محمد عبدالمنعم الملط
10-10-2009, 01:26 PM
You can see links before reply
أسأل الله العظيم أن يشرح بالإيمان صدرك وأن يكتب لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً . .
الحياة . . يا أخي مخلوقة مثل ما أنت مخلوق . .
لا تملك الحياة أن تقسو على أحد . .
كما لا تملك أنت أن تقسو على الحياة . . .
عاش النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وحيداً ، وتكاثرت عليه الهموم . .
وتكالبت عليه قوى الشرّ بالسخرية والشتم والامتهان والاستهزاء . .
حتى أنه صلى الله عليه وسلم في قمّة إيذاء قريش له كان لا يجد أنيساً ولا سلوة إلاّ بتنزّل الوحي عليه . .
وفي لحظة قسوة من البشر ، وسخرية واستهزاء . . ينقطع عنه الوحي فترة من الزمن . .
فكانت تلك من أصعب اللحظات والأيام التي مرّت على النبي صلى الله عليه وسلم . .
هنا يا أخي . .
دعني أتأمل معك ومع القارئ والقارئة كيف ربّى الله تعالى نبيّه ورعاه في هذا الجو المشحون بالهمّ والغمّ . .
ولنستفد منه ونحن أمة و أتباع هذاالنبي العظيم . . ونتعلّم من تربية الله لعبده محمد صلى الله عليه وسلم . .
أنزل الله تعالى عليه سورتي ( الضحى و الا نشراح ) . .
اقرأهما بتدبّر وتأمل في معانيها . .
وانطلق في حياتك وأنت ترتّل بالحب ( ألم نشرح ) . .
إن الله لم ينهَ عبده محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يشعر وأن لا يهتم وأن لا يتضايق مما يحكم الله به عليه من القضاء والقدر . .
لكن الله علّمه كيف يتعامل مع هذه الظروف :
1 - عندما تهتم لفقد نعمة من النعم أو أمنية من الأمنيات .. تذكّر أن الله أنعم عليك بأكثر مما منع عنك ... إنه يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( ألم يجدك يتيماً فآوى . ووجدك ضالاً فهدى . ووجدك عائلاً فأغنى ) . .
نشأت في مكة طفلاً يتيماً وكنت لحظتها أحوك ما تكون إلى النصير والظهير . . فآواك الله .. فتذكّر .
وكنت ضالاً بمعنى تعيش في مجتمع يعجّ بالضلالة والمنكرات والكفر والجحود .. فهداك الله إلى النور ...
وكنت إضافة إلى يتمك وإضافة إلى أنك في مجتمع لا يعرف إلاّ سيادة الظلم كنت مع هذا فقيراً . . فأغناك الله . . فتزوّجت خديجة رضي الله عنها وكانت من أغنياء الناس . . فأغناك الله حسّاًومعنىً . .
كل هذه النّعم منحك الله إيّأها . . وأنت لما تزل إنساناً مثل الناس ولم تكن نبيّاً بعد .. فهل تُرى يا محمد أن من أنعم عليك بهذه النّعم في تلك المرحلة يتركك فيما بقي من عمرك وأنت النبي الأعظم ... ( ما ودّعك ربك وما قلى ) .. لاحظ أنه قال ( ما ودّعك ) ولم يقل : لم يودّك أو لن يودّعك . . لينفي الماضي والحاضر والمستقبل ..
هنا نتعلّم . .
عندما نرى أن الأمور تسير في غير الاتجاه الذي نتمنّاه .. عندها ينبغي أن نستحضر ونذكّر أنفسنا بالنعم التي أغدق بالله بها علينا ..
أخي الغالي .. اتمنى عليك وأنت في لحظة سكون أن تتذكّر بهدوء ما هي النّعم التي ترى أن الله ميّزك بها عن غيرك ..
تستطيع أن تتكلم .. تستطيع أن تعمل ز. تستطيع أن تفكر .. تستطيع أن تنام .. غيرك لا يستطيع الكلام .. ولايستطيع أن يعمل إمّا لكسل أو عجز أو ضعف .. غيرك مجنون يمشي في الأسواق تلعب به الصبيان . . !!
فكّر بهدوء . .
إن التفكير بنعم الله وملاحظتها عند أقدار الله .. تبعث في نفوسنا :
- الرضا عن الله .
- تدفع فينا عامل التفاؤل والتفكير بطريقة مختلفة .
2 - يؤكّد الله تعالى لنبيه على معنى التفاؤل بقوله ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) .
