أفنان أحمد
04-04-2009, 01:01 AM
ليس الغريب ..غريب الشام واليمن
ليس الغريب غريب الشام واليمن --- إن الغريب غريب اللحد والكفنِ
إن الغـريب لـه حق لغربته --- على المقيمين في الأوطان والسكنِ
لا تنهـرنّ غريبـاً حال غربته --- الدهر ينهره بالذل والـمحــنِ
سفري بعيـد وزادي لن يبلغنّي --- وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست اعلمها --- الله يعلمها فـي السـر والعلـنِ
ما احلم الله عني حيث أمهلني --- وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا نـدمٍ --- ولا بكـاء ولا خـوف ولا حـزن
أنا الذي يغلق الأبواب مجتهداً --- علـى المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلـة ذهبـت --- يا حسـرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي واندبهـا --- واقطع الدهر بالتفكير والحـزن
كأنني بين تلك الأهل منطـرح --- علـى الفـراش وأيديهم تقلبنـي
كأنني وحولي من ينوح ومـن --- يبكـي علـيّ وينعاني ويندبنـي
وقد أتوا بطبيب كي يعالجنـي --- ولـم أر الطبيـب اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها --- من كل عرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها --- وصار ريقي مريراً حين غرغرني
وسل روحي وظل الجسم منطرحاً --- بيـن الأهالي وأيديهم تقلبني
وغمضّوني وشدوا الحلق وانصرفوا --- بعد الإياس وجدّوا في شرى الكفنِ
وسار من كان أحب الناس في عجلٍ --- نحو المغسّل يأتيني يغسلنـي
فجاءنى رجل منهم فجردنى من --- الثياب فأعرانى و أفردنى
واسكب الماء من فوقي وغسّلني --- غسلاً ثلاثا ً ونادى القوم بالكفنِ
وألبسونـي ثيابـاً لا كمام لهـا --- وصار زادي حنوطاً حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فو أســفاً --- على رحيلٍ بـلا زادٍ يبلّغنـي
وحملونـي على الأكتاف أربعة --- من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدمّموني إلى المحراب وانصرفوا --- خلف الإمام فصلى ثـم ودّعني
صلوا على ّ صلاة ً لا ركوع لهـا --- ولا سجودا ً لعل اللـه يرحمنـي
وأنزلوني إلى قبري على مهلٍ --- وقـدّمـوا واحـداً منهم يلحدني
وكشـّف الثوب عن وجهي لينظرني --- وأسكب الدمع من عينـيّه أغرقنى
وقال هلوّا عليه التراب واغتنموا --- حسن الثواب من الرحمن ذى المنن
وهالني إذ رأت عيناي إذ نظرت --- من هول مطلّـع إذ كان أغفلني
مـن منكـرٍ ونكبرٍ ما أقول لهما --- قـد هالنـي أمرهم جداً وافزعني
وأقعدوني وجـدوا فـي مساءلتى --- مالي سواك إلهي مـن يخلصني
فامنن عليّ بعفوٍ منك يـا أملـي --- امنن على تارك الأولاد والوطـنِ
تقاسم الأهل مالى بعدما انصرفـوا --- وصار وزري على ظهرني فأثقلنى
واستبدلـت زوجتي بعلاً لها بدلي --- وحكـّمتـه علـى الأولاد والسكنِ
وصيّـرت ابني عبـداً ليخدمـه --- وصار مالي لهم حِلاً بلا ثمـنِ
فلا تغرنّـك الدنيـا وزخـرفهـا --- انظر لأفعالها بالأهل والوطــنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها --- هـل راح منها بغير الحنط والكفنِ؟
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي --- فضلاً جميلاً لعـل اللـه يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً --- عسى تجازين بعد الموت بالحسنِ
ثـم الصـلاة على المختار سيّدنا --- ما ألمح البرق في شامٍ وفي يمنِ
والحمد للـه ممسينـا ومصبحنـا --- بالخيـر والعفـو والإحسان والمننِ
You can see links before reply
القصيدة منسوبة لزين العابدين على بن الحسين رضى الله عنه
ليس الغريب غريب الشام واليمن --- إن الغريب غريب اللحد والكفنِ
إن الغـريب لـه حق لغربته --- على المقيمين في الأوطان والسكنِ
لا تنهـرنّ غريبـاً حال غربته --- الدهر ينهره بالذل والـمحــنِ
سفري بعيـد وزادي لن يبلغنّي --- وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست اعلمها --- الله يعلمها فـي السـر والعلـنِ
ما احلم الله عني حيث أمهلني --- وقد تماديت في ذنبي ويسترني
تمر ساعات أيامي بلا نـدمٍ --- ولا بكـاء ولا خـوف ولا حـزن
أنا الذي يغلق الأبواب مجتهداً --- علـى المعاصي وعين الله تنظرني
يا زلة كتبت في غفلـة ذهبـت --- يا حسـرة بقيت في القلب تحرقني
دعني أنوح على نفسي واندبهـا --- واقطع الدهر بالتفكير والحـزن
كأنني بين تلك الأهل منطـرح --- علـى الفـراش وأيديهم تقلبنـي
كأنني وحولي من ينوح ومـن --- يبكـي علـيّ وينعاني ويندبنـي
وقد أتوا بطبيب كي يعالجنـي --- ولـم أر الطبيـب اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها --- من كل عرقٍ بلا رفق ولا هونِ
واستخرج الروح مني في تغرغرها --- وصار ريقي مريراً حين غرغرني
وسل روحي وظل الجسم منطرحاً --- بيـن الأهالي وأيديهم تقلبني
وغمضّوني وشدوا الحلق وانصرفوا --- بعد الإياس وجدّوا في شرى الكفنِ
وسار من كان أحب الناس في عجلٍ --- نحو المغسّل يأتيني يغسلنـي
فجاءنى رجل منهم فجردنى من --- الثياب فأعرانى و أفردنى
واسكب الماء من فوقي وغسّلني --- غسلاً ثلاثا ً ونادى القوم بالكفنِ
وألبسونـي ثيابـاً لا كمام لهـا --- وصار زادي حنوطاً حين حنطني
وأخرجوني من الدنيا فو أســفاً --- على رحيلٍ بـلا زادٍ يبلّغنـي
وحملونـي على الأكتاف أربعة --- من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدمّموني إلى المحراب وانصرفوا --- خلف الإمام فصلى ثـم ودّعني
صلوا على ّ صلاة ً لا ركوع لهـا --- ولا سجودا ً لعل اللـه يرحمنـي
وأنزلوني إلى قبري على مهلٍ --- وقـدّمـوا واحـداً منهم يلحدني
وكشـّف الثوب عن وجهي لينظرني --- وأسكب الدمع من عينـيّه أغرقنى
وقال هلوّا عليه التراب واغتنموا --- حسن الثواب من الرحمن ذى المنن
وهالني إذ رأت عيناي إذ نظرت --- من هول مطلّـع إذ كان أغفلني
مـن منكـرٍ ونكبرٍ ما أقول لهما --- قـد هالنـي أمرهم جداً وافزعني
وأقعدوني وجـدوا فـي مساءلتى --- مالي سواك إلهي مـن يخلصني
فامنن عليّ بعفوٍ منك يـا أملـي --- امنن على تارك الأولاد والوطـنِ
تقاسم الأهل مالى بعدما انصرفـوا --- وصار وزري على ظهرني فأثقلنى
واستبدلـت زوجتي بعلاً لها بدلي --- وحكـّمتـه علـى الأولاد والسكنِ
وصيّـرت ابني عبـداً ليخدمـه --- وصار مالي لهم حِلاً بلا ثمـنِ
فلا تغرنّـك الدنيـا وزخـرفهـا --- انظر لأفعالها بالأهل والوطــنِ
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها --- هـل راح منها بغير الحنط والكفنِ؟
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي --- فضلاً جميلاً لعـل اللـه يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً --- عسى تجازين بعد الموت بالحسنِ
ثـم الصـلاة على المختار سيّدنا --- ما ألمح البرق في شامٍ وفي يمنِ
والحمد للـه ممسينـا ومصبحنـا --- بالخيـر والعفـو والإحسان والمننِ
You can see links before reply
القصيدة منسوبة لزين العابدين على بن الحسين رضى الله عنه