المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسم تاريخى تخصص الصف الثالث تخصص تجميل ولو الجلود بتدرسه تبقى غريبة



عمرو الحكيم
26-09-2010, 12:07 AM
الباب الأول
نبذة تاريخية عن العصر الإسلامى
الحضارة الإسلامية:
إن الحضارات الإسلامية كانت على مر العصور منبعاً صافياً تلجأ إليها الحضارات الغربية للإقتباس منها والتعلم من آدابها وفنونها وثقافتها بوجه عام وكانت الإقتباسات الفنية مستمرة طوال الحقبات التاريخية المتتالية , وزاد هذا عقب الحروب الصليبية بعد أن تقدم التبادل فى المعرفة والتجارة , ولاسيما بعد أن إتسعت الإمبراطورية الإسلامية وإنتشرت بثقافاتها المتعددة.
وقد إهتمت الدولة الإسلامية التي أنشأها النبي محمد)صلى الله عليه وسلم) وأستمرت تحت مسمى الخلافة في الفترات الأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة والتى كانت عبارة عن مجرد أمبراطوريات ليس لها أساس من علم ودين. فالإسلام كدين عالمي يحض على طلب العلم ويعتبرهُ فريضة على كل مسلم ومسلمة، لتنهض أممه وشعوبه. فأي علم مقبول باستثناء العلم الذي يخالف قواعد الإسلام ونواهيه. والإسلام يكرم العلماء ويجعلهم ورثة الأنبياء.
وتتميز الحضارة الإسلامية بالتوحيد والتنوع العرقي في الفنون والعلوم والعمارة طالما لاتخرج عن نطاق القواعد الإسلامية، لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وكانت الفلسفة يخضعها الفلاسفة المسلمون للقواعد الأصولية مما أظهر علم الكلام الذي يعتبر علماً في الإ لهيات، فترجمت أعمالها في أوروبا وكان له تأثيره في ظهور الفلسفة الحديثة وتحرير العلم من الكهنوت الكنسي فيما بعد، مما حقق لأوربا ظهور عصر النهضة بها. لهذا لما دخل الإسلام هذه الشعوب لم يضعها في بيات حضاري ولكنه أخذ بها ووضعها على المضمار الحضاري لتركض فيه بلا جامح بها أو كابح لها. وكانت مشاعل هذه الحضارة الفتية تبدد ظلمات الجهل وتنير للبشرية طريقها من خلال التمدن الإسلامي. فبينما كانت الحضارة الإسلامية تموج بديار الإسلام من الأندلس غربا لتخوم الصين شرقا في عهد الدولة الأموية كانت أوروبا وبقية أنحاء المعمورة تعيش في جهل وظلام حضاري.
الأزياء عند الرجال فى العصر الاسلامى
الأزياء بوجه عام من النعم الكبرى التى منَّ الله بها على فكر الإنسان ليستر بها ما انكشف من عوراتهم، ولتكون لهم زينة وجمالاً، وستر للجسد من الحياء وهذا ما ظهر جلياً فى أزياء العصر الاسلامى.
الأزياء الأساسية عند الرجال فى العصر الإسلامى:
نجد أنها تتكون اساساً من القميص والرداء والإزار والسروال والعباءة والعمامة والنعل (الحذاء). وأن تكون ثياب الرجال ساترة للعورة اى ما بين سُرَّته وركبتيه وان يراعى فيها حد الإعتدال، ولا تكون مما نُهى الرجال عن لبسه كالحرير والذهب والاَّ يقصد بها الفخر والشهرةوالتكبر والاّ َتشبه ملابس النساء. واستمرت هذه الأزياء سائدة لفترات طويلة من العصور الأولى الإسلامية، حتى أنه توجد صعوبة فى وضع نظام محدد للطرز الإسلامية، ولكن يمكن فى النهاية تصور صورة عامة للطرز السائدة فى تلك العصور بناءً على ما ورد من رسومات وأوصاف.
ويعتبر البحث فى تطور الأزياء التاريخية الإسلامية من الأمور المحببة إلى نفس الدارسين للحضارة الإسلامية، ومما هو معروف تاريخياً أن القاهرة الإسلامية على سبيل المثال كانت مركزاً هاماً جداً من مراكز إنتاج الطراز والأزياء للعالم الإسلامى كله خلال العصور التاريخية، وخاصة إبتداءً من عصور الفاطميين حتى نهاية عصر المماليك، وربما بعدها حتى نهاية القرن التاسع عشر.
أزياء الرجال فى العصر العباسى والطولونى:
كان زى الحكام المسلمين والطبقة الحاكمة المسلمة يتكون من القميص والسروال، والرداء الخارجى وهو (الجبة)، والعمامة أو القلنسوة، والعصابة والمنديل أو الطرحة التى كانت تعرف أحياناً (بالطيلسان) وقد عُرف هذا الزى من العصور الأولى للعصر الإسلامى، كما كان بعض الحكام يفضلون ارتداء غطاء الرأس المعروف عند البدو، وهو يتكون من قطعة من القماش توضع فوق الرأس ثم يلف حولها شريط مجدول يُعرف بإسم (العقال) وهذا بدلاً من ارتداء العمامة.
ولم تكن للعمامة اى دلالة طبقية حتى العصر العباسى، حيث أصبحت تدل على نظافة صاحبها، وقد أًخذ حجم العمامة يزداد كبراً تبعاً لأهمية الوظيفة، كما كان الحكام العباسيون يتميزون بإرتداء الثياب السوداء فى المواكب الرسمية وقد اتخذ هذا اللون شعاراً للدولة العباسية، ولذلك كان الحكام فى مصر خلال فترة حكمهم للدولة العباسية يرتدون هذا اللون، ولم يقتصر اللون الأسود على الرداء فقط بل شمل هذا اللون العمامة أيضاً، وانشئت فى العصر الطولونى مصانع للنسيج اطلقوا عليها إسم الطراز، وكانت توفى بحاجة ما يحتاجه الجهاز الحاكم وهداياه.
أزياء الرجال فى العصر الفاطمى:
أ‌- زى الخليفة:
تميزت مواكب الخلفاء الفاطميين بفخامة وعظمة لم تعرف من قبل فى تاريخ مصر، وقد وصف المؤرخون هذه المواكب والتى اعقبها بالتالى وصف الأزياء التى كان يرتديها الخليفة فى الاعياد المختلفة، ومن تلك الاعياد أول العام الهجرى، وعيد الفطر وعيد الأضحى، إلى جانب المواكب التى كان يذهب فيها الخليفة إلى الجوامع للصلاة.
ولقد أتى الفاطميون إلى مصر من منطقة المغرب العربى، ومعهم الموروث من حضارات تلك المناطق بالإضافة إلى ما أتوا به من حضارة الأندلس الآموية الأصل ومؤثراتها القديمة الأخرى- وكما هو معروف أن الفاطميين ينتمون إلى السيدة فاطمة الزهراء وآل سيدنا على بن أبى طالب، فقد كانوا متعاطفين مع أهل المذهب الشيعى فى فارس، وقد ظهر اثر ذلك على الأزياء وطرزها فى ذلك العصر ثم اثروا على الطرز التى سادت فيما بعد.
وقد كانت ملابس الخلفاء الفاطميين بيضاء، وكان هذا شعاراً لهم، وقد كان الخليفة يرتدى فى عيد الأضحى زياً به زخارف وقد كان الخليفة يقوم بنفسه بذبح الأضحية، وإذا عاد إلى القصر بصحبة الوزير خلع هذه الثياب واستبدلها بملابس مناسبة تصلح للجلوس على الموائد.
ويرتدى الخليفة فى عيد الفطر ثوبا طويلاً مطرزاً بزخارف مستديرة من نسيج مذهب له أهداب (فرنشات)، ويرتدى أسفل هذا الزى ثوب دبيقى حريرى، وأسفل هذا الزى غلالة منسوجة من القماش الرقيق الشفاف المطرز بالخيوط يشد على الوسط بواسطة (تكة) اى دكة مصنوعة من الحرير. وكان للخليفة غطاء رأس عبارة عن عمامة مطعمة بالجواهر. وفى المواسم الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة عظيمة تعرف بإسم(التميمة)، ويرتدى الخليفة حزاماً عريضاً يعلوه حزام آخر مطرز بالذهب، ويرتدى فى قدميه حذاء من الجلد ذو رقبة قصيرة.
ب‌- زى الوزير:
كان الوزراء يرتدون المناديل تحت حلوقهم، ويرتدون ثياباً قصيرة تسمى (الزراريع)، وهذا الثوب مشقوق من الأمام، وللفتحة أزرار وعراوى، وهذه الأزرار احياناً تكون من الذهب ومنها ما تكون من اللؤلؤ، وكان الوزير يرتدى حول وسطه طوقاً من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة وكان يرتدى أسفل الزى القصير سراولاً ينسدل بضيق عند الأقدام، أما غطاء الرأس فكان عبارة عن عمامة تتكون من منديل يلف حول الرأس ويتدلى جزء من هذه العمامة يعرف بإسم(الذؤابة).
ومن المعروف أن آحياء القاهرة الفاطمية القديمة كانت احد المراكز الأساسية المنتشرة بها حوانيت الخياطين والرسميين(وهم صناع أشغال التطريز والدندشة للملابس)- والخلعيين(اى الذين يصنعون الخلع والملابس الفاخرة)- والفرائين حيث كانت لهم سوق عرفت بسوق الفرائين يسكن فيها صناع الفراء وتجاره فعرفت بهم- وكانت فى سوق الجَّمالون الصغير(وهو مايعرف الآن بالخيامية بالقرب من الغورية) كثير من البزازين الذين يبيعون الكتان وأصناف ثياب القطن وبه عدد من الخياطين والغزالين.
وقد بلغت مصر فى العصر الفاطمى قدراً ممتازاً فى صناعة الأزياء، فقد كان يصنع للخليفة أزياء ثمينة ومزركشة بالذهب لا تصنع لغيره وتسمى(الخلعة)- والآثار التى عثر عليها وتنتمى لذلك العصر تشمل القمصان والاردية الخارجية وشيلان النطاق(وهى التى تلف حول الوسط) محلاة بأشرطة من الحرير السميك المشغول بالإبرة بمنتهى الدقة. وكان هذا التطريز يغطى أغلب السطح حتى انه لم يكن يظهر من سطح المنسوج الكتانى الاصلى نفسه سوى مساحات صغيرة جداً، وكان اهداء كسوة التشريفة (الخلعة) هو الدليل المألوف على رضا الحكام، وايضاً فى الهدايا المقدمة إلى الملوك والامراء كانت أقمشة الثياب هى فى المقام الأول ومفضلة على غيرها، وكان المشرف على الطراز من أهم وظائف الدولة وكان لزاماً على مصانعه فى أعراس الأمراء وفى المناسبات الهامة الاخرى إنتاج الآف القطع وفى أقصر وقت.

أزياء الرجال فى العصر المملوكى:
تطور الزى فى هذا العصر تطوراً كبيراً نظراً لوجود مجتمع طبقى، وقد تميز الزى بتفرقة المجتمع، وظهر هذا واضحاً فى حجم العمامة. فقد انتهى حكم الفاطميين تاريخياً عام (567هـ-1171م) وحل محله حكم الايوبيين، وهم قواد جيوش عظام اصلهم من الجركس والاتراك، فأتوا بمؤثرات فنية من منطقة المشرق العربى- وكانت مصر فى ذلك الوقت فى شغل شاغل بمقاومة الصليبين فإنتشرت الطرز العسكرية فى الأزياء بين طرز الأزياء القومية- وقد استمر حكم الايوبين لمصر قرابة ثمانين عاماً حتى عام (648هـ-1250م)حتى تحولت مصر إلى عهود المماليك فى العصر المملوكى وكانت (سوقية) امير الجيوش فى عصر المماليك ومكانها الحالى شرق منطقة خان الخليلى حتى باب النصر من أكبر اسواق القاهرة وبها عدة حوانيت وفيها الرفاؤون والرسامون (اى حوانيت التطريز)، والفراؤون، والخياطون- ومعظمها لسكنى البزازين والخلعيين الذين يصنعون الخلعة ويباع فى هذه السوق سائر الثياب المخيطة.
وقد ظهر بين المماليك مجموعة من الحكام الأقوياء أمثال بيبرس وقلاوون وابنه الناصر محمد وبرقوق وقايتباى وغيرهم- واصبحت القاهرة مركزاً حضارياً هاماً للعالم الإسلامى كله، وفيها ازدهرت الطرز والأزياء التاريخية إزدهاراً عظيماً حوالى 250 عام كاملة وظهر تأثير مصر على الطرز الإسلامية وتأثرها بالوافد إليها من ارجاء العالم الإسلامى كله، مما كان له الاثر الواضح على تنوع واختلاف طرز الأزياء بصورة ملفتة للنظر وظهرت انواع جديدة من الأزياء والطرز، وبمسميات جديدة وغريبة على الناس واذواقهم، وقد ادت مظاهر الغنى والترف إلى حد الغرابة الملفتة للنظر. وقد كانت الخصائص العامة لأزياء الرجال فى العصر المملوكى على النحو التالى:
1- الإزار: كان من الملابس الهامة وكان يضفى الوقار على من يرتديه.
2- الجبة: كان للجبة مكانة خاصة موروثة من الأسلاف وقد شاع إستعمالها بين كثير من طبقات المجتمع كالخلفاء والامراء والخطباء وغيرهم إلاَّ ان أنواع الاقمشة المستخدمة قد اختلفت تبعا لدرجة مرتديها.
3- الدراعة والرداء: نوع من الجلباب وكان الاختلاف من حيث التفصيل والحياكة.
4- العباءة: ارتداها السلاطين والشعراء ورجال الدين وقد اختلفت من حيث نوع القماش واللون.
5- القباء: شاع استخدام هذا النوع من الملابس فى العصر المملوكى، وقد تعددت اشكاله الاَّ انه عبارة عن ثوب مشقوق من الأمام وقد اتخذ زياً رسمياً لرجال الدولة.
6- الطيلسان والطرحة: يعتبران من أزياء الخلفاء العباسيين والقضاة، ولهما أنواع وألوان متعددة وتلبسان كغطاء للرأس مع أغطية اخرى للرأس سنتناولها بالشرح لاحقاً.
زى المماليك فى بداية القرن التاسع عشر:
تحول زى المماليك خلال القرن التاسع عشر (وهم المماليك الذين بقوا منهم بعد مذبحة القلعة)- فأخذوا يرتدون زياً اكثر بساطة، فإن قفطان المماليك بدلاً من ان يكون مفرط الطول اصبح ينتهى عند الحزام تقريباً، وكأنه صديرى وليس قفطان، وكان الواحد منهم يرتدى قفطانين احدهما ضيق والآخر متسع، ويضع فوقهما (السلطة) وهو ثوب عريض الأكمام جداً ينتهى عند الكوع، وكانوا يلبسون فيما عدا ذلك سروالاً من الجوخ فوق السروال الداخلى ويثبتونه عند الحزام بتكة (دكة) وقد كان كبير الاتساع ويصل طوله حتى سمانة الساق (يشبه زى محمد على باشا) وكانوا يشدون بعد ذلك حزاماً على وسطهم من الكشمير.

أزياء الرجال فى العصر العثمانى:
كان هناك اختلاف كبير بين أزياء الشعوب المختلفة التى كانت تتألف منها الامبراطورية العثمانية، وقد كانت هذه الدول تؤثر بعضها على بعض نتيجة للتجارة والاسفار والتزاوج وقد كانت الخصائص العامة لملابس الرجال فى العصر العثمانى على النحو الاتى، وهو ما كان شائعاً خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.
1- الجبة:
استخدم الرجال الجبة وكانت زياً شائعاً بين رجال ذلك العصر- وكان هذا الزى مفتوحاً من الامام وينسدل إلى الأقدام وبدون ياقة، اما الأكمام فإختلفت اطوالها، وكانت الاقمشة المستخدمة فى الجبة تختلف تبعا لمن يرتديها- وقد ارتدى الجبة جميع الطبقات (السلطان- الامراء- عامة الشعب). وهى تغطى كل من القفطان والحزام، وعند السادة والامراء كانت تبطن بالفراء الفاخر أو تصنع من الجوخ الغالى الثمن، وكانت مشقوقة من الامام وكماها واسعان واقصر من كمى القفطان قليلاً.
2- القفطان:
ارتدى الرجال القفطان اسفل الجبة واختلفت انواع الاقمشة المستخدمة فى القفطان تبعاً لدرجة الشخص الذى يرتديه، وهو قطعة طويلة مستطيلة الشكل من القماش الفاخر، وفى اغلب الاحوال كان يصنع من القماش الحرير اللماع والمقلم بأقلام رأسية متجاورة ومطرز بخيوط الذهب والذى يسمى (الشاهى أو اليلك) وكانت اطرافه محلاة بالكردون وله كمين بالغا الاتساع حتى انه يشبه (الروب) وكان يحبك من عند الوسط بواسطة دوبارتين من الكردون لعقده حتى يلتصق بالجسم- واحيانا كان يصنع من القماش الحرير السميك المخطط، واحياناً يصنع من الاقمشة القطنية.
3- الصديرى (أو الصدار):
ارتدى الرجال الصديرى فوق القميص والسروال وتعددت اقمشته فكان أحيانا يصنع من الحرير المطرز بالخيوط والفضة، وأحيانا من الاقمشة الحريرية المخططة، واحيانا من الاقمشة القطنية، وهو يشبه الصديرى المعروف حاليا فى الريف المصرى وكان طوله يصل إلى الوسط أو اسفله بمقدار بسيط، وبدون اكمام واحيانا له فتحتين جانبيتين صغيرتين، وله ياقة، وكانت اطرافه تشغل بالكردون ويزرر من عند الصدر بواسطة أزرار من الصدف أو بأزرار كروية من منسوج الكردون- وكان يصنع من قماش خفيف يغطيه من عند الصدر قماش مقلم من الحرير اللماع يسمى (الشاهى) وفى حالات كثيرة كان يثبت على جانبه جيب كبير.
4- السروال:
ارتدى السروال جميع الطبقات فى العصر العثمانى، اما طول السروال فكان يصل احيانا إلى ما بعد الركبة واحيانا يصل إلى الكعبين، واختلفت الاقمشة المستخدمة فى صناعة السروال تبعا لمركز كل شخص- وهذا السروال هو ذلك السروال التقليدى المعروف فى مصر منذ العصرالقبطى، وكان عبارة عن سروال واسع يبدأ من عند الوسط بواسطة حبكه بواسطة تكة (دكة) يتخللها دوبارة أو حبل رفيع مجدول أو مبروم، ويعقد حتى يثبت فى الوسط تماما ثم يستمر فى الاتساع حتى الركبة أو تحتها بقليل ثم يحبك على الساق بواسطة كمرة لها شريط رفيع لتثبيت فتحة الرجل للسروال على بداية الساق من اعلى، وكثير ما يبدو لزيادة اتساعه ان ارجله متصلة الفتحتين- هذا وقد شاع بعد ذلك سراويل طويلة تصل إلى نهاية الساق وهى متسعة الارجل ايضا وتثبت بآخر الساق بنفس طريقة السروال القصير السابق.
5- القميص:
استخدم الرجال القميص باكمام طويلة وعريضة، وكان يصنع من قماش التيل الرقيق أو الكتان أو الحرير أو الموسلين أو الصوف وأختلفت ألوانه- وكان القميص خلال العصور الإسلامية بالنسبة للاغنياء والامراء ورجال الدين مبالغاً فى اتساعه، واتساع اكمامه ويصل طوله إلى نهاية الساق تقريبا.
6- الحزام:
كان الوسط يضم بحزام وكان غالباً ما يستخدم الحزام فوق القفطان، وكان يصنع الحزام فى الغالب من الحرير الفاخر ويطوى عدة طيات حتى يصبح فى عرض كف اليد المفرودة تقريباً، ثم يلف حول الوسط عدة لفات ثم يحبك بطى طرفه العلوى الاخير ناحية الجانب الأيمن بثنى حرفه إلى الداخل.
7- البنش:
وكان يلبس فوق الجبة وكماه واسعان جداً وطويلان ومشقوقان فى نهايتهما، ولا يلبس الاَّ فى الحفلات، ويختص رجال الشريعة والعلماء بلبسه دون سائر الناس- أما (كرك السمور) التركى فهو عبارة عن معطف من الحرير أو الجوخ لا يرتديه إلا اصحاب المراكز الشرفية العالية، ويكون محشواً بفراء السمور، ويعد من أمارات الشرف ورفعة القدر ولا يرتديه إلا العلماء، وإذا عين احداً من الموظفين فى مركز خطير ذو شأن فإن علامة التقليد له فى هذا المنصب إلباسه كركاً من السمور.

8- الأحذية والجوارب:
كانت الجوارب القطنية صيفاً والجوارب الصوفية شتاءً، وكانت الأحذية من الجلد السميك ويرتدى الرجل اسفله حذاء آخر من الجلد الرقيق حتى كان الرجل يخلع الحذاء الخارجى عندما تطأ قدميه السجادة.

