مشاهدة النسخة كاملة : تخيل ( الغضب من الصراحة )
أميمة محمد عرفات
01-07-2010, 08:17 PM
لماذا الصراحه تجرح؟
لماذا يخاف الناس من الصراحه ؟
لماذا يغضب الناس من الصراحة ؟
تجامل الناس ... تكذب عليهم ... تتظاهر بأنك تصدقهم أو تهتم بهم فتجد أنهم يسعدون....
حتى وهم يعرفون أنك لست صادقا فيما تقوله او ماتعبر عنه ...
ولكنك ما إن تصارحهم بشيء يضايقك منهم حتى تفاجئك ردة فعلهم القاسية والعنيفة ...
ورغم أن مصارحتك تكون بنية حسنة وبصدق وإخلاص للشخص الذي تصارحه برأيك ..
فإنك تشعر بعدم جدوى تبرير سبب المصارحة ...
حين يصدمك بطريقته في استقبال كلماتك التي قصدت منها الإحسان لاالإساءة
قد تكون المصارحة أحيانا قاسية أو مؤلمة إن كانت تحمل بين طياتها نقدا ..
أو تحاملا ..أو تشير إلى نقطة حساسة ،يخفيها هذا الفرد مثلا ولايريد أن يكشفها له أحد مهما كان ..
وهنا يحق للشخص أن يتألم ويدافع عن نفسه بطرقه الخاصة ...
التي قد تكون جارحة أكثر من المصارحة نفسها...!!
ولكن حين تكون المصارحة بغرض ودي .. ولتعريف الشخص بخطأ يرتكبه دون قصد ..
أو لتصرف غير مناسب قام به ولم ينتبه إلى عدم ملائمته لماهو مطلوب ...
أو قد تكون المصارحة بغرض تعريفه بنظرة الناس لإليه وتنبيهه لتصحيح تصرف ما ينتقده الآخرون ....
فالمصارحة هنا تأتي من باب الإخلاص لهذا الشخص ...وليس من باب التجريح ....
نلخص.. الآن من هذا كله إلى هذه الفكرة...هل الصراحة أمر مكروه أم محمود ..؟؟
هل من واجب الصديق أن يصارح صديقه بماينكره من صفاته وأفعاله ... أم يجب عليه مجاملته ومداراته ليحتفظ بصداقته
وقفه ,,
(إلى متى نجامل ونداري ؟؟!! لننظر إلى ما وصلنا إليه بسبب مجاملتنا وخوفنا من ان يُغضب علينا )
أميمة محمد عرفات
01-07-2010, 08:20 PM
فتعريف الصراحة هي إبدائك لرأيك بكل صراحه مع مراعاة شعور طالب الرأي منك وعدم تجريحه والتركيز على الأيجابيات.
وتعريف الوقاحة هي إبدائك لرأيك بكل صراحه مع عدم مراعاة شعور طالب الرأي منك وتجريحه والتركيز على السلبيات.
ندرك معنى الصراحة ... ولكن هناك من يجهل الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة ويعتقد أن ما يقوله هو الصراحة وهي الوقاحة ....
فالصراحة قد تجرح ولكنها حقيقة أما الوقاحة حقيقة ولكن لا تجرح فحسب بل قد تشعل نار بداخل الشخص الذي وجهت له تلك الوقاحة
أميمة محمد عرفات
01-07-2010, 08:24 PM
عندما نتعرف على صديق جديد أول طلب يكون له
(( أريد أن نبنى صداقتنا على الصراحة ))
عندما تكبر البنت تطلب منها الأم أن تكون علاقتها معها مبنية على
(( الصراحة )) .
عندما يجد المرء شريك حياته يطلب منه أن تكون حياتهم مبنية على
(( الصراحة )) .
وهكذا تمضي الحياة وكل واحد منا يطلب من الأخر أن يكون صريح معه ولكن ...
