شريف
17-11-2010, 08:00 AM
المشكلة كلها دوما تكمن فى حفرة !
حفرة عميقة فى وسط الطريق العام فى قرية ما ... و فى بلد ما ... يقع فيها يوميا ما لا يقل عن عشرين مواطن ... أصبحت الحفرة الشغل الشاغل للحكومة فضلا عن الشعب بكافة طبقاته و طوائفه و أحزابه ... أصبحت الحفرة كوحش أسطورى يوما بعد يوم تزداد اتساعا و عمقا ...أصبحت مزارا سياحيا تأتى كاميرات الفضائيات لتصويره ... و باتت الحفرة حديث البرامج التليفزيونية و مادة خصبة لتقديم الاستجوابات لمجلس شعب هذه البلد ... اكتفوا بالصراخ و العويل فى برامج التوك شو ...! و كأن استمرار المشكلة هو استمرار لوجودهم و استمرار لفخرهم بغباءهم
.....................
و بعد فترة ليست بالوجيزة ... خرج أحد المستفيدين من استمرار الحفرة... قائلا : كيف يقتل ابناؤنا كل يوم أمام أعيننا و على مرأى و مسمع من وكالات الانباء العالمية ؟ سأقدم لكم الحل المثالى ... و بدا و كأنه سيبدى لهم حلا لكل مشاكل الماضى و المستقبل
ثم قال ببلاهة شديدة :((( لابد أن نقوم بتوفير عربات اسعاف دائمة التواجد بجوار الحفرة لكى نكون أكثر اسراعا فى انقاذ المصابين و دفن القتلى )))
و ما أن أعلن هذا الرجل ((( حيلة أمه ))) عن هذه الفكرة الجهنمية التى لم تخطر قط على قلب بشر ... حتى هاج الشعب و ماج و تسائلت الناس كيف لم نفكر من قبل فى هذه الفكرة الجبارة ؟ انتفض فجأة أحد كبار العقلاء و المفكرين و قال : ((( لا ... لن أقبل هذه الفكرة الساذجة التى طرحها هذا المعتوه ! ... انها أكبر دليل على اضمحلال الزمن الذى نعيشه ألا تسمعون لرأى المفكرين و الأدباء أمثالى ؟ )))
فآمن الناس بقدرته السحرية على حل ما تضخم عندهم من مشاكل و عقدوا له مؤتمرا ملء السمع و الأبصار , و كاميرات التلفاز و الفضائيات جميعا بين يديه ... و صرفوا آلاف الدولارات لعقد تلك الندوة و هذا المؤتمر الفكرى الشامخ . وقف الرجل و قال :
((( ما المانع ان نقوم بعمل حملة شعبية ضخمة لجمع التبرعات و بناء مستشفى كبير بجوار الحفرة لنقل المصابين و الجثث بشكل فورى اليه و توفير نفقات النقل علي الحكومة الموقرة ؟ ))) ... امتلأت القاعة بالتصفيق الحاد ... و انبهر الجميع بالحل النموذجى المثالى الرائع الشافى الوافى ...
استمر مسلسل الموت ...لم تنجح الفكرة ...و اكتشف الصغير قبل الكبير فشلها الذريع ...و بدا فى الأفق مجلجلا الحل الحكومى الأكثر ذكاءا قام أحد رجال الحزب الحاكم العتاة بالوقوف فى مجلس الشعب بكل زهو و افتخار قائلا :((( لقد وجدنا الحل المثالى و الذى كان عصارة خيرة شبابنا فى الحزب طوال العشرين عاما الماضية ! لحل مشكلة الحفرة ))) ثم قال و الذكاء يفط من عينيه المغطاة بنظارة طبية ذات زجاج أعتى من أعتىقعر كوب من الشاى : ((( عرضنا المشكلة على اللجان المتخصصة المختصة ...
أعطيناها الوقت الكافى فى أدراج الفحص و المحص و التفعيص ....و تأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك سذاجة الحلول السابقة و تعجبنا تماما كحزب حاكم من قناعاتكم بتلك الحلول الغبية ...كنا نحتفظ لانفسنا بالحل النموذجى الحكومى المتقوقع ...و قد حان وقته ))) قال أحد المعارضين : ((( أتحفنا به يا كبير القعدة )))
قال و تعلوه ابتسامة النصر :((( الحل هو ردم هذه الحفرة تماما فى هذا المكان )))فتعالت الصيحات و التصفيق (( الحاد أيضا )) و استمر التصفيق ما يقرب من الربع ساعة ... محاولا ان يقاطعهم ليكمل حديثه الشيق . دون فائدة فانتظرهم حتى ينتهون ثم أكمل حديثه قائلا : ((( نردمها تماما ... و يتم محوها من تاريخ الأمة ...على أن يتم عمل حفرة أخرى بجوار المستشفى العام ( اللى هيا فى اخر الشارع ) توفيرا للنفقات و استغلالا للمستشفى التى بجوارها فى اغراض أخرى )))
لا تشد شعرك أيها القارئ
فقط أردت أن أقول لك :
التفكير المشوش المستمر يقود الى الخراب
الحل الأمثل قد يكون بين يديك او تحت قدميك
فلا تنظر بعيدا بعين السذاجة
الحل لكل مشاكلنا قد يكون بديهيا جدا جدا ...
لماذا نصعبها على أنفسنا
اللى بيزيطوا فى الزيطة كتيييييييير اوي ...