الأزياء التركية (العثمانية)
بدأت التأثيرات الحضارية التركية الإسلامية فى الظهور اواخر الدولة العباسية حين وفدت قبائل تركمانية متعددة على اسيا الصغرى بمؤثراتها التركية والجركسية واحيانا المغولية- وقد تأثرت تلك القبائل فى اوائل عهدها بما هو سائد خلال العصر العباسى بالعراق وفارس وبلاد الشام بالاضافة لما هو موروث من فنونهم وتراثهم القديم. ولكن التلاحم الاكبر كان بين المؤثرات الحضارية الفارسية حتى وانه يمكن القول بأن التراث التركى فى اغلبه كان فارسى الأصل مع وجود التأثيرات الإسلامية العراقية والشامية والمصرية بالاضافة إلى مؤثرات وافدة ايضا من الشمال المتمثل فى الدول الاوروبية المجاورة لهم مثل ارمينيا وبلغاريا وألبانيا وروسيا، وتداخلت وتفاعلت هذه المؤثرات فيما بينها مما نتج عنه فى النهاية الطابع التركى الذى تجلى خلال العصور العثمانية فى تركيا.
وكان الاتراك شعباً محباً للفتوحات وميالاً للطابع العسكرى، فسرعان ما ورثت الدولة العثمانية التركية الحضارة الإسلامية كلها، واصبحت القسطنطينية أو استنبول فيما بعد حاضرة فى العالم الإسلامى كله مما كان له آثاره على شتى صور الحياة فى الامبراطورية العثمانية فإنعكس ذلك بوضوح على ازياء وطرز الدولة التركية فظهرت آثار الفخامة والترف على هذه الأزياء- فإذا اردنا ان نصف الأزياء العثمانية التركية بصورة عامة فيمكن القول ان الموروث لهذه القبائل قد تطور خلال الحضارة الإسلامية بتأثيرات اغلبها من بلاد فارس، وجانب منها من العراق العباسية والشام ومصر بالاضافة إلى اوروبا القريبة منها.
ويمكن القول ايضا ان الأزياء التركية هى أقرب ما تكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو السيدات وأنهم بالغوا فى إظهار آثار البذخ والترف والفخامة وخاصة احزمة الرجال التى تنوعت فيها زيادات أغمدة السيوف والخناجر والغدارات (الطبنجات)، وبصفة عامة فإن السائد فى أزياء الرجال والسيدات ما هو معروف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى والذى يمكن تلخيصه فى الآتى:
1- السراويل:
عرفت كل أنواع السراويل الإسلامية- بالنسبة للرجال وان كان الرجال يفضلون السروال المعروف فى بلاد الشام بفرط سعته وهبوط حجره إلى الركبتين واحيانا إلى ما تحتهما حتى منتصف الساقين تقريباً.
2- القمصان:
عرف الرجال إرتداء عدة أردية من القمصان السفلى ويقل إرتفاع كل ما يليه وهكذا.

3- الصدارى:
لبسوا الصدارى بدون ياقة وبدون اكمام، واحيانا ارتدوا أكثر من صدارى فوق بعضهم البعض.
4- الحزام:
كان أهم ما إرتدوه فوق القمصان والسراويل بالنسبة للرجال.
5- العباءة:
ربما إرتدوا أكثر من عباءة وكان لكل واحدة منها إسماً وطرازاً مميزاً كما عرفوا تلك العباءة القريبة الشكل بطراز البالطو أو التونيك الإوروبى.
6- الأحذية والأخفاف:
تشابهت أخفاف الرجال، بمثيلاتها التى شاعت فى الحضارة الإسلامية مع الموروث من شكل أخفافهم وأحذيتهم التركمانية الأصل.

الزى الشامى
تقع بلاد الشام (التى تتكون حالياً من سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين) بين دول محيطة بها فى آسيا الصغرى (تركيا) من الشمال، وبلاد ما بين النهرين (العراق) من الشرق، وشبه الجزيرة العربية (السعودية) من الجنوب، و(مصر) من الجنوب الغربى- وهى بلاد ذات تراث وتقاليد عريقة، فإذا تخيلنا إنها بتراثها وحضارتها ستتفاعل ويتداخل تراثها مع تراث وحضارة جيرانها من الدول الأخرى فعلينا أن نتوقع أن يكون لها طابعاً خاصاً فى أزياء شعبها مؤثراً ومتأثراً بما حولها- وإذا أضفنا إلى ذلك أن بلاد الشام تجمع بين السهول الساحلية والسهول الداخلية الضيقة التى تجرى فيها أنهار والمرتفعات والمناطق البدوية والمناطق الحضارية فستكون النتيجة أزياء أكثر فى التنوع.
وإذا كانت بلاد الشام من الوجهة التاريخية خاصة خلال العصور الإسلامية كانت شديدة التفاعل مع كل المؤثرات التاريخية حيث شهدت على أرضها نشأة وإزدهار الحضارة الأموية الإسلامية التى وصلت دولتها وقتئذ من حدود الهند وبلاد ما وراء النهر شرقاً إلى المغرب والأندلس غرباً، وكانت دمشق عاصمة كل هذه الإمبراطورية الإسلامية وكانت على صلات مستمرة لا تنقطع بجيرانها وخاصة مصر والعراق فبذلك يكون لأزيائها الوطنية والتاريخية رصيداً كبيراً.
وسنتعرض بإيجاز وبوجه عام لهذه الأزياء التاريخية وبذلك يتكون الطراز الشامى للرجال عامة من الآتى:
1- السروال:
إنتشر السروال الواسع الطويل تقريباً فى كل أرجاء بلاد الشام خلال عهودها التاريخية، وأغلب طرزه ما كانت متسعة الأرجل بصورة ملحوظة ثم تحبك نهايتها عند بداية القدم إما بكمرة صغيرة بأزرار او برباط رفيع، وكان يصنع إما من قماش متين أو من الحرير بالألوان الزاهية الفاتحة، وأحياناً من صوف الغنم أو أشعار الماعز أو وبر الجمال- وكان سروال الرجال عادة كبير الإتساع ذى (حِجْر)كبير متسع يصل هذا الحِجْر حتى الركبتين وأحياناً إلى ما تحت ذلك، وكان فى الغالب من اللون الإسود أو الأبيض، وكان لبعض هذه السراويل جيوب كبيرة فى جانبيه.
2- القميص:
إستخدم الرجال القميص أيضاً بأكمام واسعة وطويلة وكان يُلبس فوق السروال، بعضه قصير يصل إلى بداية الساقين وبعضه يصل إلى منتصف الساقين وبعضه يصل إلى نهايتها حتى يغطى السروال بكامله، وغالباً ما يكون للقميص فتحتين جانبيتين طويلتين، وأكمامه واسعة و طويلة وليس له ياقات وله فتحة (تقويرة) للرقبة وقبة صغيرة أحياناً تقفل بالأزرار أو بواسطة الكردون، وتوشى أطراف أكمامه ونهايته وحول العنق والصدر بتوشيات الزخارف الإسلامية الهندسية أو وحدات نباتية محورة تنتمى لزخارف (مدرسة مصر والشام)
3- الحزام:
يختلف شكل الحزام تبعاً لإختلاف المناطق والعصور التاريخية، فأحياناً يكون رفيعاً وأحياناً يكون عريضاً. وكان يصنع من الحرير الفاخر الموشى بالمنمنمات وأشغال التطريز بالخيوط الملونة والمقصبة.
4- العباءة:
إستخدمت العباءة وكانت طويلة حتى الأرجل وبأكمام واسعة، وكانت العباءة تعقد تحت الرقبة أو ناحية أحد الأكتاف.
5- الصدارى:
غالباً ما كان بدون ياقة أوأكمام وبدون أزرار، وقصير وبلون مختلف عن لون القميص والسروال وملئ بالزخارف والتطريز، ويصنع من الحرير أو الجوخ.
6- الأخفاف والأحذية:
تتنوع بين الصندل الخفيف والخف الرقيق ذى المقدمة المرتفعة- كما توجد أنواعاً من الأحذية الثقيلة ذات الجلد السميك بعضها يصل إلى جزء من الساق (مثل حذاء برقبة) وبعضها أعلى فى الإرتفاع يصل إلى نهاية الساق- وهو من الجلد الطبيعى اللامع ومنه ما كان مبطن من الداخل بشعر وفراء الحيوانات. ويقفل بواسطة أزرار أو بأربطة قوية تتقاطع مع بعضها فى شكل زخرفى يشبه حرف (X) الإنجليزى، ووجدت قطع من الجلد الإسود اللامع المصقول يرتديها الرجل حول الساق وتحبك عليه قبل إرتداء الأحذية السوداء المتينة.


فإن طابعها المحلى والقومى لا بد وأن يكون عميقاً من الناحية الفنيه والحضاريه.وبالتالى ينعكس أثره على أزياء شعبها وتقاليده فى هذا الشأن.
ونظراً لأن الحضاره الإسلامية الهندية إنتشرت على مساحه بالغة الطول والإتساع حيث إستقرت فى أقصى الشمال الشرقى (منطقة دولة بنجالاديش حالياً) وأقصى الشمال الغربى (منطقتى كشمير , ودولة باكستان حالياً) فعلينا أن نتوقع إختلافات ملحوظة بين الطرز والأزياء التى سادت الهند خلال العصور التاريخية الإسلامية فيها.
لذلك يكون من الأفضل تقديم صوره موجزه وعامة عن هذه الطرز , وأهم هذه الطرز العامة ما يلى:
1- بالنسبة إلى الطرز الوطنية المحلية القديمة فى بلاد الهند فقد رفضت الديانة الإسلامية الهندية منها مبدئى: سفور الوجه وظهور بطن السيده عارياً من خلال أزيائهن الوطنية.
2- رفض إرتداء الشعارات وقطع الصياغة التى لها صله بالمعبودات والأساطير الهندية والدينية القديمه.
3- طورت كثير من طرز الملابس التقليديه القديمه إلى طرز تقليديه جديده حافظوا عليها , ومن ثم سادت وإنتشرت فى مناطق أخرى خاصه مناطق جنوب شرق آسيا.
4- تأثرت الأزياء الهندية تأثراً كبيراً بالطرز الفارسيه والعربيه والإسلاميه وخاصه تلك التى كانت سائدة خلال الدوله العباسية.
5- مع ذلك ظهر ما يشبه نوع من الإزدواج بين الطرز القومية فى بلاد الهند الإسلامية , فظهر نوع وليد التراث القديم السابق التنويه عنه , وطراز فنى هو عبارة عن طراز إسلامى خالص شبيه بالسائد فى مصر خلال العصر المملوكى على سبيل المثال.
لذلك سوف لا نتعرض إلى هذا الأسلوب الثانى فى الطرز التاريخية الهندية إلى ما قدم عنه عند الحديث عن الطرز المصرية فى العصر المملوكى وسنكتفى بعرض الطرز التى إنبثقت عن آثار الدين الإسلامى ومؤثراته على الموروث من الحضاره الهندية القديمة. وسوف نقدمها فى إجمالى موجز على النحو التالى:
1- السروال:
عرف السروال فى الهند منذ بواكير حضارتها وإستخدم منه عدة طرز وأنواع منها:
‌أ- السروال المتسع العريض من عند الوسط الذى يصل طوله إلى ما فوق الركبة أو تحتها بقليل , ثم تجمع بعقدة من الأمام فيكوِّن ما يشبه البليسيه الذى يتجمع مركزة عند مقدمة البطن (أسفل صرة البطن قليلاً) ويكون هذا السروال عادة من الأقمشة الخفيفة سواء كانت من الحرير أو القطن , وقد يزين مقدمة البطن حزام يثبت هذا السروال قد يكون من سلاسل النحاس أو الذهب وعند مقدمة البطن حلية كالبروش مرصعة بالفصوص والمجوهرات , وغالب الأمر يكون هذا السروال من الألوان الزاهية فاتحة الدرجات.
‌ب- سروال عادى طويل وواسع ينتهى طوله حتى أسفل الركبة وتزخرف نهايته عند الأرجل بصف أو أكثر من الكرانيش.
‌ج- سروال طويل حتى نهاية الساقين يبدأ واسعاً من عند الوسط ثم يأخذ فى الضيق حتى يلتصق بآخر الساق.
‌د- سروال طويل واسع من عند الوسط ويضيق قليلاً كلما إتجه إلى أسفل ويشبه البنطلون العادى.
2- الإيزار:
قد يستبدل هذا السروال بإزار من القماش يأخذ أشكالاً متنوعة مثل:
أ‌- إزار قصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل أو عندها او تحتها بمسافة قليلة يلتف إما بصورة عادية حول الوسط او يجمع على شكل عقدة عند منتصف البطن حتى يكون تلك الكسرات التى عرفت عن السروال شبيهه , ومما يجدر ذكره أنه كثيراً ما يكون فوق مثيله من هذه السراويل.
ب‌- إزار طويل حتى يصل إلى نهاية الساقين ويجمع عند مقدمة الوسط كالإزار القصير السابق ومما يجدر ذكره أن مثل هذا الطراز كان له شبيه سائد فى منطقة جنوب شرق آسيا خاصة فى ماليزيا وأندونيسيا.
3- القميص:
كان القميص العادى المتوسط الإتساع بأكمام طويلة متسعة وبعضه يصل طوله إلى منتصف الساقين , والبعض الآخر يصل طوله إلى ما بعد الساقين , وأحياناً يكون له فتحتين طويلتين جانبيتين , وليس له ياقة أو له ياقة رفيعة قصيرة تحيط بالعنق , ولها قبة غالباً ما تغلق بأزرار صغيرة , وقد يحيط بالرقبه وعند نهاية الأكمام كنار أو أكثر بزخارف هندية من أوراق النبات أو الزهور.


4- الحزام:
إحياناً يرتدى الحزام فوق القميص أو يلبس القميص بدون حزام وإستخدمت الأحزمة المصنوعة من الحرير بألوان زاهية أو فاتحة أو منقوشة.
5- الصدارى:
فى الحالات التى يتم فيها لبس الحزام يفضل إرتداء صدارى قصير , وأن يصل طوله حتى فوق الوسط وفى هذه الحالة يكون فوق الحزام , أو أن يكون صدارى متوسط الطول وفى هذه الحالة يفضل وضع الحزام فوقه , وبعض الصدارى بدون أكمام والبعض الآخر يكون له نصف كم واسع , وأغلب الصداريات تكون بلون مخالف عن لون كل من الحزام أو السروال أو الإزار.
6- البالطو:
هذا الزى يستخدمه الرجال الهنود أكثر من إستخدام النساء له , وهو يشبه البالطو الأفرنجى الطويل وله ياقة صغيرة حول الرقبة ويزرر من الأكمام بالأزرار.


الأزياء عند النساء فى العصر الإسلامى
لو نظرنا للأزياء عند النساء فى العصر الإسلامى نجد أنها تعبر عن موقف متشابه فى جميع العهود الإسلامية حتى لو وصلنا إلى المجتمع الحديث , لأن قواعد الإسلام فى الزى والملابس للنساء تستهدف فى المقام الأول ستر العورة المتعارف عليها بلا سعى لإظهار مفاتن الجسم , ومن ناحية أخرى لا تستهدف التباهى الزائد عن الحد. ولكن الأزياء الإسلامية للنساء تبيح لهن إظهار زينتهن وجمالهن.
ولقد ذكرنا أن اللباس الإسلامى بدأ منذ العصر الإسلامى الأول فى إستخدام القميص والرداء والإزار والسروال والعباءة والعمامة والنعل فزاد عليه النساء لبس الخمار الذى تغطى به الرأس والعنق , ولبس الجلباب والدرع الذى تغطى به البدن والرجلين , وذلك بغرض أن تستر كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها وهذه خصائص مميزة لأزياء المرأة فى العصر الإسلامى بالإضافة إلى أن تكون ثيابها فضفاضة بحيث تستوعب جميع أجزاء البدن , وألا تبرز شيئاً منه أو تجسده وخاصة مواضع الفتنة , وأن تكون الثياب سميكة بحيث لا تشف فيظهر ما تحتها من الأعضاء , كما أن الزى مطلوب أن يرخى قليلاً فى الذيل بقدر معقول حتى لا تنكشف قدم المرأة , وألاّ تتشبه فى ثيابها بملابس الرجال. وقد أبيح للمرأة ما يناسب أنوثتها من إرتداءه كالحرير والذهب.
تلك هى الخصائص العامة لأزياء النساء فى العصر الإسلامى بمختلف عهوده , ولكن كما سنتعرف لاحقاً سنجد بعض الإختلاف فى أزياء النساء طبقاً للعصور الإسلامية المختلفة ومع إختلاف المناطق التى ظهر فيها الإسلام. مما أدى إلى إختلاف طرق وأساليب إرتداء الأزياء , وقد سادت طريقة إرتداء النساء لأزيائهن وظلت متشابهة كما ذكرنا فى الخصائص العامه السابقة إلى أن بدأ يظهر لكل عصر خصائصه المميزة.
أزياء النساء فى العصر الفاطمى:
1) السروال: كان طويلاً وينسدل إلى الأقدام , وكانت للسروال تكة (دكة) تصنع من الحرير المطرز بالجواهر أحياناً.
2) القميص: كان القميص يلتصق بالجسد وأحياناً يزخرف القميص ببعض الكتابات الشعرية.
3) الثوب: كانت السيدة ترتدى فوق القميص ثوباً قصيراً أو طويلاً وكانت أكمام الثوب واسعة وفضفاضة.
4) الحزام: كانت المرأة تضم وسطها بحزام طويل من قماش الحرير , ويربط فوق الثوب بحيث ينسدل من الأمام.
أزياء النساء فى العصر المملوكى:
1- الملاءة أو السبلة:
كانت المرأة تلف نفسها بها , وكانت واسعة وفضفاضة , وقد عرفت بأسماء متعددة منها (المرط – اللحفة – الإزار) وكانت بيضاء اللون بالنسبة للنساء المسلمات , أما النساء المسيحيات واليهوديات فإرتدنها بألوان متميزة.
2- الثوب والرداء:
من الملابس الخارجية التى كانت شائعة فى ذلك العصر.
3- الزنار:
كان من الملابس الشائعة للنساء المسيحيات واليهوديات , وكان يفرض عليهن أحياناً.
4- القباء:
كان من الملابس الخارجية للنساء وهو عبارة عن ثوب طويل له كمان طويلان ويكون مفتوحاً من الأمام , ويثبت عادة على الوسط بنطاق (حزام) وكان هذا من ملابس المرأة المسلمة.
وقد حدث أن إتسعت ملابس السيدات فى عهد السلطان برقوق وبالغن فى ذلك إلى حد الإفراط الغريب حتى أن القميص زاد إتساعه وطوله , وطول أكمامه جداً ثم تطوى الزيادة وتكشكش عند الذراع حتى تظهر اليد بصعوبة , إلى أن أمر السلطان حسن سنة 751هـ بتحديد طول وإتساع القميص للنساء , كما أمر يشبك الجمالى محتسب القاهرة فى عهد السلطان قايتباى بأن يُنادى بألاَّ تلبس النساء العصابة والمقتزعة (أى القصيرة) من الحرير وألاَّ يكون طولها أقل من ثلاثة أذرع وان تكون مختومة من الجانبين بخاتم السلطان , وأرسل المحتسب نوابه إلى الأسواق وبث عيونه فى المجتمعات العامه , فإذا عثر أحدهم على إمرأة تلبس هذا النوع الذى حرمته الحكومة , أهينت وعلقت العصابة فى عنقها على مرأى من الناس , فكان من أثر ذلك أن إستجابت السيدات لأمر المحتسب ولبسن العصائب الطوال إذا ما خرجن من بيوتهن.
الأزياء التركية (العثمانية):
يمكن إعتبار أن الأزياء التركية هى أقرب ما تكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو النساء وأنهم بالغوا فى إظهار آثار البذخ والترف والفخامة. وكما ذكرنا من قبل فإن السائد فى أزياء الرجال والسيدات متشابه مع ما هو معروف فى شتى أنحاء العالم الإسلامى كما يلى:
1- السروال:
عرفت النساء التركيات كل أنواع السراويل الإسلامية , ولكنهن فضلن السراويل المتسعة حتى نهاية الساقين.
2- القميص:
عرفت النساء التركيات إرتداء عدة أردية من القمصان السفلية , أطولها من تحت ويقل إرتفاع كل ما يليه وهكذا.
3- الصدارى:
لبسن الصدارى بدون ياقة وبدون أكمام , وإرتدين أحياناً أكثر من صدارى فوق بعضهم البعض.
4- الحزام:
كان الحزام من أهم ما يرتدينه النساء فوق القمصان والسراويل.
5- العباءة:
إرتدى النساء التركيات أكثر من عباءة , وكان لكل واحدة منها إسماً وطرازاً , كما عرفن العباءات قريبة الشكل بطراز البالطو أو التونيك الأوروبى.
6- الأخفاف والأحذية:
تشابهت أخفاف النساء بمثيلاتها التى شاعت فى الحضارة الإسلامية مع الموروث من شكل أخفافهن , وأحذيتهن التركمانية الأصل.

الزى الشامى للنساء
1- السروال:
كانت كل أرجاء بلاد الشام تستعمل السروال للنساء كما عند الرجال , وقد إنتشر السروال الواسع الطويل , وكان متسع الأرجل وتحبك نهايتها عند بداية القدم إما بكمرة صغيرة بأزرار أو برباط رفيع , وصنع السروال من قماش متين او من الحرير وملون بألوان زاهية فاتحة , وأحياناً من صوف الغنم او من أشعار الماعز أو من وبر الجمل.
2- القميص:
ترتدى أغلب الشاميات قمصان فوق السروال بعضه قصير يصل إلى بداية الساقين , وبعضه يصل إلى منتصف الساقين , وبعض إلى نهايتها حتى يغطى السروال بكامله , وفى أغلب الأحوال له فتحتين جانبيتين طويلتين , وأكمامه واسعة وطويلة وليس له ياقات وله فتحة (تقويرة) للرقبة وقبة صغيرة أحياناً تقفل بواسطة الأزرار وأحياناً بواسطة الكردون , وتوشى أطراف أكمامه ونهاية الرداء وحول العنق والصدر بتوشيات الزخارف الإسلامية أغلبها هندسى من سلاسل ووحدات نباتية محورة تنتمى إلى زخارف مدرسة مصر والشام.
3- الحزام:
يختلف شكله تبعاً لإختلاف المناطق والعصور التاريخية , فأحياناً ما يكون رفيعاً وأحياناً يكون عريضاً. والوصف التاريخى يدل على أنه كان من الحرير الفاخر , الموشى بالمنمنمات وأشغال التطريز بالخيوط الملونة والمقصبة.
4- العباءة:
تغطى السيدة الشامية نفسها بحيث تغطى العباءة رأسها وكتفيها , وأحياناً تكون العباءة قصيرة حتى نهاية الظهر , وبعضها بأكمام واسعة مبالغ فيها حتى يصل طول أكمامها لقرب الأرض , وبعض العباءات كان يتعدى طولها الأرجل وتجر أذيالها على الأرض , وكانت العباءة تعقد تحت الرقبة أو ناحية أحد الأكتاف كأنها (تونيك) وبعضها يشبه (البالطو) ولكن بأكمام متسعة جداً ولكنها أقصر قليلاً من طول أكمام القميص.


