المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان في مصر



خالد سعد
14-05-2010, 02:15 PM
رمضان في مصر
شهر الصوم الكريم بأيامه الجميلة له طابعه الخاص في مدن وقرى مصر، فإقبال
الصائمين على المساجد وكثرة حلقات الدروس والوعظ وتلاوة القرآن الكريم هو ما يلفت النظر في
المدن والقرى. ويستقبل الناس الشهر الفضيل بالألحان والأغاني الدينية، ويلاحظ زيادة المصلين في
المساجد منذ رؤية الهلال وحتى وداع رمضان خاصة في حي الحسين، والسيدة زينب وغيرهما في
القاهرة أو في المدن والمحافظات الأخرى، إضافة إلى زيادة بيع المواد التموينية واللحوم والياميش
التي تجد لها باعة صغار يقفون بعرباتهم في الحارات والطرقات وينادون على التمر" البلح" أو الفول
السوداني أو الخروب أو قمر الدين، وكذلك بيع الفوانيس والحلويات التي ينتشر بيعها في كل مكان.



ويفطر الصائمون بعد سماعهم أذان المغرب على الخُشاف وهو من التمر المنقوع بالماء ومن
عين الجمل ومن المُكسرات، وشرب الشوربة ومنها شوربة العدس. وعندما يعودون من صلاة
المغرب سواء في البيت أو من الجوامع، فتكون مائدة الصائمين حافلة بأنواع الأطعمة ومنها
الدجاج المحمّر، وصينية المعكرونة بالفرن، والرقاق الحلو" كلاج" والمالح، وحلّة ملوخية،
وأنواعالمخللات المعروفة، والمقبلات كالزيتون والزبادي وسلطة بابا غنوج، والخبر البلدي، أو
الخبزالمرحرح المعروف في الأرياف وأخيراً تناول الشاي. ويكون طعام السحور المفضل عندهم الفول
المدمس بأنواعه والزبادي وتناول الشاي قبل موعد أذان الفجر.



الجانب الديني

إثر أداء الصائمين لصلاتي العشاء والتراويح والاستماع إلى الدروس الدينية في المساجد
والمراكز، فإنهم يعودون إلى منازلهم أو إلى الجلسات الخاصة أو للتزاور فيما بين العوائل ويتناولون
خلال سهراتهم أنواع من الحلويات التي تبرز بصورة أكثر عبر المحلات الكبيرة وفي الدكاكين في
الأزقة والحارات مثل الكنافة والقطائف ولقمة القاضي وغيرها.



كذلك يحرص الناس على تزيين أحيائهم
الشعبية بحلول رمضان في المدن والقرى المصرية وذلك بتعليق الفوانيس التي يتفنون في صنعها،
حيث أن للاحتفاء الشعبي به، خصوصيته وتأثيره الجمالي في عموم الصائمين صغاراً وكباراً، حيث
تشهد الأسواق التقليدية حركة دؤوبة تتمثل في التفنن في تجهيز وصناعة نماذج متنوعة من هذا
الفانوس ومنه كما يوجد اليوم في باب الخلق، وما لبث الأطفال والصبية والذين حملوا الفوانيس
مفتونين بنورها، حتى سارعوا يغنون الأغاني الدينية في الشوارع والطرقات لنيل الهدايا.



سوق الشماعين

أشار المؤرخ المقريزي في خططه لسوق الشماعين، الذي كان يمتد من جامع الأقمر إلى سوق
الدجاجين في القاهرة، وكانت تعلق فيه الفوانيس المضاءة ليلا من مختلف الألوان البهيجة، وكانت
مشاهدته في الليل من الأشياء المحببة للصائمين. ووصف المقريزي فانوس رمضان بأنْ كان البعض
منه يزن عشرة أرطال أي أربعة كيلو غرامات ونصف تقريباً، وكان البعض الأخر من الضخامة بحيث
ينقل على محجل إذا وصل وزنه إلى قنطار. وكانت منطقة تحت الربع في القاهرة منذ القدم وحتى اليوم
هي المركز الرئيس لصناعة فوانيس رمضان .



أما الأطفال فمن عاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهما التجول والطواف في الأزقة والحارات حاملين
فوانيس رمضان التي عرفتها مصر منذ أن دخل الخليفة المعز لدين الله الفاطمي إليها في اليوم السادس
من رمضان من العام 362هـ، واستقبله الناس على مشارف صحراء مدينة الجيزة وهم يحملون
بأيديهم الفوانيس المضاءة لينيروا الطريق حتى وصوله إلى مقر الخلافة – قاهرة المُعز- التي أنشأها
قائد جيوشه جوهر الصقلي.