فبلاش تسمعلهم و فكر بعقلك و استفت قلبك
حفرة عميقة فى وسط الطريق العام فى قرية ما ... و فى بلد ما ... يقع فيها يوميا ما لا يقل عن عشرين مواطن ... أصبحت الحفرة الشغل الشاغل للحكومة فضلا عن الشعب بكافة طبقاته و طوائفه و أحزابه ... أصبحت الحفرة كوحش أسطورى يوما بعد يوم تزداد اتساعا و عمقا ...أصبحت مزارا سياحيا تأتى كاميرات الفضائيات لتصويره ... و باتت الحفرة حديث البرامج التليفزيونية و مادة خصبة لتقديم الاستجوابات لمجلس شعب هذه البلد ... اكتفوا بالصراخ و العويل فى برامج التوك شو ...! و كأن استمرار المشكلة هو استمرار لوجودهم و استمرار لفخرهم بغباءهم
.....................
و بعد فترة ليست بالوجيزة ... خرج أحد المستفيدين من استمرار الحفرة... قائلا : كيف يقتل ابناؤنا كل يوم أمام أعيننا و على مرأى و مسمع من وكالات الانباء العالمية ؟ سأقدم لكم الحل المثالى ... و بدا و كأنه سيبدى لهم حلا لكل مشاكل الماضى و المستقبل
ثم قال ببلاهة شديدة :((( لابد أن نقوم بتوفير عربات اسعاف دائمة التواجد بجوار الحفرة لكى نكون أكثر اسراعا فى انقاذ المصابين و دفن القتلى )))
و ما أن أعلن هذا الرجل ((( حيلة أمه ))) عن هذه الفكرة الجهنمية التى لم تخطر قط على قلب بشر ... حتى هاج الشعب و ماج و تسائلت الناس كيف لم نفكر من قبل فى هذه الفكرة الجبارة ؟ انتفض فجأة أحد كبار العقلاء و المفكرين و قال : ((( لا ... لن أقبل هذه الفكرة الساذجة التى طرحها هذا المعتوه ! ... انها أكبر دليل على اضمحلال الزمن الذى نعيشه ألا تسمعون لرأى المفكرين و الأدباء أمثالى ؟ )))
فآمن الناس بقدرته السحرية على حل ما تضخم عندهم من مشاكل و عقدوا له مؤتمرا ملء السمع و الأبصار , و كاميرات التلفاز و الفضائيات جميعا بين يديه ... و صرفوا آلاف الدولارات لعقد تلك الندوة و هذا المؤتمر الفكرى الشامخ . وقف الرجل و قال :
((( ما المانع ان نقوم بعمل حملة شعبية ضخمة لجمع التبرعات و بناء مستشفى كبير بجوار الحفرة لنقل المصابين و الجثث بشكل فورى اليه و توفير نفقات النقل علي الحكومة الموقرة ؟ ))) ... امتلأت القاعة بالتصفيق الحاد ... و انبهر الجميع بالحل النموذجى المثالى الرائع الشافى الوافى ...
استمر مسلسل الموت ...لم تنجح الفكرة ...و اكتشف الصغير قبل الكبير فشلها الذريع ...و بدا فى الأفق مجلجلا الحل الحكومى الأكثر ذكاءا قام أحد رجال الحزب الحاكم العتاة بالوقوف فى مجلس الشعب بكل زهو و افتخار قائلا :((( لقد وجدنا الحل المثالى و الذى كان عصارة خيرة شبابنا فى الحزب طوال العشرين عاما الماضية ! لحل مشكلة الحفرة ))) ثم قال و الذكاء يفط من عينيه المغطاة بنظارة طبية ذات زجاج أعتى من أعتىقعر كوب من الشاى : ((( عرضنا المشكلة على اللجان المتخصصة المختصة ...
أعطيناها الوقت الكافى فى أدراج الفحص و المحص و التفعيص ....و تأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك سذاجة الحلول السابقة و تعجبنا تماما كحزب حاكم من قناعاتكم بتلك الحلول الغبية ...كنا نحتفظ لانفسنا بالحل النموذجى الحكومى المتقوقع ...و قد حان وقته ))) قال أحد المعارضين : ((( أتحفنا به يا كبير القعدة )))
قال و تعلوه ابتسامة النصر :((( الحل هو ردم هذه الحفرة تماما فى هذا المكان )))فتعالت الصيحات و التصفيق (( الحاد أيضا )) و استمر التصفيق ما يقرب من الربع ساعة ... محاولا ان يقاطعهم ليكمل حديثه الشيق . دون فائدة فانتظرهم حتى ينتهون ثم أكمل حديثه قائلا : ((( نردمها تماما ... و يتم محوها من تاريخ الأمة ...على أن يتم عمل حفرة أخرى بجوار المستشفى العام ( اللى هيا فى اخر الشارع ) توفيرا للنفقات و استغلالا للمستشفى التى بجوارها فى اغراض أخرى )))
لا تشد شعرك أيها القارئ
فقط أردت أن أقول لك :
التفكير المشوش المستمر يقود الى الخراب
الحل الأمثل قد يكون بين يديك او تحت قدميك
فلا تنظر بعيدا بعين السذاجة
الحل لكل مشاكلنا قد يكون بديهيا جدا جدا ...
لماذا نصعبها على أنفسنا
اللى بيزيطوا فى الزيطة كتيييييييير اوي ...
فبلاش تسمعلهم و فكر بعقلك و استفت قلبك