تأمل .. تدبّر .. إنه يقول ( مع العسر ) ولم يقل : بعد العسر . .
فاليسر دائماً مصاحباً للعسر . .
أنت الآن تشعر ان الحياة تقسو عليك بالهموم . .
ألم تُشعرك هذه القسوة بالقرب والحاجة والانطراح بين يدي الله . . !!
أحياناً نتلهّى عن الله فلا ننطرح بين يديه .. ولا ندعوه ولا نستغفره .. فتأتي الشدائد . . فننحني بين يدي الله مضطرين منطرحين باكين ... وما ألذّ الدمعات التي يسكبها المرء بين يدي ربه ..
كل ما عليك يا أخي أن تلاحظ مواطن اليسر في حالات العسر !
3 - لا تكن فارغاً . .
الفراغ . . يا أخي من أعظم أسباب تكالب الهموم والمشاعر السلبيّة . .
ولذلك يقول الله تعالى لنبيّه ( فإذا فرغت فانصب ) ..
يعني .. لا تبقَ فارغاً . .
بقدر ما تكون فارغ بلا عمل دنيا ولا عمل آخرة . . عندها فعلاً ستشعر أن الحياة قاسية . .
والحقيقة هو أنك أنت القاسي على نفسك . .
اعمل . . لا تكن فارغاً . . إذا فرغت من عمل دنيا فانصب في عمل آخرة . . وهكذا
..
ولتتذوق طعم ومتعمة العمل حتى ولو كان عمل دنيا : ابتغِ به وجه الله ( وإلى ربك فارغب ) فالعمل المجرّد عن ملاحظة ابتغاء وجه الله والاحتساب فيه .. قد تجد فيه نوع متعة .. لكنك لن تجد فيه متعة كاملة ما لم تبتغِ به وجه الله . .
- تذكّر النّعم .
- تفاءل .
- لا تكن فارغاً ..
أخي ..
غير طريقة تفكيرك عن الحياة . .
الحياة ليست ( جنة ) ..
وليست ( منتزه ) !!
الحياة . . طبعت على الكدح والكَبد والكفاح ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .. ( يا إيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) . .
تذكّر أنك تعيش في الدنيا .. وهذه طبيعة الدنيا .. ( كبد وكدح ) والراحه إنما تكون في الجنة . .
والجنة لا تُنال إلاّ بالرضا عن الله والعمل .
إن ما تشعر به من القسوة والشعور بالألم . . يدقّ لك جرس الإنذار . . بأن تنهض للحياة بتفكير بجديد . .
أن تغيّر من حالك . .
لأن الله يقول ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) . .
ثق تماماً أنك لا تملك تغيير الحياة ولا تغيير ظروفها ..
لكنك حتماً تستطيع أن تغيّر من نفسك . .
ومن الأمثال الدارجة في الحِكم . . كن مثل السنبلة كلما هبّت العاصفة انثنت لتمرّ العاصفة !
لاحظ .. لو أن السنبلة قاومت العاصفة لتكسّرت !
لذلك تعلّم من هذا الألم . . والتفت إلى روح المل في حياتك . .
حدد أهدافك . .
تعلّم الإنجاز .. ولو كان شيئا بسيطاً .. لكن حاول أن تنجز ..
الانجاز يعيطك شعوراً بالتفاؤل .. وونوعا من التحفيز . .
أخي لا تظن أنه لابد حين أن ننجز لابد أن ننجز شيئا كبيراً . .
لا يا أخي . . أنجز شيئا تستطيعه .. حتى لو كان في نظرك يسيراً . . الأهم أن تنجز ..
احفظ سورة البقرة ..
أتقن آية الكرسي ..
احفظ قصيدة ..
حافظ على ركعة الوتر ..
اهتم بركعات الضحى ..
رتّب سيارتك ..
ساعد والدك ..
قدّم لوالدتك لأختك هديّة ..
قم بترتيب غرفتك .. مكتبك ..
غيّر روتين وجودك في البيت ..
الأفكار والأعمال كثيرة . . فقط فكّر في الإنجاز . .
ارتبط بأصدقاء طيبين أصحاب همم عالية . . يحفّزونك دائماً للإبداع والانجاز . .
أخي الكريم ..
يقول صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاء عافية " ..
من الآن .. إلزم الاستغفار . .
تفاءل . . وارضَ باختيار الله لك .. وارضَ عن ربك . .. فإنه بك لطيف خبير .
وفقك الله واسعدك ..
