكن هل يعتبر موته حقا ضربة قاصمة للجهاد في الشيشان ؟
و لنبدأ القصة من أولها
في عام 1989م خرج الجيش الروسي من أفغانستان يجر أذيال الهزيمة بعد أن تمرغت القوة العظمى في وحل أرض الأفغان ، وكانت هذه من المسامير التي دقت في نعش الاتحاد السوفييتي ، وعلى أثره بدأت جمهوريات الاتحاد السوفييتي في التفكك … وقوض الاتحاد السوفيتي ، وبقي الروس يحافظون على الاتحاد الروسي الذي من ضمنه شمال القوقاز الشيشان وداغستان وأنقوشيا وغيرها .
وكان جوهر دوداييف الشيشاني ضابطاً كبيراً في الجيش الروسي ، فعاد إلى بلاده حاكماً فيها ، وبدأ يطرح فكرة الاستقلال بالشيشان عن الاتحاد الروسي منذ 1992م ، والروس يلوحون باجتياح الشيشان ، فقام جوهر بتعبئة الشيشانيين خلال سنتين ، حيث أعلن الاستقلال عن روسيا في 1994م
و في مرسوم رئاسي تم اجتياح الجيش الروسي دولة الشيشان فجر يوم الأحد الموافق 8/7/1415 ودخلوها من ثلاثة محاور، وقاومهم الشيشان ببسالة وأسروا 47 جندياً واستولوا على العديد من الدبابات وحاملات الجنود وحرقوا بعضها، وأسقطوا بعض الطائرات وقد اعترف الروس بذلك.
ولقد رفض البرلمان الروسي هذا التدخل ودعا النائب يوشينكوف الذي قاد المفاوضات في جروزني إلى تظاهرات شعبية وسط موسكو وحذر رئيس الوزراء الروسي السابق جيدار من حدوث أفغانستان أخرى في الشيشان داعياً يلتسن إلى التراجع عن استعمال القوة، وكانت ردود الفعل الغربية على هذا التدخل باردة وعلى استحياء بدعوى أن الأمر شأن داخلي أما العدوان وانتهاك حقوق الإنسان فلا قيمة لها مادام الأمر يخص المسلمين فقد قال وزير خارجية أمريكا: إنه يؤيد التدخل الروسي وهو شأن داخلي أما وزير الخارجية البريطاني فقد قال زيادة عن ذلك: إن وجود الشيشان مستقلةً فيه تهديد للأمن الأوربي، مع الأمل بتسوية سلمية سريعة! ولا يستبعد أن الروس قد أخذوا إشارة خضراء من الاجتماعات الأوربية الأخيرة بخصوص هذا الاجتياح.
وعندما وضعت روسيا قواتها في حالة تأهب في 14/12/1994، ثم بدأت القتال بعد ذلك: كان مقرراً لهذه الحرب ألا تستغرق وقتاً طويلاً، حتى إن وزير الخارجية الروسي قد صرح بأن المهمة العسكرية في الشيشان لن تستغرق أكثر من ساعات معدودة، ومما يدل على أن الروس كانوا جادين في إنهاء هذه الحرب بسرعة: أنهم حشدوا لغزو الشيشان 150 ألف مقاتل، بينما لم يحشدوا لغزو أفغانستان إلا نصف هذا العدد، ولكن الذي حدث أن المعركة طالت وزادت أعباؤها مما أوقع يلتسين في ورطة، ووجد الروس أنفسهم غارقين في مستنقع حرب عصابات ومما زاد من ورطة الرئيس الروسي وعده بتخفيض عجز الميزانية الروسية بنسبة كبيرة لعام 1995، ولكن تلك الحرب عرقلت برامجه من أجل الوفاء بهذا الوعد، وأصبح حصوله على مساعدات آتية من الغرب محل شك، نظراً لأن صندوق النقد الدولي له حساسيات خاصة به فيما يتعلق بالأزمات الداخلية في الدول التي تتعامل معه.
ومما يدل على شدة اضطراب يلتسين من عدم انتهاء هذه الحرب بسرعة: أن قواته ظلت تقصف العاصمة الشيشانية بشراسة وجنون ـ غير عابئة بالأصوات التي تنبعث من هنا وهناك منادية بوقف القتال ـ ووصلت به العجلة إلى حد اعتبار الحرب منتهية بمجرد الاستيلاء على قصر الرئاسة الذي تسلمه الروس مدمراً تماماً وخالياً، ثم أعلن بوقاحة أن مهمة الجيش قد انتهت وأن الشرطة تتولى فرض النظام، ولكن ظهر بعد ذلك أن المقاتلين الشيشان لا يزالون يقاومون الجيش الروسي في مناطق مختلفة من العاصمة جروزني.
وقد أدى استمرار القتال، وبالتالي استمرار الانقسامات في المواقف داخل الحكومة والجيش الروسي إلى المزيد من الإرباك لـ يلتسين.
وبعد عشرين شهراً من القتال واستنزاف القوات الروسية داخل الشيشان ، وبخاصة عملية غروزني بقيادة شامل التي حوصر فيها أكثر من سبعة آلاف جندي روسي : اضطر الروس للخروج من أرض الشيشان أذلاء صاغرين تحت مظلة مصالحة من أهم بنودها : أن يرجأ موضوع استقلال الشيشان خمس سنوات من عام 1996م ، وأن تخرج القوات الروسية من أرض الشيشان ، وألا تتدخل في شؤونها الداخلية.
الغزو الروسي الثاني
في رمضان عام 1418هـ بدأ المجاهدون بزعامة خطاب و باسييف بعملية كبيرة على أكبر قاعدة عسكرية روسية على مستوى القوقاز ، وتقع في داغستان ، فقاموا بتدميرها وكان ذلك الأمر الذي أدى بالحكومة الداغستانية إلى ضرب العمل الدعوي داخل داغستان واعتقال قياداته العلمية ؛ مما جعل بعضهم يفر بدعوته إلى خارج البلاد .استنجد المجاهدون بإخوانهم فجاء مدد وتفرقت الشرطة الداغستانية واستنجدت بالروس الذين جاءوا بأعداد كبيرة إلى القرية وحاصروها ، وبدءوا الضرب عليها بالطائرات والمدافع فاستنجد المجاهدون بإخوانهم في الشيشان الذين دخلوا من محافظة بوتليخ و فاجاءوا الروس واستولوا على ثلاث قرى ومطار عسكري . وتسارعت الأحداث وتدفقت القوات الروسية ، واستخدموا جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة في مواجهة المجاهدين .
و منذ ذلك التاريخ تدور المعارك و حرب العصابات بين المجاهدين و الروس و قد قام المجاهدون بعمليات ناجحة على مدار السنوات القليلة الماضية تمكنوا فيها من إرهاق الدولة الروسية عسكريا و سياسيا و استنزافها اقتصاديا و في المقابل فإن الجهاد لا يمضي سهلا هينا فمن سنته تعالى أنه لابد فيه من تضحيات و بأساء و ضراء و زلزال حتى يدخل المجاهدون الجنة .
و قد ابتلى الله المؤمنون مؤخرا باستشهاد القائد العسكري للمجاهدين خطاب في عملية غادرة .
و يبقى السؤال الأهم و ماذا بعد و ما هو مستقبل الجهاد في الشيشان بعد خطاب؟ .
و للإجابة على هذا السؤال لابد من اتباع منهج تحليلي يراعي الأمور الآتية :
1 - عناصر القوة في الجهاد الشيشاني .
2 - ما يمثله خطاب في المنظومة السابقة .
و على ضوء هذين العنصرين نستطيع أن نستكشف حجم الخسارة في الجهاد الشيشاني .