عمرو الحكيم
26-09-2010, 12:07 AM
الباب الأول
نبذة تاريخية عن العصر الإسلامى
الحضارة الإسلامية:
إن الحضارات الإسلامية كانت على مر العصور منبعاً صافياً تلجأ إليها الحضارات الغربية للإقتباس منها والتعلم من آدابها وفنونها وثقافتها بوجه عام وكانت الإقتباسات الفنية مستمرة طوال الحقبات التاريخية المتتالية , وزاد هذا عقب الحروب الصليبية بعد أن تقدم التبادل فى المعرفة والتجارة , ولاسيما بعد أن إتسعت الإمبراطورية الإسلامية وإنتشرت بثقافاتها المتعددة.
وقد إهتمت الدولة الإسلامية التي أنشأها النبي محمد)صلى الله عليه وسلم) وأستمرت تحت مسمى الخلافة في الفترات الأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة والتى كانت عبارة عن مجرد أمبراطوريات ليس لها أساس من علم ودين. فالإسلام كدين عالمي يحض على طلب العلم ويعتبرهُ فريضة على كل مسلم ومسلمة، لتنهض أممه وشعوبه. فأي علم مقبول باستثناء العلم الذي يخالف قواعد الإسلام ونواهيه. والإسلام يكرم العلماء ويجعلهم ورثة الأنبياء.
وتتميز الحضارة الإسلامية بالتوحيد والتنوع العرقي في الفنون والعلوم والعمارة طالما لاتخرج عن نطاق القواعد الإسلامية، لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وكانت الفلسفة يخضعها الفلاسفة المسلمون للقواعد الأصولية مما أظهر علم الكلام الذي يعتبر علماً في الإ لهيات، فترجمت أعمالها في أوروبا وكان له تأثيره في ظهور الفلسفة الحديثة وتحرير العلم من الكهنوت الكنسي فيما بعد، مما حقق لأوربا ظهور عصر النهضة بها. لهذا لما دخل الإسلام هذه الشعوب لم يضعها في بيات حضاري ولكنه أخذ بها ووضعها على المضمار الحضاري لتركض فيه بلا جامح بها أو كابح لها. وكانت مشاعل هذه الحضارة الفتية تبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها من خلال التمدن الإسلامي. فبينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربا لتخوم الصين شرقا في عهد الدولة الأموية كانت أوروبا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في جهل وظلام حضاري.
الأزياء عند الرجال فى العصر الاسلامى
الأزياء بوجه عام من النعم الكبرى التى منَّ الله بها على فكر الإنسان ليستر بها ما انكشف من عوراتهم، ولتكون لهم زينة وجمالاً، وستر للجسد من الحياء وهذا ما ظهر جلياً فى أزياء العصر الاسلامى.
الأزياء الأساسية عند الرجال فى العصر الإسلامى:
نجد أنها تتكون اساساً من القميص والرداء والإزار والسروال والعباءة والعمامة والنعل (الحذاء). وأن تكون ثياب الرجال ساترة للعورة اى ما بين سُرَّته وركبتيه وان يراعى فيها حد الإعتدال، ولا تكون مما نُهى الرجال عن لبسه كالحرير والذهب والاَّ يقصد بها الفخر والشهرةوالتكبر والاّ َتشبه ملابس النساء. واستمرت هذه الأزياء سائدة لفترات طويلة من العصور الأولى الإسلامية، حتى أنه توجد صعوبة فى وضع نظام محدد للطرز الإسلامية، ولكن يمكن فى النهاية تصور صورة عامة للطرز السائدة فى تلك العصور بناءً على ما ورد من رسومات وأوصاف.
ويعتبر البحث فى تطور الأزياء التاريخية الإسلامية من الأمور المحببة إلى نفس الدارسين للحضارة الإسلامية، ومما هو معروف تاريخياً أن القاهرة الإسلامية على سبيل المثال كانت مركزاً هاماً جداً من مراكز إنتاج الطراز والأزياء للعالم الإسلامى كله خلال العصور التاريخية، وخاصة إبتداءً من عصور الفاطميين حتى نهاية عصر المماليك، وربما بعدها حتى نهاية القرن التاسع عشر.
أزياء الرجال فى العصر العباسى والطولونى:
كان زى الحكام المسلمين والطبقة الحاكمة المسلمة يتكون من القميص والسروال، والرداء الخارجى وهو (الجبة)، والعمامة أو القلنسوة، والعصابة والمنديل أو الطرحة التى كانت تعرف أحياناً (بالطيلسان) وقد عُرف هذا الزى من العصور الأولى للعصر الإسلامى، كما كان بعض الحكام يفضلون ارتداء غطاء الرأس المعروف عند البدو، وهو يتكون من قطعة من القماش توضع فوق الرأس ثم يلف حولها شريط مجدول يُعرف بإسم (العقال) وهذا بدلاً من ارتداء العمامة.
ولم تكن للعمامة اى دلالة طبقية حتى العصر العباسى، حيث أصبحت تدل على نظافة صاحبها، وقد أًخذ حجم العمامة يزداد كبراً تبعاً لأهمية الوظيفة، كما كان الحكام العباسيون يتميزون بإرتداء الثياب السوداء فى المواكب الرسمية وقد اتخذ هذا اللون شعاراً للدولة العباسية، ولذلك كان الحكام فى مصر خلال فترة حكمهم للدولة العباسية يرتدون هذا اللون، ولم يقتصر اللون الأسود على الرداء فقط بل شمل هذا اللون العمامة أيضاً، وانشئت فى العصر الطولونى مصانع للنسيج اطلقوا عليها إسم الطراز، وكانت توفى بحاجة ما يحتاجه الجهاز الحاكم وهداياه.
أزياء الرجال فى العصر الفاطمى:
أ- زى الخليفة:
تميزت مواكب الخلفاء الفاطميين بفخامة وعظمة لم تعرف من قبل فى تاريخ مصر، وقد وصف المؤرخون هذه المواكب والتى اعقبها بالتالى وصف الأزياء التى كان يرتديها الخليفة فى الاعياد المختلفة، ومن تلك الاعياد أول العام الهجرى، وعيد الفطر وعيد الأضحى، إلى جانب المواكب التى كان يذهب فيها الخليفة إلى الجوامع للصلاة.
ولقد أتى الفاطميون إلى مصر من منطقة المغرب العربى، ومعهم الموروث من حضارات تلك المناطق بالإضافة إلى ما أتوا به من حضارة الأندلس الآموية الأصل ومؤثراتها القديمة الأخرى- وكما هو معروف أن الفاطميين ينتمون إلى السيدة فاطمة الزهراء وآل سيدنا على بن أبى طالب، فقد كانوا متعاطفين مع أهل المذهب الشيعى فى فارس، وقد ظهر اثر ذلك على الأزياء وطرزها فى ذلك العصر ثم اثروا على الطرز التى سادت فيما بعد.
وقد كانت ملابس الخلفاء الفاطميين بيضاء، وكان هذا شعاراً لهم، وقد كان الخليفة يرتدى فى عيد الأضحى زياً به زخارف وقد كان الخليفة يقوم بنفسه بذبح الأضحية، وإذا عاد إلى القصر بصحبة الوزير خلع هذه الثياب واستبدلها بملابس مناسبة تصلح للجلوس على الموائد.
ويرتدى الخليفة فى عيد الفطر ثوبا طويلاً مطرزاً بزخارف مستديرة من نسيج مذهب له أهداب (فرنشات)، ويرتدى أسفل هذا الزى ثوب دبيقى حريرى، وأسفل هذا الزى غلالة منسوجة من القماش الرقيق الشفاف المطرز بالخيوط يشد على الوسط بواسطة (تكة) اى دكة مصنوعة من الحرير. وكان للخليفة غطاء رأس عبارة عن عمامة مطعمة بالجواهر. وفى المواسم الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة عظيمة تعرف بإسم(التميمة)، ويرتدى الخليفة حزاماً عريضاً يعلوه حزام آخر مطرز بالذهب، ويرتدى فى قدميه حذاء من الجلد ذو رقبة قصيرة.
ب- زى الوزير:
كان الوزراء يرتدون المناديل تحت حلوقهم، ويرتدون ثياباً قصيرة تسمى (الزراريع)، وهذا الثوب مشقوق من الأمام، وللفتحة أزرار وعراوى، وهذه الأزرار احياناً تكون من الذهب ومنها ما تكون من اللؤلؤ، وكان الوزير يرتدى حول وسطه طوقاً من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة وكان يرتدى أسفل الزى القصير سراولاً ينسدل بضيق عند الأقدام، أما غطاء الرأس فكان عبارة عن عمامة تتكون من منديل يلف حول الرأس ويتدلى جزء من هذه العمامة يعرف بإسم(الذؤابة).
ومن المعروف أن آحياء القاهرة الفاطمية القديمة كانت احد المراكز الأساسية المنتشرة بها حوانيت الخياطين والرسميين(وهم صناع أشغال التطريز والدندشة للملابس)- والخلعيين(اى الذين يصنعون الخلع والملابس الفاخرة)- والفرائين حيث كانت لهم سوق عرفت بسوق الفرائين يسكن فيها صناع الفراء وتجاره فعرفت بهم- وكانت فى سوق الجَّمالون الصغير(وهو مايعرف الآن بالخيامية بالقرب من الغورية) كثير من البزازين الذين يبيعون الكتان وأصناف ثياب القطن وبه عدد من الخياطين والغزالين.
وقد بلغت مصر فى العصر الفاطمى قدراً ممتازاً فى صناعة الأزياء، فقد كان يصنع للخليفة أزياء ثمينة ومزركشة بالذهب لا تصنع لغيره وتسمى(الخلعة)- والآثار التى عثر عليها وتنتمى لذلك العصر تشمل القمصان والاردية الخارجية وشيلان النطاق(وهى التى تلف حول الوسط) محلاة بأشرطة من الحرير السميك المشغول بالإبرة بمنتهى الدقة. وكان هذا التطريز يغطى أغلب السطح حتى انه لم يكن يظهر من سطح المنسوج الكتانى الاصلى نفسه سوى مساحات صغيرة جداً، وكان اهداء كسوة التشريفة (الخلعة) هو الدليل المألوف على رضا الحكام، وايضاً فى الهدايا المقدمة إلى الملوك والامراء كانت أقمشة الثياب هى فى المقام الأول ومفضلة على غيرها، وكان المشرف على الطراز من أهم وظائف الدولة وكان لزاماً على مصانعه فى أعراس الأمراء وفى المناسبات الهامة الاخرى إنتاج الآف القطع وفى أقصر وقت.
أزياء الرجال فى العصر المملوكى:
تطور الزى فى هذا العصر تطوراً كبيراً نظراً لوجود مجتمع طبقى، وقد تميز الزى بتفرقة المجتمع، وظهر هذا واضحاً فى حجم العمامة. فقد انتهى حكم الفاطميين تاريخياً عام (567هـ-1171م) وحل محله حكم الايوبيين، وهم قواد جيوش عظام اصلهم من الجركس والاتراك، فأتوا بمؤثرات فنية من منطقة المشرق العربى- وكانت مصر فى ذلك الوقت فى شغل شاغل بمقاومة الصليبين فإنتشرت الطرز العسكرية فى الأزياء بين طرز الأزياء القومية- وقد استمر حكم الايوبين لمصر قرابة ثمانين عاماً حتى عام (648هـ-1250م)حتى تحولت مصر إلى عهود المماليك فى العصر المملوكى وكانت (سوقية) امير الجيوش فى عصر المماليك ومكانها الحالى شرق منطقة خان الخليلى حتى باب النصر من أكبر اسواق القاهرة وبها عدة حوانيت وفيها الرفاؤون والرسامون (اى حوانيت التطريز)، والفراؤون، والخياطون- ومعظمها لسكنى البزازين والخلعيين الذين يصنعون الخلعة ويباع فى هذه السوق سائر الثياب المخيطة.
وقد ظهر بين المماليك مجموعة من الحكام الأقوياء أمثال بيبرس وقلاوون وابنه الناصر محمد وبرقوق وقايتباى وغيرهم- واصبحت القاهرة مركزاً حضارياً هاماً للعالم الإسلامى كله، وفيها ازدهرت الطرز والأزياء التاريخية إزدهاراً عظيماً حوالى 250 عام كاملة وظهر تأثير مصر على الطرز الإسلامية وتأثرها بالوافد إليها من ارجاء العالم الإسلامى كله، مما كان له الاثر الواضح على تنوع واختلاف طرز الأزياء بصورة ملفتة للنظر وظهرت انواع جديدة من الأزياء والطرز، وبمسميات جديدة وغريبة على الناس واذواقهم، وقد ادت مظاهر الغنى والترف إلى حد الغرابة الملفتة للنظر. وقد كانت الخصائص العامة لأزياء الرجال فى العصر المملوكى على النحو التالى:
1- الإزار: كان من الملابس الهامة وكان يضفى الوقار على من يرتديه.
2- الجبة: كان للجبة مكانة خاصة موروثة من الأسلاف وقد شاع إستعمالها بين كثير من طبقات المجتمع كالخلفاء والامراء والخطباء وغيرهم إلاَّ ان أنواع الاقمشة المستخدمة قد اختلفت تبعا لدرجة مرتديها.
3- الدراعة والرداء: نوع من الجلباب وكان الاختلاف من حيث التفصيل والحياكة.
4- العباءة: ارتداها السلاطين والشعراء ورجال الدين وقد اختلفت من حيث نوع القماش واللون.
5- القباء: شاع استخدام هذا النوع من الملابس فى العصر المملوكى، وقد تعددت اشكاله الاَّ انه عبارة عن ثوب مشقوق من الأمام وقد اتخذ زياً رسمياً لرجال الدولة.
6- الطيلسان والطرحة: يعتبران من أزياء الخلفاء العباسيين والقضاة، ولهما أنواع وألوان متعددة وتلبسان كغطاء للرأس مع أغطية اخرى للرأس سنتناولها بالشرح لاحقاً.
زى المماليك فى بداية القرن التاسع عشر:
تحول زى المماليك خلال القرن التاسع عشر (وهم المماليك الذين بقوا منهم بعد مذبحة القلعة)- فأخذوا يرتدون زياً اكثر بساطة، فإن قفطان المماليك بدلاً من ان يكون مفرط الطول اصبح ينتهى عند الحزام تقريباً، وكأنه صديرى وليس قفطان، وكان الواحد منهم يرتدى قفطانين احدهما ضيق والآخر متسع، ويضع فوقهما (السلطة) وهو ثوب عريض الأكمام جداً ينتهى عند الكوع، وكانوا يلبسون فيما عدا ذلك سروالاً من الجوخ فوق السروال الداخلى ويثبتونه عند الحزام بتكة (دكة) وقد كان كبير الاتساع ويصل طوله حتى سمانة الساق (يشبه زى محمد على باشا) وكانوا يشدون بعد ذلك حزاماً على وسطهم من الكشمير.
أزياء الرجال فى العصر العثمانى:
كان هناك اختلاف كبير بين أزياء الشعوب المختلفة التى كانت تتألف منها الامبراطورية العثمانية، وقد كانت هذه الدول تؤثر بعضها على بعض نتيجة للتجارة والاسفار والتزاوج وقد كانت الخصائص العامة لملابس الرجال فى العصر العثمانى على النحو الاتى، وهو ما كان شائعاً خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.
1- الجبة:
استخدم الرجال الجبة وكانت زياً شائعاً بين رجال ذلك العصر- وكان هذا الزى مفتوحاً من الامام وينسدل إلى الأقدام وبدون ياقة، اما الأكمام فإختلفت اطوالها، وكانت الاقمشة المستخدمة فى الجبة تختلف تبعا لمن يرتديها- وقد ارتدى الجبة جميع الطبقات (السلطان- الامراء- عامة الشعب). وهى تغطى كل من القفطان والحزام، وعند السادة والامراء كانت تبطن بالفراء الفاخر أو تصنع من الجوخ الغالى الثمن، وكانت مشقوقة من الامام وكماها واسعان واقصر من كمى القفطان قليلاً.
2- القفطان:
ارتدى الرجال القفطان اسفل الجبة واختلفت انواع الاقمشة المستخدمة فى القفطان تبعاً لدرجة الشخص الذى يرتديه، وهو قطعة طويلة مستطيلة الشكل من القماش الفاخر، وفى اغلب الاحوال كان يصنع من القماش الحرير اللماع والمقلم بأقلام رأسية متجاورة ومطرز بخيوط الذهب والذى يسمى (الشاهى أو اليلك) وكانت اطرافه محلاة بالكردون وله كمين بالغا الاتساع حتى انه يشبه (الروب) وكان يحبك من عند الوسط بواسطة دوبارتين من الكردون لعقده حتى يلتصق بالجسم- واحيانا كان يصنع من القماش الحرير السميك المخطط، واحياناً يصنع من الاقمشة القطنية.
3- الصديرى (أو الصدار):
ارتدى الرجال الصديرى فوق القميص والسروال وتعددت اقمشته فكان أحيانا يصنع من الحرير المطرز بالخيوط والفضة، وأحيانا من الاقمشة الحريرية المخططة، واحيانا من الاقمشة القطنية، وهو يشبه الصديرى المعروف حاليا فى الريف المصرى وكان طوله يصل إلى الوسط أو اسفله بمقدار بسيط، وبدون اكمام واحيانا له فتحتين جانبيتين صغيرتين، وله ياقة، وكانت اطرافه تشغل بالكردون ويزرر من عند الصدر بواسطة أزرار من الصدف أو بأزرار كروية من منسوج الكردون- وكان يصنع من قماش خفيف يغطيه من عند الصدر قماش مقلم من الحرير اللماع يسمى (الشاهى) وفى حالات كثيرة كان يثبت على جانبه جيب كبير.
4- السروال:
ارتدى السروال جميع الطبقات فى العصر العثمانى، اما طول السروال فكان يصل احيانا إلى ما بعد الركبة واحيانا يصل إلى الكعبين، واختلفت الاقمشة المستخدمة فى صناعة السروال تبعا لمركز كل شخص- وهذا السروال هو ذلك السروال التقليدى المعروف فى مصر منذ العصرالقبطى، وكان عبارة عن سروال واسع يبدأ من عند الوسط بواسطة حبكه بواسطة تكة (دكة) يتخللها دوبارة أو حبل رفيع مجدول أو مبروم، ويعقد حتى يثبت فى الوسط تماما ثم يستمر فى الاتساع حتى الركبة أو تحتها بقليل ثم يحبك على الساق بواسطة كمرة لها شريط رفيع لتثبيت فتحة الرجل للسروال على بداية الساق من اعلى، وكثير ما يبدو لزيادة اتساعه ان ارجله متصلة الفتحتين- هذا وقد شاع بعد ذلك سراويل طويلة تصل إلى نهاية الساق وهى متسعة الارجل ايضا وتثبت بآخر الساق بنفس طريقة السروال القصير السابق.
5- القميص:
استخدم الرجال القميص باكمام طويلة وعريضة، وكان يصنع من قماش التيل الرقيق أو الكتان أو الحرير أو الموسلين أو الصوف وأختلفت ألوانه- وكان القميص خلال العصور الإسلامية بالنسبة للاغنياء والامراء ورجال الدين مبالغاً فى اتساعه، واتساع اكمامه ويصل طوله إلى نهاية الساق تقريبا.
6- الحزام:
كان الوسط يضم بحزام وكان غالباً ما يستخدم الحزام فوق القفطان، وكان يصنع الحزام فى الغالب من الحرير الفاخر ويطوى عدة طيات حتى يصبح فى عرض كف اليد المفرودة تقريباً، ثم يلف حول الوسط عدة لفات ثم يحبك بطى طرفه العلوى الاخير ناحية الجانب الأيمن بثنى حرفه إلى الداخل.
7- البنش:
وكان يلبس فوق الجبة وكماه واسعان جداً وطويلان ومشقوقان فى نهايتهما، ولا يلبس الاَّ فى الحفلات، ويختص رجال الشريعة والعلماء بلبسه دون سائر الناس- أما (كرك السمور) التركى فهو عبارة عن معطف من الحرير أو الجوخ لا يرتديه إلا اصحاب المراكز الشرفية العالية، ويكون محشواً بفراء السمور، ويعد من أمارات الشرف ورفعة القدر ولا يرتديه إلا العلماء، وإذا عين احداً من الموظفين فى مركز خطير ذو شأن فإن علامة التقليد له فى هذا المنصب إلباسه كركاً من السمور.
8- الأحذية والجوارب:
كانت الجوارب القطنية صيفاً والجوارب الصوفية شتاءً، وكانت الأحذية من الجلد السميك ويرتدى الرجل اسفله حذاء آخر من الجلد الرقيق حتى كان الرجل يخلع الحذاء الخارجى عندما تطأ قدميه السجادة.
الأزياء التركية (العثمانية)
بدأت التأثيرات الحضارية التركية الإسلامية فى الظهور اواخر الدولة العباسية حين وفدت قبائل تركمانية متعددة على اسيا الصغرى بمؤثراتها التركية والجركسية واحيانا المغولية- وقد تأثرت تلك القبائل فى اوائل عهدها بما هو سائد خلال العصر العباسى بالعراق وفارس وبلاد الشام بالاضافة لما هو موروث من فنونهم وتراثهم القديم. ولكن التلاحم الاكبر كان بين المؤثرات الحضارية الفارسية حتى وانه يمكن القول بأن التراث التركى فى اغلبه كان فارسى الأصل مع وجود التأثيرات الإسلامية العراقية والشامية والمصرية بالاضافة إلى مؤثرات وافدة ايضا من الشمال المتمثل فى الدول الاوروبية المجاورة لهم مثل ارمينيا وبلغاريا وألبانيا وروسيا، وتداخلت وتفاعلت هذه المؤثرات فيما بينها مما نتج عنه فى النهاية الطابع التركى الذى تجلى خلال العصور العثمانية فى تركيا.