5- الصدارى:
غالباً ما يكون بدون ياقة أو أكمام وبدون أزرار , وأغلبه قصير يصل إلى منتصف الحزام , وعادة ما يكون بلون مخالف للون القميص والسروال و ويعتبر الصدارى من أغنى قطع الزى بالزخارف والتطريز والدندشة , ويصنع من الحرير أو الجوخ وتلعب فيه زخارف التذهيب والتطريز الدور الأساسى فى زخرفته.
6- الأخفاف والأحذية:
تتراوح بين الصندل الخفيف ذى السيور , والخف الرقيق ذى المقدمة المرتفعة , وبعضه يغطى كعب القدم وبعضه يتركه عارياً , وأغلب هذه الأخفاف من النوع الرقيق , وطرز كثيرة منها ذات وجه مزخرف إما بالسيور وجدائل الجلد الرفيع الرقيق وإما مزخرف بأشغال التطريز وبعضها موشى بالأسلاك الذهبية والقصب.
كما توجد طرز من الأحذية ثقيلة وذات الجلد السميك اللامع بعضها يصل إلى جزء من الساق ويسمى حذاء برقبة إما أن يقفل بواسطة أزرار أو بأربطة قوية تتقاطع مع بعضها فى شكل زخرفى يشبه حرف (X) الإنجليزى , وبعض هذه الأحذية بالغ الإرتفاع حتى يصل إلى نهاية الساق ومن الجلد الطبيعى اللامع المتين أو المصبوغ بلون قاتم , كما وجدت منه طرز مبطنة من الداخل بشعر وفراء الحيوانات , ووجدت قطع من الجلد الأسود اللامع المصقول تُرتدىَ حول الساق وتحبك عليه قبل إرتداء الأحذية السوداء المتينة.


الأزياء الهندية الإسلامية للنساء
ذكرنا أن الهند قبل دخول الإسلام بها كانت مهداً لحضارات تاريخية ودينية قديمة , ثم دخلها الإسلام منذ أوائل الدولة الأموية وإنتشر بصورة أكبر خلال الفتح المغولى الإسلامى , وبذلك إنتشر الإسلام فى الهند فى المناطق الشمالية شرقاً وغرباً. وقد أخذ المسلمون فى الهند من تراثهم القديم ما يتفق مع دينهم ونبذوا ما لا يتفق مع الإسلام.
ومن الخصائص العامة للملابس والأزياء الهندية الإسلامية:
1) رفضت الديانة الإسلامية فى الهند مبدأ سفور الوجه وظهور بطن وظهر السيدة عارياً من خلال أزيائهن الوطنية.
2) رفض إرتداء ما له صلة بالمعبودات والأساطير الهندية والدينية القديمة.
3) تطورت طرز الملابس والأزياء من الطرز القديمة التقليدية إلى طرز جديدة حافظن عليها.
4) ظهر تأثير الأزياء الهندية الإسلامية بالطرز الفارسية والعربية خاصة التى كانت سائدة خلال الدولة العباسية.
5) ظهر ما يشبه الإزدواج بين الطرز القومية فى بلاد الهند الإسلامية وطراز إسلامى شبيه بالسائد فى مصر خلال العصر المملوكى.
وبالتالى كانت الطرز التى ظهرت تباعاً لآثار الدين الإسلامى ومؤثراته من الحضارة الهندية القديمة , فكانت الأزياء الهندية الإسلامية للنساء يمكن إيجازها فى الآتى:
1- السروال:
عرف السروال فى الهند منذ ظهور حضاراتها وإستخدام النساء منه عدة طرز وانواع مثل:
‌أ- السروال المتسع العريض من عند الوسط الذى يصل طوله إلى ما فوق الركبة أو تحتها بقليل , ثم تجمع أرجل السروال بعقدة من الأمام فيكوِّن ما يشبه (البليسيه) الذى يتجمع مركزه عند مقدمة البطن (أسفل صرة البطن قليلاً) ويكون هذا السروال عادة من الأقمشة الخفيفة من الحرير أو القطن , وقد يزين مقدمة البطن حزام يثبت هذا السروال قد يكون من سلاسل النحاس أو الذهب وعند مقدمة البطن حلية مرصعة بالفصوص والمجوهرات , وغالباً ما يكون هذا السروال من الألوان الزاهية فاتحة الدرجات.
‌ب- سروال عادى طويل وواسع فينتهى طوله أسفل الركبة وتزخرف نهايته عند الأرجل بصف أو أكثر من الكرانيش.
‌ج- سروال طويل حتى نهاية الساقين يبدأ واسعاً من عند الوسط ثم يأخذ فى الضيق حتى يلتصق بآخر الساق.
‌د- سروال طويل واسع من عند الوسط ويضيق قليلاً كلما إتجه إلى أسفل ويشبه البنطلون العادى.
2- الإيزار:
قد يستبدل هذا السروال السابق بإزار من القماش يأخذ أشكالاً متنوعة مثل:
أ‌- إزار قصير يصل إلى ما فوق الركبة بقليل أو عندها او تحتها بمسافة قليلة ويلتف إما بصورة عادية حول الوسط , او يجمع على شكل عقدة عند منتصف البطن حتى يكون تلك الكسرات التى عرفت عن السروال شبيهه والجدير بالذكر أنه كثيراً ما يكون فوق مثيله من هذه السراويل.
ب‌- إزار طويل حتى يصل إلى نهاية الساقين ويجمع عند مقدمة الوسط كالإزار القصير السابق و والجدير بالذكر أن مثل هذا الطراز كان له شبيه سائد فى منطقة جنوب شرق آسيا وخاصة فى ماليزيا وأندونيسيا.
3- القميص:
كثيرات من سيدات الهند فضلن إرتداء القميص العادى المتوسط الإتساع ذو الأكمام الطويلة المتسعة , بعضه قد يصل طوله إلى منتصف الساقين , والبعض الآخر يصل طوله إلى ما بعد الساقين قليلاً , وأحياناً ما يكون له فتحتين طويلتين جانبيتن , وليس له ياقة وأحياناً ما تكون له ياقة رفيعة قصيرة تحيط العنق , ولها قبة غالباً ما تغلق بواسطة أزرار صغيرة , وقد يحيط بالرقبة وعند نهاية الأكمام كنار أو أكثر بزخارف هندية تقليدية من أوراق النبات أو الزهور.
4- الحزام:
فى كثير من الحالات ترتدى النساء حزام فوق القميص , وفى حالات أخرى توجد طرز لا تستخدم هذا الحزام فوق القميص , والحالات التى يستخدم فيها الحزام إما أن يكون مع قميص أو مع صدارى قصير ومتوسط الطول , وتوجد أنواع من الأحزمة بعضها من الحرير ذو الألوان الزاهية الفاتحة وبعضها من الحرير المنقوش , وطرز أخرى من الشيلان ذات الشراشيب الرفيعة المشهورة بإسم (الشال الكشمير)
5- الصدارى:
فى الحالات التى يتم فيها لبس الحزام يفضل النساء إرتداء صدارى قصير , إما أن يصل طوله حتى فوق الوسط وفى هذه الحالة يكون فوق وأعلى الحزام , أو أن يكون صدارى متوسط الطول وفى هذه الحالة يفضل وضع الحزام فوقه , وبعض الصداريات بدون أكمام والبعض الآخر يكون له نصف كم واسع , وأغلب الصداريات تكون بلون مخالف عن لون كل من الحزام أو السروال أو الإزار.
6- السارى (السارى الهندى):
وهو أهم طراز فى ملابس السيدة الهندية , ويتفنن فى أشكاله وطرزه , وهذا هو الزى الأخير الذى يغطى ما تحته من أزياء , وغالباً ما يكون من الحرير الرقيق الفاخر أو من قماش قطنى رقيق , وألوانه زاهية جميلة يغلب عليها الدرجات اللونية الفاتحة , وقد تكون أطرافه موشاه بالخيوط الذهبية المقصبة , وبعضه مطبوع بالزخارف أو أشكال ووحدات النباتات على الطراز الهندى المشهور , وسارى السيدة الهندية المسلمة يلتف حول جسمها كله ويغطى رأسها وعنقها وذراعيها ولا يظهر إلاَّ وجهها.
7- البالطو:
يوجد نوع من الأزياء يمكن ان ترتديه السيدة الهندية وهو منتشر أحياناً بين السيدات كبيرات السن أو ذات المقام الرفيع , وهو شبيه بالبالطو الأفرنجى الطويل , وله ياقة صغيرة حول الرقبة ويزرر من الأكمام بالأزرار , وفى حالة إستخدام البالطو عند السيدات لا ترتدينه تحت السارى بل يكتفى بالقميص والحزام , وتكون أكمامه واسعة , وقد تزخرف أطرافه السفلية بكنار من الزخارف الهندية المقصبة بخيوط الذهب والفضة. وجدير بالذكر أن إستخدام السيدات الهنديات للبالطو كان أقل من إستخدام الرجال له.

أدوات الزينة والحلى
فى العصر الإسلامى
الزينة كانت فى العصر الإسلامى تخص الرجال والنساء , مع الوضع فى الإعتبار أن ما يخص الرجل كان فى حدود أضيق من النساء. ولكن الزينة بالنسبة للنساء أمر فطرى لأنها تهتم بزينتها بفطرتها وطبيعتها الأنثوية , وقد إهتمت النساء بأمر زينتهن إهتماماً كبيراً حتى أن الإسلام أباح للنساء من الزينة ما لم يبح للرجل كالحرير والذهب وذلك لتلبية نداء الإنوثة لديها.
كانت الزينة فى العهود الإسلامية الأولى متباسطة فى وسائلها فكانت تركز على تزيين وتجميل وزخرفة الملابس وأغطية الرأس وزخرفتها بالزخارف المنقوشة أو تطعيمها بالأحجار الكريمة أو الجواهر , إلى أن ظهرت تدريجياً صناعة الحلى وأدوات الزينة خاصة النسائية منها. ويمكننا التسلسل فى العصور الإسلامية من حيث إستعمال أدوات الزينة والحليات بعد العهود الإسلامية الأولى كالآتى.
أدوات الزينة والحلى فى العصر الفاطمى:
كان الخليفة فى العصر الفاطمى يهتم بالزينة فى زخارف المنسوجات وفى تزيين العمامة المطعمة بالجواهر وفى المواسم الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة كبيرة تعرف بإسم (التميمة) , كذلك كان يلبس حزاماً عريضاً يعلوه حزام آخر مطرز بالذهب , وكان الوزراء يلبسون ملابس بأزرار تصنع من الذهب أو تكون من اللؤلؤ , وكان الوزير يرتدى حول وسطه طوقاً من الذهب المرصع بالأحجار الكريمه.
ومن أبرز إهتمامات الفاطميين التى سادت فى العصر الفاطمى لتزيين وتجميل الأزياء إستعمال الوحدات الزخرفية من الكتابات الزخرفية التى تذكر إسم الخليفة التى نسجت فى عهده , أو بعض الآيات القرآنية الصغيرة , أو الأمثال , والأشكال المحورة لتفريعات نباتية زخرفية , وكانت على شكل أشرطة وكنارات أو على شكل جامات وحواشى صغيرة , كما إشتملت على أشكال طيور وحيوانات ذات طابع زخرفى أو على شكل نسور مزدوجة , أو طواويس متقابلة أو فهود , كما كانت أحياناً ما تغطى بما يسمى أحجبة على شكل مثلثات ومعينات هندسية متناثرة بنظام زخرفى على سطح المنسوج.
وكانت النساء تزين العصبة التى كانت تلف حول الطرحة وترصعها بالجواهر النفيسة.
أدوات الزينة والحلى فى العصر المملوكى:
إستخدمت فى العصر المملوكى زخارف ذات صبغة فارسية وصينية أو قوطية , وظهرت زخارف الرخ وهو طائر طويل الذيل فى منحنيات متموجة كثيرة مملوئة بوحدات زخرفية محورة أغلبها من النباتات والزهور , كما ظهرت زخارف حيوان التنين الخرافى الزخرفى وما يغطى جسمه من قشور وزخارف ذات أثر صينى وفارسى واضح , وكثرت أشكال وتنويعات الزهور ذات الأثر الفارسى والصينى تتصف بالإزدحام فى التفاصيل , وعلى الرغم من التأثر بالمؤثرات الشرقية والغربية ظهرت أيضاً مؤثرات للفن المصرى القديم , فقد ظهرت كثير من وحدات اللوتس والبردى والزهيرة المصرية فى شكل تفريعات تتخلل التفريعات الإسلامية المعروفة.
وفيما يخص النساء فقد زين عصائب الرأس أحياناً بالجواهر النفيسة وقد تزين بالمصوغات واللآلئ والأحجار الكريمة على شكل أقراط وعقود وأساور وخواتم , فقد كانت مكملات الزينة هامة جداً لهن , فإستخدمت المرأة الحلى التى كانت تصنع من الذهب والفضة والأحجار الكريمة , ومن هذه الحلى إستخدمت (الدلاية) لتزيين الصدر , والقرط لتزيين الأذن , والإسورة لتزيين المعصم , والعقد لتزيين الرقبة , كما إستعملت الخلاخيل (الخلخال) المصنوعة من الذهب والفضة وقد شاع إستخدام (المينا) فى زخرفة الحليات.
الجمال والموضة في مصر الإسلامية:
وصف أحد المؤرخين نساء مصر بأنهن أرق نساء الدنيا طبعاً وأحلاهن صورة. فقد أعطت المرأة في العصر الإسلامي اهتماماً خاصاً لمظهرها الخارجي، كل ذلك داخل القواعد المسموح بها في الدين الإسلامي. وكمثال على ذلك فقد كان مسموحاً للمرأة أن ترتدي أزهى حللها، واستخدام ما يبرز مفاتنها من أدوات التجميل كي يطيب بها قلب زوجها. وكانت المرأة تذهب إلى الحمام من أجل تجميل نفسها. أما اللمسات الأخيرة مثل تمشيط شعرها ووضع العطور فقد كانت تقوم به بين يدي زوجها. وكانت المرأة تستخدم عطوراً مثل المسك والعنبر والبخور. وكانت هناك قنينات خاصة تستخدم لحفظ مجموعة متنوعة من العطور المستخدمة في ذاك الوقت. وثمة العديد من هذه الأوعية الخاصة بالعطور توجد في متحف الفن الإسلامي، فهناك قنينتان من الفضة وقنينة زجاجية.
وكانت مقاييس جمال المرأة في العصر المملوكي أن تكون بيضاء البشرة، ناعمة الملمس، مستديرة الوجه، ممتلئة الصدر، ثقيلة الأرداف. لذا فلا عجب أن أقبلت نساء ذلك العصر على الحرص على أن يكن بدينات ثقيلات الوزن حتى يحزن إعجاب الرجال. وقد وصلنا القليل من قطع الحلي والجواهر الثمينة. وربما يكمن السبب في ذلك إلى أن هذه القطع كان يعاد سبكها وتشكيلها من جديد، إلى جانب قيمتها المادية التي قد تبعث على التصرف فيها.
غير أن المصادر التاريخية قد أمدتنا ببعض المعلومات التي تتعلق ببعض الحلي الذهبية والفضية الثمينة التي طليت بالمينا. وشملت هذه العديد من القطع الموجودة بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة مثل الدلايات والخواتم والأساور والعقود. وبالرغم من ندرة هذه التحف فإنها تقوم دليلاً على مدى اهتمام المرأة بالحلي والجواهر الثمينة. وفى العصر المملوكى، كانت المرأة تستخدم القلائد المصنوعة من العنبر والتي عرفت باسم العنبرية على نطاق واسع. فضلاً عن الأطواق المرصعة والعقود المخرمة والتي كانت تشبه الدانتيلا.
أدوات الزينة والحلى فى العصر العثمانى:
أولاً: بالنسبة للرجال فكانت المجوهرات أهمها , فإستخدم الرجال الخواتم المرصعة فى أصابعهم , وكانت غالباً مصنوعة من الفضة وكان قليل من الرجال والمسلمين يلبسون الخواتم الذهبية.
ثانياً: فيما يخص النساء فقد لبسن الأقراط والأساور والخواتم , وكانت الأقراط تصنع من الذهب أو الفضة المطعمة بالأحجار الكريمة.
أدوات الزينة والحلى التركية:
تشابهت أدوات الزينة والحليات التركية مع أدوات الزينة والحليات الفارسية وخاصة فى هذا الشأن فيما يخص وسائل التزيين فى النساء.
أدوات الزينة والحلى فى الشام:
إزدهرت صناعة أدوات الزينة والحليات فى الشام , كما زخرت الطرز التاريخية الإسلامية بإشغال الصياغة , وكانت دمشق فى سوريا أحد مصادرها الهامة , حتى أطلق عليها (الدمشقيه) , وتتنوع بين الأقراط والعقود , وكرادين الصدر , والأساور والخلاخيل , ونطاقات وتيجان الرأس , وكلها دقيقة الصناعة والصياغة كما إشتملت على شتى أساليب التشغيل من مسبوكات , ومنمنمات (آچور) , وسلاسل مبرومة ومجدولة , وخواتم مكفته ومرصعة بالفصوص والأحجار الكريمة , مما يدل على أن سيدات الشام كن مولعات بأشغال الزينة.
تصفيفات الشعر:
وفيما يخص تصفيفات الشعر بالنسبة للنساء فى الشام , فعلى الرغم من تحريم الدين الإسلامى سفور الوجه وإطلاق الشعر , فقد وجدت بعض الرسوم التاريخية توضح أن السيدات كن يصففن شعورهن فى جدائل وضفائر وعقصات , وتزينها بالتيجان ومشابك الشعر وخاصة ما يظهر منها على مقدمة الرأس.
أدوات الزينة والحلى الفارسية:
عُرفت المرأة الفارسية بولعها الفائق بوسائل التزيين بالمصوغات الذهبية والفضية , وخاصة تيجان الرأس , والأساور والخلاخيل والأقراط وعقود الرقبة , وتنوعت أشكالها وزخارفها , فمنها ما كانت على شكل حبات وفصوص , ومنها ما صيغ على شكل سلاسل وجدائل وكريات ونجوم واهلة وأقراص صغيرة , وبعضها زخرف بأشغال المينا.
أدوات الزينة والحلى فى المغرب والأندلس:
تزينت نساء المغرب العربى خلال العصور الإسلامية بما هو يشبه ومعروف حالياً من زينة بدو الصحراء المصرية غرب الوادى كعرب سيوة والواحات المصرية حيث ما زالت التقاليد والعادات واحدة , فكانت أدوات الزينة والحلى عبارة عن طوق للرأس تتدلى منه سلاسل ودلايات وجلاجل صغيرة , ويزين صدرهن الكردان الكبير المشهور , أو عقود الكهرمان , أو بذور الزيتون والخوخ , كما يضعن فى أنوفهن أشناف صغيرة على شكل مخارط ذهبية وأحياناً حلقات كبيرة على شكل حلقات كما يضعن فى أيديهن الأساور والدماليج , وفى أقدامهن الخلاخيل.
أما فيما يخص نساء الأندلس فكانت زينتهن أكثر رقة وتقتصر على الأقراط والعقود والخواتم والأساور.
تصفيفات الشعر:
كان يحرم عند نساء العرب والبربر سفور الوجه والشعر , ولكن كان يسمح للفتيات بسفور وجوههن , وكن جميعهن يصففن شعورهن فى جدائل وضفائر , وكانت السيدات غالباً ما يصففنه فى ضفيرتين كبيرتين ثلاثية الخصلات , أما الفتيات فكن يضفرن شعورهم فى أعداد كبيرة من الضفائر الصغيرة.
أما نساء الأندلس فعرفن تصفيفات العقصات الكبيرة , أو إرسال شعورهن على شكل خصلات مموجه تمويجات خفيفة , وكن يزينه بالتيجان الصغيرة ومشابك الشعر على شكل زهور وفراشات , كما عرفن تزيين شعورهن بالزهور الطبيعية.
أدوات الزينة والحلى الإسلامية الهندية:
تعتبر أدوات الزينة والحليات من أهم ما تهتم به المرأة الهندية , وقد كانت دائماً أدوات الزينة الهندية مضرب الأمثال فى هذا الشأن , وكانت النساء فى جميع أرجاء العالم الإسلامى تفتخرن بإقتنائهن الحلى والمصوغات الهندية وهى مصنوعة من الذهب أو الفضة وقد إستخدمت فى تشكيلها وصياغتها كل الوسائل المعروفة فى إشغال صياغة الحلى والمجوهرات تقريباً , وإشتملت على كل ما هو معروف فى العالم الإسلامى , وقد إحتوت على قطع عديدة أخرى لم يعرفها سواهن من السيدات المسلمات.
وربما كان ذلك نتيجة تأثير النقوش الأثرية الموروثة التى وجدت على جدران المعابد الهندية القديمة , وما زخرت به من طرز وأنماط وأشكال عديدة متنوعة حاول الهنود تقليدها وتطويرها حتى أصبح فن الصياغة الهندية فناً كبيراً قائماً بذاتة. وجدير بالذكر أن تلك القطع من الطرز والأنماط والأشكال الهندية لها صلتها بالدين والأساطير والرموز الهندية القديمة , فمنها على سبيل المثال ما هو طارد للأرواح الشريرة والشياطين , ومنها ما هو ضد الحسد والسحر , وما هو مقاوم للأمراض وجالب للصحة والحظ والحب وهكذا.
وقد إنتقت السيدة الهندية المسلمة منها ما يناسبها , وإبتعدت ونفرت عن إستخدام القطع التى لها صلة بالأساطير الدينية الهندوسية القديمة , وإكتفت بتلك التى يتوافر فيها جمال الشكل فقط , أو ما يتعلق منها يطرد الأرواح الشريرة والشياطين وضد الشر والحسد والسحر والمقاومة للأمراض وما يعتقد انها جالبة للصحة والعمر المديد والثروة والحظ والحب ........ إلخ

