المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجتمع المعرفه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



خالد سعد
11-10-2010, 12:13 AM
مجتمع المعرفه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

السادة الافاضل زملائى الاعزاء

تختلف الاراء والاتجاهات عن مفهوم مجتمع المعرفه
هل هو مادى او علمى او --------او -----------او----------
فى ظل هذا الخلاف الذى يدور فى نفسى انا والكثير من الزملاء
سوف يتم فى هذا طرح مجتمع المعرفه والفكر الاصلى لهذا
المصطلح الكبير

مجتمع المعرفه
ومن يرغب فى الناقش يجب ان يشارك بعد اضافه كافه المفهيم والاراء العلميه

على بركه الله

خالد سعد
11-10-2010, 12:16 AM
الطريق إلى "مجتمع المعرفة"

وأهمية نشرها باللغة العربية

يكثر اليوم تداول مفهوم " مجتمع المعرفة " أو المجتمع المعرفي في وسائل الإعلام وأدبيات وتقارير منظمات التنمية البشرية، وهو المفهوم الذي يعرّفه بعض المفكرين على أنه يعني: توافر مستويات عليا من البحث والتنمية وتكنولوجيا المعلومة والاتصال.

إن مجتمع المعرفة هو مجتمع الثورة الرقمية بامتياز، التي أسهمت في تغيير العلاقات في المجتمعات المتطورة ورؤيتها للعالمين ، حيث أصبحت المعلومة والمعرفة سمة ومقياسا لمعنى القوة والتفوق في صياغة أنماط الحياة وتشكيل الذوق الفني والقيم وضاعفت من سرعة الفتوحات العلمية والإبداعية والتراكم المعرفي.

إن المعرفة هي القيمة المضافة الأهم في مجال الثورة التكنولوجية، التي تبشر بعالم ما بعد الحداثة والتصنيع وإنتاجها هو الرهان ، وتسويقها يعد المحرك الأول للتنمية المستدامة والحلبة الأهم للتنافس الدولي ومصدر القوة والمناعة للأمم المتفوقة في إنتاجها.

ومن ثمة فإن امتلاك ناصيتها يؤهل أصحابها لبسط نفوذهم وقوتهم وسيطرتهم السياسية والاجتماعية والثقافية على غيرهم .

ففي مجتمع المعرفة يحظى التعليم والثقافة والاتصال واستخدام الذكاء الاصطناعي وتأهيل الإنسان بمناهج ومحتويات البرامج الراقية لأن يغدو فعالا ومبدعا في مؤسسات تسهر على زيادة الإنتاج وتفعيل آليات التفكير والتجديد والاختراع والمردودية العالية.

وإذا كان حاضر المجتمعات المتقدمة يعرف بمجتمعات المعرفة ، فهل – يا ترى – بإمكان مجتمعاتنا الموصوفة بالنامية أن تستشف مستقبلا مماثلا لما وصل إليه العالم المتقدم ؟، وكيف نهتدي إلى أقوم السبل، وأنجع الطرائق للوصول إلى هذا الهدف الاستراتيجي؟

ذلك ما تحاول بعض المؤتمرات والندوات في البلدان العربية الإجابة عنه، من خلال استشراف الاستراتيجيات حول كيفية إقامة مجتمع المعرفة؟

وهذا هو مسعى ندوتنا التي تطمح إلى تلمس طريق المعرفة، وتوطينها في الجزائر و في كل البلدان الشقيقة مع ربطها باللغة العربية، ذات الماضي التراثي في عصر نهضتها الزاهر، لا سيما ونحن نعيش ما يصطلح على تسميته بالفجوة الرقمية، أي اتساع الهوة بين الجزء الذي يصنع حداثة العصر عن طريق الاكتشاف والاختراع والإبداع، وبين الجزء المتخلف عن الركب ومنه منطقتنا العربية، ونلاحظ أن الجزء المتقدم من المعرفة، وقاطرتها هي البحث الأساسي والتقانات المتقدمة تقع في منطقة الحظر والاحتــكار (حالة عبد القادر خان الباكستانية وما يعرف بالتجسس الصناعي )

كثير من المفكرين والساسة على وعي بهذه الفجوة، وعلى إدراك تام بأن ليس لنا أي خيار آخر، سوى العمل الجاد على تداركها ، برأب الصدع المعرفي، وبالتفكير المؤسس، واعتماد الأدوات الإجرائية كأفراد ومجتمعات ودول للوصول إلى مجتمع المعرفة،

إن مجتمعاتنا العربية لم تستفد من الثورة التكنولوجية بحكم التخلف الموروث عن مراحل الاستعمار ، وضعف وتيرة النهضة الفكرية والعلمية والثقافية وبقاء نسبة عالية في ظلام الأمية، وضعف حصائل المنظومات التربوية والتعليمية، وقلة الاستثمار العقلاني في البحث وربطه بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

من حق بلداننا بل ومن واجبها السعي إلى تنمية مستدامة قوامها المعرفة التي ينبغي أن تتاح للشعوب دون مفاضلة أو تفرقة وتوزيعها بينها بعدالة للأخذ بناصيتها ولتستفيد من حصائلها كحق من حقوق الإنسان بما فيها حقه في الحياة والكرامة والسيادة والمساواة .

إن بناء مجتمع المعرفة يتطلب مساهمة كافة قطاعات ومكونات المجتمع، وليس ذلك وقفا على الدولة وحدها، فمنظمات المجتمع المدني ومؤسساته مدعوة للإسهام في التمهيد وتعبيد الطريق نحو المجتمع المعرفي.

حسب هذا المنظور يصبح من الضروري مراجعة برامج التعليم المدرسي والتكوين الجامعي وترقية البحث بالتأطير الجيد للمدارس والجامعات والعناية بالباحثين في المراكز المتخصصة، والانطلاق من رؤية شاملة قوامها جملة من الشروط: كحرية الرأي والتفكير، والتعبير، وترشيد الأدوات والوسائل المعرفية، في ظل نظم تقوم على حكم راشد، وتكافؤ الفرص بين كل المواطنين وتشجيع الإبداع في العلوم والفنون والآداب والترجمة إلى اللغة العربية،

إننا نستشعر الأهمية الإستراتيجية في التفكير في بناء مجتمع المعرفة وتوطينه باللغة العربية ذات القدرة على مواكبة العلوم والتقنيات الحديثة، كما أن تطويرها وتجديدها والإبداع فيها وبها ، يسهل من نقل المعرفة في مجتمعاتنا لأن الاقتصار على اللغات الأجنبية سيمركز المعرفة بيد فئة قليلة، مما يعرقل إشاعتها وتبادل المعلومة وبالتالي سنكون أمام شعوب لم تستوعب عصرها ولا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا هي قابلة للتغيير والتطوير،
أن استخدام العربية في مجتمع المعرفة يضمن نشرها بين مختلف شرائح المجتمع ويحافظ على الخصوصية الثقافية لشعوبنا مصدر التنوع والثراء في الحضارة الإنسانية، ويهيئها لأن تكون مشاركا فاعلا ، ويحفزها لتتبوأ مكانة فاعلة في العالمية ، ومحاورا كفئا مع اللغات والثقافات الأخرى، وليس مجرد سلعة أو سوقا لاستهلاك منتوجها.

ضمن هذه الرؤية يقترح المجلس الأعلى للغة العربية ندوة تجري أشغالها وفق المحاور التالية :

1ـ سمات "مجتمع المعرفة وكيف يكون.
- مجالات " مجتمع المعرفة" .
ـ سبل الوصول إلى مجتمع المعرفة.
ـ كيف تنتج المعرفة وكيف توزع؟.

2 ـ توطين المعرفة باللغة العربية.
ـ أساليب الابتكار في اللغة العربية ونشرها.

ـ مجتمع المعرفة والخصوصيات الثقافية والحضارية.
ـ نشر المعرفة باللغة العربية.

3 ـ وسائل بناء "مجتمع المعرفة" و وظائفه
ـ التربية والتكوين والتعليم والبحث.
ـ الثقافة والقيم المشتركة.
ـ التنمية الاقتصادية الاجتماعية .

خالد سعد
11-10-2010, 12:25 AM
كانت المعرفة وستبقى محددا أساسيا لكينونة الانسان ووجوده النفسي والاجتماعي، لكن تطور الحياة البشرية رفع اليوم من تأثير الفكرة، وجعلها من أقدر أدوات التغيير وأكثرها فعالية . والنظر الى التطور الجذري الذي لحق تقنيات الاتصال في زمننا الراهن، لابد أن يخلص الى أن البشرية مقبلة في قادم الأيام والسنين على تحولات نوعية ستشمل مختلف بنياتها وقواعد انتظامها، فضلا عن قيمها وأعرافها وأذواقها. ومثل هذا التحول النوعي، الذي ذوب الحواجز المكانية وقارب بين المسافات الجغرافية الفاصلة بين الشعوب، لابد أن يجعل من المعرفة نقطة ارتكاز لهذا الفضاء التواصلي الذي يتمدد وينفتح على الكرة الأرضية بكامل أقطارها. وفي هذا السياق الباحث عن ماهية وملامح هذا التحول الجديد الذي ارتسم في حياة الانسان المعاصر يرى الكثير من الباحثين مثل بيتر دراكر، و رودولف ستيشوي وميشيل كارتيي أن البشرية قد شهدت اليوم ميلاد نمط مجتمعي جديد هو “مجتمع المعرفة”، يؤشر على لحظة انتقال وتحول.





بيد أن السؤال الذي يطرح هل معنى هذا أن المجتمعات القديمة لم تكن مجتمعات معرفة؟ هل معنى لفظ الانتقال هذا أن المعرفة لم تكن تشكل من قبل عنصرا مكونا في البناء المجتمعي؟





ان عبارة “الانتقال الى مجتمع المعرفة” تحتاج بلا شك الى ايضاح لمدلولها حتى لا تلتبس المعاني. ولعله من باب تكرار البداهات القول بأن المعرفة كانت دوما قاعدة السلوك والبناء في المجتمع البشري وعنصرا مكونا في عملية التشكيل النفسي والثقافي للفرد والجماعة. بصرف النظر عن طبيعة تلك المعرفة وقيمتها ونوعيتها. فالمجتمع الانساني يتمايز بمحض طبيعته عن المجتمع الحيواني بكونه لا يسلك تلقائيا وفق صوت الغريزة، بل له رؤيته المعرفية والقيمية التي يوجه بها نفسه، ويُنَمْذِجُ بها أساليب الاستجابة الى حاجاته الغريزية. وهذا الفارق الملحوظ بين المجتمعين الحيواني والبشري يؤكد بلا ريب حضور المعرفة في الاجتماع الانساني، كيفما كانت درجة تطوره. وهذا ما تؤكده الملاحظات الأنثروبلوجية في مقاربتها لأنماط الاجتماع، حتى تلك التي تنعت بالبدائية.