وكان الاتراك شعباً محباً للفتوحات وميالاً للطابع العسكرى، فسرعان ما ورثت الدولة العثمانية التركية الحضارة الإسلامية كلها، واصبحت القسطنطينية أو استنبول فيما بعد حاضرة فى العالم الإسلامى كله مما كان له آثاره على شتى صور الحياة فى الامبراطورية العثمانية فإنعكس ذلك بوضوح على ازياء وطرز الدولة التركية فظهرت آثار الفخامة والترف على هذه الأزياء- فإذا اردنا ان نصف الأزياء العثمانية التركية بصورة عامة فيمكن القول ان الموروث لهذه القبائل قد تطور خلال الحضارة الإسلامية بتأثيرات اغلبها من بلاد فارس، وجانب منها من العراق العباسية والشام ومصر بالاضافة إلى اوروبا القريبة منها.
ويمكن القول ايضا ان الأزياء التركية هى أقرب ما تكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو السيدات وأنهم بالغوا فى إظهار آثار البذخ والترف والفخامة وخاصة احزمة الرجال التى تنوعت فيها زيادات أغمدة السيوف والخناجر والغدارات (الطبنجات)، وبصفة عامة فإن السائد فى أزياء الرجال والسيدات ما هو معروف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى والذى يمكن تلخيصه فى الآتى:
1- السراويل:
عرفت كل أنواع السراويل الإسلامية- بالنسبة للرجال وان كان الرجال يفضلون السروال المعروف فى بلاد الشام بفرط سعته وهبوط حجره إلى الركبتين واحيانا إلى ما تحتهما حتى منتصف الساقين تقريباً.
2- القمصان:
عرف الرجال إرتداء عدة أردية من القمصان السفلى ويقل إرتفاع كل ما يليه وهكذا.
3- الصدارى:
لبسوا الصدارى بدون ياقة وبدون اكمام، واحيانا ارتدوا أكثر من صدارى فوق بعضهم البعض.
4- الحزام:
كان أهم ما إرتدوه فوق القمصان والسراويل بالنسبة للرجال.
5- العباءة:
ربما إرتدوا أكثر من عباءة وكان لكل واحدة منها إسماً وطرازاً مميزاً كما عرفوا تلك العباءة القريبة الشكل بطراز البالطو أو التونيك الإوروبى.
6- الأحذية والأخفاف:
تشابهت أخفاف الرجال، بمثيلاتها التى شاعت فى الحضارة الإسلامية مع الموروث من شكل أخفافهم وأحذيتهم التركمانية الأصل.
الزى الشامى
تقع بلاد الشام (التى تتكون حالياً من سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين) بين دول محيطة بها فى آسيا الصغرى (تركيا) من الشمال، وبلاد ما بين النهرين (العراق) من الشرق، وشبه الجزيرة العربية (السعودية) من الجنوب، و(مصر) من الجنوب الغربى- وهى بلاد ذات تراث وتقاليد عريقة، فإذا تخيلنا إنها بتراثها وحضارتها ستتفاعل ويتداخل تراثها مع تراث وحضارة جيرانها من الدول الأخرى فعلينا أن نتوقع أن يكون لها طابعاً خاصاً فى أزياء شعبها مؤثراً ومتأثراً بما حولها- وإذا أضفنا إلى ذلك أن بلاد الشام تجمع بين السهول الساحلية والسهول الداخلية الضيقة التى تجرى فيها أنهار والمرتفعات والمناطق البدوية والمناطق الحضارية فستكون النتيجة أزياء أكثر فى التنوع.
وإذا كانت بلاد الشام من الوجهة التاريخية خاصة خلال العصور الإسلامية كانت شديدة التفاعل مع كل المؤثرات التاريخية حيث شهدت على أرضها نشأة وإزدهار الحضارة الأموية الإسلامية التى وصلت دولتها وقتئذ من حدود الهند وبلاد ما وراء النهر شرقاً إلى المغرب والأندلس غرباً، وكانت دمشق عاصمة كل هذه الإمبراطورية الإسلامية وكانت على صلات مستمرة لا تنقطع بجيرانها وخاصة مصر والعراق فبذلك يكون لأزيائها الوطنية والتاريخية رصيداً كبيراً.
وسنتعرض بإيجاز وبوجه عام لهذه الأزياء التاريخية وبذلك يتكون الطراز الشامى للرجال عامة من الآتى:
1- السروال:
إنتشر السروال الواسع الطويل تقريباً فى كل أرجاء بلاد الشام خلال عهودها التاريخية، وأغلب طرزه ما كانت متسعة الأرجل بصورة ملحوظة ثم تحبك نهايتها عند بداية القدم إما بكمرة صغيرة بأزرار او برباط رفيع، وكان يصنع إما من قماش متين أو من الحرير بالألوان الزاهية الفاتحة، وأحياناً من صوف الغنم أو أشعار الماعز أو وبر الجمال- وكان سروال الرجال عادة كبير الإتساع ذى (حِجْر)كبير متسع يصل هذا الحِجْر حتى الركبتين وأحياناً إلى ما تحت ذلك، وكان فى الغالب من اللون الإسود أو الأبيض، وكان لبعض هذه السراويل جيوب كبيرة فى جانبيه.
2- القميص:
إستخدم الرجال القميص أيضاً بأكمام واسعة وطويلة وكان يُلبس فوق السروال، بعضه قصير يصل إلى بداية الساقين وبعضه يصل إلى منتصف الساقين وبعضه يصل إلى نهايتها حتى يغطى السروال بكامله، وغالباً ما يكون للقميص فتحتين جانبيتين طويلتين، وأكمامه واسعة و طويلة وليس له ياقات وله فتحة (تقويرة) للرقبة وقبة صغيرة أحياناً تقفل بالأزرار أو بواسطة الكردون، وتوشى أطراف أكمامه ونهايته وحول العنق والصدر بتوشيات الزخارف الإسلامية الهندسية أو وحدات نباتية محورة تنتمى لزخارف (مدرسة مصر والشام)
3- الحزام:
يختلف شكل الحزام تبعاً لإختلاف المناطق والعصور التاريخية، فأحياناً يكون رفيعاً وأحياناً يكون عريضاً. وكان يصنع من الحرير الفاخر الموشى بالمنمنمات وأشغال التطريز بالخيوط الملونة والمقصبة.
4- العباءة:
إستخدمت العباءة وكانت طويلة حتى الأرجل وبأكمام واسعة، وكانت العباءة تعقد تحت الرقبة أو ناحية أحد الأكتاف.
5- الصدارى:
غالباً ما كان بدون ياقة أوأكمام وبدون أزرار، وقصير وبلون مختلف عن لون القميص والسروال وملئ بالزخارف والتطريز، ويصنع من الحرير أو الجوخ.
6- الأخفاف والأحذية:
تتنوع بين الصندل الخفيف والخف الرقيق ذى المقدمة المرتفعة- كما توجد أنواعاً من الأحذية الثقيلة ذات الجلد السميك بعضها يصل إلى جزء من الساق (مثل حذاء برقبة) وبعضها أعلى فى الإرتفاع يصل إلى نهاية الساق- وهو من الجلد الطبيعى اللامع ومنه ما كان مبطن من الداخل بشعر وفراء الحيوانات. ويقفل بواسطة أزرار أو بأربطة قوية تتقاطع مع بعضها فى شكل زخرفى يشبه حرف (X) الإنجليزى، ووجدت قطع من الجلد الإسود اللامع المصقول يرتديها الرجل حول الساق وتحبك عليه قبل إرتداء الأحذية السوداء المتينة.
فإن طابعها المحلى والقومى لا بد وأن يكون عميقاً من الناحية الفنيه والحضاريه.وبالتالى ينعكس أثره على أزياء شعبها وتقاليده فى هذا الشأن.
ونظراً لأن الحضاره الإسلامية الهندية إنتشرت على مساحه بالغة الطول والإتساع حيث إستقرت فى أقصى الشمال الشرقى (منطقة دولة بنجالاديش حالياً) وأقصى الشمال الغربى (منطقتى كشمير , ودولة باكستان حالياً) فعلينا أن نتوقع إختلافات ملحوظة بين الطرز والأزياء التى سادت الهند خلال العصور التاريخية الإسلامية فيها.
لذلك يكون من الأفضل تقديم صوره موجزه وعامة عن هذه الطرز , وأهم هذه الطرز العامة ما يلى:
1- بالنسبة إلى الطرز الوطنية المحلية القديمة فى بلاد الهند فقد رفضت الديانة الإسلامية الهندية منها مبدئى: سفور الوجه وظهور بطن السيده عارياً من خلال أزيائهن الوطنية.
2- رفض إرتداء الشعارات وقطع الصياغة التى لها صله بالمعبودات والأساطير الهندية والدينية القديمه.
3- طورت كثير من طرز الملابس التقليديه القديمه إلى طرز تقليديه جديده حافظوا عليها , ومن ثم سادت وإنتشرت فى مناطق أخرى خاصه مناطق جنوب شرق آسيا.
4- تأثرت الأزياء الهندية تأثراً كبيراً بالطرز الفارسيه والعربيه والإسلاميه وخاصه تلك التى كانت سائدة خلال الدوله العباسية.
5- مع ذلك ظهر ما يشبه نوع من الإزدواج بين الطرز القومية فى بلاد الهند الإسلامية , فظهر نوع وليد التراث القديم السابق التنويه عنه , وطراز فنى هو عبارة عن طراز إسلامى خالص شبيه بالسائد فى مصر خلال العصر المملوكى على سبيل المثال.
لذلك سوف لا نتعرض إلى هذا الأسلوب الثانى فى الطرز التاريخية الهندية إلى ما قدم عنه عند الحديث عن الطرز المصرية فى العصر المملوكى وسنكتفى بعرض الطرز التى إنبثقت عن آثار الدين الإسلامى ومؤثراته على الموروث من الحضاره الهندية القديمة. وسوف نقدمها فى إجمالى موجز على النحو التالى:
1- السروال:
عرف السروال فى الهند منذ بواكير حضارتها وإستخدم منه عدة طرز وأنواع منها:
أ- السروال المتسع العريض من عند الوسط الذى يصل طوله إلى ما فوق الركبة أو تحتها بقليل , ثم تجمع بعقدة من الأمام فيكوِّن ما يشبه البليسيه الذى يتجمع مركزة عند مقدمة البطن (أسفل صرة البطن قليلاً) ويكون هذا السروال عادة من الأقمشة الخفيفة سواء كانت من الحرير أو القطن , وقد يزين مقدمة البطن حزام يثبت هذا السروال قد يكون من سلاسل النحاس أو الذهب وعند مقدمة البطن حلية كالبروش مرصعة بالفصوص والمجوهرات , وغالب الأمر يكون هذا السروال من الألوان الزاهية فاتحة الدرجات.
ب- سروال عادى طويل وواسع ينتهى طوله حتى أسفل الركبة وتزخرف نهايته عند الأرجل بصف أو أكثر من الكرانيش.
ج- سروال طويل حتى نهاية الساقين يبدأ واسعاً من عند الوسط ثم يأخذ فى الضيق حتى يلتصق بآخر الساق.
د- سروال طويل واسع من عند الوسط ويضيق قليلاً كلما إتجه إلى أسفل ويشبه البنطلون العادى.
2- الإيزار:
قد يستبدل هذا السروال بإزار من القماش يأخذ أشكالاً متنوعة مثل:
أ- إزار قصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل أو عندها او تحتها بمسافة قليلة يلتف إما بصورة عادية حول الوسط او يجمع على شكل عقدة عند منتصف البطن حتى يكون تلك الكسرات التى عرفت عن السروال شبيهه , ومما يجدر ذكره أنه كثيراً ما يكون فوق مثيله من هذه السراويل.
ب- إزار طويل حتى يصل إلى نهاية الساقين ويجمع عند مقدمة الوسط كالإزار القصير السابق ومما يجدر ذكره أن مثل هذا الطراز كان له شبيه سائد فى منطقة جنوب شرق آسيا خاصة فى ماليزيا وأندونيسيا.
3- القميص:
كان القميص العادى المتوسط الإتساع بأكمام طويلة متسعة وبعضه يصل طوله إلى منتصف الساقين , والبعض الآخر يصل طوله إلى ما بعد الساقين , وأحياناً يكون له فتحتين طويلتين جانبيتين , وليس له ياقة أو له ياقة رفيعة قصيرة تحيط بالعنق , ولها قبة غالباً ما تغلق بأزرار صغيرة , وقد يحيط بالرقبه وعند نهاية الأكمام كنار أو أكثر بزخارف هندية من أوراق النبات أو الزهور.
4- الحزام:
إحياناً يرتدى الحزام فوق القميص أو يلبس القميص بدون حزام وإستخدمت الأحزمة المصنوعة من الحرير بألوان زاهية أو فاتحة أو منقوشة.
5- الصدارى:
فى الحالات التى يتم فيها لبس الحزام يفضل إرتداء صدارى قصير , وأن يصل طوله حتى فوق الوسط وفى هذه الحالة يكون فوق الحزام , أو أن يكون صدارى متوسط الطول وفى هذه الحالة يفضل وضع الحزام فوقه , وبعض الصدارى بدون أكمام والبعض الآخر يكون له نصف كم واسع , وأغلب الصداريات تكون بلون مخالف عن لون كل من الحزام أو السروال أو الإزار.
6- البالطو:
هذا الزى يستخدمه الرجال الهنود أكثر من إستخدام النساء له , وهو يشبه البالطو الأفرنجى الطويل وله ياقة صغيرة حول الرقبة ويزرر من الأكمام بالأزرار.
الأزياء عند النساء فى العصر الإسلامى
لو نظرنا للأزياء عند النساء فى العصر الإسلامى نجد أنها تعبر عن موقف متشابه فى جميع العهود الإسلامية حتى لو وصلنا إلى المجتمع الحديث , لأن قواعد الإسلام فى الزى والملابس للنساء تستهدف فى المقام الأول ستر العورة المتعارف عليها بلا سعى لإظهار مفاتن الجسم , ومن ناحية أخرى لا تستهدف التباهى الزائد عن الحد. ولكن الأزياء الإسلامية للنساء تبيح لهن إظهار زينتهن وجمالهن.
ولقد ذكرنا أن اللباس الإسلامى بدأ منذ العصر الإسلامى الأول فى إستخدام القميص والرداء والإزار والسروال والعباءة والعمامة والنعل فزاد عليه النساء لبس الخمار الذى تغطى به الرأس والعنق , ولبس الجلباب والدرع الذى تغطى به البدن والرجلين , وذلك بغرض أن تستر كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها وهذه خصائص مميزة لأزياء المرأة فى العصر الإسلامى بالإضافة إلى أن تكون ثيابها فضفاضة بحيث تستوعب جميع أجزاء البدن , وألا تبرز شيئاً منه أو تجسده وخاصة مواضع الفتنة , وأن تكون الثياب سميكة بحيث لا تشف فيظهر ما تحتها من الأعضاء , كما أن الزى مطلوب أن يرخى قليلاً فى الذيل بقدر معقول حتى لا تنكشف قدم المرأة , وألاّ تتشبه فى ثيابها بملابس الرجال. وقد أبيح للمرأة ما يناسب أنوثتها من إرتداءه كالحرير والذهب.
تلك هى الخصائص العامة لأزياء النساء فى العصر الإسلامى بمختلف عهوده , ولكن كما سنتعرف لاحقاً سنجد بعض الإختلاف فى أزياء النساء طبقاً للعصور الإسلامية المختلفة ومع إختلاف المناطق التى ظهر فيها الإسلام. مما أدى إلى إختلاف طرق وأساليب إرتداء الأزياء , وقد سادت طريقة إرتداء النساء لأزيائهن وظلت متشابهة كما ذكرنا فى الخصائص العامه السابقة إلى أن بدأ يظهر لكل عصر خصائصه المميزة.
أزياء النساء فى العصر الفاطمى:
1) السروال: كان طويلاً وينسدل إلى الأقدام , وكانت للسروال تكة (دكة) تصنع من الحرير المطرز بالجواهر أحياناً.
2) القميص: كان القميص يلتصق بالجسد وأحياناً يزخرف القميص ببعض الكتابات الشعرية.
3) الثوب: كانت السيدة ترتدى فوق القميص ثوباً قصيراً أو طويلاً وكانت أكمام الثوب واسعة وفضفاضة.
4) الحزام: كانت المرأة تضم وسطها بحزام طويل من قماش الحرير , ويربط فوق الثوب بحيث ينسدل من الأمام.
أزياء النساء فى العصر المملوكى:
1- الملاءة أو السبلة:
كانت المرأة تلف نفسها بها , وكانت واسعة وفضفاضة , وقد عرفت بأسماء متعددة منها (المرط – اللحفة – الإزار) وكانت بيضاء اللون بالنسبة للنساء المسلمات , أما النساء المسيحيات واليهوديات فإرتدنها بألوان متميزة.
2- الثوب والرداء:
من الملابس الخارجية التى كانت شائعة فى ذلك العصر.
3- الزنار:
كان من الملابس الشائعة للنساء المسيحيات واليهوديات , وكان يفرض عليهن أحياناً.
4- القباء:
كان من الملابس الخارجية للنساء وهو عبارة عن ثوب طويل له كمان طويلان ويكون مفتوحاً من الأمام , ويثبت عادة على الوسط بنطاق (حزام) وكان هذا من ملابس المرأة المسلمة.
وقد حدث أن إتسعت ملابس السيدات فى عهد السلطان برقوق وبالغن فى ذلك إلى حد الإفراط الغريب حتى أن القميص زاد إتساعه وطوله , وطول أكمامه جداً ثم تطوى الزيادة وتكشكش عند الذراع حتى تظهر اليد بصعوبة , إلى أن أمر السلطان حسن سنة 751هـ بتحديد طول وإتساع القميص للنساء , كما أمر يشبك الجمالى محتسب القاهرة فى عهد السلطان قايتباى بأن يُنادى بألاَّ تلبس النساء العصابة والمقتزعة (أى القصيرة) من الحرير وألاَّ يكون طولها أقل من ثلاثة أذرع وان تكون مختومة من الجانبين بخاتم السلطان , وأرسل المحتسب نوابه إلى الأسواق وبث عيونه فى المجتمعات العامه , فإذا عثر أحدهم على إمرأة تلبس هذا النوع الذى حرمته الحكومة , أهينت وعلقت العصابة فى عنقها على مرأى من الناس , فكان من أثر ذلك أن إستجابت السيدات لأمر المحتسب ولبسن العصائب الطوال إذا ما خرجن من بيوتهن.
الأزياء التركية (العثمانية):
يمكن إعتبار أن الأزياء التركية هى أقرب ما تكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو النساء وأنهم بالغوا فى إظهار آثار البذخ والترف والفخامة. وكما ذكرنا من قبل فإن السائد فى أزياء الرجال والسيدات متشابه مع ما هو معروف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى كما يلى:
1- السروال:
عرفت النساء التركيات كل أنواع السراويل الإسلامية , ولكنهن فضلن السراويل المتسعة حتى نهاية الساقين.
2- القميص:
عرفت النساء التركيات إرتداء عدة أردية من القمصان السفلية , أطولها من تحت ويقل إرتفاع كل ما يليه وهكذا.
3- الصدارى:
لبسن الصدارى بدون ياقة وبدون أكمام , وإرتدين أحياناً أكثر من صدارى فوق بعضهم البعض.
4- الحزام:
كان الحزام من أهم ما يرتدينه النساء فوق القمصان والسراويل.
5- العباءة:
إرتدى النساء التركيات أكثر من عباءة , وكان لكل واحدة منها إسماً وطرازاً , كما عرفن العباءات قريبة الشكل بطراز البالطو أو التونيك الأوروبى.
6- الأخفاف والأحذية:
تشابهت أخفاف النساء بمثيلاتها التى شاعت فى الحضارة الإسلامية مع الموروث من شكل أخفافهن , وأحذيتهن التركمانية الأصل.
الزى الشامى للنساء
1- السروال:
كانت كل أرجاء بلاد الشام تستعمل السروال للنساء كما عند الرجال , وقد إنتشر السروال الواسع الطويل , وكان متسع الأرجل وتحبك نهايتها عند بداية القدم إما بكمرة صغيرة بأزرار أو برباط رفيع , وصنع السروال من قماش متين او من الحرير وملون بألوان زاهية فاتحة , وأحياناً من صوف الغنم او من أشعار الماعز أو من وبر الجمل.
2- القميص:
ترتدى أغلب الشاميات قمصان فوق السروال بعضه قصير يصل إلى بداية الساقين , وبعضه يصل إلى منتصف الساقين , وبعض إلى نهايتها حتى يغطى السروال بكامله , وفى أغلب الأحوال له فتحتين جانبيتين طويلتين , وأكمامه واسعة وطويلة وليس له ياقات وله فتحة (تقويرة) للرقبة وقبة صغيرة أحياناً تقفل بواسطة الأزرار وأحياناً بواسطة الكردون , وتوشى أطراف أكمامه ونهاية الرداء وحول العنق والصدر بتوشيات الزخارف الإسلامية أغلبها هندسى من سلاسل ووحدات نباتية محورة تنتمى إلى زخارف مدرسة مصر والشام.
