المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة رائعة .. هل مات عمر بن الخطاب؟



محمد وهب الله سندل
10-04-2010, 10:09 PM
كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي
عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم.

سألتها:
ماذا هناك

قالت بصوت مضطرب:
الولد

أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً
فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.
احتضنته وكررت سؤالي:
ماذا حدث؟

لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته ..
لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض .

سألتها ثانية:

ماذا حدث؟!

أصرت على الصمت.. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير..
فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربت فوق ظهر صغيري .

عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أدرك .

فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي..
هي شاهدت فقط نصفها الثاني..
رحت أروي لها شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث.

القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير .

وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير..
كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .

بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري ..
كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف .
وأما فاطمة فكانت تحب سماع قصة موسي وفرعون
أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.

وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها
سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي .

ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي..
صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها ..
فوجئت به هو يصيح مقاطعاً الجميع:

عمر بن الخطاب

تعجبت من هذا الطلب الغريب..
فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر..
بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب..
فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته .

لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة.

حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته
وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء وحصى
وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.

حدثته كيف بكي عمر وخرج مسرعاً..
ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية ..
فما تركهم حتى شبعوا وناموا .

نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية..
في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن
أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب

قلت له مستهزئاً:
أتعرف

أجاب في تحد :
نعم

لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها
كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.

في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب..

حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص..
وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .

في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي ..
كان قد حفظها هي الأخرى.

وهكذا أمضينا قرابة شهر..
في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر.. أو عن تقواه.. أو عن قوته في الحق..
فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية..

في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب

هل مات عمر بن الخطاب؟

كدت أن أقول له – نعم مات !! ..

لكني صمت في اللحظة الأخيرة
فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..

وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات..
تهربت من الإجابة.

في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.

بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي
كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال..
صباح اليوم خرج مع والدته..

في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي يبكي
كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها،
فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها:

لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك

جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.

بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشيه ..

صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم

فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..

قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..

لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة .

دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل
لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم

حتى استوقفتها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.

هنا صاح صغيري بها:

هل مات عمر بن الخطاب؟!

عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً
كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليهود بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى.

أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح

وهم يضربون المصلين بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي
التفت نحو أمه وهو يقول:

مات إذن عمر بن الخطاب !!

راح يبكي ويكرر

مات عمر بن الخطاب

دفع صغيري باب الغرفة صمتت أمه ولم تكمل الحكاية..
لم أكن محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.

توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب:

مات عمر بن الخطاب؟

رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له:

أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..

صاح في فرح :
عمر بن الخطاب

قلت له:
نعم.. نعم ستلد عمر

ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر

عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب

حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب

دعاء شديد
10-04-2010, 10:33 PM
بارك الله لك فى اطفالك وفى وقتك الذى تعطيهم اياه
ويا ليت كل الاباء يعطوا اولادهم وقت مثلك
اكيد سنجد من يقضى بـ "عمر بن الخطاب"
وقتها سينصلح حال الاجيال القادمه
:18:
شكرا لك

whiteangel
10-04-2010, 10:35 PM
قصة جميله جدا
بس يا ترى حقيقية واللا من وحى خيالك

سلمي محمد
10-04-2010, 10:35 PM
بجد قصة جميله ومؤثرة فعلا لازم بجد نحكي لاولدنا قصص مفيدة حتي يتاخذوا منها القدوة الصالحة وينشا جيل قادر علي التحدي
دبلا من التفاهات التي تملا التليفزيون وتخرب في عقول ابنائنا
جزاك الله خيرا:27:

امل لاشين
10-04-2010, 10:38 PM
فعلا قصه رائعه .......

ربنا يبارك في اولادك ..

