المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتجزع اذا تأخرت اجابة الدعاء



صفيه سعداوى
03-07-2010, 11:31 PM
You can see links before reply



لا تجزع إذا تأخرت إجابة الدعاء

رأيت من البلاء أن المؤمن يدعوفلا يجاب ، فيكرر الدعاء و تطول المدة ، و لا يرى أثراً للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر .
و ما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب ، و لقد عرض لي من هذا الجنس . فإنه نزلت بينازلة ، فدعوت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده .
فتارة يقول : الكلام واسع و البخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب ؟
فقلت له : إخسأ يا لعين ، فما أحتاج إلى تقاضي ، و لا أرضاك وكيلاً .
ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك و مساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوكالمقدر في محاربة العدو لكفي في الحكمة .
قالت : فسلني عن تأخير الإجابة فيمثل هذه النازلة .
فقلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، و للمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه الاعتراض عليه .
و الثاني : أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة و الحكمة لا تقتضيه ، و قد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب ، من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك .
و الثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة ، و الاستعجال مضرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوتفلم يستجب لي .
الرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ماصدقت في التوبة منه .
فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك تقفي بالمقصود كما روىعن أبي يزيد رضي الله عنه : أنه نزل بعض الأعاجم في داره فجاء ، فرأه فوقف بباب الدار ، و أمر بعض أصحابه فدخل ، فقلع طيناً جديداً قد طينه ، فقام الأعجمي و خرج . فسئل أبو يزيد عن ذلك فقال : [ هذا الطين من وجه شبهة ، فلما زالت الشبهة زال صاحبها ] .
و عن إبراهيم الخواص رحمه الله عليه أنه خرج لإنكار منكر ، فنبحه كلب له فمنعه أن يمضي ، فعاد ودخل المسجد ، و صلى ثم خرج ، فسئل فبصبص الكلب لهف مضى ، و أنكر فزال المنكر .
فسئل عن تلك الحال فقال : [ كان عندي منكر ،فمنعني الكلب ، فلما عدت تبت من ذلك ، فكان ما رأيتم ] .
و الخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب ، فربما كان في حصوله زيادة إثم ، أوتأخير عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح .
و قد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : [ إنك إن غزوت أسرت ، و إن أسرت تنصرت ] .
والسادس : أنه ربما كا ن فقد ما فقدته سبباً للوقوف على الباب و اللجأ و حصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول .
و هذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة مارأيناك على باب اللجأ .
فالحق عز وجل من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه ، يستغيسون به ، فهذا من النعم في طي البلاء .
و إنما البلاء المحض ، ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ، ففيه جمالك .
و قد حكي عن يحي البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام ، فقال : [ يارب كمأدعوك و لا تجيبني ] ؟ فقال : [ يا يحي إني أحب أن أسمع صوتك ] .
و إذاتدبرت هذه الأشياء ، تشاغلت بما هو أنفع لك ، من حصول ما فاتك من رفع خلل ، أواعتزار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب .

smarts
04-07-2010, 05:14 PM
You can see links before reply
ووالله اننا لنحيا بالدعاء
You can see links before reply

سنا مصر
05-07-2010, 12:53 AM
بارك الله فيكِ
لأننا نجد مَنْ يقول .......هو ربنا مابيستجبش دعائى ليه؟؟؟
علينا بالدعاء مع التوكل ........ مهما تأخرت الاستجابة فلذلك كما ذكرتم أكثر من حكمة.

محمد فؤاد محمود
05-07-2010, 01:20 AM
ان الله عز وجل يحب ان يستمع الى الحاح عبده المؤمن فى الدعاء
وان لم يحققه فى الدنيا
كان بمثابة مغفرة لذنوب كبيرة له فيكرمه الله عز وجل ويغفرها له

صفيه سعداوى
05-10-2010, 11:58 PM
كل الشكر لمروركم العطر
جزاكم الله خيرا

امل لاشين
06-10-2010, 12:06 AM
كل شيء دايما بمقدار

وقدر الله وما شاء فعل ..

جزاكي الله كل خير .