أغطية الرأس عند الرجال والنساء
فى العصر الإسلامى
كان واضحاً منذ بداية العصر الإسلامى وفى جميع عهوده ومناطقه أن الرجال والنساء على السواء لم يتركوا رؤوسهم عارية , بل كان من صور إتمام وقار المظهر العام للجنسين أن غطوا رؤوسهم بأغطية مختلفة الأشكال والأنواع والأحجام والألوان , بالإضافة إلى إختلاف طرق وأساليب إرتداء هذه الأغطية للرأس , ولقد ظهر ذلك جلياً من خلال جميع المخطوطات والرسومات والصور والكتب التى وصلت إلى أيادى الباحثين والمهتمين , والمؤرخين من قبلهم.
أغطية الرأس فى العصر العباسى والطولونى:
كان الحكام المسلمون والطبقة الحاكمة المسلمة يغطون رؤوسهم بالعمامة أو القلنسوة والعصابة والمنديل أو الطرحة التى كانت تعرف أحياناً بالطيلسان وقد عرفت هذه الأغطية للرأس منذ العصور الإسلامية الأولى. كما كان بعض الحكام يفضلون إرتداء غطاء الرأس المعروف عند البدو وهو يتكون من قطعة من القماش توضع فوق الرأس ثم يلف حولها شريط مجدول يعرف بإسم العقال وكان هذا بدل من إرتداء العمامة.
ولم تكن للعمامة أى دلالة طبقية حتى العصر العباسى حيث كانت تدل على نظافة ووقار صاحبها , ثم أخذ حجم العمامة يزداد كبراً تبعاً لأهمية الوظيفة وكان الحكام العباسيون يتميزون بإرتداء الثياب السوداء فى المواكب الرسمية وقد إتخذوا اللون الأسود شعاراً للدولة العباسية لذلك فقد كانت العمامة أيضاً تتميز باللون الأسود تبعاً لذلك.
أغطية الرأس فى العصر الفاطمى:
أولاً: أغطية رأس الرجال:
أ‌. غطاء رأس الخليفة: كان عبارة عن عمامة مطعمة بالجواهر , وفى الإحتفالات والمناسبات الخاصة كانت تثبت فى العمامة جوهرة عظيمة تعرف بإسم 0(التميمة).
ب‌. غطاء رأس الوزير: كان عبارة عن عمامة تتكون من منديل يلف حول الرأس ويتدلى جزء من هذه العمامة يعرف بإسم (الذؤابة).
أما عامة الشعب من الرجال فكانت عمامتهم تشبه أيضاً عمامة الوزير ولكن أقل فى الفخامة والحجم.
ثانياً: أغطية رأس النساء:
‌أ- العمامة: وتشبه عمامة الرجل.
‌ب- الطرحة: تنسدل من الرأس على الصدر.
‌ج- العصبة: كانت المرأة تلف حول الطرحة عصبة تشد حول الرأس ويتدلى جزء منها على جانب الرأس , وكانت هذه العصائب تصنع من قماش الحرير أو من قماش مرصع بالجواهر , وكانت العصائب والمناديل تزين فى بعض الأحيان بكتابة أشعار (كتابات شعرية) مثل القمصان.
أغطية الرأس فى العصر المملوكى:
أولاً: أغطية الرأس للرجال:
1) الطيلسان والطرحة: يعتبران من أزياء الخلفاء العباسيين والقضاة ولهما أنواع وألوان متعددة.
2) التخفيفة: غطاء رأس للسلطان وهى بمثابة التاج عند الملوك.
3) الخوذة: غطاء رأس للمحارب والجندى للوقاية وهى ذات أشكال وأنواع مختلفة.
4) الطربوش (القلانس): وكان يعتبر الطابع المميز لطبقة الأمراء , وهو عبارة عن طربوش من الجوخ أو الصوف الأحمر تلف حوله عمامة. أو أن يلبس فوق الرأس نوع من القلانس الرفيعة الغزل الغرض منها وقاية الطربوش من تأثير العرق. ولهذه القلانس أشكال وطرز متعددة الأنماط وإختلافها عن الأزياء يدل على حالة صاحب القلنسوة فإما أن يكون موظفاً مدنياً أو دينياً أو عسكرياً أو ملكياً , والقلنسوة غطاء للرأس عبارة عن طاقية حمراء تشبه الطربوش ولكن صغيرة ويلف حولها على شكل العمة منديل أو أكثر من قماش الحرير أو حرير الموسلين الأبيض أو المرسوم أو المزركش بالزخارف المختلفة.
5) العمامة: كان لها المكانة الأولى عند القوم وقد تعددت أسماؤها فى ذلك العصر وتعددت أيضاً أحجامها وأنواعها وألوانها وطرق زخرفتها تبعاً لمكانة الشخص ومركزه فى المجتمع , وفى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون إستحدثت العمائم الناصرية وكانت عمائم صغيرة حتى لا تعوق الجندى أثناء القتال , وأصبح لبس العمامة أمراً قومياً حتى أصبح نزعها أو تغييرها من العار , ومن الطريف أن الناصر حين حلق رأسه بمناسبة رحيله للحج بادر الأمراء والجنود إلى تقليده وحلقوا رؤوسهم فبطل وقتها تدلى الشعر الطويل.
وأصبح لبس العمامة من الأمور المبجلة وإرتداها رجال الدين وإختلفت أشكالها وأحجامها بإختلاف مراتبهم , والقضاة والعلماء يلبسون العمائم من الشاشات الكبيرة للغاية (الطرحة) وتتدلى منها الذؤابة بين الكتفين حتى آخر الظهر ومنهم من جعل عرض هذه الذؤابة كبيراً , وفى سنة 773هـ أمر السلطان الأشراف شعبان بن حسن حفيد الناصر محمد أن يلبس أشراف مصر والشام عمائم على كل منها علامة خضراء تميزها إجلالاً لمقامهم وتعظيماً لقدرهم لكى يمتازوا عن غيرهم من المسلمين لكى يحسن إستقبالهم , ومنذ ذلك الحين وضع كل شريف تلك العلامة الخضراء على عمامته وظل الحال على ذلك طوال عصر دولة المماليك.
وكانت هناك وسائل مختلفة لشكل العمامة وتسويتها فوق الرأس بحيث تدل على حال صاحبها ولابسها , فهناك العمامة الخاصة بالمحاربين والعمامة الخاصة بالتجار والعمامة الخاصة بالبحريين , وغيرها كالتى على الطراز التركى أو الألبانى أو الأرناؤوطى , او التى يلبسها القاضى أو التى يلبسها الفتى التابع له , وكانت عمامات العلماء تمتاز بضخامة الحجم وتتشكل حول رؤوسهم على هيئة كرة كبيرة , وكان بعضهم يحليها بوشاح من الكشمير أو الحرير الموصلى يهبط منها عذبتان أحدهما تمس الصدر وتبقى معلقة من ناحية أحد الكتفين من الأمام وتمس الثانية الكتف الآخر , والإثنتان تعطيان العالم أو الشيخ هيبة وجلال ووقار مما عرف عن رجال الدين منذ قديم الزمن.
وكانت ألوان العمائم فى الزمن الماضى تفيد فى التمييز بين طبقات الشعب , فكان المسلمون يتخذون العمائم البيضاء أو الحمراء , والأشراف من آل البيت النبوى يتخذون العمائم الخضراء , أما اليهود والمسيحيون فكانوا يلبسون العمائم السوداء أو البنفسجية أو ما كان لونه أحمر غامق.
6) الكلوتة (القالوطة أو القالوتة): وهى من أهم أغطية الرأس فقد كانت من أغطية رأس السلاطين والأمراء والمماليك , أما عن كلمة (الكلوتة) فأصلها فارسى ومعناها الطاقية الصغيرة , وكانت تصنع من قماش الصوف المبطن بالقطن , وكانت طريقة إرتدائها ولونها يتغير تبعاً لما يراه كل سلطان. فقد كانت بدل العمامة وكانت فى العادة أن تكون صفراء , وقد إستحدثت فى عصر الأيوبيين وإتخذوها من الجوخ الأصفر وزوائد الشعر مرخاة من تحتها , ولما إنتقل الحكم إلى المماليك لبس جنودهم الكالوتات الصفراء بغير عمامة وظل ذلك متبعاً فى عهد السلطان الناصر. وقد أخذت طريقة لبس الكلوتة أشكالاً مختلفة , كما كان لونها يتغير حسبما يرى كل سلطان , ففى عهد السلطان قلاوون أُضيف لبس الشاش على الكلوتة , ثم فى عهد إبنه السلطان خليل تغير لون الكلوتة من الصفراء إلى الحمراء , ويطلق عليها أيضاً إسم (الدبوقة) وتوضع فى الرأس إلى الخلف وتوضع فيها جدائل الشعر إلى الخلف بعد تصفيفها وضبطها على نحو ما كان سائداً عند الأيوبيين.
7) الطواقى: شاع بين رجال الدولة خلال العصر المملوكى لبس الطواقى بدون عمامة وخاصة بين الأمراء والمحاربين ومن يتشبه بهم خلال عصر المماليك وأصبح أمراً سارياً بعد أن كان نزع العمامة عن الرأس عاراً وفضيحة , وتنوعت هذه الطواقى ما بين الحمراء والخضراء والزرقاء وغير ذلك من الألوان وبلغ إرتفاعها ثلثى ذراع , وكان أعلاها مدوراً , وكانت السيدات أيضاً فى عصر المماليك تلبسن الطواقى.
كما عرف فى صعيد مصر نوع خاص من أغطية الرأس من لباد الصوف أو الجوخ سمى (اللبدة) وهى شبيهة بالطاقية ولكنها قوية صلبة وعلى شكل أقرب ما تكون إلى نصف الكرة , ولها ألوان مختلفة ما بين الأبيض والصابونى والعاجى والأصفر القاتم والبنى المائل إلى الإصفرار والبنى القاتم , ومن الملاحظ كل هذه الدرجات اللونية معروفة بين أصواف الغنم وأشعار الماعز وأوبار الجمال و أى أن كل ألوان اللبدة طبيعية وغير مصبوغة ومن الألوان الطبيعية للحيوان لذلك فهى تحافظ على ألوانها ضد مؤثرات الضؤ.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء:
من أغطية الرأس والوجه الخاصة بالنساء فى العصر المملوكى:
البرقع – البخنق – الخمار – الطرحة – العصبة – القناع – الطاقية أو القلنسوة.
وهذه الأنواع من اغطية الرأس كانت تستخدم لتغطية الرأس والوجه فى أكثر الأحيان , وقد تفننت النساء فى طريقة زخرفة وتزيين بعض أنواع من أغطية الرأس مثل العصائب التى كانت أحياناً تزين بالجواهر النفيسة.
وقد كانت السيدات تلبسن أيضاً الطواقى أو (القلنسوة) وهى عبارة عن طاقية حمراء صغيرة يلف حولها منديل أو أكثر على شكل عمة والمنديل من قماش الحرير أو حرير الموسلين الأبيض أو المرسوم أو المزركش بالزخارف المختلفة , وفى مقدمة الرأس تثبت حلية مستديرة تسمى (الكور) قطرها حوالى 7سم من الذهب , وأحياناً تكون مرصعة بالأحجار الكريمة , وينساب شعر الجزء الأمامى من الرأس على شكل حلقات البلح حتى أعلى الخدين , أو ترفع إلى أعلى وإلى فوق بالشكل المعروف (بالباندو) أو أن يجمعن شعرهن على شكل عقصات كبيرة كأهل أوروبا , أو يكون مرسل على شكل ضفائر , وتتألف من ضفيرتين كبيرتين أحياناً , وخاصة بالنسبة لصغيرات السن يضفرن شعرهن عدة ضفائر قد تصل إلى عشرات منها , وأغلب هذه الضفائر تنتهى بشرائط حريرية جميلة.
أغطية الرأس فى العصر العثمانى:
أولاً: اغطية الرأس للرجال: إنتشر إستخدام الطاقية والعمامة.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء: إستخدمت النساء عدة أنواع مثل:
1) العمامة: وأخذت أشكالاً وأنواعاً وأقمشة وزخارف متعددة.
2) الطرحة: إستخدمتها النساء من أقمشة مختلفة.
3) العصبة: وكانت عبارة عن شرائط على الجبين , وكانت تصنع أحياناً من قماش مطرز بخيوط الذهب او من الأقمشة المخططة او من الأقمشة القطنية.
4) الطاقية: إستخدمت النساء فى العصر العثمانى الطاقية وكانت تصنع من القطيفة أو القطن أو الحرير , وأحياناً كانت تصنع من الذهب أو فصوص الماس , وكان يطلق عليها فى ذلك الوقت (القرص).
أغطية الرأس التركية (العثمانية):
ذكرنا أن الأزياء التركية هى أقرب ما يكون إلى الأزياء الفارسية سواء فى أزياء الرجال أو السيدات على حد سواء , ولكن ما كان معروف فى تركيا كان معروفاً أيضاً فى شتى أنحاء العالم الإسلامى , لذلك تنوعت أغطية الرأس بالنسبة للرجال والنساء على السواء وإستخدمت أشكال متنوعة من أشكال الطرابيش وعمامات الرأس.
أغطية الرأس فى الشام:
أولاً: أغطية الرأس للرجال: إستخدم الرجال الأتراك الطرابيش والطواقى والقلنسوة والعمامات.
ثانياً: اغطية الرأس للنساء:
إستخدمت السيدات التركيات أنواعاً مختلفة من القلانس والطواقى والطرحات والشيلان وإبتكرن أشكالاً متنوعة فيها , وظهر التأثير العثمانى والفارسى والمصرى فى كثير منها , وكان أغلبها يغطى الرأس وجانبى الوجه والعنق والأكتاف وبعضها كان يستر أغلب الوجه أيضاً فلا تظهر منه إلاَّ العينين فقط , كما عرفن العمامات الصغيرة والكبيرة وظهر منها طرز وأشكال كثيرة ومتنوعة بعضها من الحرير وبعضها من الشيلان ذات الشراشيب.
أغطية الرأس الفارسية:
أولاً أغطية رأس الرجال:
إستخدم الرجال الفارسيون أشكالاً وأنواع من أغطية الرأس التى تشبه الطربوش المشغول بالزخارف المذهبة والمرصعة بالفصوص أو بالفضة , كما إستخدموا العمامات بأشكال متنوعة ولكن كبيرة الحجم عن عمامات النساء.
ثانياً: أغطية رأس النساء:
إستخدمت النساء الفارسيات أشكال متنوعة وتنويعات كثيرة من أغطية الرأس , فمنها ما يشبه الطربوش المشغول بالزخارف المذهبة والمرصعة بالفصوص وأسلاك الذهب والفضة , ومنها ما يُلف حوله طيات من الحرير الملون أو الشاش الأبيض , ومنها ما يزخرف بالسلاسل ودلايات من الذهب والفضة وبعضها بجلاجل وشخاليل صغيرة كما عرفن أشكالاً متنوعة من العمامات وإن كانت أصغر حجماً من عمامات الرجال بشكل ملحوظ , ولكنها كانت من الحرير المزركش أو المزين بالمشابك والتيجان وبعض منها تتدلى من أنواع من البراقع التى تغطى الوجه والعنق وأحياناً الأكتاف والصدر أيضاً.
وبالنسبة لتغطية الوجه فقد لوحظ أن النساء الفارسيات كن تغطين وجوههن فلا يظهر من الوجه إلاَّ العينين فقط , أما فى طراز الشابات والفتيات فكن تكتفين بتغطية الرأس مع ترك الوجه والعنق سافراً (مكشوفاً) فتبدو من خلاله ذؤابات الشعر , وأحياناً جدائل وضفائر بالشعر , وأقراط فى الأذن , وعقود وكرادين ذهبية حول العنق.
أغطية الرأس المغربية والأندلسية:
اولاً: أغطية رأس الرجال:
سبق أن ذكرنا فى ملابس الرجال البرنس وهو نوع مثل العباءات , فبالإضافة إلى إرتداء الرجال للطواقى والعمامات على رؤوسهم , كان هناك البرنس أو العباءة ولها غطاء الرأس المغربى المشهور بإسم (الزنط أو الكابيشون أو الزعبوط) وأغلبه ما كان فاتح اللون من صوف الأغنام أو وبر الجمال , وأحياناً يكون مخططاً بخطوط طولية رأسية عريضة وبألوان مختلفة ومتباينة.
ثانياً: أغطية الرأس للنساء:
تغطى النساء رؤوسهن بغطاء العباءة سالفة الذكر (البرنس) , أو بعمامة رفيعة وأصغر من عمامات الرجال , وأحياناً يستبدلنها بطاقية بيضاء من الصوف , ويلتف حول الرأس أحياناً تلفيعة من الصوف , أو تطوى العباءة على شكل تلفيعة حول الرقبة والأكتاف.
وسفور الوجه والرأس مكروه عند كل من عرب وبربر المغرب العربى , فإما أن يغطى بالشال أو يغطى الوجه ببرقع لا يظهر ألاَّ العينين فقط وهذا للسيدات , أما الفتيات فلا مانع عندهن من سفور وجوههن.
أغطية الرأس الهندية الإسلامية:
أولاً: أغطية رأس الرجال:
يستخدم الرجال الهنود العمامة أو طاقية الفراء أو الإستراكان.
ثانياً: اغطية رأس النساء:
تكتفى السيدة الهندية بتغطية رأسها بالسارى الهندى الشهير أو أن تغطى رأسها وعنقها ومقدمة صدرها بتلفيعة أو شال حريرى , وبعضهن يستخدم مثل هذا الغطاء فى حالة إستخدام البالطو بدلاً من السارى الهندى , وأحياناً تلبس فوق هذا الغطاء ما يشبه العمامة الفارسية أو التركية أو طاقية مستطيلة من الفراء أو الأستراكان.

الخامات المستخدمة فى صناعة الملابس وأدوات الزينة والحلى
فى العصر الإسلامى
إزدهرت صناعة المنسوجات فى العصر الإسلامى , وتنوعت أقمشة المنسوجات تقريباً ما بين الكتان والقطن والصوف والتيل والحرير كخامات لصناعة أنسجة الأزياء والملابس والأردية المختلفة سواء للرجال أو النساء , بالإضافة إلى أنه فى العصر الفاطمى لبست قريبات الخليفة الملابس من الأقمشة المنسوجة بخيوط الذهب أما باقى النساء فلبسن الملابس من الأقمشة المزخرفة بالخيوط الحريرية , وفى العصر المملوكى يلاحظ أن الكلوتة كغطاء للرأس كانت تصنع من قماش الصوف المبطن بالقطن , كما أنه فى العصر العثمانى كانت أقمشة الجبة المستخدمة فى صناعتها تختلف تبعاً لمن يرتديها , وأيضاً فى صناعة السروال فكانت أقمشتة تختلف تبعاً لمركز الشخص.
ومن المعروف أن مصر كانت منذ أقدم العصور الموطن الأصلى لصناعة نسيج الكتان وظلت كذلك خلال العهود القديمة كلها , وكان الكتان المصرى الرقيق ومبتكرات منسوجاته المتنوعة كالكتان المخرم بشكل وحدات زخرفية , والمطرز بالزخارف المنسوجة على أطراف الثوب أو فى حشواته , أو المنمنم بكامله بالخيوط الحريرية الملونة , أو بالخيوط المجدولة بأسلاك الذهب والفضة والمسمى (بالكتان المقصب).
وبلغت صناعة النسيج فى العصر الطولونى من الأهمية بحيث كانت توجد مصانع أهلية ومصانع خاصة للنسيج أطلقوا عليها إسم الطراز وكانت تصنع ما يحتاجه الحكام من منسوجات وأقمشة وملابس ثم بلغت هذه الصناعة فى العصر الفاطمى لقدرة وإمتياز فائقتين بحيث كانت تصنع للخليفة الأزياء الثمينة المزركشة بالذهب , كما كانت تصنع مختلف الملابس بالمنسوجات المحلاة بأشرطة من الحرير السميك المشغول بالإبرة بدقة متناهية.
وفى العصر المملوكى ظل للكتان منزلته الرفيعة وأهميته المعروفة , ولكن ظهر له منافس قوى وهو المنسوجات الحريرية حيث كادت أن يكون لها السيادة بزخارفها الجميلة والمتنوعة , كما عرف فى هذا العصر وظهر إدخال نسيج الكتان المطبوع أطرافه وحشواته بالزخارف المنفذة بطريقة الحفر على أختام خشبية , تغطى أسطح هذه الأختام بالأصباغ ثم يطبع بها على المنسوجات , على أبعاد إما متقاربة أو على أبعاد زخرفية محسوبة مسافاتها.