كم منا يعرف متى يجب أن يصارح ومتى يجب أن يجامل ؟
ومتى تكون هذه صراحة ومتى تكون تدخل في الأمور الشخصية ؟
ومتى تكون هذه صراحة مقبولة ومتى تكون إحباط للشخص المصارح ؟
ويا ترى كم منا يعرف إن كان للصراحة قوانين ؟
أميمة محمد عرفات
01-07-2010, 08:36 PM
كيف نعلم أطفالنا الصدق والصراحة
إنَ العملية التربوية تتطلب من المربين أن يهتموا بأطفالهم بصورة جيدة، وتعليمهم القيم الأخلاقية النبيلة، كالاستقامة، والأمانة، والتعاون، والمحبة، والتسامح، والمرونة في التعامل، والابتسامة في مقابلة الآخرين، والصدق، والصراحة، وهذه القيمة الأخلاقية الأخيرة هي موضوع مقالنا الحالي، نظراً لأهمية الصدق والصراحة في حياة الصغار والكبار، لأن هذه القيمة وغيرها من القيم الإيجابية تخدم المجتمع، وتحفز الطاقات للتطوير الإيجابي، وتجاوز كل معرقلات النمو والتطور، الناشئة عن القيم المشوهة من الكذب، والحسد، والنميمة، والعدوانية، والخداع، والانتهازية، وكافة الممارسات والأخلاقيات السلبية الأخرى، وكل هذا لن يتأتى إلا بالتربية الإسلامية، والاقتداء بالهدي النبوي الكريم، والأبناء ينظرون إلى الآباء كقدوة حسنة لهم، لذا من الضرورة بمكان إثبات قيمة الصدق والصراحة خلال الممارسة العملية، فمثلاً إذا كان الوالد يكذب على من يخالطه أمام أبنائه، فإن الأبناء لن يتعلموا الصدق والصراحة، طالما أنهم يجدون آباءهم يكذبون أمام مرآهم ومسمعهم!
فالتربية السليمة يجب أن تكون مقرونة بالممارسة الصادقة الموضوعية، ولا ننسى أنَ هناك الآن اتجاهاً تربوياً في العالم يدعو إلى تربية الآباء قبل الأبناء، وهذا يأتي كناحية هامة وضرورية لأن تصرفات الآباء السلبية تنعكس سلباً على أخلاق وتربية أبنائهم، ولكي ننمي قيمة الصدق والصراحة علينا أن نبين من خلال التعليم، والتربية، والقصص والحكايات والأمثلة الواقعية مدى خطورة الكذب، ولو تأملنا النصوص الشرعية لوجدناها قد رفعت من شأن الصدق، وحذرت من خطورة الكذب وبينت عقوبته، قال تعالى:" يَـاايهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ "[ التوبة:119].
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الكذب من علامات المنافقين فعن عبد اللّه بن عمرو أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ مَنْ كُنَّ فيهِ كان مُنافِقاً خالصاً، وَمَنْ كانتْ فيهِ خَصْلةٌ مِنهنَّ كانتْ فيهِ خَصْلةٌ مِنَ النفاقِ حتى يَدَعَها: إذا اؤْتُّمِنَ خان، وإذا حدَّثَ كَذَبَ، وإذا عاهَدَ غدرَ، وإذا خاصمَ فَجَرَ ". وقال النبيَّ صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ،وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار،وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا "
وعن عبد الله بن عامر، أَنَّهُ قالَ: " دَعَتْنِي أُمِّي يَوْماً وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قاعِدٌ في بَيْتِنا، فقالَتْ هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ، فَقالَ لَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : " ومَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ؟ قالَتْ أُعْطِيهِ تَمْراً، فقالَ لَهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : " أُمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئاً كُتِبَتْ عَلَيْكَ كذبَةٌ ".
فهذا توجيه نبوي للآباء والأمهات للاتصاف بصفة الصدق في التعامل مع الأبناء، وكم نحتاج لوقفات مع هذا اللفتة التربوية من النبي صلى الله عليه وسلم ، خصوصاً أن الكثير من الآباء يَعِدُ أبناءه بهدية ونحوها ثم لا يصدق، فيتربى الأبناء على الكذب والسلوكيات الخاطئة، التي سيجني ثمارها الآباء! ثم نحن نقول لماذا أبناؤنا يكذبون !؟
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:00 PM
ويا ترى كم منا يعرف إن كان للصراحة قوانين
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:19 PM
حوار الكذب والصدق
قال الكذبُ للصدق:
· كم لوناً لك؟
لماذا تسأل؟ لي لونٌ واحد، لون الصدق والصراحة. أنا ثابت في لوني. وأنت هل لك أكثرُ من لون؟
· بالطبع إني أتلون وأتغير حسب الظروف. أما سمعت بالكذبة البيضاء؟
* هذا يعني بالتأكيد أن لك ألواناً عديدة. لأنهم فيما يتكلمون عن كذب أبيض، فهذا أكبر دليل على وجود كذب أسود وغيرِ أسود أيضاً. وأريد أن أسألَك ما الفرقُ بين الكذبة البيضاء والكذبة السوداء؟
· إنهم يسمونها بيضاء لأنها تنجي صاحبَها، وتستر عليه، وتخفف من حدة النقاش والتساؤلات بين الأطراف، ولكن، لوقت قصير.انهم يستعملونها وقد تعودوا عليها وليست سوى مدخلٍ لكذب أخطر.