لكن صواب هذه الملحوظة لا يعني خطأ الكلام عن وجود انتقال الى مجتمع المعرفة، بل ان الحديث عن هذا الانتقال له ما يبرره ويؤكده. فلو رجعنا الى صيرورة انتقال البشرية ولحظات تطورها يمكن القول انه منذ اختراع المطبعة وشيوع الكتاب أخذت البشرية تشهد ظاهرة انتشار أوسع للمعرفة. حيث تكاثرت الكتب وتمدد حقل تداولها. ومنذ تحول المعرفة العلمية الى معرفة تقنية، وتجسدت الفكرة في الآلة، أخذت تبرز بوضوح تلك المقولة الديكارتية الناظرة الى المعرفة بوصفها “قوة” وهي ذات المقولة التي ستتكرر مع فرنسيس بيكون في القرن السابع عشر، ثم لاحقا مع نيتشه في نهاية القرن التاسع عشر.





وفي القرن العشرين، ومع ظهور صناعة الحاسوب وتقنية الاتصال أصبحت المعرفة موضوعا للتداول على نحو أوسع وأكثر كثافة. وهذا التحول هو ما جعل البعض يشير الى وجود نقلة نوعية وليست مجرد فعل تراكمي. فالمفكر الأمريكي بيتر دراكر يشير في كتابه “مجتمع ما بعد الرأسمالية” الصادر عام 1993 الى أن التحول التاريخي الذي يعتمل اليوم في الواقع العالمي تحول جذري ينقل البشرية الى الانتظام وفق نمط مجتمعي جديد بالقياس على سابقه من الأنماط، هو نمط “مجتمع المعرفة”.





ودلالة مفهوم “التحول النوعي” والايقاع الزمني الناظم لحدوثه، كان قد أوضحهما دراكر من قبل في العديد من كتبه منها كتابه “الواقع الجديد” الذي أصدره سنة ،1989 وسواء في هذا الكتاب أو غيره يميل هذا الباحث الأمريكي الى تقطيع الصيرورة التاريخية، والوقوف عند لحظات منتقاة على نحو لا يخلو من اعتساف ! وكمثال على هذا الاعتساف في تأويل التاريخ نحيل هنا على مقدمة كتابه “مجتمع ما بعد الرأسمالية”، حيث يشير الى أنه تقريبا في كل خمسين أو ستين سنة يحدث في سياق التاريخ الغربي انفصال أو قطيعة، انفصال يصل الى حد تغيير النظرة الى العالم وتبديل القيم الأساسية والنظم الاجتماعية والآداب والمؤسسات!! ثم يستدل دراكر على وجود هذه التحولات المفصلية في صيرورة التاريخ الأوروبي، بالتقاط أحداث ووقائع تدل عليها . لكن الحاصل من تأملي في نظريته هو أنها لا تخلو من اعتساف على لحظات التاريخ وافتعال في تقطيعها وتعليبها . فالتاريخ لا تنتظم صيرورته وفق عقارب الساعة، حتى اذا وصل العَدُّ الى خمسين أو ستين سنة يقفز قفزة نوعية جذرية تصل الى حد تغيير النظرة الى العالم وقلب القيم الأساسية كما يزعم دراكر انما ايقاع التاريخ هو ان كان بالفعل ينتظم بمنطق الصيرورة والتطور فإنني أعتقد انه ليس معلبا في تجاويف أرقام محددة .





صحيح ان دراكر يحاول التخفيف من قالبية رؤيته لكنه حتى بذلك لم يتحرر من الانزلاق في وهم امكان تعليب التاريخ البشري في اطارات زمنية محددة، وهو الوهم ذاته الذي سقطت فيه الكثير من فلسفات التاريخ، مثل فلسفة أوجست كونت التي حقبته الى مراحل ثلاث، أو الرؤية الماركسية التي قولبت التاريخ الأوروبي في اطار نظرية “المادية التاريخية” الى خمس مراحل! ثم ذهبت عن الامساك بصيرورة تواريخ الشعوب غير الأوروبية فاضطرت الى ابتداع نظرية “نمط الانتاج الآسيوي”.





لكن بعد هذا النقد الذي نستهدف منه الاحتراس من تلقي التحقيب الزمني الذي قدمه دراكر، أو غيره من المنظرين المسكونين بنزوع تعليب التاريخ في نماذج قبلية جاهزة، ثمة فائدة مهمة نراه قد أشار اليها، وأكدها قبله العديد من المفكرين، وهي النظر الى الواقع البشري الراهن بكونه آخذا في تجذير نمط حياتي نوعي، تحتل فيه المعرفة مرتبة الأولوية في سلم أدوات الانتاج.





لكن السؤال الذي بإمكانه أن يفتح مجالا أمام التفكير النقدي هو أي نوع من المعرفة هذا الذي يشيع ويتداول في واقع البشرية اليوم؟ أي نوع من المعرفة هذا الذي يتم تأسيس المجتمع المعاصر على أساسه؟ أليس السائد هو نمط من المعرفة التقنية التشييئية

خالد سعد
11-10-2010, 12:33 AM
مفاهيم و مصطلحات أساسية لإدارة المعلومات


إدارة المعلومات؛ مفاهيم و مصطلحات أساسية




1. مفهوم المعلومات (Information Notion) [1]



تشريح لغوي:


المعلومات مشتق من مادة ” ع ل م” وتدور مشتقاتها في نطاق العقل ووظائفه.وهي المقابل الأشمل والأدق للأصل الأجنبي INFORMATION، والمفرد “المعلومة” جائز في حالات معينة ، و”الإعلام” حالة خاصة من حالات التعبير عن أحد معاني الكلمة الأصلية، وليس عنها جميعا بصورة شاملة .


المعلوماتية INFORMATIC خطأ لغوي لأنها تصيغ المفردة المعبرة عن هذا الاتجاه التقني انطلاقا من الجمع (المعلومات) هذا غير مألوف في العربية…و هو خطأ شائع… أما الأصح لغويا فهو ( المعلومية) من معلومة أو يمكن استخدام مصطلح (معلومياء) وهو على مقاس اشتقاق عدة كلمات من هذا القبيل في اللغة العربية عن التعبير عن توجه عام.


مجتمع المعلومات Information society تعبير صحيح وكذا (المجتمع المعلومي) خطأ لغوي لأن الصفة – بياء التعريف - أتت من الجمع وهذا غير مقبول في اللغة العربية. وكذلك (مجتمع المعلومة) غير محبذ فكريا وليس لغويا لأن التعبير عن مجتمع كامل بمواصفات أساسية معينة لا يلائمه الحديث عن المعلومة بالمفرد. بل يلزم وصفه باستخدام كلمة الجمع أما (المجتمع المعلومي) فالمصطلح صحيحة فكريا ولغويا.


إصطلاحا:


استخدمت كلمة معلومات استخداما متباينا بتباين المجالات. حتى كادت تفقد معناها بدون ربطها بموضوعات علمية أو اجتماعية أو غيرها وقد أشار الباحث YUEXIAO في مقال له على أن هناك أكثر من أربعمائة تعريف للمعلومات قامت بوضعها متخصصون في مختلف المجالات والثقافات والبيئات وأوضح بأن المستوى الفلسفي هو أكثرها شمولية بينما قام SHARDER في كتابه ” In Search Of A Name Information Science and Its Conceptual Antecedents.1984” بحصر حوالي 18 تعريفا لطبيعة المعلومات.


وسنورد هنا بعض هذه التعريفات.


أولها لـ: BUCKLAND .M 1991


في كتابه Information As Thing


إذ ينظر للمعلومات على أساس أن لها ثلاثة استخدامات رئيسية هي:


1- المعلومات عملية أي أنها فعل الإعلام.
2- المعلومات كمعرفة وذلك للدلالة على ما تم إدراكه في المعلومات كعملية .
3- المعلومات كشيء ويشرح ما يدعو إليه بأن الصفة المفتاحية للمعلومات كمعرفة هي أنها غير ملموسة إي أنه لا يستطيع أحد أن يلمسها إذا فلا بد عند توصيلها من التعبير عنها ووصفها أو تمثيلها بطريقة مادية: كإشارات أو نصوص أو اتصال مما سيشكل المعلومات كشيء.


أما TOM STONIER في كتابه ” Information and the Internal Structure of the Universe Cited,1990” يرى أن المعلومات هي إحدى الخصائص الأساسية للكون، شأنها شأن المادة والطاقة، فهي ليست مقصورة على الكائنات الحية لكنها جزء من أي نظام يعرض عملية التنظيم. فإنه إذا كانت الكتلة هي التعبير عن المادة وقوة الدافع هي التعبير عن الطاقة الميكانيكية فإن التنظيم هو التعبير عن المعلومات .


وفي تخصص علم المكتبات والمعلومات فهي تغير الحالة المعرفية للمتلقي وهي مرحلة وسطى بين البياناتDATA والمعرفةknowledge أي تكامل المعلومات المنظمة واستخدامها في شيء مفيد.


والمعلومات هي المعطيات الناتجة عن معالجة البيانات يدويا أو حاسوبيا أو بالحالتين معا ويكون لها سياق محدد ومستوى عال من الموثوقية.


وتختلف المعلومات عن البيانات في أن المعلومات تعطي الفرصة لاتخاذ القرارات بما يتوفر لديهم من تحليل كامل للبيانات ومن نتائج لهذا التحليل. غير أن البيانات تبقى مجرد معطيات غامضة ومجردة لا يمكن الاستفادة منها إلا بعد معالجتها يدويا باستخدام الحاسوب.


وفي ضوء ذلك يمكننا القول بأن المعلومات حالة ذهنية , ومن ثم فأنها المورد الذي بدونه لا يمكن للإنسان استثمار أي مورد آخر , وعليه فان مفهوم كلمة ( معلومات ) وبما يتوافق مع ( عصر المعلومات ) الذي نعيشه اليوم ينص على (أن المعلومات سلعة يتم في العادة إنتاجها أو تعبئتها بأشكال متفق عليها وبالتالي يمكن الاستفادة منها تحت ظروف معينة في التعليم والأعلام والتسلية أو لتوفير محفز مفيد وغني لاتخاذ قرارات في مجالات عمل معينة.


2. خصائص المعلومات[2]


1- خاصية التميع والسيولة , فالمعلومات ذات قدرة هائلة على التشكيل ( إعادة الصياغة ) , فعلى سبيل المثال يمكن تمثيل المعلومات نفسها في صورة قوائم او أشكال بيانية أو رسوم متحركة أو أصوات ناطقة .


