عادل أبوجليل
30-04-2010, 01:01 AM
الحمد لله وكفى ،والصلاة والسلام على رسوله المصطفى
وبعد
إن علاقة المدرس وطلابه علاقة من أسمى العلاقات ويجب أن تكون كذلك - إن لم تكن - إنها علاقة أساسها العلم،ولذلك فهي محاطة بسياج قدسية العلم وهكذا أراها .
إن ما يكتب على صفحات الجرائد ويشاهد عن تدني العلاقة بين المعلم والطالب يدعو للخوف على مستقبل هذه الأمة.
إن سجل تاريخ العلاقة بين المعلم والطالب سجل مشرف لم تشوبه شائبة ، فقديما كان الأب يمسك بيد ابنه الصغير ويذهب به إلى المدرسة ثم يفلته من يده وهو ينظر إليه في سعادة وهو يخطو خطواته الأولى في المدرسة وينظر إليه والسعادة تغمر قلبه وهو يشاهده يلتقي بزملائه ويصافحهم ويلهو معهم ويظل الأب يراقب ابنه الصغير من خارج سور المدرسة حتى يحين موعد بداية الطابور فيغلق الباب فينصرف الأب وهو مطمئن على ابنه ، ويعود الابن ليقص على أبيه ما دار في المدرسة وما أخذه وما تعلمه وينقل إليه ببراءة انطباعاته عن المدرسة والمدرسين ، وإذا اشتكى ابنه يوما من مدرس لأنه عاقبه فسرعان ما يلقي الأب اللوم على ابنه ويقول له لقد تصرفت تصرفا أغضب معلمك ، اذهب إليه واعتذر، كان ذلك قديما
فما الذي حدث ؟
لقد كنا طلبة وكنا ننظر لمعلمينا نظرة احترام وتقديس ، لقد كان للمعلم في أذهاننا صورة مقدسة ،وأذكر مرة أني شاهدت معلمي في الشارع وهو يتحدث مع زميل له ويمازحه ويضحك ، فاندهشت لأنني تخيلت أن المعلم ملاك في صورة بشر لا يطرأ عليه ما يطرأعلينا ، كنت صغيرا وكانت تلك صورة المعلم في عيني ،فمعلمي جاد في حديثه علاقتي به علاقة تعلم وفقط ، وكانت نظرة المعلم إلى أحد منا تساوي الكثير، وكنا نتسابق حبا من أجل حمل أمتعته .
فما الذي حدث ؟
كانت شكوانا من المعلم أنه جاد لا يمازح أحدا ،ويثقل علينا في الواجبات ،ويعاقبنا بشدة .
فما الذي حدث؟
لقد تلوثت تلك العلاقة الطاهرة بين المعلم والطالب ،وأصبحت محل شبهة واتهام،فالمعلم اليوم مدان في كل تصرف من تصرفاته ،مدان من الطالب وأسرته وإدارته بل ومن المجتمع بأسره ، فالمعلم إذا تفانى في شرحه أمام الطلاب اتهموه بأنه يستعرض ليجذب الطلاب إليه من أجل الدعاية ، وإذا عاقب أحدا فهو لإجباره على أخذ درس خاص ، وإذا نال التلاميذ تقديرات ضعيفة فلأن المعلم لم يقم بواجبه ، وإذا سئل المعلم سؤال ولم يجب عليه فلأن المعلم ذو مستوى ضعيف ، وهكذا أصبح المعلم مدانا شاء أم أبى ، والمجتمع له عذر في تلك النظرة ، ولكن يجب عدم إطلاقها على كل المعلمين .
أما ما يحدث اليوم فلا أستطيع وصفه ،لقد تخطت العلاقة بين المعلم والطالب كل الحدود وتجاوزت كل التوقعات وانحدرت إلى مستوى لا يوصف ، وخرجت من إطارها الطبيعي إلى إطار شاذ لا يقبله عقل ولا يقره عرف أو شرع ، لذا يجب علينا أن نواجه ما حدث ، نبحث عن أسبابه ووسائل علاجه .
وإني أرجو من كل قارئ أن يدلو بدلوه ورأيه في تلك الظواهر التي لوثت علاقة المعلم والطالب .
وبعد
إن علاقة المدرس وطلابه علاقة من أسمى العلاقات ويجب أن تكون كذلك - إن لم تكن - إنها علاقة أساسها العلم،ولذلك فهي محاطة بسياج قدسية العلم وهكذا أراها .
إن ما يكتب على صفحات الجرائد ويشاهد عن تدني العلاقة بين المعلم والطالب يدعو للخوف على مستقبل هذه الأمة.
إن سجل تاريخ العلاقة بين المعلم والطالب سجل مشرف لم تشوبه شائبة ، فقديما كان الأب يمسك بيد ابنه الصغير ويذهب به إلى المدرسة ثم يفلته من يده وهو ينظر إليه في سعادة وهو يخطو خطواته الأولى في المدرسة وينظر إليه والسعادة تغمر قلبه وهو يشاهده يلتقي بزملائه ويصافحهم ويلهو معهم ويظل الأب يراقب ابنه الصغير من خارج سور المدرسة حتى يحين موعد بداية الطابور فيغلق الباب فينصرف الأب وهو مطمئن على ابنه ، ويعود الابن ليقص على أبيه ما دار في المدرسة وما أخذه وما تعلمه وينقل إليه ببراءة انطباعاته عن المدرسة والمدرسين ، وإذا اشتكى ابنه يوما من مدرس لأنه عاقبه فسرعان ما يلقي الأب اللوم على ابنه ويقول له لقد تصرفت تصرفا أغضب معلمك ، اذهب إليه واعتذر، كان ذلك قديما
فما الذي حدث ؟
لقد كنا طلبة وكنا ننظر لمعلمينا نظرة احترام وتقديس ، لقد كان للمعلم في أذهاننا صورة مقدسة ،وأذكر مرة أني شاهدت معلمي في الشارع وهو يتحدث مع زميل له ويمازحه ويضحك ، فاندهشت لأنني تخيلت أن المعلم ملاك في صورة بشر لا يطرأ عليه ما يطرأعلينا ، كنت صغيرا وكانت تلك صورة المعلم في عيني ،فمعلمي جاد في حديثه علاقتي به علاقة تعلم وفقط ، وكانت نظرة المعلم إلى أحد منا تساوي الكثير، وكنا نتسابق حبا من أجل حمل أمتعته .
فما الذي حدث ؟
كانت شكوانا من المعلم أنه جاد لا يمازح أحدا ،ويثقل علينا في الواجبات ،ويعاقبنا بشدة .
فما الذي حدث؟
لقد تلوثت تلك العلاقة الطاهرة بين المعلم والطالب ،وأصبحت محل شبهة واتهام،فالمعلم اليوم مدان في كل تصرف من تصرفاته ،مدان من الطالب وأسرته وإدارته بل ومن المجتمع بأسره ، فالمعلم إذا تفانى في شرحه أمام الطلاب اتهموه بأنه يستعرض ليجذب الطلاب إليه من أجل الدعاية ، وإذا عاقب أحدا فهو لإجباره على أخذ درس خاص ، وإذا نال التلاميذ تقديرات ضعيفة فلأن المعلم لم يقم بواجبه ، وإذا سئل المعلم سؤال ولم يجب عليه فلأن المعلم ذو مستوى ضعيف ، وهكذا أصبح المعلم مدانا شاء أم أبى ، والمجتمع له عذر في تلك النظرة ، ولكن يجب عدم إطلاقها على كل المعلمين .
أما ما يحدث اليوم فلا أستطيع وصفه ،لقد تخطت العلاقة بين المعلم والطالب كل الحدود وتجاوزت كل التوقعات وانحدرت إلى مستوى لا يوصف ، وخرجت من إطارها الطبيعي إلى إطار شاذ لا يقبله عقل ولا يقره عرف أو شرع ، لذا يجب علينا أن نواجه ما حدث ، نبحث عن أسبابه ووسائل علاجه .
وإني أرجو من كل قارئ أن يدلو بدلوه ورأيه في تلك الظواهر التي لوثت علاقة المعلم والطالب .