المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد الهلباوي يكتب: ليسوا سواء



جهاد 2000
10-02-2012, 12:14 AM
محمد الهلباوي يكتب: ليسوا سواء

Date: 2012-02-03 14:43:17

ليسوا سواء

الضباط الأحرار في ثورة 1952 عندما حرروا الشعب من الملكية وقالوا جئنا لنسلم الشعب بلده، وما إن برحوا بالجلوس في القصر الجمهوري والحكم؛ تراجعوا عن قرارهم، ولم يسلموا مصر إلا لأنفسهم حتى لحظتنا تلك، وقتلوا من قتلوا، وسفكوا دماء من سفكوا ليستولوا على الحكم، ظنًا منهم "على أكثر افتراض لحسن النيَّة" أنَّ هذا هو الصالح لمصر، وللأسف كان هو خراب مصر؛ فهل نكرر نحن شباب الثورة نفس فعلة الضباط الأحرار؟!

إننا يوم 25 يناير ويوم 28 يناير عندما نزلنا لميادين مصر كان تربطنا ربطة واحدة قوية؛ وهي حب القضاء على الظلمِ، والطغيان، لم نصطنع ظلمًا حتى نروج للنَّاس أن يحتشدوا خلفنا، كان حقًا ظلمًا واقعًا علينا فاحتشد النَّاس بالملايين خلف الشباب، الجميع عانى من شيءٍ واحد فما لبث أن صدع شخص به إلا وأتى بكل مظلوم من كل حدبٍ وصوب.

إننا نعاني هذه الأيام تفكك رؤى شباب الثورة، معظم المتواجدين بالأمس فوضوا أمرهم إلى الله ثمَّ اختيار الشعب وهذا يختلف كثيرًا ممن جعلوا الميادين روحًا بلا طعم، وجسدًا بلا دماء، وللأسف لقد وضعنا قالبًا محددًا لشباب الثورة ألا وهو العقل الواحد، والتفكير الواحد، ومن يخالف هذا التفكير عليه مباشرةً أن يراجع ثوريته!

للأسف لم ننزل يوم سقوط النظام الذي كان فعليًا يوم 28 يناير فهذه الجمعة كان جمعة الحسم إلى يوم 11 فبراير جمعة التنحي إلا لنسقط الديكتاتورية ديكتاتورية الرأي الواحد، إلا ونبرح ديكتاتورية رأي الثورة؟، ومن جعل للثورة رأي مفصل؟، من جعل لها رؤية واحدة؟، ومن سمح لنفسه أن يفعل هذا؟، إذا كنَّا وافقنا على أن نطبق القانون حتى على المخالفين من النظام السابق من الحزب الوطني ولا نؤاخذهم بجريرة غيرهم، ونسمح لهم النزول للمنافسات البرلمانية، كيف لنا اليوم نعلق المشانق لكل ثوري اختلف في الرؤيا مع بعض الحركات والمنظومات؟

اعلموا يا أهلي إنَّ الثورة على المحك، وإنَّ ما يُعد الآن هو سيناريو قادم وجديد لإسقاط شرعية مجلس الشعب، تابعوا ردود الأفعال على أعضاء المجلس، تابعوا القدح والسباب عليهم المتواصل، تابعوا القائلين أن هذا مجلس العسكر!، وأنا لا أعرف كيف هو مجلس العسكر وكان منذ أيام يناقش إنهاء حكم العسكر؟، إننا بين مفترق طرق، إمَّا أن ننتصر لمبادئنا التي لربما تخالف أيدلوجياتنا، أو ننتصر لأيدلوجياتنا على حساب وطننا!.

اعلموا أنَّكم بين إنقاذ الثورة أو دخول مصر إلى دوامة ديكتاتورية رأي الثورة، الذي للأسف لا نعرف من سمح لنفسه أن يتكلم باسمها وأنا أحد أفراد هذه الثورة تركت الرؤى والآراء لما يريده الشعب، فنحن انتزعنا الحق من سالبه "النظام البائد" وأعطيناه للشعب بدون منٍّ منَّا، وعلينا أن نؤمن أن اختيار مجلس الشعب هو الاختيار الوحيد والأمثل لأن نثق فيه جميعًا لأنَّه مخرجنا جميعًا من كل المآزق التي تمرُ بها البلاد الآن، فنحن لم نأتي لنحجر على رأي الشعب؛ ولكن جئنا لنحرره.

يوميات شاب من شباب الثورة