عماد عبدالوهاب عبدالعال
08-08-2010, 12:53 AM
الموضوع: بيت الدين لبنان
على بعد نحو 17 كلم إلى الجنوب من بيروت تقع بلدة بيت الدين التي ترتفع نحو 850 مترًا عن سطح البحر. هناك يطالعك قصر بيت الدين الذي أقامه الأمير بشير الثاني الشهابي وهو حكم جبل لبنان زهاء نصف قرن من الزمن، ويشكل القصر الذي استمر العمل فيه ثلاثين سنة نموذجًا للعمارة اللبنانية في القرن التاسع عشر، وكانت المناطق اللبنانية شكلت منذ القرون الوسطى إقطاعات يحكمها عدد من الأمراء والمشايخ. وفي بدايات القرن السابع عشر، تمكّن أحد هؤلاء، وهو الأمير فخر الدين الثاني المعني (1590- 1635)، من السيطرة على الأسر الإقطاعية الأخرى، فبسط سلطته على غالبية المناطق التي تشكل الأراضي اللبنانية المعاصرة، وكانت بلدة بعقلين عاصمته الأولى. ولما كانت هذه البلدة تشكو من قلة مواردها المائية ، عمد الأمير إلى مغادرتها ونقل عاصمته إلى دير القمر
وفي نهاية القرن وبإنقراض سلالة بني معن، انتقلت السلطة إلى أنسبائهم من بني شهاب. وقام أحدهم، وهو الأمير بشير الثاني (1788 – 1840) بنقل عاصمة الإمارة من دير القمر إلى بيت الدين وهي محلة كانت تقوم فيها خلوة للدروز، ما تزال قائمة على مقربة من القصر الذي أقامه فيها.
وبهدف تأمين حاجات قصره الجديد من المياه عمد الأمير بشير إلى السخرة، وفرض على أهل الجبل ثمانين ألف يوم عمل لجر مياه نبع الصفا إلى بيت الدين. فكان على كل رجل أن يقدم يومي عمل مجّاني في السنة لتحقيق المشروع. وقد استغرق شق القناة سنتين، وانتهى العمل فيه في تموز 1814.
بقي قصر بيت الدين مقرًا للإمارة حتى سنة 1840، وهي السنة التي نفي فيها بشير الثاني إلى مالطا في اسطنبول حيث توفي سنة 1850. وعلى أثر إلغاء نظام الإمارة سنة 1742، تحوّل القصر إلى مقر لولاية العثمانيين، ومن بعدهم لمتصرّفي جبل لبنان، بين عامي 1860و1915، ومن ثم للسلطات الفرنسية المنتدبة على لبنان غداة الحرب العالمية الأولى وهو اليوم المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية اللبنانية
على بعد نحو 17 كلم إلى الجنوب من بيروت تقع بلدة بيت الدين التي ترتفع نحو 850 مترًا عن سطح البحر. هناك يطالعك قصر بيت الدين الذي أقامه الأمير بشير الثاني الشهابي وهو حكم جبل لبنان زهاء نصف قرن من الزمن، ويشكل القصر الذي استمر العمل فيه ثلاثين سنة نموذجًا للعمارة اللبنانية في القرن التاسع عشر، وكانت المناطق اللبنانية شكلت منذ القرون الوسطى إقطاعات يحكمها عدد من الأمراء والمشايخ. وفي بدايات القرن السابع عشر، تمكّن أحد هؤلاء، وهو الأمير فخر الدين الثاني المعني (1590- 1635)، من السيطرة على الأسر الإقطاعية الأخرى، فبسط سلطته على غالبية المناطق التي تشكل الأراضي اللبنانية المعاصرة، وكانت بلدة بعقلين عاصمته الأولى. ولما كانت هذه البلدة تشكو من قلة مواردها المائية ، عمد الأمير إلى مغادرتها ونقل عاصمته إلى دير القمر
وفي نهاية القرن وبإنقراض سلالة بني معن، انتقلت السلطة إلى أنسبائهم من بني شهاب. وقام أحدهم، وهو الأمير بشير الثاني (1788 – 1840) بنقل عاصمة الإمارة من دير القمر إلى بيت الدين وهي محلة كانت تقوم فيها خلوة للدروز، ما تزال قائمة على مقربة من القصر الذي أقامه فيها.
وبهدف تأمين حاجات قصره الجديد من المياه عمد الأمير بشير إلى السخرة، وفرض على أهل الجبل ثمانين ألف يوم عمل لجر مياه نبع الصفا إلى بيت الدين. فكان على كل رجل أن يقدم يومي عمل مجّاني في السنة لتحقيق المشروع. وقد استغرق شق القناة سنتين، وانتهى العمل فيه في تموز 1814.
بقي قصر بيت الدين مقرًا للإمارة حتى سنة 1840، وهي السنة التي نفي فيها بشير الثاني إلى مالطا في اسطنبول حيث توفي سنة 1850. وعلى أثر إلغاء نظام الإمارة سنة 1742، تحوّل القصر إلى مقر لولاية العثمانيين، ومن بعدهم لمتصرّفي جبل لبنان، بين عامي 1860و1915، ومن ثم للسلطات الفرنسية المنتدبة على لبنان غداة الحرب العالمية الأولى وهو اليوم المقر الصيفي لرئاسة الجمهورية اللبنانية