المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعتماد التكنولوجيا . . هل ألغى دور المعلم ؟



نادر الليمونى
31-03-2010, 08:20 AM
اعتماد التكنولوجيا . . هل ألغى دور المعلم ؟
إذا نظرنا إلى التكنولوجيا التربوية على إنها : " طريقة في التفكير، فضلا عن أنها منهجفي العمل، وأسلوب في حل المشكلات يعتمد في ذلك على إتباع مخطط منهجي، أو أسلوبا لنظام لتحقيق الاهداف، ويتكون هذا المخطط المتكامل من عناصر كثيرة تتداخل وتتفاعل معا بقصد تحقيق أهداف تربوية محددة.
وإذا نظرنا إليها على إنها : " برنامج للعملوالممارسة اختيرت مكوناته ورتبت ترتيبا محددا في ضوء منظومة معرفية سلوكية تتمتعبدرجة مقبولة من الصدق العلمي " .
وإذا فهمناها على أنها : " تطبيق المعرفة فيتصميم وتنفيذ وتقويم النظم التربوية " ، أتت إجابة السؤال الذي طرحناه سابقا،بالنفي، فالتكنولوجيا التربوية لم تلغ دور المعلم، بل غيرت دوره، ومنحته أدواراجديدة يمكن أن تتعرض لها ونعرضها في النقاط التالية :-
دوره كوسيط تعليمي ومنظم للتواصل : لقد كان ينظر إلى العملية التعليمة على أنها عملية اتصال طرفاها المعلم ( المرسل ) والتلميذ ( المرسل إليه )، يتم فيها نقل المعرفة ( الرسالة ) عن طريق ( وسيط ) تختلف أنواعه. وهذا لا يتمش مع النظرية الحديثة للتربية، حيث أصبح المعلميعمل كوسيط تعليمي.
دوره كمعد للأهداف : فهو معني بتحديد الأهداف السلوكية علىشكل نتاجات تعليمية منتظرة، وعلى أن تكون مرتبطة بالأهداف التربوية العامة.
دورهكمشخص : ولكي يسهل المعلم أداء مهمته، وكما يسهل عملية التعلم عند طلابه، ويجعل العملية التعليمية أكثر نجاعة، يقوم المعلم بالتعرف على خصائص طلابه، وتحديدها، لانذلك يعينه على فهم طبيعة المتعلمين الذين يتعامل معهم " فيحدد نواحي القوة والضعف عندهم، ومستوى القدرة على التعلم لدى كل منهم " .
دوره كمصمم برامج : أصبحالمعلم مخططا لخبرات وأنشطة تعليمية ترتبط بالأهداف المخططة، وتتناسب مستوىالمتعلمين وطرق تفكيرهم، وتسهم إسهاما فعالا في مساعدتهم على بلوغ الأهداف التعليمية. كما أصبح المعلم مسئولا عن إعداد المواد التعليمية اللازمة، ليتمكن الطلبة من ممارسة عملية التعلم.
دوره كمخطط وموجه للعملية التعليمية التعلمية : وذلك بإتباعه طريقة منهجية منظمة من ضبط المثيرات ( المادة التعليمية ) والحوادث التعزيزية ( التغذية الراجعة ) بشكل دقيقجدا.
دوره كمهندس للسلوك وضابط لبيئة التعلم : ودوره هنا لايقتصر على تحليل سلوك المتعلم ومن ثم تعديله، وإنما يتعدى ذلك ليشمل هندسة سلوكه،وذلك عن طريق " ترتيب بيئة التعلم، بحيث يحصل المتعلم على السلوك المراد " .
دوره كمهندس اجتماعي : فهو " يشجع التفاعل بين أفرادالجماعة، ويستثير الاتصال بين التلاميذ، ويتعرف على حقيقة أن البشر مخلوقات اجتماعية تنمو وتتطور من خلال التفاعل في مواقف اجتماعية ذات معنى " .
دوره موفر للتسهيلات اللازمة للتعليم : فهو " يحدد امكانات مختلف مصادر التعلم، ويساعد التلاميذ على اختيار البدائل التعليمية المناسبة، ومنثم يسهل تحقيق أهداف التعلم "