* لقد سألتك عن الفرق فرحتَ تشرحُ بإسهاب, فإني أكررُ السؤالَ، ما الفرق بينهما؟ ما الفرقُ بين الكذبة البيضاء والكذبة السوداء؟
· كله كذب.
* هذه هي الحقيقةُ. فالفرقُ بينكما كما الفرقُ بين هرٍ أبيضَ وآخر أسود، أو كلبٍ أبيض وكلب أسود، فكلاهما كلب. فلماذا التلون؟
· إني أتلون لأسهّلَ عملية الكذب على الكثيرين ولأغري الكثيرين.
* هذه عادةُ معلمِكَ إبليس فهو كذّابٌ منذ البدء.
· هذا ذكاء. هذا دهاء. وتجارتي رابحة وزبائني لا يُحصون، أما أصحابُك فقليلون.
* إسمح لي أن أقول: إن أصحابي، مع قلّتهم، كلّ واحد منهم يساوي ألف كذاب وكذاب. لأن رجلَ الثقة لا يُقدّرُ بثمن ومن يجده؟ الإنسان الصادقُ يُفرّح القلب، يُريح البال، يُثلجُ صدورَ محبيه. هو مصدرُ سعادةٍ وارتياح.
· وأنت، اسمح لي أن أقول: كم من عداوةٍ سبّبتها لك صراحتُك وصدقُك.
* إني أوافقُك ولا أوافقك في الوقت ذاته.
· ما معنى كلامِك؟
* سأشرح لك. إن التقى صريحٌ صادقٌ مع كذاب، فلن يتفقا، وبالطبع ستنشأُ العداوةُ بينهما. أما إذا التقى صريحان صادقان فإنهما سيتوافقان، حتماً، مهما توسعت صراحتهما.
· لماذا لا توافقني على أن الكذبةَ البيضاء لها طابعُ المزاح أكثرُ من الكذب.
* سوف أناقشك بأسلوب آخر. ماذا لو مزح قلبُك معك وتوقف لعدة دقائق مثلاً؟ ماذا لو توقفت رئتاك عن التنفس بعضَ الوقت؟ مهما أطلقت على نفسِك من أسماء لن تكونَ سوى مجرّد كذب.
· لقد ضخمت الأمور، فالكذبةُ البيضاء ليست الا كذبةً صغيرة لا تقدّم ولا تؤخّر.
* كلُ شيء يبدأُ صغيراً لينتهيَ كبيراً وخطراً.
· لا يهمُني. سأحافظُ على ألواني طالما أكثريتُهم يفضّلونني ولا يميّزون.
* مع الأسفِ إنهم جاهلون، وإن أصرّوا على جهلهم سيُحاسبون. إن الحقيقةَ ستفضحُك عاجلاً أم آجلاً وينتهي عملك. ومهما تشامخت فغيرَ الكذب لن تكون
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:28 PM
إن الصدق مع الله منجاة لأهله وزينة وتاج وقار لمن فاز به
وإذا الأمـــور تــزاوجت فالصـدق أكرمهـا نتاجـا
الصــدق يعقـد فـوق رأس حليفـه بالصــدق تـاجـا
والصـدق يقــدح زِنــدُهُ فـي كـل ناحيـة سراجـا
عود لسانك قول الصدق تحظ به *** إن اللسان لما عودت معتاد
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:28 PM
عليك بالصدق ولو أنه
أحرقك الصدق بنار الوعيد
وابغ رضا المولى فأغبى الورى
من أسخط المولى وأرضى العبيد
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:29 PM
المسلم لا ينظر الى الصدق كخلق فاضل يجب التخلق به بل انه ابعد من ذلك فالصدق من متممات الايمان ومكملات الاسلام
اذ امر الله تعالى به واثنى على المتصفين به
و المسلم الصادق يحب الصدق ويلتزمه ظاهرا وباطنا فى اقواله وافعاله اذ الصدق يهدى الىالبر والبر يهدى الى الجنة
والجنة اسمى غايات المسلم واقصى امانيه
والكذب وهو ضد الصدق وهو يهدى الى الفجور والفجور يهدى الى النار والنار من شر ما يخافه المسلم ويتقه
,هذه وقفات في الصدق، ننظر فيها لسبيل الصادقين، وأحوال المؤمنين . فما أحوجنا إلى الوقوف على عيوب أنفسنا، وقصورها في جانب الصدق، هذا الجانب المهم الذي ظهر ضعف الناس فيه، وانتشر فيهم خلافه،
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:30 PM
التعريف بالصدق وأهميته:
الصدق هو: نقيض الكذب، ومطابقته للواقع . ومنه رجل صدوق أبلغ من الصادق، و المُصَدِّق: الذي يصدقك في حديثك ، و الصِدِّيق: الدائم التصديق ويكون الذي يصدق قوله بالعمل.
