المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصية الحبيب المصطفي لحبيبته (العفو)



Nafisa
23-08-2011, 07:46 AM
ثبت في الحديث الصحيح أن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها ؟
قال : " قولي : اللهُم إنّكَ عَفُوُّ تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي " . السائلة هي : أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه وقلبه .
والموصي : هو أحب الخلق إلى الخالق .
والليلة : هي أعظم وافضل ليلة في الدّهر . ( ليلة القدر ) .
ولئن كانت السائلة المسترشدة هي الحبيبة الطاهرة فإن الوصية من الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ستكون هي الأغلى والأعلى والأقوم .. ثم هو يوصيها بما تستثمر به ليلة هي أفضل ليالي الدهر وفي نفس الوقت هي ليلة لا تتكرر في العام إلاّ مرة . .
حينها ستكون الوصيّة التي أوصى بها حبيته - رضي الله عنها - هي أغلى ما يكون في استثمار هذه الليلة المباركة .
يوصيها بـ ( العفو ) . .
الذي هو : المسامحة بلا معاتبة ، المسامحة مع الإحسان .
( اللهُم إنّكَ عَفُوُّ تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي ) .
إنه يعلّمها بهذاالدعاء أن ( الله يحب العفو ) . .
وفي هذا تاكيد على أهميّة تفعيل قيمة خلق ( العفو ) بيننا ، لأنه عمل يحبه الله وفي نفس الوقت هو عمل نستجلب به ( عفو الله ) وإجابة الدعاء .
فالدعاء وحده لا يكفي حتى يجتمع معه العمل .
جميل بنا أن ندعوا بهذا الدعاء ونحن نجدّد في حسّنا وشعورنا وسلوكنا روح ( العفو ) و ( التسامح ) مع كل من حولنا . .
مع زوجاتنا وأزواجنا . .
مع أبنائنا وبناتنا . .
مع الأرحام والقرابات . .
مع الجيران والأصدقاء . .
مع كل من أخطأ في حقّنا أو أساء إلينا . .
بـ ( العفو ) نجمع مع صدق اليقين والثقة بالله ، حسن العمل والقُربة فيستجيب الله الدعاء . .
سيما ونحن نعيش خواتيم ( الشهر ) - والأعمال بالخواتيم - وفي نفس الوقت نحن على عتبات فرحة ( العيد ) . . وإنما تتمّ الفرحة وتجمُل بالعفو والتسامح وتصفية النفوس .
في كل ليلة من ليالي العشر ردّدوا في إيمان ويقين ( اللهُم إنّكَ عَفُوُّ تُحِبّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنّي