تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا بواكى لها ..............تعلمون من هى؟؟



أفنان أحمد
17-06-2009, 12:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*****
يقال اللغة وعاء الفكر؛ فالثقافة توصلها اللغة، واللغة وسيلة تعبير عن الثقافة وبينهما علاقة وثيقة. وقد عنيت أمم الأرض قاطبة بلغاتها في القديم والحديث لأنها عامل من عوامل وحدة الشعوب، وسبب من أسباب الحفاظ على هويتها، ولعل اللغة العبرية مثال واضح على ذلك في عصرنا الحديث. ففي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، لما أزمع اليهود على إنشاء وطن لهم في ما يسمونها أرض الميعاد، ظهرت حركة إحياء اللغة العبرية التي ظلت لقرون طويلة قاصرة على أداء الطقوس الدينية في المعابد، وكانت عملية الإحياء هذه أمراً صعباً لضياع كثير من مفردات اللغة مما اضطر علماء العبرية الاستعانة باللغة العربية لكونها لغة سامية مثل العبرية حتى ألفوا ما يعرف بالعبرية الحديثة والتي صارت لغة التخاطب والتعليم لكل من يسكن دولة الصهاينة سواء كان من اليهود القادمين من مختلف أنحاء الدنيا، أو من العرب الذين يسمونهم عرب 48 ويتبعون لما يسمى دولة إسرائيل. أما العبرية التوراتية التي لا تصلح لاستخدامها في الحياة العامة لضياع كثير منها فلم يتخل عنها اليهود بل جعلوا تعليمها إلزامياً في المناهج المدرسية الإسرائيلية!

طبعا قتل هذا الموضوع بحثا
لكن الألم يتجدد عندى عندما ألمح تقصيركثير من المعلمين فى تعليم اللغة العربية وأرى كثير من الطلبة لا يحسن أن يقرأ أو يكتب اللغة العربية بطريقة صحيحة فأتألم لذلك
فدعوة متجددة إلى إحياء اللغة العربية
أنتظر آراءكم

شريف
17-06-2009, 02:25 AM
برغم أن اللهجة العامية تطغي علي أجواء الحوار و خصوصا
في الحياة اليومية الواقعية التي نحياها ... و نعيشها كل يوم
و بين الأصدقاء و حتي هنا في منتدي تعليمي نظرا لأنه أحيانا
قد تعبر عما بداخلنا لفظة معينة عامية أكثر من أخري فصحي

إلا أنني أتحسر لأسباب :
1- لأنني اشتاق بجنون للتحدث بالفصحي و كتابتها و في نفس الوقت
الحديث مع الاصدقاء و مع الاحباب بالفصحي قد يفسر بشكل خاطئ منهم
2- لأنه حتي المتحدثين بالفصحي و منهم المعلمين أيضا
لا يجيدون التحدث و الكتابة بها و لا نقرأ أحيانا إلا لغة ركيكة في بعض المنتديات
3- لأن التحدث بالفصحي اليوم.....صار دربا من الترف الفكري
كما يهوي أن يفهمها البعض


اقترح ...
أن نتحدث أو علي الأقل نحدد أياما لنا هنا في المنتدي
لا نكتب فيها موضوعا أو ردا أو مشاركة إلا بالفصحي
و لا أقول أن امنعوا العامية و اكتبوا كل كلامكم و عباراتكم بالفصحي
لأن ذلك سيكون مثالية باهتة ليست في محلها و حلما بالمدينة الافلاطونية
الفاضلة و لكنه أضغاث أحلام
و لكن كل ما سأطالب به
أن لا نعدم يوما نتحدث فيه الفصحي و تنطلق اللغة عربية أصيلة من بين
شفاهنا غير عابئين بواقعية العامية و ارتباطها القاسي بحواراتنا اليومية


لفتة طيبة منكِ أرجو ألا تقتصر علي أن تكون مجرد لفتة
أتمني أن نأخذ هذه الفقرة التي كتبتيها مأخذ الجد
و نحترم لغتنا التي سينبع منها احترام العالم لنا


قضية في غاية الخطورة و دعوة قديمة حديثة
جعلها الله في كفة ميزان حسناتك دعوة طيبة إلي لغة القران

سلمت يداكِ

محمد عبد العظيم وسية
17-06-2009, 03:35 AM
بارك الله فيك أيتها المعلمة الرائعة الحريصة على اللغة الجميلة

وبارك الله فيك يا أيها الفارس الشريف ( بفتح الشين )

وبإذن الله سوف نشكل لجنة نسميها ( المحافظة على اللغة الجميلة )
وستكونون أنتما في المقدمة ومعكما أستاذه شمس بياض بإذن الله .