وهو عنوان الإسلام، وميزان الإيمان، وأساس الدين، وعلامة على كمال المتصف به، وله المقام الأعلى في الدين والدنيا، وبه تميز أهل الإيمان من أهل النفاق، وسكان الجنان من أهل النيران . وبه يصل العبد إلى منازل الأبرار، وبه تحصل النجاة من النار .
وقد وُصِف النبي صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين، وهذا ما عرفته قريش منه قبل البعثة، ووصف يوسف عليه السلام بذلك أيضاً ( يوسف أيها الصديق), يوسف: 46 ، ووصف به أيضاً خليفة رسول الله أبو بكر الصديق،
مما يدلل ما للصدق من أهمية في حياة الأنبياء وأتباعهم؛ لذا فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي: كمال الإنقياد للرسول، مع كمال الإخلاص للمرسل .
قال ابن كثير: الصدق خصلة محمودة؛ ولهذا كان بعض الصحابة رضي الله عنهم لم تجرب عليهم كذبة لا في الجاهلية، ولا في الإسلام، وهو علامة على الإيمان، كما أن الكذب أمارة على النفاق، ومن صدق نجا
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:30 PM
أنواع الصدق :
- الصدق أنواع وليس بنوع واحد؛ لذا يتبين لنا خطأ الكثير الذين يعتقدون أن الصدق هو في الأقوال فقط؛ بل الصواب أنه في الأقوال والأفعال والأحوال .
قال ابن القيم فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله؛ فالصدق في هذه الثلاثة:
فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها .
والصدق في الأعمال: استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد .
والصدق في الأحوال: استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراغ الوسع وبذل الطاقة, فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به تكون صديقيته؛ ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية سمي الصديق على الإطلاق).
ويمكن أن نوضح ما سبق بما يلي:
فالصدق في الأقوال: أنه يجب على كل عبد أن يحفظ لسانه، ولا يتكلم إلا بالصدق، والله سائله عن ذلك، قال تعالى: ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون) , النور: 24. .
الصدق في الأعمال: وهو أن تستوي سريرته وعلانيته، بحيث لا يكون ظاهره خلاف باطنه . قال عبدالواحد بن زيد البصري: كان الحسن البصري إذا أمر بشيء كان أعمل الناس به، وإذا نهى عن شيء كان من أترك الناس له، ولم أر أحد قط أشبه سريرته بعلانيته منه . وقال مطرف: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله عز وجل : هذا عبدي حقاً.
الصدق في الأحوال، وهو أعلى درجات الصدق، كالصدق في الإخلاص والخوف، والتوبة، والرجاء والزهد والحب والتوكل وغيرها، ولهذا كان أصل أعمال القلوب كلها الصدق، فمتى صدق المسلم في هذه الأحوال ارتفعت نفسه وعلت مكانته عند الله - عز وجل - قال تعالى( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على" حبه ذوي القربى" واليتامى" والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) , البقرة: 177، وقال تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون),
الحجرات: 15 .
قال ابن القيم: ولذلك كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ذروة سنام الصديقية، سمي (الصديق) على الإطلاق والصديق أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق؛ فأعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول مع كمال الإخلاص للمرسل.
فإذا حقق المسلم هذه المراتب كان حقاً من الصديقين .