3- الحزام:
يختلف شكله تبعاً لإختلاف المناطق والعصور التاريخية , فأحياناً ما يكون رفيعاً وأحياناً يكون عريضاً. والوصف التاريخى يدل على أنه كان من الحرير الفاخر , الموشى بالمنمنمات وأشغال التطريز بالخيوط الملونة والمقصبة.
4- العباءة:
تغطى السيدة الشامية نفسها بحيث تغطى العباءة رأسها وكتفيها , وأحياناً تكون العباءة قصيرة حتى نهاية الظهر , وبعضها بأكمام واسعة مبالغ فيها حتى يصل طول أكمامها لقرب الأرض , وبعض العباءات كان يتعدى طولها الأرجل وتجر أذيالها على الأرض , وكانت العباءة تعقد تحت الرقبة أو ناحية أحد الأكتاف كأنها (تونيك) وبعضها يشبه (البالطو) ولكن بأكمام متسعة جداً ولكنها أقصر قليلاً من طول أكمام القميص.
5- الصدارى:
غالباً ما يكون بدون ياقة أو أكمام وبدون أزرار , وأغلبه قصير يصل إلى منتصف الحزام , وعادة ما يكون بلون مخالف للون القميص والسروال و ويعتبر الصدارى من أغنى قطع الزى بالزخارف والتطريز والدندشة , ويصنع من الحرير أو الجوخ وتلعب فيه زخارف التذهيب والتطريز الدور الأساسى فى زخرفته.
6- الأخفاف والأحذية:
تتراوح بين الصندل الخفيف ذى السيور , والخف الرقيق ذى المقدمة المرتفعة , وبعضه يغطى كعب القدم وبعضه يتركه عارياً , وأغلب هذه الأخفاف من النوع الرقيق , وطرز كثيرة منها ذات وجه مزخرف إما بالسيور وجدائل الجلد الرفيع الرقيق وإما مزخرف بأشغال التطريز وبعضها موشى بالأسلاك الذهبية والقصب.
كما توجد طرز من الأحذية ثقيلة وذات الجلد السميك اللامع بعضها يصل إلى جزء من الساق ويسمى حذاء برقبة إما أن يقفل بواسطة أزرار أو بأربطة قوية تتقاطع مع بعضها فى شكل زخرفى يشبه حرف (X) الإنجليزى , وبعض هذه الأحذية بالغ الإرتفاع حتى يصل إلى نهاية الساق ومن الجلد الطبيعى اللامع المتين أو المصبوغ بلون قاتم , كما وجدت منه طرز مبطنة من الداخل بشعر وفراء الحيوانات , ووجدت قطع من الجلد الأسود اللامع المصقول تُرتدىَ حول الساق وتحبك عليه قبل إرتداء الأحذية السوداء المتينة.
الأزياء الهندية الإسلامية للنساء
ذكرنا أن الهند قبل دخول الإسلام بها كانت مهداً لحضارات تاريخية ودينية قديمة , ثم دخلها الإسلام منذ أوائل الدولة الأموية وإنتشر بصورة أكبر خلال الفتح المغولى الإسلامى , وبذلك إنتشر الإسلام فى الهند فى المناطق الشمالية شرقاً وغرباً. وقد أخذ المسلمون فى الهند من تراثهم القديم ما يتفق مع دينهم ونبذوا ما لا يتفق مع الإسلام.
ومن الخصائص العامة للملابس والأزياء الهندية الإسلامية:
1) رفضت الديانة الإسلامية فى الهند مبدأ سفور الوجه وظهور بطن وظهر السيدة عارياً من خلال أزيائهن الوطنية.
2) رفض إرتداء ما له صلة بالمعبودات والأساطير الهندية والدينية القديمة.
3) تطورت طرز الملابس والأزياء من الطرز القديمة التقليدية إلى طرز جديدة حافظن عليها.
4) ظهر تأثير الأزياء الهندية الإسلامية بالطرز الفارسية والعربية خاصة التى كانت سائدة خلال الدولة العباسية.
5) ظهر ما يشبه الإزدواج بين الطرز القومية فى بلاد الهند الإسلامية وطراز إسلامى شبيه بالسائد فى مصر خلال العصر المملوكى.
وبالتالى كانت الطرز التى ظهرت تباعاً لآثار الدين الإسلامى ومؤثراته من الحضارة الهندية القديمة , فكانت الأزياء الهندية الإسلامية للنساء يمكن إيجازها فى الآتى:
1- السروال:
عرف السروال فى الهند منذ ظهور حضاراتها وإستخدام النساء منه عدة طرز وانواع مثل:
أ- السروال المتسع العريض من عند الوسط الذى يصل طوله إلى ما فوق الركبة أو تحتها بقليل , ثم تجمع أرجل السروال بعقدة من الأمام فيكوِّن ما يشبه (البليسيه) الذى يتجمع مركزه عند مقدمة البطن (أسفل صرة البطن قليلاً) ويكون هذا السروال عادة من الأقمشة الخفيفة من الحرير أو القطن , وقد يزين مقدمة البطن حزام يثبت هذا السروال قد يكون من سلاسل النحاس أو الذهب وعند مقدمة البطن حلية مرصعة بالفصوص والمجوهرات , وغالباً ما يكون هذا السروال من الألوان الزاهية فاتحة الدرجات.
ب- سروال عادى طويل وواسع فينتهى طوله أسفل الركبة وتزخرف نهايته عند الأرجل بصف أو أكثر من الكرانيش.
ج- سروال طويل حتى نهاية الساقين يبدأ واسعاً من عند الوسط ثم يأخذ فى الضيق حتى يلتصق بآخر الساق.
د- سروال طويل واسع من عند الوسط ويضيق قليلاً كلما إتجه إلى أسفل ويشبه البنطلون العادى.
2- الإيزار:
قد يستبدل هذا السروال السابق بإزار من القماش يأخذ أشكالاً متنوعة مثل:
أ- إزار قصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل أو عندها او تحتها بمسافة قليلة ويلتف إما بصورة عادية حول الوسط , او يجمع على شكل عقدة عند منتصف البطن حتى يكون تلك الكسرات التى عرفت عن السروال شبيهه والجدير بالذكر أنه كثيراً ما يكون فوق مثيله من هذه السراويل.
ب- إزار طويل حتى يصل إلى نهاية الساقين ويجمع عند مقدمة الوسط كالإزار القصير السابق و والجدير بالذكر أن مثل هذا الطراز كان له شبيه سائد فى منطقة جنوب شرق آسيا وخاصة فى ماليزيا وأندونيسيا.
3- القميص:
كثيرات من سيدات الهند فضلن إرتداء القميص العادى المتوسط الإتساع ذو الأكمام الطويلة المتسعة , بعضه قد يصل طوله إلى منتصف الساقين , والبعض الآخر يصل طوله إلى ما بعد الساقين قليلاً , وأحياناً ما يكون له فتحتين طويلتين جانبيتن , وليس له ياقة وأحياناً ما تكون له ياقة رفيعة قصيرة تحيط العنق , ولها قبة غالباً ما تغلق بواسطة أزرار صغيرة , وقد يحيط بالرقبة وعند نهاية الأكمام كنار أو أكثر بزخارف هندية تقليدية من أوراق النبات أو الزهور.
4- الحزام:
فى كثير من الحالات ترتدى النساء حزام فوق القميص , وفى حالات أخرى توجد طرز لا تستخدم هذا الحزام فوق القميص , والحالات التى يستخدم فيها الحزام إما أن يكون مع قميص أو مع صدارى قصير ومتوسط الطول , وتوجد أنواع من الأحزمة بعضها من الحرير ذو الألوان الزاهية الفاتحة وبعضها من الحرير المنقوش , وطرز أخرى من الشيلان ذات الشراشيب الرفيعة المشهورة بإسم (الشال الكشمير)
5- الصدارى:
فى الحالات التى يتم فيها لبس الحزام يفضل النساء إرتداء صدارى قصير , إما أن يصل طوله حتى فوق الوسط وفى هذه الحالة يكون فوق وأعلى الحزام , أو أن يكون صدارى متوسط الطول وفى هذه الحالة يفضل وضع الحزام فوقه , وبعض الصداريات بدون أكمام والبعض الآخر يكون له نصف كم واسع , وأغلب الصداريات تكون بلون مخالف عن لون كل من الحزام أو السروال أو الإزار.
6- السارى (السارى الهندى):
وهو أهم طراز فى ملابس السيدة الهندية , ويتفنن فى أشكاله وطرزه , وهذا هو الزى الأخير الذى يغطى ما تحته من أزياء , وغالباً ما يكون من الحرير الرقيق الفاخر أو من قماش قطنى رقيق , وألوانه زاهية جميلة يغلب عليها الدرجات اللونية الفاتحة , وقد تكون أطرافه موشاه بالخيوط الذهبية المقصبة , وبعضه مطبوع بالزخارف أو أشكال ووحدات النباتات على الطراز الهندى المشهور , وسارى السيدة الهندية المسلمة يلتف حول جسمها كله ويغطى رأسها وعنقها وذراعيها ولا يظهر إلاَّ وجهها.
7- البالطو:
يوجد نوع من الأزياء يمكن ان ترتديه السيدة الهندية وهو منتشر أحياناً بين السيدات كبيرات السن أو ذات المقام الرفيع , وهو شبيه بالبالطو الأفرنجى الطويل , وله ياقة صغيرة حول الرقبة ويزرر من الأكمام بالأزرار , وفى حالة إستخدام البالطو عند السيدات لا ترتدينه تحت السارى بل يكتفى بالقميص والحزام , وتكون أكمامه واسعة , وقد تزخرف أطرافه السفلية بكنار من الزخارف الهندية المقصبة بخيوط الذهب والفضة. وجدير بالذكر أن إستخدام السيدات الهنديات للبالطو كان أقل من إستخدام الرجال له.
أدوات الزينة والحلى
فى العصر الإسلامى
الزينة كانت فى العصر الإسلامى تخص الرجال والنساء , مع الوضع فى الإعتبار أن ما يخص الرجل كان فى حدود أضيق من النساء. ولكن الزينة بالنسبة للنساء أمر فطرى لأنها تهتم بزينتها بفطرتها وطبيعتها الأنثوية , وقد إهتمت النساء بأمر زينتهن إهتماماً كبيراً حتى أن الإسلام أباح للنساء من الزينة ما لم يبح للرجل كالحرير والذهب وذلك لتلبية نداء الإنوثة لديها.
كانت الزينة فى العهود الإسلامية الأولى متباسطة فى وسائلها فكانت تركز على تزيين وتجميل وزخرفة الملابس وأغطية الرأس وزخرفتها بالزخارف المنقوشة أو تطعيمها بالأحجار الكريمة أو الجواهر , إلى أن ظهرت تدريجياً صناعة الحلى وأدوات الزينة خاصة النسائية منها. ويمكننا التسلسل فى العصور الإسلامية من حيث إستعمال أدوات الزينة والحليات بعد العهود الإسلامية الأولى كالآتى.
أدوات الزينة والحلى فى العصر الفاطمى:
كان الخليفة فى العصر الفاطمى يهتم بالزينة فى زخارف المنسوجات وفى تزيين العمامة المطعمة بالجواهر وفى المواسم الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة كبيرة تعرف بإسم (التميمة) , كذلك كان يلبس حزاماً عريضاً يعلوه حزام آخر مطرز بالذهب , وكان الوزراء يلبسون ملابس بأزرار تصنع من الذهب أو تكون من اللؤلؤ , وكان الوزير يرتدى حول وسطه طوقاً من الذهب المرصع بالأحجار الكريمه.
ومن أبرز إهتمامات الفاطميين التى سادت فى العصر الفاطمى لتزيين وتجميل الأزياء إستعمال الوحدات الزخرفية من الكتابات الزخرفية التى تذكر إسم الخليفة التى نسجت فى عهده , أو بعض الآيات القرآنية الصغيرة , أو الأمثال , والأشكال المحورة لتفريعات نباتية زخرفية , وكانت على شكل أشرطة وكنارات أو على شكل جامات وحواشى صغيرة , كما إشتملت على أشكال طيور وحيوانات ذات طابع زخرفى أو على شكل نسور مزدوجة , أو طواويس متقابلة أو فهود , كما كانت أحياناً ما تغطى بما يسمى أحجبة على شكل مثلثات ومعينات هندسية متناثرة بنظام زخرفى على سطح المنسوج.
وكانت النساء تزين العصبة التى كانت تلف حول الطرحة وترصعها بالجواهر النفيسة.
أدوات الزينة والحلى فى العصر المملوكى:
إستخدمت فى العصر المملوكى زخارف ذات صبغة فارسية وصينية أو قوطية , وظهرت زخارف الرخ وهو طائر طويل الذيل فى منحنيات متموجة كثيرة مملوئة بوحدات زخرفية محورة أغلبها من النباتات والزهور , كما ظهرت زخارف حيوان التنين الخرافى الزخرفى وما يغطى جسمه من قشور وزخارف ذات أثر صينى وفارسى واضح , وكثرت أشكال وتنويعات الزهور ذات الأثر الفارسى والصينى تتصف بالإزدحام فى التفاصيل , وعلى الرغم من التأثر بالمؤثرات الشرقية والغربية ظهرت أيضاً مؤثرات للفن المصرى القديم , فقد ظهرت كثير من وحدات اللوتس والبردى والزهيرة المصرية فى شكل تفريعات تتخلل التفريعات الإسلامية المعروفة.
وفيما يخص النساء فقد زين عصائب الرأس أحياناً بالجواهر النفيسة وقد تزين بالمصوغات واللآلئ والأحجار الكريمة على شكل أقراط وعقود وأساور وخواتم , فقد كانت مكملات الزينة هامة جداً لهن , فإستخدمت المرأة الحلى التى كانت تصنع من الذهب والفضة والأحجار الكريمة , ومن هذه الحلى إستخدمت (الدلاية) لتزيين الصدر , والقرط لتزيين الأذن , والإسورة لتزيين المعصم , والعقد لتزيين الرقبة , كما إستعملت الخلاخيل (الخلخال) المصنوعة من الذهب والفضة وقد شاع إستخدام (المينا) فى زخرفة الحليات.
الجمال والموضة في مصر الإسلامية:
وصف أحد المؤرخين نساء مصر بأنهن أرق نساء الدنيا طبعاً وأحلاهن صورة. فقد أعطت المرأة في العصر الإسلامي اهتماماً خاصاً لمظهرها الخارجي، كل ذلك داخل القواعد المسموح بها في الدين الإسلامي. وكمثال على ذلك فقد كان مسموحاً للمرأة أن ترتدي أزهى حللها، واستخدام ما يبرز مفاتنها من أدوات التجميل كي يطيب بها قلب زوجها. وكانت المرأة تذهب إلى الحمام من أجل تجميل نفسها. أما اللمسات الأخيرة مثل تمشيط شعرها ووضع العطور فقد كانت تقوم به بين يدي زوجها. وكانت المرأة تستخدم عطوراً مثل المسك والعنبر والبخور. وكانت هناك قنينات خاصة تستخدم لحفظ مجموعة متنوعة من العطور المستخدمة في ذاك الوقت. وثمة العديد من هذه الأوعية الخاصة بالعطور توجد في متحف الفن الإسلامي، فهناك قنينتان من الفضة وقنينة زجاجية.
وكانت مقاييس جمال المرأة في العصر المملوكي أن تكون بيضاء البشرة، ناعمة الملمس، مستديرة الوجه، ممتلئة الصدر، ثقيلة الأرداف. لذا فلا عجب أن أقبلت نساء ذلك العصر على الحرص على أن يكن بدينات ثقيلات الوزن حتى يحزن إعجاب الرجال. وقد وصلنا القليل من قطع الحلي والجواهر الثمينة. وربما يكمن السبب في ذلك إلى أن هذه القطع كان يعاد سبكها وتشكيلها من جديد، إلى جانب قيمتها المادية التي قد تبعث على التصرف فيها.
غير أن المصادر التاريخية قد أمدتنا ببعض المعلومات التي تتعلق ببعض الحلي الذهبية والفضية الثمينة التي طليت بالمينا. وشملت هذه العديد من القطع الموجودة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة مثل الدلايات والخواتم والأساور والعقود. وبالرغم من ندرة هذه التحف فإنها تقوم دليلاً على مدى اهتمام المرأة بالحلي والجواهر الثمينة. وفى العصر المملوكى، كانت المرأة تستخدم القلائد المصنوعة من العنبر والتي عرفت باسم العنبرية على نطاق واسع. فضلاً عن الأطواق المرصعة والعقود المخرمة والتي كانت تشبه الدانتيلا.
أدوات الزينة والحلى فى العصر العثمانى:
أولاً: بالنسبة للرجال فكانت المجوهرات أهمها , فإستخدم الرجال الخواتم المرصعة فى أصابعهم , وكانت غالباً مصنوعة من الفضة وكان قليل من الرجال والمسلمين يلبسون الخواتم الذهبية.
ثانياً: فيما يخص النساء فقد لبسن الأقراط والأساور والخواتم , وكانت الأقراط تصنع من الذهب أو الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة.
أدوات الزينة والحلى التركية:
تشابهت أدوات الزينة والحليات التركية مع أدوات الزينة والحليات الفارسية وخاصة فى هذا الشأن فيما يخص وسائل التزيين فى النساء.
أدوات الزينة والحلى فى الشام:
إزدهرت صناعة أدوات الزينة والحليات فى الشام , كما زخرت الطرز التاريخية الإسلامية بإشغال الصياغة , وكانت دمشق فى سوريا أحد مصادرها الهامة , حتى أطلق عليها (الدمشقيه) , وتتنوع بين الأقراط والعقود , وكرادين الصدر , والأساور والخلاخيل , ونطاقات وتيجان الرأس , وكلها دقيقة الصناعة والصياغة كما إشتملت على شتى أساليب التشغيل من مسبوكات , ومنمنمات (آچور) , وسلاسل مبرومة ومجدولة , وخواتم مكفته ومرصعة بالفصوص والأحجار الكريمة , مما يدل على أن سيدات الشام كن مولعات بأشغال الزينة.
تصفيفات الشعر:
وفيما يخص تصفيفات الشعر بالنسبة للنساء فى الشام , فعلى الرغم من تحريم الدين الإسلامى سفور الوجه وإطلاق الشعر , فقد وجدت بعض الرسوم التاريخية توضح أن السيدات كن يصففن شعورهن فى جدائل وضفائر وعقصات , وتزينها بالتيجان ومشابك الشعر وخاصة ما يظهر منها على مقدمة الرأس.
أدوات الزينة والحلى الفارسية:
عُرفت المرأة الفارسية بولعها الفائق بوسائل التزيين بالمصوغات الذهبية والفضية , وخاصة تيجان الرأس , والأساور والخلاخيل والأقراط وعقود الرقبة , وتنوعت أشكالها وزخارفها , فمنها ما كانت على شكل حبات وفصوص , ومنها ما صيغ على شكل سلاسل وجدائل وكريات ونجوم واهلة وأقراص صغيرة , وبعضها زخرف بأشغال المينا.
أدوات الزينة والحلى فى المغرب والأندلس:
تزينت نساء المغرب العربى خلال العصور الإسلامية بما هو يشبه ومعروف حالياً من زينة بدو الصحراء المصرية غرب الوادى كعرب سيوة والواحات المصرية حيث ما زالت التقاليد والعادات واحدة , فكانت أدوات الزينة والحلى عبارة عن طوق للرأس تتدلى منه سلاسل ودلايات وجلاجل صغيرة , ويزين صدرهن الكردان الكبير المشهور , أو عقود الكهرمان , أو بذور الزيتون والخوخ , كما يضعن فى أنوفهن أشناف صغيرة على شكل مخارط ذهبية وأحياناً حلقات كبيرة على شكل حلقات كما يضعن فى أيديهن الأساور والدماليج , وفى أقدامهن الخلاخيل.
أما فيما يخص نساء الأندلس فكانت زينتهن أكثر رقة وتقتصر على الأقراط والعقود والخواتم والأساور.
تصفيفات الشعر:
كان يحرم عند نساء العرب والبربر سفور الوجه والشعر , ولكن كان يسمح للفتيات بسفور وجوههن , وكن جميعهن يصففن شعورهن فى جدائل وضفائر , وكانت السيدات غالباً ما يصففنه فى ضفيرتين كبيرتين ثلاثية الخصلات , أما الفتيات فكن يضفرن شعورهم فى أعداد كبيرة من الضفائر الصغيرة.
أما نساء الأندلس فعرفن تصفيفات العقصات الكبيرة , أو إرسال شعورهن على شكل خصلات مموجه تمويجات خفيفة , وكن يزينه بالتيجان الصغيرة ومشابك الشعر على شكل زهور وفراشات , كما عرفن تزيين شعورهن بالزهور الطبيعية.
أدوات الزينة والحلى الإسلامية الهندية:
تعتبر أدوات الزينة والحليات من أهم ما تهتم به المرأة الهندية , وقد كانت دائماً أدوات الزينة الهندية مضرب الأمثال فى هذا الشأن , وكانت النساء فى جميع أرجاء العالم الإسلامى تفتخرن بإقتنائهن الحلى والمصوغات الهندية وهى مصنوعة من الذهب أو الفضة وقد إستخدمت فى تشكيلها وصياغتها كل الوسائل المعروفة فى إشغال صياغة الحلى والمجوهرات تقريباً , وإشتملت على كل ما هو معروف فى العالم الإسلامى , وقد إحتوت على قطع عديدة أخرى لم يعرفها سواهن من السيدات المسلمات.