2- قابلية نقلها عبر مسارات محددة ( الانتقال الموجه ) أو بثها على المشاع لمن يرغب في استقبالها.


3- قابلية الاندماج العالية للعناصر المعلوماتية, فيمكن بسهولة تامة ضم عدة قوائم في قائمة أو تكوين نص جديد من فقرات يتم استخلاصها من نصوص سابقة.


4- بينما اتسمت العناصر المادية بالندرة وهو أساس اقتصادياتها , تتميز المعلومات بالوفرة , لذا يسعى منتجوها إلى وضع القيود على انسيابها لخلق نوع من ( الندرة المصطنعة ) حتى تصبح المعلومة سلعة تخضع لقوانين العرض والطلب , وهكذا ظهر للمعلومات أغنياؤها وفقراؤها وأباطرتها وخدامها وسماسرتها ولصوصها .


5-خلافا للموارد المادية التي تنفذ مع الاستهلاك لا تتأثر موارد المعلومات بالاستهلاك بل على العكس فهي عادة ما تنمو مع زيادة استهلاكها لهذا السبب فهناك ارتباط وثيق بين معدل استهلاك المجتمعات للمعلومات وقدرتها على توليد المعارف الجديدة.


6- سهولة النسخ, حيث يستطيع مستقبل المعلومة نسخ ما يتلقاه من معلومات بوسائل يسيرة للغاية ويشكل ذلك عقبة كبيرة أمام تشريعات الملكية الخاصة للمعلومات.


7- إمكان استنتاج معلومات صحيحة من معلومات غير صحيحة أو مشوشة , وذلك من خلال تتبع مسارات عدم الاتساق والتعويض عن نقص المعلومات غير المكتملة وتخليصها من الضوضاء .


8- يشوب معظم المعلومات درجة من عدم اليقين, إذ لا يمكن الحكم إلا على قدر ضئيل منها بأنه قاطع بصفة نهائية.


3. علم المعلومات(Information Science)


إن قضية وضع تعريف لعلم المعلومات هي مشكلة مزمنة صاحبت هذا العلم منذ بداياته وما تزال حتى اليوم تحظى بنقاش كبير وجدل واسع، وتلك ظاهرة طيبة، تدل على حيوية هذا العلم وتجدده وتطوره المتنامي المستجيب للتقدم العلمي الذي تشهده ميادينه النظرية والتطبيقية والحقول العلمية الأخرى المرتبط بها علمياً أو عملياً فالعلم لا يتحجر وإنما يتطور كل يوم بالنماذج الجديدة، ومن لايقبل هذا التطور فليس هو بعالم ويسعى علماء المعلومات في أنحاء العالم إلى وضع نظرية شاملة لعلم المعلومات وبناء قوانينه العلمية وإنجاز تعريفه الموحد.


فهو من العلوم الحديثة النشأة ولم يتجاوز عمره النصف قرن. وإن البحث في قضية تعريفه مسألة طبيعية، لن تعيق تطوره، فعلم كالاتصال مثلاً لم يتم الاتفاق على تعريف جامع له، وليس ذلك عيباً في علم الاتصال إذ إن مشكلة صياغة التعريفات مشكلة شائعة في كل العلوم ولاسيما الحديثة منها على وجه الخصوص. لقد وضع الرواد الأوائل ومن جاء بعدهم تعريفات متعددة لعلم المعلومات، وأن اختلفت هذه التعريفات في صياغاتها اللغوية أو تفصيلاتها الجزئية، فإنها تتفق في معانيها الشاملة وفي أطرها العامة، وقد عبرت في مجملها عن قضية واحدة ولكن من وجهات نظر متعددة.


والتعريف الذي صدر عن مؤتمري معهد جورجيا للتكنولوجيا، المعقودين عامي 1961 و1962 كان أكمل وأشمل التعريفات، وأن باقي التعريفات وإن زادت عليه أونقصت عنه، فإنها تصدر منه وترد إليه، فضلاً عن كونه أول وأقدم هذه التعريفات وله قوة الإجماع العلمي لصدوره عن مؤتمر ترعاه مؤسسة علمية سعت من خلاله إلى وضع برامج دراسية لأخصائيي المعلومات، لذلك فقد تم اعتماده أساساً لمناقشة التعريفات الأخرى ومقارنتها به.


عرف مؤتمر معهد جورجيا علم المعلومات بأنه: ” العلم الذي يدرس خواص المعلومات وسلوكها والعوامل التي تحكم تدفقها، ووسائل تجهيزها لتيسير الإفادة منها إلى أقصى حد ممكن، وتشمل أنشطة التجهيز، إنتاج المعلومات وبثها وتجميعها وتنظيمها واختزانها واسترجاعها وتفسيرها واستخدامها والمجال مشتق من أو متصل بالرياضيات، المنطق، اللغويات، علم النفس، تكنولوجيا الحاسوب الإلكتروني، بحوث العمليات، الاتصالات،علم المكتبات، الإدارة. وبعض المجالات الأخرى”


إن هذا التعريف يحدد ثلاث مواصفات أساسية لعلم المعلومات هي:


• إنه يدرس ظاهرة ” المعلومات” خواصا وسلوكاً وتدفقاً وتجهيزاً لغرض الإفادة.
• له جانبان أحدهما علمي نظري، والآخر عملي تطبيقي.
• له ارتباطات وتداخلات موضوعية أساسية مع حقول علمية متعددة.
ويلاحظ أن “علم المكتبات” يرد في التعريف عند آخر قائمة العلوم المتصلة بعلم المعلومات، وهو العلم الأكثر عطاء لهذا العلم الجديد، حيث قدم له الأدوات والأساليب المهنية الأساسية للعمل المعلوماتي.


4. انفجار المعلومات.[3]


أصبحت المجتمعات المعاصرة ومؤسساتها العلمية والثقافية والإنتاجية تواجه تدفقاً هائلاً في المعلومات التي أخذت تنمو بمعدلات كبيرة نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة وظهور التخصصات الجديدة، وتحول إنتاج المعلومات إلى صناعة وتتخذ هذه المشكلة في تفجر المعلومات مظاهر عديدة وهي:


أ ـ النمو الكبير في حجم النتاج الفكري


فهناك من يرى أن معدل النمو السنوي للنتاج الفكري كان يتراوح بين 4-8%، وأصبحت كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة.


فلو أخذنا على سبيل المثال شكلاً من أشكال النثر كالدوريات فسنجد تطوراً كبيراً في حجم النتاج الفكري، فبعد أن كان يبلغ حوالي مئة دورية عام 1800، أصبح يزيد على 70 ألف دورية في عقد الثمانينيات وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن النتاج الفكري السنوي مقدراً بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين 12-14 مليون وثيقة. ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقارب من مليون دورية يضاف لها ما يقارب 15 ألف دورية جديدة في كل عام. أما الكتب فقد بلغ الإنتاج الدولي منها حوالي 600 ألف كتاب.


ب ـ تشتت النتاج الفكري


كان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتداخل في صنوف المعرفة أثره في ظهور فروع جديدة مثل الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية وموضوعات أخرى ضيقة ودقيقة• وكلما زاد الباحثون تخصصاً وتضخم حجم النتاج الفكري قلت فعالية الدوريات التي تغطي قطاعات عريضة، ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل النتاج الفكري والإحاطة به من قبل الباحثين والدارسين.


جـ ـ تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها


تتنوع مصادر المعلومات المنثورة وتتعدد لغاتها أيضاً• فبالإضافة إلى الكتب والدوريات والرسائل الجامعية والتقارير العلمية وبراءات الاختراع والمعايير الموحدة والمواصفات القياسية• هناك المصغرات والمواد السمعية والبصرية وأوعية المعلومات الإلكترونية كالأقراص المتراصة (CD-ROM) والوسائط المتعددة (Multi-Media) والأوعية الفائقة أو الهيبرميديا (Hypermedia) وسواها.


5. نظرية المعلومات (Information Theory) [4]


إن بؤرة الاهتمام العلمي المشترك لعلم المعلومات تتركز حول فكرة المعلومات. وبذلك تشكل ما يمكن تسميته بالنظرية العامة للمعلومات التي تمثل نظريه شانون وويفر((Weaver and Shannon للاتصال إحدى حالاتها الخاصة1 . والتي يراد بها النظرية الرياضية للمعلومات.


ونظرية المعلومات تطورت بموجب ما أتاحته ثلاثية التقدم الجديدة (المعلومات، والحاسبات، والاتصالات) وتحويل البيانات إلى معلومات ونقل المعلومات من جانبها النظري التطبيقي وتحويلها إلى خبرة وتخزينها واسترجاعها بشكل أسي exponential 101 ,102 ,103 …… 106 ……… اعتبر فيها وحدة المعلومات هي الحرف وجزء المعلومة هو الحد الأدنى الذي يساند عملية اتخاذ القرار بين بديلين. كما إن تفوق الحاسب على كل وسائط وقنوات المعرفة عبر التاريخ كله كان له أبعاده في هذا المجال على النحو الآتي:


1.فيما يخص عصر اللغة المنطوقة كانت وحدة التعامل 102 وحدة ثنائية يعالجها الإنسان.


2.خلال عصر اللغة المنطوقة أصبحت 107 وحدة ثنائية.


3.في حين بلغت في عصر الطباعة ما يزيد عن 1017 وحدة ثنائية.


4.في حين بلغت في عصر الحاسبات 1025 وحدة ثنائية.


ولكي يتضح مغزى ما توصل إليه العلماء نفترض أن هناك إنسانا يقرأ بسرعة 1000 كلمة في الدقيقة لمدة 6 ساعات يوميا على مدى 70 سنه فانه لن يقرأ أكثر من 1010×2 المعلومة. وهى نفس القدر من المعلومات التي يستطيع أن يقرأها الحاسب في عشرة دقائق.


أما التطور الآخر الذي صاحب هذه النظرية فهو النمو الكوني للأفكار أي (نموذج الأفكار الكوني) الذي اعتمد على 5 طبقات وهذه الطبقات الخمسة هي:


1. Transport Layer
2. Network Layer
3. Information Layer
4.Action or Application Layer
5. Management Layer


على إن الطبقتين الأوليتين أعلاه نضمن فيهما ما يلي:


سرعة نقل البيانات، وتنوع المعلومات وتكاملها، وضبط الشبكات.


6. ثقافة المعلومات(Information Literacy) [5]


لعل من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة هو كيفية التعامل مع هذا الفيض الهائل من المعلومات في كافة اشكالها و صورها.


