جهاد 2000
21-11-2011, 05:40 PM
مواجهات التحرير بعيون أمريكية
الاثنين 25 ذو الحجة 1432 الموافق 21 نوفمبر 2011
علاء البشبيشي
(الحياة تعود لميدان التحرير من جديد).. عنوان مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، للكاتبين: "ديفيد كيرباتريك"، و"ليام ستاك"، قارنا فيه بين المواجهات التي تجري في التحرير الآن، وتلك التي سبقت الإطاحة بمبارك. مشيريْن إلى التطور اللافت للنظر في هتافات المتظاهرين من المطالبة بسقوط مبارك، إلى المطالبة بسقوط المجلس العسكري، الذي قدَّم نفسه في البداية كحامي الثورة، وشريك للثوار، بيدَ أن الثوار اكتشفوا في اليوم التالي "أنه شريكًا لمبارك" على حد وصف "طارق سعيد"، (55 عاما)، الذي وصف الأحداث بأنها "نقطة تحول في مصر".
بل إن الأمر لم يتوقف عند حد المطالبة برحيل العسكر في منتصف 2012، بل ارتفع سقف المطالب ليشمل الرحيل الفوري، ثم المحاكمة، وأخيرًا الإعدام. وسلط الكاتبان الضوء على الجانب المشرق في هذه الأحداث، والذي يتمثل في إعادة توحيد صفوف الإسلاميين والليبراليين في مواجهة محاولات المجلس العسكري لمنح نفسه صلاحيات دائمة، بعد انقسامٍ دام لشهور.
وفي ذات الصحيفة رأى "سكوت شين" أن مواجهات التحرير بلورت مأزق السياسة الأمريكية حيال الربيع العربي، والمتمثل في كيفية التوفيق بين الدوافع الأمريكية المتناقضة، والتي تتضمن: تأييد التغيير الديمقراطي، والرغبة في الاستقرار، والخوف من الإسلاميين الذين أصبحوا قوة سياسية فاعلة. عاقدًا ذات المقارنة التي عقدها زميلاه "كيرباتريك"، و"ستاك" بين مواجهات العسكري ومثيلاتها أيام فبراير التي أطاحت بمبارك، قائلًا: إن الضبابية التي تكتنف المشهد في مصر تمثل تحديًا كبيرًا لصناع السياسة الأمريكيين، وأن نتيجة الاضطرابات السياسية في مصر، البلد الأكثر سكانًا في العالم العربي، لها تداعيات هائلة على أمريكا؛ لما تمثله من سابقة للدول الأصغر في المنطقة، ولأنها ستحدد مدى قدرة النموذج الذي يقدمه الإخوان المسلمون على التوافق مع الديمقراطية، بالإضافة إلى تقرير مستقبل العلاقات مع إسرائيل. مستشهدًا بقول "ستيفن مكينيرني"، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: "لابد وأن يمثل هذا العنف مصدر قلق كبير للولايات المتحدة".
يأتي ذلك في ظل تأكيد "نيوت غينغريتش"، المتحدث السابق باسم مجلس النواب الأمريكي، وأبرز مرشحي اليمين الأمريكي لخوض السباق الرئاسي ضد أوباما، أن المعونات الأمريكية لمصر -والتي تُقدَّر بـ3 مليارات سنويًّا، تتوزع بين مساعدات عسكرية وغير عسكرية- لابد وأن يعاد النظر فيها بشكل كامل، إذا ما أصبح رئيسًا للبلاد.
وحذر "شين" من تصاعد غضب المتظاهرين، وخروجه عن السيطرة، في مواجهة حملة عسكرية قد تمثل خطورة على أول انتخابات برلمانية بعد خلع مبارك، من المقرر انعقاد أولى مراحلها بعد أسبوع واحد، وتحديدًا في 28 نوفمبر الجاري.
ونقل "شين" كلامًا لـ"بول سوليفان"، المتخصص في الشئون العسكرية المصرية بجامعة جورجتاون، يلتمس فيها العذر للمجلس العسكري، ويلقي باللوم على الأطياف السياسية المتصارعة، قائلًا: "العسكر يخشون الفوضى. هم يرون قاربًا شراعيًا يضم 15 راكبًا يتقاتلون للإمساك بزمام القيادة".
أخطر ما جاء في كلام "سوليفان" هو إشارته إلى أن "المعونة العسكرية الأمريكية، والعلاقات الشخصية بين الأمريكيين والقادة المصريين تمنح الولايات المتحدة قدرة هائلة على التأثير"، وتأكيده على وجود "اتصالات يومية، رسمية وغير رسمية" بين الطرفين، لكنَّ "المسئولين العسكريين الأمريكيين يحتفظون برسائلهم خاصة، كما ينبغي". موضحًا: "ينبغي ألا يبدو الأمر وكأننا منهمكون بشدة في محاولة إيجاد حلول؛ لأن معظم المصريين لن يرحبوا بذلك"!