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:31 PM
الحث على الصدق في القرآن الكريم:
ورد الصدق في القرآن الكريم في عدة آيات فيها الحث على الصدق، وكونه ثمرة الإخلاص والتقوى، فمنها:
1- قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين), التوبة: 119, أي: كونوا مع الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً خالية من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيئة مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة..
2- وقوله تعالى: ( ليجزي الله الصادقين بصدقهم ), الأحزاب: 24, أي: بسبب صدقهم في أقوالهم وأحوالهم، ومعاملتهم مع الله، واستواء ظاهرهم وباطنهم.
3- وقال الله تعالى: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا) ,المائدة: 119, أي: أن صدقهم في الدنيا ينفعهم يوم القيامة، وأن العبد لا ينفعه يوم القيامة ولا ينجيه من عذابه إلاّ الصدق .
4- وقال تعالى وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) ,يونس: 2, أي: إيماناً صادقاً بأن لهم جزاء موفور، وثواب مدخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة.
5- وقال تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون), الزمر: 33.
- قال ابن القيم: فلا يكفي صدقك بل لا بد من صدقك وتصديقك للصادقين؛ فكثير من الناس يصدق، ولكن يمنعه من التصديق كبر أو حسد أو غير ذلك.
6- ووصف الله نفسه به فقال سبحانه(: قل صدق الله ) ,آل عمران: 95, وقال سبحانه ومن أصدق من الله حديثا ) النساء: 87.
7- وقد قال تعالى قدم صدق), يونس: 2، وقال أيضاً لسان صدق) , مريم: 50, وقال أيضاً: (مقعد صدق) القمر: 55}.
8- قال الله تعالى: (فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم (,محمد:21
9- قال الله تعالى وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم), يونس: 2, قال ابن عباس (قدم صدق): منزل صدق بما قدموا من أعمالهم .
10- وقال تعالى وجعلنا لهم لسان صدق عليا), مريم: 50, فعن ابن عباس في قوله تعالى وجعلنا لهم لسان صدق عليا ), مريم: 50, قال: الثناء الحسن .
11- وقال تعالى( إن المتقين في جنات ونهر, في مقعد صدق), القمر: 54، 55 أي: مجلس حق لا لغو فيه، ولا تأثيم وهو الجنة.
12- وقوله وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق), الإسراء: 80, أي: اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك، وعلى مرضاتك وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر.
قال ابن القيم: ) فهذه خمسة أشياء: (مدخل الصدق)، و(مخرج الصدق)، و(لسان الصدق)، و(قدم الصدق )، و(مقعد الصدق) وحقيقة الصدق في هذه الأشياء هو: الحق الثابت المتصل بالله الموصل إلى الله، وهو ما كان به وله من الأقوال والأعمال، وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة, ف( مدخل الصدق، ومخرج الصدق) أن يكون دخوله وخروجه حقاً ثابتاً بالله وفي مرضاته بالظفر بالبغية وحصول المطلوب ضد مخرج الكذب ومدخله الذي لا غاية له يوصل إليها، ولا له ساق ثابتة يقوم عليها كمخرج أعدائه يوم بدر, ومخرج الصدق كمخرجه هو وأصحابه في تلك الغزوة، وكذلك مدخله المدينة كان مدخل صدق بالله ولله وابتغاء مرضاة الله فاتصل به التأييد والظفر والنصر وإدراك ما طلبه في الدنيا والآخرة بخلاف مدخل الكذب الذي رام أعداؤه أن يدخلوا به المدينة يوم الأحزاب فإنه لم يكن بالله ولا لله بل كان محادة لله ورسوله؛ فلم يتصل به إلاّ الخذلان والبوار، وكذلك مدخل من دخل من اليهود المحاربين لرسول الله صلى الله عليه وسلم حصن بني قريظة فإنه لما كان مدخل كذب أصابه معهم ما أصابهم فكل مدخل معهم ومخرج كان بالله ولله وصاحبه ضامن على الله فهو مدخل صدق ومخرج صدق، وكان بعض السلف إذا خرج من داره رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إني أعوذ بك أن أخرج مخرجاً لا أكون فيه ضامناً عليك يريد أن لا يكون المخرج مخرج صدق، ولذلك فسر مدخل الصدق ومخرجه بخروجه من مكة ودخوله المدينة، ولا ريب أن هذا على سبيل التمثيل فإن هذا المدخل والمخرج من أجل مداخله ومخارجه وإلاّ فمداخله كلها مداخل صدق ومخارجه مخارج صدق إذ هي لله وبالله وبأمره ولابتغاء مرضاته, وما خرج أحد من بيته ودخل سوقه أو مدخلاً آخر إلا بصدق أو بكذب فمخرج كل واحد ومدخله لا يعدو الصدق والكذب) ا,ه.