عمرو الحكيم
26-09-2010, 12:09 AM
نبذة تاريخية عن عصر النهضة
يطلق إسم العصور المظلمة فى التاريخ الإوروبى على الشطر الأول من العصور الوسطى خلال الفترة الواقعة بين سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية فى أواخر القرن الخامس الميلادى وقيام (النهضة الوسطى) فى أواخر القرن الحادى عشر، وقد مرت على اوروبا خلال هذه القرون الستة سحابة كثيفة من التخلف الحضارى والإظلام، فتوارت معالم الحضارة الرومانية تدريجياً من ايطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا وغيرها من البلاد التى كانت خاضعة للإمبراطورية الرومانية، ولم يبق أثر للحضارة والعلم والثقافة فى اوروبا الغربية إلاَّ بصيص خافت ينبعث من المؤسسات الدينية، وأن الجرمان الذين أقاموا لهم ممالك فى غرب اوروبا على انقاض الدولة الرومانية كانوا يظهرون نفوراً شديداً من التعليم والثقافة.
ففى أواخر عهود الإمبراطورية الرومانية تعرضت لهجرات زاحفة عليها من الشمال من الشعوب والقبائل القاطنة فى شرق ووسط وشمال وغرب اوروبا، كما تعرضت لغارات وحروب من الجنوب أمام العرب، وفى الشرق من الفرس والأتراك، وفى الجنوب الغربى من العرب القاطنين فى الأندلس.
وأمام الضغط والغارات المستمرة إنهارت تلك الإمبراطورية الرومانية فى النهاية، وتفككت إلى عدة دول وإمارات صغيرة حكمها أمراء تلك القبائل، فحكمت قبائل (الكلت) و(الغال) كل من إنجلترا وفرنسا، و(الصقالية) منطقة شرق اوروبا وروسيا، أما قبائل (القوط، والهون، والوندال، والجرمان) فقد تفرقت فى مناطق وسط اوروبا. ويلاحظ تدريجياً أن هذه القبائل تداخلت بعد ذلك فيما بينها، وتفرعت وأختلطت بالسكان الأصليين فى المناطق التى إستقرت فيها خلال ما يسمى بالعصور الوسطى فى اوروبا، فتولدت دول وحضارات أخرى منها، فكانت الدول القوطية الشرقية، والصقالية فى روسيا، والهون والسلاف فى الوسط الشرقى من اوروبا، والجرمان فى منطقة الراين ويقصد نهر الراين فى الوسط والوسط الشمالى من اوروبا، والإنجليز والساكسون والجبوت فى إنجلترا وايرلندا، والنورمانديون فى الشمال، والغال فى فرنسا، والقوط الغربيون فى إسبانيا... وهكذا.
بينما قامت فى الجنوب حضارة عربية إسلامية فى إسبانيا (الأندلس) وفى صقلية، وقد إختلطت بالحضارة الإوروبية فى مناطق كثيرة مثل البندقية (فينيسيا) وغيرها, وإستمرت تلك الدول حتى أخذت فى التطور فيما بعد خلال ما يسمى بعصر النهضة فى اوروبا، فقد أخذت هذه الشعوب فى إحياء كثير من الفلسفات والفنون التى كانت سائدة خلال الحضارة الإغريقية والرومانية وقد سموا هذه الحضارة القديمة بإسم "الحضارة الكلاسيكية".
وقد أخذت الحضارة الإسلامية تزحف إلى اوروبا منذ أواخر القرن الحادى عشر الميلادى، وسلكت فى طريقها عدة معابر أهمها ثلاثة هى شبه جزيرة ايبيريا أولاً، وجزيرة صقلية ثانياً، وبلاد الشرق الأدنى وما إرتبط بها من حروب صليبية. وكان حب العرب للتفاخر والتباهى بالثياب والتصدق بها وإهدائها وأنظمة منح الخلع، إلى جانب صناعة الحلى والتحف المعدنية وصناعة الخزف والمينا، وصناعة الكتاب وفن التذهيب، فهذا كله كان له الطابع الفنى الرفيع وقد إنتقلت كل هذه الصناعات إلى الغرب إبان الحروب الصليبية وكانت منافذها إلى اوروبا وبيزنطة ومدن ايطاليا.
إن أثر العرب على حضارة غرب اوروبا لا ينكره أحد ويكفى القول أن هذا الأثر العربى كان العامل الممهد فى حضارة الغرب، فرحابة صدر الإسلام إزاء الحضارات الفارسية والهندية والإغريقية وغيرها من الحضارات الأجنبية، ومقدرته على هضمها ليس معناه ان المدنية الإسلامية تعوزها الأصالة، لقد كان المسلمون يتخيرون عناصر الحضارات التى صادفوها تخيراً دقيقاً، ثم مزجوا هذه العناصر بعضها ببعض وأكملوا نواحى النقص فى العناصر القديمة، وصححوا الأخطاء التى وقع فيها أسلافهم، ثم مضوا فى إتمام البناء الحضارى وتوصلوا إلى نتائج جديدة وإكتشافات علمية مبتكرة لم يتوصل إليها الفكر البشرى من قبل.
فلما أفاقت اوروبا الغربية فى أواخر القرن الحادى عشر من سبات الفترة المظلمة وجدت نفسها أمام حضارة إسلامية عملاقة أسهمت بنصيب موفور فى كل ميادين العلم والمعرفة، وقد هرع طلاب العلم من مختلف أنحاء اوروبا الغربية إلى مراكز الحضارة الإسلامية ينهلون من مواردها، ويدرسون ويترجمون ويقتبسون الكثير من معالم هذه الحضارة. فترتبت على هذه الدراسة والترجمة والإقتباسات نتيجة هامة، وهى قيام وثبة حضارية إزدهرت فى القرن الثانى عشر يطلق عليها إسم (النهضة الوسيطة) وكانت هى فى حد ذاتها ثمرة من ثمار الإتصال الحضارى بين غرب اوروبا ومراكز الحضارة الإسلامية.
وقد أدت هذه النهضة الوسيطة إلى تمهيد طريق الرقى وتحرير العقل الإوروبى من القيود الثقيلة التى فرضتها عليه الهيئات والأنظمة المختلفة، وأصبحت النفوس مهيئة لقبول الإنقلاب العظيم الذى حدث بعد قرن وبضع القرن، أى فى بداية القرن الرابع عشر أى حوالى سنة 1300 م ونقصد بهذا الإنقلاب النهضة الإوروبية.
إن الحضارة الإوروبية الحديثة التى إستمدت أصولها من النهضة الإوروبية التى بزغت فى ايطاليا منذ مطلع القرن الرابع عشر، وهذه ترجع جذورها إلى النهضة الوسيطة فى القرن الثانى عشر، والتى هى ثمرة من ثمار الإتصال الحضارى فى اوروبا الغربية وبين مراكز المدنية الإسلامية، فمعنى ذلك أن الحضارة الإوروبية الحديثة قامت على أساس واضح من المدنية الإسلامية بجميع فروعها ومظاهرها.
وقد إمتازت العصور الوسطى فى اوروبا بقوة نفوذ رجال الدين وقد نظروا إلى الدين الإسلامى كمنافس لهم بوضوح تعاليمه وبساطته وإنتشاره بين المسيحيين، ووقوع الأراضى المقدسة المسيحية فى أيادى المسلمين بعد إستيلائهم على بيت المقدس، فكانت هذه العوامل وعوامل أخرى حافزاً قوياً لهم جعلتهم يدعون إلى الحرب الصليبية بحجة إستخلاص بيت المقدس من أيدى المسلمين.
وقد ساعدت الحروب الصليبية على إزدياد النشاط والتبادل التجارى بين الشرق والغرب، فزاد الرخاء فى اوروبا، وساعد على تشجيع الفنون، وكانت هذه الحروب من أهم الحملات الإستعمارية التى شنها مسيحيو غرب اوروبا على الشرق العربى نحو قرنين من الزمان، وبالرغم من أن الاوروبيين لم يستطيعوا الإحتفاظ بما إستعمروه من بلاد الشرق العربى إلا إنهم إستفادوا كثيراً وتعلموا الكثير من مفكرى وعلماء العرب، مما كان له أكبر الأثر فى نهضتهم الحديثة فنقلوا إلى بلادهم من الصناعات أهمها صناعة الأقمشة والمنسوجات، ونشروا فى بلادهم أدوات الزينة الشرقية، وإقتبسوا كثيراً من علوم المسلمين وفلسفتهم، كما تأثرت اوروبا بملابس الشرق الإسلامية فى القرون الأولى بعد الحرب الصليبية كتغطية الرأس والملابس الطويلة.
وكان للفن الإسلامى تأثير واضح على صناعة وزخرفة السجاجيد الأندلسية المنتجة بواسطة صناع مسيحيين عاشوا فى هذه الممالك، وتوجد منها الكثير فى متاحف إسبانيا حيث يظهر بها أثر الفن الإسلامى بالعناصر النباتية والعناصر الهندسية والحروف العربية، كما زخرفت الكثير من جلود المخطوطات المسيحية الأندلسية فى القرنين (15-16م) بعناصر زخرفية نباتية وهندسية مأخوذة من الفن الإسلامى، كما تعد المنتجات الزجاجية المتبقية من فنون المسيحيين فى الأندلس خير شاهد على ذلك بالإضافة إلى أن معظم هذه التحف الزجاجية توجد فى مجموعات خاصة وجدت منها نماذج لتحف زجاجية إحتوت على عناصر زخرفية إسلامية ومحفوظة فى المتاحف الاسبانية.
الخصائص العامة للأزياء فى العصور الوسطى:
كان طبيعياً أن يكون لجو اوروبا البارد، وحيث سقوط الثلج شتاءً، وسقوط المطر صيفاً، بالإضافة لكثرة الجبال والسهول والأنهار، أثاره القوية على أزياء الناس فى تلك الحقبة، وكذلك بالإضافة إلى تأثير الدين والعبادات والتقاليد والحضارات القديمة، كل ذلك كان له تأثيره الهام على الخصائص العامة للأزياء التى بدأت تظهر لهذه الشعوب فى تلك الفترة.
ويمكن تحديد خصائص الأزياء المعروفة والشائعة فى بداياتها كالآتى:
1- بدأت الأقمشة تصنع بصورة تساعد على تدفئة الجسم، لذلك كانت أغلبها ثقيلة من الصوف أو القطيفة للطبقات الموسرة، أو من الأقمشة الخشنة الثقيلة للطبقات الفقيرة.
2- إنتشر إستعمال السروال القصير أو الطويل بين الرجال والسيدات.
3- إنتشر إستعمال القميص المعروف بإسم التونيك (Tunic).
4- إنتشرت الأكمام الطويلة الضيقة وقد تغطيها الأكمام الواسعة فى الأردية الخارجية.
5- إنتشرت الألوان الزاهية والتى تؤخذ صبغاتها من الأنواع المعروفة وقتئذ من النباتات والحيوانات والمحارات.
6- ظهر التأثير الشرقى على الأزياء وخاصة الأندلسى والبيزنطى والفارسى والتركى بوضوح على أزياء النساء بصفة خاصة بالإضافة إلى أنواع كثيرة من الحلى ووسائل الزينة.


الأزياء فى عصر النهضة عند الرجال
ذكرنا من قبل أنه عندما إنهارت الإمبراطورية الرومانية وتفككت إلى عدة دول وإمارات صغيرة حكمتها القبائل الكثيرة والمختلفة.
وفيما يلى وصف لأزياء الرجال المنتمين لتلك القبائل والشعوب المختلفة والتى كانت سائدة فى تلك الفترة الأولى.
أزياء شعوب وقبائل الكلت:
وهى الشعوب والقبائل التى تفرع منها الغاليون فى فرنسا , والبريطانيون والإسكتلنديون فى الجزيرة البريطانية , والبلجيك.
وكانت أزياء الرجال على النحو الآتى:
1- السروال:
كان يستعمل نوعين من السراويل إما قصير يصل إلى الركبة أو ما تحتها قليلاً , أو الطويل الذى يصل إلى نهاية الساق , وكان يثبت نهايتة عند الساق بشريط من الجلد , وكان من قماش الصوف الثقيل وبألوان قوية وأحياناً باللون الأحمر , وفى حالة إرتداء القميص الطويل يكتفى بإرتداء حذاء ذى رقبة طويلة ملتصق على الساق حتى قبل الركبة بقليل.
2- القميص:
إرتدى الرجال القميص الواسع قليلاً والثقيل المعروف بإسم تونيك (Tonic) ويصل إلى الركبة بالنسبة إلى الشباب أو إلى منتصف الساق وخاصة بالنسبة للكبار , والأكمام بعضها قصير وبعضها طويل وله فتحة وقبة صغيرة عند الرقبة.
3- العباءة:
يلبسها الرجال فوق القميص مباشرة , والعباءة من جلد الحيوان وهى عبارة عن مستطيل صغير أغلبة ذى لون أسود أو أزرق أو أحمر ولا يسمح لغير قائد الجيش بإرتداء العباءة الطويلة المبطنة بالفراء سواء من الداخل أو الخارج. ويرتدى الكاهن الكبير عباءة ذات لون أبيض. ويفضل الشعراء اللون الأزرق لأنه يرمز للسلام بينما يفضل العلماء والفلكيون والأطباء اللون الأخضر لأنه أقرب الألوان تعبيراً عن الطبيعة.
4- الأحذية:
كانوا يرتدون أحذية أو صنادل من الجلد ذات نعل مستوى وبعض هذه الصنادل يكتفى فيها بتغطية الأصابع وقوس القدم , ويوجد نوع آخر يغطى معظم القدم , ونوع ثالث يجمع فيه الجلد عقب القدم بشريط.
5- زى الجنود:
إرتدى جنود الكلت خوذة من الجلد أو النحاس , وتزين خوذة القائد بقرنى حيوان , كما إرتدوا الدروع من النحاس والحديد وبعضها مشغول بالذهب , وأحياناً كان فرسانهم يرتدون تحتها رداء من حلقات معدنية , وكانوا يتسلحون بالسيوف الثقيلة والخناجر والرماح القوية و وبعض السيوف كانت ذات نصل مموج كورقة النبات , وبعض الدروع مصنوعة من النحاس ولكن أغلبها من الحديد أو البرونز.
أزياء القبائل التيوتونية والجرمانية
كان لتشابه البيئة والتضاريس ودرجة حرارة الجو والجبال والسهول والوديان ومناطق الأنهار ومناطق الجبال , فهذه العوامل والمؤثرات تعطى تأثيرات متشابهة بدرجة قوية , بحيث تكاد أن تتشابه طرز وأزياء الشعوب والقبائل الأوروبية الزاحفة والمغيرة على شرق ووسط وشمال وغرب أوروبا فتتشابه وتتداخل هذه الطرز , ولكن فى نفس الوقت فإن كل منطقة تتميز عن الأخرى فى تفاصيل دقيقة جداً. ونحاول هنا أن نبرز مثل هذه الإختلافات بصورة عامة.
1- السروال:
نظراً لأن هذه الشعوب والقبائل عاشت فى جو بارد وقاسى شتاءً لذلك إتجهت ملابسهم إلى الثقل فصنعت سراويل الرجال غالباً من خيوط الصوف السميك , وهى فى الغالب تغطى الركبة , وإتجه السروال الرجالى إلى الطول بينما كان السروال النسائى قصير وغالباً ما يكون مختفياً تحت القميص أو الرداء. ولكن عند الرجال فهر من الأزياء الأساسية التى لا مانع من ظهورها , ويوجد منه نوعان , نوع قصير يكتفى بأن يصل طوله إلى ما تحت الركبة , ونوع آخر يصل إلى الساقين , وكلا النوعين له شريط من الجلد أو من نفس نوع القماش المنسوج منه حتى يحبك به على الساق للمساعدة على الدفئ. وأحياناً ما يكون للسروال جيب كبير أو جيبين وكل واحد عند أعلى أحد الأجناب , وبعض هذه السراويل تكون مزركشة ببعض الزخارف , وبعض هذه السراويل كانت من جلود الحيوانات , وفى المناطق شديدة البرودة كانوا يجعلون فرو أو شعر الحيوان من الداخل.
2- القميص:
إرتدى الرجال القميص الواسع وكان يصنع من القماش الثقيل طلباً للدفئ وغالباً ما يحزم من عند الوسط بحبل سميك ليصنع عند الوسط ما يسمى بالعب ولكنه عب صغير , وكانت أكمامه واسعة بعضها قصير (نصف كم) وبعضها طويل , وفى بعض الحالات يكون هذا القميص طويلاً حتى يصل إلى نهاية الساق وفى هذه الحالة لا يكون تحته سروال.
3- العباءة:
أغلب هذه العباءات كانت تصنع من جلد الحيوانات وهى عبارة عن مستطيل غالباً ما يكون لونه اللون الأسود أو الأزرق أو الأحمر , وكانوا يشبكون طرفى العباءة عند الرقبة أو عند الكتف الأيمن و وكان لقائد الجنود عباءته المميزة وكذلك عباءات كبار رجال الدين.
أزياء الفرنجة
أطلق العرب إسم أو إصطلاح الفرنجة على تلك الشعوب والقبائل الأوروبية التى سكنت فى مناطق وسط أوروبا , والأجزاء التى تتجه إلى الشرق أو الغرب قليلاً من هذه المنطقة الوسيطة , وربما شملت تلك المناطق أجزاء من فرنسا وألمانيا والنمسا وبولندا , وربما قسموها إلى شعوب وقبائل كثيرة أهمها الهون , والتيوتون , والجرمان , والسلاف , والنورمانديين وغيرهم.
وكانت تلك القبائل فى بداياتها أقرب إلى أصولها البدائية البسيطة , والخشنة , والثقيلة , حسب التأثير الظاهر من مناطق هذه القبائل والشعوب التى إتسمت أجوائها بالبرودة الشديدة وخاصة فى فصل الشتاء , ثم ما لبثت عندما إختلطت بالشعوب التى كانت فى هذه البلاد خلال الحضارة الرومانية أن تأثرت وأثرت فى أزيائها , فتولد بعد ذلك طراز يجمع بين النمطين وبالتالى أزياء جديدة.
ويميل العرب وكذلك المتخصصين فى طرز وأزياء تلك الشعوب إلى تقسيمهم إلى طرازين وهما:
أ‌- زى الفرنجة الأولين.
ب‌- زى الفرنجة المتأخرين.
وسوف نقدم الصورة العامة المبسطة عن طرازهم وأزيائهم التى سادت تلك الأزياء للطرازين المذكورين.
أولاً أزياء رجال الفرنجة الأولين:
1- السروال:
كان الرجال يرتدون السراويل التى تغطى الساق وتربط على العقب , إلاَّ إنهم تركوا أقدامهم عارية أحياناً.
2- الصدار:
وهو على شكل قميص قصير الكمين وله حزام عريض مزركش ذو بروز من المعدن وأحياناً يصنع من قماش ذى خطوط طولية , وأحياناً كان يلبس قميص من الفراء فوق قميص آخر من القماش. أما فى خلال الحروب فكانوا يتركون النصف الأعلى من أجسامهم عارياً وكانت هذه العادة والتقليد سائدة حتى القرن الخامس الميلادى.
3- العباءة:
وهى عبارة عن مستطيل من القماش يثبت على الكتف الأيمن أو من الأمام , وتصنع من الأقمشة الصوفية الغير مزركشة وأحياناً ذات خطوط عريضة خضراء اللون وذات كنار أحمر.
4- الأحذية:
وهى عبارة عن أنواع بسيطة من الصنادل من الجلد الرقيق (من جلود الحيوانات الصغيرة كالضأن والماعز والأيائل وما شابهها) بعضها يغطى باطن القدم وجزء من مشط القدم , وبعضها له رقبة قصيرة تحبك فوق مقدمته بالدوبار أو السيور الرفيعة.
ثانياً: أزياء رجال الفرنجة المتأخرين:
كان نتيجة للمؤثرات الرومانية القديمة , وكذلك نتيجة لإتصالهم بالشعوب العربية خلال الحضارة الإسلامية , أن تأثرت أزيائهم بهذه المؤثرات وتطورت إلى طرز أكثر فخامة.
فكانت أزياء الرجال من الفرنجة المتأخرين تتكون من:
1- السروال:
وكان طويل ويغطى الساق وقد يلف حول الساق برباط من الجلد , ومنه نوعان. القصير ويصل إلى أسفل الركبة , وفى هذه الحالة قد تغطى بقية الساق بقطعة من الجلد تُشكل بما يأخذ طابع الساق وسمانتها وتحبك بواسطة سير جلدى طويل إما أن يكون على نمط أفقى أو يكوِّن ما يشبه علامة (X) المستمرة , وغالباً ما يكون سطحها مصقولاً ولامعاً. أما النوع الآخر فهو الطويل فيصل إلى نهاية الساق وقد يربط بالساق بواسطة سير جلدى أو يترك حراً , أحياناً يكون ببعضه فتحة طولية قصيرة عند جانبى السروال عند نهايته.
2- الصدار:
إرتدى عامة الشعب طرازاً يتألف من صدار منسوج من التيل أو الصوف ذى كمين طويلين وواسعين , ولكنهما يضيقان عند الرسغ , ويُلف حول هذا الصدار حزام , ويلاحظ أن الجزء الأسفل كان واسعاً وطويلاً ويصل غالباً إلى القدم و ويزين حافته السفلى كنار ملون من قماش مخالف لقماشه وأحياناً يكون مطرزاً بالحرير.
3- العباءة:
صنعت فى الغالب من التيل أو الصوف أو الفراء , وبعضها كان من نسيج مخطط , وهى مستطيلة الشكل , وبعضها كانت نهايتها دائرية الشكل وكانت فى أغلب الأحوال تشبك على الكتف بمشبك. وفى بعض الطرز وخاصة خلال فصل الشتاء كان يرتدى البعض نوع من الصدار مصنوع من الفراء فوق العباءة لزيادة الدفئ.
4- الأحذية:
كانت الأحذية فى هذه الفترة أكثر زركشة , وطرزت بالألوان المختلفة وزينت بالأحجار الكريمة , وكذلك إستخدموا الجلد الأبيض فى صناعتها , كما إستخدموا أسلوب لف الساق بشريط عريض متقاطع من الصوف السميك.
5- زى الجنود:
حدث بعض التطور فى شكل وحجم الأسلحة , فعرفوا السيوف الأغريقية والرومانية المستقيمة الثقيلة , وبعض الأسلحة البيزنطية , كما إستعملوا سترة من الجلد غير منقوشة أو على شكل طبقات , كما إستخدموا الخوذة ذات الأضلاع الأربعة تشبه التى إستعملها قبائل التيوتون , كما إستخدموا الخناجر الكبيرة التى تعلق فى الحزام من الجهة اليمنى.
الزى الشعبى:
يقصد به زى الطبقات العاملة ورقيقة الحال , وكان الزى الشعبى الشائع يتكون من قميص ثقيل من الصوف أو التيل أو الجلد فوق السروال القصير الواسع إلى حد ما يحبكه شريط , وكان أغلبه فوق أو تحت الركبة قليلاً , وكانوا أحياناً يلبسون سترة بدون أكمام أو بأكمام قصيرة , وفوق ذلك عباءة منسوجة من الصوف أو من الجلد ولها غطاء رأس متصل بها. أما الأحذية فكانت تصنع من جلد غير ملون.
أزياء الرجال البريطانيون والساكسون:
كانت الجزيرة البريطانية قبل الغزو الرومانى لها تسكنها شعوباً بدائية هى خليط من قبائل (الكلت والغال والساكسون والنورمانديين) كما كان لهم نوع من الإتصال الحضارى والتجارى بينهم وبين الفينيقيين , وخاصة عند المناطق الساحلية , فأثر ذلك على أزياء أهل السواحل عن أزياء القبائل الأخرى التى بالمناطق الداخلية من الجزيرة. فبينما كان سكان المناطق الداخلية من بريطانيا يكتسون بجلود الحيوانات كالأبقار والأغنام وما يصطادونه من حيوانات برية يصنعون من جلودها العباءات , كان سكان السواحل قد تعلموا إرتداء الصوف والقماش المغزول الخشن وصبغوا هذه الأقمشة بصبغات إستخرجوها من النباتات البرية أهمها الأزرق والبنفسجى والأحمر , ثم إنتشر إستخدام الأقمشة المصبوغة فى صناعة الملابس بين سكان المناطق الداخلية تدريجياً. وقبل الإستعمار الرومانى للجزيرة مباشرة كانت أزياء الرجال كالآتى:
1- التونيك:
كان هو الزى السائد وقتها وكان عبارة عن رداء من قماش ثقيل خشن وكان له كمين طويلين حتى المعصم.
2- السروال:
كان يلبس تحت التونيك وهو متسع حتى الركبة أو حتى منتصف الساق ويُحبك بالساق بشريط رفيع من الجلد.
3- العباءة:
وهى العباءة التقليدية وكانت تقريباً فى طول رداء التونيك وتثبت غالباً عند منتصف الصدر أسفل العنق بقليل.
4- الأحذية:
إنتعل الرجال فى أقدامهم أحذية مصنوعة من الجلد البقرى غير المصبوغ بحيث يكون شعر الجلد إلى الخارج , وتصل الأحذية إلى العقب وأحياناً إلى جزء أعلى من الساق وتأخذ شكلها حول القدم بواسطة سيور من الجلد.
زى الملوك والنبلاء:
كان الطراز الغالب عبارة عن (صدار) غير مزخرف وفوقه (عباءة) طويلة أو قصيرة , وفى أغلب الأحوال يلف حول الوسط حزام عريض فوق الصدار وقد يزين بوضع خنجر كبير فى جراب مزخرف أو سيف طويل فى غمد مثبت عند جانبه الأيسر. وحول الساقين يلف شريط عريض نوعاً من الصوف الثقيل (قلشين) إما على شكل دوائر متدرجة أو على شكل يشبه تبادل الخطوط بما يشبه حرف (X) عريض كشكل ( ) متتالى من أسفل الركبة حتى بداية العرقوب , وأحياناً بقطعة طويلة من الجلد التى تأخذ شكل سمانة الساق تغطى جورب طويل من الصوف وتحبك حول الساق إما بسيور من الجلد أو بالدوبار المبروم , وغالباً ما يكون لون الجلد أسود أو أزرق وسطحها مصقول ولامع.
ومن الغريب أن كثيرين من عامة الشعب قلدوا بعد ذلك تلك الطرز لرجال الحكم والحاشية وإن كانت أبسط كثيراً فى فخامتها وزخرفتها طبعاً. وأيضاً خلت من غمد السيوف وجراب الخناجر.
الزى الشعبى العادى:
كان خشناً وبسيطاً ويتكون من (قميص) واسع من القماش الثقيل كالصوف يصل إلى حوالى الركبة وله فى الغالب فتحتين جانبيتين , ويطوق الوسط (حزام) من القماش الثقيل وقد يكون من لون القميص نفسه أو من لون مخالف. وتحت القميص (سروال) إما أن يصل إلى ما تحت الركبة مباشرة , أو إلى منتصف الساق وبه إتساع خفيف يُحبك على الساق بشريط رفيع من الجلد. وعند الخروج توضع (عباءة) من الصوف أو الجلد مستديرة النهاية , وغالباً ما تجمع من تحت العنق بمشبك أو تجمع عند الكتف , وقد وجدت بعض العباءات مزينة أطرافها بكنار من الزخارف البسيطة.
أما فى الأقدام فينتعل (حذاء) برقبة قصيرة , وأحياناً تطول الرقبة حتى تصل إلى بداية السروال , وتحبك هذه الرقبة إما بلف سيور جلدية رفيعة عليها من الخارج أو يشد فتحتها التى تكون فى الغالب من الأمام بواسطة سيور أو دوبار من خلال فتحات ضيقة عند طرفى فتحة الساق. وفى حالة لبس الصندل أو الحذاء قصير الرقبة يلف حول الساق (قلشين) من الصوف أو القماش السميك.
أزياء الرجال من العصور الوسطى حتى عصر النهضة فى أوروبا:
ذكرنا من قبل أن أوروبا عاشت فى عصور مظلمة خلال الفترة الواقعة بين سقوط الإمبراطورية الرومانية فى آواخر القرن الخامس الميلادى حتى قيام النهضة الوسيطة فى أواخر القرن الحادى عشر الميلادى. وقد مرت أوروبا خلال هذه الستة قرون تحت حكم القبائل المتفرقة وظل أمراء تلك القبائل يحكمون الدويلات والأمارات الصغيرة والمناطق التى كانت تحت سيطرتهم , والتى إستقروا فيها وإختلطوا بشعوبها , ولقد تعرفنا على أزياء تلك القبائل والشعوب فى الجزء السابق.
وسنتعرف لاحقاً على الأزياء إبتداءً من القرن الثانى عشر حتى عصر النهضة مروراً بالعصور الوسطى فى أوروبا.
أزياء الرجال فى القرن الثانى عشر (Men) (1100 – 1200):
أهم الخصائص: من الملاحظ للملابس فى هذه الفترة أن الذراع اليمنى تترك حرة , والسيقان عليها أشرطة تأخذ علامة (X) وتربط أسفل الركبتين , وفتحة الرقبة بفتحة فى الملابس من منتصف الأمام. وقد تأثرت أزياء هذه الفترة بملابس الطراز الرومانى وظل الطراز محافظاً على كيانه لفترة طويلة فى إيطاليا.
كانت الأقمشة المصنوع منها الجزء الخاص بالشال تتصف بالرخاوة والإتساع مما أعطى شكل الدرابية , ولاسيما أنها موضوعة على الأكتاف وتُشبك فقط أسفل الرقبه , وتفتح بواسطة حركة الذراعين فهى بعيدة عن الزى نفسه. والجونلة طويلة واسعة ويُربط الحزام لتأخذ الجونلة شكل الدرابية من أحد جانبيها على خط الذيل.
وفى نهاية الفترة تغير شكل الزى من أعلى وأصبح ملاصقاً للجسم إلى خط الجانبين , والجونلة واسعة جداً قصيرة نوعاً من الأمام وطويلة من الخلف إلى منتصف الساقين , وهذا الثوب يرتدى فوق ثوب آخر طويل إلى الأرض ملتصق بالجسم أيضاً إلى الجانبين , ثم يأخذ فى الإتساع عند الذيل وأهم مكونات أزياء الرجال هى:

