المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السفارة الإسرائيلية بالقاهرة: 30 عاماً من السلام والعزلة القاتلة



محمد بن عباس
05-04-2009, 09:46 PM
الأعوام الثلاثون التي مرت على توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل كانت فترة من العزلة السياسية والثقافية الكاملة للسفير والسفارة الإسرائيلية بالقاهرة. وتفاقم تطورات سياسية من حالة العزلة مثل الحرب الإسرائيلية على غزة، وتشكل حكومة يمنية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، نقلاً عن تقرير إخباري الأحد 5-4-2009.

ويرى إسرائيليون أن السفارة موطئ قدم في الشرق الأوسط، غير أن كثيراً من المصريين مستاؤون لأن مصر أول من أبرم اتفاق سلام مع الدولة اليهودية التي يعتبر العرب وجودها أمراً بغيضاً، وتقضي معاناة الفلسطينيين على أي تعاطف معها.

لذا فإن السفير الإسرائيلي مثل السفراء الثمانية الذين سبقوه لا يظهر كثيراً، ولا يرجع ذلك فقط لنظام أمني غامض تفرضه السفارة بتعاون وثيق مع السلطات المصرية.

وفي مقابلة في فيلته، التي تحيط بها أسوار مرتفعة، بضاحية المعادي (جنوب القاهرة) يشكو السفير شالوم كوهين قائلاً: "خلال 4 سنوات أمضيتها هنا لم تطلب مني الصحف الإدلاء بتصريحات، ولم توجه لي دعوة للظهور في التلفزيون. السلام بين إسرائيل ومصر مهم واستراتيجي وله مقومات البقاء ولكني تعرضت لإحباطات على المستوى الانساني".
وزاد مستوى الحذر بين العاملين في السفارة منذ الحرب الإسرائيلية على غزة التي أسفرت عن مقتل 1300 فلسطيني وأثارت احتجاجات جماعية وقمعت مصر المظاهرات.

توجه المصرية رباب حسن (27 عاماً) سؤالاً غير عادي لخطابها: "أبلغه بمكان عملي، وأسأله هل هو مرتاح لذلك، لن اغير وظيفتي".

وتقول ضاحكة من مكتبها في قسم الشؤون العامة في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، في طابق مخصص للعاملين المحليين، الذين يربو عددهم على 12 شخصاً "لم يعارض أحد حتى الآن".

ورغم التفاؤل البادي على صوتها، فإن قصتها تدلل على توترات سياسية وشخصية تواجه السفارة التي تخضع لحراسة مشددة بعد 3 عقود من معاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل.

والآن يواجه الدبلوماسيون تبعات تولي حكومة اسرائيلية يمينية السلطة، وتعيين افيغدور ليبرمان وزيراً للخارجية، وكان قد طالب في العام الماضي الرئيس المصري حسنى مبارك بالقيام بزيارات للقدس أو "ليذهب الى الجحيم".

وقال أحمد ماهر وزير الخارجية المصري السابق "اعتقد ان تعيين ليبرمان قد يكون مؤشراً على انهم لا يريدون التوصل لحوار جاد مع مصر".

وبتوقيعها اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل في عام 1979، استعادت مصر شبه جزيرة سيناء المحتلة، وضمنت الحصول على معونات امريكية مهمة، ولكن لا يوجد إحساس يذكر بتوجه نحو تقارب أوسع.

وزار مبارك اسرائيل مرة واحدة منذ توليه السلطة قبل 28 عاماً لحضور جنازة رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين. وأحياناً ما تهاجم وسائل الإعلام اسرائيل وتقاطع الاتحادات الثقافية الانتاج الاسرائيلي. وغالباً ما تستجوب الشرطة من يطلبون تأشيرة سفر لإسرائيل.

غير أن كوهين وزملاءه يجمعون على الإشادة بالمواطن المصري العادي، ويشيرون الى أن السياح الاسرائيليين رغم ندرتهم في الوقت الحالي يرتادون المزارات السياحية في
مصر دون خوف حقيقي.

ويقول بني شاروني الملحق المسؤول عن الشؤون السياسية والثقافية الذي يمضي معظم وقته في تخطي العقبات الرسمية "تميز طبيعة عدم التدخل والدفء الناس هنا،
وهو امر ساحر فعلاً".

وبعد ان منع عرض الفيلم الرومانسي الاسرائيلي "زيارة الفرقة" في مهرجان القاهرة السينمائي رتب شاروني عرضاً خاصاً للفيلم في فندق واستغرق المشروع بأسره عاماً.

ووقعت اسرائيل مع مصر اتفاقين ثنائيين مهمين الاول خاص بصادرات المنسوجات والثاني خاص بإمدادات الغاز الطبيعي، كما تقدم لمصر مستشارين زراعيين. ويقول جاليت بارام ملحق الشؤون الاقتصادية ان القاهرة خفضت هذا البرنامج للنصف.

وأضاف "تعللوا بالميزانية، ولكن هناك شعوراً بأنه نوع من الاحتجاج بشأن غزة".

وتحتل السفارة الاسرائيلية في القاهرة الادوار الثلاثة العليا بمبنى على النيل وتحيط بها ابراج ادارية وفنادق فخمة، وقال كوهين "حين انتقلنا هنا قبل 30 عاماً كان المبنى جديداً وحديثاً ومنيراً".

وتقول سكرتيرة الشؤون الادارية فوزية عبداللطيف، وهي مصرية تعمل في السفارة منذ عام 1984، إن حجم عملها قل كثيراً، وتأمل أن تتحسن الاحوال.

You can see links before reply