المهندس هشام كمال الدين
17-06-2009, 10:41 AM
دعوه جميله للحفاظ علي هويتنا العربيه
ليتنا نحققها
جزاكم الله كل خير

شمس بياض
17-06-2009, 11:01 AM
لغة الضاد ما اجملها
حقيقة
مليئه تعبيرات تأخذ اللب
وتملأ القلب بمشاعر فياضه
اتمنى ان نرجع لحضنها
ونستمتع بجمالها
فهى لغه القران لغه اهل الجنه
تحياتى لكم اختاه مجدده دائما:27:
ماذا اقول لكى اعبر لكم عن تقديرى واحترامى لما يخطه قلمك
وان شاء الله ننفذ فكرة استاذ وسيه واستاذ شريف
وان شاء الله سنستعيد مجد العربيه
اانا البحر فى احشائه الدر كامن
فهل سائلوا الغواص عن صدفاتى ؟؟

dream
17-06-2009, 11:50 AM
يقول الألماني فريتاغ : (( اللغة العربية أغنى لغات العالم )) .

ويقول وليم ورك : (( إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر. ))

ويقول الدكتور عبد الوهاب عزام : (( العربية لغة كاملة محببة عجيبة، تكاد تصور ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتمثل كلماتها خطرات النفوس، وتكاد تتجلى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير ونبضات القلوب ونبرات الحياة . ))

ويقول مصطفى صادق الرافعي : (( إنما القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به، متميزين بهذه الجنسية حقيقةً أو حكماً .))

ويقول الدكتور طه حسين : (( إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً.))

فنحن اولى بلغتنا

يجب ان نتعلمها ونتكلم بها

من الصغر حتى الكبر


جزاك الله خيرا على الموضوع

اختى افنان

أفنان أحمد
17-06-2009, 05:46 PM
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أستاذ شريف
أسعدنى كلامك جدا واهتمامك الذى عهدته منك بلغتنا الجميلة
لا فض فوك .. اقتراح موفق وفقنا الله سبحانه للعمل به
*********************************
أستاذ محمد معلمنا فى اللغة العربية ( من أيام الكادر )
بارك الله فيك وسدد خطاك و أتم شفاك
وما تفعله من جهد مع أبنائك الطلاب خير دليل على حرصك على لغتنا الجميلة
وحقق الله حلمك فى تكوين لجنة الحفاظ على اللغة العربية
لكن حضرتك تكون القائد لأنى لست محترفة لكنى ( هاوية ) مدرسة علوم محبة للغة العربية
**************************************
بارك الله فى حضرتك المهندس هشام وأعاننا جميعا على النهوض بلغتنا الأم
********************************************
أختى العزيزة شمس
دائما تعطينى أكثر من حقى بكثير لكن
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..لكن عين السخط تبدى المساويا
بارك الله فيكِ وأدامكِ لى زخرا
وللغة الجميلة
***********************************
أختى العزيزة أحلام جزاك الله خيرا على إثراء الموضوع بتوضيح بعض صفات لغتنا الجميلة
الغنية التى نفخر بها
بارك الله فيكِ وزادكِ من فضله
**********************************
وأقول : ...
ليس المقصود فقط الحفاظ على لغتنا العربية هنا فى المنتدى أو فى المنتديات التعليمية وفقط ..
وإنما مسئوليتنا كمعلمين فى كافة التخصصات تلزمنا أن نحافظ على لغتنا الجميلة
يؤسفنى ويزعجنى أن الطلبة فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية لا يستطيعون قراءة عدة سطور مع الضبط بالشكل
أو حفظ القرآن أو حتى تلاوته بشكل صحيح
وهذا ما أحببت أن أثيره
أن يحافظ كل منا
خاصة معلمو اللغة العربية على أن يجعلوا ألسنة الأبناء تستقيم على القراءة الصحيحة
ولا يقبلوا منهم ما دون ذلك
باذلين فى سبيل الجهد الكثير
لوجه الله حفاظا على هويتنا واحترامنا لأنفسنا واحترام العالم لنا
بارك الله فيكم جميعا ووفقنا إلى ما يحب ويرضى