و يبرز مصطلح ثقافة المعلومات كواحد من أهم المصطلحات التي تم تداولها في الإنتاج الفكري المتخصص في المجال خلال السنوات القليلة الماضية.


و قد تبلورت عدة تعريفات للثقافة المعلوماتية، لعل أهمها هو أنها مجموعة القدرات المطلوبة التي تمكن الأفراد من تحديد احتياجاتهم من المعلوماتInformation needs في الوقت المناسب، و الوصول إلى هذه المعلومات و تقييمها و من ثم استخدامها بالكفاءة المطلوبة.


و قد ازدادت أهمية ثقافة المعلومات في ظل الثورة التقنية الهائلة التي تشهدها المجتمعات في الوقت الراهن.


و نظرا لتعقد البيئة المعلوماتية الحالية، يواجه الأفراد بدائل و خيارات متعددة تتعلق بحصولهم على المعلومات سواء في مراحل دراستهم الجامعية أو في عملهم و حتى فيما يتعلق بحياتهم الشخصية.


و نظرا للتنوع الكبير في أشكال مصادر المعلومات و توافر معلومات تفتقر إلى الدقة و المصداقية ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمعلومات المتاحة في شكل إلكتروني، فلقد فرضت ذلك تحديات جديدة تمثلت في ضرورة إلمام الأفراد بهذه المهارات لمساعدتهم على تحديد اختياراتهم المناسبة من المعلومات.


و تعرف اليونسكو ثقافة المعلومات بأنها ” تهتم بتدريس و تعلم كافة أشكال و مصادر المعلومات، و لكي يكون الشخص ملما بثقافة المعلومات فيلزمه أن يحدد:
لماذا و متى و كيف يستخدم كل هذه الأدوات ، و يفكر بطريقة ناقدة في المعلومات التي توفرها” .


وتمثل الثقافة المعلوماتية أساسا لا غنى عنه للتعلم مدى الحياة، فهي ضرورية لكل التخصصات في كل بيئات التعلم و كافة مستويات التعليم .و يمكن تحديد سمات الشخص المثقف معلوماتيا على النحو التالي :


القدرة على تعريف مدى المعلومات المطلوبة.


الوصول للمعلومات المطلوبة بسرعة و بكفاءة.


التقييم الناقد لمصادر المعلومات.


استخدام المعلومات بكفاءة لإنجاز المهام المطلوبة.


الإلمام بالقضايا الاقتصادية و القانونية و الاجتماعية المرتبطة باستخدام المعلومات و مصادرها.


استخدام المعلومات بطريقة قانونية و أخلاقي.


7. تكنولوجيا المعلومات( Information Technology ) [6]


مجموعة من الأدوات تساعدك على العمل مع المعلومات، و إجراء مهام تتعلق بتجهيز المعلومات و معالجتها. وتتضمن تلك المجموعة سبعة عناصر رئيسية تشكل البنية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات، وهذه العناصر السبعة يطلق عليها تكنولوجيا المعلوماتInformation Technology وهي كما يلي :


1- أدوات وأجهزة المدخلات والمخرجات Input and Output Devices التي تستخدمها لإدخال المعلومات والأوامر وإستقبال نتائج طلباتك (عن طريق السماعة أو الرؤية).و أدوات وأجهزة المدخلات والمخرجات تشتمل الماوس ولوحة المفاتيح وشاشة العرض والطابعة…


2- البرمجياتSoftware أو مجموعة التعليمات المستخدمة لأداء مهمة معينة لك والبرمجيات تشتمل: أنظمة التشغيل. برمجيات لمعالجة الكلمات، والميزانية، والأجور، والاتصالات، …


3. أدوات وأجهزة الاتصالات وهي تشمل المودمات Modems والأقمار الصناعيةSatellites و الكابلات المحورية ….


4.وحدة المعالجة وتحتوي على مكونين وحدة المعالجة المركزية Central Processing Unite والذاكرة الداخلية Internal Memory .فوحدة المعالجة المركزية تقوم بتنفيذ البرمجيات لتأدية مهمة معينة، بينما تقوم الذاكرة بالعمل كمنطقة التخزين المؤقت للبرمجيات والمعلومات .


5- المعلومات التي تتعامل معها واليوم يمكنك أن تتعامل مع المعلومات في أشكال متنوعة نصوص مقروءة و مسموعة و مرئية ومتحركة…


6- أدوات وأجهزة التخزين التي تحفظ المعلومات والبرمجيات ومن أدوات وأجهزة الاختزان الأقراص المدمجة CD-ROM والأشرطة والأقراص.


7- والأخير والأهم الناس أو العنصر البشري..


8. المعلوماتية (Informatics)


نظرا لارتباط المعلوماتية بمجالات وأنشطة تطبيقية مختلفة، الأمر الذي يلزم التمييز أولا ما بين المصطلحات والمفاهيم الأساسية التي تربط بكل من المعلوماتية فهي أوسع من كونها حوسبة للمعلومات او بتعبير آخر استخدام الحاسوب لإنتاج المعلومات فقط. كما ان إدارة المعرفة كمصطلح مفاهيمي لا يوجد تعريفاً محدداً لها على الرغم من إنها تأتي في المقام الأول نظرا لفوائد توظيفها يمكن الاتفاق على ان المعلوماتية في نقطة تطورها الراهنة واللانهائية هي ذلك الإطار الذي يشتمل على علوم الحاسوب وأنظمة المعلومات وشبكات الاتصال وتطبيقاتها في مختلف مجالات العمل الإنساني المنظم وفي مقدمتها إدارة الأعمال ويرتبط بحقل المعلومات تخصصات وحقول مهمة مثل الرياضيات، بحوث العمليات، علم المعلومات والمكتبات، الإدارة، الاقتصاد، اللسانيات، علم النفس وعلم الاجتماع…الخ، وبطبيعة الحال تتباين مساهمة كل حقل من هذه الحقول تبعا لتطور التخصص نفسه ودرجة تلاقيه وتكامله مع المعلوماتية، التي تتجدد اليوم بالأنظمة التي تستند الى تقنيات المعرفة الذكية.


لذا فان جوهر المعلوماتية هو تقنيات المعلومات من عتاد وحواسيب وبرمجيات والشبكات ومزودات قواعد البيانات ومحطات اتصال، بالإضافة الى العنصر الأهم في هذه المنظومة المتكاملة وهو الإنسان صانع المعرفة “الرأسمال الفكري” من حيث صيرورتها وتشكيلها وأساليب استخدامها، وبمعنى أدق أنها منظومة تتكون من ثلاثة أبعاد رئيسية (المعلومات، الحواسب، والاتصالات) وتنطلق من المعالجة الآلية للبيانات والتي يستخدم فيها الحواسيب بجانب تقنيات الاتصالات المستخدمة في نقل المعلومات، ويعد بُعد المعلومات المولد للمعرفة هو الأساس باعتباره أثر ويؤثر في تطور الحواسيب والاتصالات.


تضم المعلوماتية كل من تكنولوجيا المعلومات وأنظمة المعلومات مع ضرورة التمييز بين تكنولوجيا المعلومات التي تمثل كل العتاد والبرمجيات المستخدمة في أنظمة المعلومات باعتبارها أعمال من نوع خاص تستخدم للحصول على البيانات للقيام بأنشطة النقل والتخزين والاسترجاع والمعالجة وتجهيز المعلومات وذلك من اجل دعم ومساندة نظم مؤسسية .


أما من ناحية المفاهيميه فان مصطلح المعلوماتية يدور في فضاء واسع من الحقول والتخصصات المتنوعة ويرتبط بأبعاد وعلاقات ومداخل متباينة منها ما هو مرئي واضح وملموس ومنها ما هو غير مرئي مؤثر وحيوي، وهذا ما يجعل مفهوم المعلوماتية غير واضح تماما وغير محدد بالإطلاق لأسباب تتعلق باتساع نطاق تطبيق واستخدام المعلوماتية من جهة وللتفنن اللغوي في إطلاق مصطلحات مرادفة للمعلوماتية أيضا، إن النظرة التحليلية للمصطلح تولد للوهلة الأولى انطباعا سريعا مفاده أن المعلوماتية تعني المعلومات أو الحوسبة (Information and computing) إلا انه لا يمكن تجاهل اعتبار المعلوماتية كحوسبة إلكترونية للمعلومات أو خلق آلي لها إن لم نقل أن المعلوماتية هي إنتاج لقيمة مضافة عن طريق حوسبة البيانات في حالات والمعلومات في حالات أخرى.


9. الأمية التكنولوجية Technology Illiteracy[7]


ظهرت الكتابة فبدأ التأريخ .. و حين بدأ التاريخ قسم الناس إلى من يقرؤون و يكتبون إلى من لا يقرؤون و لا يكتبون .. إنهم الأميّون إنها أمية القلم .. الأمية الأولى.
في نهاية الألفية الثانية اكتسح عالم المعلوماتية عالم الناس و أمسى الكمبيوتر خطاط الديوان و كاتب الرسائل و وسيط الاتصال.. فأمسى تعلم استخدامه و إتقان لغوياته و برمجياته ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في مجال العمل المؤسساتي .. و أمست الأمية تارة أخرى أمية القلم الآلي .. فالأمية الثانية هي عدم القدرة على استخدام القلم الآلي.


كغيرها من الأميات هي الجهل بالتطورات التكنولوجية الحديثة وعدم معرفتهم التعامل وعها وإستخدامها.


10. نظام المعلومات (Information System) [8]


النظام يُعرف بأنه مجموعة من العناصر، يرتبط بعضها بعضاً بشكل علاقات منظمة تسعى إلى تنفيذ مجموعة من الأهداف. ويُعرف النظام بأنه مجموعة من العناصر المترابطة (أو الأجزاء المتفاعلة) التي تعمل معاً بشكل توافقي لتحقيق بعض الأهداف المرسومة والغايات المدروسة• ونستطيع أن نفهم من هذا التعريف أنه لا بد من أن تكون أجزاء النظام متآلفة ومترابطة ومتناسقة حتى يتمكن النظام من تحقيق أهدافه بشكل سليم.
ويُمكن تعريف نظام الحاسوب على يد أحد محللي النظم بأنه مجموعة المكونات المادية (Hardware) والبرمجيات (Software) والإنسان (Human)، بينما يعرفه محلل آخر بأنه مجموعة من وحدات الإدخال (Input) ووحدة المعالجة المركزية (CPU) ووحدات الإخراج (Output)
ويُسمى النظام الذي يعالج البيانات (Data) ويحولها إلى معلومات (Information) ويزود بها المستفيدين “نظام معلومات”.


