المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبرز الأخطاء فى المناهج المطورة



عماد عبد الحميد
08-10-2010, 04:11 PM
الكتب المدرسية تحتوي على 1000 خطأ لغوي وإملائي
- المعلومات تتضارب في مناهج الصفوف الإعدادية
- كتاب الدراسات يطمس الهوية التاريخية لخدمة الوطني
- المعلمون: المعلومات المطورة ضعيفة ولن تحقق استفادة
- الخبراء: الحكومة تحاول تخريج طلاب خاضعين لها

تحقيق: الزهراء عامر
"تطوير ثم حذف ثم إضافة، وفي النهاية أخطاء علمية وتعليمات بتدريس المناهج كما هي"، هذا هو حال المناهج التعليمية بعد قرار وزير التربية والتعليم حذف 20% من المناهج التعليمية لتطويرها في غضون 16 يومًا، بحجة تخليص المناهج من الحشو وتغيير نمط التعليم من التعليم بالتلقين إلى التعليم النشط مع بداية العام الدراسي الجديد.

والنتيجة الحتمية للقرارات المتخبطة غير المدروسة والمتسرعة وجود أخطاء علمية في الكتب الدراسية المطورة التي أقرتها وزارة التربية والتعليم على طلاب الشهادة الابتدائية والإعدادية لهذا العام، وحتى الآن لم ترسل الوزارة منشورًا إلى المدارس بهذه الأخطاء لتصحيحها، على الرغم من العام الدراسي الذي دخل أسبوعه الرابع.

ولعل أبرز الأخطاء العلمية جاءت في كتابي العلوم والدراسات الاجتماعية للصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي؛ لأنه كان لهما نصيب الأسد في التغييرات، ففي كتاب العلوم للصف الثالث الإعدادي، والمقرر خلال النصف الدراسي الأول، أخطأ المؤلف في حساب سرعة الضوء، بالوحدة الأولى ص 24؛ حيث ذكر أنها 300.000.000 كم/ ثانية، رغم أنها 300.000 كم/ ثانية؛ بحسب المعلمين الذين أضافوا أن احتساب سرعة الضوء بشكل خاطئ ترتب عليه خطأ ثانٍ في حساب الزمن الذي يقطعه الضوء من الشمس للأرض، والتي يذكر الكتاب أنها نصف ثانية رغم أن الثابت علميًّا أنها 8 دقائق و16 ثانية، كما أفاد المعلمون بوجود خطأ ثالث في هذا الدرس في حساب التوقيت الذي انطلق فيه الضوء من الشمس قبل وقت الغروب.

وتضمن الكتاب أيضًا خطأً في "الوحدة الأولى ص 9"؛ حيث تتضارب المعطيات الخاصة بالحركة والسكون للسيارة مع البيانات الموجودة على الرسم التوضيحي أسفل هذه المعطيات، ففي الرسم تبدأ حركة السيارة عند النقطة 30، رغم أن المعطيات تفيد بأنها تبدأ حركتها من السكون.

واحتوت ص 5 في الكتاب على خطأ علمي آخر، يتمثل في تناقض الشكل "4- ب" مع البيانات الموجودة أسفله، والتي تشير إلى أن السيارة تسير بسرعة منتظمة عندما تقطع مسافات متساوية في فترات زمنية متساوية، رغم أن الشكل يكتفي بالإشارة إلى سيارة ساكنة.

وفي درس "الكون" بنفس الكتاب "المطور" لفت المتخصصون في المادة إلى وجود خطأين في الرسم البياني الذي يوضح للطلاب تاريخ الكون، ولكن بدون ترتيب سليم، كما انتقد المتخصصون تكرار التدريبات "ب - 1" و"د - 2"، و"ج - 3" في ص 8؛ حيث تنتهي التمارين الثلاثة الواقعة بصفحة واحدة إلى الإجابة نفسها، رغم تأكيد الوزارة على إلغائها المتشابه والمتكرر من المناهج.

وقد جذبت مادة الدراسات الاجتماعية الفترة الماضية الكثير من الانتباه أكثر من أي مادة أخري؛ نظرًا للتغييرات والتعديلات التي أضافتها الوزارة للمناهج المعدلة، فمن حذف مصطلح "الفتح العثماني" واستبداله بـ"الغزو العثماني"، ثم إلغاء دراسة دولة إثيوبيا، وإضافة نيجيريا بدلاً منها؛ لكن كانت المفاجأة وجود معلومات خاطئة في كتب الصفين السادس الابتدائي والثالث الإعدادي؛ حيث جاء في كتاب الصف السادس الابتدائي صفحة 10: أن محافظة الجيزة لا توجد بها أرض زراعية بالرغم من وجود أراضٍ زراعية بالمحافظة.

أما في الصف الثالث الإعدادي، فقد ذكر في موضوع موقع قارة آسيا صفحة 6 أن جزر الفلبين توجد أسفل خط الاستواء؛ حيث ذكر أن القارة تقع على نحو 90 درجة عرضية تقريبًا شمال دائرة الاستواء، باستثناء بعض الجزر مثل الفلبين وجزر إندونيسيا، وهو ما يتناقض مع الخريطة المرافقة للمعلومة التي أوضحت وقوع جزر الفلبين بأكملها شمال خط الاستواء، كما ذكر في الموقع الفلكي والجغرافي لقارة آسيا أن القارة بها أكبر بحر داخلي في العالم، وهو بحر قزوين؛ وهو ما تضارب مع منهج الصف الأول الإعدادي؛ حيث جاء به أن بحر قزوين من البحار المغلقة لأن البحار المفتوحة هي المتصلة بالمحيط عن طريق مضيق مثل البحر الأحمر لكن بحر قزوين لا يتصل بأي محيط لوجوده داخل قارة آسيا، وفي نفس الموضوع بالموقع الجغرافي لقارة آسيا، أوضح أن بها 47 دولة معترف بها كدول مستقلة، بالإضافة إلى وجود أربعة كيانات شبه مستقلة، ولم يذكرها كما لم يحدد وضع فلسطين كوطن محتل يوجد بقارة آسيا.

أما في الأقاليم المناخية، فتم تغيير معظم دوائر العرض في موضوع الأقاليم المناخية للقارات؛ فمثلاً الإقليم الاستوائي بعد أن كان في المنهج السابق يمتد بين دائرتي عرض صفر و5 شمال وجنوب الاستواء أصبح من صفر إلى 10، وكذلك مناخ الإقليم المداري بعد أن كان يمتد بين 8 و18 دائرة عرض جنوب وشمال الاستواء أصبح من 10 إلى 30 دائرة عرض، وفي مناخ البحر المتوسط كان يذكر بأنه يمتد بين دائرتي 30 و40 درجة غرب القارات، أصبح في المنهج الجديد من 30 إلى 45 غرب قارات العالم، ونفس الشيء تكرر في الإقليم المعتدل "الصيني"؛ حيث كان يمتد من دائرة 30 درجة إلى 40 شرق القارات وأصبح بين 30 و45 درجة شرق القارات، ولم يذكر جنوب شرق إفريقيا كمنطقة يوجد بها هذا النوع من المناخ، وفي المناخ المعتدل البارد "اللورنسي" أصبح في المنهج الجديد يمتد بين 45 درجة و60 شرق القارات، بعد أن كان يمتد بين دائرتي 40 و60 درجة شرق القارات إقليم غرب أوروبا، بعد أن كان بين 40 و60 دائرة عرض غربًا أصبح بين 45 و60 غربًا، وهناك تناقض بين الخريطة في صفحة 24، وما جاء من شرح صفحة 25 في مناخ إقليم غرب أوروبا؛ حيث ذكر وجود هذا النوع من المناخ في جنوب غرب أستراليا، بينما على الخريطة يتضح أنها تتعرض لمناخ إقليم البحر المتوسط.

أما في قسم التاريخ للصف الثالث الإعدادي، فقد جاء في الكتاب صفحة 93 تحت عنوان "السياسة الخارجية لمحمد علي" أن حرب الشام الثانية في عهده امتدت بين عامي 1831 و1837م بالرغم من أن المثبت تاريخيًّا أن موقعة "نزيب" هي نهاية حرب الشام الثانية عام 1839م؛ ولكنه لم يذكر الموقعة نهائيًّا كجزء من حروب محمد علي في الشام، بالرغم مما ذكر بكتاب التاريخ للثانوية العامة؛ حيث جاء فيه أن الجيش العثماني هزم هزيمة ساحقة في موقعة "نزيب" على الحدود التركية السورية شمال حلب في 24 يونيه 1839 كجزء من حروب محمد علي ضد الدولة العثمانية، وفي موضوع آخر بصفحة 70 تحت عنوان "حركة علي بك الكبير" قال إنه صار الحاكم الفعلي لمصر بعد أن تخلص من منافسيه الأقوياء من المماليك عام 1776م؛ ولكن الثابت تاريخيًّا أنه تولى حكم مصر عام 1767م وتوفي عام 1773م، وقد عرض موجهو مادة الدراسات الاجتماعية تلك النقاط كمعلومات لم يأت بها تصويب لتوجيهات الإدارات التعليمية.

كما تضاربت بيانات كتاب الصف الثالث الإعدادي "نصف أول" مع بيانات بكتاب "الدراسات" المقرر على الصف الأول الإعدادي؛ حيث يشير كتاب "3 إعدادي" المطور إلى أن مساحة المحيط الهادي 166 مليون كم مربع، في حين يشير كتاب "1 إعدادي" إلى أنها 166.2، وهو التضارب نفسه الذي يتكرر بين الكتابين، فيما يتعلق بمساحات المحيط القطبي الشمالي، وقارة آسيا، وقارة أستراليا وقارة "أنتراكتيكا" التي يذكر كتاب "3 إعدادي" أن مساحتها 12,3 كم مربع، في حين تقدر مساحة القارة نفسها في كتاب "1 إعدادي" بـ12.5 كم مربع.

وفي حين يصنف كتاب "3 إعدادي" "بحر قزوين" باعتباره "بحرًا داخليًّا"، فإن كتاب "1 إعدادي" يعتبره من البحار المغلقة، ويفرق بينه وبين البحار الداخلية ومنها البحران الأحمر والمتوسط.

كما أكد معلمو المادة أن الكتاب المطور يحتوي على أخطاء في الرسوم التوضيحية بدرس "خصائص السكان"، ففي حين يشير الرسم البياني رقم "3" في صفحة 54 إلى أن معدلات المواليد بقارة آسيا 19 لكل ألف نسمة، توضح البيانات أن معدلات المواليد بالقارة 23 لكل ألف نسمة، وهو الخطأ نفسه الذي تكرر مع قارة أستراليا، فمعدل المواليد بها 14 لكل ألف نسمة "حسب الرسم" و19 لكل ألف "حسب المعطيات" الواقعة أمام الرسم.

كما تكررت الأخطاء نفسها في الرسم البياني رقم "4" بصفحة 55، ففي حين تشير المعطيات إلى أن معدل الوفيات بقارة أمريكا الشمالية يصل إلى 7 في الألف، وهو الأقل بين جميع القارات، رغم أن الرسم البياني يوضح أن المعدل بأمريكا "الجنوبية" يبلغ 6 لكل ألف، أي أقل من "الشمالية".

والأمر لم يقتصر على الأخطاء العلمية فحسب؛ بل أضافت وزارة التربية والتعليم لكتاب مادة الدراسات الاجتماعية، المقرر على طلاب الصف الثالث الإعدادي خلال العام الدراسي الجديد 2010/2011، درسًا عن "الحزب الوطني الديمقراطي" في الوحدة الرابعة "الحياة السياسية وعلاقات مصر الدولية" من كتاب المادة بالنصف الدراسي الثاني، ويصف الدرس الحزب الوطني بأنه "حزب شعبي يمارس نشاطه في نطاق الشرعية الدستورية، كما أنه أكثر الأحزاب شعبية في مصر، أما باقي الأحزاب، التي تأسست في مصر بعد صدور قانون الأحزاب السياسية عام 1977م، فلم يذكر الكتاب أسماءها واكتفى بالتأكيد على عددها.

وفي إطار إدخال تعديلات على كتاب المادة، تكشف النسخة "المطورة" من "الدراسات الاجتماعية" قيام الوزارة بتغيير اسم درس "الفتح العثماني لمصر" ليتحول إلى "الغزو العثماني لمصر" لأول مرة في المناهج التعليمية بمصر، ويرى الكتاب أن السبب في وقوع الغزو هو رغبة السلطان العثماني سليم الأول في توسيع ممتلكاته في الشرق عن طريق الاستيلاء على مصر "التي تمثل قلب العالم الإسلامي" بحسب الكتاب.