سقراطه
17-06-2009, 05:53 PM
تعرفى يا افنان
كيف نعيد للغه مجدها

بتحفيظ ابنائنا القران الكريم

وليكن ايات وسور فيتكلم الطفل لغه وكلاما وكتابه ببراعه

لكن هيهات ؟؟
املى عوده الكتاتيب مرة اخرى لتعيد للغه مجدها
شكرا لكم

أفنان أحمد
17-06-2009, 06:04 PM
كيف نعيد للغه مجدها

بتحفيظ ابنائنا القران الكريم
بارك الله فيكِ أختى سقراطة
صدقتِ والله
فحفظة الكتاتيب قلما يخطىء
أحدهم فى قواعد التجويد فضلا عن القراءة
ما شاء الله
فأولادنا أمانة ومن حقهم علينا تحفيظهم القرآن الكريم
وأعتقد أن هناك صحوة فى هذا المجال
فالكثير من الآباء اليوم يبحثون عن محفظين لأبنائهم لعلمهم أن القرآن الكريم هو الذى يحفظ أبناءهم من كل سوء بأمر الله
شكرا لمرورك الطيب

أفنان أحمد
17-06-2009, 06:58 PM
السلام عليكم
هذه قصص ترويها كتب الأدب العربي للإمتاع والتعلم في آن معاً ، فلربما نأخذ المعلومة النحوية السريعة عن طريق هذه الحكايات ، فلندقق النظر بها لتكون الفائدة المرجوة منها أكبر.

- قال ابن الجوزي: لقي نحوي رجلاً وأراد الرجل أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن ، فقال أخاك أخوك أخيك ها هنا ؟ ، فقال النحوي : لا لي لو ما حضر.

- عن الأصمعي عن عيسى بن عمر قال‏:‏ كان عندنا رجل لحان فلقي رجلاً مثله
فقال‏:‏ من أين جئت فقال‏:‏ من عند أهلونا فتعجب منه وحسده وقال‏:‏ أنا أعلم من أين
أخذتها‏:‏ أخذتها من قوله تعالى‏ " شغلتنا أموالنا وأهلونا ".

- قال أحد النحاة :
رأيت رجلا ضريرا يسأل الناس يقول :
ضعيفا مسكينا فقيرا ضريرا ...
فقلت له : يا هذا ... علام نصبت ( ضعيفا مسكينا فقيرا ضريرا )
فقال الرجل : بإضمار ارحموا ....
قال النحوي : فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته أياه فرحا ً بما قال.

- - ‏ وعن عبد الله بن صالح العجلي قال‏:‏ أخبرني أبو زيد النحوي قال‏:‏ قال رجل للحسن‏:‏ ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه فقال الحسن‏:‏ ترك أباه وأخاه‏.‏
فقال الرجل‏:‏ فما لأباه وأخاه فقال الحسن‏:‏ فما لأبيه وأخيه فقال الرجل للحسن‏:‏ أراني كلما كلمتك خالفتني‏.‏

- روى لي أحدهم أن رجلا دُعي إلى حضور درس من دروس النحو، فلما حضر لا حظ أنهم " أي النحاة " يقولون في أمثلتهم :
" جاء زيـــــد ٌ "
" ضرب زيد عمرا " ...
" حدث زيد عمرا حديثا " ... الخ ... فشعر بضيق من ذلك وأنشأ يقول " على سبيل الدعابة " :
لا إلى الــنحو جئتكم لا ولا فـــيــه أرغبْ
دعــوا زيـدا وشــأنه أينـما شــاء يـذهـبْ
أنا مالي وما لامريء أبد الــدهر يُـضربْ


- دخل أبو علقمة النحوي على أعين الطبيب، فقال: امتع الله بك، إني أكلت من لحوم هذه الجوازم فطسئت طسأة فأصابني وجع من الوالبة إلى ذات العنق، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الحلب والشراسيف فهل عندك دواء؟ قال: نعم خذ حرقفاً وسلقفاً وسرقفاً فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه، فقال أبو علقمة: لم أفهم عنك هذا، فقال: أفهمتك كما أفهمتني.