وربما كان ذلك نتيجة تأثير النقوش الأثرية الموروثة التى وجدت على جدران المعابد الهندية القديمة , وما زخرت به من طرز وأنماط وأشكال عديدة متنوعة حاول الهنود تقليدها وتطويرها حتى أصبح فن الصياغة الهندية فناً كبيراً قائماً بذاتة. وجدير بالذكر أن تلك القطع من الطرز والأنماط والأشكال الهندية لها صلتها بالدين والأساطير والرموز الهندية القديمة , فمنها على سبيل المثال ما هو طارد للأرواح الشريرة والشياطين , ومنها ما هو ضد الحسد والسحر , وما هو مقاوم للأمراض وجالب للصحة والحظ والحب وهكذا.
وقد إنتقت السيدة الهندية المسلمة منها ما يناسبها , وإبتعدت ونفرت عن إستخدام القطع التى لها صلة بالأساطير الدينية الهندوسية القديمة , وإكتفت بتلك التى يتوافر فيها جمال الشكل فقط , أو ما يتعلق منها يطرد الأرواح الشريرة والشياطين وضد الشر والحسد والسحر والمقاومة للأمراض وما يعتقد انها جالبة للصحة والعمر المديد والثروة والحظ والحب ........ إلخ
أغطية الرأس عند الرجال والنساء
فى العصر الإسلامى
كان واضحاً منذ بداية العصر الإسلامى وفى جميع عهوده ومناطقه أن الرجال والنساء على السواء لم يتركوا رؤوسهم عارية , بل كان من صور إتمام وقار المظهر العام للجنسين أن غطوا رؤوسهم بأغطية مختلفة الأشكال والأنواع والأحجام والألوان , بالإضافة إلى إختلاف طرق وأساليب إرتداء هذه الأغطية للرأس , ولقد ظهر ذلك جلياً من خلال جميع المخطوطات والرسومات والصور والكتب التى وصلت إلى أيادى الباحثين والمهتمين , والمؤرخين من قبلهم.
أغطية الرأس فى العصر العباسى والطولونى:
كان الحكام المسلمون والطبقة الحاكمة المسلمة يغطون رؤوسهم بالعمامة أو القلنسوة والعصابة والمنديل أو الطرحة التى كانت تعرف أحياناً بالطيلسان وقد عرفت هذه الأغطية للرأس منذ العصور الإسلامية الأولى. كما كان بعض الحكام يفضلون إرتداء غطاء الرأس المعروف عند البدو وهو يتكون من قطعة من القماش توضع فوق الرأس ثم يلف حولها شريط مجدول يعرف بإسم العقال وكان هذا بدل من إرتداء العمامة.
ولم تكن للعمامة أى دلالة طبقية حتى العصر العباسى حيث كانت تدل على نظافة ووقار صاحبها , ثم أخذ حجم العمامة يزداد كبراً تبعاً لأهمية الوظيفة وكان الحكام العباسيون يتميزون بإرتداء الثياب السوداء فى المواكب الرسمية وقد إتخذوا اللون الأسود شعاراً للدولة العباسية لذلك فقد كانت العمامة أيضاً تتميز باللون الأسود تبعاً لذلك.
أغطية الرأس فى العصر الفاطمى:
أولاً: أغطية رأس الرجال:
أ. غطاء رأس الخليفة: كان عبارة عن عمامة مطعمة بالجواهر , وفى الإحتفالات والمناسبات الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة عظيمة تعرف بإسم 0(التميمة).
ب. غطاء رأس الوزير: كان عبارة عن عمامة تتكون من منديل يلف حول الرأس ويتدلى جزء من هذه العمامة يعرف بإسم (الذؤابة).
أما عامة الشعب من الرجال فكانت عمامتهم تشبه أيضاً عمامة الوزير ولكن أقل فى الفخامة والحجم.
ثانياً: أغطية رأس النساء:
أ- العمامة: وتشبه عمامة الرجل.
ب- الطرحة: تنسدل من الرأس على الصدر.
ج- العصبة: كانت المرأة تلف حول الطرحة عصبة تشد حول الرأس ويتدلى جزء منها على جانب الرأس , وكانت هذه العصائب تصنع من قماش الحرير أو من قماش مرصع بالجواهر , وكانت العصائب والمناديل تزين فى بعض الأحيان بكتابة أشعار (كتابات شعرية) مثل القمصان.
أغطية الرأس فى العصر المملوكى:
أولاً: أغطية الرأس للرجال:
1) الطيلسان والطرحة: يعتبران من أزياء الخلفاء العباسيين والقضاة ولهما أنواع وألوان متعددة.
2) التخفيفة: غطاء رأس للسلطان وهى بمثابة التاج عند الملوك.
3) الخوذة: غطاء رأس للمحارب والجندى للوقاية وهى ذات أشكال وأنواع مختلفة.
4) الطربوش (القلانس): وكان يعتبر الطابع المميز لطبقة الأمراء , وهو عبارة عن طربوش من الجوخ أو الصوف الأحمر تلف حوله عمامة. أو أن يلبس فوق الرأس نوع من القلانس الرفيعة الغزل الغرض منها وقاية الطربوش من تأثير العرق. ولهذه القلانس أشكال وطرز متعددة الأنماط وإختلافها عن الأزياء يدل على حالة صاحب القلنسوة فإما أن يكون موظفاً مدنياً أو دينياً أو عسكرياً أو ملكياً , والقلنسوة غطاء للرأس عبارة عن طاقية حمراء تشبه الطربوش ولكن صغيرة ويلف حولها على شكل العمة منديل أو أكثر من قماش الحرير أو حرير الموسلين الأبيض أو المرسوم أو المزركش بالزخارف المختلفة.
5) العمامة: كان لها المكانة الأولى عند القوم وقد تعددت أسماؤها فى ذلك العصر وتعددت أيضاً أحجامها وأنواعها وألوانها وطرق زخرفتها تبعاً لمكانة الشخص ومركزه فى المجتمع , وفى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون إستحدثت العمائم الناصرية وكانت عمائم صغيرة حتى لا تعوق الجندى أثناء القتال , وأصبح لبس العمامة أمراً قومياً حتى أصبح نزعها أو تغييرها من العار , ومن الطريف أن الناصر حين حلق رأسه بمناسبة رحيله للحج بادر الأمراء والجنود إلى تقليده وحلقوا رؤوسهم فبطل وقتها تدلى الشعر الطويل.
وأصبح لبس العمامة من الأمور المبجلة وإرتداها رجال الدين وإختلفت أشكالها وأحجامها بإختلاف مراتبهم , والقضاة والعلماء يلبسون العمائم من الشاشات الكبيرة للغاية (الطرحة) وتتدلى منها الذؤابة بين الكتفين حتى آخر الظهر ومنهم من جعل عرض هذه الذؤابة كبيراً , وفى سنة 773هـ أمر السلطان الأشراف شعبان بن حسن حفيد الناصر محمد أن يلبس أشراف مصر والشام عمائم على كل منها علامة خضراء تميزها إجلالاً لمقامهم وتعظيماً لقدرهم لكى يمتازوا عن غيرهم من المسلمين لكى يحسن إستقبالهم , ومنذ ذلك الحين وضع كل شريف تلك العلامة الخضراء على عمامته وظل الحال على ذلك طوال عصر دولة المماليك.
وكانت هناك وسائل مختلفة لشكل العمامة وتسويتها فوق الرأس بحيث تدل على حال صاحبها ولابسها , فهناك العمامة الخاصة بالمحاربين والعمامة الخاصة بالتجار والعمامة الخاصة بالبحريين , وغيرها كالتى على الطراز التركى أو الألبانى أو الأرناؤوطى , او التى يلبسها القاضى أو التى يلبسها الفتى التابع له , وكانت عمامات العلماء تمتاز بضخامة الحجم وتتشكل حول رؤوسهم على هيئة كرة كبيرة , وكان بعضهم يحليها بوشاح من الكشمير أو الحرير الموصلى يهبط منها عذبتان أحدهما تمس الصدر وتبقى معلقة من ناحية أحد الكتفين من الأمام وتمس الثانية الكتف الآخر , والإثنتان تعطيان العالم أو الشيخ هيبة وجلال ووقار مما عرف عن رجال الدين منذ قديم الزمن.
وكانت ألوان العمائم فى الزمن الماضى تفيد فى التمييز بين طبقات الشعب , فكان المسلمون يتخذون العمائم البيضاء أو الحمراء , والأشراف من آل البيت النبوى يتخذون العمائم الخضراء , أما اليهود والمسيحيون فكانوا يلبسون العمائم السوداء أو البنفسجية أو ما كان لونه أحمر غامق.
6) الكلوتة (القالوطة أو القالوتة): وهى من أهم أغطية الرأس فقد كانت من أغطية رأس السلاطين والأمراء والمماليك , أما عن كلمة (الكلوتة) فأصلها فارسى ومعناها الطاقية الصغيرة , وكانت تصنع من قماش الصوف المبطن بالقطن , وكانت طريقة إرتدائها ولونها يتغير تبعاً لما يراه كل سلطان. فقد كانت بدل العمامة وكانت فى العادة أن تكون صفراء , وقد إستحدثت فى عصر الأيوبيين وإتخذوها من الجوخ الأصفر وزوائد الشعر مرخاة من تحتها , ولما إنتقل الحكم إلى المماليك لبس جنودهم الكالوتات الصفراء بغير عمامة وظل ذلك متبعاً فى عهد السلطان الناصر. وقد أخذت طريقة لبس الكلوتة أشكالاً مختلفة , كما كان لونها يتغير حسبما يرى كل سلطان , ففى عهد السلطان قلاوون أُضيف لبس الشاش على الكلوتة , ثم فى عهد إبنه السلطان خليل تغير لون الكلوتة من الصفراء إلى الحمراء , ويطلق عليها أيضاً إسم (الدبوقة) وتوضع فى الرأس إلى الخلف وتوضع فيها جدائل الشعر إلى الخلف بعد تصفيفها وضبطها على نحو ما كان سائداً عند الأيوبيين.
7) الطواقى: شاع بين رجال الدولة خلال العصر المملوكى لبس الطواقى بدون عمامة وخاصة بين الأمراء والمحاربين ومن يتشبه بهم خلال عصر المماليك وأصبح أمراً سارياً بعد أن كان نزع العمامة عن الرأس عاراً وفضيحة , وتنوعت هذه الطواقى ما بين الحمراء والخضراء والزرقاء وغير ذلك من الألوان وبلغ إرتفاعها ثلثى ذراع , وكان أعلاها مدوراً , وكانت السيدات أيضاً فى عصر المماليك تلبسن الطواقى.
كما عرف فى صعيد مصر نوع خاص من أغطية الرأس من لباد الصوف أو الجوخ سمى (اللبدة) وهى شبيهة بالطاقية ولكنها قوية صلبة وعلى شكل أقرب ما تكون إلى نصف الكرة , ولها ألوان مختلفة ما بين الأبيض والصابونى والعاجى والأصفر القاتم والبنى المائل إلى الإصفرار والبنى القاتم , ومن الملاحظ كل هذه الدرجات اللونية معروفة بين أصواف الغنم وأشعار الماعز وأوبار الجمال و أى أن كل ألوان اللبدة طبيعية وغير مصبوغة ومن الألوان الطبيعية للحيوان لذلك فهى تحافظ على ألوانها ضد مؤثرات الضؤ.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء:
من أغطية الرأس والوجه الخاصة بالنساء فى العصر المملوكى:
البرقع – البخنق – الخمار – الطرحة – العصبة – القناع – الطاقية أو القلنسوة.
وهذه الأنواع من اغطية الرأس كانت تستخدم لتغطية الرأس والوجه فى أكثر الأحيان , وقد تفننت النساء فى طريقة زخرفة وتزيين بعض أنواع من أغطية الرأس مثل العصائب التى كانت أحياناً تزين بالجواهر النفيسة.
وقد كانت السيدات تلبسن أيضاً الطواقى أو (القلنسوة) وهى عبارة عن طاقية حمراء صغيرة يلف حولها منديل أو أكثر على شكل عمة والمنديل من قماش الحرير أو حرير الموسلين الأبيض أو المرسوم أو المزركش بالزخارف المختلفة , وفى مقدمة الرأس تثبت حلية مستديرة تسمى (الكور) قطرها حوالى 7سم من الذهب , وأحياناً تكون مرصعة بالأحجار الكريمة , وينساب شعر الجزء الأمامى من الرأس على شكل حلقات البلح حتى أعلى الخدين , أو ترفع إلى أعلى وإلى فوق بالشكل المعروف (بالباندو) أو أن يجمعن شعرهن على شكل عقصات كبيرة كأهل أوروبا , أو يكون مرسل على شكل ضفائر , وتتألف من ضفيرتين كبيرتين أحياناً , وخاصة بالنسبة لصغيرات السن يضفرن شعرهن عدة ضفائر قد تصل إلى عشرات منها , وأغلب هذه الضفائر تنتهى بشرائط حريرية جميلة.
أغطية الرأس فى العصر العثمانى:
أولاً: اغطية الرأس للرجال: إنتشر إستخدام الطاقية والعمامة.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء: إستخدمت النساء عدة أنواع مثل:
1) العمامة: وأخذت أشكالاً وأنواعاً وأقمشة وزخارف متعددة.
2) الطرحة: إستخدمتها النساء من أقمشة مختلفة.
3) العصبة: وكانت عبارة عن شرائط على الجبين , وكانت تصنع أحياناً من قماش مطرز بخيوط الذهب او من الأقمشة المخططة او من الأقمشة القطنية.
4) الطاقية: إستخدمت النساء فى العصر العثمانى الطاقية وكانت تصنع من القطيفة أو القطن أو الحرير , وأحياناً كانت تصنع من الذهب أو فصوص الماس , وكان يطلق عليها فى ذلك الوقت (القرص).
أغطية الرأس التركية (العثمانية):
ذكرنا أن الأزياء التركية هى أقرب ما يكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو السيدات على حد سواء , ولكن ما كان معروف فى تركيا كان معروفاً أيضاً فى شتى أنحاء العالم الإسلامى , لذلك تنوعت أغطية الرأس بالنسبة للرجال والنساء على السواء وإستخدمت أشكال متنوعة من أشكال الطرابيش وعمامات الرأس.
أغطية الرأس فى الشام:
أولاً: أغطية الرأس للرجال: إستخدم الرجال الأتراك الطرابيش والطواقى والقلنسوة والعمامات.
ثانياً: اغطية الرأس للنساء:
إستخدمت السيدات التركيات أنواعاً مختلفة من القلانس والطواقى والطرحات والشيلان وإبتكرن أشكالاً متنوعة فيها , وظهر التأثير العثمانى والفارسى والمصرى فى كثير منها , وكان أغلبها يغطى الرأس وجانبى الوجه والعنق والأكتاف وبعضها كان يستر أغلب الوجه أيضاً فلا تظهر منه إلاَّ العينين فقط , كما عرفن العمامات الصغيرة والكبيرة وظهر منها طرز وأشكال كثيرة ومتنوعة بعضها من الحرير وبعضها من الشيلان ذات الشراشيب.
أغطية الرأس الفارسية:
أولاً أغطية رأس الرجال:
إستخدم الرجال الفارسيون أشكالاً وأنواع من أغطية الرأس التى تشبه الطربوش المشغول بالزخارف المذهبة والمرصعة بالفصوص أو بالفضة , كما إستخدموا العمامات بأشكال متنوعة ولكن كبيرة الحجم عن عمامات النساء.
ثانياً: أغطية رأس النساء:
إستخدمت النساء الفارسيات أشكال متنوعة وتنويعات كثيرة من أغطية الرأس , فمنها ما يشبه الطربوش المشغول بالزخارف المذهبة والمرصعة بالفصوص وأسلاك الذهب والفضة , ومنها ما يُلف حوله طيات من الحرير الملون أو الشاش الأبيض , ومنها ما يزخرف بالسلاسل ودلايات من الذهب والفضة وبعضها بجلاجل وشخاليل صغيرة كما عرفن أشكالاً متنوعة من العمامات وإن كانت أصغر حجماً من عمامات الرجال بشكل ملحوظ , ولكنها كانت من الحرير المزركش أو المزين بالمشابك والتيجان وبعض منها تتدلى من أنواع من البراقع التى تغطى الوجه والعنق وأحياناً الأكتاف والصدر أيضاً.
وبالنسبة لتغطية الوجه فقد لوحظ أن النساء الفارسيات كن تغطين وجوههن فلا يظهر من الوجه إلاَّ العينين فقط , أما فى طراز الشابات والفتيات فكن تكتفين بتغطية الرأس مع ترك الوجه والعنق سافراً (مكشوفاً) فتبدو من خلاله ذؤابات الشعر , وأحياناً جدائل وضفائر بالشعر , وأقراط فى الأذن , وعقود وكرادين ذهبية حول العنق.
أغطية الرأس المغربية والأندلسية:
اولاً: أغطية رأس الرجال:
سبق أن ذكرنا فى ملابس الرجال البرنس وهو نوع مثل العباءات , فبالإضافة إلى إرتداء الرجال للطواقى والعمامات على رؤوسهم , كان هناك البرنس أو العباءة ولها غطاء الرأس المغربى المشهور بإسم (الزنط أو الكابيشون أو الزعبوط) وأغلبه ما كان فاتح اللون من صوف الأغنام أو وبر الجمال , وأحياناً يكون مخططاً بخطوط طولية رأسية عريضة وبألوان مختلفة ومتباينة.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء:
تغطى النساء رؤوسهن بغطاء العباءة سالفة الذكر (البرنس) , أو بعمامة رفيعة وأصغر من عمامات الرجال , وأحياناً يستبدلنها بطاقية بيضاء من الصوف , ويلتف حول الرأس أحياناً تلفيعة من الصوف , أو تطوى العباءة على شكل تلفيعة حول الرقبة والأكتاف.
وسفور الوجه والرأس مكروه عند كل من عرب وبربر المغرب العربى , فإما أن يغطى بالشال أو يغطى الوجه ببرقع لا يظهر ألاَّ العينين فقط وهذا للسيدات , أما الفتيات فلا مانع عندهن من سفور وجوههن.
أغطية الرأس الهندية الإسلامية:
أولاً: أغطية رأس الرجال:
يستخدم الرجال الهنود العمامة أو طاقية الفراء أو الإستراكان.
ثانياً: اغطية رأس النساء:
تكتفى السيدة الهندية بتغطية رأسها بالسارى الهندى الشهير أو أن تغطى رأسها وعنقها ومقدمة صدرها بتلفيعة أو شال حريرى , وبعضهن يستخدم مثل هذا الغطاء فى حالة إستخدام البالطو بدلاً من السارى الهندى , وأحياناً تلبس فوق هذا الغطاء ما يشبه العمامة الفارسية أو التركية أو طاقية مستطيلة من الفراء أو الأستراكان.
الخامات المستخدمة فى صناعة الملابس وأدوات الزينة والحلى
فى العصر الإسلامى
إزدهرت صناعة المنسوجات فى العصر الإسلامى , وتنوعت أقمشة المنسوجات تقريباً ما بين الكتان والقطن والصوف والتيل والحرير كخامات لصناعة أنسجة الأزياء والملابس والأردية المختلفة سواء للرجال أو النساء , بالإضافة إلى أنه فى العصر الفاطمى لبست قريبات الخليفة الملابس من الأقمشة المنسوجة بخيوط الذهب أما باقى النساء فلبسن الملابس من الأقمشة المزخرفة بالخيوط الحريرية , وفى العصر المملوكى يلاحظ أن الكلوتة كغطاء للرأس كانت تصنع من قماش الصوف المبطن بالقطن , كما أنه فى العصر العثمانى كانت أقمشة الجبة المستخدمة فى صناعتها تختلف تبعاً لمن يرتديها , وأيضاً فى صناعة السروال فكانت أقمشتة تختلف تبعاً لمركز الشخص.
ومن المعروف أن مصر كانت منذ أقدم العصور الموطن الأصلى لصناعة نسيج الكتان وظلت كذلك خلال العهود القديمة كلها , وكان الكتان المصرى الرقيق ومبتكرات منسوجاته المتنوعة كالكتان المخرم بشكل وحدات زخرفية , والمطرز بالزخارف المنسوجة على أطراف الثوب أو فى حشواته , أو المنمنم بكامله بالخيوط الحريرية الملونة , أو بالخيوط المجدولة بأسلاك الذهب والفضة والمسمى (بالكتان المقصب).
وبلغت صناعة النسيج فى العصر الطولونى من الأهمية بحيث كانت توجد مصانع أهلية ومصانع خاصة للنسيج أطلقوا عليها إسم الطراز وكانت تصنع ما يحتاجه الحكام من منسوجات وأقمشة وملابس ثم بلغت هذه الصناعة فى العصر الفاطمى لقدرة وإمتياز فائقتين بحيث كانت تصنع للخليفة الأزياء الثمينة المزركشة بالذهب , كما كانت تصنع مختلف الملابس بالمنسوجات المحلاة بأشرطة من الحرير السميك المشغول بالإبرة بدقة متناهية.
وفى العصر المملوكى ظل للكتان منزلته الرفيعة وأهميته المعروفة , ولكن ظهر له منافس قوى وهو المنسوجات الحريرية حيث كادت أن يكون لها السيادة بزخارفها الجميلة والمتنوعة , كما عرف فى هذا العصر وظهر إدخال نسيج الكتان المطبوع أطرافه وحشواته بالزخارف المنفذة بطريقة الحفر على أختام خشبية , تغطى أسطح هذه الأختام بالأصباغ ثم يطبع بها على المنسوجات , على أبعاد إما متقاربة أو على أبعاد زخرفية محسوبة مسافاتها.