You can see links before reply
أسأل الله العظيم أن يشرح بالإيمان صدرك وأن يكتب لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجاً . .
الحياة . . يا أخي مخلوقة مثل ما أنت مخلوق . .
لا تملك الحياة أن تقسو على أحد . .
كما لا تملك أنت أن تقسو على الحياة . . .
عاش النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وحيداً ، وتكاثرت عليه الهموم . .
وتكالبت عليه قوى الشرّ بالسخرية والشتم والامتهان والاستهزاء . .
حتى أنه صلى الله عليه وسلم في قمّة إيذاء قريش له كان لا يجد أنيساً ولا سلوة إلاّ بتنزّل الوحي عليه . .
وفي لحظة قسوة من البشر ، وسخرية واستهزاء . . ينقطع عنه الوحي فترة من الزمن . .
فكانت تلك من أصعب اللحظات والأيام التي مرّت على النبي صلى الله عليه وسلم . .
هنا يا أخي . .
دعني أتأمل معك ومع القارئ والقارئة كيف ربّى الله تعالى نبيّه ورعاه في هذا الجو المشحون بالهمّ والغمّ . .
ولنستفد منه ونحن أمة و أتباع هذاالنبي العظيم . . ونتعلّم من تربية الله لعبده محمد صلى الله عليه وسلم . .
أنزل الله تعالى عليه سورتي ( الضحى و الا نشراح ) . .
اقرأهما بتدبّر وتأمل في معانيها . .
وانطلق في حياتك وأنت ترتّل بالحب ( ألم نشرح ) . .
إن الله لم ينهَ عبده محمد صلى الله عليه وسلم أن لا يشعر وأن لا يهتم وأن لا يتضايق مما يحكم الله به عليه من القضاء والقدر . .
لكن الله علّمه كيف يتعامل مع هذه الظروف :
1 - عندما تهتم لفقد نعمة من النعم أو أمنية من الأمنيات .. تذكّر أن الله أنعم عليك بأكثر مما منع عنك ... إنه يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ( ألم يجدك يتيماً فآوى . ووجدك ضالاً فهدى . ووجدك عائلاً فأغنى ) . .
نشأت في مكة طفلاً يتيماً وكنت لحظتها أحوك ما تكون إلى النصير والظهير . . فآواك الله .. فتذكّر .
وكنت ضالاً بمعنى تعيش في مجتمع يعجّ بالضلالة والمنكرات والكفر والجحود .. فهداك الله إلى النور ...
وكنت إضافة إلى يتمك وإضافة إلى أنك في مجتمع لا يعرف إلاّ سيادة الظلم كنت مع هذا فقيراً . . فأغناك الله . . فتزوّجت خديجة رضي الله عنها وكانت من أغنياء الناس . . فأغناك الله حسّاًومعنىً . .
كل هذه النّعم منحك الله إيّأها . . وأنت لما تزل إنساناً مثل الناس ولم تكن نبيّاً بعد .. فهل تُرى يا محمد أن من أنعم عليك بهذه النّعم في تلك المرحلة يتركك فيما بقي من عمرك وأنت النبي الأعظم ... ( ما ودّعك ربك وما قلى ) .. لاحظ أنه قال ( ما ودّعك ) ولم يقل : لم يودّك أو لن يودّعك . . لينفي الماضي والحاضر والمستقبل ..
هنا نتعلّم . .
عندما نرى أن الأمور تسير في غير الاتجاه الذي نتمنّاه .. عندها ينبغي أن نستحضر ونذكّر أنفسنا بالنعم التي أغدق بالله بها علينا ..
أخي الغالي .. اتمنى عليك وأنت في لحظة سكون أن تتذكّر بهدوء ما هي النّعم التي ترى أن الله ميّزك بها عن غيرك ..
تستطيع أن تتكلم .. تستطيع أن تعمل ز. تستطيع أن تفكر .. تستطيع أن تنام .. غيرك لا يستطيع الكلام .. ولايستطيع أن يعمل إمّا لكسل أو عجز أو ضعف .. غيرك مجنون يمشي في الأسواق تلعب به الصبيان . . !!
فكّر بهدوء . .
إن التفكير بنعم الله وملاحظتها عند أقدار الله .. تبعث في نفوسنا :
- الرضا عن الله .
- تدفع فينا عامل التفاؤل والتفكير بطريقة مختلفة .
2 - يؤكّد الله تعالى لنبيه على معنى التفاؤل بقوله ( فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا ) .