الاثنين 25 ذو الحجة 1432 الموافق 21 نوفمبر 2011
علاء البشبيشي
(الحياة تعود لميدان التحرير من جديد).. عنوان مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، للكاتبين: "ديفيد كيرباتريك"، و"ليام ستاك"، قارنا فيه بين المواجهات التي تجري في التحرير الآن، وتلك التي سبقت الإطاحة بمبارك. مشيريْن إلى التطور اللافت للنظر في هتافات المتظاهرين من المطالبة بسقوط مبارك، إلى المطالبة بسقوط المجلس العسكري، الذي قدَّم نفسه في البداية كحامي الثورة، وشريك للثوار، بيدَ أن الثوار اكتشفوا في اليوم التالي "أنه شريكًا لمبارك" على حد وصف "طارق سعيد"، (55 عاما)، الذي وصف الأحداث بأنها "نقطة تحول في مصر".
بل إن الأمر لم يتوقف عند حد المطالبة برحيل العسكر في منتصف 2012، بل ارتفع سقف المطالب ليشمل الرحيل الفوري، ثم المحاكمة، وأخيرًا الإعدام. وسلط الكاتبان الضوء على الجانب المشرق في هذه الأحداث، والذي يتمثل في إعادة توحيد صفوف الإسلاميين والليبراليين في مواجهة محاولات المجلس العسكري لمنح نفسه صلاحيات دائمة، بعد انقسامٍ دام لشهور.
وفي ذات الصحيفة رأى "سكوت شين" أن مواجهات التحرير بلورت مأزق السياسة الأمريكية حيال الربيع العربي، والمتمثل في كيفية التوفيق بين الدوافع الأمريكية المتناقضة، والتي تتضمن: تأييد التغيير الديمقراطي، والرغبة في الاستقرار، والخوف من الإسلاميين الذين أصبحوا قوة سياسية فاعلة. عاقدًا ذات المقارنة التي عقدها زميلاه "كيرباتريك"، و"ستاك" بين مواجهات العسكري ومثيلاتها أيام فبراير التي أطاحت بمبارك، قائلًا: إن الضبابية التي تكتنف المشهد في مصر تمثل تحديًا كبيرًا لصناع السياسة الأمريكيين، وأن نتيجة الاضطرابات السياسية في مصر، البلد الأكثر سكانًا في العالم العربي، لها تداعيات هائلة على أمريكا؛ لما تمثله من سابقة للدول الأصغر في المنطقة، ولأنها ستحدد مدى قدرة النموذج الذي يقدمه الإخوان المسلمون على التوافق مع الديمقراطية، بالإضافة إلى تقرير مستقبل العلاقات مع إسرائيل. مستشهدًا بقول "ستيفن مكينيرني"، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: "لابد وأن يمثل هذا العنف مصدر قلق كبير للولايات المتحدة".
يأتي ذلك في ظل تأكيد "نيوت غينغريتش"، المتحدث السابق باسم مجلس النواب الأمريكي، وأبرز مرشحي اليمين الأمريكي لخوض السباق الرئاسي ضد أوباما، أن المعونات الأمريكية لمصر -والتي تُقدَّر بـ3 مليارات سنويًّا، تتوزع بين مساعدات عسكرية وغير عسكرية- لابد وأن يعاد النظر فيها بشكل كامل، إذا ما أصبح رئيسًا للبلاد.
وحذر "شين" من تصاعد غضب المتظاهرين، وخروجه عن السيطرة، في مواجهة حملة عسكرية قد تمثل خطورة على أول انتخابات برلمانية بعد خلع مبارك، من المقرر انعقاد أولى مراحلها بعد أسبوع واحد، وتحديدًا في 28 نوفمبر الجاري.
ونقل "شين" كلامًا لـ"بول سوليفان"، المتخصص في الشئون العسكرية المصرية بجامعة جورجتاون، يلتمس فيها العذر للمجلس العسكري، ويلقي باللوم على الأطياف السياسية المتصارعة، قائلًا: "العسكر يخشون الفوضى. هم يرون قاربًا شراعيًا يضم 15 راكبًا يتقاتلون للإمساك بزمام القيادة".
أخطر ما جاء في كلام "سوليفان" هو إشارته إلى أن "المعونة العسكرية الأمريكية، والعلاقات الشخصية بين الأمريكيين والقادة المصريين تمنح الولايات المتحدة قدرة هائلة على التأثير"، وتأكيده على وجود "اتصالات يومية، رسمية وغير رسمية" بين الطرفين، لكنَّ "المسئولين العسكريين الأمريكيين يحتفظون برسائلهم خاصة، كما ينبغي". موضحًا: "ينبغي ألا يبدو الأمر وكأننا منهمكون بشدة في محاولة إيجاد حلول؛ لأن معظم المصريين لن يرحبوا بذلك"!