نبذة تاريخية عن العصر الإسلامى
الحضارة الإسلامية:
إن الحضارات الإسلامية كانت على مر العصور منبعاً صافياً تلجأ إليها الحضارات الغربية للإقتباس منها والتعلم من آدابها وفنونها وثقافتها بوجه عام وكانت الإقتباسات الفنية مستمرة طوال الحقبات التاريخية المتتالية , وزاد هذا عقب الحروب الصليبية بعد أن تقدم التبادل فى المعرفة والتجارة , ولاسيما بعد أن إتسعت الإمبراطورية الإسلامية وإنتشرت بثقافاتها المتعددة.
وقد إهتمت الدولة الإسلامية التي أنشأها النبي محمد)صلى الله عليه وسلم) وأستمرت تحت مسمى الخلافة في الفترات الأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة والتى كانت عبارة عن مجرد أمبراطوريات ليس لها أساس من علم ودين. فالإسلام كدين عالمي يحض على طلب العلم ويعتبرهُ فريضة على كل مسلم ومسلمة، لتنهض أممه وشعوبه. فأي علم مقبول باستثناء العلم الذي يخالف قواعد الإسلام ونواهيه. والإسلام يكرم العلماء ويجعلهم ورثة الأنبياء.
وتتميز الحضارة الإسلامية بالتوحيد والتنوع العرقي في الفنون والعلوم والعمارة طالما لاتخرج عن نطاق القواعد الإسلامية، لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وكانت الفلسفة يخضعها الفلاسفة المسلمون للقواعد الأصولية مما أظهر علم الكلام الذي يعتبر علماً في الإ لهيات، فترجمت أعمالها في أوروبا وكان له تأثيره في ظهور الفلسفة الحديثة وتحرير العلم من الكهنوت الكنسي فيما بعد، مما حقق لأوربا ظهور عصر النهضة بها. لهذا لما دخل الإسلام هذه الشعوب لم يضعها في بيات حضاري ولكنه أخذ بها ووضعها على المضمار الحضاري لتركض فيه بلا جامح بها أو كابح لها. وكانت مشاعل هذه الحضارة الفتية تبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها من خلال التمدن الإسلامي. فبينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربا لتخوم الصين شرقا في عهد الدولة الأموية كانت أوروبا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في جهل وظلام حضاري.
الأزياء عند الرجال فى العصر الاسلامى
الأزياء بوجه عام من النعم الكبرى التى منَّ الله بها على فكر الإنسان ليستر بها ما انكشف من عوراتهم، ولتكون لهم زينة وجمالاً، وستر للجسد من الحياء وهذا ما ظهر جلياً فى أزياء العصر الاسلامى.
الأزياء الأساسية عند الرجال فى العصر الإسلامى:
نجد أنها تتكون اساساً من القميص والرداء والإزار والسروال والعباءة والعمامة والنعل (الحذاء). وأن تكون ثياب الرجال ساترة للعورة اى ما بين سُرَّته وركبتيه وان يراعى فيها حد الإعتدال، ولا تكون مما نُهى الرجال عن لبسه كالحرير والذهب والاَّ يقصد بها الفخر والشهرةوالتكبر والاّ َتشبه ملابس النساء. واستمرت هذه الأزياء سائدة لفترات طويلة من العصور الأولى الإسلامية، حتى أنه توجد صعوبة فى وضع نظام محدد للطرز الإسلامية، ولكن يمكن فى النهاية تصور صورة عامة للطرز السائدة فى تلك العصور بناءً على ما ورد من رسومات وأوصاف.
ويعتبر البحث فى تطور الأزياء التاريخية الإسلامية من الأمور المحببة إلى نفس الدارسين للحضارة الإسلامية، ومما هو معروف تاريخياً أن القاهرة الإسلامية على سبيل المثال كانت مركزاً هاماً جداً من مراكز إنتاج الطراز والأزياء للعالم الإسلامى كله خلال العصور التاريخية، وخاصة إبتداءً من عصور الفاطميين حتى نهاية عصر المماليك، وربما بعدها حتى نهاية القرن التاسع عشر.
أزياء الرجال فى العصر العباسى والطولونى:
كان زى الحكام المسلمين والطبقة الحاكمة المسلمة يتكون من القميص والسروال، والرداء الخارجى وهو (الجبة)، والعمامة أو القلنسوة، والعصابة والمنديل أو الطرحة التى كانت تعرف أحياناً (بالطيلسان) وقد عُرف هذا الزى من العصور الأولى للعصر الإسلامى، كما كان بعض الحكام يفضلون ارتداء غطاء الرأس المعروف عند البدو، وهو يتكون من قطعة من القماش توضع فوق الرأس ثم يلف حولها شريط مجدول يُعرف بإسم (العقال) وهذا بدلاً من ارتداء العمامة.
ولم تكن للعمامة اى دلالة طبقية حتى العصر العباسى، حيث أصبحت تدل على نظافة صاحبها، وقد أًخذ حجم العمامة يزداد كبراً تبعاً لأهمية الوظيفة، كما كان الحكام العباسيون يتميزون بإرتداء الثياب السوداء فى المواكب الرسمية وقد اتخذ هذا اللون شعاراً للدولة العباسية، ولذلك كان الحكام فى مصر خلال فترة حكمهم للدولة العباسية يرتدون هذا اللون، ولم يقتصر اللون الأسود على الرداء فقط بل شمل هذا اللون العمامة أيضاً، وانشئت فى العصر الطولونى مصانع للنسيج اطلقوا عليها إسم الطراز، وكانت توفى بحاجة ما يحتاجه الجهاز الحاكم وهداياه.
أزياء الرجال فى العصر الفاطمى:
أ- زى الخليفة:
تميزت مواكب الخلفاء الفاطميين بفخامة وعظمة لم تعرف من قبل فى تاريخ مصر، وقد وصف المؤرخون هذه المواكب والتى اعقبها بالتالى وصف الأزياء التى كان يرتديها الخليفة فى الاعياد المختلفة، ومن تلك الاعياد أول العام الهجرى، وعيد الفطر وعيد الأضحى، إلى جانب المواكب التى كان يذهب فيها الخليفة إلى الجوامع للصلاة.
ولقد أتى الفاطميون إلى مصر من منطقة المغرب العربى، ومعهم الموروث من حضارات تلك المناطق بالإضافة إلى ما أتوا به من حضارة الأندلس الآموية الأصل ومؤثراتها القديمة الأخرى- وكما هو معروف أن الفاطميين ينتمون إلى السيدة فاطمة الزهراء وآل سيدنا على بن أبى طالب، فقد كانوا متعاطفين مع أهل المذهب الشيعى فى فارس، وقد ظهر اثر ذلك على الأزياء وطرزها فى ذلك العصر ثم اثروا على الطرز التى سادت فيما بعد.
وقد كانت ملابس الخلفاء الفاطميين بيضاء، وكان هذا شعاراً لهم، وقد كان الخليفة يرتدى فى عيد الأضحى زياً به زخارف وقد كان الخليفة يقوم بنفسه بذبح الأضحية، وإذا عاد إلى القصر بصحبة الوزير خلع هذه الثياب واستبدلها بملابس مناسبة تصلح للجلوس على الموائد.
ويرتدى الخليفة فى عيد الفطر ثوبا طويلاً مطرزاً بزخارف مستديرة من نسيج مذهب له أهداب (فرنشات)، ويرتدى أسفل هذا الزى ثوب دبيقى حريرى، وأسفل هذا الزى غلالة منسوجة من القماش الرقيق الشفاف المطرز بالخيوط يشد على الوسط بواسطة (تكة) اى دكة مصنوعة من الحرير. وكان للخليفة غطاء رأس عبارة عن عمامة مطعمة بالجواهر. وفى المواسم الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة عظيمة تعرف بإسم(التميمة)، ويرتدى الخليفة حزاماً عريضاً يعلوه حزام آخر مطرز بالذهب، ويرتدى فى قدميه حذاء من الجلد ذو رقبة قصيرة.
ب- زى الوزير:
كان الوزراء يرتدون المناديل تحت حلوقهم، ويرتدون ثياباً قصيرة تسمى (الزراريع)، وهذا الثوب مشقوق من الأمام، وللفتحة أزرار وعراوى، وهذه الأزرار احياناً تكون من الذهب ومنها ما تكون من اللؤلؤ، وكان الوزير يرتدى حول وسطه طوقاً من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة وكان يرتدى أسفل الزى القصير سراولاً ينسدل بضيق عند الأقدام، أما غطاء الرأس فكان عبارة عن عمامة تتكون من منديل يلف حول الرأس ويتدلى جزء من هذه العمامة يعرف بإسم(الذؤابة).
ومن المعروف أن آحياء القاهرة الفاطمية القديمة كانت احد المراكز الأساسية المنتشرة بها حوانيت الخياطين والرسميين(وهم صناع أشغال التطريز والدندشة للملابس)- والخلعيين(اى الذين يصنعون الخلع والملابس الفاخرة)- والفرائين حيث كانت لهم سوق عرفت بسوق الفرائين يسكن فيها صناع الفراء وتجاره فعرفت بهم- وكانت فى سوق الجَّمالون الصغير(وهو مايعرف الآن بالخيامية بالقرب من الغورية) كثير من البزازين الذين يبيعون الكتان وأصناف ثياب القطن وبه عدد من الخياطين والغزالين.
وقد بلغت مصر فى العصر الفاطمى قدراً ممتازاً فى صناعة الأزياء، فقد كان يصنع للخليفة أزياء ثمينة ومزركشة بالذهب لا تصنع لغيره وتسمى(الخلعة)- والآثار التى عثر عليها وتنتمى لذلك العصر تشمل القمصان والاردية الخارجية وشيلان النطاق(وهى التى تلف حول الوسط) محلاة بأشرطة من الحرير السميك المشغول بالإبرة بمنتهى الدقة. وكان هذا التطريز يغطى أغلب السطح حتى انه لم يكن يظهر من سطح المنسوج الكتانى الاصلى نفسه سوى مساحات صغيرة جداً، وكان اهداء كسوة التشريفة (الخلعة) هو الدليل المألوف على رضا الحكام، وايضاً فى الهدايا المقدمة إلى الملوك والامراء كانت أقمشة الثياب هى فى المقام الأول ومفضلة على غيرها، وكان المشرف على الطراز من أهم وظائف الدولة وكان لزاماً على مصانعه فى أعراس الأمراء وفى المناسبات الهامة الاخرى إنتاج الآف القطع وفى أقصر وقت.
أزياء الرجال فى العصر المملوكى:
تطور الزى فى هذا العصر تطوراً كبيراً نظراً لوجود مجتمع طبقى، وقد تميز الزى بتفرقة المجتمع، وظهر هذا واضحاً فى حجم العمامة. فقد انتهى حكم الفاطميين تاريخياً عام (567هـ-1171م) وحل محله حكم الايوبيين، وهم قواد جيوش عظام اصلهم من الجركس والاتراك، فأتوا بمؤثرات فنية من منطقة المشرق العربى- وكانت مصر فى ذلك الوقت فى شغل شاغل بمقاومة الصليبين فإنتشرت الطرز العسكرية فى الأزياء بين طرز الأزياء القومية- وقد استمر حكم الايوبين لمصر قرابة ثمانين عاماً حتى عام (648هـ-1250م)حتى تحولت مصر إلى عهود المماليك فى العصر المملوكى وكانت (سوقية) امير الجيوش فى عصر المماليك ومكانها الحالى شرق منطقة خان الخليلى حتى باب النصر من أكبر اسواق القاهرة وبها عدة حوانيت وفيها الرفاؤون والرسامون (اى حوانيت التطريز)، والفراؤون، والخياطون- ومعظمها لسكنى البزازين والخلعيين الذين يصنعون الخلعة ويباع فى هذه السوق سائر الثياب المخيطة.
وقد ظهر بين المماليك مجموعة من الحكام الأقوياء أمثال بيبرس وقلاوون وابنه الناصر محمد وبرقوق وقايتباى وغيرهم- واصبحت القاهرة مركزاً حضارياً هاماً للعالم الإسلامى كله، وفيها ازدهرت الطرز والأزياء التاريخية إزدهاراً عظيماً حوالى 250 عام كاملة وظهر تأثير مصر على الطرز الإسلامية وتأثرها بالوافد إليها من ارجاء العالم الإسلامى كله، مما كان له الاثر الواضح على تنوع واختلاف طرز الأزياء بصورة ملفتة للنظر وظهرت انواع جديدة من الأزياء والطرز، وبمسميات جديدة وغريبة على الناس واذواقهم، وقد ادت مظاهر الغنى والترف إلى حد الغرابة الملفتة للنظر. وقد كانت الخصائص العامة لأزياء الرجال فى العصر المملوكى على النحو التالى:
1- الإزار: كان من الملابس الهامة وكان يضفى الوقار على من يرتديه.
2- الجبة: كان للجبة مكانة خاصة موروثة من الأسلاف وقد شاع إستعمالها بين كثير من طبقات المجتمع كالخلفاء والامراء والخطباء وغيرهم إلاَّ ان أنواع الاقمشة المستخدمة قد اختلفت تبعا لدرجة مرتديها.
3- الدراعة والرداء: نوع من الجلباب وكان الاختلاف من حيث التفصيل والحياكة.
4- العباءة: ارتداها السلاطين والشعراء ورجال الدين وقد اختلفت من حيث نوع القماش واللون.
5- القباء: شاع استخدام هذا النوع من الملابس فى العصر المملوكى، وقد تعددت اشكاله الاَّ انه عبارة عن ثوب مشقوق من الأمام وقد اتخذ زياً رسمياً لرجال الدولة.
6- الطيلسان والطرحة: يعتبران من أزياء الخلفاء العباسيين والقضاة، ولهما أنواع وألوان متعددة وتلبسان كغطاء للرأس مع أغطية اخرى للرأس سنتناولها بالشرح لاحقاً.
زى المماليك فى بداية القرن التاسع عشر:
تحول زى المماليك خلال القرن التاسع عشر (وهم المماليك الذين بقوا منهم بعد مذبحة القلعة)- فأخذوا يرتدون زياً اكثر بساطة، فإن قفطان المماليك بدلاً من ان يكون مفرط الطول اصبح ينتهى عند الحزام تقريباً، وكأنه صديرى وليس قفطان، وكان الواحد منهم يرتدى قفطانين احدهما ضيق والآخر متسع، ويضع فوقهما (السلطة) وهو ثوب عريض الأكمام جداً ينتهى عند الكوع، وكانوا يلبسون فيما عدا ذلك سروالاً من الجوخ فوق السروال الداخلى ويثبتونه عند الحزام بتكة (دكة) وقد كان كبير الاتساع ويصل طوله حتى سمانة الساق (يشبه زى محمد على باشا) وكانوا يشدون بعد ذلك حزاماً على وسطهم من الكشمير.
أزياء الرجال فى العصر العثمانى:
كان هناك اختلاف كبير بين أزياء الشعوب المختلفة التى كانت تتألف منها الامبراطورية العثمانية، وقد كانت هذه الدول تؤثر بعضها على بعض نتيجة للتجارة والاسفار والتزاوج وقد كانت الخصائص العامة لملابس الرجال فى العصر العثمانى على النحو الاتى، وهو ما كان شائعاً خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.
1- الجبة:
استخدم الرجال الجبة وكانت زياً شائعاً بين رجال ذلك العصر- وكان هذا الزى مفتوحاً من الامام وينسدل إلى الأقدام وبدون ياقة، اما الأكمام فإختلفت اطوالها، وكانت الاقمشة المستخدمة فى الجبة تختلف تبعا لمن يرتديها- وقد ارتدى الجبة جميع الطبقات (السلطان- الامراء- عامة الشعب). وهى تغطى كل من القفطان والحزام، وعند السادة والامراء كانت تبطن بالفراء الفاخر أو تصنع من الجوخ الغالى الثمن، وكانت مشقوقة من الامام وكماها واسعان واقصر من كمى القفطان قليلاً.
2- القفطان:
ارتدى الرجال القفطان اسفل الجبة واختلفت انواع الاقمشة المستخدمة فى القفطان تبعاً لدرجة الشخص الذى يرتديه، وهو قطعة طويلة مستطيلة الشكل من القماش الفاخر، وفى اغلب الاحوال كان يصنع من القماش الحرير اللماع والمقلم بأقلام رأسية متجاورة ومطرز بخيوط الذهب والذى يسمى (الشاهى أو اليلك) وكانت اطرافه محلاة بالكردون وله كمين بالغا الاتساع حتى انه يشبه (الروب) وكان يحبك من عند الوسط بواسطة دوبارتين من الكردون لعقده حتى يلتصق بالجسم- واحيانا كان يصنع من القماش الحرير السميك المخطط، واحياناً يصنع من الاقمشة القطنية.
3- الصديرى (أو الصدار):
ارتدى الرجال الصديرى فوق القميص والسروال وتعددت اقمشته فكان أحيانا يصنع من الحرير المطرز بالخيوط والفضة، وأحيانا من الاقمشة الحريرية المخططة، واحيانا من الاقمشة القطنية، وهو يشبه الصديرى المعروف حاليا فى الريف المصرى وكان طوله يصل إلى الوسط أو اسفله بمقدار بسيط، وبدون اكمام واحيانا له فتحتين جانبيتين صغيرتين، وله ياقة، وكانت اطرافه تشغل بالكردون ويزرر من عند الصدر بواسطة أزرار من الصدف أو بأزرار كروية من منسوج الكردون- وكان يصنع من قماش خفيف يغطيه من عند الصدر قماش مقلم من الحرير اللماع يسمى (الشاهى) وفى حالات كثيرة كان يثبت على جانبه جيب كبير.
4- السروال:
ارتدى السروال جميع الطبقات فى العصر العثمانى، اما طول السروال فكان يصل احيانا إلى ما بعد الركبة واحيانا يصل إلى الكعبين، واختلفت الاقمشة المستخدمة فى صناعة السروال تبعا لمركز كل شخص- وهذا السروال هو ذلك السروال التقليدى المعروف فى مصر منذ العصرالقبطى، وكان عبارة عن سروال واسع يبدأ من عند الوسط بواسطة حبكه بواسطة تكة (دكة) يتخللها دوبارة أو حبل رفيع مجدول أو مبروم، ويعقد حتى يثبت فى الوسط تماما ثم يستمر فى الاتساع حتى الركبة أو تحتها بقليل ثم يحبك على الساق بواسطة كمرة لها شريط رفيع لتثبيت فتحة الرجل للسروال على بداية الساق من اعلى، وكثير ما يبدو لزيادة اتساعه ان ارجله متصلة الفتحتين- هذا وقد شاع بعد ذلك سراويل طويلة تصل إلى نهاية الساق وهى متسعة الارجل ايضا وتثبت بآخر الساق بنفس طريقة السروال القصير السابق.
5- القميص:
استخدم الرجال القميص باكمام طويلة وعريضة، وكان يصنع من قماش التيل الرقيق أو الكتان أو الحرير أو الموسلين أو الصوف وأختلفت ألوانه- وكان القميص خلال العصور الإسلامية بالنسبة للاغنياء والامراء ورجال الدين مبالغاً فى اتساعه، واتساع اكمامه ويصل طوله إلى نهاية الساق تقريبا.
6- الحزام:
كان الوسط يضم بحزام وكان غالباً ما يستخدم الحزام فوق القفطان، وكان يصنع الحزام فى الغالب من الحرير الفاخر ويطوى عدة طيات حتى يصبح فى عرض كف اليد المفرودة تقريباً، ثم يلف حول الوسط عدة لفات ثم يحبك بطى طرفه العلوى الاخير ناحية الجانب الأيمن بثنى حرفه إلى الداخل.
7- البنش:
وكان يلبس فوق الجبة وكماه واسعان جداً وطويلان ومشقوقان فى نهايتهما، ولا يلبس الاَّ فى الحفلات، ويختص رجال الشريعة والعلماء بلبسه دون سائر الناس- أما (كرك السمور) التركى فهو عبارة عن معطف من الحرير أو الجوخ لا يرتديه إلا اصحاب المراكز الشرفية العالية، ويكون محشواً بفراء السمور، ويعد من أمارات الشرف ورفعة القدر ولا يرتديه إلا العلماء، وإذا عين احداً من الموظفين فى مركز خطير ذو شأن فإن علامة التقليد له فى هذا المنصب إلباسه كركاً من السمور.
8- الأحذية والجوارب:
كانت الجوارب القطنية صيفاً والجوارب الصوفية شتاءً، وكانت الأحذية من الجلد السميك ويرتدى الرجل اسفله حذاء آخر من الجلد الرقيق حتى كان الرجل يخلع الحذاء الخارجى عندما تطأ قدميه السجادة.
الأزياء التركية (العثمانية)
بدأت التأثيرات الحضارية التركية الإسلامية فى الظهور اواخر الدولة العباسية حين وفدت قبائل تركمانية متعددة على اسيا الصغرى بمؤثراتها التركية والجركسية واحيانا المغولية- وقد تأثرت تلك القبائل فى اوائل عهدها بما هو سائد خلال العصر العباسى بالعراق وفارس وبلاد الشام بالاضافة لما هو موروث من فنونهم وتراثهم القديم. ولكن التلاحم الاكبر كان بين المؤثرات الحضارية الفارسية حتى وانه يمكن القول بأن التراث التركى فى اغلبه كان فارسى الأصل مع وجود التأثيرات الإسلامية العراقية والشامية والمصرية بالاضافة إلى مؤثرات وافدة ايضا من الشمال المتمثل فى الدول الاوروبية المجاورة لهم مثل ارمينيا وبلغاريا وألبانيا وروسيا، وتداخلت وتفاعلت هذه المؤثرات فيما بينها مما نتج عنه فى النهاية الطابع التركى الذى تجلى خلال العصور العثمانية فى تركيا.