ويُعرَّف نظام المعلومات بأنه: مجموعة العناصر البشرية والآلية اللازمة لجمع وتشغيل البيانات لغرض تحويلها إلى معلومات تساعد في اتخاذ القرارات. ويقوم نظام المعلومات باستقبال البيانات الأولية (المدخلات) ومعالجتها وتحويلها إلى معلومات (مخرجات) نستطيع الإفادة منها•وتستخدم مخرجات النظام وهي المعلومات لاتخاذ القرارات وعمليات التنظيم والتحكُّم (Control) داخل المؤسسة.


وعليه، يمكننا تصور نظام المعلومات على أنه مكون من الإنسان والحاسوب والبيانات والبرمجيات المستخدمة في معالجتها بهدف إمداد المؤسسة بالمعلومات اللازمة لها عند الحاجة• ويتصوره آخرون على أنه مكون مما يلي:


1ـ المدخلات Input وهي البيانات.


2ـ المعالجة (العمليات) Processing وتتكون من جهاز الحاسوب نفسه والبرمجيات المستخدمة في معالجة البيانات والملفات والأشخاص.


3ـ المخرجات Output وهي المعلومات Information .


إن نظام المعلومات تنظيمٌ يُؤمن نقل المعلومات والسيطرة عليها من مصادرها ومنتجيها، إلى المستفيدين منها والمستهلكين لها بهدف استثمارها في أعمالهم ومشاريعهم اليومية والمستقبلية•


تتكون المكتبة أو مركز المعلومات عادةً من أجزاء منفصلة من الناحية الشكلية إلا أنها متصلة وظيفياً تعرف بالنُظُم. ويختلف النظام المكتبي التقليدي عن النظام المحوسب في أن النظام التقليدي يعتمد اعتماداً كاملاً على العمل اليدوي الذي يقوم به الأفراد، أما إذا استُخدِم الحاسوب في تنفيذ بعض أو كل العمليات المكتبية فيُعرف النظام بأنه نظام مبني على الحاسوب.


وقد يشتمل كل نظام مكتبي كبير على عدد من النظم الصغيرة تعرف باسم النظم الفرعية (Sub - Systems). فقد تشتمل المكتبة على نظم فرعية للتزويد والفهرسة والمراجع والإعارة والدوريات، ويقسم كل نظام فرعي من الأنظمة السابقة إلى نظم أخرى صغيرة، فقد يشتمل نظام الإعارة مثلاً على نظم صغرى مثل نظام الإعارة الخارجية ونظام إرجاع الكتب ونظام إحصاءات الإعارة. وينتج عن هذا التقسيم مستوىً آخر من النظم يقسم بعضها بدوره إلى أقسام صغرى. فعلى سبيل المثال، قد يشتمل نظام إعارة الكتب الخارجي على نظم فرعية خاصة بالإعارة العادية والإعارة الخاصة والغرامات. وتستمر عملية تقسيم النظام الكبير إلى نُظُم صغيرة حسب الحاجة وكلما أمكن ذلك.


11. إدارة المعلومات (Information Management ) [9]


إدارة المعلومات هي ببساطة، حقل علمي في طريقه إلى أن يصبح أكثر شيوعاً وتنظيماً. ويهتم هذا الفرع العلمي بضمان المداخل التي توصل إلى المعلومات، و توفير الأمان و السرية للمعلومات، و نقل المعلومات و إيصالها إلى من يحتاجها، و خزن المعلومات و استرجاعها عند الطلب. و إدارة المعلومات هي العملية التي تتضمن إستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات لتوفير إستخدام أكثر فاعلية و كفاءة لكل المعلومات المتاحة لمساعدة المجتمع، أو المنظمة، أو الأفراد في تحقيق أهدافهم. و تتعامل إدارة المعلومات بشكل عام مع الوثائق، و برمجيات الحاسوب، و المعلومات الصوتية و الصورية، و ما إلى ذلك. و يتمركز إهتمام إدارة المعلومات حول فاعلية المعلومات، و حداثتها، و دقتها، وسرعة تجهيزها، و كلفتها، و خزنها و إسترجاعها. في حين أن خلق المعلومات، ودراستها، و تعلمها، و معناها، و فهمها هي ليست الموضوعات المركزية لهذا الفرع العلمي التطبيقي.


ومن الواضح أن لإدارة المعلومات الجيدة دوراً مهماً تلعبه في فعاليات المعرفة المختلفة في المجتمعات من خلال مساهمتها في خلق قواعد بيانات المعرفة، و جمع المعرفة و تصنيفها، و تطوير مراكز المعرفة و ضمان انسياب المعرفة فيها، و ما إلى ذلك.


وإدارة المعلومات، كمصطلح علمي، إنتشر استخدامه في الأدبيات المختلفة لعلم المعلومات، و إدارة الأعمال، و غيرهما من التخصصات العلمية. أما في الجانب الأكاديمي، فقد ظهرت العديد من البرامج الأكاديمية في هذه الجامعة أو تلك و التي تمنح درجات علمية (بكالوريوس، و ماجستير، و دكتوراه) في إدارة المعلومات. و كما هو معروف، فإن ظهور برامج أكاديمية في أي تخصص من التخصصات يؤدي بالضرورة إلى تطور التخصص و تنامي معارفه لما يرافق هذه البرامج من بحوث علمية و اكتشافات متنوعة. و تتمحور المقررات الدراسية التي يتوجب على طلبة إدارة المعلومات دراستها حول نظم المعلومات، و تكنولوجيا المعلومات، و الجوانب البيئية و الإجتماعية و الأخلاقية للمعلومات.


و في الجانب التطبيقي، تتعلق عملية “إدارة المعلومات” في الوقت الحاضر أساساً بنظم المعلومات و إستخدامها في إنتاج و بث و إيصال المعلومات. كما يتعلق بدراسة و تفهم إستخدام عدد من التكنولوجيات ذات العلاقة بمعالجة البيانات و إنتاج المعلومات. و في هذا السياق، هناك عدد من المصطلحات الفرعية، مثل، إدارة الوثائق، و إدارة الأرشيف، و إدارة المجموعات و مصادر المعلومات، و ما إلى ذلك التي تشكل جوانب الإهتمام التطبيقي لإدارة المعلومات.


12. تسويق المعلومات( Information Marketing) [10]


على الرغم من الأهمية البالغة لتسويق المعلومات كواحد من المجالات الحيوية الواعدة ذات التأثير بالنسبة لمستقبل المكتبات والعاملين بها إذا ما حققت نجاحات في زيادة معدلات وكفاءة استخدام تلك المكتبات وتقديمها لخدمات المعلومات التي تلبى احتياجات مجتمعاتها، فإن مجال تسويق المعلومات في الواقع لا يزال مجالاً قفراً مجهولاً بالنسبة لمعظم المكتبيين العرب، وبرامج إعداد المكتبيين، والأدبيات المهنية بالعربية، وإذا كانت الدراسات في الولايات المتحدة وبريطانيا قد أظهرت أن نسبة من لا يستخدمون المكتبات العامة من مجموع السكان في الولايات المتحدة الأمريكية هي 34%، وفى بريطانيا 24%، فعلينا أن نتساءل عن نسبة من يستخدمون المكتبات في بلداننا؟ في ظل الحقائق والإحصاءات الإقليمية كمعدلات أمية القراءة والكتابة، ومعدلات أمية المهارات المعلوماتية، وحقائق عالمية ملموسة، من أهمها التضخم المعلوماتى الهائل في إنتاج نشر المعلومات وخصوصاً الإلكترونية على المستويات العالمية، حيث قدر حجم المعلومات المختزنة على مستوى العالم بنحو من 5 اكسابايت exabytes في عام 2002 (حيث يساوى الاكسابايت نحو بليون جيجابايت gigabytes) وهو حجم هائل من المعلومات يكفى لاحتواء جميع الكلمات التي نطقها البشر بمختلف لغاتهم منذ مهد البشرية، ويعادل نصف مليون مكتبة بحجم مكتبة الكونجرس الأمريكي التي تضم نحو 19 مليون من الكتب والمواد المطبوعة التي يمكن اختزانها رقمياً بحجم 10 تيرابايت terabytes.


وتتعدد العوامل التي تلقى بأعبائها الكبيرة على المكتبات اليوم وتدفعها إلى اللجوء إلى تسويق خدماتها في صراع للبقاء كواحدة من المؤسسات التي تقدم المعلومات وخدماتها وتسعى للاستمرار في هذا المجال، فمن تلك العوامل تقلص الموارد والميزانيات، والتنافس بين الأطراف التي تسعى لاجتذاب المستفيدين من المعلومات وتقديم خدمات المعلومات لهم، وهى منافسة تدخل فيها اليوم مع المكتبات العديد من المؤسسات بل والجماعات والأفراد من المنتجين والمسوقين للمعلومات، ممن يعملون على اجتذاب المستفيدين من المعلومات من أفراد مجتمعاتهم في منافسة مفتوحة يسرها الواقع الجديد للعالم كقرية عالمية global village بما أصبح يتوافر اليوم من إمكانات للاتصال والبحث في مصادر المعلومات ومواقع الإنترنت وقواعد البيانات والفهارس الآلية المباشرة للمكتبات والتكنولوجيات الحديثة المتطورة باستمرار لنقل المعلومات واختزانها والإفادة منها، ومن خلال مواكبة مستجداته بالعلم والتخطيط والمنافسة.


الجهود والاتجاهات العالمية للتسويق في المعلومات والمكتبات


أدركت الجمعيات المهنية العالمية في مجال المعلومات أهمية التسويق في هذا المجال فبادرت إلى تشكيل أقسام خاصة بالتسويق تكون تابعة لها، كما نرى في قسم تسويق المكتبات العامة Marketing Libraries Section الذي تم تأسيسه في عام 1989 ليتبع جمعية المكتبات العامة (الأمريكية) PLA، وقسم الإدارة والتسويق Section on Management and Marketing الذي أسسه الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA في عام 1997 نظراً لتزايد الاهتمام الدولي بالتسويق في مجال المعلومات والمكتبات.


وكنتيجة لاستمرار الجهود التي ينسقها الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA فقد انطلقت حملة عالمية للتسويق في مجال المكتبات في أغسطس من عام 2001 تحت شعار (حملة مكتبة العالم) أو“The Campaign for the World’s Liberaries” أثناء انعقاد مؤتمر الاتحاد الدولي المذكور المنعقد في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو استمرار للجهود التي بذلتها جمعية المكتبات الأمريكية ALA ونتجت عنها حملة أمريكية انطلقت في العام نفسه تحت شعار (حملة المكتبات الأمريكية) أو “Campaign for America’s Libraries”.
وتهدف تلك الحملات لزيادة الوغى بقيمة المكتبات والمكتبيين في القرن الحادي والعشرين، وزيادة استخدام المكتبات بأنواعها، والتمويل المتاح لها، وزيادة مشاركة المكتبيين في القضايا العامة، وزيادة الدعم لمهنة المكتبات بشكل عام، وهى حملة تستهدف الرأي العام، والمعلمين، والإدارة العليا في المؤسسات الحكومية، والإعلام، والجهات الممولة للمكتبات، وغيرها.