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:32 PM
الحث على الصدق في السنة النبوية المطهرة:
ورد في السنة أحاديث كثيرة في فضل الصدق منها:
1- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً . رواه البخاري ومسلم.
- قال ابن العربي: بين أن الصدق هو الأصل الذي يهدي إلى البر كله، وذلك لأن الرجل إذا تحرى الصدق لم يعص أبداً؛ لأنه إن أراد أن يشرب أو يزني أو يؤذي خاف أن يقال له زنيت أو شربت فإن سكت جر الريبة، وإن قال: لا، كذب، وإن قال: نعم، فسق، وسقطت منزلته وذهبت حرمته.
2- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم" .. ,أخرجه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد..
3- عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب، وإن كان مازحاً. رواه البيهقي. قال الألباني ( حسن ), صحيح الترغيب والترهيب [3 / 6 ]
4- لما سأل هرقل ابا سفيان (رضي الله عنه): فماذا يأمركم؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم, قال ابو سفيان اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة) رواه البخاري
-5 وقيل له صلى الله عليه وسلم, من خير الناس؟ قال: (ذو القلب المخموم واللسان الصادق), رواه ابن ماجه وصححه الألباني
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:32 PM
من أقوال السلف في الصدق:
- ورد عن السلف كلام حول الصدق وحقيقته فمنه:
1- قول عمر رضي الله عنه: (عليك بالصدق وإن قتلك) .
2- وقال عمر بن الخطاب أيضاً لأن يضعني الصدق أحب إليّ من أن يرفعني الكذب ).
3- وقال الحسن البصري إن أردت أن تكون مع الصادقين فعليك بالزهد في الدنيا والكف عن أهل الملة).
4- وقال أحمد بن حنبل لو وضع الصدق على جرح لبرأ ).
5- وقال عبدالواحد بن زيد الصدق الوفاء لله بالعمل) .
6- وقال بشر الحافي من عامل الله بالصدق، استوحش من الناس.)
7- وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله
(ما كذبت مذ علمت أن الكذب يشين صاحبه )
8- وقال الإمام الأوزاعي رحمه الله:
(والله لو نادى منادٍ من السماء أن الكذب حلال ما كذبت).
9- وقال ابن عباس رضي الله عنهما:
( أربع من كن فيه فقد ربح:
الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر)
10- وقال بعضهم: (من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت، قيل: وما الفرض الدائم ؟ قال: الصدق) .
11- وقيل: (من طلب الله بالصدق أعطاه مرآة يبصر فيها الحق، والباطل) .
12- وقال الشعبي رحمه الله: "(عليك بالصدق حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك.واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك ).
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:33 PM
ثمرات الصدق وفوائده:
للصدق ثمرات وفوائد عاجلة في الدنيا، وعواقب حميدة في الآخرة، فمن ثمراته وفوائده:
1- دخول الجنة ، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما عمل الجنة ؟ قال: "الصدق". رواه الإمام أحمد . ولا ينفعه يوم القيامة، ولا ينجيه من عذابه إلاّ صدقه، قال تعالى: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )
المائدة: 119 .
2- التوفيق لكل خير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك - وهو من الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك -: "أما هذا فقد صدق". رواه البخاري ومسلم.
3- النجاة من المهالك، وتفريج الضيق والكرب؛ فقد جاء في حديث الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة: "لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه". رواه البخاري.
قال الربيع بن سليمان:
صبر جميل ما أسرع الفرجا
من صدق الله في الأمور نجا
من خشي الله لم ينله أذى
من رجا الله كان حيث رجا.
4- صلاح الباطن؛ فمن صدق في أعماله الظاهرة صدق باطنه .
5- أن بالصدق تستجلب مصالح الدنيا والآخرة. قال تعالى: ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)
المائدة: 119.
6- أن الصدق يورث الطمأنينة والسكون . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصدق طمأنينة والكذب ريبة" . رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
7- أن صاحب الصدق لا تضره الفتن .