وكان الاتراك شعباً محباً للفتوحات وميالاً للطابع العسكرى، فسرعان ما ورثت الدولة العثمانية التركية الحضارة الإسلامية كلها، واصبحت القسطنطينية أو استنبول فيما بعد حاضرة فى العالم الإسلامى كله مما كان له آثاره على شتى صور الحياة فى الامبراطورية العثمانية فإنعكس ذلك بوضوح على ازياء وطرز الدولة التركية فظهرت آثار الفخامة والترف على هذه الأزياء- فإذا اردنا ان نصف الأزياء العثمانية التركية بصورة عامة فيمكن القول ان الموروث لهذه القبائل قد تطور خلال الحضارة الإسلامية بتأثيرات اغلبها من بلاد فارس، وجانب منها من العراق العباسية والشام ومصر بالاضافة إلى اوروبا القريبة منها.
ويمكن القول ايضا ان الأزياء التركية هى أقرب ما تكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو السيدات وأنهم بالغوا فى إظهار آثار البذخ والترف والفخامة وخاصة احزمة الرجال التى تنوعت فيها زيادات أغمدة السيوف والخناجر والغدارات (الطبنجات)، وبصفة عامة فإن السائد فى أزياء الرجال والسيدات ما هو معروف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى والذى يمكن تلخيصه فى الآتى:
1- السراويل:
عرفت كل أنواع السراويل الإسلامية- بالنسبة للرجال وان كان الرجال يفضلون السروال المعروف فى بلاد الشام بفرط سعته وهبوط حجره إلى الركبتين واحيانا إلى ما تحتهما حتى منتصف الساقين تقريباً.
2- القمصان:
عرف الرجال إرتداء عدة أردية من القمصان السفلى ويقل إرتفاع كل ما يليه وهكذا.
3- الصدارى:
لبسوا الصدارى بدون ياقة وبدون اكمام، واحيانا ارتدوا أكثر من صدارى فوق بعضهم البعض.
4- الحزام:
كان أهم ما إرتدوه فوق القمصان والسراويل بالنسبة للرجال.
5- العباءة:
ربما إرتدوا أكثر من عباءة وكان لكل واحدة منها إسماً وطرازاً مميزاً كما عرفوا تلك العباءة القريبة الشكل بطراز البالطو أو التونيك الإوروبى.
6- الأحذية والأخفاف:
تشابهت أخفاف الرجال، بمثيلاتها التى شاعت فى الحضارة الإسلامية مع الموروث من شكل أخفافهم وأحذيتهم التركمانية الأصل.
الزى الشامى
تقع بلاد الشام (التى تتكون حالياً من سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين) بين دول محيطة بها فى آسيا الصغرى (تركيا) من الشمال، وبلاد ما بين النهرين (العراق) من الشرق، وشبه الجزيرة العربية (السعودية) من الجنوب، و(مصر) من الجنوب الغربى- وهى بلاد ذات تراث وتقاليد عريقة، فإذا تخيلنا إنها بتراثها وحضارتها ستتفاعل ويتداخل تراثها مع تراث وحضارة جيرانها من الدول الأخرى فعلينا أن نتوقع أن يكون لها طابعاً خاصاً فى أزياء شعبها مؤثراً ومتأثراً بما حولها- وإذا أضفنا إلى ذلك أن بلاد الشام تجمع بين السهول الساحلية والسهول الداخلية الضيقة التى تجرى فيها أنهار والمرتفعات والمناطق البدوية والمناطق الحضارية فستكون النتيجة أزياء أكثر فى التنوع.
وإذا كانت بلاد الشام من الوجهة التاريخية خاصة خلال العصور الإسلامية كانت شديدة التفاعل مع كل المؤثرات التاريخية حيث شهدت على أرضها نشأة وإزدهار الحضارة الأموية الإسلامية التى وصلت دولتها وقتئذ من حدود الهند وبلاد ما وراء النهر شرقاً إلى المغرب والأندلس غرباً، وكانت دمشق عاصمة كل هذه الإمبراطورية الإسلامية وكانت على صلات مستمرة لا تنقطع بجيرانها وخاصة مصر والعراق فبذلك يكون لأزيائها الوطنية والتاريخية رصيداً كبيراً.
وسنتعرض بإيجاز وبوجه عام لهذه الأزياء التاريخية وبذلك يتكون الطراز الشامى للرجال عامة من الآتى:
1- السروال:
إنتشر السروال الواسع الطويل تقريباً فى كل أرجاء بلاد الشام خلال عهودها التاريخية، وأغلب طرزه ما كانت متسعة الأرجل بصورة ملحوظة ثم تحبك نهايتها عند بداية القدم إما بكمرة صغيرة بأزرار او برباط رفيع، وكان يصنع إما من قماش متين أو من الحرير بالألوان الزاهية الفاتحة، وأحياناً من صوف الغنم أو أشعار الماعز أو وبر الجمال- وكان سروال الرجال عادة كبير الإتساع ذى (حِجْر)كبير متسع يصل هذا الحِجْر حتى الركبتين وأحياناً إلى ما تحت ذلك، وكان فى الغالب من اللون الإسود أو الأبيض، وكان لبعض هذه السراويل جيوب كبيرة فى جانبيه.
2- القميص:
إستخدم الرجال القميص أيضاً بأكمام واسعة وطويلة وكان يُلبس فوق السروال، بعضه قصير يصل إلى بداية الساقين وبعضه يصل إلى منتصف الساقين وبعضه يصل إلى نهايتها حتى يغطى السروال بكامله، وغالباً ما يكون للقميص فتحتين جانبيتين طويلتين، وأكمامه واسعة و طويلة وليس له ياقات وله فتحة (تقويرة) للرقبة وقبة صغيرة أحياناً تقفل بالأزرار أو بواسطة الكردون، وتوشى أطراف أكمامه ونهايته وحول العنق والصدر بتوشيات الزخارف الإسلامية الهندسية أو وحدات نباتية محورة تنتمى لزخارف (مدرسة مصر والشام)
3- الحزام:
يختلف شكل الحزام تبعاً لإختلاف المناطق والعصور التاريخية، فأحياناً يكون رفيعاً وأحياناً يكون عريضاً. وكان يصنع من الحرير الفاخر الموشى بالمنمنمات وأشغال التطريز بالخيوط الملونة والمقصبة.
4- العباءة:
إستخدمت العباءة وكانت طويلة حتى الأرجل وبأكمام واسعة، وكانت العباءة تعقد تحت الرقبة أو ناحية أحد الأكتاف.
5- الصدارى:
غالباً ما كان بدون ياقة أوأكمام وبدون أزرار، وقصير وبلون مختلف عن لون القميص والسروال وملئ بالزخارف والتطريز، ويصنع من الحرير أو الجوخ.
6- الأخفاف والأحذية:
تتنوع بين الصندل الخفيف والخف الرقيق ذى المقدمة المرتفعة- كما توجد أنواعاً من الأحذية الثقيلة ذات الجلد السميك بعضها يصل إلى جزء من الساق (مثل حذاء برقبة) وبعضها أعلى فى الإرتفاع يصل إلى نهاية الساق- وهو من الجلد الطبيعى اللامع ومنه ما كان مبطن من الداخل بشعر وفراء الحيوانات. ويقفل بواسطة أزرار أو بأربطة قوية تتقاطع مع بعضها فى شكل زخرفى يشبه حرف (X) الإنجليزى، ووجدت قطع من الجلد الإسود اللامع المصقول يرتديها الرجل حول الساق وتحبك عليه قبل إرتداء الأحذية السوداء المتينة.
فإن طابعها المحلى والقومى لا بد وأن يكون عميقاً من الناحية الفنيه والحضاريه.وبالتالى ينعكس أثره على أزياء شعبها وتقاليده فى هذا الشأن.
ونظراً لأن الحضاره الإسلامية الهندية إنتشرت على مساحه بالغة الطول والإتساع حيث إستقرت فى أقصى الشمال الشرقى (منطقة دولة بنجالاديش حالياً) وأقصى الشمال الغربى (منطقتى كشمير , ودولة باكستان حالياً) فعلينا أن نتوقع إختلافات ملحوظة بين الطرز والأزياء التى سادت الهند خلال العصور التاريخية الإسلامية فيها.
لذلك يكون من الأفضل تقديم صوره موجزه وعامة عن هذه الطرز , وأهم هذه الطرز العامة ما يلى:
1- بالنسبة إلى الطرز الوطنية المحلية القديمة فى بلاد الهند فقد رفضت الديانة الإسلامية الهندية منها مبدئى: سفور الوجه وظهور بطن السيده عارياً من خلال أزيائهن الوطنية.
2- رفض إرتداء الشعارات وقطع الصياغة التى لها صله بالمعبودات والأساطير الهندية والدينية القديمه.
3- طورت كثير من طرز الملابس التقليديه القديمه إلى طرز تقليديه جديده حافظوا عليها , ومن ثم سادت وإنتشرت فى مناطق أخرى خاصه مناطق جنوب شرق آسيا.
4- تأثرت الأزياء الهندية تأثراً كبيراً بالطرز الفارسيه والعربيه والإسلاميه وخاصه تلك التى كانت سائدة خلال الدوله العباسية.
5- مع ذلك ظهر ما يشبه نوع من الإزدواج بين الطرز القومية فى بلاد الهند الإسلامية , فظهر نوع وليد التراث القديم السابق التنويه عنه , وطراز فنى هو عبارة عن طراز إسلامى خالص شبيه بالسائد فى مصر خلال العصر المملوكى على سبيل المثال.
لذلك سوف لا نتعرض إلى هذا الأسلوب الثانى فى الطرز التاريخية الهندية إلى ما قدم عنه عند الحديث عن الطرز المصرية فى العصر المملوكى وسنكتفى بعرض الطرز التى إنبثقت عن آثار الدين الإسلامى ومؤثراته على الموروث من الحضاره الهندية القديمة. وسوف نقدمها فى إجمالى موجز على النحو التالى:
1- السروال:
عرف السروال فى الهند منذ بواكير حضارتها وإستخدم منه عدة طرز وأنواع منها:
أ- السروال المتسع العريض من عند الوسط الذى يصل طوله إلى ما فوق الركبة أو تحتها بقليل , ثم تجمع بعقدة من الأمام فيكوِّن ما يشبه البليسيه الذى يتجمع مركزة عند مقدمة البطن (أسفل صرة البطن قليلاً) ويكون هذا السروال عادة من الأقمشة الخفيفة سواء كانت من الحرير أو القطن , وقد يزين مقدمة البطن حزام يثبت هذا السروال قد يكون من سلاسل النحاس أو الذهب وعند مقدمة البطن حلية كالبروش مرصعة بالفصوص والمجوهرات , وغالب الأمر يكون هذا السروال من الألوان الزاهية فاتحة الدرجات.
ب- سروال عادى طويل وواسع ينتهى طوله حتى أسفل الركبة وتزخرف نهايته عند الأرجل بصف أو أكثر من الكرانيش.
ج- سروال طويل حتى نهاية الساقين يبدأ واسعاً من عند الوسط ثم يأخذ فى الضيق حتى يلتصق بآخر الساق.
د- سروال طويل واسع من عند الوسط ويضيق قليلاً كلما إتجه إلى أسفل ويشبه البنطلون العادى.
2- الإيزار:
قد يستبدل هذا السروال بإزار من القماش يأخذ أشكالاً متنوعة مثل:
أ- إزار قصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل أو عندها او تحتها بمسافة قليلة يلتف إما بصورة عادية حول الوسط او يجمع على شكل عقدة عند منتصف البطن حتى يكون تلك الكسرات التى عرفت عن السروال شبيهه , ومما يجدر ذكره أنه كثيراً ما يكون فوق مثيله من هذه السراويل.
ب- إزار طويل حتى يصل إلى نهاية الساقين ويجمع عند مقدمة الوسط كالإزار القصير السابق ومما يجدر ذكره أن مثل هذا الطراز كان له شبيه سائد فى منطقة جنوب شرق آسيا خاصة فى ماليزيا وأندونيسيا.
3- القميص:
كان القميص العادى المتوسط الإتساع بأكمام طويلة متسعة وبعضه يصل طوله إلى منتصف الساقين , والبعض الآخر يصل طوله إلى ما بعد الساقين , وأحياناً يكون له فتحتين طويلتين جانبيتين , وليس له ياقة أو له ياقة رفيعة قصيرة تحيط بالعنق , ولها قبة غالباً ما تغلق بأزرار صغيرة , وقد يحيط بالرقبه وعند نهاية الأكمام كنار أو أكثر بزخارف هندية من أوراق النبات أو الزهور.
4- الحزام:
إحياناً يرتدى الحزام فوق القميص أو يلبس القميص بدون حزام وإستخدمت الأحزمة المصنوعة من الحرير بألوان زاهية أو فاتحة أو منقوشة.
5- الصدارى:
فى الحالات التى يتم فيها لبس الحزام يفضل إرتداء صدارى قصير , وأن يصل طوله حتى فوق الوسط وفى هذه الحالة يكون فوق الحزام , أو أن يكون صدارى متوسط الطول وفى هذه الحالة يفضل وضع الحزام فوقه , وبعض الصدارى بدون أكمام والبعض الآخر يكون له نصف كم واسع , وأغلب الصداريات تكون بلون مخالف عن لون كل من الحزام أو السروال أو الإزار.
6- البالطو:
هذا الزى يستخدمه الرجال الهنود أكثر من إستخدام النساء له , وهو يشبه البالطو الأفرنجى الطويل وله ياقة صغيرة حول الرقبة ويزرر من الأكمام بالأزرار.
الأزياء عند النساء فى العصر الإسلامى
لو نظرنا للأزياء عند النساء فى العصر الإسلامى نجد أنها تعبر عن موقف متشابه فى جميع العهود الإسلامية حتى لو وصلنا إلى المجتمع الحديث , لأن قواعد الإسلام فى الزى والملابس للنساء تستهدف فى المقام الأول ستر العورة المتعارف عليها بلا سعى لإظهار مفاتن الجسم , ومن ناحية أخرى لا تستهدف التباهى الزائد عن الحد. ولكن الأزياء الإسلامية للنساء تبيح لهن إظهار زينتهن وجمالهن.
ولقد ذكرنا أن اللباس الإسلامى بدأ منذ العصر الإسلامى الأول فى إستخدام القميص والرداء والإزار والسروال والعباءة والعمامة والنعل فزاد عليه النساء لبس الخمار الذى تغطى به الرأس والعنق , ولبس الجلباب والدرع الذى تغطى به البدن والرجلين , وذلك بغرض أن تستر كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها وهذه خصائص مميزة لأزياء المرأة فى العصر الإسلامى بالإضافة إلى أن تكون ثيابها فضفاضة بحيث تستوعب جميع أجزاء البدن , وألا تبرز شيئاً منه أو تجسده وخاصة مواضع الفتنة , وأن تكون الثياب سميكة بحيث لا تشف فيظهر ما تحتها من الأعضاء , كما أن الزى مطلوب أن يرخى قليلاً فى الذيل بقدر معقول حتى لا تنكشف قدم المرأة , وألاّ تتشبه فى ثيابها بملابس الرجال. وقد أبيح للمرأة ما يناسب أنوثتها من إرتداءه كالحرير والذهب.
تلك هى الخصائص العامة لأزياء النساء فى العصر الإسلامى بمختلف عهوده , ولكن كما سنتعرف لاحقاً سنجد بعض الإختلاف فى أزياء النساء طبقاً للعصور الإسلامية المختلفة ومع إختلاف المناطق التى ظهر فيها الإسلام. مما أدى إلى إختلاف طرق وأساليب إرتداء الأزياء , وقد سادت طريقة إرتداء النساء لأزيائهن وظلت متشابهة كما ذكرنا فى الخصائص العامه السابقة إلى أن بدأ يظهر لكل عصر خصائصه المميزة.
أزياء النساء فى العصر الفاطمى:
1) السروال: كان طويلاً وينسدل إلى الأقدام , وكانت للسروال تكة (دكة) تصنع من الحرير المطرز بالجواهر أحياناً.
2) القميص: كان القميص يلتصق بالجسد وأحياناً يزخرف القميص ببعض الكتابات الشعرية.
3) الثوب: كانت السيدة ترتدى فوق القميص ثوباً قصيراً أو طويلاً وكانت أكمام الثوب واسعة وفضفاضة.
4) الحزام: كانت المرأة تضم وسطها بحزام طويل من قماش الحرير , ويربط فوق الثوب بحيث ينسدل من الأمام.
أزياء النساء فى العصر المملوكى:
1- الملاءة أو السبلة:
كانت المرأة تلف نفسها بها , وكانت واسعة وفضفاضة , وقد عرفت بأسماء متعددة منها (المرط – اللحفة – الإزار) وكانت بيضاء اللون بالنسبة للنساء المسلمات , أما النساء المسيحيات واليهوديات فإرتدنها بألوان متميزة.
2- الثوب والرداء:
من الملابس الخارجية التى كانت شائعة فى ذلك العصر.
3- الزنار:
كان من الملابس الشائعة للنساء المسيحيات واليهوديات , وكان يفرض عليهن أحياناً.
4- القباء:
كان من الملابس الخارجية للنساء وهو عبارة عن ثوب طويل له كمان طويلان ويكون مفتوحاً من الأمام , ويثبت عادة على الوسط بنطاق (حزام) وكان هذا من ملابس المرأة المسلمة.
وقد حدث أن إتسعت ملابس السيدات فى عهد السلطان برقوق وبالغن فى ذلك إلى حد الإفراط الغريب حتى أن القميص زاد إتساعه وطوله , وطول أكمامه جداً ثم تطوى الزيادة وتكشكش عند الذراع حتى تظهر اليد بصعوبة , إلى أن أمر السلطان حسن سنة 751هـ بتحديد طول وإتساع القميص للنساء , كما أمر يشبك الجمالى محتسب القاهرة فى عهد السلطان قايتباى بأن يُنادى بألاَّ تلبس النساء العصابة والمقتزعة (أى القصيرة) من الحرير وألاَّ يكون طولها أقل من ثلاثة أذرع وان تكون مختومة من الجانبين بخاتم السلطان , وأرسل المحتسب نوابه إلى الأسواق وبث عيونه فى المجتمعات العامه , فإذا عثر أحدهم على إمرأة تلبس هذا النوع الذى حرمته الحكومة , أهينت وعلقت العصابة فى عنقها على مرأى من الناس , فكان من أثر ذلك أن إستجابت السيدات لأمر المحتسب ولبسن العصائب الطوال إذا ما خرجن من بيوتهن.
الأزياء التركية (العثمانية):
يمكن إعتبار أن الأزياء التركية هى أقرب ما تكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو النساء وأنهم بالغوا فى إظهار آثار البذخ والترف والفخامة. وكما ذكرنا من قبل فإن السائد فى أزياء الرجال والسيدات متشابه مع ما هو معروف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى كما يلى:
1- السروال:
عرفت النساء التركيات كل أنواع السراويل الإسلامية , ولكنهن فضلن السراويل المتسعة حتى نهاية الساقين.
2- القميص:
عرفت النساء التركيات إرتداء عدة أردية من القمصان السفلية , أطولها من تحت ويقل إرتفاع كل ما يليه وهكذا.
3- الصدارى:
لبسن الصدارى بدون ياقة وبدون أكمام , وإرتدين أحياناً أكثر من صدارى فوق بعضهم البعض.
4- الحزام:
كان الحزام من أهم ما يرتدينه النساء فوق القمصان والسراويل.
5- العباءة:
إرتدى النساء التركيات أكثر من عباءة , وكان لكل واحدة منها إسماً وطرازاً , كما عرفن العباءات قريبة الشكل بطراز البالطو أو التونيك الأوروبى.
6- الأخفاف والأحذية:
تشابهت أخفاف النساء بمثيلاتها التى شاعت فى الحضارة الإسلامية مع الموروث من شكل أخفافهن , وأحذيتهن التركمانية الأصل.
الزى الشامى للنساء
1- السروال:
كانت كل أرجاء بلاد الشام تستعمل السروال للنساء كما عند الرجال , وقد إنتشر السروال الواسع الطويل , وكان متسع الأرجل وتحبك نهايتها عند بداية القدم إما بكمرة صغيرة بأزرار أو برباط رفيع , وصنع السروال من قماش متين او من الحرير وملون بألوان زاهية فاتحة , وأحياناً من صوف الغنم او من أشعار الماعز أو من وبر الجمل.
2- القميص:
ترتدى أغلب الشاميات قمصان فوق السروال بعضه قصير يصل إلى بداية الساقين , وبعضه يصل إلى منتصف الساقين , وبعض إلى نهايتها حتى يغطى السروال بكامله , وفى أغلب الأحوال له فتحتين جانبيتين طويلتين , وأكمامه واسعة وطويلة وليس له ياقات وله فتحة (تقويرة) للرقبة وقبة صغيرة أحياناً تقفل بواسطة الأزرار وأحياناً بواسطة الكردون , وتوشى أطراف أكمامه ونهاية الرداء وحول العنق والصدر بتوشيات الزخارف الإسلامية أغلبها هندسى من سلاسل ووحدات نباتية محورة تنتمى إلى زخارف مدرسة مصر والشام.