وقد صممت جمعية المكتبات الأمريكية ALA شعاراً خاصاً كماركة مسجلة لتوحيد الجهود للمكتبات حول العالم هو: “@Your Library TM“، وقد تمت ترجمة الشعار إلى عشرين لغة منها اللغة العربية التي اعتمد فيها على النحو التالي:
@ مكتبتك TM، ويمكن نسخ هذا الشعار بصورة إلكترونية من موقع خصص لهذا الغرض لجمعية المكتبات الأمريكية على شبكة الإنترنت فى العنوان التالي: You can see links before reply@yourlibrary/download.cfm، (You can see links before reply@yourlibrary/download.cfm،) وتقترح الحملة استخدام الشعار المذكور على المكتبات، والرسائل الإعلامية المختلفة، والجداريات (البوسترات)، والمطويات وغيرها من المطبوعات، والبطاقات الشخصية للناشطين فى تلك الحملة، بل وبطاقات الإعارة للمكتبات، وغيره.


13. مجتمع المعلومات. Information Society


لأن المجتمعات ظلت على مدار الزمن في حركية دائمة ، ولأنها كانت تسعى دائما إلى التطوير والتحسين من مستوى الحياة والرقي إلى الأفضل ، فقد تمكنت وبفضل ما قدمته من تضحيات وأبحاث على مستويات عالية من التحليل أن تصل إلى تحسينات جديدة، كانت أهمها على الإطلاق ” مجتمع المعلومات” ولأنها لا تزال حديثة عن تطبيقات الفكر الإنساني تطرح أسئلة كثيرة عن ماهيتها وكيفية تطورها وخصائصها التي أهلتها لأن تصبح الهدف المنشود الذي تسعى إلى تحقيقه كل دول العالم على إختلاف توجهاتها، والتي كثيرا ما تثار الأسئلة حول مقوماتها وأهدافها .


إن مجتمع المعلومات يعتبر وإلى حد كبير مفهوما جديدا لم تتبلور معالمه بعد في المفهوم العالمي للباحثين في مختلف القارات ،وذلك ليس غريبا لأن ملامحه غير واضحة بالقدر الكافي حتى بالنسبة للمواطنين العاديين الذين يتعاملون معه في حياتهم اليومية من خلال بعض مظاهره كشبكة الإنترنيت مثلا ، بغير إدراك للأبعاد النظرية له وللنتائج العلمية والسياسية والثقافية .


“وقد أدى النمو الإقتصادي العالمي المتزايد ممزوجا بالتطور التكنولوجي إلى توظيف المعلومات كمحرك أساسي للتغير الاجتماعي ،مما أدى إلى ظهور مصطلح ”مجتمع المعلومات ” في بداية الثمانينات للدلالة على المرحلة الجديدة التي تمتدد عبر تاريخ البشرية، وتتميز بأنها تعتمد أساسا على قاعدة متينة من المعلومات تشكل موردا أساسيا لاقتصاديات ترتكز على هياكل قاعدية تكنولوجية .”[11]
عرف مجتمع المعلومات مسميات عديدة كالمجتمع مابعد الصناعي ومجتمع ما بعد الحداثة، المجتمع الرقمي، المجتمع الشبكي، المجتمع اللاسلكي، المجتمع الكوني، المجتمع المعلوماتي، مجتمع الموئسات.


التعريف الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات جنيف 2003


”مجتمع يستطيع كل فرد فيه إستحداث المعلومات والمعارف والنفاذ إليها وإستخدامها وتقاسمها بحيث يمكن الأفراد والمجتمعات والشعوب من تسخير كامل إمكانياتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة وفي تحسين نوعية حياتهم ”.[12]


*التعريف الذي تبناه تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003 . ” المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي من الإقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولا للأرتقاء بالحالة الإنسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية”.[13]


التعريف الذي تبناه محمد فتحي عبد الهادي:” المجتمع الذي يعتمد اعتمادا أساسيا على المعلومات الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة إستراتجية وكخدمة وكمصدر للدخل القومي وكمجال للقوى العاملة مستغلا في ذلك كافة إمكانيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبما يبين استخدام المعلومات بشكل واضح في كافة أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بغرض تحقيق التنمية والرفاهية”.[14]


إذن هو مجتمع جامع ومنصف قوامه الإنسان يتاح فيه لكل فرد حرية إنشاء المعلومات والمعرفة والنفاذ إليهما والاستفادة منهما وتقاسمهما ونشرهما لتمكين الأفراد والمجتمعات والشعوب من تحسين نوعية الحياة وتحقيق ذواتهم الكاملة ، وهي مجتمعات تؤسس على مبادئ العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وعلى المشاركة الكاملة للشعوب، رغم تعدد المسميات التي أطلقت على هذا المجتمع الحديث إلا أن الأساس الذي تنطلق منه واحد ، والذي يرتكز على حرية تداول المعلومات دونما قيد أو شرط وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة عن طريق الإتاحة المباشرة لها.


مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي تستخدم فيه المعلومات بكثافة كوجه للحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية …وهناك عدة معايير أو مؤشرات يمكن من خلالها وصف مجتمع بأنه معلوماتي. ونذكر منها:


1.المعيار التكنولوجي: تصبح تكنولوجيا المعلومات مصدر القوة الأساسية ويحدث انتشار واسع لتطبيقات المعلومات في المكاتب والمصانع والتعليم والمنزل .


2. المعيار الاجتماعي : يتأكد دور المعلومات كوسيلة للارتقاء بمستوى المعيشة وينتشر وعي الكمبيوتر والمعلومات ويتاح للعامة والخاصة معلومات على مستوى عال من الجودة .


3. المعيار الاقتصادي : تبرز المعلومات كعامل اقتصادي أساسي سواء كمورد اقتصادي أو كخدمة أو سلعة وكمصدر للقيمة المضافة وكمصدر لخلق فرص جديدة للعمالة .
.................................................. .........................


المراجع :

[1] متولي، ناريمان إسماعيل. اقتصاديات المعلومات: دراسة للأسس النظرية وتطبيقاتها العملية على مصر وبعض البلاد الأخرى. القاهرة: المكتبة الأكاديمية.1995.ص.ص. 65-69.
[2] الزبيدي، محمد عبود حسن.عـلـــم المـعـلـومات:نشأته وتعريفاته.[على الخط] .العربية 3000.ع.3. 2001. [2006.08.26].
[3] المالكي، مجبل لازم. خصائص وأبعاد مجتمع المعلومات.[على الخط] .العربية 3000.ع.1. 2000. [2006.08.26].
[4] الشهربلى، إنعام على توفيق.قيمة المعلومات في التفاعل الالكتروني:من منظور النظرية الرياضية للمعلومات: نموذج براغماتى.[على الخط] .العربية 3000.ع.2. 2005. [تاريخ الزيارة: 2006.11.26].
[5] عزمي، هشام. ثقافة المعلومات في القرن الحادي والعشرين .[على الخط] cybrarians journal .- ع 8 (مارس 2006) .[2006.08.26] [6] الشامي أحمد محمد. حسب الله السيد. الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات : انجليزي عربي.القاهرة :المكتبة الأكاديمية ،2001.مج. 2.ص. 1300
[7] بيزان، حنان الصادق. نحو إدارة عربية للموارد المعلوماتية: رؤية مستقبلية. 1 .[على الخط] . cybrarians journal . ع 8 (مارس 2006) .[2006.08.26].
[8] عليان.ربحي مصطفى . نظم وشبكات المعلومات الإنترنت نموذجا.[على الخط] .العربية 3000.ع.1. 2000. [2006.08.26].
[9] الصباغ، عماد. إدارة المعرفة ودورها في إرساء مجتمع المعلومات [على الخط].[2006.05.02].
[10] لشر، تريسا. تسويق المعلومات فى مواجهة معلوماتية تتنافس وموارد تتناقص.[على الخط] .العربية 3000.ع.2. 2005. [2006.11.26].
[11] أعراب ، عبد الحميد . مفهوم مجتمع المعلومات من خلال التجارب العالمية الرائدة . ورقة مقدمة إلى المؤتمر العربي الخامس عشر” المكتبات ومرافق المعلومات ودورها في إرساء مجتمع المعرفة ” . تونس 2- 5 مارس 2005 . الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات .
[12] عصر المعلومات . [على الخط المباشر].[22/2/2007] .