1- الشال أو الكاب (Mantel):
يأخذ شكل نصف الدائرة , ويصل طوله إلى الأرض , يوضع على الأكتاف ويشبك على الصدر , ثم ينسدل إلى الأرض وعلى حافته بوندات مطرزة.
2- الجوارب (Hosen):
إرتدى الرجال الجوارب إلى أعلى الساقين وتثبت بحزام.
3- الأحذية (Shoes):
صنعت من الجلد اللين وكانت مدببة من الأمام.
أزياء الرجال فى القرن الثالث عشر (1200 – 1300):
كانت فرنسا فى ذلك القرن هى قبلة أنظار العالم الأوروبى وذلك نظراً لإرتفاع مستوى المعيشة فى عهد لويس الحادى عشر وبالتالى إنتشرت الأزياء الفرنسية فى جميع البلاد الأوروبية.
أهم الخصائص: قصرت ملابس الرجال إلى منتصف الساقين , وكان الزى الخارجى مفتوحاً من منتصف الأمام والخلف إلى الردفين حتى تعطى سهولة فى الحركة , وكذلك الكاب والأكمام حرة , وينحدر خط الكتف الملتصق بالكم إلى أسفل ويتسع من تحت الإبط أكثر , وكان الرجال يرتدون القفازات.
التونيك الخارجى يشبه الفترة السابقة فى حركة الكم ولكن أضيق فى خط الإبط الموصل إلى الوسط , وخط الجانبين يأخذان خطاً مستقيماً , كما تميز الزى بفتحات على خط الذيل تصل إلى منتصف الفخذ لتعطى حرية الحركة , ويأخذ الذيل شكل فستونات , والكاب بنفس الطول , وعادوا إلى وضع البوندات المطرزة والمرصعة مرة أخرى.
وإتخذ الرجال مظهراً جديداً , فأصبح الخط الخارجى أكثر إستقامة , وظل الطول إلى منتصف الساق , وطرف الأكمام طويلة جداً للزى الداخلى , أما الزى الخارجى بدون أكمام وبه فتحات وأقصر قليلاً من الزى الداخلى , وعليه حزام على الجانبين كما يرتدى كاب صغير بقلنسوة ترتدى فوق الزى أحياناً.

الشعر فى عصر النهضة عند الرجال
سنتعرض فى هذا الجزء لمظاهر الشعر وأغطية الرأس عند الرجال، بدايةً من القبائل والشعوب التى عاشت فى اوروبا منذ العصور المظلمة ثم فى عصور النهضة الوسيطة وفى القرون المختلفة حتى عصر النهضة وما تلاه وذلك بترتيب زمنى متدرج مثلما كان الحال عند شرح أزياء الرجال.
شعر الرجال فى شعوب وقبائل الكلت:
كان الرجال يتركون الشعر فوق الجبهة، ويرسلونه فى خصلات طويلة تتدلى فوق الرقبة من الخلف، كما كان من عاداتهم حلق لحاهم وترك شوارب كثيفة الشعر، فى حين كان عامة الشعب يطلقون شعرهم ولحاهم وشواربهم، وتتميز أغلب شعورهم باللون الأصفر والأحمر.
وكانوا فى أغلب الأحوال عراة الرؤوس إلا أنهم إستخدموا غطاء للرأس مشقوقاً ومدبباً من أعلى.
شعر الرجال فى القبائل التيوتونية والجرمانية:
كان الرجال يتصفون بنفس مظاهر الشعر السابقة، حيث كانوا يتركون شعرهم فوق الجبهة ويتدلى فى خصلات طويلة فوق الرقبة، كما كانوا يحلقون لحاهم مع ترك شواربهم كثيفة. وعامة الشعب كانوا يطلقون شعرهم ولحاهم وشواربهم، كما كانت شعورهم تتميز باللون الأحمر والأصفر. وكانوا يغطون رؤوسهم بالجلود والفراء.
شعر الرجال الفرنجة:
(أ‌) الفرنجة الأولين:
كان الرجال يطلقون شعرهم طويلاً إلى حد ما، ويتركونه منساباً تتدلى أطرافه حول وجههم ورأسهم حتى يغطى أعناقهم، وأحياناً إلى مقدمة صدرهم وظهرهم، وكان بعض قوادهم يصففون شعرهم فى شكل ضفيرتين قصيرتين، أما بقية أفراد الشعب فكانوا يميلون إلى تقصير شعر رؤوسهم عن ذلك مع تهذيب شواربهم ولحاهم، وبعضهم كان يميل إلى إزالة اللحية مع ترك شوارب رفيعة أحياناً متدلية على الجانبين.

(ب‌) الفرنجة المتأخرين:
ربما كان سائداً أسلوب تقصير الشعر عن ما كان سائداً من قبل، وأصبح أغلب الرجال يميلون إلى جعل الشعر منساباً خلف الأذنين مكوناً إطاراً حول الوجه، وقصرت لحاهم أو حلقوها، بينما ظل شكل الشارب الطويل المنساب حول الفم.
وبالنسبة لغطاء الرأس فقد إرتدوا نوع من الأغطية المستديرة حول الرأس وهو (الكاب) ذات الحافة الأمامية المرفوعة إلى أعلى، وزينت بشريط مشغول بزخارف ـ أما الجنود فقد إستخدموا على رؤوسهم الخوذة ذات الأضلاع الأربعة. أما الطبقات العامة ورقيقة الحال من الشعب فقد تدلى شعرهم قصيراً على الجبهة وتركوا شواربهم ولحاهم طويلة.
شعر الرجال البريطانيون والساكسون:
كانوا يضعون على رؤوسهم قلنسوة من فراء الحيوانات البرية الصغيرة، وأحياناً كانوا يزينوها من الخلف أو أحد الجوانب بريشة مزركشة لأحد الطيور البرية.
الملوك والنبلاء:
كانوا يغطون الرأس والأذنين بطاقية كبيرة (كاب) من فراء الحيوان ذو مقدمة صغيرة وقد يزينها من أحد جوانبها إما بمشبك ذهبى أو بإحدى الريشات الطويلة المزخرفة.
شعر الرجال من عامة الشعب:
كان الشعر طويلاً يتدلى عند الأكتاف، ويصفف بفرق من منتصف الرأس، وكانت اللحى طويلة مستديرة من أسفل أو ينقسم طرفاها إلى قسمين، وكان الشارب يترك ثقيلاً وكان ينسدل على جانبى الفم.
القرن الثانى عشر:
كان شعر الرجال طويل من الخلف ومتدرج من الأمام، وكان غطاء الرأس بسيط جداً أو بدون غطاء رأس.
القرن الثالث عشر:
يغطى الرأس بكاب صغير أو قبعة صغيرة برباط تعرف بالكوفى (Coif) ـ أو بالقلنسوة التى كانت متصلة بالحرملة وقد كانت من الأغطية الهامة للرأس.
القرن الرابع عشر:
كان غطاء الرأس القلنسوة وقد طال طرفها بحيث كان يلف حول الذقن أو حول الرأس على شكل عمامة.
القرن الخامس عشر:
كان الشعر فى بداية القرن يقص قصيراً حول الرأس ـ أما بعد ذلك فكان الشعر أطول من الخلف بحيث يغطى الرقبة وكان غطاء الرأس هو التربون وكان يوضع على الكتف ويغطى الرأس بقبعة بدون حافة عالية نوعاً بنفس لون التربون سادة وغامقة، وكان غطاء الرأس السائد هو القلنسوة التى يلفها الرجل حول الرأس بأشكال مختلفة فتظهر كالعمامة.
القرن السادس عشر (عصر النهضة (((Renaissance:
إرتدى الرجال القبعة التى تشبه الكاب، وتحلى بالفصوص والبروشات والريش.
القرن السابع عشر:
كان الشعر قصيراً وذلك نظراً لوجود الكول المنشاة ـ أما أغطية الرأس فقد كانت عبارة عن قبعات من الجوخ أو القطيفة الفاتحة اللون، وكانت عالية، وحافتها ضيقة أو قصيرة، وحافتها العريضة ترفع إلى أعلى وتحلى بالريش والجواهر.
القرن الثامن عشر:
إرتدى الرجال شعر مستعار ويغطيه قبعة بجانب التصفيفات المشابهة للسابق.
القرن التاسع عشر:
كان الرجال يقصون شعرهم قصيراً من الأمام عن الخلف، وكان غطاء الرأس عبارة عن قبعة عالية.


