أ / الطيب الشنهوري
06-10-2011, 10:22 AM
روى ابن القطامي عن الكلبي قال : قدم النعمان بن المنذر – أمير الحيرة – على كسرى
– ملك الفرس – وعنده وفود من الروم والهند والصين , وقد ذكرت كل هذه الوفود مناقبها
و فضائلها تستثني الفرس , فقام النعمان فافتخر بالعرب وفضلهم على جميع الأمم
لا يستثني الفرس و لا غيرهم ، فاغتاظ كسرى وأخذته عزة الملك ,
فقال : يا نعمان :لقد بحثت في أمر العرب فوجدتهم أهل الذلة والمهانة والقلة والفاقة
والبؤس والجهل والطيش , فقام النعمان وطلب إليه أن يسمع من حكماء العرب الذين
اصطحبهم معه كلامهم ثم يحكم عليهم , وكان ممن معه أكثم بن صيفي خطيب العرب ,
فأذن له فقام أكثم فاختطب فقال :
( إن أفضل الأشياء أعاليها , وأعلى الرجال ملوكها , وأفضل الملوك أعمها نفعا , وخير
الأزمنة أخصبها , وأفضل الخطباء أصدقها , الصدق منجاة , والكذب مهواة , والشر لجاجة ,
والحزم مركب صعب , والعجز فراش وطيء , آفة الرأي الهوى , وآفة العلم التكبر , وآفة
الجود التفاخر , العجز مفتاح الفقر , وخير الأمور الصبر, حسن الظن عصمة , وسوء الظن
ورطة , إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي , من فسدت بطانته كان كالغاص
بالماء , شر البلاد بلاد لا أمير لها , وشر الملوك من خافه البريء , وأمنه المسيء ,
, المرء يعجز لا محالة , أفضل الأولاد البررة , وخير الأعوان من لم يراء بالنصيحة ,
من حسنت سريرته , حسنت سيرته , يكفيك من الزاد ما بلغك المحل ,حسبك من شر سماعه ,
,الصمت حكم وقليل فاعله ,البلاغة الإيجاز , من شدد نفر , ومن تراخى تألف )
فأعجب كسرى من كلامه وقال : ويحك ما أفصحك لولا وضعك للكلام في غير موضعه
فقال أكثم :الصدق فأنبئ عنك لا الوعيد ,
فقال كسرى : لو لم يكن للعرب غيرك لكفى
فقال أكثم : رب قول أنفذ من صول ,
فسر كسرى وأمر لهم بعطايا .
– ملك الفرس – وعنده وفود من الروم والهند والصين , وقد ذكرت كل هذه الوفود مناقبها
و فضائلها تستثني الفرس , فقام النعمان فافتخر بالعرب وفضلهم على جميع الأمم
لا يستثني الفرس و لا غيرهم ، فاغتاظ كسرى وأخذته عزة الملك ,
فقال : يا نعمان :لقد بحثت في أمر العرب فوجدتهم أهل الذلة والمهانة والقلة والفاقة
والبؤس والجهل والطيش , فقام النعمان وطلب إليه أن يسمع من حكماء العرب الذين
اصطحبهم معه كلامهم ثم يحكم عليهم , وكان ممن معه أكثم بن صيفي خطيب العرب ,
فأذن له فقام أكثم فاختطب فقال :
( إن أفضل الأشياء أعاليها , وأعلى الرجال ملوكها , وأفضل الملوك أعمها نفعا , وخير
الأزمنة أخصبها , وأفضل الخطباء أصدقها , الصدق منجاة , والكذب مهواة , والشر لجاجة ,
والحزم مركب صعب , والعجز فراش وطيء , آفة الرأي الهوى , وآفة العلم التكبر , وآفة
الجود التفاخر , العجز مفتاح الفقر , وخير الأمور الصبر, حسن الظن عصمة , وسوء الظن
ورطة , إصلاح فساد الرعية خير من إصلاح فساد الراعي , من فسدت بطانته كان كالغاص
بالماء , شر البلاد بلاد لا أمير لها , وشر الملوك من خافه البريء , وأمنه المسيء ,
, المرء يعجز لا محالة , أفضل الأولاد البررة , وخير الأعوان من لم يراء بالنصيحة ,
من حسنت سريرته , حسنت سيرته , يكفيك من الزاد ما بلغك المحل ,حسبك من شر سماعه ,
,الصمت حكم وقليل فاعله ,البلاغة الإيجاز , من شدد نفر , ومن تراخى تألف )
فأعجب كسرى من كلامه وقال : ويحك ما أفصحك لولا وضعك للكلام في غير موضعه
فقال أكثم :الصدق فأنبئ عنك لا الوعيد ,
فقال كسرى : لو لم يكن للعرب غيرك لكفى
فقال أكثم : رب قول أنفذ من صول ,
فسر كسرى وأمر لهم بعطايا .