أصر أحد المهتمين باللغة العربية على أن يتحدث أولاده باللغة العربية الفصحى .
ذات يوم طلب من إحدى بناته أن تحضر له قنينة حبر.
أحضرت ابنته القنينة, وخاطبته : هاك القَنينة يا أبي ( بفتح القاف ) .
فقال لها : اكسريها ( يقصد كسر حرف القاف ) .
فما كان من البنت إلا أن رمت القنينة على الحائط بقوة ، فتناثر الحبر ملوثا الجدار وما جاوره من فرش.

منقول

س ا يوسف
17-06-2009, 11:51 PM
التعليم
التغليم
التعليم
بدون غش

أفنان أحمد
18-06-2009, 07:17 AM
التعليم
التغليم
التعليم
بدون غش

أوجزت فأنجزت حضرتك
التعليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــم
بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــدون
غـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــش
جزاك الله خيرا
لكن ...
هل من مجيب ؟؟؟!!!
الغش والتغشيش أصبح هواية .... واحتراف
ولا حول ولا قوة إلا بالله

شمس بياض
19-06-2009, 10:03 PM
هذا المقال قراته وأعجبنى
يتعلق بالموضوع


عجبت لك يازمن !

You can see links before reply
قبل أيام توقفت مصادفة وأنا أتنقل بين المحطات التليفزيونية عند برنامج على قناة "نايل دراما" بعنوان "فلاش" مقدمة البرنامج شابة مصرية، لكن مظهرها وملبسها وطريقة كلامها توحي بأنها تريد أن تبدو بمظهر غربي، ربما لكي تساير الفقرات الأفرنجية التي يحويها برنامجها، أو ربما لاعتقادها بأن "استايل" بعض المذيعات اللبنانيات هو الأفضل أو الأكثر جاذبية.

المهم، كانت هناك فقرة عن جوائز الأوسكار، وإذا بمقدمة البرنامج تبشرنا بلقاء مع الشخص الذي يصنُع تماثيل الأوسكار. وبالطبع اللقاء مأخوذ من محطة أو شركة أخرى، فهو ليس حصريا أو مقصورا على قناة "نايل دراما". بدأ الرجل في الحديث بإنجليزية ركيكة وفي يده أحد التماثيل الصغيرة، وانتظرت لكي أرى الترجمة أسفل الشاشة، أو ما يسمى في الإنجليزية Subtitle ولكن دون جدوى ، كان الرجل عاملا بسيطا من أصل لاتيني مثل كثيرين ممن هاجروا من أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة واستقروا فيها، وإنجليزيته ركيكة للغاية يصعب متابعتها حتى لمن يتقن اللغة الإنجليزية ثم تلا هذه الفقرة فقرة أخرى لسيدة أمريكية تتحدث بطلاقة ولكن أيضا دون ترجمة.

تعجبت كثيرا من هذا الإخراج التليفزيوني الغريب غير المتقن وقفزت إلى ذهني عبارة "عجبت لك يازمن" التي كان يستخدمها الممثل الكوميدي الراحل محمد رضا ضمن بعض عباراته التمثيلية الشهيرة إذ كيف يسمح القائمون على البرنامج، سواء كان مخرجا أو معدا أو مقدما بعرض لقاءين بالإنجليزية، أحدهما ركيك دون أن تصاحبهما ترجمة هل هو مجرد ملء فقرات أو تعبئة شرائط أم هو استهتار بالمشاهد المفترض أن المشاهد مصري عربي، والبرنامج مبث من محطة عربية وليست أجنبية، ومن ثم فغالبية المشاهدين ينتظرون أن يفهموا الفقرات بلغتهم الأم، العربية.