الأزياء فى عصر النهضة عند السيدات
أزياء النساء فى شعوب وقبائل الكلت:
إختلفت أزياء النساء بإختلاف القبائل والعادات ولكنها تداخلت بعد ذلك بصورة محيرة جعلت من الصعب التفرقة بدقة وحسم بين منطقة وأخرى أو قبيلة وأخرى أو شعب وآخر , ولكننا سنوجز بعض العموميات التى سادت فيما بينهن كالآتى:
1- القميص:
إرتدت أغلب سيدات تلك العصور القميص الطويل (التونيك) الذى يصل إلى نهاية الساق , وغالباً ما يكون من الصوف الفاتح , وهو بصفة عامة يميل إلى أن يكون محبوكاً من عند الوسط متسعاً بعد ذلك حتى نهايته , وله فتحة دائرية عند الرقبة , وأحياناً تكون له رقبة صغيرة , وأكمامه طويلة متسعة ولكن له إسورة عند الرسغ , وأحياناً ما تحبك الإسورة بزرار أو بشريط رفيع. وقد ترتدى النساء فى بعض الأزياء قميصاً آخر أقصر ذا كمين متسعين قصيرين , وفى بعض الأحيان يكون من لون مخالف للون القميص السفلى , وأحياناً ما يكون منسوجاً بخطوط طولية خفيفة الألوان أو بمربعات خفيفة.
2- العباءة:
ترتدى النساء فوق القميص عباءة من قماش ثقيل من صوف أو قطيفة تثبت عند العنق أو الكتف الأيمن بمشبك , أما نساء عامة الشعب فتستبدلن المشبك بشريط من الجلد , وتكون العباءة من قماش أقل فخامة وأكثر خشونة.
3- الأحذية:
أما أحذية السيدات وإن كانت شبيهة بأحذية الرجال , ولكنها أكثر إهتماماً بدقة صناعتها , وتغطى القدم بكاملها , وترتفع إلى الساق وأحياناً إلى الركبة , وتحبكها على الساق السيور الجلدية الرفيعة وكثيراً ما تكون على شكل تجديلات زخرفية.
أزياء النساء فى القبائل التيوتونية والجرمانية:
كان الزى عند نساء تلك القبائل يشبه فى بعض الأحيان ملابس الرجال , ولكن بعد فترة قصيرة من الزمان ظهر التأثر الواضح بالطرز الرومانية , فإختفت تقريباً إرتداء السراويل وحل محلها رداء أو أكثر فوق بعضهم البعض إتقاءً للبرودة القاسية فى فصل الشتاء , وكانت الأردية السفلية قصيرة أو بدون أكمام , أما الرداء الخارجى فكان طويل واسع الأكمام وبدون تفصيل حول الوسط , حيث تكتفى السيدة بحزام رفيع أو حبل مجدول يحيط وسطها , مما يسهل لها رفع جزء من الرداء لتصنع منه عب صغير شبيه بالعب المشهور بين الأزياء الإغريقية والرومانية ، وبعض من هذه الأردية طرزت أطرافها عند الأكمام وحول فتحة العنق , كما طرزت نهاية الرداء عند الأرجل بالزخارف الهندسية البدائية الشبيهة بالكنارات الرومانية.
ثم غطت ذلك الرداء بالعباءة المعروفة عند القبائل الأوروبية الزاحفة على شمال الإمبراطورية الرومانية , وكن يشبكنها بمشبك عند العنق أو عند الكتف , وفى أحيان أخرى طالت تلك العباءة حتى تتشبه بالعباءة الرومانية حتى تلتف حول الجسم كله تم تلقى بزيادتها من على الكتف الأيسر حتى تنسدل على الظهر , وتوجد بعض الطرز من هذه العباءات أكثر طولاً حتى تضع بدايتها فوق رأسها وتلف عنقها قبل أن تلف جسمها وتنسدل بقيتها على كتفها الأيسر وظهرها.
أما الإنتعال بالقدم فطورت النساء شكل صندلها فجعلته شيئاً وسطاً بين تلك الصنادل البدائية المعروفة عند تلك القبائل والأحذية والصنادل الإغريقية والرومانية.
أزياء النساء الفرنجة:
أولاً: زى الفرنجة الأولين:
كانت أزياء نساء الفرنجة الأولين عبارة عن رداء ثقيل من الصوف طويل متسع إلى حدٍ ما , ويحبك من عند الوسط بحزام رفيع أو حبل مجدول حتى يمكن سحبه إلى أعلى أو إرخائه بعد ذلك حتى يكوِّن عب صغير , ونظراً للبرودة الشديدة كن ترتدين قميصاً أو أكثر طلباً للدفئ , ثم يغطى الرداء عباءة طويلة تشبك تحت العنق مباشرة أو عند الأكتاف , وكثيراً ما كن تغطين رؤوسهن وأعناقهن حتى مقدمة الصدر بغطاء يشبه الطرحة , وأحياناً كانت السيدات ترتدين عباءة متصل بها غطاء للرأس (مثل المعروف عند أهل المغرب العربى).
ولبست السيدات من عامة الشعب رداء طويل متسعاً بنصف بنصف كم أو كم طويل متسع , وتلف حول وسطهن حزام رفيع أو حبل مجدول لعمل العب الصغير المعروف , وتغطى رؤوسهن خاصة خلال فصل الشتاء إما بطرحة حول الرأس والرقبة والأكتاف أو بغطاء للرأس له فتحة للوجه ومحاك بخيط ليغطى العنق والأكتاف , وترتدى عباءة تعقد تحت الرقبة أو عند الكتف بمشبك.
أما الإنتعال فى الأقدام فكانت تضع فى أقدامهن صندل من الجلد يغطى باطن قدمها ومقدمة أصابعها ثم يجمع أطرافه بواسطة دوبارة أو سيور جلدية فوق مشط القدم وأحياناً البداية السفلى من ساقها.
ثانياً: زى الفرنجة المتأخرين:
ظهرت بعض الأزياء التى تأثرت بأزياء القبائل الأوروبية الأخرى والطرز الرومانية والبيزنطية , فمالت وإتجهت أزيائهن إلى مزيد من زخرفة أطراف أثوابهن بالكنارات ووسائل الزخرفة بالتطريز , كما إتسمت طرز الملابس بمزيد من الرقة والتنوع وظهرت طراز نساء عبارة عن قميصين أحدهما فوق الآخر , والقميص السفلى طويل الأكمام وتحبك عند الرسغ بإسورة عريضة أو رفيعة أو تحبك بأزرار أو بسير رفيع , أما القميص العلوى فقصير وواسع وبكمين واسعين أقصر من السفلى إما عند منتصف الساعد أو عند منتصف العضد (أى نصف كم) , وكلا القميصين ذى كنارات عند نهايته وعند أطراف الأكمام يزين القميص العلوى حول العنق ومقدمة الصدر بأشغال التطريز , ويلف حول الوسط حزام رفيع أو متوسط ونادراً ما يكون الحزام عريض.
وقد ظهرت بعض الصدريات بدون أكمام وبألوان زاهية قوية , وغالباً ما تكون من لون مخالف للون الرداء. كما عرفن أغطية متنوعة للرأس والرقبة , وإرتدين فوق هذا إما العباءة التقليدية القديمة ولكنها أكثر طولاً بعضها بدون غطاء للرأس وبعضها بغطاء مشبوك وكانت أحياناً من الصوف السميك وأحياناً من الجلد الملون , أو النوع الثانى بتلك العباءة الطويلة الشبيهة بالعباءة الرومانية التى تلتف حول الخصر وتدور حابكة للجسم كله , ثم تلقى بالزيادة منها فوق كتفها وظهرها , وأحياناً ما يزين طرفها السفلى شراشيب رفيعة.
أزياء النساء من البريطانيين والساكسون:
كانت أزيائهن فى البداية ثقيلة بدائية خشنة لا تتعدى أن تكون عدة أردية طويلة بعضها فوق بعض , وكانت كلها طويلة الأكمام , عدا القمصان الداخلية إذ كانت بدون أكمام تقريباً والرداء الخارجى واسع الأكمام حتى يبين أكمام الأردية التى تحته , والتى كانت تنتهى بما يشبه الإسورة , وتحبك إما بواسطة أزرار أو شريط رفيع من الجلد , وكانت تضع حول وسطها إما شريطاً رفيعاً من الجلد أو حبل مجدول يرفع به الرداء قليلاً فيصنع عب خفيف حول الوسط.
وكانت تضع فوق رأسها وعنقها غطاء يصل تقريباً حتى بداية الصدر والأكتاف ثم يغطى ردائها عند الخروج عباءة تشبك عند الصدر أو الكتف بمشبك , وفى الغالب تكون هذه العباءة من الجلد أو الصوف الثقيل وحافتها السفلى دائرية , وبعد فترة من إتصال أهل الجزيرة البريطانية بالرومان تداخلت الأزياء الرومانية مع الأزياء التقليدية القديمة فظهرت طرز تجمع بينهما , مثل العباءة الطويلة التى تلتف حول الجسم ويلقى بنهايتها حول الكتف والظهر , وقد ظهرت وسائل زخرفة أطراف الأردية والأكمام وحول العنق وأحياناً عند الأكتاف أيضاً.
زى الملكة:
يبدو أن زى الملكة والنبيلات والسيدات الموسرات كان مشابهاً لزى الملك , وأغلب طرزه تلك التى تتكون من ثوباً طويلاً ينسدل فى ثنيات حتى القدم وله كمان طويلان واسعان , وصدار ذو لون أحمر غالباً , وعباءة زرقاء تغطى الجسم تقريباً وتلف حول الوسط ثم تلقى زيادتها على الكتف الأيسر ومنه إلى الظهر فتصل إلى الأرض تقريباً , وتترك بذلك جانباً من الكتف الأيمن حراً , ولم تكن فى بادئ الأمر تلبس مع أى حلى.
أزياء النساء فى القرن الثانى عشر (1100 – 1200م):
أهم الخصائص:
أهم ما يميز أزياء السيدات فى هذه الفترة الأخيرة أن الكم منفصل عن الثوب الخارجى , ويأخذ شكل نصف الدائرة ولكنه يطول كثيراً عند فتحة الكم التى تصل أحياناً إلى الأرض , وأحياناً يعقد الطرف حتى لا يكون على الأرض , والثوب ملتصق بالجسم من أعلى إلى الردفين , ثم يتدلى الجزء الأسفل على شكل ثنيات كثيرة , ويطول الخلف عن الأمام , ويُرتدى الحزام حول الوسط والجانبين , ويأخذ الثوب شكل الجسم الطبيعى , إلا أنه يتسع كثيراً من بداية الجانبين إلى الذيل بوضع قصة مثلثة الشكل , كما تتميز الأكمام بأنها طويلة جداً , ثم تنزل بتوسيع كبير جداً من بداية الأكتاف التى تأخذ من الثوب شكل حرف (T) وعند نهاية الأكمام تأخذ فى الإستدارة إلى أن تصل إلى شكل الكم الطبيعى مرة أخرى.

مكونات ملابس السيدات (Women):
1- القميص (Chemise):
يرتدى قميص أسفل الثوب ذو أكمام طويلة ضيقة تصل إلى الرسغ , وتظهر أسفل الأكمام المتسعة جداً من نهايتها للزى الخارجى.
2- الثوب (Robe):
الثوب ملتصق بالجسم من أعلى , وغالباً ما يكون الظهر مصنوعاً من الدانتيلا حتى يلتصق بالجسم تماماً. كما توجد فتحات مستديرة على جانبى الجزء العلوى وتربط بأشرطة أو كردون حتى تجعل الثوب ملتصقاً تماماً بالجسم إلى الجانبين , ثم ينسدل الجزء الخاص بالجونلة بإتساع أسفل الجانبين بواسطة القصات المثلثة التى توضع فى الجانبين , والأكمام طويلة جداً ثم تأخذ فى الإتساع كما وضحنا.
3- الشال (Mantle):
عبارة عن نصف دائرة مطابقة تماماً لما يرتديه الرجال , تُرتدى على الكتفين وتُضم بواسطة دبوس (Brooch) وعليه كنار مزين بالتطريز أو البرودريه.
4- الجوارب:
تستخدم لتغطية السيقان وهى مصنوعة من التريكو أو قماش الجوارب.
5- الأحذية:
مشابهة لأحذية الرجال.
أزياء النساء فى القرن الثالث عشر (1200 – 1300م)
أهم الخصائص العامة:
فى هذا القرن الثالث عشر فى العصور الوسطى كانت فرنسا هى قبلة أنظار العالم الأوروبى وذلك نظراً لإرتفاع مستوى المعيشة فى عهد لويس الحادى عشر وبالتالى إنتشرت الأزياء الفرنسية فى جميع البلاد الأوروبية.
كان الزى فى تلك الفترة يحدد معالم الجسم تبعاً للخطوط الخارجية لجسم المرأة , وكان الزى الخارجى للمرأة عبارة عن رداء طويل وواسع ويضم الوسط بحزام , وكان هذا الحزام يختلف تبعاً لمستوى المرأة التى ترتديه , فأحياناً كان مزركشاً من المعدن أو الذهب المطعم. وكانت المرأة ترتدى فوق هذا الزى حرملة طويلة مستديرة أو نصف دائرة وكانت تشبك عند الرقبة إما بدبوس أو بكردون , وكانت الحرملة تبطن أحياناً بالفراء. وقد كانت المرأة الفرنسية تميل إلى إرتداء الزى الخارجى محبكاً حول الصدر والوسط.
وفى ذلك العصر ظهرت الملابس المسماة الشال أو الكاب بكثرة (Mantle) وهى التى تشبه العباءة , وكانت المرأة تظهر بتلك الملابس فى المجتمعات وكانت أكمام هذا الرداء طويلة جداً تصل إلى الأقدام محبكة من اعلى ثم مشقوقة إلى نهاية طول الأكمام , وتظهر تحت هذه الأكمام أكمام الرداء الداخلى محبكة حول الذراع وتغطى جزء كبير من اليد , ولعل هذه الملابس قد إنتقلت إلى المجتمع الأوروبى من الشرق الإسلامى بعد الحروب الصليبية. ومما هو جدير بالذكر أن الملابس التى ترتديها المرأة المحجبة فى وقتنا المعاصر تشبه إلى حد كبير تلك الملابس.
وأهم ما يميز ملابس السيدات الكم الرجلان الذى يبدأ من خط الوسط وخط الكتف بإنحدار للرسغ ليكونا معاً كما ضيقا فى النهاية , ثم يتسع خط الجانبين إلى خط الذيل الذى يكون مستقيماً من الأمام وطويلاً نوعاً من منتصف الخلف , ويوضع حزام على خط الوسط ليعطى الجونلة الكسرات , والشال أو الكاب (Mantle) يتميز بأنه مستدير حول الرقبة ويطول إلى الأرض ويمسك من الأمام على الصدر بكردون يجعله مفتوحاً وليس متقابلاً كما فى أزياء الفترات السابقة , وعلى الرأس ترتدى قبعة صغيرة.
وأيضاً أهم ما يميز أزياء السيدات فى هذه الفترة وضع بوندة حول فتحة الرقبة التى بدت أوسع قليلاً عن ذى قبل , وعلى نهاية الأكمام , وإطالة الشال أو الكاب ووضع (الويمبل) وهو عبارة عن قطعة من قماش الفيل مستطيلة لتغطية الرأس والرقبة , وأصبح الفيل عبارة عن نصف دائرة. وإتخذت أزياء السيدات فى هذه الفترة مظهراً جديداً وهو يشبه كثيراً ملابس الرجال فى التونيك الداخلى والخارجى إلى أن يصل طوله إلى ما بعد القدمين لينسدل على الأرض , وطرف الأكمام طويل جداً للزى الداخلى , والزى الخارجى بدون أكمام ويرتدى كاب طويل يصل طوله إلى الأرض أيضاً.
مكونات ملابس السيدات (Women):
1- القميص (Shirt):
نادراً ما يظهر من الزى الخارجى.
2- التونيك الداخلى (Under Robe):
يماثل التونيك الخارجى فى الشكل إلا أنه الأكمام ضيقة ومنفصلة عن الزى وتقفل بأزرار صغيرة إلى الكوع , ويكون غالباً من الألوان الفاتحة والمنقوشة.
3- الثوب (Kirtle) (Robe):
فتحة الرقبة واسعة ومنخفضة نوعاً , ملتصق بالجسم من أعلى , ثم يأخذ فى الإتساع الكبير إلى خط الذيل , والأكمام منفصلة ومشابهة لأكمام الرجال التى تصل إلى الكوع ثم تطول بشريط عريض مستدير فى آخره يتدلى بعيداً عن الذراع.
4- الزى الخارجى بدون أكمام (Sidless gown):
يرتدى فوق الثوب بفتحة رقبة واسعة وبدون أكمام , وبه فتحة من تحت الإبط إلى الأرداف تنتهى بإستدارة , وتدكك بشريط ليظهر الثوب من أسفله , والجونلة طويلة إلى ما بعد الأرض , وخط الذيل يطول فى الخلف عن الأمام بإستدارة ويوضع على خط الذيل بوندة من الدانتيل أو التطريز.
5- الكاب (Mantle):
إرتدت السيدات الكاب قبل سيدات فترة (عام 1190م) وهو عبارة عن ثلاثة أرباع الدائرة , ويرتدى على الأكتاف ويصل طوله إلى ما بعد الأرض , ويبطن عادة بلون مخالف , وفتحة الرقبة مستديرة ويثبت على الصدر بكردون.
6- الجوارب (Stokings):
إستخدمت الجوارب الممسكة بالقدم.
7- الأحذية (Shoes):
إستخدمت الأحذية المدببة من الأمام ولها شريط يلف حول الرسغ مثل أحذية الرجال.
أزياء النساء فى القرن الرابع عشر (1300 – 1400م):
فى هذه الفترة ظهرت طبقة جديدة فى المجتمع وهى الطبقة البرجوازية ومن أثر ذلك أن إنتهى عصر الإقطاع وإختفاء الأمراء كقوة حاكمة وتغيرت مظاهر الحياة فى أوروبا وحاولت الطبقة الجديدة البرجوازية أن تثبت وجودها فأثر ذلك فى كل شئ ولكن ظهر تأثيرها الأكثر فى الملابس والأزياء فظهرت أساليب جديدة وأصبحت الموضة تلعب دوراً هاماً فى المجتمع الجديد.
أهم الخصائص العامة:
لبست النساء ملابس طويلة إلى الأرداف ثم واسعة إلى الذيل وكانت هذه الملابس تدكك بأشرطة من الظهر أو على الجانبين أو تقفل بأزرار , وكان الزى يتكون من (قميصين) أحدهما محبك إلى الردفين بكمين محبكين إلى الرسغ يقفلان بأزرار صغيرة متجاورة من الكوع إلى الرسغ أو تقفلان بواسطة التدكيك , أما القميص الآخر فبدون أكمام وبفتحتين للذراعين واسعين جداً تصلان إلى الأرداف بحيث يظهر القميص السابق ذكره , وكانت هذه الفتحات تحلى بالفراء ويحلى بها الصدر أيضاً.
وأهم ما يميز أزياء هذه الفترة الكاب الذى إستخدمت فيه فتحات لحركة الذراعين ولكنه يختلف عن الكاب الخاص بالرجال بأنه بدون أكمام , وغطت السيدات أجسامهن ورؤوسهن ولم يُظهرن إلاَّ الوجه والكفين. كما تميزت أيضاً هذه الفترة بأزياء ملتصقة بالجسد من أعلى وتظهر الوسط , ثم تأخذ فى الإتساع إلى خط الذيل الذى يطول إلى أسفل الأرض , والزى الداخلى من القماش المنقوش أو المطرز لتظهر الأكمام أسفل الزى الخارجى , وعلى الزى يرتدى الكاب المبطن بلون آخر.
وقد إرتدت النساء أيضاً فى هذه الفترة زياً جديداً عبارة عن ثوب ضيق ملتصق بالجسم من أعلى , طويل إلى ما بعد الأرض , وإرتدين عليه زياً بدون أكمام ولكن بحردة عميقة جداً , ليظهر الثوب والحزام الذى يربط على الأرداف , والزى الخارجى طويل من الأمام إلى ما بعد الأرض , والخلف طويل جداً والجونلة واسعة وفى أواخر القرن الرابع عشر لبست النساء الرداء الخارجى (المعطف) الواسع الطويل , وكانت أكمامه واسعة وطويلة وتحلى أطرافها بالشرشرة التى إنتشرت فى هذه الفترة.
مكونات ملابس السيدات (Women):
1- القميص (Shirt):
نادراً ما يظهر من الزى الخارجى

2- الزى أسفل الثوب الخارجى (Under Robe):
فتحة الرقبة مستطيلة وليست عميقة , وهى أقل عمقاً فى الخلف عنها فى الأمام , والجزء العلوى ملتصق بالجسم , ثم يأخذ الجانب فى الإتساع الشديد بعد الوسط بقليل , ويأخذ خط الذيل شكل الإستدارة من الأمام والخلف , ويصنع من الأقمشة المطرزة أو المشجرة الصلبة حتى تعطى الإتساع المطلوب بعد الردفين للزى الخارجى , والكم منفصل عن الزى ضيق وبه فتحة إلى الكوع تقفل بأزرار صغيرة ويصل طوله إلى ما بعد الرسغ ليغطى جزءاً من اليد.
3- الثوب الخارجى (Cotehardie):
تأخذ فتحة الرقبة نفس شكل الزى الداخلى , فهى مستطيلة وليست عميقة والجزء العلوى ملتصق بالجسم , ويأخذ خط الجانب فى الإتساع الكبير جداً إلى خط الذيل , طويل إلى ما بعد الأرض , ويأخذ بإستدارة أطول من الأمام فى منتصف الخلف , مفتوح من الأمام إلى ما بعد الوسط , ويقفل بكردون وبه فتحتان من الأمام على شكل جيب بسيط رأسى.
4- الأكمام (Sleeves):
يصل طول الكم إلى ما قبل الكوع وهو ملتصق بالجسم , ثم ينتهى بشريط طويل جداً بإستدارة ليتدلى بعيداً عن الذراع , ويظهر الكم المزركش للزى الداخلى.
5- الكاب (Pelicom):
عبارة عن ثلاثة أرباع الدائرة و وبه حردة الرقبة مستديرة , ويوضع على الكتفين , ويثبت على الصدر بكردون طويل معقود على الصدر وتمسك ببروشات , وهو طويل إلى ما بعد الأرض ولاسيما من الخلف , ومبطن عادةً بلون مخالف ولكنه يتمشى مع النقوش التى تظهر فى أكمام الزى الداخلى.
6- الجوارب (Stokings):
ملتصق بالقدم ولا تظهر ألوانها البراقة إلاَّ حينما ترفع السيدة ثوبها.
7- الأحذية (Shoes):
إستخدمت الأحذية المدببة من الأمام بألوان تتمشى مع لون الزى , وعليها توضع البروشات لتزيينها.
أزياء النساء فى القرن الخامس عشر (1400 – 1500م):
أهم الخصائص:
كانت الطرز السائدة فى ذلك القرن هى الطرز الفرنسية , وقد إختفت البساطة التى إمتازت بها ملابس النساء فى القرن الثالث عشر والرابع عشر , وأصبحت طرز القرن الخامس عشر متعددة ومعقدة , وكان الذى يميز ملابس النساء هو الذيل الطويل الذى كان يمتد لعدة أمتار على الأرض , وقد إستمر إتساع الذيل فى النصف الأول من القرن الخامس عشر , وكان القميص الخارجى بفتحتين واسعتين للذراعين , والرداء الخارجى الطويل ذى الأكمام الطويلة والتى تقص أطرافها على شكل أوراق الأشجار.
وفى النصف الثانى من القرن الخامس عشر إنتشر رداء واسع طويل يُضم بحزام عريض أسفل الصدر مباشرة , وفتحة الصدر مثلثة واسعة تحلى بالفراء , وكان الرداء يبطن بالفراء أو بلون مخالف للون الزى , ويحلى ذيل الفستان الطويل بالفراء , اما الأكمام فكانت طويلة وضيقة أو أحياناً واسعة حتى تغطى اليدين , وتحت هذا الرداء ترتدى السيدة قميص من لون مخالف فيظهر عندما يرفع الرداء الخارجى عند السير.
وبوجه عام فقد ظهرت السيدات بأزياء تختلف عن الفترة السابقة , فالزى الداخلى بفتحة رقبة عميقة جداً بخط مستقيم , والزى الخارجى بفتحة واسعة جداً تبدأ من الكتف بشكل مدبب إلى أسفل الصدر الذى يحدده حزام عريض يأخذ شكلاً منحنياً ليكون عالياً من الخلف قليلاً عن الأمام , والجونلة منفصلة عن الجزء العلوى عبارة عن ثلاثة أرباع دائرة ومفتوحة من الجانبين بإستدارة.
وإرتدت السيدات أحياناً زيا مشابها لزى الرجال إلا أن وضع الحزام إلى أعلى من الوسط لعمل كسرات عميقة أدى إلى ظهور السيدات بمظهر الحوامل , والكول تغلق أحياناً بأزرار صغيرة حول الرقبة وتترك أحياناً مفتوحة , والأكمام تأخذ نفس شكل أكمام الرجال , وتثنى إسورة الكم إلى أعلى لتعطى شكل ورق الشجر , والأحزمة طويلة وتمسك فى اليد وهى مرصعة أو مطرزة وكان هذا الزى يتشابه مع الزى فى الفترة السابقة إلا إختلافات كانت فى شكل الكول ونهاية الأكمام وأغطية الرأس , فغطاء الرأس عبارة عن قبعة عالية تأخذ شكل المركب من الجانب وأسفلها تيربون يجمع الشعر ويتدلى من أعلاها إلى الخلف قطعة من القماش السادة بكسرات ثم يتدلى شريط آخر ويمسك باليد.
مكونات ملابس السيدات (Women):
1- القميص (Chemise)
نادراً ما يظهر الزى الخارجى.
2- الزى الداخلى (Under Robe):
ينفذ مماثلاً تماماً للزى الخارجى الذى سنشرحه إلاَّ أن الكول أصغر قليلاً وتظهر على كول الزى الخارجى , وهى من اللون الفاتح , والأكمام ضيقة إلى ما بعد الرسغ وتقفل بأزرار صغيرة.
3- الثوب الخارجى (Houppelande):
فتحة الرقبة مثلثة واسعة عند الرقبة قليلاً لتركيب الكول المدبب فى نهاية فتحة تقفل بشريط قريب من الجسم من أعلى وبعد حردة الإبط يتسع كثيراً إلى خط الذيل الذى يطول إلى ما بعد الأرض وخصوصاً من الخلف الذى يطول كثيراً.
4- الجوارب (Stoking):
إرتدت النساء جوارب ملونة بألوان وملتصقة بالقدم.
5- الأحذية (shoes):
كانت أحذية النساء مشابهة لأحذية الرجال , عبارة عن بوت قصير ومدببة من الأمام.