خالد سعد
11-10-2010, 12:42 AM
منذ تسعينات القرن الماضي يشهد العالم مناقشات خصبة وجادة حول الطريقة الأمثل للتعامل مع ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، خاصة وأنّ التطورات الجارية تبشّر بمستقبل جديد على مستوى الإنجاز المادي والتقدم التكنولوجي، ومراكز البث الإلكتروني، وبرامج التنفيذ في مجالات الإدارة والعمل الوظيفي . وكان من نتيجة تلك التطورات أن انتشرت مصطلحات جديدة : " مجتمع المعرفة " و " مجتمع المعلومات " و " مجتمع الاستهلاك " و " ما بعد الحداثـة " و " ما بعد المجتمع الصناعي " .
إنّ ثورة المعلومات، التي أصبحت هي الميزة الرئيسية للقرن الحادي والعشرين، تأثرت أو تداخلت مع ثورة أخرى وهي ثورة وسائل الاتصال الحديثة، وكل هذا أدى إلى انفجار معلوماتي كبير جدا بحيث أصبح من العسير على الإنسان استيعاب كل المعلومات المتوفرة ودراستها واستغلالها كما ينبغي . وهذه الصعوبة تحتم على الأفراد والمجتمعات تطوير تقنيات وأساليب تجميع وتخزين ومعالجة المعلومات بطريقة رشيدة وذكية وعقلانية .
وفي العالم العربي نشر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ( U N D P) تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 " نحو إقامة مجتمع المعرفة " الذي يتركز حول سبل تجاوز المعوق الرئيسي الثالث الذي يعترض طريق التنمية الإنسانية العربية وهو نقص المعرفة . ولأنّ مجتمع المعرفة مرتبط أشد الارتبـــــاط بـ " اقتصاديات المعرفة " كمصدر هام لثروات الأمم اليوم، فإنّ تنمية الرأسمال البشري يعتبر مطمح الأمم الحية . لذلك تعد رعاية الإبداع وترقيته من بين المتطلبات الحالية للمجتمعات المتطورة، نظرا لما لهذا الأمر من أثر إيجابي على المستويين الاقتصادي – الاجتماعي والثقافي – الحضاري .
ما هو مجتمع المعرفة ؟
أصبح مصطلح ثورة المعلومات وغيره من المفاهيم، كالمجتمع المعلوماتي ومجتمع المعرفة ومجتمع الحاسوب ومجتمع ما بعد الصناعة ومجتمع ما بعد الحداثة، ومجتمع اقتصاد المعرفة والمجتمع الرقمي وغيرها من المصطلحات، المميز الرئيسي لحقبة تاريخية هامة من تاريخ البشرية . ومجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي يحسن استعمال المعرفة في تسيير أموره وفي اتخاذ القرارات السليمة والرشيدة، وكذلك هو ذلك المجتمع الذي ينتج المعلومة لمعرفة خلفيات وأبعاد الأمور بمختلف أنواعها، ليس في بلده فقط بل في أرجاء العالم كله . لقد أفضت الثورة المعرفية إلى مجتمع المعرفة الذي أصبح يعتمد – أساسا – على المعارف كثروة أساسية، أي على خبرة الموارد البشرية وكفاءتها ومعارفها ومهاراتها كأساس للتنمية البشرية الشاملة، أي أنّ من هذه الموارد المعرفية يمكن إنتاج الكسب واستغلال الطاقات الإنتاجية بصفة أفضل من ذي قبل .
إنّ مجتمع المعرفة، بوضعه المعرفة في قلب المعادلات على اختلاف أنواعها " يشكل فرصة تاريخية نادرة ونقلة نوعية فريدة تجعل من المعرفة أساس السلطان والكسب والجاه "، كما أنّ مجتمع المعرفة " يضع الإنسان كفاعل أساسي، إذ هو معين الإبداع الفكري والمعرفي والمادي، كما أنه الغاية المرجوة من التنمية البشرية كعضو فاعل يؤثر ويتأثر ويبدع لنفسه ولغيره " من خلال شبكات التبادل والتخاطب والتفاعل . وهكذا يتبين أنّ المعادلة الاقتصادية الجديدة " لا تعتمد أساسا على وفرة الموارد الطبيعية ولا على وفرة الموارد المالية ، بل على المعرفة والكفاءات والمهارات، أي على العلم والابتكار والتجديد " .
الأبعاد المختلفة لمجتمع المعرفة في العالم العربي
أصبح لمجتمع المعرفة أبعاد مختلفة ومتشابكة يجب استغلالها كما ينبغي حتى لا نبقى نعيش على هامش المجتمع الدولي، ومن أهم هذه الأبعاد ما يلي :
(1) - البعد الاقتصادي، إذ تعتبر المعلومة في مجتمع المعرفة هي السلعة أو الخدمة الرئيسية والمصدر الأساسي للقيمة المضافة وخلق فرص العمل وترشيد الاقتصاد، وهذا يعني أنّ المجتمع الذي ينتج المعلومة ويستعملها في مختلف شرايين اقتصاده ونشاطاته المختلفة هو المجتمع الذي يستطيع أن ينافس ويفرض نفسه .
(2) - البعد التكنولوجي، إذ أنّ مجتمع المعرفة يعني انتشار وسيادة تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها في مختلف مجالات الحياة في المصنع أو المزرعة والمكتب والمدرسة والبيت... الـخ . وهذا يعني كذلك ضرورة الاهتمام بالوسائط الإعلامية والمعلوماتية وتكييفها وتطويعها حسب الظروف الموضوعية لكل مجتمع سواء فيما يتعلق بالعتاد أو البرمجيات . كما يعني البعد التكنولوجي لثورة المعلومات توفير البنية اللازمة من وسائل اتصال وتكنولوجيا الاتصالات وجعلها في متناول الجميع .
(3) - البعد الاجتماعي، إذ يعني مجتمع المعرفة سيادة درجة معينة من الثقافة المعلوماتية في المجتمع وزيادة مستوى الوعي بتكنولوجيا المعلومات وأهمية المعلومة ودورها في الحياة اليومية للإنسان . والمجتمع هنا مطالب بتوفير الوسائط والمعلومات الضرورية من حيث الكم والكيف ومعدل التجدد وسرعة التطوير للفرد، خاصة إذا علمنا أنّ التغيير سيطال أسس العمل نفسها، ذلك أنّ العمل في أي حقل كان سيتوقف على إدارة المعلومات والتصرف بها عبر الأدمغة الاصطناعية ووسائل الإعلامية . ولذا سنشهد ولادة فاعل بشري جديد هو الإنسان العددي الذي ينتمي إلى عمال المعرفة ( ذوي الياقات البيضاء ) الذين يردمون الهوة بين العمل الذهني والعمل اليدوي، إذ لا فاعلية في العمل من غير معرفة قوامها الاختصاص والقدرة على قراءة رموز الشاشات، مما سيطرح إطارا مفهوميا جديدا هو " العمالة المعرفيــة " .

