المهندس هشام كمال الدين
29-01-2010, 06:30 PM
You can see links before reply
كيف تحقق صفاءا نفسيا ، و طمانينة روحية ، يريانك الأمور بأحجامها الطبيعية ؟ كيف تفقد لذة الاستحواذ ؟ ومتعة التملك ؟وغريزة الكنز والجمع ؟ كيف ترى الدنيا أضيق من براح كفيك؟ كيف تفقد طعم المطعوم وبرد المشروب ؟ كيف يضيق عقلك الكبير عن استيعاب حقيقة صغيرة ؟ حقيقية أبدية متكررةحاسمة لا يردها راد ، ولايصدها صاد ؟ كيف تستعرض شريط حياتك منذ أولى إدراكاتك وحتى آخر نفس لديك ، ثم تكتشف أن الشريط لا يحتوى ما يستحق ، وأن ما قطعته من سنوات طوال فى مارثون هذه الحياة هو وهم كبير ؟ و أن ما تخيلت أنك قد حزته وقايضته عبر عمرك المديد ؛ بالدماء والعرق ونزيف الصحة لم يكن إلا سرابا خالصا ؟ !!! كيف تكتشف أن أحبابك وكل من حولك اللاصقين بقربك ما هم إلا خيالات تختفى تباعا ولا تعود ؟ !!! تاركة فى ذاكرتك صورا باهتة لذكريات تعصرك من مجامع قلبك ، كلما غلبك الحنين للمرور عليها . كيف تغمض جفنيك ، وتمدد جثمانك، متوهما أنك قد خلدت إلى الراحة ، ومطارق عقلك لا تمل طرقا ولا تكل دقا ؟؟ كيف تصلى فرض ربك ثم تكتشف أن ما كنت تمارسه من طقوس عبر عمرك المنصرم ؛ لم يكن إلا بضع حركات كنت تسميها صلاة ؟ على سبيل المجاز ! كيف تصلى وتعيش قوله صلى الله عليه وسلم" أرحنا بها يا بلال" ؟ كيف تدعو تلذذا بنشوة المناجاة لا رغبة فى إجابة الدعاء ؟!!! كيف تعيش مع لا "إله إلا الله" ؟ وكلما وردها القلب واللسان كلما أبيا الصدور عنها ؟!! كيف تطأ الدنيا بحذائك ثم تنتشى ملتذا بهذا الوطء ؟!! كيف تقهر دمعتك ابتسامتك ؟ وكيف يغلب حزنك فرحك ؟ وكيف تشعر أنك فقدت الرغبة وتلبستك الرهبة ؟؟ كيف تعيش بين الناس وحولك الناس ثم لا تشعر إلا بغربة قاتلة و وحدة بالغة ؟؟ و أن روحك وحيدة وسط صحراء الحقيقة القاحلة ؟؟!! كيف تقبل راضيا أن ينهار ما دفعت فيه عمرك لتبنيه ؟؟ بل كيف تبنى ما توقن أنه يوما ما سينهار ؟؟؟!!!
كيف يستوى عندك كل شىء ؟! ولا تهتز حزنا أو طربا أو فرقا لشىء؟! ثم إنك تزهد كل شىء!! وتمضى ما تسميها الحياة وأنت لا تلوى على شىء!!!
أتدرى متى يحدث كل ذلك عندما تعيش تجربة الموت وتوارى بيديك العاريتين أحب الناس إليك ، عندما يتمدد الجسد المسجى أمام ناظريك ، وقد تسربت منه أمارات الحياة والحركة إلى غير رجعة ، عندما تهيل التراب فوق من تحب !!
حينها فقط ترى الدنيا عارية من كل زيف حتى من ورقة التوت !!
__________________
كيف تحقق صفاءا نفسيا ، و طمانينة روحية ، يريانك الأمور بأحجامها الطبيعية ؟ كيف تفقد لذة الاستحواذ ؟ ومتعة التملك ؟وغريزة الكنز والجمع ؟ كيف ترى الدنيا أضيق من براح كفيك؟ كيف تفقد طعم المطعوم وبرد المشروب ؟ كيف يضيق عقلك الكبير عن استيعاب حقيقة صغيرة ؟ حقيقية أبدية متكررةحاسمة لا يردها راد ، ولايصدها صاد ؟ كيف تستعرض شريط حياتك منذ أولى إدراكاتك وحتى آخر نفس لديك ، ثم تكتشف أن الشريط لا يحتوى ما يستحق ، وأن ما قطعته من سنوات طوال فى مارثون هذه الحياة هو وهم كبير ؟ و أن ما تخيلت أنك قد حزته وقايضته عبر عمرك المديد ؛ بالدماء والعرق ونزيف الصحة لم يكن إلا سرابا خالصا ؟ !!! كيف تكتشف أن أحبابك وكل من حولك اللاصقين بقربك ما هم إلا خيالات تختفى تباعا ولا تعود ؟ !!! تاركة فى ذاكرتك صورا باهتة لذكريات تعصرك من مجامع قلبك ، كلما غلبك الحنين للمرور عليها . كيف تغمض جفنيك ، وتمدد جثمانك، متوهما أنك قد خلدت إلى الراحة ، ومطارق عقلك لا تمل طرقا ولا تكل دقا ؟؟ كيف تصلى فرض ربك ثم تكتشف أن ما كنت تمارسه من طقوس عبر عمرك المنصرم ؛ لم يكن إلا بضع حركات كنت تسميها صلاة ؟ على سبيل المجاز ! كيف تصلى وتعيش قوله صلى الله عليه وسلم" أرحنا بها يا بلال" ؟ كيف تدعو تلذذا بنشوة المناجاة لا رغبة فى إجابة الدعاء ؟!!! كيف تعيش مع لا "إله إلا الله" ؟ وكلما وردها القلب واللسان كلما أبيا الصدور عنها ؟!! كيف تطأ الدنيا بحذائك ثم تنتشى ملتذا بهذا الوطء ؟!! كيف تقهر دمعتك ابتسامتك ؟ وكيف يغلب حزنك فرحك ؟ وكيف تشعر أنك فقدت الرغبة وتلبستك الرهبة ؟؟ كيف تعيش بين الناس وحولك الناس ثم لا تشعر إلا بغربة قاتلة و وحدة بالغة ؟؟ و أن روحك وحيدة وسط صحراء الحقيقة القاحلة ؟؟!! كيف تقبل راضيا أن ينهار ما دفعت فيه عمرك لتبنيه ؟؟ بل كيف تبنى ما توقن أنه يوما ما سينهار ؟؟؟!!!
كيف يستوى عندك كل شىء ؟! ولا تهتز حزنا أو طربا أو فرقا لشىء؟! ثم إنك تزهد كل شىء!! وتمضى ما تسميها الحياة وأنت لا تلوى على شىء!!!
أتدرى متى يحدث كل ذلك عندما تعيش تجربة الموت وتوارى بيديك العاريتين أحب الناس إليك ، عندما يتمدد الجسد المسجى أمام ناظريك ، وقد تسربت منه أمارات الحياة والحركة إلى غير رجعة ، عندما تهيل التراب فوق من تحب !!
حينها فقط ترى الدنيا عارية من كل زيف حتى من ورقة التوت !!
__________________