المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كونى كهذه الزوجة



أفنان أحمد
11-05-2009, 01:24 AM
كونى كهذه الزوجة





سيرة الأنبياء سيرة عطرة ذكية ما أحوجنا لاستنشاق عبيرها..
وهي كتربة خصبة تؤتي أُكلها كل حين لمن أراد قطف ثمارها..
ومن تلك الثمرات التي يطيب لنا تناولها وأخذ العبرة منها..
موقف إبراهيم عليه السلام مع زوجتي ابنه إسماعيل عليه السلام.
ذلك الموقف الذي يبين لنا سلوك الزوجة كما يجب أن تكون،
وكذلك يبين لنا ما يجره السلوك غير المسؤول للزوجة عليها في الدنيا والآخرة.
وقصة إبراهيم عليه السلام نبغ فيّاض بالخير لمن أراد أن ينهل منه؛ ففيه يجد الباحث مبتغاه في العديد من جوانب الحياة، في حسن العبادة والتمسك بالحق، وفي علاقة الأب بابنه وحرصه على مصلحة ابنه بمشاركته له في الخير حتى يشاركه الأجر والثواب، وفي الصبر على الابتلاء والثبات في المحن والشدائد، وكذلك موقفه مع زوجتي ابنه؛ إذ بتأمل هذه القصة نحصد الكثير من العبر، وتظهر جلياً صفات الزوجة الصالحة من الطالحة...
فعندما زار إبراهيم بيت ابنه إسماعيل عليهما السلام لم يجده، ووجد امرأته، فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا أو يصيد لنا، ثم سألها عن عيشهم فقالت: نحن في ضيق وشدة، وشكت إليه... وهكذا أساءت لنفسها قبل أن تسيء لزوجها، فقد كشفت سر بيته، ولم تحفظه في غيبته، ثم إنها لم ترض بقدر الله -عز وجل- لها فالمشتكي معترضٌ على قدر الله... فما كان من إبراهيم عليه السلام إلاّ أن قال لها: أقرئي زوجك السلام وأبلغيه أن يغير عتبة داره.
وفعلاً عندما عاد إسماعيل عليه السلام روت له ما جرى، فأدرك أن هذا الشيخ الزائر هو أبوه، وقد رأى أن يفارق زوجته، فقال لها: الحقي بأهلك.
وما لبث إبراهيم عليه السلام، وعاد لزيارة بيت ابنه مرة ثانية حيث وجد امرأة غير الأولى، فسألها عن زوجها فقالت: خرج يبتغي لنا، فقال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله تعالى، فدعا لهما، وقال لها: أقرئي زوجك السلام، وأبلغيه أن يثبت عتبة داره.
وفعلاً عندما عاد إسماعيل عليه السلام روت له ما كان من هذا الشيخ فقال لها: هذا أبي أمرني أن أمسكك.
وبتأمل حال كلتا الزوجتين نجد أن الجزاء من جنس العمل، فمن رضيت وحمدت بقيت، ومن اشتكت حال بيتها حُرِمت من البقاء فيه، ورحلت إلى أهلها، وخسرت رفقة زوجها وأنيسها.. هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالجزاء عظيم أيضاً...
فقد وصف الله -عز وجل- العلاقة الزوجيـة بأنهـا ميثاق غليظ، وأمانة وقد قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) [سورة الإسراء: من الآية 34]،
والزوجة مؤتمنة على بيت زوجها، وهي راعية فيه ومسؤولة عن رعيتها، وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ضياع الأمانة؛ إذ قال:
"ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته إلاّ حرم الله عليه الجنة".

وكذلك جعل الله عز وجل لهذه العلاقة أسساً وقواعد لكي تُبنى عليها، وأهم هذه القواعد المودة والرحمة، وليس من المودة والتراحم أن يكشف كل من الزوجين حال الآخر،
أو أن تقوم الزوجة بالتشكي والتأفّف من معيشة زوجها ورزقه،
وقد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاقبة هذا السلوك غير السوي من الزوجة عندما روى أن أكثر أهل النار من النساء فلما سُئل قال: "لأنهن يكفرن العشير"،
أي التنكّر للخير وكثرة الشكوى. فلتحذر كل زوجة من هذا السلوك، فالعاقبة غير حميدة في الدنيا وكذلك الآخرة.
أما الزوجة الراضية الحامدة لله فقد بقيت في دارها، سعيدة برفقة زوجها، مبارك لهما بدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لهما، وكذلك هي في زيادة من الخير مصداقاً لقول الله -عز وجل-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ). [سورة إبراهيم: 7].
ومن الزيادة المباركة لهذه الزوجة الراضية أن يخلد ذكرها إلى يوم القيامة، وتُذكر بين الناس بأنها زوجة صالحة، وبأنها نعم الزوجة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة".
وكذلك من بركة دعاء إبراهيم عليه السلام لهذه الزوجة هي وزوجها أن جاء من نسلهما خير مولود على الأرض، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، من ذرية إسماعيل عليه السلام، من هذه الجدة المباركة والزوجة الصالحة الراضية.
وهكذا نتعلم أنه بحسن الأخلاق والعشرة الطيبة تنال الزوجة خيراً عظيماً في آخرتها برضا زوجها كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضِ دخلت الجنة".

أبوبكر أحمد العملة
28-06-2010, 12:23 PM
بارك الله لك.... في كل لحظة وثانية ودقيقة وساعة ويوم وشهر وسنة

ببوابة التعليم المصرى

وجزاكم الله خيراً

الخدمة الجيدة ....تحتاج الى التسويق الأجود


مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
ابوبكر احمد العملة
عضو فريق مجتمع المعرفة بالمنتدى الكريم

أفنان أحمد
30-06-2010, 06:12 PM
وبارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا على المرور الكريم

نبيل حزين
02-07-2010, 01:11 AM
بورك طرحك الطيب
وجزيت خيرا لطرح هذه القصة المفيدة المعبرة
في ميزان حسناتك وشكرا لك

ريان عمر
03-07-2010, 09:50 AM
You can see links before reply

أميمة محمد عرفات
03-07-2010, 10:31 AM
بارك الله فيك وفى امثالك
تقبلى شكرى وتقديرى

أفنان أحمد
19-07-2010, 11:38 PM
بورك طرحك الطيب
وجزيت خيرا لطرح هذه القصة المفيدة المعبرة
في ميزان حسناتك وشكرا لك


وبوركت أستاذنا الكريم
نفعنا الله و إياكم بما علمنا
وجزاكم الله خيرا على المرور الكريم

أفنان أحمد
19-07-2010, 11:39 PM
You can see links before reply


جزاكم الله خيرا على المرور الكريم

محمد حسن ضبعون
19-07-2010, 11:39 PM
ماشاء الله
بارك الله فيك
You can see links before reply

أفنان أحمد
19-07-2010, 11:41 PM
بارك الله فيك وفى امثالك
تقبلى شكرى وتقديرى


تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وبارك الله فيكِ أختى الكريمة