وكان الأطفال منذ الماضي وما زالوا إلى اليوم يتنقلون في الشوارع والطرقات حاملين بأيديهم
الفوانيس المُضاءة، ويمرون على البيوت والمقاهي الشعبية سائلين العادة ويترنمون بالأغنية الشعبية
القديمة -وحوي يا وحوي - التي يرجع تاريخها حسب رأي بعض المؤرخين إلى أيام الفراعنة مُرددين
بصوت واحد:

وحوي يا وحوي
بنت السلطان
لابسة الفُستان
ماسكة الفانوس
أحمر… وأخضر
ماشية تتمخطر
علشان أعرف
بيتهم العالي وحوي ياوحوي… إياحه
وكمان وحوي إياحه
رحت يا شعبان.. إياحه
وجيت يا رمضان.. إياحه
وقد يتوجه الأطفال الفرحين برمضان إلى منزل واحد منهم قائلين:
حلوا ياحلوا
رمضان كريم ياحلوا
لولا" محمد" لولا جينا… ياللا الغفّار
ولاتعبنا رجلينا… ياللا الغفّار
أدونا العادة… الله يخليكم
الفانوس طقطق… الله خليكم
والعيال ناموا… الله خليهم لأهاليهم

وما أن تسمع الأم نداء الأطفال حتى تهب لتمنحهم شيئاً من الحلويات أو النقود. وإذا مرّ هؤلاء
الأطفال على أحد المقاهي أو الدكاكين في السوق، ومنحهم صاحب المقهى شيئاً يفرحهم قالوا بصوت
واحد:
الدكان ده… كلُه عمار
وصاحبُه… ربنا يغنيه
الله يزيده كرم…
ويشاهد الكعبة وباب الحرم



وينتظر الأطفال قبل مجيء عيد الفطر عودة والديهم الذين يقدمون لهم ما اشتروه لهم من ملابس
للعيد. ويلاحظ الازدحام على أشَدِّهِ قبل حلول العيد في جميع المخابز لأنها تستعد لعمل الكحك "الكعك" ،
والكحك سِمَةٌ من سِمَاتِ ومظاهر العيد في مصر، حيث تتفنن النساء في عمله مع الفطائر الأخرى
والمعجنات والحلويات التي تقدم للضيوف في البيوت في الأسبوع الأخير من رمضان.



يذكر بأنّ صناعة الكعك في الأعياد هي من أقدم العادات التي عرفها المصريون القدماء، والتي
نشأت مع الأعياد ولازمت الاحتفال بأفراحهم، ولا تختلف صناعة الكعك اليوم في مصر عن الماضي،
مما يؤكد أن صناعته اليوم امتداد للتقاليد الموروثة. فقد وردت صور كثيرة عن صناعة كعك العيد في
مقابر طيبة، ومنف، ومن بينها ما عُثِرَ على جدران مقبرة رخمي-رع من الأسرة الثامنة عشرة، إذ تبين
كيف كان عسل النحل يخلط بالسمن ويقلب على النار، ثم يُصب على الدقيق ويُقلّب حتى يتحول إلى
عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال المطلوبة، ثمّ يُرصُّ على ألواح من الإردواز، ويوضع في الأفران كما
كانت بعض الأنواع تُقلّى في السمن والزيت.

لقد كان المصريون القدامى يُشكلون الكعك على هيئة أقراص بمختلف الأشكال الهندسية ذات
الزخارف، كما كان بعضهم يصنع الكعك على شكل حيوانات أو أوراق الشجر وبعض الزهور، وغالباً
ما كان الكعك يحشى بالتمر المجفف- العجوة- أو التين ثم يقومون بزخرفته بالفواكه المُجففة مثل النبق
أو الزبيب. وكانوا يصنعون الكعك أو الفطير عند زيارتهم المقابر في الأعياد، والمعروف محلياً
بالشريك، لاستخدامه كتميمة ست- عقدة إيزيس- وهي من التمائم السحرية ذات المغزى الأسطوري
بحسب معتقداتهم القديمة.



ثم تنطلق التكبيرات والتواشيح الدينية من الجوامع والمساجد في ليلة عيد الفطر، حيث يؤدي الناس
صلاة العيد في الساحات الكبرى، ويتم عقب أداء الصلاة تبادل التهاني والتبريكات بمقدمه، والزيارات ما
بين الأهل والأقارب وتكون فرحة الأطفال كبيرة وهم يتسلمون العيدية من الكبار، حيث ينطلقون
بملابسهم الجميلة فرحين ليركبوا دواليب الهواء، أو الانتقال بالعربات التي تسير في شوارع المدن
وهم يطلقون زغاريدهم وأغانيهم المحببة ابتهاجاً بالعيد السعيد.



بينما يشعل الأطفال في سيناء والنقب عقب غروب ليلة العيد النيران خلف البيوت ويقفزون ويقولون:
مع الوداعة، يا رمضان
ثم تخرج النساء السيناويات الثياب الجديدة المطرزة، ويضعنّ الحنّاء على أيديهنّ ويلففنها حتى
الصباح وهنّ يُغنينّ:

العيد قالوا الليلْة بَشِّر أُمْ قذِيلْـة
العيد قالوا باكِر بَشِّر أُم أساوِرْ
وتستحث الفتيات عيد الفطر على القدوم وهنّ يُنشِدنّ قائلات:
قدِّم للبنات قدِّم يا عيد رمضان
على رمضان متندِّم عيد الضحايا

محمود فهيم2010
14-05-2010, 05:14 PM
جزاك الله خيراً

عماد عبد الستار
10-06-2010, 02:31 PM
You can see links before reply

أبوبكر أحمد العملة
03-07-2010, 11:26 AM
بارك الله في وقتك ومجهودك وعلمك النافع لنا جميعاً ...اللهم آمين

ببوابة التعليم المصرى

وجزاك الله خيراً


مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
ابوبكر احمد العملة
عضو فريق مجتمع المعرفة بالمنتدى الكريم