3- الحزام:
يختلف شكله تبعاً لإختلاف المناطق والعصور التاريخية , فأحياناً ما يكون رفيعاً وأحياناً يكون عريضاً. والوصف التاريخى يدل على أنه كان من الحرير الفاخر , الموشى بالمنمنمات وأشغال التطريز بالخيوط الملونة والمقصبة.
4- العباءة:
تغطى السيدة الشامية نفسها بحيث تغطى العباءة رأسها وكتفيها , وأحياناً تكون العباءة قصيرة حتى نهاية الظهر , وبعضها بأكمام واسعة مبالغ فيها حتى يصل طول أكمامها لقرب الأرض , وبعض العباءات كان يتعدى طولها الأرجل وتجر أذيالها على الأرض , وكانت العباءة تعقد تحت الرقبة أو ناحية أحد الأكتاف كأنها (تونيك) وبعضها يشبه (البالطو) ولكن بأكمام متسعة جداً ولكنها أقصر قليلاً من طول أكمام القميص.
5- الصدارى:
غالباً ما يكون بدون ياقة أو أكمام وبدون أزرار , وأغلبه قصير يصل إلى منتصف الحزام , وعادة ما يكون بلون مخالف للون القميص والسروال و ويعتبر الصدارى من أغنى قطع الزى بالزخارف والتطريز والدندشة , ويصنع من الحرير أو الجوخ وتلعب فيه زخارف التذهيب والتطريز الدور الأساسى فى زخرفته.
6- الأخفاف والأحذية:
تتراوح بين الصندل الخفيف ذى السيور , والخف الرقيق ذى المقدمة المرتفعة , وبعضه يغطى كعب القدم وبعضه يتركه عارياً , وأغلب هذه الأخفاف من النوع الرقيق , وطرز كثيرة منها ذات وجه مزخرف إما بالسيور وجدائل الجلد الرفيع الرقيق وإما مزخرف بأشغال التطريز وبعضها موشى بالأسلاك الذهبية والقصب.
كما توجد طرز من الأحذية ثقيلة وذات الجلد السميك اللامع بعضها يصل إلى جزء من الساق ويسمى حذاء برقبة إما أن يقفل بواسطة أزرار أو بأربطة قوية تتقاطع مع بعضها فى شكل زخرفى يشبه حرف (X) الإنجليزى , وبعض هذه الأحذية بالغ الإرتفاع حتى يصل إلى نهاية الساق ومن الجلد الطبيعى اللامع المتين أو المصبوغ بلون قاتم , كما وجدت منه طرز مبطنة من الداخل بشعر وفراء الحيوانات , ووجدت قطع من الجلد الأسود اللامع المصقول تُرتدىَ حول الساق وتحبك عليه قبل إرتداء الأحذية السوداء المتينة.
الأزياء الهندية الإسلامية للنساء
ذكرنا أن الهند قبل دخول الإسلام بها كانت مهداً لحضارات تاريخية ودينية قديمة , ثم دخلها الإسلام منذ أوائل الدولة الأموية وإنتشر بصورة أكبر خلال الفتح المغولى الإسلامى , وبذلك إنتشر الإسلام فى الهند فى المناطق الشمالية شرقاً وغرباً. وقد أخذ المسلمون فى الهند من تراثهم القديم ما يتفق مع دينهم ونبذوا ما لا يتفق مع الإسلام.
ومن الخصائص العامة للملابس والأزياء الهندية الإسلامية:
1) رفضت الديانة الإسلامية فى الهند مبدأ سفور الوجه وظهور بطن وظهر السيدة عارياً من خلال أزيائهن الوطنية.
2) رفض إرتداء ما له صلة بالمعبودات والأساطير الهندية والدينية القديمة.
3) تطورت طرز الملابس والأزياء من الطرز القديمة التقليدية إلى طرز جديدة حافظن عليها.
4) ظهر تأثير الأزياء الهندية الإسلامية بالطرز الفارسية والعربية خاصة التى كانت سائدة خلال الدولة العباسية.
5) ظهر ما يشبه الإزدواج بين الطرز القومية فى بلاد الهند الإسلامية وطراز إسلامى شبيه بالسائد فى مصر خلال العصر المملوكى.
وبالتالى كانت الطرز التى ظهرت تباعاً لآثار الدين الإسلامى ومؤثراته من الحضارة الهندية القديمة , فكانت الأزياء الهندية الإسلامية للنساء يمكن إيجازها فى الآتى:
1- السروال:
عرف السروال فى الهند منذ ظهور حضاراتها وإستخدام النساء منه عدة طرز وانواع مثل:
أ- السروال المتسع العريض من عند الوسط الذى يصل طوله إلى ما فوق الركبة أو تحتها بقليل , ثم تجمع أرجل السروال بعقدة من الأمام فيكوِّن ما يشبه (البليسيه) الذى يتجمع مركزه عند مقدمة البطن (أسفل صرة البطن قليلاً) ويكون هذا السروال عادة من الأقمشة الخفيفة من الحرير أو القطن , وقد يزين مقدمة البطن حزام يثبت هذا السروال قد يكون من سلاسل النحاس أو الذهب وعند مقدمة البطن حلية مرصعة بالفصوص والمجوهرات , وغالباً ما يكون هذا السروال من الألوان الزاهية فاتحة الدرجات.
ب- سروال عادى طويل وواسع فينتهى طوله أسفل الركبة وتزخرف نهايته عند الأرجل بصف أو أكثر من الكرانيش.
ج- سروال طويل حتى نهاية الساقين يبدأ واسعاً من عند الوسط ثم يأخذ فى الضيق حتى يلتصق بآخر الساق.
د- سروال طويل واسع من عند الوسط ويضيق قليلاً كلما إتجه إلى أسفل ويشبه البنطلون العادى.
2- الإيزار:
قد يستبدل هذا السروال السابق بإزار من القماش يأخذ أشكالاً متنوعة مثل:
أ- إزار قصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل أو عندها او تحتها بمسافة قليلة ويلتف إما بصورة عادية حول الوسط , او يجمع على شكل عقدة عند منتصف البطن حتى يكون تلك الكسرات التى عرفت عن السروال شبيهه والجدير بالذكر أنه كثيراً ما يكون فوق مثيله من هذه السراويل.
ب- إزار طويل حتى يصل إلى نهاية الساقين ويجمع عند مقدمة الوسط كالإزار القصير السابق و والجدير بالذكر أن مثل هذا الطراز كان له شبيه سائد فى منطقة جنوب شرق آسيا وخاصة فى ماليزيا وأندونيسيا.
3- القميص:
كثيرات من سيدات الهند فضلن إرتداء القميص العادى المتوسط الإتساع ذو الأكمام الطويلة المتسعة , بعضه قد يصل طوله إلى منتصف الساقين , والبعض الآخر يصل طوله إلى ما بعد الساقين قليلاً , وأحياناً ما يكون له فتحتين طويلتين جانبيتن , وليس له ياقة وأحياناً ما تكون له ياقة رفيعة قصيرة تحيط العنق , ولها قبة غالباً ما تغلق بواسطة أزرار صغيرة , وقد يحيط بالرقبة وعند نهاية الأكمام كنار أو أكثر بزخارف هندية تقليدية من أوراق النبات أو الزهور.
4- الحزام:
فى كثير من الحالات ترتدى النساء حزام فوق القميص , وفى حالات أخرى توجد طرز لا تستخدم هذا الحزام فوق القميص , والحالات التى يستخدم فيها الحزام إما أن يكون مع قميص أو مع صدارى قصير ومتوسط الطول , وتوجد أنواع من الأحزمة بعضها من الحرير ذو الألوان الزاهية الفاتحة وبعضها من الحرير المنقوش , وطرز أخرى من الشيلان ذات الشراشيب الرفيعة المشهورة بإسم (الشال الكشمير)
5- الصدارى:
فى الحالات التى يتم فيها لبس الحزام يفضل النساء إرتداء صدارى قصير , إما أن يصل طوله حتى فوق الوسط وفى هذه الحالة يكون فوق وأعلى الحزام , أو أن يكون صدارى متوسط الطول وفى هذه الحالة يفضل وضع الحزام فوقه , وبعض الصداريات بدون أكمام والبعض الآخر يكون له نصف كم واسع , وأغلب الصداريات تكون بلون مخالف عن لون كل من الحزام أو السروال أو الإزار.
6- السارى (السارى الهندى):
وهو أهم طراز فى ملابس السيدة الهندية , ويتفنن فى أشكاله وطرزه , وهذا هو الزى الأخير الذى يغطى ما تحته من أزياء , وغالباً ما يكون من الحرير الرقيق الفاخر أو من قماش قطنى رقيق , وألوانه زاهية جميلة يغلب عليها الدرجات اللونية الفاتحة , وقد تكون أطرافه موشاه بالخيوط الذهبية المقصبة , وبعضه مطبوع بالزخارف أو أشكال ووحدات النباتات على الطراز الهندى المشهور , وسارى السيدة الهندية المسلمة يلتف حول جسمها كله ويغطى رأسها وعنقها وذراعيها ولا يظهر إلاَّ وجهها.
7- البالطو:
يوجد نوع من الأزياء يمكن ان ترتديه السيدة الهندية وهو منتشر أحياناً بين السيدات كبيرات السن أو ذات المقام الرفيع , وهو شبيه بالبالطو الأفرنجى الطويل , وله ياقة صغيرة حول الرقبة ويزرر من الأكمام بالأزرار , وفى حالة إستخدام البالطو عند السيدات لا ترتدينه تحت السارى بل يكتفى بالقميص والحزام , وتكون أكمامه واسعة , وقد تزخرف أطرافه السفلية بكنار من الزخارف الهندية المقصبة بخيوط الذهب والفضة. وجدير بالذكر أن إستخدام السيدات الهنديات للبالطو كان أقل من إستخدام الرجال له.
أدوات الزينة والحلى
فى العصر الإسلامى
الزينة كانت فى العصر الإسلامى تخص الرجال والنساء , مع الوضع فى الإعتبار أن ما يخص الرجل كان فى حدود أضيق من النساء. ولكن الزينة بالنسبة للنساء أمر فطرى لأنها تهتم بزينتها بفطرتها وطبيعتها الأنثوية , وقد إهتمت النساء بأمر زينتهن إهتماماً كبيراً حتى أن الإسلام أباح للنساء من الزينة ما لم يبح للرجل كالحرير والذهب وذلك لتلبية نداء الإنوثة لديها.
كانت الزينة فى العهود الإسلامية الأولى متباسطة فى وسائلها فكانت تركز على تزيين وتجميل وزخرفة الملابس وأغطية الرأس وزخرفتها بالزخارف المنقوشة أو تطعيمها بالأحجار الكريمة أو الجواهر , إلى أن ظهرت تدريجياً صناعة الحلى وأدوات الزينة خاصة النسائية منها. ويمكننا التسلسل فى العصور الإسلامية من حيث إستعمال أدوات الزينة والحليات بعد العهود الإسلامية الأولى كالآتى.
أدوات الزينة والحلى فى العصر الفاطمى:
كان الخليفة فى العصر الفاطمى يهتم بالزينة فى زخارف المنسوجات وفى تزيين العمامة المطعمة بالجواهر وفى المواسم الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة كبيرة تعرف بإسم (التميمة) , كذلك كان يلبس حزاماً عريضاً يعلوه حزام آخر مطرز بالذهب , وكان الوزراء يلبسون ملابس بأزرار تصنع من الذهب أو تكون من اللؤلؤ , وكان الوزير يرتدى حول وسطه طوقاً من الذهب المرصع بالأحجار الكريمه.
ومن أبرز إهتمامات الفاطميين التى سادت فى العصر الفاطمى لتزيين وتجميل الأزياء إستعمال الوحدات الزخرفية من الكتابات الزخرفية التى تذكر إسم الخليفة التى نسجت فى عهده , أو بعض الآيات القرآنية الصغيرة , أو الأمثال , والأشكال المحورة لتفريعات نباتية زخرفية , وكانت على شكل أشرطة وكنارات أو على شكل جامات وحواشى صغيرة , كما إشتملت على أشكال طيور وحيوانات ذات طابع زخرفى أو على شكل نسور مزدوجة , أو طواويس متقابلة أو فهود , كما كانت أحياناً ما تغطى بما يسمى أحجبة على شكل مثلثات ومعينات هندسية متناثرة بنظام زخرفى على سطح المنسوج.
وكانت النساء تزين العصبة التى كانت تلف حول الطرحة وترصعها بالجواهر النفيسة.
أدوات الزينة والحلى فى العصر المملوكى:
إستخدمت فى العصر المملوكى زخارف ذات صبغة فارسية وصينية أو قوطية , وظهرت زخارف الرخ وهو طائر طويل الذيل فى منحنيات متموجة كثيرة مملوئة بوحدات زخرفية محورة أغلبها من النباتات والزهور , كما ظهرت زخارف حيوان التنين الخرافى الزخرفى وما يغطى جسمه من قشور وزخارف ذات أثر صينى وفارسى واضح , وكثرت أشكال وتنويعات الزهور ذات الأثر الفارسى والصينى تتصف بالإزدحام فى التفاصيل , وعلى الرغم من التأثر بالمؤثرات الشرقية والغربية ظهرت أيضاً مؤثرات للفن المصرى القديم , فقد ظهرت كثير من وحدات اللوتس والبردى والزهيرة المصرية فى شكل تفريعات تتخلل التفريعات الإسلامية المعروفة.
وفيما يخص النساء فقد زين عصائب الرأس أحياناً بالجواهر النفيسة وقد تزين بالمصوغات واللآلئ والأحجار الكريمة على شكل أقراط وعقود وأساور وخواتم , فقد كانت مكملات الزينة هامة جداً لهن , فإستخدمت المرأة الحلى التى كانت تصنع من الذهب والفضة والأحجار الكريمة , ومن هذه الحلى إستخدمت (الدلاية) لتزيين الصدر , والقرط لتزيين الأذن , والإسورة لتزيين المعصم , والعقد لتزيين الرقبة , كما إستعملت الخلاخيل (الخلخال) المصنوعة من الذهب والفضة وقد شاع إستخدام (المينا) فى زخرفة الحليات.
الجمال والموضة في مصر الإسلامية:
وصف أحد المؤرخين نساء مصر بأنهن أرق نساء الدنيا طبعاً وأحلاهن صورة. فقد أعطت المرأة في العصر الإسلامي اهتماماً خاصاً لمظهرها الخارجي، كل ذلك داخل القواعد المسموح بها في الدين الإسلامي. وكمثال على ذلك فقد كان مسموحاً للمرأة أن ترتدي أزهى حللها، واستخدام ما يبرز مفاتنها من أدوات التجميل كي يطيب بها قلب زوجها. وكانت المرأة تذهب إلى الحمام من أجل تجميل نفسها. أما اللمسات الأخيرة مثل تمشيط شعرها ووضع العطور فقد كانت تقوم به بين يدي زوجها. وكانت المرأة تستخدم عطوراً مثل المسك والعنبر والبخور. وكانت هناك قنينات خاصة تستخدم لحفظ مجموعة متنوعة من العطور المستخدمة في ذاك الوقت. وثمة العديد من هذه الأوعية الخاصة بالعطور توجد في متحف الفن الإسلامي، فهناك قنينتان من الفضة وقنينة زجاجية.
وكانت مقاييس جمال المرأة في العصر المملوكي أن تكون بيضاء البشرة، ناعمة الملمس، مستديرة الوجه، ممتلئة الصدر، ثقيلة الأرداف. لذا فلا عجب أن أقبلت نساء ذلك العصر على الحرص على أن يكن بدينات ثقيلات الوزن حتى يحزن إعجاب الرجال. وقد وصلنا القليل من قطع الحلي والجواهر الثمينة. وربما يكمن السبب في ذلك إلى أن هذه القطع كان يعاد سبكها وتشكيلها من جديد، إلى جانب قيمتها المادية التي قد تبعث على التصرف فيها.
غير أن المصادر التاريخية قد أمدتنا ببعض المعلومات التي تتعلق ببعض الحلي الذهبية والفضية الثمينة التي طليت بالمينا. وشملت هذه العديد من القطع الموجودة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة مثل الدلايات والخواتم والأساور والعقود. وبالرغم من ندرة هذه التحف فإنها تقوم دليلاً على مدى اهتمام المرأة بالحلي والجواهر الثمينة. وفى العصر المملوكى، كانت المرأة تستخدم القلائد المصنوعة من العنبر والتي عرفت باسم العنبرية على نطاق واسع. فضلاً عن الأطواق المرصعة والعقود المخرمة والتي كانت تشبه الدانتيلا.
أدوات الزينة والحلى فى العصر العثمانى:
أولاً: بالنسبة للرجال فكانت المجوهرات أهمها , فإستخدم الرجال الخواتم المرصعة فى أصابعهم , وكانت غالباً مصنوعة من الفضة وكان قليل من الرجال والمسلمين يلبسون الخواتم الذهبية.
ثانياً: فيما يخص النساء فقد لبسن الأقراط والأساور والخواتم , وكانت الأقراط تصنع من الذهب أو الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة.
أدوات الزينة والحلى التركية:
تشابهت أدوات الزينة والحليات التركية مع أدوات الزينة والحليات الفارسية وخاصة فى هذا الشأن فيما يخص وسائل التزيين فى النساء.
أدوات الزينة والحلى فى الشام:
إزدهرت صناعة أدوات الزينة والحليات فى الشام , كما زخرت الطرز التاريخية الإسلامية بإشغال الصياغة , وكانت دمشق فى سوريا أحد مصادرها الهامة , حتى أطلق عليها (الدمشقيه) , وتتنوع بين الأقراط والعقود , وكرادين الصدر , والأساور والخلاخيل , ونطاقات وتيجان الرأس , وكلها دقيقة الصناعة والصياغة كما إشتملت على شتى أساليب التشغيل من مسبوكات , ومنمنمات (آچور) , وسلاسل مبرومة ومجدولة , وخواتم مكفته ومرصعة بالفصوص والأحجار الكريمة , مما يدل على أن سيدات الشام كن مولعات بأشغال الزينة.
تصفيفات الشعر:
وفيما يخص تصفيفات الشعر بالنسبة للنساء فى الشام , فعلى الرغم من تحريم الدين الإسلامى سفور الوجه وإطلاق الشعر , فقد وجدت بعض الرسوم التاريخية توضح أن السيدات كن يصففن شعورهن فى جدائل وضفائر وعقصات , وتزينها بالتيجان ومشابك الشعر وخاصة ما يظهر منها على مقدمة الرأس.
أدوات الزينة والحلى الفارسية:
عُرفت المرأة الفارسية بولعها الفائق بوسائل التزيين بالمصوغات الذهبية والفضية , وخاصة تيجان الرأس , والأساور والخلاخيل والأقراط وعقود الرقبة , وتنوعت أشكالها وزخارفها , فمنها ما كانت على شكل حبات وفصوص , ومنها ما صيغ على شكل سلاسل وجدائل وكريات ونجوم واهلة وأقراص صغيرة , وبعضها زخرف بأشغال المينا.
أدوات الزينة والحلى فى المغرب والأندلس:
تزينت نساء المغرب العربى خلال العصور الإسلامية بما هو يشبه ومعروف حالياً من زينة بدو الصحراء المصرية غرب الوادى كعرب سيوة والواحات المصرية حيث ما زالت التقاليد والعادات واحدة , فكانت أدوات الزينة والحلى عبارة عن طوق للرأس تتدلى منه سلاسل ودلايات وجلاجل صغيرة , ويزين صدرهن الكردان الكبير المشهور , أو عقود الكهرمان , أو بذور الزيتون والخوخ , كما يضعن فى أنوفهن أشناف صغيرة على شكل مخارط ذهبية وأحياناً حلقات كبيرة على شكل حلقات كما يضعن فى أيديهن الأساور والدماليج , وفى أقدامهن الخلاخيل.
أما فيما يخص نساء الأندلس فكانت زينتهن أكثر رقة وتقتصر على الأقراط والعقود والخواتم والأساور.
تصفيفات الشعر:
كان يحرم عند نساء العرب والبربر سفور الوجه والشعر , ولكن كان يسمح للفتيات بسفور وجوههن , وكن جميعهن يصففن شعورهن فى جدائل وضفائر , وكانت السيدات غالباً ما يصففنه فى ضفيرتين كبيرتين ثلاثية الخصلات , أما الفتيات فكن يضفرن شعورهم فى أعداد كبيرة من الضفائر الصغيرة.
أما نساء الأندلس فعرفن تصفيفات العقصات الكبيرة , أو إرسال شعورهن على شكل خصلات مموجه تمويجات خفيفة , وكن يزينه بالتيجان الصغيرة ومشابك الشعر على شكل زهور وفراشات , كما عرفن تزيين شعورهن بالزهور الطبيعية.
أدوات الزينة والحلى الإسلامية الهندية:
تعتبر أدوات الزينة والحليات من أهم ما تهتم به المرأة الهندية , وقد كانت دائماً أدوات الزينة الهندية مضرب الأمثال فى هذا الشأن , وكانت النساء فى جميع أرجاء العالم الإسلامى تفتخرن بإقتنائهن الحلى والمصوغات الهندية وهى مصنوعة من الذهب أو الفضة وقد إستخدمت فى تشكيلها وصياغتها كل الوسائل المعروفة فى إشغال صياغة الحلى والمجوهرات تقريباً , وإشتملت على كل ما هو معروف فى العالم الإسلامى , وقد إحتوت على قطع عديدة أخرى لم يعرفها سواهن من السيدات المسلمات.
