المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام على الثورة المصرية



جهاد 2000
26-01-2012, 12:52 PM
عام على الثورة المصرية

الثلاثاء 01 ربيع الأول 1433 الموافق 24 يناير 2012

د. محمد مورو

بمرور عام على ثورة 25 يناير المجيدة، فإن الأمر يقتضي عمل كشف حساب لما أنجزته الثورة وما فشلت فيه أيضًا، ثم المخاطر والتحديات التي تحيط بها.

بدايةً، فإن تلك الثورة المجيدة أثبتت أن الحديث عن أن الشعب المصري لا يثور بسهولة أو لا يثور أبدًا هو حديث افتراء، وفي الحقيقة فإن تاريخ الشعب المصري ممتلئ بالثورات والانتفاضات، بل إن العشر سنوات الأخيرة من حكم آل مبارك كانت تتسم باستمرار عملية انتفاضة مصرية يومية من المطالب العمالية والفئوية والسياسية على حد سواء، ومن ثم فإن القول بعدم ثورية الشعب المصري كان جزءًا من مخطط النظام لإجهاض الشعب المصري.

- إن الثورة أطاحت بملف التوريث إلى الأبد إن شاء الله، وأسقطت نظامًا وحزبًا ونخبة كانت تنخر في عظام الشعب وكادت أن تقتل مصر. وهذا في حد ذاته إنجاز كبير.

- إن الثورة المصرية نجحت في الإفراج عن معظم المعتقلين السياسيين الذين ظلموا طويلًا، وخاصة من عناصر الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين والسلفيين، بل وأعطتهم الفرصة لتشكيل أحزاب سياسية، وهو أمر يعد خطوة كبيرة إلى الأمام، ولم نعد نتحدث عن قوى سياسية محظورة.

- إن الثورة المصرية أعطت الأمل في تحرير فلسطين، وتوحيد الأمة العربية والإسلامية على المستوى المتوسط، إن شاء الله، وإن عصر الشعوب قد بدأ ولن يتراجع.

ولكن أهم إنجازات الثورة على الإطلاق هو أن المارد قد خرج من القمقم، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، يمكن أن تحدث انخفاضات ونكسات وهزائم وانكسارات، ولكن البوصلة ستظل إن شاء الله دائمًا إلى الأمام.

من جانب آخر فإن هناك من يرى أن الثورة فشلت، والصحيح أنها لم تحقق كل أهدافها، فمازال هناك تواطؤ وتباطؤ مع أركان النظام القديم، وكانت ولا تزال هناك قوى حاكمة في الأجهزة وغيرها تريد إعادة إنتاج النظام القديم، وهناك قوى تورطت في تحقيق مكاسب تكتيكية على حساب المكاسب الاستراتيجية، وهناك عسكر يتشبثون بالسلطة، ولعل المعركة الحقيقية بين الشعب وأعدائه هي إنهاء 60 عامًا من الحكم العسكري، الذي دمر مصر وأوصلها إلى حافة الهاوية، وهو أمر لن يتم بسهولة، ولن يتحقق بمجرد موجة واحدة من الثورة. نحن هنا نتحدث عن المؤسسة التاريخية الحاكمة التي يشكل العسكر العمود الفقري لها، ولا نتحدث عن الجيش المصري الذي هو جزء من هذا الشعب، في إطار دوره الطبيعي في الدفاع عن حدود الوطن، وليس التحكم في سياسة الوطن، فهذا ليس دور العسكر في أي مكان من العالم، ولن نكون استثناءً في هذا الصدد.

إن المعركة قاسية، وسوف نحتاج للجهد والعرق والدم، ولكن الشعب سينتصر في النهاية، والسيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات.