نعمه محمود
19-04-2010, 12:06 AM
غمّض عينك تاكل لحمه
بقلم جلال عامر ١٨/ ٤/ ٢٠١٠فى بلادنا فتح عينك تاكل ملبن وغمّض عينك تاكل لحمه، والكتابة أحياناً تكون مثل حفل استقبال فى «سفارة»، وأحياناً تكون مثل حفل استقبال فى «سجن»، ومن كثرة الأفراح فى شارعنا بدأت أعتقد أن النيل له دلتا والدلتا لها فرعين نور، وأنا ساكن فى شارع واسع فيه نافورة تدل على وجود المحافظ، وتسع عربات أمن مركزى تدل على الاستقرار، ومحل عصير يدل الناس على العناوين، وكلما سأله أحد عن عيادة طبيب أو مكتب محام أو شركة تصدير أو دجال يشوف له البخت يشاور له على شقتى ليزعجنى بحجة أننى لا أشرب من عنده، وعندما أفهمته أننى أحبه ولا أحب القصب قال لى (كلكم بتقولوا كده فى الأول وبعد كده بتروحوا تأيدوا «البرادعى» فلازم أرحلك من هنا)..
وأنا عاشق للعلم وأعتبره المنقذ من بحر الظلمات لذلك جايب مدرس فى الصالة للأولاد وناضورجى على السطوح للوزير، وصدقنى أنا دارس فلسفة السياسة على أصولها وممكن أقلبها «غم» وأتحدث عن «كشف المستور» و«المستقبل المنظور»، لكننى أحبك لذلك أتحدث عن «الماتش» الذى يذاع و«المصنع» الذى يباع والسقف الزمنى للمناصب والحد الأدنى للأجور والشركات التى تسحب «السيارات» والمرور الذى يسحب «الرخص»، فلا تشتمنى وتقول «الكاتب الساخر» التى تذكرنى بـ«الدقيق الفاخر» لكن ممكن تقول لى يا «هيثم» وأنا أقول لحضرتك يا «حاج»..
وعندنا انتخابات شورى «إفطار»، وانتخابات شعب «غداء»، وانتخابات رئاسة «عشاء» وبعدها السهرة مع الفيلم العربى «معك إلى الأبد»، فحاول أن تصدقنى أنه رغم الفيلم المعروض الآن فى الشوارع فإن ماضى مصر صنعه مئات الزعماء لكن مستقبل مصر سوف يرسمه شخص واحد، لكننى لأسباب شخصية أفضل فيلم «عادل إمام» الذى كلما قابل فيه رجلاً يضربه بالقلم ويمنعه من الترشيح، وكلما قابل امرأة يقبلها ويمنعها من التمثيل..
فالمنصب فى بلادنا يخضع للقانون القديم، ففى بلادنا «العفريت» فقط هو الذى تقول له «إنصرف» فينصرف.. فإذا كنت ترفع علم مصر فتذكر أن اللون الأبيض يشير إلى «العهد الماضى»، واللون الأسود يشير إلى «العهد الحاضر»، واللون الأحمر يشير إلى «اللحمه».. وإذا كنت تريد أن تعرف المستقبل اسأل بتاع العصير عن دجال يشوف البخت بعيداً عن شقتى.
galal_amer@hotmail.com (galal_amer@hotmail.com)
بقلم جلال عامر ١٨/ ٤/ ٢٠١٠فى بلادنا فتح عينك تاكل ملبن وغمّض عينك تاكل لحمه، والكتابة أحياناً تكون مثل حفل استقبال فى «سفارة»، وأحياناً تكون مثل حفل استقبال فى «سجن»، ومن كثرة الأفراح فى شارعنا بدأت أعتقد أن النيل له دلتا والدلتا لها فرعين نور، وأنا ساكن فى شارع واسع فيه نافورة تدل على وجود المحافظ، وتسع عربات أمن مركزى تدل على الاستقرار، ومحل عصير يدل الناس على العناوين، وكلما سأله أحد عن عيادة طبيب أو مكتب محام أو شركة تصدير أو دجال يشوف له البخت يشاور له على شقتى ليزعجنى بحجة أننى لا أشرب من عنده، وعندما أفهمته أننى أحبه ولا أحب القصب قال لى (كلكم بتقولوا كده فى الأول وبعد كده بتروحوا تأيدوا «البرادعى» فلازم أرحلك من هنا)..
وأنا عاشق للعلم وأعتبره المنقذ من بحر الظلمات لذلك جايب مدرس فى الصالة للأولاد وناضورجى على السطوح للوزير، وصدقنى أنا دارس فلسفة السياسة على أصولها وممكن أقلبها «غم» وأتحدث عن «كشف المستور» و«المستقبل المنظور»، لكننى أحبك لذلك أتحدث عن «الماتش» الذى يذاع و«المصنع» الذى يباع والسقف الزمنى للمناصب والحد الأدنى للأجور والشركات التى تسحب «السيارات» والمرور الذى يسحب «الرخص»، فلا تشتمنى وتقول «الكاتب الساخر» التى تذكرنى بـ«الدقيق الفاخر» لكن ممكن تقول لى يا «هيثم» وأنا أقول لحضرتك يا «حاج»..
وعندنا انتخابات شورى «إفطار»، وانتخابات شعب «غداء»، وانتخابات رئاسة «عشاء» وبعدها السهرة مع الفيلم العربى «معك إلى الأبد»، فحاول أن تصدقنى أنه رغم الفيلم المعروض الآن فى الشوارع فإن ماضى مصر صنعه مئات الزعماء لكن مستقبل مصر سوف يرسمه شخص واحد، لكننى لأسباب شخصية أفضل فيلم «عادل إمام» الذى كلما قابل فيه رجلاً يضربه بالقلم ويمنعه من الترشيح، وكلما قابل امرأة يقبلها ويمنعها من التمثيل..
فالمنصب فى بلادنا يخضع للقانون القديم، ففى بلادنا «العفريت» فقط هو الذى تقول له «إنصرف» فينصرف.. فإذا كنت ترفع علم مصر فتذكر أن اللون الأبيض يشير إلى «العهد الماضى»، واللون الأسود يشير إلى «العهد الحاضر»، واللون الأحمر يشير إلى «اللحمه».. وإذا كنت تريد أن تعرف المستقبل اسأل بتاع العصير عن دجال يشوف البخت بعيداً عن شقتى.
galal_amer@hotmail.com (galal_amer@hotmail.com)