المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب



مستر أحمد خليل
04-05-2010, 09:58 AM
الحب من أسمى العواطف الإنسانية، وأرقى الغرائز التي جبلت عليها الفطرة البشرية، وهو إحساس وشعور نفسي ووجداني، ينجذب به القلب تجاه المحبوب بحماسة وعاطفة جياشة.

درجات الحب :

والحب درجات، أسماها حب الله ورسوله، ثم حب الأهل وخاصة الوالدين والأقارب والأصدقاء، ثم الحب بين الرجل والمرأة. والحب بين الرجل والمرأة منه الحلال، وهو الذي يربط بين الزوج وزوجته، ومنه الحرام كالانحرافات والشذوذ والعلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة.

والحب الحلال ينشأ في ظل الله ورضاه، ويترعرع تحت أعين الناس وبمباركتهم، أما الحب الحرام فينبت في تربة سوء يرعاها الشيطان، ويرويها بالغواية والضلال، ويزينها بالهوى. والحب الحلال يباركه الله، ويغبطه الناس، أما الحب الحرام فلا يرضى عنه الله ويرفضه المجتمع.

والمرأة بحكم تكوينها النفسي، أكثر عاطفة، وأرهف إحساسًا من الرجل، فحبها أعمق وشعورها أقوى، ولكن الحب -في كثير من حالاته- أصبح مشكلة خطيرة تضر بالمجتمع وأفراده، فقد طغت الصور المحرمة منه على الصور الحلال، وانتشر الفساد، وتفككت الأسر، وخُرِّبت البيوت، وانتهكت الحرمات، كل هذا تحت شعار الحب.

أسباب المشكلة:

ولمشكلة الحب الحرام أسباب عديدة منها:

انتشار كثير من المفاهيم والأفكار الخاطئة لدى الشباب عن ضرورة ممارسة الحب، وتجربته، ومعايشته، مما ينتج عنه من سوء الخلق المتفشي في أيامنا هذه، والاختلاط الفاسد دون رقابة أو حدود في البيت بين الأقارب وغير الأقارب، وفي الشارع، وفي وسائل المواصلات، وفي المدارس والجامعات، وفي الأندية والمنتزهات، فكان سبيلاً للفساد ونشر الفتن والشرور، فبه تسهل الرذيلة ويعمل الشيطان عمله.

قال الشاعر :

نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء

فالنظرة سهم من سهام إبليس، فمن أطلق لها العنان لم يجن إلا الهلاك.

يقول الشاعر:

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

وسائل الإعلام بصورها العديدة، وما تبثه من أفكار، وما تعرضه من أفلام ومسلسلات، تصور الحب الحرام في صور تجعل منه عنوان التضحية والوفاء، فتمسخ بذلك قيم وأخلاق الشباب، وتدفعهم إلى التجربة دفعًا حتى يكون لهم نصيب من هذه التضحية والفناء في سبيل الحب!!

نتائج المشكلة:

فكان نتيجة هذه الأسباب أن انتشرت الفتن وغلبت الشهوات، فكم من زوجة خانت زوجها، وكم من زوج خان زوجته، وكم من فتاة فقدت عنوان شرفها، وكم من فتى عاث فسادًا، وكم من مقدسات انتهكت، وحرمات أبيحت، كل هذا تحت دعوى الحب!!

دور المرأة:

وهنا يأتي دور المرأة أو الفتاة، والتي إذا فرطت في كرامتها وانساقت مع تيار هواها، كانت سبيلاً للفتنة والفساد، فهي الزوجة التي بحبها لزوجها وكونها السكن والأمان له تصون بيتها وتحفظ مجتمعها، وهي الأم التي بتربيتها لأبنائها وفق المبادئ والقيم السامية تمد المجتمع بالسواعد القادرة على بنائه والنهوض به، فعلى المسلمة الالتزام بالضوابط التي وضعها الإسلام لما فيه صلاح الأفراد وخير المجتمع...

ضوابط إسلامية:

ويجب مراعاة بعض الضوابط التي وضعها الإسلام لصيانة الفرد وحماية المجتمع مثل:

1- الأمر بغض البصر والنهي عن النظر الحرام، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} [النور: 30-31]، وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال، قال صلى الله عليه وسلم : (النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أتاه إيمانًا يجد حلاوته في قلبه) [الحاكم].

2- عدم الاختلاط إلا لضرورة تهدف لخير الإسلام والمسلمين، وتجنب الاختلاط الفاسد للهو والعبث.

3- الاهتمام بالزواج، والترغيب فيه، وتيسير سبله، وجعله الوسيلة الشرعية لتحقيق الحب والسكن، قال تعالى : {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} [الروم: 21]، وقال صلى الله عليه وسلم : (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)

[متفق عليه].

4- حث المرأة على الحفاظ على زوجها، وعلى حيوية الحب بينهما من خلال أعمال بسيطة كتبادل الهدايا، والنظرات الحانية الدافئة، والمشاركة يدًا بيد في أعماله ونشاطاته، فالحب كالزرع ينمو بالرعاية، ويذبل بالإهمال.

5- الدعوة إلى التمسك بالفضائل، ونهي النفس عن الهوى، قال تعالى: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى}

[النازعات: 40-41].

6- بيان أن كل أمور الدنيا ما هي إلا وسائل نحو الغاية السامية، وهي الوصول لأسمى درجات الإيمان ممثلة في حب الله ورسوله، فهو غاية الفرد التي إليها يسعى، وبها ينال الفوز والسعادة قال تعالى: {والذين آمنوا أشد حبًّا لله} [البقرة: 165]، وقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [آل عمران: 31].

7- دعوة المسؤولين عن وسائل الإعلام أن يتقوا الله في ما يبثونه من مادة إعلامية على شباب وفتيات، ونساء ورجال هذه الأمة، ولا يتخذوا من هذه الأجهزة أبواقًا ينفث منها الشيطان سمومه، بل عليهم أن يقوموا بدورهم -من خلال هذه الأجهزة- في نشر القيم والفضائل السامية، التي بها يزدهر المجتمع ويسعد أفراده.

إن الإسلام لا يعادي المشاعر الإنسانية، ولكنه يسد أبواب الفواحش فالحب حلاله حلال، وحرامه حرام.

ولكن هل الذى يقدم فى إعلامنا يعبر عن الحب ؟ وهل يصون المرأة ويحميها ؟

الإجابة تحتاج صفحات وصفحات .

جمال سراج
04-05-2010, 10:50 AM
بارك الله فى حضرتك على هذا العرض الجميل للموضوع الهادف والصائب
جعلنا الله دائما ممن يحلون حلاله ويعظمون حرماته فإن ذلك من تقوى القلوب
ودى واحترامى وفى انتظار القادم من ابداعاتك سيدى
فى أمان المليك

مستر أحمد خليل
04-05-2010, 11:02 AM
شكرا على مرورك يافندم وبارك الله فى عطائك المتميز

أبوبكر أحمد العملة
04-05-2010, 06:03 PM
عطاء متميز من شخصية متميزة

بارك الله في وقتك وصحتك ...اللهم آمين

ببوابة التعليم المصرى

وجزاكم الله خيراً

مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
ابوبكر احمد العملة
عضو فريق مجتمع المعرفة بالمنتدى الكريم

ميس صافيا
04-05-2010, 06:43 PM
جزاك الله خيرا مستر احمد

محمد حسن ضبعون
18-05-2010, 03:57 PM
تميز وابداع فى طرح الموضوع
You can see links before reply
بارك الله فيك
You can see links before reply