Mr. Ali
24-02-2012, 09:52 AM
بقلم د. مبروك عطية ٢٤/ ٢/ ٢٠١٢
من الكليات الجامعة المانعة فى الدعاء قولنا: (ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وهو من دعاء القرآن الكريم، ودعاء القرآن أفضل الدعاء بإجماع العلماء، وحسنة الدنيا لا تتوقف عند زوجة صالحة، كما يتوهم كثير من الناس، وإنما حسنة الدنيا كل ما من شأنه أن يجعل الدنيا حسنة، من زوجة صالحة، وولد بار، وبيت واسع جميل، وجار حسن، وصحة وعافية وسلامة من العلل والآفات، التى تصيب الأبدان فتمرضها وتعطل حركتها، وتفقدها الشعور بلذة الطعام والشراب والمنام والهواء، وتصيب العقول وهى أشنع، حيث تدفع بأولئك الذين أصيبوا فى عقولهم إلى التأخر والتخلف، فإذا بهم فى ظلمات وغيرهم فى نور، وإذا بهم فى متاهات وغيرهم فى هدى إلى صراط مستقيم، وكذلك السلامة من الريب، والظنون، وما يطبق على الصدور، فإذا بها تضيق على أصحابها، فتضيق بهم الدنيا رغم اتساعها، ناهيك عن حسنة الآخرة، وهى الفوز برضوان الله - تعالى - والجنة (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
فإذا قال القائل: (ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، فقد سأل الله - عز وجل - ذلك كله وزيادة، دون أن يقضى وقتاً طويلاً فى ذكر الحسنات وقد يذكر شيئاً من الحسنات يظنه حسناً وهو سيئ.
ومن ثم، قال أحد العلماء لولده ناصحاً له: «اسأل الله العافية من حيث يعلمها لك، فقد تكون عافيتك فى الكفاية دون الزيادة، وقليل يكفيك خير من كثير يطغيك، وقد قال الله - عز وجل - فى سورة البقرة (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)».
وما أجمل أن يترك الداعى أمره إلى الله ربه، الذى يعلم فيم تكون حسنة دنياه، وهو الذى لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، إنه وحده العليم الخبير، الذى يعلم من خلق (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وقد تكون الحسنة فى شىء بعيد عن ذهن الداعى، فيأتى به الله متى فوض الداعى إليه أمره، وقد قال النبى - صلّ الله عليه وسلم - المستشار مؤتمن، وكم من بائع تستشيره وتقول له: اختر لى فإن كان أميناً قال لك ما دمت قد تركت لى هذا الشرف فخذ هذا، لأنه جيد، وثمنه معقول، وقد يلبى طلبك فى معروض عنده هو يعلم أنه دون ذلك جودة، وأكثر ثمناً، لكنه يحب أن يبيع، فلماذا عرضه وأنت حر، وأنت الذى اخترت، وقد يكون غير أمين، فيختار لك ما ركدت سوقه من بضاعته وعزف عنه الناس، لكن «أفى الله شك»؟!
إن فوضت الله - عز وجل - فى حسنة دنياك فأبشر بما يحقق لك الحسن وزيادة، فانظر إلى فوائد ذلك، وادع بهذا الدعاء الذى نرجو أن يكون مستجاباً بإذن الله وفضله وواسع رحمته.
وقد ذكر العلامة أبوحيان الأندلسى فى تفسيره البحر المحيط أن دعاء الفتية «أهل الكهف»، الذى ذكره ربنا تعالى فى سورة الكهف يغنى عن دعاء سنين، وهو قول الله - سبحانه - (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)، فهو شامل رحمة الدنيا ورحمة الآخرة والصحة والعافية والمال، والزوجة الصالحة، والمطر والإنبات، والتوفيق.. إلى آخره من رحمة الدنيا، والبعث على أمن، والنشور إلى ظل، ومجاوزة الصراط، ويسر الحساب، ودخول الجنة، والنظر إلى البارى عز وجل، من رحمة الآخرة، ومن رشد إلى صالح الأعمال وصحة الاعتقاد، فقد هدى إلى رحمة الله فى الدارين.. هدانا الله صراطه المستقيم، وأزاح ما بنا من عمى باتباع دينه، فالإسلام يعالج العمى.