(4) - البعد الثقافي، إذ يعني مجتمع المعرفة إعطاء أهمية معتبرة للمعلومة والمعرفة والاهتمام بالقدرات الإبداعية للأشخاص وتوفير إمكانية حرية التفكير والإبداع والعدالة في توزيع العلم والمعرفة والخدمات بين الطبقات المختلفة في المجتمع، كما يعني نشر الوعي والثقافة في الحياة اليومية للفرد والمؤسسة والمجتمع ككل.
(5) - البعد السياسي، إذ يعني مجتمع المعرفة إشراك الجماهير في اتخاذ القرارات بطريقة رشيدة وعقلانية أي مبنية على استعمال المعلومة، وهذا بطبيعة الحال لا يحدث إلا بتوسيع حرية تداول المعلومات وتوفير مناخ سياسي مبني على الديمقراطية والعدالة والمساواة وإقحام الجماهير في عملية اتخاذ القرار والمشاركة السياسية الفعالة .
إنّ مجتمع المعرفة لا يقتصر على إنتاج المعلومة وتداولها، وإنما يحتاج إلى ثقافة تقيّم وتحترم من ينتج هذه المعلومة ويستغلها في المجال الصحيح، مما يتطلب إيجاد محيط ثقافي واجتماعي وسياسي يؤمن بالمعرفة ودورها في الحياة اليومية للمجتمع .
ومهما كان أمر الحركات الفكرية المختلفة، بما فيها حركة ما بعد الحداثة التي قد لا تعنينا كثيرا في العالم العربي على اعتبار أننا لم ننخرط في عمق الحداثة أصلا، فمن المؤكد أنّ تنمية منظومة تكنولوجيا المعلومات ودمجها العضوي في مؤسساتنا التعليمية ومجتمعاتنا تشكل حاجة ملحة في عصر مجتمع المعرفة . مع العلم أنّ هذه المنظومة تحمل في طياتها قيما معرفية وثقافية هامة، إنها القيم المتصلة بالحاضر والمستقبل، إنها الروح الوثابة والمنهج النقدي الذي يستفز ركوننا إلى المسلمات الموجودة، ويحثنا على مراجعتها وإعادة النظر فيها.
ومن جهة أخرى، يكاد سؤال الهوية يكون الهاجس الوحيد الثابت في أية مقاربة لسيرورة مجتمع المعرفة، خاصة أنها أدخلت العالم في تفاعلات لم يعرفها من قبل، بسبب إسقاطها المستمر لحدود الزمان والمكان . لذلك أصبحت الشعوب والدول والثقافات أكثر حاجة للبحث عن شروط ومواصفات تؤكد اختلافها وتمايزها ووحدتها في آن واحد، بقصد تكوين علاقة واضحة بين الأنا والآخر.
إنّ أشدَّ ما يقلق البعض في القضايا التي يثيرها مجتمع المعرفة هو ما لها من آثار على الهوية والخصوصيات الثقافية، وهو قلق له ما يبرره في ظل ما نراه من محاولات قوى الهيمنة الاقتصادية تنميط سلوكيات البشر وثقافتهم في المجتمعات كافة وإخضاعها لنظام قيم وأنماط سلوك سائدة في مجتمعات استهلاكية، إذ يحمل فيض الأفكار والمعلومات والصور والقيم القادمة إلى كثير من المجتمعات إمكانية تفجّر أزمة الهوية، التي أصبحت من المسائل الرئيسية التي تواجه التفكير الإنساني على المستوى العالمي . وفي سياق هذه الأزمة تنبعث العصبيات القبلية والطائفية والمذهبية والقومية الضيقة، وتزداد الرغبة في البحث عن الجذور وحماية الخصوصية .
ويبدو أنّ هاجس الخصوصية الثقافية هو نفسه هاجس الأصالة والمعاصرة معا، إذ يخطئ من يعتقد أنّ حماية الذات الثقافية تكمن في عزلها عن العالم الخارجي وحمايتها من مؤثرات الثقافة الكونية . فغني عن التوكيد أنّ الذات الثقافية المطلوب حمايتها من الاغتراب هي ثقافة التغيير الشامل وليست ثقافة الجمود والاحتماء بالسلف الصالح، ثقافة الوحدة القومية بأفقها الإنساني الحضاري لا ثقافة الأجزاء المفككة التي يعتبر كل منها أنه بديل للأمة .
على أنّ بعض الدراسات تحاول التركيز على تاريخية ونسبية الهوية وعدم الإقرار بثباتها، مما يجعلها مرنة قد تتعايش أو تقتبس من ثقافات أخرى، بل قد تساعدها عوامل التقارب وسقوط الحواجز على تفاعل إيجابي وخلاق مع مجتمع المعرفة . لذلك، قد يكون السؤال ليس كيف نقاوم ثقافة مجتمع المعرفة ونحمي أنفسنا منها، ولكن كيف نعيش عالمنا الراهن بواقعية ودون تناقضات وتأزم وبلا إحساس بعقدة نقص أو خوف ؟ . كما أنّ بعض المقاربات ترى أنّ هذه الثقافة لا تهدد الهوية بالفناء أو التذويب، بل تعيد تشكيلها أو حتى تطويرها لتتكيّف مع الحاضر، فالإنسان يتجه نحو إمكانية أن يعيش بهويات متعددة ، دون أن يفقد أصالته القومية .
إنّ الثقافات الإنسانية، مهما أغرقت في تفرّدها وأصالتها، هي ثقافات مولَّدة، وهي حصيلة تلاقح وتفاعل مع الآخر أكثر مما هي ناجمة عن عبقرية خالصة صافية . ومعنى هذا أنّ أحدا لا يستطيع أن يزعم اليوم أنّ ثقافة ما، مهما كانت منزلتها في نظر أصحابها، تستطيع أن تدّعي لنفسها مكانة متميزة تستأثر بها دون سائر الثقافات، أو أن تنظر إلى نفسها نظرة السيد وتنظر إلى غيرها نظرة العبد .
وعلى هذا الأساس، علينا أن ندعو إلى شراكة معرفية بين منتجي المعرفة والعلم في الشرق والغرب معا، في الجنوب والشمال معا، وفي كل أرجاء العالم، وأن ندعو بالمقدار نفسه إلى توظيف حصيلة هذه الشراكة وما تنتجه من معرفة وعلم في خدمة الإنسان، بصرف النظر عن جنسه ولونه ولغته ودينه، وأن نرفض مبدأ احتكار المعرفة تحت أية مظلة يحتمي .
ولا يفارق الوعي بهذه النزعة منطق المساءلة الذي يضع لوازم ثقافة مجتمع المعرفة موضع البحث، كاشفا عن إمكاناتها واحتمالاتها المتعارضة، لا من المنظور الذي يرى بعدا واحدا من الظاهرة، وإنما من المنظور الذي يلمح التناقض داخل الظاهرة نفسها، ومن ثم يكشف عن إمكانات أن تنقلب بعض الوسائل على غاياتها الأولية، فتؤدي وظائف مغايرة ومناقضة في حالات دالة . فلا شك في أنّ ثورة المعلومات وتقدم تقنيات الاتصال، الملازمة لمجتمع المعرفة، يمكن أن تؤدي إلى نقيض الهيمنة لو تمَّ توظيفها بعيدا عن الاستغلال، ومن ثم إدراكها وإخضاعها لشروط مغايرة من علاقات الاعتماد المتبادل للتنوع البشري الخلاق .
إنّ الثقافة المواكبة لمجتمع المعرفة هي تلك التي تجعل من نفسها صدى للثورة المعرفية والتكنولوجية واستجابة لمتطلباتها، مما يفتح لها أفقا لتركب مركبة التاريخ ولا تتقهقر أو تُهمّش، ولتستوعب قيم التجديد الحضاري، ولتبلور حداثة حقيقية .
ففي اقتصاد ومجتمع المعرفة سيكون المحتوى هو الأساس،‏ فهو أهم المقومات بلا منازع،‏ وذلك نظرا للأسباب الرئيسية التالية‏ :‏
(1) - ‏ التنوع الواسع لمحتوى المعلومات،‏ فهو يشمل نتاج صناعات النشر الورقي والنشر الإلكتروني والبرمجيات على اختلاف أنواعها ومستوياتها‏ ومجالاتها ‏.‏
(2) -‏ حدة التشعب والتداخل،‏ نتيجة للاندماج الشديد بين العوامل العلمية والتكنولوجية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية،‏ علاوة على الجوانب التشريعية والتنظيمية والقانونية‏ ‏.‏
(3) -‏ الدينامية الهادرة‏،‏ نتيجة لتسارع المتغيّرات التكنولوجية ونقلاتها النوعية‏،‏ وقد تشابكت هذه المتغيّرات مع متغيّرات عديدة أخرى لا تقل عنها حدة‏,‏ على الصعيدين السياسي والاقتصادي‏ .‏
(4) -‏ جدة المشاكل وابتكارية حلولها‏، إذ أنّ‏ معظم القضايا التي تطرحها إشكالية المحتوى هي من قبيل الأمور المستحدثة التي لم يعهدها العالم العربي من قبل‏،‏ والتي تتطلب رؤى وحلولا مبتكرة لم يتطرق لها الفكر الإنساني بعد ‏.‏
وأمام الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي تصاحب مجتمع المعرفة لابد من توفّر نظام تعليمي يحقق الجودة ويمنح الفرصة للحصول علي خبرات تعليمية تلبي الاحتياجات الآنية والمستقبلية لدفع عجلة التنمية الشاملة في العالم العربي . فلم يعد كافيا أن يعتمد التعليم على نقل الخبرة من المعلمين إلى الأجيال القادمة لأنّ المستقبل يحمل الكثير من التحديات‏،‏ لذلك من الضروري أن نسلح أبناءنا بالقدرات التي تمكنهم من التعامل مع مشاكل وسيناريوهات لم نعاصرها ولم نتعامل معها ولم نتخيل إمكانية حدوثها‏ .‏
لقد تغيّر مفهوم التعليم تغيّرا جذريا وشاملا في هذه الحقبة الزمنية التي تظللها ثقافة مجتمع المعرفة وتسيطر عليها آثار الثورة التكنولوجية والمعلوماتية ‏.‏ حيث أصبحت المعرفة الكلية بديلا عن الاختزال‏،‏ وأصبح التعليم لا يرتبط بالمدرسة وفترة التلمذة فحسب،‏ ولكنه تعليم مستمر يسمح بحق الاختيار وحرية الاختلاف ‏.‏ وحيث أصبح التعليم هو المحرك الأساسي لمنظومة التنمية الاجتماعية الشاملة‏،‏ وهو الوسيلة الفاعلة لتمكين الإنسان من الخبرات والقدرات ولإيجاد فرص العمل المتاحة في الإنتاج كثيف المعرفة ‏.‏
كما تسببت ثورة المعلومات في تضاعف المعرفة الإنسانية وفي مقدمتها المعرفة العلمية والتكنولوجية،‏ وكان من نتيجة ذلك تحول الاقتصاد العالمي إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة العلمية‏،‏ وأصبحت قدرة أية دولة تتمثل في رصيدها المعرفي‏،‏ حيث تقدر المعرفة العلمية والتكنولوجية في بعض الدول بنحو‏80%‏ من اقتصادها‏ .‏ وإن كان هذا يعني شيئا فإنه يعني أنّ مجتمع المعرفة يرتبط بمفهوم مجتمع التعليم الذي يتيح كل شيء فيه فرصا للفرد ليتعلم كي يعرف‏،‏ ويتعلم كي يعمل‏،‏ ويتعلم كي يعيش مع الآخرين،‏ ويتعلم كي يحقق ذاته‏ .‏ وكل ذلك يتطلب ضرورة وجود شريحة عريضة من المجتمع من قوى عاملة على مستوى تعليمي عالٍ ومتطور وقادر على الإبداع والابتكار،‏ وهذا يمثل تحديا لنظم التعليم في العالم العربي‏،‏ ويلقي عليها مسؤولية سرعة تطوير نفسها بحيث تصبح مجتمعات منتجة للمعرفة‏ ‏.

خالد سعد
11-10-2010, 12:51 AM
مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة (Information Society)(Knowledge Society)


أجد في الغالب خلطاً عند بعض الناس، بين مصطلحين حديثين هما مجتمع المعلومات (Information Society)،
ومجتمع المعرفة (Knowledge Society)،
وفي بعض الأحايين يعتبرونهما وجهين لعملة واحدة، ولكن الواقع خلاف ذلك، بل إن هنالك بوناً شاسعاً بينهما؛ فمن أجل أن يتحرر مفهوم مجتمع المعرفة دعونا نلقي نظرة سريعة على مصطلح مجتمع المعلومات.
قبل ما يقارب ربع عام، تحدثت في مقال سابق عن مجتمع المعلومات، وذكرت بأن مجتمع المعلومات مبني على التعاملات الإلكترونية، وأن هذه التعاملات "تعد من أحد أهم الأدوات التي تشارك في بناء مجتمع المعلومات، فيمكن وصفها بأنها استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم كافة أنشطة الأعمال، التي تمس جميع شرائح المجتمع"، إذن يركز هذا المجتمع أكثر على ترابط شبكات الاتصالات والوصول بينهاConnectivity، ويتيح للمعلومات سرعة التداول بسهولة تامة.
بعبارة أخرى، أود أن أشبه المعلومات هنا بأنها سلعة أو بضاعة، أي مقتنيات، وأن التعاملات الإلكترونية تقنيات تقوم على إدارة هذه المقتنيات، بذلك يتكون لدينا المجتمع التقني "مجتمع المعلومات" ولا يتجاوز ذلك الترابط والاتصال إلى التركيز على محتوى شبكات الاتصال. لأن المحتوى هو ما يقوم عليه مجتمع المعرفة.
هذا هو ما طوره اليونسكو مع استقبال قرن جديد وألفية جديدة، مفهوم مجتمع المعرفة مقابل مفهوم مجتمع المعلومات. ومن حيث التاريخ ظهر مجتمع المعرفة خلال الثمانينيات في القرن الماضي، ويوسم بأنه منظومة وحركة دينامية في الفكر والإبداع والعمل، من أجل تحقيق التنمية، يتفق ذلك مع توجيهات البنك الدولي في تقريره عن التنمية الدولية عام 1998 ، والذي كان عنوانه "المعرفة من أجل التنمية".
فإذا ما أردنا بناء مجتمع المعرفة "مجتمع التعلم Learning society" ينبغي اعتبار أربعة مبادئ رئيسة في عملية البناء وهي:
1. المساواة في الأحقية في الحصول على التعليم وتيسيره.
2. حرية التعبير.
3. توفر المحتوى ووجود قطاع للمعلومات قومي ووطني.
4. المحافظة على التعدد الثقافي واللغوي، وتنميتهما.
بحسب ما ذكر أعتقد بأن مفهوم مجتمع المعرفة بات واضحا، وحتى لا أطيل أختم لأبين أن المعرفة في مجتمع المعرفة تعد قيمة مضافة للفرد والمجتمع، وأن هذه القيمة هي المسؤولة عن تحسين نوعية الحياة، والعيش في تقدم مستمر.
* باحث في مجتمع المعلومات
ماجد الفته*


__________________

شريف
11-10-2010, 06:48 AM
مجتمع المعرفة مفهوم عالى اوي مش اي حد يعرف يطبقه او يتغني بيه او يتمسح فيه

خالد سعد
12-10-2010, 12:04 AM
You can see links before replyاقتباسYou can see links before reply You can see links before reply (You can see links before reply) المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شريفYou can see links before replyمجتمع المعرفة مفهوم عالى اوي مش اي حد يعرف يطبقه او يتغني بيه او يتمسح فيه You can see links before reply
مرورك اسعدنى جدا



ايجابيه من حضرتك استاذى الغالى انك ترد وكنت اتمنى ان الناس تفاعل عشان تحاول نفهم افكار جديدة يظهر انى ما عرفت اجمع المضمون والمحتوى عشان كدا ما حد فكر يعلق
لااله الا الله

سنا مصر
13-10-2010, 01:10 PM
مجهود مميز من شخص مميز بارك الله فيك أستاذ خالد
واسمح لى لا أجد بعد مشاركاتكم الجميلة وموضوعكم الذى يُثرى نفسه بنفسه أية إضافة


You can see links before reply