أزياء النساء فى القرن السادس عشر
عصر النهضة (1500 – 1600م):
ذكرنا من قبل أن تاريخ الأزياء فى عصر النهضة فى أوروبا يقع فى ثلاث مراحل:
أولاً: المرحلة الأولى: من 1500 إلى 1530م وقد سادت فيها الأساليب الإيطالية
ثانياً: المرحلة الثانية: من 1530 إلى 1550م وقد سادت فيها الأساليب الألمانية
ثالثاً: المرحلة الثالثة: من 1550 إلى 1600م وقد سادت فيها الأساليب الأسبانية
ونظراً لأهمية عصر النهضة فى عالم الأزياء فسنتناوله بالتفصيل فى الشرح وعرض اللوحات والصور.
ملابس النساء فى المرحلة الأولى (الأساليب الإيطالية):
ظهرت مميزات عصر النهضة فى ملابس النساء , وأصبحت ملابس النساء تصنع من الأقمشة المنقوشة كالقطيفة والحرير السميك (البروكار الموشى بخيوط الذهب والفضة) وقد فقدت الأزياء فى هذه الفترة الذيل الطويل الذى تميزت به الفترة السابقة , وكان يتكون الزى من جزئين الجزء العلوى (الكرساچ) وكان محبكاً حول الصدر , والجزء السفلى (الجونلة) واسعة ومفتوحة من الأمام أى من عند خط الوسط إلى الذيل , ويظهر القميص الداخلى , وكانت هذه الجونلة تخاط فى الجزء العلوى (ليصبحا قطعة واحدة) , وكانت فتحة الرقبة واسعة وغالباً ما تكون مربعة الشكل والأكمام كانت تتصل (بالكورساچ) بواسطة أربطة وكان يظهر كم القميص الداخلى منها.
ملابس النساء فى المرحلة الثانية (الأساليب الألمانية):
كان الجزء العلوى قصير ينتهى أسفل الصدر مباشرة , وفتحة الرقبة مربعة الشكل , ولكن فتحة الصدر كانت أقل إتساعاً عن الفترة السابقة وذلك نتيجة للنقد الذى تعرضت له النساء , وقد كانت تحلى بالتطريز أو بأشرطة ذهبية , وكذلك الأكمام الواسعة , أما الجونلة فكانت تسدل إلى القدمين بإتساع , وبعد ذلك طال الجزء العلوى إلى ما بعد الوسط الطبيعى بقليل وكان محبكاً جداً عند الصدر وكذلك عند الوسط و وبعد ذلك أصبحت حردة الرقبة واسعة تكشف الصدر والأكتاف وتحلى بالتطريز والجواهر أحياناً وكان الفراغ يُملأ بقماش القطيفة السوداء حتى تكون حردة الرقبة محبكة حول الرقبة وكان يحليها أحياناً ياقة بيضاء من الشاش.
وكذلك تغير شكل الأكمام وأصبحت مثلثة الشكل بحيث يثبت رأس المثلث إلى أعلى والقاعدة إلى أسفل , وكان هذا الكم يبطن وكان يظهر تحته كم آخر مصنوع من قماش مخالف ويحلى (بالعراوى) التى تظهر كم القميص الداخلى , فقد كان طرف كم القميص يحلى (بكورنيش) , وقد ظهرت أكمام أخرى تصنع من عدة أجزاء تشبك إلى بعضها على هيئة أشرطة فيظهر من بينهما كم القميص.
وقد بقيت الجونلة كما هى , وأحياناً كانت تجمع حول الوسط فى شكل كسرات منتظمة , وقد كان الألمان رجالاً ونساءً مولعين بإرتداء سلاسل ذهبية يلفونها عدة مرات حول الرقبة بحيث تغطى الصدر , كما كانت النساء يستعملن تلك السلاسل كأحزمة للوسط.
ملابس النساء فى المرحلة الثالثة (الأساليب الأسبانية):
إبتداء من منتصف القرن السادس عشر سادت الأساليب الأسبانية فى الأزياء الأوروبية , وكانت الملابس تتسم بالأشكال الهندسية بحيث تقسم المظهر الخارجى للجسم إلى دوائر ومثلثات وتخفى الشكل الطبيعى للجسم , وكانت تعطى الأكتاف والأرداف أهمية عن باقى أجزاء الجسم , وكانت الملابس فى هذه الفترة تدل على الإبداع فى التفصيل والفن والبراعة فى خياطة الملابس.
فقد كانت الأزياء الأسبانية تجعل من الجسم دمية تعلق عليها تحفة فنية من الحياكة والتطريز , يضاف إليها ثروة من اللؤلؤ والذهب والماس والزمرد والياقوت , تعلق حول الرقبة وتغطى الصدر أو على الشعر وتوزع على سطح القماش , ويرجع السبب فى ذلك إلى تدفق خبرات العالم فى كل من أسبانيا وإنجلترا بعد إكتشاف أمريكا والهند , وكان إستعمال القطيفة السوداء وغيرها من الأقمشة ذات الألوان الدافئة يساعد على إبراز الجواهر.
وقد ظهرت تطورات فى زى المرأة لعل أهمها هو الحشو وإتساع الأرداف وزيادة عرض الأكتاف والأكوال الدائرية المرتفعة ذات (الكرانيش) المتعددة , وكان الجزء العلوى (الكورساچ) يصل إلى أسفل الوسط الطبيعى بقليل وترتدى السيدة تحتة مشد (الكورسيه) , وكان المشد يصنع فى بادئ الأمر من قماش مقوى ثم أضيف إليه أشرطة من الصلب تحاك فى بطانته , وكانت هذه الأشرطة تساعد على إخفاء الشكل الطبيعى لصدر المرأة وتجعل الجزء العلوى من الجسم على شكل مخروطى , وكانت فتحة الرقبة ضيقة حولها كولة دائرية الشكل ومنشاة وذات ثنيات تصنع من الدانتيل , وأحياناً كانت فتحة الرقبة واسعة تحيط بها كولة منشاة أيضاً ذات كسرات تصنع من قماش خفيف , وتزين أطراف الكول بالدانتيل الرفيع.
وكانت الأكمام ضيقة عند الرسغ واسعة عند الأكتاف مبطنة ومحشوة بالتطريز , وتسمى هذه الأكمام (كم فخذة الخروف) (Mutton Log Sleeves) وأحياناً كانت الأكمام مفتوحة على طول الذراع ليظهر منها كم آخر ضيق بلون مخالف تزخرف أطرافه كرانيش من الدانتيل وتثبت فتحة الكم على مسافات وتزين بطرق مختلفة منها الأشرطة المتعددة على شكل (فيونكة).
والجونلة كانت طويلة تصل إلى الأقدام , مفتوحة من الأمام فتظهر جونلة تحتها من لون آخر , وقد ظهر (الچيبون) فى ملابس النساء للمرة الأولى كانت تسمى فى هذه الفترة (فرذنجيل) (Farthingale) وكانت تلبس تحت الجونلة وهى على شكل مخروطى رأسه عند الوسط ونهايته عند نهاية الجونلة , فيعطى شكل الناقوس المقلوب , وكانت تصنع فى بادئ الأمر من قماش مقوى ثم تطورت وأصبحت تصنع من أطواق معدنية او من عظم الحوت , بحيث تخاط على القماش وتعطية الصلابة.
وقد أدخلت على (الفرذنجيل) (Farthingale) بعض التغييرات فأخذت شكل عجلة من القماش المحشوة وترتدى تحت الجونلة السفلى حيث كانت تتركز حول الأرداف وتثبت بأشرطة حول الوسط فكانت تعطى الجزء السفلى من الجسم شكلاً دائرياً له سطحاً تغطيه جونلة قصيرة على شكل كسرات منتظمة , وقد زاد إتساع الفرذنجيل فى أواخر هذه الفترة بدرجة كبيرة.
أهم الخصائص العامة لأزياء النساء فى القرن السادس عشر (عصر النهضة):
كانت أهم تحركات خطوط الملابس أن إرتدت السيدات الثياب الطويلة , والجزء العلوى ممسك بالصدر إلى الأرداف ويُرتدى أسفله (كورسيه) ليعطى شكل الجسم النحافة من أعلى , والزى من قطعة واحدة , وحردة الرقبة مربعة وعميقة عليها بوندة من الفراء , أسفلها ثلاث سلاسل تتدلى على الصدر من أسفل الرقبة , وأخرى فى الكم الأيسر الغامق , ويرتدى حزام أعلى الردفين ويعقد , وتتدلى الشرائط من الأمام على منتصف الجونلة التى يصل طولها إلى القدمين ثم يطول خط الذيل من الخلف , وكم القميص الذى يظهر أسفل الكم الخارجى واسع جداً يمسك بكسرات عند الإسورة , وكم الزى الخارجى على شكل الجرس ممسك بأعلى الذراع ثم يأخذ فى الإتساع الشديد , ويجمع أسفل الكوع من بداية الإتساع , ويصنع من الفراء القاتم اللون الذى يتمشى مع القماش المستخدم فى البوندة عند فتحة الصدر , وغطاء الرأس أنيق وصغير نوعاً.
وإرتدت السيدات فى هذه الفترة الأزياء المحتشمة , فغطيت فتحة الرقبة بسفرة للأمام والخلف , وصنع الزى الخارجى من الأقمشة المشجرة أو المطرزة , وحليت السفرة والأكمام التى تأخذ شكل الجرس (الناقوس) بالفراء القاتم , وإرتدت السيدات (الكورسيه) وعليه الدانتيل ليكون الزى ملتصقاً إلى الخصر ثم يأخذ فى الإتساع الشديد إلى خط الذيل الذى يطول إلى الأرض , والكول مرتفع على الرقبة ويركب فى السفرة وتظهر الأكمام من الزى الخارجى.
وإرتدت السيدات الأحزمة لتتدلى على الخصر المدبب من الأمام , وينتهى بسلسلة تنتهى بكيس صغير , والجونلة للزى الخارجى مفتوحة من الأمام لتظهر الزى الداخلى الذى يصنع من القماش السادة , وقد إرتدت النساء زياً محبكاً إلى ما بعد الوسط بقليل , الوسط على حرف (V) , وفتحة الصدر مربعة وعميقة ليظهر من أسفلها القميص ذو الكول (البليسيه) المرتفعة على الرقبة , والجونلة واسعة وطويلة تحلى ببوندات مثل الصدر , والأكمام منتفخة من اعلى , والقبعات صغيرة وعالية نوعاً ومزينة بالريش.
إمتازت ملابس السيدات فى هذه الفترة بالزركشة الزائدة , وإرتدت السيدات (الكورسيه) ليعطى الوسط الرشيق الذى ينتهى على شكل حرف (V) , والزى بدون أكمام لتظهر الأكمام المنتفخة جداً من أعلى وضيقة من أسفل وعليها (الأوبليت) العريضة المزينة , والجونلة واسعة جداً ترتدى أسفلها الفرذنجيل وهو عبارة عن حلقة بها عظام رأسية وعظمة دائرية من عظم الحوت لتعطى الجونلة الشكل الدائرى , والجونلة بكسرات عميقة عند الوسط , ومفتوحة من الأمام بإستدارة لتظهر من تحتها الثوب المزركش , وتوضع أسفل الثوب الداخلى على الجانبين حلقة لتعطى الزى الشكل المطلوب.
وإرتدت السيدات فى هذه الفترة زياً غنياً بالنقوش والزينة , والأزياء أصبحت قريبة من الجسم أكثر من الفترة السابقة , وقد كان الثوب الخارجى ملتصقاً بالجسم من أعلى من أثر الكورسيه الضيق , وفتحة الصدر مربعة واسعة وعميقة , والوسط ينزل على خط الجونلة من الأمام بإستدارة إلى مكان أعلى الجانبين , والقميص يظهر من فتحة الرقبة وبه كول مرتفعة تغطى الرقبة إلى الرأس عبارة عن كسرات على شكل كورنيش , والأكتاف عريضة بواسطة (الأوبليت) العريض , والأكمام واسعة جداً عليها ونقوش من أعلى , والجونلة واسعة جداً بكسرات عميقة على الوسط مفتوحة من الأمام لتظهر أسفلها الجونلة المنقوشة.
المكونات الرئيسية لملابس السيدات (Women):
1- الزى الداخلى (Under garment):
إرتدت السيدات الكورسيه الطويل نوعاً , ثم عليه قميص من اللون الفاتح أو أبيض اللون بأكمام طويلة عليها إسورة على شكل كورنيش عريض يغطى الرقبة ويقف حولها إلى أسفل الذقن.
2- الزى الخارجى (Gown):
إرتدت السيدات الزى الخارجى بحيث الجزء العلوى ملتصق بالجسم تماماً إلى ما بعد الوسط , وينزل من الأمام بإستدارة , وفتحة الرقبة مربعة واسعة وعميقة لتظهر القميص السادة الفاتح والكول الكبير حول الرقبة وعلى الأكتاف , وحردة الكم بوضع الأوبليت وهو عريض جداً لهذه الفترة , والأكمام واسعة جداً وطويلة لعمل (كشكشة) من أعلى لتعطى الإنتفاخ المطلوب , وأسفل الزى فى الجزء السفلى ترتدى السيدة عجلة من (الفارذنجيل) ولكنها تأخذ شكل العجلة من القماش المقوى وعليها جونلة منقوشة , والجونلة الخارجية واسعة جداً وبها كسرات عند الوسط , وعليها باسك رفيع بكسرات أيضاً.
3- الجوارب (Stokings):
إستخدمت النساء الجوارب من الحرير والتريكو ملتصقة بالقدم.
4- الأحذية (Shoes):
إستخدمت النساء الأحذية مثل الرجال قريبة من شكل القدم وبدون أربطة ولا فتحات.

أزياء النساء فى القرن السابع عشر (1600 – 1700م):
حافظت النساء على الزى المستعمل فى أواخر القرن السادس عشر وذلك إلى حوالى عام 1625 ولم تحدث إلا تغييرات طفيفة فإستدارت رأس المثلث الأمامى من (الكورساچ) مع زيادة فى حجم الكول الدائرى , أو ظل المثلث كما هو مع ملئ فراغ (الديكولتيه) (Decollete) وهو ذو رقبة بشباك مطعمة بالجواهر.
زى النساء من 1625 – 1660م:
فى هذه الفترة بطل إستعمال الحشو , وقصر (الكورساچ) , وإستُغنى عن إستخدام الفرذنجيل (Farthingale) , وأصبح الكورساچ بباسك على هيئة قطع صغيرة , كما بقى المثلث الأمامى بلون مخالف , إستخدمت الدانتيل المنشاة كما وجدت أكوال مختلفة منها المربعة أو عدة أدوار من الأكوال بعضها فوق بعض بحيث تنسدل على الأكتاف حتى منتصف الذراع تقريباً. والمكونات الرئيسية لأزياء النساء كانت:
1- الأكمام:
كانت فى بداية هذه الفترة واسعة وطويلة , وهى على هيئة أشرطة تُجمع حول منتصف الذراع بشريط من (التفتاه) , وتنتهى حول الرسغ بإسورة من الدانتيل , ثم قصرت بعد ذلك إلى تحت الكوع مباشرة , وكانت تنتهى بإسورة ضيقة من الدانتيل.
2- الجونلة:
إستغنت النساء عن الحشو الذى كان يلبس تحتها , وبذلك أصبحت تلبس بطريقة طبيعية , وقد لبست النساء بدلاً من الفرذنجيل عدة جونلات فوق بعضها و وأحياناً كن يرفعن الجونلة الخارجية المفتوحة من الأمام ويشبكنها عند الوسط فتعطى بذلك الإنتفاخ عند الأرداف , وكانت الجونلات المتعددة تصنع من أقمشة سميكة مثل (البروكار) والقطيفة المنقوشة ذات الألوان المختلفة و وكانت الجونلة الثانية تصنع من قماش (الساتان) بلون فضى أو ذهبى و وكانت طويلة وواسعة.
زى النساء من (1660 – 1680م):
فى هذه الفترة أصبح البلاط الملكى الفرنسى هو المرجع الأول بالنسبة لأزياء النساء والرجال على حد سواء , ومن أهم المتغيرات التى أحدثها البلاط الفرنسى فى أزياء النساء هو (الديكولتيه) الواسع الذى كان يكشف عن الصدر والأكتاف , وقد عاد خط الوسط إلى مكانه الطبيعى , وكانت المكونات الرئيسية هى:
1- الكورساچ (الجزء العلوى):
أصبح عند الوسط الطبيعى أو تحته بقليل , ثم أصبح مدبباً من الأمام , وزال عنه المثلث الأمامى وأصبح من لون واحد , وفى مقدمة الكورساچ من الأمام إستخدمت أشرطة عبارة عن (فيونكات) من أشرطة (التفتاه) بلون مخالف للون الزى أو بدون فيونكات.
2- الديكولتيه:
أصبح بيضاوى أو مربع الشكل ويحلى بدانتيل أو بتطريز.
3- الأكمام:
تغير شكل الأكمام فأصبح الكم يبدأ تحت الكتفين بكسرات وينتهى تحت الكوع بكسرات أيضاً , وينتهى الكم بإسورة مقلوبة أو بكرانيش فوق بعضها , وأحياناً كان الكم واسعاً طويلاً ومفتوح من الكتف إلى الكوع ويقفل على مسافات بأزرار من اللؤلؤ أو الجواهر , أو كان الكم واسعاً بدون إسورة.
4- الجونلة:
كانت واسعة تُجمع حول الوسط بكسرات ويصل طولها إلى الأرض ولها ذيل بسيط من الخلف , وكانت تحلى بالتطريز , وكان هذا الزى يصنع عادة من الساتان السميك بألوان متعددة كالبنى والرمادى والأصفر الفاتح والبمبى الفاتح , وأحياناً كانت الجونلة عبارة عن جونلتين إثنتين , واحدة داخلية وأخرى خارجية.
زى النساء من (1680 – 1700م):
إنتشر الزى المستعمل فى بلاط الملك لويس الرابع عشر فى أوروبا , وكانت المكونات الرئيسية هى:
1- الكورساچ (الجزء العلوى):
كانت فتحة الصدر (الديكولتيه) (Decollete) مربعة وعميقة , وكان الجزء العلوى يصنع من قماش مخالف لقماش الفستان ويحلى بالفيونكات وخط الوسط فى مكانه الطبيعى ومدبب من الأمام.
2- الأكمام:
كانت ضيقة وتصل إلى الكوع وتنتهى بكورنيش من نفس القماش ثم أدوار من الكرانيش الدانتيل العريض.
3- الجونلة:
كانت المرأة ترتدى جونلتان , وكل جونلة مخالفة للأخرى من حيث اللون ونوع القماش كالآتى , كانت الجونلة السفلى مستقيمة وتجمع بكشكشة عند الوسط وكانت تحلى بالتطريز بكورنيشه , والجونلة العليا مفتوحة من الأمام ويرفع طرفاها إلى الخلف فتظهر بذلك الجونلة السفلى وأحياناً تشبك على مسافات بأشرطة أو بفصوص من الأحجار الكريمة.

أزياء النساء من 1830 إلى 1840م (عصر وليم الرابع):
إستمر الكم السابق وكانت (حردة الباط) منخفضة وبذلك تصبح الأكتاف مائلة إلى أسفل , وبذلك كان يصعب تحريك الذراعين إلى أعلى , وكان الوسط فى وضعه الطبيعى , وكان الخصر نحيلاً وأخذت الجونلة فى الإتساع عن الفترة السابقة.
أزياء النساء من 1840 إلى 1850 (عصر الملكة فيكتوريا):
إختفى الفستان ذو الأكمام العريضة , وكانت الجونلة تأخذ شكلاً مستديراً وذلك نتيجة إرتداء عدد كبير من الجونلات الداخلية (الجيبونات) فوق بعضها البعض.
أزياء النساء من 1850 إلى 1880م:
تميزت بكثرة إستعمال الأشرطة والفرنشات والجالونات و وقد زاد عدد الجونلات الداخلية التى ترتديها المرأة تحت الزى الخارجى , وقد عرفت فى ذلك الوقت بإسم (الكرينولين) , وقد وصل الكرينولين إلى أكبر حجم له عام 1867م ثم أخذ يضيق بعد ذلك وظهر نوع آخر يسمى (الباستيل) , وبعد ذلك إختفت الجيبونات وحل محلها كورسيه ضيق يصل من الصدر إلى منتصف الفخذين. الأكمام كانت طويلة ومحبكة وتنتهى بقلابة أو إسورة والجونلة العليا كانت مفتوحة من الأمام ويُرفع الجانبان إلى الخلف ويُشبكان بفيونكة و أما الجونلة السفلى فكانت تنتهى بكرانيش.
أزياء النساء من 1880 إلى 1900م:
الكورساچ (الجزء العلوى) قد أخذ شكل الچاكيت وظهر الخصر نحيلاً , أما الجونلة فأصبحت تقص ضيقة عند الوسط وواسعة عند الذيل.
وبعد أن ظهر (التايور) وكان مكوناً من چاكيت وجونلة ويرتدى تحته بلوزة وتزين بالدانتيل , ومن هنا ظهر الإنتاج بالجملة فى ملابس النساء وبذلك فقدت ملابس النساء الكثير من المميزات الشخصية التى كانت تميز كل سيدة عن الأخرى. وقد ظهر الإهتمام بالملابس الداخلية فقد كانت تصنع من الحرير وتتزين بالدانتيل.