دوره مستشار : يتعاون مع الآباء،ومع زملائه من المعلمين، وكذلك مع المجتمع المحلي، من اجل تنظيم التعلم للتلاميذ.
دوره كمختص في الوسائل التعليمية : حيث يكون قادراعلى استخدامها، وصيانتها، وعارفا بمصادرها، وقادرا كذلك على تقويم صلتها بالأهدافالتدريسية.
دوره كباحث ومجدد : حيث يكون قادرا على التنظير منخلال ما يقوم به من ممارسات أو يفكر بطريقة منطقية ناقدة في كل ما يقوم به من أنشطةأو أعمال.
دوره كمقوم للنتائج العلمية : فهو راصد لكل تلالعمليات والمقوم لها، للتأكد والتحقق من سلامة الخطوات التي أجراها، ومدى نجاحهافي تحقيق الأهداف الموضوعة، وبلوغ النتاجات المنتظرة.
وفي نهاية المطاف : قديبدو دور المعلم في ظل الصورة التي رسمتها له التكنولوجيا رائعا، إلا انه يصعب على المعلم – منفردا – ممارسة أدواره جميعها بالفاعلية والكفاءة المنشودتين . (9)
التحديات التي تواجه الموجه المربي في بداية الألفية الثالثة:
1. الاكتشافات الهائلة في مختلف المجالات مثل الكيمياء،الفيزياء، الرياضيات، السوبر كمبيوتر، الموصلات فائقة التوصيل والفيمتو ثانية.
2. سيطرة التكنولوجيا على الثقافة والحضارة وما ترتب عليها من موجات مؤسفةمن الانحلال الخلقي والتفكك الأسرى وتفشى الإدمان والمخدرات وسيادة العنف والجريمةوزيادة معدلات الانتحار.
3. تفاعل التكنولوجيات مع بعضها البعض في مختلف العلوم والمجالات والذي يطلق طاقات هائلة تشبه التفاعلات الكيميائية تفوق فيأهميتها ومقدارها العناصر التي دخلت في التفاعل أي أنها ليست حاصل جمع القدرات التكنولوجية المتفاعلة، بل هي أقرب إلى حاصل ضرب أو أس لمدخلات التفاعل. ويشكل كلذلك إمكانيات واعده وتفتح أمام البشرية آفاقاً هائلة لو أمكن استغلالها لصالحالإنسان وتيسير حياته وحل مشكلاته، أم استغلالها لغير صالح البشرية يمكن إن تكونبداية لتدمير الإنسان وللحياة البشرية.
4. التقدم المذهل في كثير منالمجالات خصوصاً فيما يتعلق بالطاقة والطاقة النووية، الليزر، بالإضافة إلى الهندسةالوراثية، كل ذلك يفتح الباب أمام إنتاج أسلحة ووسائل للدمار الشامل ليست فقط في متناول الدول والحكومات وإنما في يد الأفراد والأقليات أو الجماعات المتطرفة.
5. الإلكترونيات الدقيقة Microelectronics - صناعة الفضاء والطيران - صناعةوسائل الاتصال Telecommunication والتكنولوجيا الحيوية Biotechnology والكمبيوتروالبرمجيات.
6. السماوات المفتوحة والفضائيات والانترنت والبريد الإلكتروني مما يجعل كل إنسان لديه القدرة على الاتصال بكل مصادر العلم والمعرفة في العالم فيأي وقت. ويمكنه الحصول على أحدث ما وصل إليه العلم خلال فترة زمنية قصيرة.
كيف يواجه المربي هذه التحديات لكي يعمل على تطوير أدائه:
إن جيل القرن الحالي أمامه تحديات شاقةوكثيرة فأما إن يجد مكاناً له في هذا العالم، أو يجرفه الطوفان العلمي للعلم والمعرفة لذا لا بد من إحداث ثورة في طرائق التدريس والتقويم بحيث نخلق جيلاًواعياً بما
يدور حوله في العالم وفى نفس الوقت لا يفقد هويته الوطنية، وعليه لابد أن يكون المربي على دراية وعلم بما يلي:
1. توظيف واستخدام أدوات تكنولوجيا التعليم في رفع مستوى العملية التعليمية من خلال ما يقوم به من عقد ندوات ولقاءات مع المدرسين وتدريبهم على كيفية استخدام هذه التقنيات.
2. القدرةعلى استخدام الكمبيوتر التعليمي وأجهزة العلوم بالحاسب.
3. تعديل وتطويرطرق تدريس العلوم في المراحل المختلفة بما يتماشى مع التقدم العلمي وعصر العولمة.
4. تطوير عملية التوجيه بحيث تؤدى إلى تنمية مهارات الطلاب لوضع الحلول المثلى لمشكلاتهم اليومية وتكوين اتجاهات إيجابية نحو التفاعل مع البيئة.
5. تنمية الفكر المنظومى لدى الطالب الذي هو من أهم سمات عصرالعولمة.
6. ولا بد للتوجيه من الإطلاع على كل ما هو جديد ومبتكر في الإشرافالتربوي والمنظومة التعليمية - بصفة عامة - ومنظومة المنهج - بصفة خاصة - من حيث الأهداف والمحتوى وطرائق التدريس الحديثة والجديد في أساليب التقويم حتى يستطيعأداء مهمته بنجاح. (10)
الخلاصة
أثرت التكنولوجيا والثورة المعلوماتية في حياة المجتمعات والأفراد على كافة الصعد والمناحي الحياتية ومنها النواحي التربوية والتعليمية ، فلم يقتصر تأثير الثورة التكنولوجية على النواحي الايجابية بل كانت في كثير من الأحيان ذات آثار سلبية .
لم يعد دور المربي قاصراعلى نقل المعلومات بل تعداه إلى التأثير في النظم التعليمية والأدوار
واجهت المعلم العصري تحديات كثيرة منها الاكتشافات العلمية الهائلة وسيطرة التكنولوجياعلى الثقافة والحضارة الإنسانية وما ترتب عليها من آثار سلبية ، مما تطلب إعدادالمربي القادر على مواجهة ذلك وتوظيفه لخدمة المجتمع ولم تلغ هذه الثورة دور المعلمبل منحته أدوارا جديدة معقدة لن يتمكن من أدائها منفردا أو منعزلا عن مجتمعه .
التوصيات :-
إن الاهتمام بعملية إعداد المعلم إعدادا يؤهله للقيام بالدور الجديد يجعلني أوصي بما يلي :
أولا _ استقطاب الفئات المميزة للدخول في مهنة التعليم .
ثانيا _ الارتقاء بمهنة التعليم ( تمهين التعليم) كغيرها من المهن الأخرى المرموقة .
ثالثا _ إعداد برامج تؤهل المعلم أكاديميا في البداية ثم مهنيا،ومواصلة تدريبهم أثناء الخدمة والتعرف إلى احتياجاتهم .
رابعا_ إعداد المعلم ليكون منتجا للمعرفة لا مستهلكا لها وذلك بجعله باحثا إجرائيا يستطيع حصر المشكلات التي تواجهه وتحديدها والبحث في أسبابها وكيفية التغلب عليها وتجريب ما يفكر فيه عمليا في غرفة الصف.
منقول

أبوبكر أحمد العملة
31-03-2010, 05:25 PM
الاخ الفاضل / نادر الليمونى

أتفق مع سيادتك ان الدور التربوى للمعلم

لن تستطيع التكنولوجيا أن تقلل منه

ولكنها تسعى اسرع من سعى المعلمون انفسهم

الى التغيير التربوى الفعال تكنولوجياً للاسف....!!!

مرحباً بموضوعك الرائع ببوابة التعليم المصرى

وجزاك الله خيراً


مع خالص تقديرى لشخصكم الكريم
ابوبكر احمد العملة
عضو فريق مجتمع المعرفة بالمنتدى الكريم