المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «البديل» تكشف وقائع اختيار وتسفير تلاميذ مصريين إلي الولايات المتحدة



محمد بن عباس
10-04-2009, 10:37 AM
08/04/2009 للقاء طلاب إسرائيليين بهدف «دعم التطبيع»
منظمة «بذور السلام» تجمع الطلاب.. ووزارة الشباب تختار المدارس.. والتلاميذ يلتقون ضباط مخابرات إسرائيليين
الطلاب يجتمعون منذ 1993 ويطالبون بالحفاظ علي هوية «إسرائيل اليهودية» وإلغاء «الأونروا» وتوطين اللاجئين في دول المهجر
مشاركون: سوزان مبارك دعت مجموعة منا لحضور محاضراتها عن السلام.. وموقع المنظمة: مبارك يدعمنا
نظيف ورئيس جهاز الأمن الإسرائيلي ضيفا مؤتمر البذور في 2005.. ومصطفي الفقي ومحمد بسيوني «يجهزان» الطلاب قبل السفر
كتب: أحمد بلال
كشف عدد من أعضاء في منظمة بذور السلام الأمريكية عن وقائع اختيار وتسفير عدد من طلاب المدارس الخاصة المصرية إلي الولايات المتحدة، للقاء طلاب وخبراء إسرائيليين بهدف «دعم التطبيع». وقال أعضاء المنظمة إن عزة الشربيني، مدير فرع المنطقة في مصر، وزعت استمارات المشاركة في مخيم «بذور السلام» في الولايات المتحدة، الذي يهدف إلي نشر التطبيع، وأكد الأعضاء أن طلاب بعض المدارس الخاصة منها مدارس نفرتاري الدولية، ومدرسة «modern education» ومدارس مصر للغات تسلموا الاستمارات لملئها وتقديمها عبر الإدارات المدرسية إلي فرع المنظمة، علي أن يخوض الشباب عددا من الاختبارات الإضافية، تنتهي باختيار 20 طالباً مصريا للسفر للقاء الإسرائيليين في مخيم المنظمة التي ترفع شعار المعاهدات تتفاوض عليها الحكومات، أما السلام فتصنعه الشعوب».
وحسب الجدول الزمني للمخيم، فإن الوفود تقسم في «المخيم الدولي لبذور السلام»، الذي يقع في أوتسفيلد بولاية ماين الأمريكية، إلي مجموعات، علي أن يكون نصف المجموعة من الطلبة العرب والنصف الآخر إسرائيليين وأمريكيين، فالمجموعة المشكلة من 10 أشخاص يتم تقسيمها إلي 1 مصري، 1 أردني، 3 فلسطينيين، 4 إسرائيليين، 1 أمريكي، علي أن يكون نصفها شباباً والنصف الآخر فتيات، وتعيش المجموعة سوياً طوال فترة المخيم في الأنشطة والنقاشات، وذلك لـ«خلق علاقات صداقة قوية بين المشاركين العرب ـ ومن بينهم المصريون ـ والمشاركين الإسرائيليين»، كما أكد لنا أحد الطلاب الذين شاركوا في هذا المخيم.
وقال الطالب «أ. هـ» أحد المشاركين في المخيم، لـ«البديل»: إن هناك بعض الفعاليات التي ينظمها الفرع المصري لـ«بذور السلام» قبل السفر، وأضاف: «هناك تحضيرات قبل السفر، والمنظمة تستدعي بعض الأشخاص لمحاضرة الطلاب عن الصراع العربي الإسرائيلي، ومن المحاضرين د. مصطفي الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، والسفير محمد بسيوني، سفير مصر السابق في إسرائيل، وأساتذة الدراسات الإسلامية من الجامعة الأمريكية».
وقال طالب آخر كان من المشاركين في دورات سابقة إن الوفد الطلابي الإسرائيلي يتم إعداده جيداً، وأضاف الطالب: «في المخيم عرفت أن الإسرائيليين منظمون وأفكارهم متطابقة مع أفعالهم، كانوا مختارين بعناية، ويعرفون قضيتهم وتاريخهم جيداً، ويعرفون جيداً ما هي الصورة التي يريدون أن يصدّروها لنا وللعالم. في المناقشات كانت آراء الإسرائيليين واحدة، وكانوا يعرفون كيف يساندون بعضهم جيداً، وكانوا يعرفون كيف يكملون كلام بعضهم البعض، هذا معناه أنه تم تجهيزهم في مكان واحد ومن شخصيات واحدة».
لقب «البذور» الذي يحصل عليه المشاركون في المخيم، كان أول من حصل عليه 46 طالباً مصرياً وفلسطينياً وإسرائيلياً، حضروا المخيم الأول عام 1993، ودعاهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لحضور مراسم توقيع اتفاقية أوسلو في البيت الأبيض، بين ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني السابق وإسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي المقتول. وأكد أحد «البذور» المصريين لـ«البديل» أن وزارة الشباب منذ عام 1993 كانت تتولي مهمة الاتصال بعدد مختار من المدارس لترشيح الطلبة للمشاركة، وكانت هناك حوالي 10 مدارس مشاركة، فضلاً عن كون المشاركة مفتوحة لأي شخص يريد أن يتقدم.
وعلمت «البديل» أن برنامج المخيم يقوم علي عدد من الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية، بالإضافة إلي ما يعرف بـ«جلسات الحوار»، التي يجلس علي رأسها أحد دعاة التطبيع العرب، والآخر إسرائيلي، وتستمر كل جلسة 90 دقيقة، بمعدل جلسة كل يوم، علي مدار 3 أسابيع، وفي هذه الجلسات ـ كما تقول المنظمة ـ يناقش البذور الأمور الساخنة وأسباب الخلاف في صراعاتهم، في جلسات حوار بسيطة، بالإضافة إلي تحديهم الأفكار الموروثة مسبقاً.
وفي هذا الشأن أيضاً يقول «م. س»، أحد «البذور» المصريين، الذي طلب عدم ذكر اسمه: هناك أنشطة رياضية يكون هدفها نفس هدف الجلسات الحوارية، يعني يكون فيها اعتماد علي بقية الأفراد بجنسياتهم بمن فيهم الإسرائيليون، حتي نتخطي عوائق ومنافسات، وهذه هدفها أن يكون هناك تناغم في الجو وليس العكس. وتقيم المنظمة عدداً من المؤتمرات التي يلتقي فيها كبار الساسة المصريين والإسرائيليين، بالإضافة إلي بعض قيادات المخابرات الإسرائيلية، مثل المؤتمر الذي عقدته المنظمة في 16 مايو 2005، والذي حضره «عامي أيالون» رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، وصائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، والسفير الإسرائيلي «دون جيلرمان»، بالإضافة إلي رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف. وكتب أحد المشاركين الإسرائيليين في المخيم علي موقع ماكوم الإسرائيلي قائلاً : «في نهاية كل معسكر، يخرج المشاركون إلي واشنطن، ويلتقون الرئيس الأمريكي، وزوجته، ونائبه أو وزيرة الخارجية، وأعضاء في الكونجرس الأمريكي، كما يلتقي المشاركون بقادة من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ويجرون جولة في متحف المحرقة».
أما «ر. ن» أحد أهم الأعضاء المصريين في منظمة «بذور السلام»، فدافع عن علاقات أعضاء المنظمة المصريين بنظرائهم الإسرائيليين، قائلاً: «مقابلتنا للإسرائيليين ليست سراً»، وأضاف: «في 1998، عندما شاركت لأول مرة، قابلنا عمرو موسي في مقر وزارة الخارجية، لا يوجد سفير مصري في الولايات المتحدة إلا ويلتقينا، وأيضاً السفراء المصريون في الدول التي نزورها، ويحضرون فعاليات لبذور السلام، وسوزان مبارك دعت مجموعة منا لحضور محاضراتها عن السلام، وقد حضرت شخصياً هذه المؤتمرات». وتوّجت المنظمة جهودها في نشر التطبيع بما يعرف بـ«ميثاق فيلار»، وهو مشروع كامل لمعاهدة سلام اتفاقية تطبيع فلسطينية إسرائيلية، وهو نفسه البرنامج الذي يتم تدريب الطلاب المشاركين في المخيم عليه. وصدر هذا الميثاق عن قمة شباب الشرق الأوسط الأعضاء في منظمة «بذور السلام»، التي عقدتها المنظمة في سويسرا في مايو 1998، وحضرها شباب مصري، وأردني، وفلسطيني، وأمريكي، بالإضافة إلي الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز لـ«بحث طريقة جديدة لإحلال السلام في الشرق الأوسط»، حسبما أعلنته المنظمة، وتم تمويل هذه القمة من قبل منظمة «Novartis Intenational AG»، التي يقع مقرها في مدينة «بازل» السويسرية، التي شهدت المؤتمر الصهيوني عام 1898، وهو المؤتمر الذي دعا وخطط لإقامة «دولة يهودية» علي أرض فلسطين، والذي دعا إليه ثيودر هرتزل وأكد «البذور» المشاركون في وضع الميثاق أن كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ارتكبا أخطاء في حق بعضهما البعض، وطالبوا فيه بإلغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وتأسيس لجنة جديدة لتمويل التنمية الفلسطينية علي أن يتم تمويلها من قبل الدول المحيطة، كما دعا المشاركون في وضع الميثاق إلي توطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها عن طريق منحهم جنسيات هذه الدول، بدعوي أن إسرائيل لها الحق في الحفاظ علي هويتها اليهودية، كما جاء في الميثاق. ودعا الميثاق أيضاً إلي تأسيس دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ولا يوجد بها جيش أو أي أسلحة ثقيلة، وأن تتولي الدفاع عنها قوات الشرطة الفلسطينية، وقوة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بقيادة أمريكية، وأكد الميثاق أنه إذا هوجمت إسرائيل وتطلّب دفاعها عن نفسها استخدام المجال الجوي الفلسطيني، فإن للدولة الفلسطينية ـ لحفظ حق السيادة ـ أن تقدم احتجاجاً عبر الطرق الرسمية فقط، وأن تتوقع اعتذارا رسميا. وذكر الموقع الرسمي للمنظمة أن المجلس الاستشاري لبذور السلام يضم كلاً من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والرئيس الأمريكي السابق «جورج بوش»، والملكة الأردنية نور الحسين، ورئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، بالإضافة إلي الرئيس الإسرائيلي الحالي شيمون بيريز، وبحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة فإنها تحظي بدعم كبير لعمل «بذور السلام» من قبل الحكومات، من بينهم من تم ذكرهم أعلاه، بالإضافة إلي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، ووزير الدفاع الحالي إيهود باراك، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس حسني مبارك، والأمين العام السابق للأمم المتحدة «كوفي عنان»، والملك عبدالله، ملك الأردن، بالإضافة إلي الدعم الذي كانت تتلقاه المنظمة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق «إسحاق رابين»
You can see links before reply