noha77
14-12-2009, 09:56 PM
المتكلمة بالقرآن
قال عبد الله بن المبارك خرجت حاج إلى بيت الله الحرام وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام فبينما أنا في الطريق إذ أنا بسواد ، فتميزت ذاك ، فإذا عجوز عليها درع من صوف وخمار . فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالت : ( سلام قول من رب رحيم ) فقلت : رحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟ قالت : " وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " ، فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها أين تريدين ؟
قالت : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى " فقلت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها أنتي منذ كم في هذا الموضوع قالت : " ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً " .
فقلت لها ما أرى معك طعاماً تأكلين قالت : " هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ " ، فقلت : فبأي شيء تتوضئين قالت : " فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً " فقلت لها إن معي طعاماً فهل لك في الأكل ؟ قالت : " ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ " فقلت قد أبيح لنا الإفطار في السفر فقالت : " وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " فقلت لما لا تكلميني مثل ما أكلمك ؟ قالت : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
قلت فمن أي الناس أنتي ؟ قالت : " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " ، فقلت قد أخطأت في جعلي في حل قالت : " لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ " فقلت فهل لك أن أحملك على ناقتي فتدركي؟ القافلة قالت : " وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ " قال : فانحنت الناقة .فقالت {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها . وقلت لها اركبي فلما همت بالركوب نفرت الناقة فمزقت ثيابها . فقالت َمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ". فأمسكت الناقة وقلت لها اركبي . قالت :" وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ " فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت :" َاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ" ،
فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر فقالت :" َاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ " ، فقلت لها لقد أوتيت خيرا كثيرا ، قالت :" َمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " ، فلما مشيت بها قليلا قلت لها ألك زوج ؟ قالت :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ" ، سكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ، فقلت لها هذه القافلة فمن لك فيها ،
فقالت:" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ، فعلمت أن لها أولاد . فقلت لها وما شأنهم في الحج ؟ قالت :" وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" ، فعلمت أنهم أدلاء الركب ، فقصدت القباب والعمارات فقلت لها ، هذه القباب فمن لك فيها ؟ قالت :" وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً" ، " وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" ، " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" فناديت : يا إبراهيم ، يا موسى ، يا يحي ، فإذا بشبان كأنهم الأقمار ، قد أقبلوا ، فلما استقر بهم الجلوس ، قالت :" ابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ" ، فمضى أحدهم فاشترى طعاما ، فقدموه بين يدي ، فقالت : {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}.
فقلت . الآن طعامكم على حرام حتى تخبروني بأمرها ، فقالوا : هذه أمنا ، وهي منذ أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ، فقلت :"
قال عبد الله بن المبارك خرجت حاج إلى بيت الله الحرام وزيارة نبيه عليه الصلاة والسلام فبينما أنا في الطريق إذ أنا بسواد ، فتميزت ذاك ، فإذا عجوز عليها درع من صوف وخمار . فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقالت : ( سلام قول من رب رحيم ) فقلت : رحمك الله ما تصنعين في هذا المكان ؟ قالت : " وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ " ، فعلمت أنها ضالة عن الطريق فقلت لها أين تريدين ؟
قالت : " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى " فقلت أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس فقلت لها أنتي منذ كم في هذا الموضوع قالت : " ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً " .
فقلت لها ما أرى معك طعاماً تأكلين قالت : " هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ " ، فقلت : فبأي شيء تتوضئين قالت : " فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً " فقلت لها إن معي طعاماً فهل لك في الأكل ؟ قالت : " ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ " فقلت قد أبيح لنا الإفطار في السفر فقالت : " وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " فقلت لما لا تكلميني مثل ما أكلمك ؟ قالت : " مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " .
قلت فمن أي الناس أنتي ؟ قالت : " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " ، فقلت قد أخطأت في جعلي في حل قالت : " لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ " فقلت فهل لك أن أحملك على ناقتي فتدركي؟ القافلة قالت : " وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ " قال : فانحنت الناقة .فقالت {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} فغضضت بصري عنها . وقلت لها اركبي فلما همت بالركوب نفرت الناقة فمزقت ثيابها . فقالت َمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ". فأمسكت الناقة وقلت لها اركبي . قالت :" وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ " فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت :" َاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ" ،
فجعلت أمشي رويدا رويدا وأترنم بالشعر فقالت :" َاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ " ، فقلت لها لقد أوتيت خيرا كثيرا ، قالت :" َمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ " ، فلما مشيت بها قليلا قلت لها ألك زوج ؟ قالت :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ" ، سكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ، فقلت لها هذه القافلة فمن لك فيها ،
فقالت:" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ، فعلمت أن لها أولاد . فقلت لها وما شأنهم في الحج ؟ قالت :" وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ" ، فعلمت أنهم أدلاء الركب ، فقصدت القباب والعمارات فقلت لها ، هذه القباب فمن لك فيها ؟ قالت :" وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً" ، " وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" ، " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ" فناديت : يا إبراهيم ، يا موسى ، يا يحي ، فإذا بشبان كأنهم الأقمار ، قد أقبلوا ، فلما استقر بهم الجلوس ، قالت :" ابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ" ، فمضى أحدهم فاشترى طعاما ، فقدموه بين يدي ، فقالت : {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}.
فقلت . الآن طعامكم على حرام حتى تخبروني بأمرها ، فقالوا : هذه أمنا ، وهي منذ أربعين سنة لا تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن ، فقلت :"