أبوبكر أحمد العملة
10-04-2010, 10:39 PM
أخى الفاضل / محمود عبد الرحمن

فالحب يسمو بالانسان ......!!!
فبراءة الاطفال كنز داخل كل اطفالنا

وجزاكم الله خيراً
مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
ابوبكر احمد العملة
عضو فريق مجتمع المعرفة الكريم

nourhan200005
10-04-2010, 10:54 PM
بجد قصة جميلة ومؤثرة .........احييك

محمد وهب الله سندل
10-04-2010, 11:25 PM
الاخوة والاخوات الافاضل

السلام عليم ورحمة الله وبركاته

هذه القصه اولا من وحى الوجدان والخاطر لما اراه من مناظر فى تربية بعض الاباء لابنائهم

وداعواتكم لى بان الله يرزقنى بالزوجه المتدينه والمعينة على الدين والدنيا والذريه الصالحه

واتمنى من الله ان يوفق ويقف بحوار الاجيال الصاعدة ذهبوا الى الكورة والمسلسلات والافلام وغيرها ولم يعرف شيئا عن دينة وسيرت الصحابة والرسول ولكن يعرف سيرة اى لاعب او ممثل وغيرة

ربنا معاهم ومعنا ويقدرنا على مواجهة الغزو الفكرى والثقافى

احمد الطاهر
12-04-2010, 08:23 PM
جزاك الله خيراً

ا/عبدالفتاح شبانه
12-04-2010, 08:44 PM
جزاك الله خيرا اخى وحبيبى ا/محمود ورزقك الزوجة الصالحة والذرية الصالحة بالفعل نحن فى اشد الحاجة لعدل عمر وايمان عمر وتقوى عمر رضى الله عن سيدنا عمر وكل الصحابة الاخيار ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان زوجتى حامل وادعو الله ان يرزقنى عمر ويكون ولدا صالحا قولوا معى آمين يارب العالمين

معتز الجمل
13-04-2010, 02:27 PM
اللة اللة الغوث الغوث عمر عمر ولكن لى تعليق هل لو كان عمر هل كان التعاقد ههههاهههااهههااا

وسام غانم
13-04-2010, 07:10 PM
قصه مؤثره جدا
:27::27::27:
جزاك الله خيرا
و رزقك بالزوجه و الذريه الصالحه

محمد وهب الله سندل
13-04-2010, 10:29 PM
اللة اللة الغوث الغوث عمر عمر ولكن لى تعليق هل لو كان عمر هل كان التعاقد ههههاهههااهههااا





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


الاخوة الاخوات منتدى المعلم المساعد


اين زمن عمر واين زمنه

من شدة ايمان سيدنا عمر ان الشيطان اذا راى سيدنا عمر سلك طريقا اخر

وصلاح الراعى من صلاح الرعية

وقال تعالى فى حديثة القدسى ( لوتوكلمت على الله لرزقكم كما لايرزق الطير تغدوا غماصا وتعود بطانا )


وربنا يوفنا جميعا

محمد ابو شادى
14-04-2010, 09:34 PM
اخوانى ان سيدنا عمر بن الخطاب كان من شده بكائه من خشيه الله يوجد علي وجه خطان اسودان من اثر الدموع

احمد الاقصر
26-05-2010, 01:23 PM
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة والولد الصالح

عماد عبد الحميد
26-05-2010, 02:44 PM
جزاك الله خيرا علي هذه القصة , من فينا من لا يحب سيدنا عمر بن الخطاب ( العدل - القوة - الشجاعة ) .

رضاالوادي
26-05-2010, 05:11 PM
الشيء الذي يجب علينا ان نراه في القصة جملة الصغير هل مات عمر بن الخطاب
ان كانت القصة حقيقية فسبحان الله
وان كانت من نسج الخيال فعبارة الصغير هي المغزي

ايمان ابو الفتوح
26-05-2010, 05:32 PM
قصه مؤ ثره جدااااااااااااااا ولايبقى الا ان نتمنى ان يصبح اطفالنا مثل هذا الصبى ربنا يبارك لحضرتك ويرزقك ان شاء الله بالزوجه الصالحه وطالما الخير موجود فاكيد هنلاقى عمر جديد يوحد المسلمين على نصره الاسلام فالصبر ثم الصبر ان الله معنا