المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تحيا سعيدا؟! كيف تسعد بلسانك ؟!!



بنوتة كريزي
06-10-2009, 02:17 PM
كيف تسعد بلسانك؟
(1)
كان المتسلل إلى مصنع الحياكة مندهشاً حينما سمع الحائك الماهر يردد ويخاطب لسانه قائلاً: كل حذري منك أيّها المارد اني اسهر الليالي واقضي الايام في سبيل لقمة عيش، ولكن هل لي ان ارجو ذلك وانت في فمي؟ فشغل المتسلل عما جاء مَن اجله من السرقة واخذ يستمع إلى الحائك في عجب فعزم غداً على ان يتابع حياة هذا الرجل ليرى نهايتها فاخذ يراقبه كل ليلة حتى اتم الحائك السجاد القيم، وفي الغد اخذ السجاد الثمين إلى الملك هدية قيمة فرحب به واعجب بهديته وقدر مساعيه وحضر المتسلل المجلس ليشهد مصير الحائك فقال كل قولا ثم قال الملك: الافضل ان تسئل مَن الحائك فهو اعلم بالموضوع فلما سأله اجاب: في رأيي ان احسن ما يصلح له السجاد هو ان يطرح على جنازة الملك فاذا بالملك اشتد غضبه ونهر الحائك، وامر بقطع لسانه وقطع عنقه: هناك قام المتسلل إلى الملك وقص عليه قصة الليالي ومناجاته العجيبة مع نفسه كل ليلة سهر فيها على السجاد واعتذر عن المسكين بان لسانه لا يعبر عن فؤاده تماما.
ومن هنا نعرف حكمة الإمام الباقر )ع( {ان الندامة على طول الصمت مرة واحدة خير مَن الندامة على كثرة الكلام مرات}.
الكلمة الواحدة تكفي لشقاء عمر كامل، وللقضاء على عمر كامل فلماذا لا الاحظ كلماتي، واتبع القصد فيها، ولا اكون وراء لساني يجرني إلى ما لا تحمد عواقبه، ان اللسان مارد يجب ان يسجن قبل ان يلقي صاحبه في السجن، ويجب ان يقيد قبل ان يكبل صاحبه بالف قيد، قال الشاعر:
يموت الفتى مَن عثرة بلسانه وليس يموت المرء مَن عثرة الرجل
ان ابا ذر كان مَن اصدق اصحاب النبي، ولكنه حينما يستنصح الرسول بشيء يقول له النبي (ص) الا اعلمك بعمل خفيف على البدن ثقيل في الميزان؟ قال: بلى يا رسول الله قال هو الصمت، وحسن الخلق، وترك ما لا يعنيك}:
اتدري ما كان خلق صحابة الرسول الذين اعجب بهم العالم مدى التاريخ: كانوا كما يقول احدهم ان الرجل ليكلمن بالكلام وجوابه اشهى الي مَن الماء البارد على الظمأ، فاتركه خيفة ان يكون فضولا} كان قد ادبهم النبي (ص) بذلك حينما قال لهم {طوبى لمن امسك الفضل مَن لسانه وانفق الفضل مَن ماله}.
وحينما قال لهم مَن تكفل لي بما بين لحييه ورجليه اتكفل له بالجنة، وحينما سألوه ما النجات، اجابهم املك عليك لسانك}.
وحينما اكثر مَن تلاوة آيات النار يوم القيامة واهوالها المرعبة: فارادوا ان يعرفوا ما هو السبب الرئيسي في دخول الناس إلى النار قال لهم، {وهل يكب الناس على مناخرهم في النار الا حصائد السنتهم}.