ثم سرح بي الخيال أو فلنقل "التعجب" إلى اسم المحطة نفسها فلماذا تم تغيير الاسم من "النيل للدراما" إلى "نايل دراما"؟ ليس هذا فقط، بل رحنا نسمع أيضا عن "نايل سبورتس" و "نايل لايف" وأخواتهما. ما العيب أن يكون اسم المحطة "النيل للرياضة"؟ لماذا نتخلى عن واحد من أجمل الأسماء التي نفخر بها وتربطنا بتراب هذه الأمة، ألا وهو "النيل" لنضع مكانه اسما أجنبيا هو"نايل Nile". لماذا نسعى إلى الاعتداء على لغتنا تحت دعوى التحديث؟ تذكرت وأنا أسرح بأسئلتي مقالا كتبه الدكتور محمد عبد المطلب في أخبار الأدب قبل أسابيع يرى أن التحديث أمر مطلوب، لكن هذا النوع من التحديث هو مجرد رطانة وتغريب وعدوان على اللغة دون مبرر. وتذكرت كلماته عن برامج إذاعية تحمل الآن أسماء "شوبنج" و "راندفو" وكأن "تسوق" و "موعد" أثقل في النطق وأكثر إزعاجا للأذن.

تذكرت أيضا كيف أن المذيع اللامع أحمد فوزي عندما كان يقدم برنامجه المسموع في إذاعة الشرق الأوسط في السبعينات وأوائل الثمانينات كان يسميه "الشارع الغربي" وكانت به فقرة بعنوان "حارة الذكريات". ذلك لأنه كان يقدمه من إذاعة ناطقة بالعربية رغم أن كل الأغاني التي يضمها البرنامج كانت بلغات أجنبية. لكن إذا افترضنا أن نفس البرنامج قدمه أحمد فوزي في البرنامج الأوروبي مثلا فإنه كان سيحمل عنوانا أجنبيا، إنجليزيا في أغلب الظن كـ "ويسترن ستريت" على سبيل المثال. كان البرنامج ذائع الصيت رغم أنه يحمل اسما عربيا، ورغم أن صاحبه من أكثر من يتقنون الإنجليزية.

وكنا في إذاعة الشباب والرياضة نقدم برنامجا يسمى "Let us all chant دعونا نغني" كنا نقولها باللغتين الإنجليزية والعربية.

تساءلت أيضا لماذا نسعى إلى إقحام بعض الكلمات الأجنبية في كلماتنا، حتى لو نطقناها خطأ. هل هي محاولة للتعالي على الآخرين أو إيهامهم بمكانة اجتماعية أرفع منهم؟، هل هي عقدة الخواجة؟
لا أدري. كنت أشاهد حديثا بعض حلقات مسلسل "حارة العوانس". ورغم كل الاحترام للفنانة ماجدة زكي، إلا أن نطقها للكلمات الإنجليزية لم يحالفه التوفيق على الإطلاق، مع أنها كانت تجسد دور سيدة جاءت من أمريكا وتعد رسالة الدكتوراة. وهذه فرصة أيضا كي أناشد مخرجي المسلسلات أن يتحروا الدقة عند التعامل مع أسماء أو عبارات أجنبية في مسلسلاتهم، وأن يأتوا بخبراء في اللغة ونطق الحروف حتى نتبين الفرق بين كلمة Park التي تعني موقف السيارة وكلمة Bark التي تعني نباح الكلب.

وأخذتني أسئلتي إلى مقال رائع كتبه الدكتور سعيد اسماعيل علي الشهر الماضي في صحيفة (المصريون) بعنوان: ما الذي جرى للتعليم الأجنبي في مصر؟ تحدث الكاتب عن الآثار السلبية لعودة اللغة الإنجليزية كي تكون هي لغة التعليم حيث يرى أن ذلك هو بدء الانقطاع بين الأجيال الجديدة وبين موروثا الثقافي إذ تحولت اللغة العربية وكأنها لغة هيروغليفية أو لاتينية قديمة، وأن ذلك من أقوى الأسباب التي جعلت الأجيال الجديدة تنصرف تماما عن القراءة لطه حسين والعقاد والمنفلوطي وزكي نجيب محمود وأحمد أمين ولطفي السيد، وغيرهم من عظماء الفكر والثقافة. وتعجب الكاتب كيف أن مدرس اللغة العربية أصبح يلقب الآن أحيانا بكلمة "مستر" بدلا من "أستاذ" أو "شيخ".

