المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة قصص الانبياء



فاطـمة محمود
09-04-2010, 05:43 PM
قصص الانبياء

You can see links before reply

قصص الانبياء



أدم عليه السلام


نبذة :

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجدله الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرةمعينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.

سيرته :

خلق آدم عليهالسلام :

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكةبأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض - وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض، أوإلهام وبصيرة، يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق، ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض، وأنه سيسفك الدماء. ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصورإلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له، هو وحده الغاية للوجود. وهو متحقق بوجودهم هم، يسبحون بحمد الله ويقدسون له، ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته!

هذه الحيرة والدهشةالتى ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائزعلى الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه فيعلمه، ولا يعرفون حكمته الخافية،ولا يعلمون الغيب. لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى، في بناء هذه الأرض وعمارتها، وفي تنمية الحياة، وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها، على يد خليفة الله في أرضه. هذا الذي قد يفسد أحيانا، وقد يسفك الدماء أحيانا. عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء، والخبير بمصائرالأمور (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

وما ندرينحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة. وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله. ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه. إنما نمضيإلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن.

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له،والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم :

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم.. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له.. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد. فهل كان إبليس من الملائكة؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى. فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.. وسيجيء أنه خلق من نار. والمأثور أن الملائكةخلق من نور.. ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود.

أما كيف كان السجود؟ وأين؟ ومتى؟ كل ذلك في علم الغيب عندالله. ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً

قال الله سبحانه وتعالى : (قَالَ يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْكُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنطِينٍ). هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا)فهل هي الجنة؟ أم هل هي رحمة الله. هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح. ولا محل للجدل الكثير. فإنما هوالطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم.

(قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ(84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) )

هنا تحول الحسد إلى حقد. وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب، وأن يمنحه الفرصة التيأراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين.

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه. إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميعالآدميين. لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان. لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عنبلوغ غايته فيهم! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده، والعاصم الذي يحول بينهم وبينه. إنه عبادة الله التي تخلصهم لله. هذا هو طوقالنجاة. وحبل الحياة!. وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة فأعلن-سبحانه- إرادته. وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ).

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم، يخوضونها على علم والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين. وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان. وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولاغافلين. فأرسل إليهم المنذرين.

فاطـمة محمود
09-04-2010, 05:47 PM
تعليم آدم الأسماء :

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري، وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا). سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات. سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها -وهي ألفاظ منطوقة- رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة. وهي قدرة ذات قيمة كبرىفي حياة الإنسان على الأرض. ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى، لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات والمشقة في التفاهم والتعامل حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه. الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة! الشأن شأن جبل. فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس. إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات.

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم. ومن ثم لم توهب لهم. فلما علم الله آدم هذا السر وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء. لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص. وجهرواأمام هذا العجز بتسبيح ربهم، والاعتراف بعجزهم، والإقرار بحدود علمهم، وهو ماعلمهم. ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء. ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليمالحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ماكتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف. وهذا أشرف شيء فيه قدرته على التعلم والمعرفة. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها بالعلم والمعرفة. معرفة بالخالق. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها. ويدخل في هذاالنطاق كل العلوم المادية على الأرض.

إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى. فكل من الأمرين مكمل للآخر.

فاطـمة محمود
09-04-2010, 05:56 PM
هابيل وقابيل :

لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكنالقرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي:

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني، ويقال أن قابيل كان يريد زوجةهابيل لنفسه. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل قال تعالى في سورة (المائدة)(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ(28)(المائدة).

لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا. قال القتيل في هدوء: (إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ)(29)(المائدة).

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.

اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.


موت آدم عليه السلام :

وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب،فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلواعليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذهسنتكم.

وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبونعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته،وخطىء آدم فخطئت ذريته.

You can see links before reply

فاطـمة محمود
09-04-2010, 05:58 PM
إدريس عليه السلام


نبذة :

كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة،ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.

سيرته :

إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.

نسبه :

هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيثبن أدم عليه السلام واسمه عندالعبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد أدم وشيث عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة أدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.

فاطـمة محمود
09-04-2010, 06:05 PM
حياته :

وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن أدم ، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة أدم وشيث فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عندربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).

وفاته :

وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن الأعمش ، عن شمر بن عطية ، عن هلال بن يساف قال : سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له : ما قول الله تعالى لإدريس (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّا) ؟ فقال كعب : أما إدريس فإن الله أوحى إليه : أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له" : إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً ، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء ، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً ، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس ، فقال : وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري ، فقال ملك الموت : يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول : كيف أقبض روحه في السماء الرابعةوهو في الأرض ؟! فقبض روحه هناك . فذلك قول الله عز وجل (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً). ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه : كم بقي من عمره ؟ فقال : لا أدري حتى أنظر ، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين ، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات ، وفي بعضه نكارة .

وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد فيقوله (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً) قال : إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى . إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر ، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار . والله أعلم .

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله (وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً) رفع إلى السماءالسادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك . والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعةأصح ، وهو قول مجاهد وغير واحد . وقال الحسن البصري (رَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً) قال : إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم . وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل .

قال البخاري : ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس ، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء : أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ولم يقل كما قال أدم وإبراهيم : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ، قالوا : فلوكان في عمود نسبه لقال له كما قالا له .

وهذا لا يدل ولابد ، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً ، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع ، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لأدم أبي البشر ،وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن ، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين .


منقول للفائدة
You can see links before reply

محمود فهيم2010
10-04-2010, 01:02 AM
جزاك الله خيراً

أبوبكر أحمد العملة
11-04-2010, 01:22 AM
الاستاذة الفضلى / فاطمة محمود


ما شاء الله عليك

نتابع معك القصص..لنتعلم كل مفيد وجديد

وجزاكم الله خيراً

مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
ابوبكر احمد العملة
عضو فريق مجتمع المعرفة بالمنتدى الكريم

فاطـمة محمود
16-04-2010, 01:37 PM
الاستاذ الفاضل / محمود فهيم 2010
شكرا لمرورك وتواصلك الكريم
دمت بكل الود والاحترام

فاطـمة محمود
16-04-2010, 01:38 PM
الأستاذ الفاضل / أبوبكر أحمد العملة

شكرا لتواصلك الغالى
You can see links before reply

moooostafa
21-04-2010, 03:32 AM
جهد مشكور استاذتنا الفضلي وجعله في ميزان حسناتكم

وطني النهار
21-04-2010, 04:28 PM
جهد واضح

شكرا