تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لو كنت وزيرا للتعليم



medo bakry
24-03-2010, 01:39 PM
العنوان السابق هو عنوان مقال اعجبنى ونسخته فى حينه على الكمبيوتر ولكنى نسيت اسم كاتب المقال ولكن المقال جدير بالقراءة
لو كنت وزيراً للتعليم
أن تكون وزيراً للتعليم في مصر فتلك مهمة شاقة. أرق بالليل وهم بالنهار. خصوصاً إذا كنت من أولئك الرجال الذين يرون المنصب مسئولية وأمانة وليس وجاهة وتشريفاً.. فوزارة التعليم في بلدنا محملة بمشاكل متراكمة.. كل مشكلة منها بمثابة لغم تحت كرسي الوزير.. ثم إنها -أي الوزارة- في احتكاك مستمر ومباشر كل يوم مع الناس. كل الناس. ومن النادر أن تري بيتاً ليس له ابن أو أكثر في مراحل التعليم المختلفة.. وبالتالي تتعامل الأسر مباشرة مع الحكومة عبر المدرسة.. وتقف علي سلبياتها وأدق دقائقها.
وقبل هذا وبعده فإن التعليم هو واجهة الحكومة وعنوانها وثمرة جهدها.. ومعيار نجاحها وفشلها.. فإذا كان التعليم جيداً كان هذا مؤشراً علي صلاحية الحكومة.. والعكس صحيح.. ولذا فإن وزير التعليم دائما في مرمي النيران.. وهو أكثر الوزراء تعرضاً للنقد في مجالس الناس.. وفي وسائل الإعلام المختلفة.
ومنذ زمن طويل تحولت وزارة التعليم إلي حقل تجارب لأفكار وسياسات لا علاقة لها بالتعليم. وإنما لها علاقة بالعناوين البراقة التي تجذب الأنظار وتبهر الناظرين إذا ما أطلقت أمام كاميرات التليفزيون وعبر مانشيتات الصحف.. وقد أثبتت التجارب في النهاية أن هذه العناوين كانت مقصودة للاستهلاك السياسي والإعلامي ولكنها لم تضف شيئا إلي جوهر العملية التعليمية. بل انتقصت منها في الواقع.
ومن أمثلة هذه العناوين البراقة التي أطلقت في مراحل مختلفة: "المدرسة المنتجة". و"المدرسة الذكية". و"تطوير المناهج" و"مدارس الأيزو". و"التقويم الشامل". و"الوجبة المدرسية".. ولو استيقظت بعض ضمائرنا وسألنا عن الحصاد الحقيقي لهذه العناوين والتجارب التي صاحبتها وأنفق عليها الكثير من المال لكانت الإجابة الصادقة صادمة ومزعجة. والدليل علي ذلك التدني الواضح جدا في مستوي المدارس ومستوي الخريجين.
ونحمد الله أن وزير التعليم الجديد د.أحمد زكي بدر مشهود له بالجدية والحسم.. وليست له أجندة أيديولوجية سوف ينظر من أجل تنفيذها.. ومن ثم فإن الأمل فيه كبير من أجل إصلاح التعليم دون الحاجة إلي شعارات وعناوين براقة.. وإصلاح التعليم يبدأ بتصحيح الهياكل وتوظيف الكفاءات وضرب جماعات المصالح ومراكز القوي التي تريد الحفاظ علي حالة الفوضي وانعدام المسئولية.
ولو تصورنا للحظة إمكانية تبادل المواقع. وكنت وزيراً للتعليم. وهذا مستحيل بالطبع.. فسوف أجعل علي رأس أولوياتي إسقاط هذه العناوين البراقة الخادعة.. والعودة بالمدرسة إلي رسالتها الأولي والأهم.. وهي التعليم. أو التربية والتعليم. فتلك هي الأمانة التي يجب أن أؤديها لبلدي. وللأجيال القادمة.
والتعليم الذي أعنيه يستهدف ببساطة تخريج جيل لديه قدر معقول من معارف العصر وعلومه.. ولديه المهارة الكافية لاستخدام مفاتيح المعرفة لتحصيل المزيد والمزيد من العلوم.. وتوظيف ما لديه من معارف وعلوم في حياته العملية.
وغني عن البيان أن التعليم هو أفضل استثمار لمستقبل بلدنا. وأفضل خدمة تقدم لأبنائنا.. وما ينفق من أموال علي تعليم الأبناء سوف يعود بالخير علي الوطن بعد حين.. عندما يتولي هؤلاء الأبناء المسئولية في مواقع العمل المختلفة. وتقع علي عاتقهم مهمة البناء والتطوير.. ساعتها سنكتشف أن ما أنفقناه علي التعليم لم يذهب سدي.. وإنما عاد لصالح المجتمع علميا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا.
لو كنت وزيراً للتعليم سوف أبدأ علي الفور في اتخاذ العديد من الإجراءات مثل:
* حشد الجانب الأعظم من ميزانية الوزارة في بناء مدارس جديدة علي مستوي الجمهورية وتأثيثها.. فالمدرسة هي اللبنة الأولي في العملية التعليمية.. وكذلك حشد المنح والقروض وتشجيع الأثرياء علي التبرع بالأرض لبناء المدارس عليها.. أو بناء مدارس خاصة.. وستكون النتيجة المباشرة لهذا التوجه زيادة أعداد المدارس وبالتالي تخفيف كثافة الفصول.. وتخفيف الأعباء علي المدرسين.. ووضع العملية التعليمية في مجراها الصحيح.
* توفير ميزانية ملائمة للمدارس يتم الإنفاق منها علي النظافة والصيانة والمعامل والوسائل التعليمية الحديثة والأنشطة والمسابقات بين التلاميذ.. ولابد أن تخضع هذه الميزانية للرقابة الصارمة.
* الاهتمام بالمدرس والموجه والناظر.. وتوفير الدخل الملائم لكل منهم بما يضمن له حياة كريمة.. فلا ينغمس في ممارسات تنال من مكانته وهيبته داخل المجتمع الذي يعيش فيه.
* تطبيق نظام اليوم الكامل في المدارس حتي يتسني ربط كل من المدرس والتلميذ بالمدرسة.. وعندما تؤدي المدرسة دورها علي الوجه الأكمل سوف يتحقق حلمنا بالقضاء علي الدروس الخصوصية.
* لابد أن يتسع اليوم الدراسي لممارسة التلاميذ للأنشطة أمام مدرسيهم فيتمكنوا من اكتشاف مواهبهم والحكم علي أدائهم حكما صادقا.. بدلاً من الوضع القائم الذي حوَّل أولياء الأمور إلي تلاميذ يعدون اللوحات والأبحاث ويرسمون ويزرعون وينفذون الأعمال الفنية حتي يحصل أبناؤهم علي درجات النشاط كاملة.. والكل يعلم أن المسألة مجرد أداء واجب وتسديد خانات.
* ربما استدعي الأمر الحد من الإنفاق المظهري الذي التهم ميزانية الوزارة ولم يترك منها شيئا للعملية التعليمية ذاتها.. لذلك يجب أن تكون البداية بإلغاء الاحتفالات والمهرجانات الاستعراضية.. بل ربما احتاج الأمر إلي بيع المنشآت الفخمة التي ذهبت إليها أموال المنح والقروض لإقامة أبنية وقاعات للمهرجانات واجتماعات الفيديو كونفرانس بينما تبحث المدارس عن كراس للتلاميذ أو صنابير مياه..
* كذلك إلغاء الوظائف المظهرية والحد من المستشارين الذين لا يقدمون شيئا للعملية التعليمية.. وتوفير مرتباتهم للإنفاق علي المدارس والكادر.
* الاهتمام بالكتاب المدرسي حتي لا يكون عبئاً علي التلاميذ كما هو الحال الآن.. وأن يعهد به إلي لجان من التربويين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة.. ولا يتحول إلي وسيلة للبيزنس والسمسرة بين يدي من لا خبرة لديهم.
* أيضا الاهتمام بالمناهج وانتزاعها من أيدي خبراء السوء الذين جعلوا التعليم وصلة تعذيب لأبنائنا وليس متعة ذهنية وعقلية.. وشوهوا كل جميل وبديع في التاريخ والجغرافيا والدين... إلخ.
إن التصريحات التي نشرت حتي الآن علي لسان د.أحمد زكي بدر تطمئننا علي أن الرجل سوف يأخذ المهمة بالجدية اللازمة.. ولن يستسلم لدعاة المظهرية والعناوين البراقة.. ولن تخدعه الديكورات اللامعة.. ولديه من الطاقة ما يجعله قادراً علي المتابعة والحسم وإعطاء كل ذي حق حقه.. وعندما يلمس العاملون في الوزارة جديته وصدقه سوف يعملون بنفس الروح وبنفس الطاقة.. فالناس علي دين وزرائهم.. والسلم دائماً ينظف من أعلي..
وفي مصر رجال قادرون علي إصلاح التعليم.. وتصحيح ما اعوج في مساره.. لكن هؤلاء في حاجة فقط إلي من يكتشفهم.. ويقدمهم إلي الصفوف الأولي.. ويسند إليهم المهام الصعاب.. فمصر ولادة.. والخير فيها وفي أبنائها إلي يوم القيامة.

شريف
24-03-2010, 01:51 PM
يسمع من بقك ربنا
مقال رائع جدا
و ياليت الأفكار التي به تكون محل تنفيذ و رعاية المتخصصين
سلمت يمينك