لا اعتراض لأحد بالطبع على تعلم اللغات الأجنبية، بل بالعكس هذا شيئ مطلوب وضروري للغاية، ولكن الاعتراض هو على تجاهل اللغة العربية واستخدام المفردات الإنجليزية أو الفرنسية بدلا من المفردات العربية، خاصة في وسائـل الإعلام. لقد حلت الأرقام الأجنبية محل الأرقام العربية في كل مكان. وأصبحت أسماء مراكز التسوق ولافتات المحال التجارية والإيصالات التي تحصل عليها من تلك المحال تحمل أرقاما أجنبية، وصارت خطابات البنوك الخاصة الوطنية المصرية مكتوبة باللغة الإنجليزية.

الأدهى من ذلك أن الحصول على وظيفة بات الآن مقرونا بما إذا كنت قد درست في مدرسة أجنبية أو حكومية وما إذا كنت قد تخرجت في جامعة خاصة أو عامة.

لقد تخرجت في كلية الألسن قبل أكثر من ثلاثين عاما، وتعلمت أصول الترجمة. وكانت دراسة اللغة العربية أمرا بالغ الأهمية لأنه بدون لغة عربية سليمة، لن تكون مترجما جيدا. كان كل الأساتذة يجمعون بين إتقان اللغة الأجنبية والتمكن التام من اللغة العربية، بل كان بعضهم أديبا وشاعرا. ودرسنا على يد الدكتور عبد السميع محمد أحمد عميد الكلية آنذاك رحمه الله أصول المعاجم، كما درسنا الأدب والبلاغة والشعر العربي. عرفنا كيف نتذوق اللغة العربية ونحب اللغة الأجنبية التي ندرسها. ولا أدل على أهمية اللغة العربية من قيام رئيسة قسم اللغة الروسية سابقا الدكتورة سمية عفيفي رحمها الله بترجمة معاني القرآن الكريم من العربية إلى الروسية، ولولا إتقانها للغتين معا، مااستطاعت أن تحقق هذا الإنجاز الضخم.

العجيب أن تعلم اللغة العربية أصبح صيحة الآن في الولايات المتحدة وأوروبا والصين واليابان وإسرائيل، فقد أدركوا أهمية العربية في التعامل مع المنطقة، وتزايد بشكل ملحوظ عدد الطلاب الذين يدرسون العربية في تلك الدول. أدركوا أنهم بحاجة إلى أعداد كبيرة من المترجمين إلى العربية وبالعكس. أما نحن فنتخلى طواعية عن واحدة من أجمل لغات العالم وأكثرها ثراء. ونتخلى بالتالي عن فرص قد يتيحها إتقان اللغتين معا، العربية والأجنبية.

تعلم اللغة الأجنبية وإتقانها ليس شكلا أو مظهرا اجتماعيا سطحيا، إنه أمر مهم لكي نتواصل مع العالم، نستقي منه وننقل إليه. نستزيد من معرفته وعلومه، ونعرّفه بثقافتنا وعلومنا. لقد أدرك ذلك رفاعة رافع الطهطاوي في القرن التاسع عشر. وفي القرن العشرين تحدث العقاد في كتاب له عن أثر الحضارة العربية على الغرب.
هذه صرخة متكررة إلى وسائل الإعلام، مسموعة ومرئية ومقروءة، أن انتبهوا إلى الخطر المحدق إذا استمر العدوان على اللغة العربية .




الكاتب : محمد عبد الكريم :27:

أفنان أحمد
20-06-2009, 06:17 PM
بارك الله فيكِ أختى الحبيبة شمس
وبارك الله فى كاتبك
لقد كتب مقالا جامعا
يحوى ملخص القضية ومحاورها
ويناقش بشكل واقعى ما وصل إليه حال
اهل اللغة من الاستخفاف باللغة ( إلا من رحم الله
كنا جبالا فوق الجبال وربما
صرنا على موج البحار بحارا
العالم أجمع استقى العلم من منبعه ..باللغة العربية
واليوم مراجعنا جميعا باللغات الأجنبية
نسعى إلى تعلم اللغات وهذا شىء طيب
لكن لا ننسلخ من هويتنا بدعوى التمدن و الحضارة
بئست الحضارة هى
أن نعيش فى ثياب غيرنا
ونكون هم
وذلك لأن الكثير منا قلدهم فى كل شىء ما بقى غير اللغة .. فقلدوهم
الضعيف دائما يتبع القوى ( ولا حول ولا قوة إلا بالله )
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا دخلوا جحر ضب لدخلتموه ......الحديث )