كريم ماضي
28-01-2010, 06:37 PM
بقلم :نصر القفاص
أعترف بأننى أحاول التعافى من حالة «أنفلونزا القرف» بسبب أولئك الذين يفكرون بكل ما يملكون من أسلحة «السباب الشامل»!!
كنت قد قررت الذهاب إلى ماليزيا، التى أعترف بإعجابى الشديد - دون انبهار - بتجربتها منذ أن ذهبت للنهوض فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى.. فتحت الملفات.. قرأت كثيراً وطويلاً وعميقاً.. راجعت ما رأيته على الطبيعة فى رحلة إليها قبل عامين.. شرعت فى طرح رؤيتى تجاه هذا النمر الآسيوى - الإسلامى - لألقى الضوء على ما أقصده من أفكار، يسبنى لأجلها الذين لا يفكرون.. ويسيئهم أن يفكر الآخرون!!..
وأعترف أن كرة القدم جذبتنى إلى أرض الكنانة، فكان أن ذهبت للمشى الهوينا على تلك الحالة المتفردة التى صنعها نجوم لعبة حققت الانتصار، فحاول البعض التقليل من أهميتها وقيمتها.. وللذين يسخرون من محاولة ربطى بين السياسة والرياضة.. أدعوهم للتدريب ومحاولة استكمال تعليمهم حتى يكونوا رياضيين!!
فى مصر مواطن اسمه «حسن شحاتة».. عرف العاصمة عندما جاء مبهوراً إلى ضاحية «ميت عقبة»، آملاً فى أن يكون لاعباً لكرة القدم فى نادى الزمالك الذى يعشقه.. موهبته فرضته على النادى العريق.. تحمل وثبر وصبر ولعب حتى أصبح نجماً يُشار إليه بالبنان.. صدمته نكسة ١٩٦٧ وتوقف النشاط الكروى.. ذهب إلى دولة الكويت الشقيقة.. لعب وتألق فإذا به يفوز بلقب أحسن لاعب فى القارة الصفراء - آسيا -، انتصرت مصر فى حرب ١٩٧٣ واستعادت هيبتها المفقودة، وكرامتها التى كان يُعايرنا بفقدانها من كُنا نظنهم أشقاء!!
تألق «حسن شحاتة» وذاع صيته فى مصر وقارة أفريقيا.. فاز بلقب أحسن لاعب فى القارة السمراء - أفريقيا - ثم اعتزل اللعبة وخفت صوته، فانسحب إلى الكواليس نجماً لا تنساه الجماهير.. اختار طريق العمل فى سلك التدريب.. تدرج حتى وافق على أن يكون مدرباً لأحد فرق الدرجة الثانية.. كافح فى صمت.. حصد الثمرة.. صعد بفريقه للدورى الممتاز.. كرر التجربة بعدها خمس مرات.. صعد بستة فرق من دورى «المظاليم»، إلى الدورى الممتاز.. كانت آخر معاركه - تجاربه - مع فريق نحترمه جميعاً ونقدره اسمه «المقاولون العرب»..
كافح لأجل استعادة هيبته.. كان يأمل فى عودته لمكانته المصرية والأفريقية.. نجح فى أن يفوز بكأس مصر لأول مرة فى تاريخ اللعبة، بفريق من الدرجة الثانية على حساب النادى الأهلى العريق والعظيم - وقت أن كان يتولى قيادته مانويل جوزيه العبقرى - وفرضت عليه الظروف واللوائح أن يُقابل بطل الدورى بكل ما له من وزن وقيمة وشعبية.. نعرفه جميعاً فى عالمنا العربى باسم نادى الزمالك.. بعد كأس مصر التى فاز بها فريق فى الدرجة الثانية، حصد بطولة السوبر المصرى عن جدارة واستحقاق.. قاهراً الزمالك العريق بأربعة أهداف مقابل هدفين..
عند تلك اللحظة كان الخبير الأجنبى - إيطالى الجنسية - يصعد بمنتخب مصر فى تصفيات قارة أفريقيا لكأس العالم إلى الهاوية.. كان اسمه «تارديللى» وهو لاعب مرموق، لكنه مدرب مغمور جداً.. تعاقد معه واحد من فلاسفة العصر - كروياً - لحظة أن جرفته الأقدار ليكون مسؤولاً عن اتحاد كرة القدم المصرى!!
فوجئ الفيلسوف الكروى بأنه فى أزمة.. وجد ضالته فى طوق النجاة الشعبى المكنى باسم «حسن شحاتة».. قرر التعاقد معه لتدريب منتخب مصر قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام ٢٠٠٦.. وجد فى «حسن شحاتة» ضالته باعتباره موهوباً ومكافحاً ومقاتلاً.. أنقذ نفسه وعلق الجرس فى رقبته قبل البطولة بأشهر.. تقدم «المعلم» متحملاً ما فى المغامرة من ألغام.. حمل قدره على كفيه، بكل ما يملك من عقل وعلم وفن وجرأة يتميز بها المصرى الأصيل.. فاز ببطولة أفريقيا، رغم كل قنابل الدخان التى حاولت طمس معالم تاريخه وإمكاناته وفنه وذكائه..
استمر بعدها وسط صمت المشككين فى إنجازه.. حاصروه بأكاذيب مختلفة.. تم بناؤها على كذبة أساسية بقولهم إنه محظوظ.. تحمل المواطن المصرى «حسن شحاتة»، كل جرائم زرع اليأس فى داخله وصناعة الإحباط من حوله.. فجر الحقيقة - لا أقول المفاجأة - فكرر الإنجاز فى غانا عام ٢٠٠٨.. عاد من هناك صانعاً بطولة غير مسبوقة وفائزاً بكأس الأمم الأفريقية الثانية على التوالى.. استمر رغم أنف كل من دفعوه للمسؤولية، ليغسلوا أيديهم منها!!
كان على الموهوب والمصرى حتى النُخاع «حسن شحاتة».. مسؤولية بلوغ حلم الوصول إلى كأس العالم.. اجتهد مع كتيبة من الموهوبين فى فريق كرة قدم يحمل اسم الوطن.. قاتل بضراوة.. عاندته الأقدار.. وصل إلى لحظة فاصلة.. لم يحالفه التوفيق.. خانه الحظ، وهو الذى عاش تحت غبار التشويش على اسمه وتاريخه بدعوى ووصف «المحظوظ»!!..
أسعفته إرادة الأمة لحظة هزيمة يرفضونها - ربما لأنها ليست حقيقية - فكانت موافقته على الاستمرار.. هذا قدره وحقيقة التحدى الذى يواجهه.. سافر إلى البطولة الثالثة مدافعاً عن مصر أولاً، وعن إخلاص وموهبة الفريق الذى يقوده.. كانت معركته شديدة المرارة فى أنجولا.. حقق الانتصارات واحداً تلو الآخر.. وصل إلى المربع الذهبى.. لكن «جيوش الجراد» التى تقاتل لأجل زرع اليأس فى نفوس الأمة، تواجه معاركه المظفرة بكذبة اسمها «المحظوظ»!!
صناعة النجاح فى أمة يخونها مصريون.. هويتها أنها مصرية.. أمر شديد الصعوبة، ويمكن أن يرقى إلى درجة المستحيل.. هذا قدر «حسن شحاتة»، المواطن المصرى الذى يسبح عكس التيار.. مبشراً بالأمل وصانعاً للانتصارت.. ويفوز على حسابه بالنجومية كل جاهل، يحاول الثأر من شخصه دونما اكتراث بأنه يلعب لأجل أمة عريقة.. وهم يلعبون بماض وحاضر ومستقبل الأمة ذاتها.. وللأسف يقولون إنهم مصريون!!
أعترف بأننى أحاول التعافى من حالة «أنفلونزا القرف» بسبب أولئك الذين يفكرون بكل ما يملكون من أسلحة «السباب الشامل»!!
كنت قد قررت الذهاب إلى ماليزيا، التى أعترف بإعجابى الشديد - دون انبهار - بتجربتها منذ أن ذهبت للنهوض فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى.. فتحت الملفات.. قرأت كثيراً وطويلاً وعميقاً.. راجعت ما رأيته على الطبيعة فى رحلة إليها قبل عامين.. شرعت فى طرح رؤيتى تجاه هذا النمر الآسيوى - الإسلامى - لألقى الضوء على ما أقصده من أفكار، يسبنى لأجلها الذين لا يفكرون.. ويسيئهم أن يفكر الآخرون!!..
وأعترف أن كرة القدم جذبتنى إلى أرض الكنانة، فكان أن ذهبت للمشى الهوينا على تلك الحالة المتفردة التى صنعها نجوم لعبة حققت الانتصار، فحاول البعض التقليل من أهميتها وقيمتها.. وللذين يسخرون من محاولة ربطى بين السياسة والرياضة.. أدعوهم للتدريب ومحاولة استكمال تعليمهم حتى يكونوا رياضيين!!
فى مصر مواطن اسمه «حسن شحاتة».. عرف العاصمة عندما جاء مبهوراً إلى ضاحية «ميت عقبة»، آملاً فى أن يكون لاعباً لكرة القدم فى نادى الزمالك الذى يعشقه.. موهبته فرضته على النادى العريق.. تحمل وثبر وصبر ولعب حتى أصبح نجماً يُشار إليه بالبنان.. صدمته نكسة ١٩٦٧ وتوقف النشاط الكروى.. ذهب إلى دولة الكويت الشقيقة.. لعب وتألق فإذا به يفوز بلقب أحسن لاعب فى القارة الصفراء - آسيا -، انتصرت مصر فى حرب ١٩٧٣ واستعادت هيبتها المفقودة، وكرامتها التى كان يُعايرنا بفقدانها من كُنا نظنهم أشقاء!!
تألق «حسن شحاتة» وذاع صيته فى مصر وقارة أفريقيا.. فاز بلقب أحسن لاعب فى القارة السمراء - أفريقيا - ثم اعتزل اللعبة وخفت صوته، فانسحب إلى الكواليس نجماً لا تنساه الجماهير.. اختار طريق العمل فى سلك التدريب.. تدرج حتى وافق على أن يكون مدرباً لأحد فرق الدرجة الثانية.. كافح فى صمت.. حصد الثمرة.. صعد بفريقه للدورى الممتاز.. كرر التجربة بعدها خمس مرات.. صعد بستة فرق من دورى «المظاليم»، إلى الدورى الممتاز.. كانت آخر معاركه - تجاربه - مع فريق نحترمه جميعاً ونقدره اسمه «المقاولون العرب»..
كافح لأجل استعادة هيبته.. كان يأمل فى عودته لمكانته المصرية والأفريقية.. نجح فى أن يفوز بكأس مصر لأول مرة فى تاريخ اللعبة، بفريق من الدرجة الثانية على حساب النادى الأهلى العريق والعظيم - وقت أن كان يتولى قيادته مانويل جوزيه العبقرى - وفرضت عليه الظروف واللوائح أن يُقابل بطل الدورى بكل ما له من وزن وقيمة وشعبية.. نعرفه جميعاً فى عالمنا العربى باسم نادى الزمالك.. بعد كأس مصر التى فاز بها فريق فى الدرجة الثانية، حصد بطولة السوبر المصرى عن جدارة واستحقاق.. قاهراً الزمالك العريق بأربعة أهداف مقابل هدفين..
عند تلك اللحظة كان الخبير الأجنبى - إيطالى الجنسية - يصعد بمنتخب مصر فى تصفيات قارة أفريقيا لكأس العالم إلى الهاوية.. كان اسمه «تارديللى» وهو لاعب مرموق، لكنه مدرب مغمور جداً.. تعاقد معه واحد من فلاسفة العصر - كروياً - لحظة أن جرفته الأقدار ليكون مسؤولاً عن اتحاد كرة القدم المصرى!!
فوجئ الفيلسوف الكروى بأنه فى أزمة.. وجد ضالته فى طوق النجاة الشعبى المكنى باسم «حسن شحاتة».. قرر التعاقد معه لتدريب منتخب مصر قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام ٢٠٠٦.. وجد فى «حسن شحاتة» ضالته باعتباره موهوباً ومكافحاً ومقاتلاً.. أنقذ نفسه وعلق الجرس فى رقبته قبل البطولة بأشهر.. تقدم «المعلم» متحملاً ما فى المغامرة من ألغام.. حمل قدره على كفيه، بكل ما يملك من عقل وعلم وفن وجرأة يتميز بها المصرى الأصيل.. فاز ببطولة أفريقيا، رغم كل قنابل الدخان التى حاولت طمس معالم تاريخه وإمكاناته وفنه وذكائه..
استمر بعدها وسط صمت المشككين فى إنجازه.. حاصروه بأكاذيب مختلفة.. تم بناؤها على كذبة أساسية بقولهم إنه محظوظ.. تحمل المواطن المصرى «حسن شحاتة»، كل جرائم زرع اليأس فى داخله وصناعة الإحباط من حوله.. فجر الحقيقة - لا أقول المفاجأة - فكرر الإنجاز فى غانا عام ٢٠٠٨.. عاد من هناك صانعاً بطولة غير مسبوقة وفائزاً بكأس الأمم الأفريقية الثانية على التوالى.. استمر رغم أنف كل من دفعوه للمسؤولية، ليغسلوا أيديهم منها!!
كان على الموهوب والمصرى حتى النُخاع «حسن شحاتة».. مسؤولية بلوغ حلم الوصول إلى كأس العالم.. اجتهد مع كتيبة من الموهوبين فى فريق كرة قدم يحمل اسم الوطن.. قاتل بضراوة.. عاندته الأقدار.. وصل إلى لحظة فاصلة.. لم يحالفه التوفيق.. خانه الحظ، وهو الذى عاش تحت غبار التشويش على اسمه وتاريخه بدعوى ووصف «المحظوظ»!!..
أسعفته إرادة الأمة لحظة هزيمة يرفضونها - ربما لأنها ليست حقيقية - فكانت موافقته على الاستمرار.. هذا قدره وحقيقة التحدى الذى يواجهه.. سافر إلى البطولة الثالثة مدافعاً عن مصر أولاً، وعن إخلاص وموهبة الفريق الذى يقوده.. كانت معركته شديدة المرارة فى أنجولا.. حقق الانتصارات واحداً تلو الآخر.. وصل إلى المربع الذهبى.. لكن «جيوش الجراد» التى تقاتل لأجل زرع اليأس فى نفوس الأمة، تواجه معاركه المظفرة بكذبة اسمها «المحظوظ»!!
صناعة النجاح فى أمة يخونها مصريون.. هويتها أنها مصرية.. أمر شديد الصعوبة، ويمكن أن يرقى إلى درجة المستحيل.. هذا قدر «حسن شحاتة»، المواطن المصرى الذى يسبح عكس التيار.. مبشراً بالأمل وصانعاً للانتصارت.. ويفوز على حسابه بالنجومية كل جاهل، يحاول الثأر من شخصه دونما اكتراث بأنه يلعب لأجل أمة عريقة.. وهم يلعبون بماض وحاضر ومستقبل الأمة ذاتها.. وللأسف يقولون إنهم مصريون!!