شريف
24-02-2012, 03:25 AM
قام الداعية عمرو خالد مشكورا بتبني حملة لمحو الامية معلقا على ذلك بأنه لن تحدث نهضة حقيقية لبلد و هى تأوى أكثر من 30 % من سكانها من الأميين ... و تعليقا على هذه الحملة أقول : لن نثبط من عزيمة أحد ينوي فعل أى شئ يدفع بهذه البلد إلى الأمام و لن نكون ضمن هواة الاعتراض و الاحتجاج من أجل الاحتجاج فقط و من أجل تسفيه و تحقير الآخر و تضخيم الذات .... و لكنى فقط أحب أن أبدى رأيا مختلفا فى هذا الشأن ... فأنا أصبحت أؤمن بناءا على مشاهدات كثيرة و بعد ما شاهدناه من أحداث طيلة عام مضى ... أن المعضلة المصرية لم تكن أبدا أزمة أمية نسعى لوأدها بشكل رتيب باهت و فقط ... بل هى أزمة أخلاق فى المقام الأول ... هناك شئ ما تغير فى نفوس المصريين فضلا عن سلوكياتهم و أخلاقهم فى القرن العشرين ... تستطيع أن تتفق معى فى هذا إذا علمت أن جل ما تحياه مصر من مصائب و كوارث على كافة الأصعدة الآن ... ليس سببه الأمية ! فربما الأميون الآن لا يبحثون إلا عن لقمة عيش تسد رمقهم و يجاهدون فى ذلك غير عابئين بلعبة السياسة ... و ربما لا يتصدرون أبدا هذا المشهد السياسى الصعب .. بل ستتفق معى أكثر إذا أقررت مثلى أن معظم مشاكل مصر الان ناتجة إما عن سوء تصرف (( المتعلمين )) أو شطحاتهم العقلية و انعاكسها على الوضع السياسى ... فلن تجد الآن متسبب فى أزمة أو داع لها بطريق مباشر أو غير مباشر إلا و دكتور فى جامعة أو سياسي بارز أو منافق عليم اللسان ! و ربما إذا بحثت معى فى التاريخ .. ستجد أن عهد الأميين عندما بعث الله فيهم رسولا كان أطهر عهد... برغم أميتهم ... الأخلاق يا سادة و الأدب و حب الوطن و صدق بذل الخير للجميع ... لم يعد يتطلب شهادة جامعية أو أزهرية أو درجة علمية باردة لا تعرف من أين حصل عليها أصحابها ... الأمر أعمق من ذلك بكثير .. أقول أنها خطوة على الطريق ... و لكنها ليست أبدا الحل الأمثل الوحيد لما نحن فيه الآن ... ندندن جميعا حول حلول لن تسمن و لن تغني من جوع ... كالمؤذنين في مالطة ... و أنا أؤمن أن الحل الأمثل ليس إلا مراقبة الله التى يتولد عنها الاحتكام إلي الضمير ... إذ ما الذى فعله المثقفون و النخبة فى مصر سوى اخفاقات متوالية أول ما تضر ... تضر الوطن ... و هم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا ؟ ... الكثير منهم لا يجيد اصدار تصريح أو قرار أو موقف يلملم شعث الوطن ... بل لا يجيدون إلا تمزيقه بمواقف غير محسوبة إن صلحت نواياهم ... أو ربما ساءت النية فساء العمل !