تأمل .. تدبّر .. إنه يقول ( مع العسر ) ولم يقل : بعد العسر . .
فاليسر دائماً مصاحباً للعسر . .
أنت الآن تشعر ان الحياة تقسو عليك بالهموم . .
ألم تُشعرك هذه القسوة بالقرب والحاجة والانطراح بين يدي الله . . !!
أحياناً نتلهّى عن الله فلا ننطرح بين يديه .. ولا ندعوه ولا نستغفره .. فتأتي الشدائد . . فننحني بين يدي الله مضطرين منطرحين باكين ... وما ألذّ الدمعات التي يسكبها المرء بين يدي ربه ..
كل ما عليك يا أخي أن تلاحظ مواطن اليسر في حالات العسر !
3 - لا تكن فارغاً . .
الفراغ . . يا أخي من أعظم أسباب تكالب الهموم والمشاعر السلبيّة . .
ولذلك يقول الله تعالى لنبيّه ( فإذا فرغت فانصب ) ..
يعني .. لا تبقَ فارغاً . .
بقدر ما تكون فارغ بلا عمل دنيا ولا عمل آخرة . . عندها فعلاً ستشعر أن الحياة قاسية . .
والحقيقة هو أنك أنت القاسي على نفسك . .
اعمل . . لا تكن فارغاً . . إذا فرغت من عمل دنيا فانصب في عمل آخرة . . وهكذا
..
ولتتذوق طعم ومتعمة العمل حتى ولو كان عمل دنيا : ابتغِ به وجه الله ( وإلى ربك فارغب ) فالعمل المجرّد عن ملاحظة ابتغاء وجه الله والاحتساب فيه .. قد تجد فيه نوع متعة .. لكنك لن تجد فيه متعة كاملة ما لم تبتغِ به وجه الله . .
- تذكّر النّعم .
- تفاءل .
- لا تكن فارغاً ..
أخي ..
غير طريقة تفكيرك عن الحياة . .
الحياة ليست ( جنة ) ..
وليست ( منتزه ) !!
الحياة . . طبعت على الكدح والكَبد والكفاح ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .. ( يا إيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ) . .
تذكّر أنك تعيش في الدنيا .. وهذه طبيعة الدنيا .. ( كبد وكدح ) والراحه إنما تكون في الجنة . .
والجنة لا تُنال إلاّ بالرضا عن الله والعمل .
إن ما تشعر به من القسوة والشعور بالألم . . يدقّ لك جرس الإنذار . . بأن تنهض للحياة بتفكير بجديد . .
أن تغيّر من حالك . .
لأن الله يقول ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ) . .
ثق تماماً أنك لا تملك تغيير الحياة ولا تغيير ظروفها ..
لكنك حتماً تستطيع أن تغيّر من نفسك . .
ومن الأمثال الدارجة في الحِكم . . كن مثل السنبلة كلما هبّت العاصفة انثنت لتمرّ العاصفة !
لاحظ .. لو أن السنبلة قاومت العاصفة لتكسّرت !
لذلك تعلّم من هذا الألم . . والتفت إلى روح المل في حياتك . .
حدد أهدافك . .
تعلّم الإنجاز .. ولو كان شيئا بسيطاً .. لكن حاول أن تنجز ..
الانجاز يعيطك شعوراً بالتفاؤل .. وونوعا من التحفيز . .
أخي لا تظن أنه لابد حين أن ننجز لابد أن ننجز شيئا كبيراً . .
لا يا أخي . . أنجز شيئا تستطيعه .. حتى لو كان في نظرك يسيراً . . الأهم أن تنجز ..
احفظ سورة البقرة ..
أتقن آية الكرسي ..
احفظ قصيدة ..
حافظ على ركعة الوتر ..
اهتم بركعات الضحى ..
رتّب سيارتك ..
ساعد والدك ..
قدّم لوالدتك لأختك هديّة ..
قم بترتيب غرفتك .. مكتبك ..
غيّر روتين وجودك في البيت ..
الأفكار والأعمال كثيرة . . فقط فكّر في الإنجاز . .
ارتبط بأصدقاء طيبين أصحاب همم عالية . . يحفّزونك دائماً للإبداع والانجاز . .
أخي الكريم ..
يقول صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاء عافية " ..
من الآن .. إلزم الاستغفار . .
تفاءل . . وارضَ باختيار الله لك .. وارضَ عن ربك . .. فإنه بك لطيف خبير .
وفقك الله واسعدك ..
You can see links before reply