من الكليات الجامعة المانعة فى الدعاء قولنا: (ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، وهو من دعاء القرآن الكريم، ودعاء القرآن أفضل الدعاء بإجماع العلماء، وحسنة الدنيا لا تتوقف عند زوجة صالحة، كما يتوهم كثير من الناس، وإنما حسنة الدنيا كل ما من شأنه أن يجعل الدنيا حسنة، من زوجة صالحة، وولد بار، وبيت واسع جميل، وجار حسن، وصحة وعافية وسلامة من العلل والآفات، التى تصيب الأبدان فتمرضها وتعطل حركتها، وتفقدها الشعور بلذة الطعام والشراب والمنام والهواء، وتصيب العقول وهى أشنع، حيث تدفع بأولئك الذين أصيبوا فى عقولهم إلى التأخر والتخلف، فإذا بهم فى ظلمات وغيرهم فى نور، وإذا بهم فى متاهات وغيرهم فى هدى إلى صراط مستقيم، وكذلك السلامة من الريب، والظنون، وما يطبق على الصدور، فإذا بها تضيق على أصحابها، فتضيق بهم الدنيا رغم اتساعها، ناهيك عن حسنة الآخرة، وهى الفوز برضوان الله - تعالى - والجنة (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).
فإذا قال القائل: (ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، فقد سأل الله - عز وجل - ذلك كله وزيادة، دون أن يقضى وقتاً طويلاً فى ذكر الحسنات وقد يذكر شيئاً من الحسنات يظنه حسناً وهو سيئ.
ومن ثم، قال أحد العلماء لولده ناصحاً له: «اسأل الله العافية من حيث يعلمها لك، فقد تكون عافيتك فى الكفاية دون الزيادة، وقليل يكفيك خير من كثير يطغيك، وقد قال الله - عز وجل - فى سورة البقرة (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)».
وما أجمل أن يترك الداعى أمره إلى الله ربه، الذى يعلم فيم تكون حسنة دنياه، وهو الذى لا يعجزه شىء فى الأرض ولا فى السماء، إنه وحده العليم الخبير، الذى يعلم من خلق (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)، وقد تكون الحسنة فى شىء بعيد عن ذهن الداعى، فيأتى به الله متى فوض الداعى إليه أمره، وقد قال النبى - صلّ الله عليه وسلم - المستشار مؤتمن، وكم من بائع تستشيره وتقول له: اختر لى فإن كان أميناً قال لك ما دمت قد تركت لى هذا الشرف فخذ هذا، لأنه جيد، وثمنه معقول، وقد يلبى طلبك فى معروض عنده هو يعلم أنه دون ذلك جودة، وأكثر ثمناً، لكنه يحب أن يبيع، فلماذا عرضه وأنت حر، وأنت الذى اخترت، وقد يكون غير أمين، فيختار لك ما ركدت سوقه من بضاعته وعزف عنه الناس، لكن «أفى الله شك»؟!
إن فوضت الله - عز وجل - فى حسنة دنياك فأبشر بما يحقق لك الحسن وزيادة، فانظر إلى فوائد ذلك، وادع بهذا الدعاء الذى نرجو أن يكون مستجاباً بإذن الله وفضله وواسع رحمته.
وقد ذكر العلامة أبوحيان الأندلسى فى تفسيره البحر المحيط أن دعاء الفتية «أهل الكهف»، الذى ذكره ربنا تعالى فى سورة الكهف يغنى عن دعاء سنين، وهو قول الله - سبحانه - (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)، فهو شامل رحمة الدنيا ورحمة الآخرة والصحة والعافية والمال، والزوجة الصالحة، والمطر والإنبات، والتوفيق.. إلى آخره من رحمة الدنيا، والبعث على أمن، والنشور إلى ظل، ومجاوزة الصراط، ويسر الحساب، ودخول الجنة، والنظر إلى البارى عز وجل، من رحمة الآخرة، ومن رشد إلى صالح الأعمال وصحة الاعتقاد، فقد هدى إلى رحمة الله فى الدارين.. هدانا الله صراطه المستقيم، وأزاح ما بنا من عمى باتباع دينه، فالإسلام يعالج العمى.