وربما كان ذلك نتيجة تأثير النقوش الأثرية الموروثة التى وجدت على جدران المعابد الهندية القديمة , وما زخرت به من طرز وأنماط وأشكال عديدة متنوعة حاول الهنود تقليدها وتطويرها حتى أصبح فن الصياغة الهندية فناً كبيراً قائماً بذاتة. وجدير بالذكر أن تلك القطع من الطرز والأنماط والأشكال الهندية لها صلتها بالدين والأساطير والرموز الهندية القديمة , فمنها على سبيل المثال ما هو طارد للأرواح الشريرة والشياطين , ومنها ما هو ضد الحسد والسحر , وما هو مقاوم للأمراض وجالب للصحة والحظ والحب وهكذا.
وقد إنتقت السيدة الهندية المسلمة منها ما يناسبها , وإبتعدت ونفرت عن إستخدام القطع التى لها صلة بالأساطير الدينية الهندوسية القديمة , وإكتفت بتلك التى يتوافر فيها جمال الشكل فقط , أو ما يتعلق منها يطرد الأرواح الشريرة والشياطين وضد الشر والحسد والسحر والمقاومة للأمراض وما يعتقد انها جالبة للصحة والعمر المديد والثروة والحظ والحب ........ إلخ
أغطية الرأس عند الرجال والنساء
فى العصر الإسلامى
كان واضحاً منذ بداية العصر الإسلامى وفى جميع عهوده ومناطقه أن الرجال والنساء على السواء لم يتركوا رؤوسهم عارية , بل كان من صور إتمام وقار المظهر العام للجنسين أن غطوا رؤوسهم بأغطية مختلفة الأشكال والأنواع والأحجام والألوان , بالإضافة إلى إختلاف طرق وأساليب إرتداء هذه الأغطية للرأس , ولقد ظهر ذلك جلياً من خلال جميع المخطوطات والرسومات والصور والكتب التى وصلت إلى أيادى الباحثين والمهتمين , والمؤرخين من قبلهم.
أغطية الرأس فى العصر العباسى والطولونى:
كان الحكام المسلمون والطبقة الحاكمة المسلمة يغطون رؤوسهم بالعمامة أو القلنسوة والعصابة والمنديل أو الطرحة التى كانت تعرف أحياناً بالطيلسان وقد عرفت هذه الأغطية للرأس منذ العصور الإسلامية الأولى. كما كان بعض الحكام يفضلون إرتداء غطاء الرأس المعروف عند البدو وهو يتكون من قطعة من القماش توضع فوق الرأس ثم يلف حولها شريط مجدول يعرف بإسم العقال وكان هذا بدل من إرتداء العمامة.
ولم تكن للعمامة أى دلالة طبقية حتى العصر العباسى حيث كانت تدل على نظافة ووقار صاحبها , ثم أخذ حجم العمامة يزداد كبراً تبعاً لأهمية الوظيفة وكان الحكام العباسيون يتميزون بإرتداء الثياب السوداء فى المواكب الرسمية وقد إتخذوا اللون الأسود شعاراً للدولة العباسية لذلك فقد كانت العمامة أيضاً تتميز باللون الأسود تبعاً لذلك.
أغطية الرأس فى العصر الفاطمى:
أولاً: أغطية رأس الرجال:
أ. غطاء رأس الخليفة: كان عبارة عن عمامة مطعمة بالجواهر , وفى الإحتفالات والمناسبات الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة عظيمة تعرف بإسم 0(التميمة).
ب. غطاء رأس الوزير: كان عبارة عن عمامة تتكون من منديل يلف حول الرأس ويتدلى جزء من هذه العمامة يعرف بإسم (الذؤابة).
أما عامة الشعب من الرجال فكانت عمامتهم تشبه أيضاً عمامة الوزير ولكن أقل فى الفخامة والحجم.
ثانياً: أغطية رأس النساء:
أ- العمامة: وتشبه عمامة الرجل.
ب- الطرحة: تنسدل من الرأس على الصدر.
ج- العصبة: كانت المرأة تلف حول الطرحة عصبة تشد حول الرأس ويتدلى جزء منها على جانب الرأس , وكانت هذه العصائب تصنع من قماش الحرير أو من قماش مرصع بالجواهر , وكانت العصائب والمناديل تزين فى بعض الأحيان بكتابة أشعار (كتابات شعرية) مثل القمصان.
أغطية الرأس فى العصر المملوكى:
أولاً: أغطية الرأس للرجال:
1) الطيلسان والطرحة: يعتبران من أزياء الخلفاء العباسيين والقضاة ولهما أنواع وألوان متعددة.
2) التخفيفة: غطاء رأس للسلطان وهى بمثابة التاج عند الملوك.
3) الخوذة: غطاء رأس للمحارب والجندى للوقاية وهى ذات أشكال وأنواع مختلفة.
4) الطربوش (القلانس): وكان يعتبر الطابع المميز لطبقة الأمراء , وهو عبارة عن طربوش من الجوخ أو الصوف الأحمر تلف حوله عمامة. أو أن يلبس فوق الرأس نوع من القلانس الرفيعة الغزل الغرض منها وقاية الطربوش من تأثير العرق. ولهذه القلانس أشكال وطرز متعددة الأنماط وإختلافها عن الأزياء يدل على حالة صاحب القلنسوة فإما أن يكون موظفاً مدنياً أو دينياً أو عسكرياً أو ملكياً , والقلنسوة غطاء للرأس عبارة عن طاقية حمراء تشبه الطربوش ولكن صغيرة ويلف حولها على شكل العمة منديل أو أكثر من قماش الحرير أو حرير الموسلين الأبيض أو المرسوم أو المزركش بالزخارف المختلفة.
5) العمامة: كان لها المكانة الأولى عند القوم وقد تعددت أسماؤها فى ذلك العصر وتعددت أيضاً أحجامها وأنواعها وألوانها وطرق زخرفتها تبعاً لمكانة الشخص ومركزه فى المجتمع , وفى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون إستحدثت العمائم الناصرية وكانت عمائم صغيرة حتى لا تعوق الجندى أثناء القتال , وأصبح لبس العمامة أمراً قومياً حتى أصبح نزعها أو تغييرها من العار , ومن الطريف أن الناصر حين حلق رأسه بمناسبة رحيله للحج بادر الأمراء والجنود إلى تقليده وحلقوا رؤوسهم فبطل وقتها تدلى الشعر الطويل.
وأصبح لبس العمامة من الأمور المبجلة وإرتداها رجال الدين وإختلفت أشكالها وأحجامها بإختلاف مراتبهم , والقضاة والعلماء يلبسون العمائم من الشاشات الكبيرة للغاية (الطرحة) وتتدلى منها الذؤابة بين الكتفين حتى آخر الظهر ومنهم من جعل عرض هذه الذؤابة كبيراً , وفى سنة 773هـ أمر السلطان الأشراف شعبان بن حسن حفيد الناصر محمد أن يلبس أشراف مصر والشام عمائم على كل منها علامة خضراء تميزها إجلالاً لمقامهم وتعظيماً لقدرهم لكى يمتازوا عن غيرهم من المسلمين لكى يحسن إستقبالهم , ومنذ ذلك الحين وضع كل شريف تلك العلامة الخضراء على عمامته وظل الحال على ذلك طوال عصر دولة المماليك.
وكانت هناك وسائل مختلفة لشكل العمامة وتسويتها فوق الرأس بحيث تدل على حال صاحبها ولابسها , فهناك العمامة الخاصة بالمحاربين والعمامة الخاصة بالتجار والعمامة الخاصة بالبحريين , وغيرها كالتى على الطراز التركى أو الألبانى أو الأرناؤوطى , او التى يلبسها القاضى أو التى يلبسها الفتى التابع له , وكانت عمامات العلماء تمتاز بضخامة الحجم وتتشكل حول رؤوسهم على هيئة كرة كبيرة , وكان بعضهم يحليها بوشاح من الكشمير أو الحرير الموصلى يهبط منها عذبتان أحدهما تمس الصدر وتبقى معلقة من ناحية أحد الكتفين من الأمام وتمس الثانية الكتف الآخر , والإثنتان تعطيان العالم أو الشيخ هيبة وجلال ووقار مما عرف عن رجال الدين منذ قديم الزمن.
وكانت ألوان العمائم فى الزمن الماضى تفيد فى التمييز بين طبقات الشعب , فكان المسلمون يتخذون العمائم البيضاء أو الحمراء , والأشراف من آل البيت النبوى يتخذون العمائم الخضراء , أما اليهود والمسيحيون فكانوا يلبسون العمائم السوداء أو البنفسجية أو ما كان لونه أحمر غامق.
6) الكلوتة (القالوطة أو القالوتة): وهى من أهم أغطية الرأس فقد كانت من أغطية رأس السلاطين والأمراء والمماليك , أما عن كلمة (الكلوتة) فأصلها فارسى ومعناها الطاقية الصغيرة , وكانت تصنع من قماش الصوف المبطن بالقطن , وكانت طريقة إرتدائها ولونها يتغير تبعاً لما يراه كل سلطان. فقد كانت بدل العمامة وكانت فى العادة أن تكون صفراء , وقد إستحدثت فى عصر الأيوبيين وإتخذوها من الجوخ الأصفر وزوائد الشعر مرخاة من تحتها , ولما إنتقل الحكم إلى المماليك لبس جنودهم الكالوتات الصفراء بغير عمامة وظل ذلك متبعاً فى عهد السلطان الناصر. وقد أخذت طريقة لبس الكلوتة أشكالاً مختلفة , كما كان لونها يتغير حسبما يرى كل سلطان , ففى عهد السلطان قلاوون أُضيف لبس الشاش على الكلوتة , ثم فى عهد إبنه السلطان خليل تغير لون الكلوتة من الصفراء إلى الحمراء , ويطلق عليها أيضاً إسم (الدبوقة) وتوضع فى الرأس إلى الخلف وتوضع فيها جدائل الشعر إلى الخلف بعد تصفيفها وضبطها على نحو ما كان سائداً عند الأيوبيين.
7) الطواقى: شاع بين رجال الدولة خلال العصر المملوكى لبس الطواقى بدون عمامة وخاصة بين الأمراء والمحاربين ومن يتشبه بهم خلال عصر المماليك وأصبح أمراً سارياً بعد أن كان نزع العمامة عن الرأس عاراً وفضيحة , وتنوعت هذه الطواقى ما بين الحمراء والخضراء والزرقاء وغير ذلك من الألوان وبلغ إرتفاعها ثلثى ذراع , وكان أعلاها مدوراً , وكانت السيدات أيضاً فى عصر المماليك تلبسن الطواقى.
كما عرف فى صعيد مصر نوع خاص من أغطية الرأس من لباد الصوف أو الجوخ سمى (اللبدة) وهى شبيهة بالطاقية ولكنها قوية صلبة وعلى شكل أقرب ما تكون إلى نصف الكرة , ولها ألوان مختلفة ما بين الأبيض والصابونى والعاجى والأصفر القاتم والبنى المائل إلى الإصفرار والبنى القاتم , ومن الملاحظ كل هذه الدرجات اللونية معروفة بين أصواف الغنم وأشعار الماعز وأوبار الجمال و أى أن كل ألوان اللبدة طبيعية وغير مصبوغة ومن الألوان الطبيعية للحيوان لذلك فهى تحافظ على ألوانها ضد مؤثرات الضؤ.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء:
من أغطية الرأس والوجه الخاصة بالنساء فى العصر المملوكى:
البرقع – البخنق – الخمار – الطرحة – العصبة – القناع – الطاقية أو القلنسوة.
وهذه الأنواع من اغطية الرأس كانت تستخدم لتغطية الرأس والوجه فى أكثر الأحيان , وقد تفننت النساء فى طريقة زخرفة وتزيين بعض أنواع من أغطية الرأس مثل العصائب التى كانت أحياناً تزين بالجواهر النفيسة.
وقد كانت السيدات تلبسن أيضاً الطواقى أو (القلنسوة) وهى عبارة عن طاقية حمراء صغيرة يلف حولها منديل أو أكثر على شكل عمة والمنديل من قماش الحرير أو حرير الموسلين الأبيض أو المرسوم أو المزركش بالزخارف المختلفة , وفى مقدمة الرأس تثبت حلية مستديرة تسمى (الكور) قطرها حوالى 7سم من الذهب , وأحياناً تكون مرصعة بالأحجار الكريمة , وينساب شعر الجزء الأمامى من الرأس على شكل حلقات البلح حتى أعلى الخدين , أو ترفع إلى أعلى وإلى فوق بالشكل المعروف (بالباندو) أو أن يجمعن شعرهن على شكل عقصات كبيرة كأهل أوروبا , أو يكون مرسل على شكل ضفائر , وتتألف من ضفيرتين كبيرتين أحياناً , وخاصة بالنسبة لصغيرات السن يضفرن شعرهن عدة ضفائر قد تصل إلى عشرات منها , وأغلب هذه الضفائر تنتهى بشرائط حريرية جميلة.
أغطية الرأس فى العصر العثمانى:
أولاً: اغطية الرأس للرجال: إنتشر إستخدام الطاقية والعمامة.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء: إستخدمت النساء عدة أنواع مثل:
1) العمامة: وأخذت أشكالاً وأنواعاً وأقمشة وزخارف متعددة.
2) الطرحة: إستخدمتها النساء من أقمشة مختلفة.
3) العصبة: وكانت عبارة عن شرائط على الجبين , وكانت تصنع أحياناً من قماش مطرز بخيوط الذهب او من الأقمشة المخططة او من الأقمشة القطنية.
4) الطاقية: إستخدمت النساء فى العصر العثمانى الطاقية وكانت تصنع من القطيفة أو القطن أو الحرير , وأحياناً كانت تصنع من الذهب أو فصوص الماس , وكان يطلق عليها فى ذلك الوقت (القرص).
أغطية الرأس التركية (العثمانية):
ذكرنا أن الأزياء التركية هى أقرب ما يكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو السيدات على حد سواء , ولكن ما كان معروف فى تركيا كان معروفاً أيضاً فى شتى أنحاء العالم الإسلامى , لذلك تنوعت أغطية الرأس بالنسبة للرجال والنساء على السواء وإستخدمت أشكال متنوعة من أشكال الطرابيش وعمامات الرأس.
أغطية الرأس فى الشام:
أولاً: أغطية الرأس للرجال: إستخدم الرجال الأتراك الطرابيش والطواقى والقلنسوة والعمامات.
ثانياً: اغطية الرأس للنساء:
إستخدمت السيدات التركيات أنواعاً مختلفة من القلانس والطواقى والطرحات والشيلان وإبتكرن أشكالاً متنوعة فيها , وظهر التأثير العثمانى والفارسى والمصرى فى كثير منها , وكان أغلبها يغطى الرأس وجانبى الوجه والعنق والأكتاف وبعضها كان يستر أغلب الوجه أيضاً فلا تظهر منه إلاَّ العينين فقط , كما عرفن العمامات الصغيرة والكبيرة وظهر منها طرز وأشكال كثيرة ومتنوعة بعضها من الحرير وبعضها من الشيلان ذات الشراشيب.
أغطية الرأس الفارسية:
أولاً أغطية رأس الرجال:
إستخدم الرجال الفارسيون أشكالاً وأنواع من أغطية الرأس التى تشبه الطربوش المشغول بالزخارف المذهبة والمرصعة بالفصوص أو بالفضة , كما إستخدموا العمامات بأشكال متنوعة ولكن كبيرة الحجم عن عمامات النساء.
ثانياً: أغطية رأس النساء:
إستخدمت النساء الفارسيات أشكال متنوعة وتنويعات كثيرة من أغطية الرأس , فمنها ما يشبه الطربوش المشغول بالزخارف المذهبة والمرصعة بالفصوص وأسلاك الذهب والفضة , ومنها ما يُلف حوله طيات من الحرير الملون أو الشاش الأبيض , ومنها ما يزخرف بالسلاسل ودلايات من الذهب والفضة وبعضها بجلاجل وشخاليل صغيرة كما عرفن أشكالاً متنوعة من العمامات وإن كانت أصغر حجماً من عمامات الرجال بشكل ملحوظ , ولكنها كانت من الحرير المزركش أو المزين بالمشابك والتيجان وبعض منها تتدلى من أنواع من البراقع التى تغطى الوجه والعنق وأحياناً الأكتاف والصدر أيضاً.
وبالنسبة لتغطية الوجه فقد لوحظ أن النساء الفارسيات كن تغطين وجوههن فلا يظهر من الوجه إلاَّ العينين فقط , أما فى طراز الشابات والفتيات فكن تكتفين بتغطية الرأس مع ترك الوجه والعنق سافراً (مكشوفاً) فتبدو من خلاله ذؤابات الشعر , وأحياناً جدائل وضفائر بالشعر , وأقراط فى الأذن , وعقود وكرادين ذهبية حول العنق.
أغطية الرأس المغربية والأندلسية:
اولاً: أغطية رأس الرجال:
سبق أن ذكرنا فى ملابس الرجال البرنس وهو نوع مثل العباءات , فبالإضافة إلى إرتداء الرجال للطواقى والعمامات على رؤوسهم , كان هناك البرنس أو العباءة ولها غطاء الرأس المغربى المشهور بإسم (الزنط أو الكابيشون أو الزعبوط) وأغلبه ما كان فاتح اللون من صوف الأغنام أو وبر الجمال , وأحياناً يكون مخططاً بخطوط طولية رأسية عريضة وبألوان مختلفة ومتباينة.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء:
تغطى النساء رؤوسهن بغطاء العباءة سالفة الذكر (البرنس) , أو بعمامة رفيعة وأصغر من عمامات الرجال , وأحياناً يستبدلنها بطاقية بيضاء من الصوف , ويلتف حول الرأس أحياناً تلفيعة من الصوف , أو تطوى العباءة على شكل تلفيعة حول الرقبة والأكتاف.
وسفور الوجه والرأس مكروه عند كل من عرب وبربر المغرب العربى , فإما أن يغطى بالشال أو يغطى الوجه ببرقع لا يظهر ألاَّ العينين فقط وهذا للسيدات , أما الفتيات فلا مانع عندهن من سفور وجوههن.
أغطية الرأس الهندية الإسلامية:
أولاً: أغطية رأس الرجال:
يستخدم الرجال الهنود العمامة أو طاقية الفراء أو الإستراكان.
ثانياً: اغطية رأس النساء:
تكتفى السيدة الهندية بتغطية رأسها بالسارى الهندى الشهير أو أن تغطى رأسها وعنقها ومقدمة صدرها بتلفيعة أو شال حريرى , وبعضهن يستخدم مثل هذا الغطاء فى حالة إستخدام البالطو بدلاً من السارى الهندى , وأحياناً تلبس فوق هذا الغطاء ما يشبه العمامة الفارسية أو التركية أو طاقية مستطيلة من الفراء أو الأستراكان.
الخامات المستخدمة فى صناعة الملابس وأدوات الزينة والحلى
فى العصر الإسلامى
إزدهرت صناعة المنسوجات فى العصر الإسلامى , وتنوعت أقمشة المنسوجات تقريباً ما بين الكتان والقطن والصوف والتيل والحرير كخامات لصناعة أنسجة الأزياء والملابس والأردية المختلفة سواء للرجال أو النساء , بالإضافة إلى أنه فى العصر الفاطمى لبست قريبات الخليفة الملابس من الأقمشة المنسوجة بخيوط الذهب أما باقى النساء فلبسن الملابس من الأقمشة المزخرفة بالخيوط الحريرية , وفى العصر المملوكى يلاحظ أن الكلوتة كغطاء للرأس كانت تصنع من قماش الصوف المبطن بالقطن , كما أنه فى العصر العثمانى كانت أقمشة الجبة المستخدمة فى صناعتها تختلف تبعاً لمن يرتديها , وأيضاً فى صناعة السروال فكانت أقمشتة تختلف تبعاً لمركز الشخص.
ومن المعروف أن مصر كانت منذ أقدم العصور الموطن الأصلى لصناعة نسيج الكتان وظلت كذلك خلال العهود القديمة كلها , وكان الكتان المصرى الرقيق ومبتكرات منسوجاته المتنوعة كالكتان المخرم بشكل وحدات زخرفية , والمطرز بالزخارف المنسوجة على أطراف الثوب أو فى حشواته , أو المنمنم بكامله بالخيوط الحريرية الملونة , أو بالخيوط المجدولة بأسلاك الذهب والفضة والمسمى (بالكتان المقصب).
وبلغت صناعة النسيج فى العصر الطولونى من الأهمية بحيث كانت توجد مصانع أهلية ومصانع خاصة للنسيج أطلقوا عليها إسم الطراز وكانت تصنع ما يحتاجه الحكام من منسوجات وأقمشة وملابس ثم بلغت هذه الصناعة فى العصر الفاطمى لقدرة وإمتياز فائقتين بحيث كانت تصنع للخليفة الأزياء الثمينة المزركشة بالذهب , كما كانت تصنع مختلف الملابس بالمنسوجات المحلاة بأشرطة من الحرير السميك المشغول بالإبرة بدقة متناهية.
وفى العصر المملوكى ظل للكتان منزلته الرفيعة وأهميته المعروفة , ولكن ظهر له منافس قوى وهو المنسوجات الحريرية حيث كادت أن يكون لها السيادة بزخارفها الجميلة والمتنوعة , كما عرف فى هذا العصر وظهر إدخال نسيج الكتان المطبوع أطرافه وحشواته بالزخارف المنفذة بطريقة الحفر على أختام خشبية , تغطى أسطح هذه الأختام بالأصباغ ثم يطبع بها على المنسوجات , على أبعاد إما متقاربة أو على أبعاد زخرفية محسوبة مسافاتها.