8- أن الصدق هو أصل البر، والكذب أصل الفجور,
كما في الصحيحين, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( عليكم بالصدق فان الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي إلى الفجور، وان الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً". ".).
9- إنتفاء صفة النفاق عن الصادق، ففي الصحيحين, عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ("ثلاث من كن فيه كان منافقاً، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" ).
10- أن الصادق يرزق صدق الفراسة .
12- من صدقت لهجته، ظهرت حجته، وهذا من سنة الجزاء من جنس العمل؛ فإن الله يثبّت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، فيلهم الصادق حجته ويسدد منطقه، حتى أنه لا يكاد ينطق بشيء يظنه إلاّ جاء على ما ظنه كما قال عامر العدواني: إني وجدت صدق الحديث طرفاً من الغيب فاصدقوا .
13- من اعتاد الصدق حظي بالثناء الحسن الجميل من سائر الناس وثقتهم, كما ذكر الله - عز وجل - ذلك عن أنبيائه الكرام( وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) ,مريم: 50, والمراد باللسان الصدق: الثناء الحسن كما سبق عن ابن عباس .
14- أن الصدق في البيع يجلب البركة، فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا أو قال حتى يتفرقا فإن صدقا وبينا بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا مُحقت بركة بيعهما" رواه البخاري ومسلم
محمد حسن ضبعون
01-07-2010, 09:41 PM
قاعدة : ( ابتسم ) .
وهذه القاعدة .. قد حثّ عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله ، فقال : ( لاتحقرن من المعروف شيئا ؛ ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم ، وبفعله حيث قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال : " ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي " متفق عليه ، وقال عبدالله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه : " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم " رواه الترمذي وصححه الألباني .
الشاهد :
أن للابتسامة أثر نفسي عجيب .. نحسها جميعا .. فيمن يبتسم في وجوهنا ممن نسعد بلقياه .. وعكسها من يقطب جبينه .. ويظن أنه شيء !!.
والابتسامة لها وقتها وحالها .. فالبس لكل حالة لبوسها .
ومن أمثلة ذلك :
- تدخل على والديك مبتسما .. وتسلم عليهما .. وتؤانسهما .
- تدخل منزلك فتستقبل زوجتك وأولادك بابتسامة .. تُنسيهم فيها همّ ذلك اليوم وتعبه .
- تدخل على زملائك في العمل .. فتتبسم لهم .. فتنشرح صدورهم لك بتلك الابتسامة الرائقة .
- تشتري من محلٍ حاجياتك .. فتحاسب بابتسامة وتودعه بمثلها .
- يخطئ عليك سائق آخر .. فتكون الأفضل .. وتبتسم له وتسلم عليه .
- يتصل عليك أحد إخوانك فيرى في صوتك الابتسامة الصادقة .. بدلا من الرد الثقيل ( سأذكر لها قصة طريفة ) .
- تذهب إلى زواج فتسلّم على أقاربك بابتسامة صادقة .. توحي إليهم فيها بأنك تقدرهم وتحب لهم الخير .
- إذا سلمت على أحد فاحرص أن تتزامن مع السلام الابتسامة .
- الابتسامة غير الضحك .
- قيل في تعريف حسن الخلق : " أنه شيء هيّن .. ابتسامة وكلام ليّن ".
- قيل لحكيم : من أضيق الناس طريقاً ؟ ، وأقلهم صديقاً ؟ .. قال : " من عاشر الناس بعبوس وجه ، واستطال عليهم بنفسه ".
- الآن .. تأمل في من تعرف من المبتسمين .. ومن تعرف من المقطبين .. ثم انظر إلى قلبك ومن يودّ .
- الابتسامة الصادقة : تأتي بسرعة .. وتختفي ببطء .
- والابتسامة الأخرى : تأتي ببطء .. وتختفي بسرعة .
- من كان طبعه ( العبوس ) .. فليراجع نفسه .
- بعضهم قد يكون عنده ما يشغله فيعبس أحيانا .
- إن لم يعتد أحدنا على تلك الابتسامة فليدرب نفسه عليه .. احتسابا لأجرها والصدقة من خلالها .
- في ملتقانا .. يؤانس بعضنا بعضا .. بقولنا : ( ابتسامة ) ( وجه مبتسم ) .. أو بهذا الشكل الرمزي .. " :) "
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir