المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكريات مكتئب



العندليب الحزين
17-12-2009, 11:37 AM
دخل شقتى المظلمة ..أتهادى إلى فراشى ..أشعل المصباح ..أرمى بجسدى فى أحضان سريرى ..أنظر الى هذه النافذة وأتسائل : هل ستظل مغلقة هكذا أبد الدهر ؟!

أنظر يمينا ف شمالا ..جدران الغرفة عالية جدا ..أشعر بأنى فى سجن عظيم لكنه سجن كغير السجون ..سجن انفرادى بالإختيار

أطالع جريدة ما على أجد فيها ما أنشده .. لكنى لا أجد غير الأخبار المعتادة ..قتل هذا ..ذبح هذه ..اختطاف شاب ..إغتصاب فتاه ..

أطالع جريدة أخرى باللغة الإنجليزية ..لكنى أصدم ثانية فلا شئ غير القتل ونحوه ....

لا بأس ماذا عن سماع الموسيقى ؟؟ فكرة جيدة ..
الموسيقى حقا جميلة لكنها حزينة ...حزينة جدا ..تقذف بى فى بحر من الدموع وأجد نفسى أسبح فى مياهه بلا مركب أو مجداف ...

تخنقنى الدموع ..ف أقرر فورا كفى أيتها الموسيقى ..

أطالع كتاب شعر .. الحزن يتقاذف من كل بيت كالحمم النارية ... تصيبنى تلك الحمم ..
أشعر بدوار يكاد يفتك ب رأسى !!
ماذا عن شراب كوبا من النسكافيه ؟؟
لا بأس ...أترك فراشى ...أمشى فى تلك الطرقة الضيقة ..لا أدرى لما خطواتى بطيئة لهذه الدرجة .. ترى هل أصابها الحزن بالشلل ؟ من يدرى ؟!

لقد فرغ كوبى من القهوة وما زالت رأسى تؤلمنى
..يبدو أن ب هذه الغرفة شئ ما ..أقرر الذهاب الى غرفة أخرى .. وبعد ساعات أصل غرفة المكتب ..

أجلس على كرسى ..أنظر أمامى ..إنه مكتبى يحمل تلالا من الكتب ..كان من الواجب علي أن أتصفح ولو القليل منها ...

لا بأس ماذا عن خوض هذه التجرية الأن ؟؟
يقطع شرودى موسيقى حزينة ... أنظر حولى ما هذا ؟ ....أها إنه هاتفى ... إيساف يتصل بك

ها إيساف ما الأمر ؟
لماذا تأخرت يا رجل ؟ نحن فى انتظارك منذ الكثير ؟
وهل كنا على موعد إيساف ؟
هل جننت يا رجل إنها المباراة ..
مبارة ماذا ؟
مبارة كرة السلة .... يبدو أنك تخشى الهزيمة
لا داعى للمزاح إيساف لست قادرا على المجئ ..
وأنهى المكالمة بسرعة ...

أمسك بكتاب دراسى ..أحاول أن أتصفح أوراقه الكثيرة ..إنه يتحدث عن علم الصوتيات ... أقر سطر ف الأخر ويشرد ذهنى مرة أخرى

يقطع شرودى إتصال أخر ... صاد يتصل بك ..
صاد فتاه جميلة تدعى أنها تحبنى .. لكنى لا ألمس صدقا فى كلامها ... فأى حب هذا الذى تتحدث عنه هذه الجميلة فى هذا الزمان ؟؟!!

حبيبى أنا فى إنتظارك ؟ لما تأخرت ؟
تأخرت عن ماذا ؟
أنسيت ؟ على كل لا يهم ..فلتنزل حالا فأنا أنتظرك أمام السراى مول ...
صاد صدقينى لست قادرا على الخروج معك ..
تصرخ بأذنى من تظن نفسك ؟ لم أعد أحتمل هذا الأسلوب ولا هذه الطريقة ... ولن أكلمك ثانية ... ولتذهب إلى الجحيم أيها المغرور ...
صاد .. صاد ... لقد أنهت المكالمة

لا بد إذا من غلق هذا الهاتف المعلون ... أحاول تصفح كتاب الترجمة ... أه رأسى تؤلمنى .. يبدو أنها بها خللا ما ... أقرر النوم

أعود الى فراشى ...أغمض عينى.. أبحث عنك أيها النوم .. أين أنت ؟ ..طالما افتقدتك كثيرا ..

تغفو عينى قليلا
أيد توقظنى ...أتنام ؟ كيف لك هذا ؟
من انت ؟ أرتدى نظارتى ... ها إنه صديق العمر ... الراحل محمود ...

أهلا بك صديقى .. كيف عدت من موتك ؟
ينظر لى نظرة أعجز عن فهمها ... ثم يختفى

أفيق من نومى مفزوعا بعض الشئ ...تحاصرنى جبال من الألم ...تزرف عيناى الدمع .. أتذكر تلك الحادثة المشئومة ...
أتسائل هل كان بإمكانى أن أنقذ صديقى من الموت ؟
لا ....... إنه القدر يا هانى ...نم وكفاك حزنا ...
يبدو أنك على صواب .. النوم أفضل ..

تغفو عينى مرة ثانية .... ملاك يتدلى من سقف الغرفة العالية ... إنها حبيبتى الراحلة ... إنها هيام ...
تسألنى : ما بك حبيبى ؟
لا أجيب ... تظل تسئلنى ... وأنا صامتا لا أحرك شفتاى بحرف ... تسئم منى .. تقرر الرحيل ..
وأقرر أنا أن أفيق من نومى هذا فهو أشد إيلاما من اليقظه ..

أخرج من تحت رأسى ألبوما من الصور ... ف هذه صورتى وأنا خارج البلاد ... وهذه أمى الغالية ... وهذا صديق العمر الراحل ... وهذه أنا و هيام ... وهذه جدتى ...

أه ... لقد قررت جدتى الرحيل منذ أسبوع فقط .. رحلت يوم عيدنا ... كأنها أرادت أن تقول ... لا يا هانى .. لا يجب أن تفرح أبدا

أتحسس صدرى ...إنه مبلل للغاية .. يبدو أنها الدموع

أحدث عينى بصوت مختنق ..كفى ... كفى يا عين .. احفظى مائك واحبسيها .. فلقد أخبرنى طبيب العيون أنك مصابة بإلتهاب فى الأعصاب ..وأنه يجب عليك الراحة ؟

أقرر أن أنام جبرا ... أبحث عن المهدأت ... يا إلهى لقد نفذت البارحة ...
أرتدى ملابسى ..أذهب الى صيدلية ما ..
أود الحصول على علبة مثل هذه ؟
أسف سيدى ..لست قادرا على بيعها إياك دون إذن من الطبيب

أنصرف حزينا .. أهمهم ببعض كلمات لست أفهمها
أحاول أن أعود إلى شقتى .. أقصد سجنى .. لم أعد قادرا على أن أتذكر أيا من العمارات هذه أسكن ؟ أيا من الشقق تلك أقطن ؟

نعم أتذكر أنى أسكن بحى حدائق الشيطان الذى يدعى زورا حدائق القبة .. شارع ولى العهد
لكن لم أعد أعرف من أين الطريق ؟ من أين يا هانى ؟

لا أدرى
أسير طويلا .. أجد نفسى فجأة أمام ترعة الإسماعيلية ..أسير على ضفافها ..أحدث المياه وتحدثنى ...

أترنح يمينا وشمالا كأنى قد ثملت من الخمر ...وكل ما أتذكره أنى ...أسقط أرضا ..
أ س ق ط أ ر ض ا

7asnaa kareem
17-12-2009, 02:08 PM
فعلا قصه كئيبه

مشكوووووووووووووووووووور

شمس بياض
17-12-2009, 09:15 PM
نتمنى مزيدا من المشاركات
وكثيرا من الذكريات
لكن ابعدنا بالله عليك عن الكئيبات

وعودا حميدا اخى هانى

العندليب الحزين
19-12-2009, 12:14 PM
فعلا قصه كئيبه




مشكوووووووووووووووووووور



الشكر لمرورك
وأسف على جو الإكتئاب ده

العندليب الحزين
19-12-2009, 12:14 PM
نتمنى مزيدا من المشاركات
وكثيرا من الذكريات
لكن ابعدنا بالله عليك عن الكئيبات

وعودا حميدا اخى هانى


شكرا ل حضرتك
إن شاء الله
شكرا لمرورك